رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري يتحدث لـ”القدس العربي” عن التحضيرات لمقاضاة بريطانيا على جريمة “وعد بلفور” وجهود استعادة الوحدة الوطنية
لندن ـ “القدس العربي”: يتحرك رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري، على أكثر من جبهة. “القدس العربي” رافقته المصري في تحركه خلال نصف يوم في لندن، حيث وصل مقر الصحيفة وهو ينهي لقاء هاتفيا كان يبدو هاما، أجرت “القدس العربي اللقاء ورافقت المصري بلقاء موسع مع شخصيات من الجالية الفلسطينية في لندن ومن مؤسسات بريطانية تدافع عن حقوق الفلسطينيين كما رافقته بلقاء مع محام يقدم له استشارات قانونية حول القضية الفلسطينية.
يبدو المصري يصارع الوقت، فهناك العديد من القضايا والملفات التي تحتاج عملا وجهدا كبيرين، وأكثر من عُمر، لكنه لا يقبل بنصف حل أو تنحية ملف على حساب آخر.
المصري سياسي بارز معروف بمواقفه الوطنية الثابتة والأعمال الخيرية، كما هو معروف في الوقت ذاته كرجل أعمال ناجح (له استثمارات كبيرة في فلسطين والوطن العربي وفي 20 دولة)، لكن يبدو أن همه في هذه المرحلة ينصب على هموم الوطن.
منيب المصري، من مواليد مدينة نابلس عام 1934، تخرج بدرجة البكالوريوس من جامعة تكساس في أوستن عام 1955، من قسم جيولوجيا البترول مع مرتبة الشرف الأولى، حصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية والجيولوجيا من جامعة ولاية “سول روس” في تكساس، وحائز على عدد من الجوائز المحلية والإقليمية والدولية، والعديد من درجات الدكتوراه الفخرية بسبب الالتزام الدائم لتحسين المجتمع وتطوير قطاع التعليم في العالم العربي بما في ذلك الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB)، النجاح، بيرزيت، بوليتكنك فلسطين، وجامعة فلسطين وغيرها الكثير.
“القدس العربي” حاورت المصري، واستفاضت معه في حديث مطول حول أبرز الملفات التي تشغل الشارع الفلسطيني، وأحد أهم محاور الصراع مع الاحتلال، إذ أعلن مؤخراً اعتزامه مقاضاة المملكة المتحدة على ارتكابها جريمة تاريخية بحق الشعب الفلسطيني، منذ أن منحت طرفا أرضاً لا حق له بها، من خلال وعد بلفور الذي مضى عليه 104 أعوام، وفي ثاني الملفات سألناه عن مبادرة “حسن النوايا” التي أطلقها مؤخراً وهدف من خلالها لرأب الصدع بين طرفي الانقسام الفلسطيني الذي كبُر حتى تجاوز عمره الـ15 عاماً، وهذا نص الحوار:
هذا الوقت الأنسب لإنهاء الانقسام البغيض، الصفحة السوداء في كتاب قضيتنا،
ـ كان لكم دور بارز في محاولة طي صفحة الانقسام التي أنهكت الفلسطينيين وشوهت القضية الفلسطينية، وكان آخرها مبادرة حسن النوايا، ما هي هذه المبادرة وعلى ماذا تنص ومن هم أعضاؤها، ولماذا اخترتم تقديمها الآن؟
سوف أجيب على هذا السؤال من حيث انتهيتِ، لماذا الآن؟ اعتقد أن هذا الوقت الأنسب لإنهاء الانقسام لأسباب عديدة، أولاً، لانه يجب استثمار حالة التعاطف الدولي التي أعقبت أحداث الشيخ جراح، والحرب على غزة، منتصف مايو/أيار الماضي، فضلاً عن الوحدة الفلسطينية التي جمعت شتات الفلسطينيين في الداخل والخارج، في الضفة والقدس وغزة والداخل المحتل، وحتى على مستوى العالم المناصر للقضية الفلسطينية، كل هذا يجب أن يصب في صالح إنهاء الانقسام البغيض، هذه الصفحة السوداء في كتاب قضيتنا. وفي المقابل، مبادرة حسن النوايا، جاءت تتويجاً لجهود عدة بذلت منذ عام 2007، كمبادرة الأسرى التي لم يُلق لها بالاً، فضلاً عن جهود كبيرة بذلتها الشقيقة مصر من أجل توحيد كلمة الفلسطينيين كان آخرها عام 2021، حيث اتفقنا أنا وعدد من أبرز النخب السياسية الفلسطينية أن نبدأ من حيث انتهت حوارات القاهرة، وأن نبني على ذلك.
