حضارة البلاستيك
فى ساعات قليلة وقف العالم حائرا أمام توقف أجهزة االتصال الحديثة فيس بوك وواتس اب وانستجرام..
ومضت الساعات وكل وسائل االتصال تتساءل وخبراء التكنولوجيا يبحثون عن أسباب الكارثة.. هل هى
حرب تكنولوجية بين الدول الكبرى، أم انه خلل فنى أم استعراض للقوى فى أسلوب جديد.. لقد توقف فيس
بوك الذى يستخدمه باليين البشر فى العالم وتوقف واتس اب وتوقفت كل األعمال واألنشطة بما فى ذلك
البورصات وأسعار األسهم والمضاربات وتحويالت البنوك والمستشفيات والعالقات الشخصية.. لقد توقف
العالم أمام جهاز صغير هو فى النهاية قطعة من البالستيك، إن هذا الجهاز يوجه السفن فى البحار
والغواصات بل انه يصدر التعليمات للجيوش المتحاربة وال احد يعلم ما تخفيه التكنولوجيا من أسرار لم
تكشف عنها بعد.. إن المؤسسات الكبرى والبنوك والجيوش لديها أجهزة عمالقة تحفظ فيها أسرارها يصعب
اخت ارقها أو فك طالسمها ولكن ماذا يعنى توقف الواتس اب وفيس بوك وانستجرام وهذه الشبكات العالمية
التى تدير شئون الحياة والبشر وما هى الضمانات التى تحفظ أسرار الباليين فى هذه الشبكات.. هل هناك
طرف آخر فى هذه اللعبة يريد أن يؤكد للعالم انه يتحكم فى كل شيء حتى أسرار البشر.. هل يريد أن
يثبت أن مصالح العالم اقتصادا وحروبا وأمنا وسالما فى يديه.. هل نجحت حضارة البالستيك فى أن تكون
سالح ردع بدال من الصواريخ وأسلحة الدمار الشامل، وهل هناك عالقة بين فيروس كورونا واجتياح العالم
وفشل العلم حتى اآلن فى عالجه وتوقف وسائل االتصال فى العالم.. فى إجراء غير مسبوق منذ سنوات
كتبت عن حضارة البالستيك فى صنع الكمبيوتر والطائرة والسيارة ودعامات القلب وقلت يومها ما هو
مستقبل اإلنسان وكل شيء فى حياته أصبح من البالستيك.. كانت السيارة القديمة تعيش عشرات السنين
واآلن تعيش عاما واحدا ألنها من البالستيك قطعة صغيرة من البالستيك تحكم العالم اآلن حديثا واتصالا
وأمنا وسالما وموتا وحياة.. وما بين كورونا التى تهدد أرواح الماليين وتوقف واتس اب وفيس بوك
وانستجرام وعالج كورونا المضروب يقف إنسان هذا العصر وهو يعبث فى قطعة من البالستيك تدير شئون
حياته.