مسمار القدم.. آلام مبرحة تتضاعف مع المشي
من المشاكل التي يعاني منها الأشخاص الذين تتطلب اعمالهم الوقوف لفترات طويلة
2017-10-28 19:10:00
رام الله - الحياة الجديدة- حنين خالد - مسمار اللحم من المشاكل الصحية التي يعاني منها الأشخاص الذين تتطلب اعمالهم الوقوف لفترات طويلة ويكون من خلال بروز زوائد لحمية على طرف أصابع القدم من الجهة السفلى أو من الجهة العليا للأصابع نتيجة احتكاك الحذاء على الأرض، أو الوقوف لمدة طويلة لمرتدي حذاء قد يكون ضيقًا ما يؤدي إلى حدوث ألم شديد عند لمسه والضغط عليه أو المشي على القدم الموجود بها.
ويعرف الأطباء مسامير اللحم في الرجلين أو ما يسمى بعيون السمكة، بتقرحات في الجلد وبروز لحمي ينمو على قمم الأقدام وبين جوانب أصابع القدم.
ويعرّف د. حسام خريم استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية خلال حديث لـ "الحياة الجديدة" مسمار اللحم أنه عبارة عن تصلب منطقة معينة في العظم وهذا التصلب يحدث بهدف حماية القدم نفسها ليحمي الجسم".
ويقول: "الفرق بين المسمار اللحمي والعظمي أنّ الأول هو مشكلة صحية تصيب الجلد فقط بينما الثاني مشكلة صحية تصيب العظم نفسه، علمًا أن مسمار اللحم يصيب النساء أكثر من الرجال".
وعن أسبابها يرى د. خريم أن الوقوف فترة طويلة على القدمين، أو زيادة الوزن وارتداء الأحذية الضيقة والصلبة، يساعد على ظهور ونمو المسامير اللحمية، علمًأ أنه غير معدٍ وليس له علاقة بالوراثة".
وحول التدابير الوقائية أكدّ د. خريم أنه من أجل أن لا يتكوّن مسمار اللحم علينا المحافظة على الوزن المثالي للجسم وتجنب الوقوف لفترات طويلة على القدمين، إضافة إلى تجنب المشي لمسافات طويلة.
ويحذّر من ارتداء الأحذية الضيقة والصلبة والكعب العالي، وارتداء أحذية عند المشي على الأرض الصلبة، مع مراعاة ارتداء الجرابات القطنية قبل ارتداء الأحذية، والعناية بنظافة القدمين بالماء والصابون بعد خلع الأحذية.
أما بخصوص المناطق التي يمكن أن يظهر بها مسمار اللحم فهي متعددة، فيظهر عادةً بين الإصبعين وخاصة الرابع والخامس حيث يتصف بعد صلابته ولحميته كالمسامير الأخرى ويكون في الغالب مائلا للبياض، كما يظهر في باطن القدم وفي قوس مشط القدم بالتحديد، أو على الإصبع الصغير في منطقته الخارجية وهو مكان احتكاك الإصبع الصغير مع الحذاء.
الفرق بين الثآليل ومسامير اللحم
الثآليل سببها أحد الفيروسات المنتشرة والمعدية وليس من السهل معرفة وتحديد مصدر تلك العدوى لتفاديها.
عادة ثآليل أسفل القدم تكون على شكل عقد غارزة في الجلد نتيجة الضغط عليها وبأعداد كبيرة وأحجام مختلفة بينما تكون بارزة بالأماكن التي لا يوجد ضغط عليها مثل بين الأصابع أو باطن الرجل وما يميز الثالولة عن المسمار وجود نقاط سوداء اللون في الوسط أما مسامير اللحم بداية فإنها غير معدية توجد في أماكن الضغط فقط حيث يقاوم الجلد الضغط الحاصل من الأعلى فيزيد سماكته مكونا مادة صلبة و كأنها مسمار من اللحم مؤلم جدا أثناء السير نرى كثيرا هذه المسامير عند أصحاب مهن معينة حيث يتطلب عملهم الوقوف لساعات طويلة, مثل أصحاب المطاعم او الحلاقين و مهن أخرى.
في الوقت نفسه لا نرى مسامير لحمية في باطن الرجل لانعدام الضغط و لا نرى النقاط السوداء في وسط المسمار كما هو في الثآليل و بخصوص العدد فهو قليل و مرتبط بمراكز الضغط المحدودة بينما الثآليل ليس لها أماكن محددة.
"الكالو" ومسمار اللحم
يخلط الكثيرون بين الكالو ومسمار القدم اللحمي، ودأب معظم الناس على اطلاق لفظ "كالو" على كل ما هو بارز وغريب على القدم، وأيا كان فـ "الكالو" يحدث عادة في مواضع محددة من قاع القدم مثل بطن القدم، او الكعب او السطح السفلي للابهام، فإن مسامير اللحم غالبا ما تظهر كنتوءات على الاصابع وبين اصابع القدم، كما انها تتركز في باطن القدم. وهي ايضا عبارة عن تخشن وزيادة في سمك طبقة الكرياتين في الجلد نتيجة الضغط المباشر على المنطقة.
ينشأ مسمار اللحم عن المشي اليومي المرهق والطويل، حيث يضع ثقلا مستمرا على القدم، بما يعادل عادة واحدا ونصفا من وزن الجسم. ويشكل هذا ضغطا كبيرا، ولكن لا يمكن القاء اللوم على المشي فقط في حدوث البروزات والنتوءات الجلدية، فاللوم يقع بالدرجة الاولى على نوع الحذاء الذي نرتديه ليناسب المهام التي نقوم بها.