ـ ولكن، كيف التقط طرفا الانقسام هذه المبادرة؟ حدثنا أكثر عن تفاصيلها؟
ـ في الحقيقة، هيئة مبادرة “حسن النوايا” فكرت أن الخطوة الأولى في طريق إنهاء الانقسام، هو توحيد وجهات النظر، لذا سافرنا إلى الدوحة، والتقينا بالسيد إسماعيل هنية رئيس حركة حماس، وكذلك الرئيس محمود عباس، وزرنا كل الأماكن التي يتواجد فيها أعضاء حركتي فتح وحماس، وناقشناهم في النقاط الخلافية، والتي كان على رأسها ملف الانتخابات، وأنا بهذا الخصوص أقول إننا يجب أن نجري الانتخابات، وأن نظهر تمسكنا بالخيار الديمقراطي حتى لو لم توافق إسرائيل على إجرائها في القدس، يجب أن يعرف العالم من الذي يمنع إجراء الانتخابات، وجدنا هناك استجابة من الطرفين، ودعيني هنا أركز على نقطة غاية في الأهمية، وهي أن قضيتنا أعدل وأنبل وأكبر من هذا الانقسام، وكل الخلافات القائمة برأيي هي في إطار المستطاع والمقدور عليه، يجب أن ننهي هذه الخلافات لنتفرغ لإزاحة هذا الاحتلال.
يجب أن نشكّل حكومة وحدة وطنية، تأخذ بعين الاعتبار موضوع الانتخابات وما قد يترتب عليها كمشروع كامل، ونعتبر أن الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية والشتات وحدة جغرافية وسياسية واحدة
“تجديد الشرعيات” وضخ دماء جديدة في الحياة السياسية الفلسطينية هو الحل لأزمة الانقسام
وأضيف، أن العالم بأسره اليوم يسأل عن الوجهة الرئيسية التي يجب أن يتحدث معها، ويخاطبها، نحن تائهون، وعليه يجب أن نشكل حكومة وحدة وطنية، تأخذ بعين الاعتبار موضوع الانتخابات وما قد يترتب عليها كمشروع كامل، ونعتبر أن الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية والشتات وحدة جغرافية وسياسية واحدة، وأن نستثمر كل المبادرات العربية والإقليمية والدولية من أجل تحقيق هذا، أكرر وأعيد “تجديد الشرعيات” وضخ دماء جديدة في الحياة السياسية الفلسطينية هو الحل لأزمة الانقسام، وأنا أتمنى أن يتم نشر نص المبادرة التي تم إرسالها لكِ.
ـ تحدثت عن نخب فلسطينية بارزة، شاركت في وضع وثيقة “حسن النوايا”، هل يمكن ذكرهم؟
ـ بالطبع، المشاركون يعدون من أكثر النخب الفلسطينية الفاعلة في الساحة، وأكثرهم حرصاً على حب الوطن، التقينا جميعاً في منزلي، وجميعهم كان لهم موقف موحد قائم على ضرورة إنهاء الانقسام، والمشاركون هم”: البطريرك مشيل صباح، سماحة المفتي محمد حسين مفتي القدس، السيد محمد بركة، الدكتورة حنان عشراوي، الدكتور ناصر الدين الشاعر، الدكتور مصطفى قبها، والسيد وليد الأحمد، والسيد شرحبيل الزعيم، والمطران منيب يونان، والسيد رشدي المصري.
ـ ماذا لو لم توافق إسرائيل على إجراء الانتخابات في القدس؟
ـ بموافقتها أو عدم موافقتها، يجب أن نجرى الانتخابات، صناديق الاقتراع هي من يجب أن يتكلم الآن، وهو الذي يقول كلمته أمام العالم، يجب أن نؤكد على حقنا في ممارسة الديمقراطية، وحق جيل كامل من الشباب والشابات في خوض غمار الانتخابات والعمل السياسي الفلسطيني، الباب يجب أن يفتح أمام كل من أراد خدمة القضية الفلسطينية.
