أمريكا لتل أبيب: لن نُهاجِم إيران عسكريًا.. محافل إسرائيليّة رفيعة: قلقُ عارِمٌ من تقارب إيران مع السعوديّة وقطر والأردن ودولٍ أخرى.. رهانات إسرائيل على واشنطن تبدّدّت وطهران تشُنّ هجومًا دبلوماسيًا كبيرًا مُستغلّةً التراجع الأمريكيّ بالشرق الأوسط
نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ وأمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، كشفت صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة-اليمينيّة، كشفت النقاب عن أنّ حالةً من القلق تسود لدى المحافل الإسرائيلية المختلفة، بسبب تسخين إيران لعلاقاتها مع عدة دول عربية في المنطقة، بالتزامن مع ما أسمته “السياسة السلبية” للولايات المتحدة الأمريكية بشأن النووي الإيراني”، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ “التسخين الذي سجل مؤخرًا في العلاقات بين إيران وسلسلة من الدول في المنطقة يبعث على القلق في إسرائيل”.
وشدّدّت المصادر العليمة في إسرائيل على أنّه أنه “منذ انتخاب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تبذل طهران جهدًا جبّارًا في ترميم العلاقات مع سلسلة من الدول في الشرق الأوسط، ومنها السعودية، فبعد سنوات من القطيعة تتزايد الإمكانية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، وبالتوازي، سجل تحسن في العلاقات بين إيران وكلّ من قطر والأردن”.
المصادر عينها أشارت إلى أنّ “إسرائيل تتابع هذه الخطوات بقلق شديد، فهي تشهد ليس فقط على ثقة الإيرانيين المتزايدة في الساحة الإقليمية والدولية، بل أيضًا على فهمهم، بأن ترك الولايات المتحدة للمنطقة فتح أمامهم مجالاً هامًّا للعمل والتأثير، وضمن أمور أخرى، من أجل توازن اتفاقات التطبيع، التي ترى فيها طهران تهديدًا كبيرًا على مصالحها في المنطقة”.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أوضحت المصادر أنّه “في المحادثات التي أجريت بين إسرائيل والولايات المتحدة، تقلصت الفجوات بين الطرفين في تقدير المشروع النووي بعناصره المختلفة، ومع ذلك فالفجوة بين تل أبيب وواشنطن بقيت واسعة في كل ما يتعلق بالاستنتاجات وبالخطوات التي تنشأ عن ذلك”.
ولفتت إلى أنّ “إسرائيل عنيت بأنْ تُحدِّد الولايات المتحدة موعدًا نهائيًا للإيرانيين كي توقف التسويف في الاتصالات وفي نهايته تهديد واضح بفرض عقوبات شديدة أو عمل عسكري، لكن واشنطن أوضحت أن الإمكانية الثانية ليست على جدول الأعمال في المرحلة الحالية، وحتى الإمكانية الأولى لن تتخذ إلّا كمخرج أخير”.
وتابعت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن مصادرها الخاصّة في تل أبيب أنّ إسرائيل قلقةٍ جدًا ممّا أسمته بالـ”سياسية السلبيّة” لواشنطن تجاه إيران، إذْ أنّ الأخيرة تستغلّها حتى النهاية لتحقيق تقدم كبير في مشروعها النووي، ومع ذلك فقد نقلت إلى إسرائيل مؤخرًا رسائل جديدة يمكن أن يفهم منها أن الصبر في واشنطن تجاه التسويف الإيراني يوشك على النفاد، وفي حال لم يحدث تقدم سريع، فإن واشنطن ستتخذ سلسلة من الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية ضد إيران”.
المصادر ذاتها قالت للصحيفة العبريّة إنّ “إيران ستحاول جرّ بضعة أسابيع أخرى، قبل العودة لمحادثات الاتفاق النووي، وفرضية العمل أنّ إيران لن توافق على التوقيع على اتفاق مختلف عن ذاك الذي وقع في 2015، وذلك بخلاف المطالبة الإسرائيلية بإدخال تعديلات واضحة عليه، وتحديدًا في ما يتعلق بموعد نفاد مفعوله والرقابة عليه”، معربةً عن شكوكها من أنْ “تُصِّر إدارة بايدن على تغيير الاتفاق الذي تمّ التوقيع عليه في العام 2015، مُضيفةً أنّ “ضغط حكومة نتنياهو السابقة الذي أدى إلى انسحاب واشنطن من الاتفاق، قام على أساس فرضيات تقضي بأنْ تنهار إيران تحت العقوبات الشديدة، وتوقع على اتفاق محسن وإلّا فإنّ الولايات المتحدة ستهاجمها أوْ على الأقل ستهدد بذلك”، مُختتمةً بالقول إنّ الفرضيات المذكورة ومعها الأمل بأنْ يعاد انتخاب دونالد، ذهبت أدراج الرياح”، على حدّ تعبيرها.
جديرٌ بالذكر أنّ إسرائيل التي درجت على التهديد بشنّ هجومٍ عسكريٍّ لتدمير البرنامج النوويّ الإيرانيّ منذ حوالي عقديْن من الزمن تراجعت في الفترة الأخيرة عن التهديدات، بعد أنْ توصلّت لقناعةٍ كاملةٍ بأنّ إدارة بايدن “أزالت” مرحليًا هذه الإمكانية عن الأجندة.