ويتكون مسمار اللحم Corns فوق اعلى الاصابع لأن عظم الاصبع يكون بارزا فيواجه جلد الاصبع ضغط الحذاء بضغط مضاد منه، وهذا يشكل ضغطا مستمرا على الجلد فيزداد سمكه للحماية من هذا الضغط ومنها ينشأ مسمار اللحم.
وتحتوي هذه البروزات على بروز وسطى تكون اكثر تصلبا وألما، واذا التهبت هذه البروزات فإنها تتضخم وتصبح حمراء اللون ومؤلمة جدا.
وعادة ما تشتكي النساء من هذه الحالة لارتدائهن الاحذية الضيقة ذات الكعب العالي.
اما النتوءات المرنة فتشبه التقرحات المفتوحة وتنشأ بين الاصابع نتيجة احتكاكها ببعضها، فيتكون هذا البروز، وقد يحتوي على بعض الاعصاب الجلدية، فتصبح هذه البروزات مؤلمة جدا. ويجب ملاحظتها منذ بداية ظهورها والاسراع في علاجها، حيث تظهر كبروزات جلدية بيضاء اللون، او صفراء داكنة، او بنية، وهذا يعتمد على نوع الجلد، وهي دائرية الشكل وتنتشر على القدم كالنقاط.
ليست الاحذية الضيقة فقط هي المسببة لظهور هذه البروزات او المسامير اللحمية، بل الحذاء الواسع في بعض الاحيان يؤدي الى انزلاق القدم للامام مع كل خطوة، مما يؤدي الى الاحتكاك المباشر مع الحذاء ومن ثم ظهور البروزات اللحمية.
وهناك اسباب اخرى مثل الوزن الزائد، وجود خيط او عقدة او بروز داخل الحذاء يؤدي الى ضغط مستمر على القدم في حال الاحذية سيئة الصنع، كذلك في حال وجود تشوه في اصابع القدم او في حالة اجراء جراحة للأطراف السفلية، وايضا ارتداء الجوارب الضيقة التي تعمل على ضم الاصابع، بالاضافة الى المشي طويلا على منحدر مائل للأسفل.
فإذا لاحظت احمرار لون الجلد وشعرت بألم وانتفاخ على سطح وجانبي احد اصابعك، فهذا عارض لمسمار القدم، كذلك وجود نمو صلب على سطح جلد الاصبع، وعدم الارتياح عند ارتداء الحذاء. فهذه كلها اعراض مسمار القدم، فكيف يمكن تجنبه؟
- يجب بداية ان ندرك ضرورة علاج المشكلة فورا لمنع التعقيدات المرتبطة بالتأخر في العلاج مثل حدوث التهابات في غشاء القدم او حدوث تقرحات دائمة.
- يجب ازالة سبب الاحتكاك المباشر بين جلد القدم والحذاء وازالة الضغط المباشر، وذلك من خلال:
- عدم ارتداء الاحذية الضيقة جدا او الواسعة.
- شراء الاحذية ذات المقدمة الواسعة ويفضل ارتداء الاحذية الطبية.
- عدم ارتداء الجوارب الضيقة او التي تشكل ضغطا حول القدم.
- استخدام الاحجار الخاصة لحك البروز وتقليل سماكته.
- استخدام مشدات مناسبة حول مسمار القدم لتغطيته وازالة الضغط عنه.
- استخدام كريمات القدم مرتين في اليوم.
- اخذ الحيطة والانتباه عند استعمال كريمات ازالة البروز لأن معظمها يسبب استثارة موضعية.
في حال عدم حدوث تحسن يجب مراجعة الطبيب لوصف الحذاء الطبي المناسب، وازالة البروز موضعيا بالكشط المباشر او اجراء عملية استطالة للاصبع المشوهة بنتوءات لمنع حدوث مسمار فوقها.
طرق العلاج
* اللاصقات الطبية والمخصصة لمسمار اللحم، حيث تحتوي هذه المستحضرات على أحماض الساليسيلت ويستخدم على شكل لاصق بالليل وفي اليوم التالي نضع القدم في ماء ساخن ونحصل على جلد قابل للإزالة.
* الكي العلاجي.
* العلاج الجراحي.
وهناك علاجات منزلية للتخلص من مسامير اللحم يكشف عنها د. خريم كنقع القدم بماء مخلوط بالملح لمدة ساعة يوميًّا لمدة ثلاثة أيام متواصلة حتى يزول، أو من خلال دهنه بزيت الخروع بشكل يومي حتى يزول، أو من خلال عمل لبخة من الثوم ووضعها على مسمار اللحم. إضافة إلى طرق عديدة يمكننا استخدامها بالأعشاب في المنزل.
ويقدم د. خريم العديد من النصائح التي تساعدنا في الوقاية من حدوث مسامير اللحم وتتمثل غسل القدمين جيداً وتجفيفهما بعد غسلهما، واستخدام كريم مرطب خاص بالقدم لتليين الجلد، إضافة إلى المحافظة على وزن جسم ضمن الطبيعي، وارتداء الأحذية المناسبة للقدم وتجنب ارتداء الأحذية ذو الكعب العالي والأحذية الضيقة وتجنب ارتداء الأحذية من نوع الباليه "رقيقة الضبان"، إضافة إلى تجنب الوقوف لفترات طويلة لأنه يشكل ضغط على القدمين.