رغم مرور 104 أعوام على وعد بلفور الأسود إلا أننا لم ولن ننسى أن بريطانيا هي المتسبب الأول في هذه الجريمة
ـ نلتقيكم اليوم في العاصمة البريطانية لندن، وكان لكم لقاء مع شخصيات من الجالية الفلسطينية؟ ماهو سبب هذه الزيارة؟ وما هي مخرجات اجتماعكم؟
ـ باختصار أنا هنا بشأن “وعد بلفور”، ولقائي بأبناء الجالية، هو لإيماني الكبير بأن فلسطينيي الشتات هم المخزون الاستراتيجي للقضية الفلسطينية، ودعيني أعود للنقطة الأولى، وهي الوعد المشؤوم الذي تسبب في كارثة تاريخية للشعب الفلسطيني، وبهذا الشأن سأتحدث عن أولى خطواتي التي تهدف لرفع قضية ضد المملكة المتتحدة بشأن ارتكابها جريمة منح اليهود حق في إقامة وطن لهم على أراضينا، ولقاؤنا مع الجالية الفلسطينية، هو للتباحث بشأن الخطوات العملية المزمع اتخاذها، ونحن لمسنا إشادة واسعة بهذا الخصوص، واستعدادا كاملا على المضي معنا جنباً إلى جنب من أجل الوصول إلى ما نصبو إليه وهو مقاضاة بريطانيا.
مراسلة القدس العربي خلال لقائها مع السيد منيب المصري برفقة حفيدته جنين شحادة
ـ ماذا يعني إقامة دعوى قضائية ضد المملكة المتحدة؟
ـ نعم، أنا هنا من أجل التقاء مجموعة من الخبراء والمختصين العاملين في مجال القانون لتدارس إمكانية رفع دعوى قضائية ضد المملكة المتحدة التي تسببت في تشريد الفلسطينيين عن أرضهم ووطنهم، حينما منحت بوعد “بلفور” حقا لليهود لإقامة دولتهم، في مقابل عدم منحنا أيا من الحقوق السياسية أو المدنية، ورغم مرور 104 أعوام على هذا الوعد الأسود إلا أننا لم ولن ننسى أن بريطانيا هي المتسبب الأول في هذه الجريمة.
ـ هل من خطوات عملية سبقت وصولكم إلى بريطانيا بهذا الخصوص؟ هل خاطبتم أي جهات رسمية بريطانية؟
ـ بالتأكيد هذه ليست أولى خطواتنا باتجاه مقاضاة بريطانيا على جريمتها، إذ أصدرت محكمة بداية نابلس مطلع العام الجاري، قرارا أنا أسميه “محكمة القرن” وذلك رداً على “صفقة القرن” وقرار الضم الذي جاء بهما الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي أراد بموجبهما استكمال ما ارتكبته بريطانيا من محو كل ما يتعلق بالحق الفلسطيني، هذا القرار التاريخي، والعادل الصادر من محكمة بداية نابلس، ويشكل سابقة قضائية، هو العدل بعينه، وهو الخطوة الأولى باتجاه مقاضاة بريطانيا على أرضها وأمام محاكمها، وقد بدأنا فعلياً بهذا الموضوع من خلال التعاقد مع أهم مكاتب المحاماة في بريطانيا، وإذا ما قامت حكومة بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن ما لحق به من نكبات تطبيقاً لقرار المحكمة الوطنية، فإن إجراءات مقاضاتها في عقر دارها سوف تستمر وصولاً إلى إلزامها بتقديم الاعتذار.
