عُواءٌ في الصحراء
السفير منجد صالح
شتاءٌ وراءه شتاء
في صحاري العرب
لا بلبل يُغنّي على فنن أخضر
لا ربيع ولا صيف يتجلّى
أنواءٌ وعواصفٌ وشتاءٌ بلا مطر
تعوي الذئاب بأنياب سليمة
بيضاء “مفروكة” بقطرات النفط والغاز
تعوي العناكب والزواحف بألسن طويلة
بخطاباتٍ مُنمّقة الكلمات والفتاوى
تجرح السيف و”تُدمي مُقلة الأسد”
لا أسود في صحاري العرب ولا أشبال
بعد أن صال ذلك الأمرد وجال
وما زال يفتينا كشيخ جاهل بالإفك والوبال:
“قضيّة فلسطين ما هي إلا “صفقة عقاريّة”!!!
سهلة الحلّ؟؟
تدحرجت من قضية شعب وتحرّر
قضية العرب الأولى
قضية الإنسانيّة جمعاء
إلى شقّةٍ أو شقّتين في عمارةٍ حديثة البناء
سيقسّمون الشقّتين “بالعدل والإنصاف”
شقة ونصف للغربان السود “مدبوزة” بالسلاح
سلاح برّي سلاح بحري سلاح جوّي
أمّا نحن .. أمّا نحن
فسيبنوا لنا جمهوريّة في نصف شقة
منزوعة السلاح
نرفدها بالحمام
ونسيّج مجالها الجوّي باليمام
لنصد بطش الجراد من كل صوب
ذئابٌ تعوي بأنياب صحيحة
تُنظّف أنيابها بمعجون من دماء
بعد تمزيق الفريسة
سنبني دولة على غيمة
سنبني دولة على شمعة
سنبني دولة على مداد القلم
ونرتجلُ القصائد والشعر وراية العلم
وننثر البنفسج على سيرتنا الأولى
وننثر الياسمين على الأحياء والأموات والشهداء
في السماء نحن شعب من الشهداء
وعلى الأرض نفتّش عن زمن
نفتّش عن أعشاش البلابل بين ثنايا الغمام
أين أسراب الحمام؟
أين أسراب اليمام؟
هل تتّسع نصف شقّة “مُحتّلة” لكل هذا “الوئام”؟
سلامٌ على سلام
على طريقة “العم سام”!!
“صفقة عقارية” ليس إلّا
سهلة الحلّ ليس إلّا
فلندعوا التجّار للمزاد العلنيّ
عربا وفرنجة ومن كل الجنسيّات
وليفتتحوا المزاد بضفيرة بنت حافية
منذ سبعين عاما في أزقّة المُخيّمات
تنتظر السحابة الشاردة
كي تحملها إلى أرض الوردة الوارفة
كي تلفّها بقشرة برتقالة
مُعتّقة من بحر يافا
مُغلّفة بالذكريات ..
كاتب ودبلوماسي فلسطيني