ـ ما الذي دفعكم بعد كل هذه السنوات للتفكير بمقاضاة بريطانيا؟
ـ في الحقيقة، الأمر ليس حديث النشأة بالنسبة لي، وكان يجب أن يتم منذ سنوات، لأن في الأمر حكاية زُرعت في داخلي منذ كنت في السادسة من عمري، أذكر جيداً عندما تحدث معنا مدرس الصف الأول الابتدائي، عن واقعة وعد بلفور، المشؤوم في ال2 نوفمبر/ تشرين ثاني 1917، رغم صغر سني، إلا أنني أدركت أن حدثاً كبيراً قد وقع كالصاعقة علينا كفلسطينيين، ومن ذلك الحين وأنا أسأل لماذا لم نقم عليهم دعوى قضائية طالما هم المتسببون، حتى أنني سألت والدتي لماذا لم يقم والدي بهذا الدور؟ ولكن الإجابة دائماً كانت أن والدي كان ملاحقاً من قبل الجيش البريطاني فترة انتدابه لفلسطين بسبب مساعدته للثوار عام 1936، حتى أنها أكدت لي أن والدي مات قهراً عن عمر ناهز 53 عاما بسبب ما ارتكبته بريطانيا، واليوم استفقنا، وصار لزاما علينا أن نطالب بحقنا المسلوب بهذا الوعد غير الأخلاقي وغير القانوني، وأنا أطالبك بشكل مباشر بنشر نص وعد “بلفور” لأن ذلك من شأنه تذكير أجيال كاملة بهذه الكارثة التاريخية، كي تبقى حاضرة في أذهانهم ويطالبوا بحقهم فيها مهما طال الزمن.
لا استطيع أن أعيش مع نفسي وأنا أعرف أن العالم أراد أن يتخلص من الجالية اليهودية فألقاها أمامنا
ـ عندما رفعت قضية في المحاكم الفلسطينية هناك من لم يعتقد ولا زال يعتقد أنه لا جدوى مما تفعلون كيف تردون على هؤلاء؟
ـ رددنا عليهم، والآن أيقنوا تماماً ، أننا يجب أن نفعل ما بوسعنا، نحن أصحاب حق، ولدينا دولة اعترفت بها 138 دولة بهيئة الأمم المتحدة واعترفت أن لدينا محاكم ووزارة عدل، ونريد أن نقول إن الشعب الفلسطيني يريد أن يدافع عن حقوقه، ولم ولن يسكت، صحيح أن صمتنا استمر 104 أعوام، ولكن الحمد لله ربحنا الدعوى، ونريد أن نرفع دعاوى عليهم، وعلى كل دولة شاركت بريطانيا بارتكاب جريمتها بحقنا، بما فيها كل الدول المتآمرة، حقنا يجب نأخذه، وهنا دور الإعلام مهم في مسألة التوعية، وعلى كل المستويات، حتى أن وزارة التربية والتعليم أخذت حكم المحكمة وستضعه في برامجها التعليمية الابتدائي والثانوي والجامعي، وهذا دليل على أننا أقوياء وقرارنا كان صائبا، وسنستمر.
ـ كيف يمكن استثمار نتائج ما حصلتم عليه في المحاكم المحلية من أجل رفع دعوى قضائية على بريطانيا سواء في محاكمها أو حتى المحاكم الدولية؟
ـ من المعروف أن الاعتراف الأممي الذي حصلت عليه فلسطين، عام 2012 كدولة مراقب في الأمم المتحدة، جعل ما يصدر من محاكمها بشأن القضايا الوطنية معترفا به في محاكم دولية أخرى، وعليه ما حصلنا عليه من حكم في بداية نابلس، يمكن أن يؤسس عليه سواء في المحاكم البريطانية أو حتى المحكمة الدولية، نحن حصلنا على حكم، ورفعنا الأذى عن أنفسنا أمام محاكمنا، والآن نحن في طور الإجراءات العملية لرفع دعاوى دولية، ليس فقط على بريطانيا ولكن على كل دولة ساهمت بشكل أو بآخر في نكبة الشعب الفلسطيني وتشريده.
ـ إلى أي حد تعتقدون أن القضاء البريطاني سيكون عادلاً؟
ـ نحن وكّلنا لجنة من المحامين المختصين في مثل هذه القضايا، وقريباً جداً سيعرف الجميع أنه بعد جمع الأدلة والوثائق الثبوتية، سنرفع دعوى في المحاكم البريطانية التي أدرك يقيناً أنها ستكون منصفه وعادلة، أثق بأن النصر حليفنا، والأيام ستؤكد هذه القناعات بالنسبة لي، قضيتنا عادلة، ووعد بلفور غير عادل وغير قانوني ولا أخلاقي على الإطلاق، وهذا هو سر إيماني وقناعاتي التامة بالفوز، واسترداد حقي وحق كل فلسطيني طاله الأذى .
ـ هل تواصلتم مع أي جهات بريطانية رسمية للحديث عن نيتكم رفع قضية ضد المملكة المتحدة؟
ـ نعم كتبت رسائل للملكة إليزابيث، ورسائل أخرى لرئيس الوزراء بوريس جونسون ووزير الخارجية دومينك راب، وجميعها تم تسليمها للقنصلية البريطانية في القدس الشرقية، وحتى اللحظة لم نستلم أي ردود، ولكن ندرك تماماً أنها وصلت إليهم، ونتمنى أن يستجيبوا قريباً.
ـ في حال لم تكن هناك استجابة، هل تعتقد أنه يمكن استثمار عدم ردهم كدليل إضافي في المحاكم البريطانية؟
ـ نحن متأكدون أن العدالة والقانون في بريطانيا جيدان جداً وسوف نقدم كل ما لدينا من أدلة، وواثق تماماً أن أي قاض سوف يطلع على ما لدينا من الأدلة التي سوف يقدمها الخبراء والتي تؤكد على الجرائم التي ارتكبتها بريطانيا أثناء انتدابها واحتلالها لفلسطين والتآمر وإنشاء دولة إسرائيل أعتقد جازماً أنها سوف تؤخذ بعين الاعتبار، أنا على ثقة تامة أن القضاء البريطاني سوف يأخذ مجراه، وأن العدالة سوف تأخذ محلها ونخرج بفوز تاريخي في هذه القضية.
نص وعد بلفور
في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
“إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”.
وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيونى علما بهذا التصريح.
المخلص
آرثر بلفور
ـ في حال كان الفوز حليفكم ما هي النتائج المرجوة لاحقاً، بمعنى هل يمكن الاكتفاء باعتذار المملكة المتحدة أم أنكم تضعون على أجندتكم خطوات عملية أخرى؟
ـ أعتقد أننا يجب أن نتركها للناس المتضررين مما فعلت بريطانيا، الحديث الآن عن النتائج سابق لأوانه، نحن عازمون على أن نذهب للنهاية في هذا الطريق الذي بدأناه، وأنا شخصياً منذ ثمانين عاما أتألم، وكنت قد نذرت على نفسي ألا ألفظ أنفاسي إلا وقد استرددت حقي وحق أبناء شعبي.
ـ على اعتبار أن الشعب الفلسطيني بأكمله متضرر هل من جهود عملية، حقيقة لتهيئة الشارع الفلسطيني واستثماره كأداة حقيقية للدفاع عن هذه القضية العادلة؟
ـ سوف نعمل جهدنا في أن يشاركنا الإعلام بالتوعية، ندرك أهمية مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، وما تؤديه من دور مهم في إيصال الفكرة والعمل على حشد الجماهير الفلسطينية، وأنا على يقين أن كل فلسطيني يجب أن يكون له دور في هذه القضية.
ـ رغم إيمانك بعدالة القضاء البريطاني، لكن هناك من يعتقد أنكم ترفعون سقف توقعاتكم، ومن البديهي أن يتبادر إلى الأذهان سؤال عما لو لم يكون الفوز في المحاكم البريطانية هو النتيجة التي ستحصلون عليها، ما هي خطواتكم البديلة؟
ـ أنا أقول إنه من المستحيل أن القضاء البريطاني لا ينظر ويضع في عين الاعتبار حقنا كفلسطينيين، ولكن إذا لم يكن كذلك ولم يحكم لصالحنا، حينها يجب أن نسأل الخبراء والمختصين، وأنا مؤمن تماماً أنه هناك أماكن أخرى يمكن أن نرفع فيها دعاوى قضائية عليهم، لكن الأمر يريد مزيدا من المشاورات، ولهذا اجتمعنا اليوم مع أبناء الجالية الفلسطينية الممثلة لكل أطياف الشعب الفلسطيني، على أساس أن نبدأ التفكير خارج الصندوق، ولكن أتعهد وأقسم بأنني سوف أتابع هذه القضية لأنها قضية غير قابلة للنقاش، وما ارتكب ضد الشعب الفلسطيني غير أخلاقي وغير قانوني، وأنا لا أستطيع أن أعيش مع نفسي وأنا أعرف أن العالم أراد أن يتخلص من الجالية اليهودية فألقاها أمامنا.
صورة من الأرشيف لقوات الشرطة الإسرائيلية تعتقل منيب المصري لمنع مؤتمر كان من المقرر عقده في القدس الشرقية، لبحث أوضاع الوقف الإسلامي في المدينة المحتلة