الأعداء هم الكيان الصهيوني وداعميه وليس اليمن وسورية وإيران
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي
يلفت الإنتباه كثيرا وبعد كل تلك الهزائم إصرار نظام بن سلمان على حرف بوصلة الحقيقة بعدم معرفة الأعداء والأشقاء، ذلك الإصرار العنيد الذي تجلى في الماضي البعيد والقريب وما زال يتجلى مؤخرا في شيطنة صنعاء اليمن وإيران وسورية وقائدها الرئيس بشار الأسد في تصريحات بن سلمان ووزير خارجيته وقنواته الإعلامية والفضائية الكاذبة الخالية من الأخلاق والقيم والمبادئ الإعلامية في قول الصدق ونشر الحق والحقيقة والتي دائما تحرض على إيران وسورية واليمن وتنادي الغرب والعرب بالتصدي للتحدي الإيراني ولمشروعها النووي بالرغم من أن منظمة الطاقة الذرية تؤكد على سلميته وحتى المفاوضين في فيينا يؤكدون ذلك لكنهم يتخوفون من أن تنتج إيران قنبلة نووية بالأشهر والسنوات القادمة وإيران نفت ذلك الأمر على ألسنة كل قادتها لأنه محرم شرعا وبعثت برسائل عدة لنظام بن سلمان تؤكد ذلك وتطمئنه وآخرها في الإجتماع السعودي الإيراني الذي عقد مؤخرا في عمان…
وأيضا ورغم كل المؤامرات التي قام بها بن سلمان على سورية منذ عشرة أعوام ودواعشه حملة فكره الوهابي المجرم الذين أدخلهم على سورية إلا أنه ما زال يكابر ولا يعترف بهزائمه ولا يعترف بأنه جر بعض دول الخليج بتلك المؤامرات وحاول أن يتنصل من أفعاله الشيطانية ويلبسهم كل ما إرتكبه بحق سورية وغيرها من دول الأمة وشعوبها وهو لم يعتذر عما إرتكبه بحق دول الأمة وشعوبها وما زال يطعن بسورية وقائدها المنتخب من الشعب السوري والذي صمد مع جيشه وشعبه أمام مؤامراته وداعميه من الصهيوغربيين وإنتصر عليهم بكل ما تعنبه الكلمة من إنتصار، إن إبن سلمان يجر السعودية ودول الخليج ودول الأمة العربية إلى الهاوية…
وفي اليمن وبعد سبعة سنوات وأكثر من العدوان الصهيوأمريكي السعودي الظالم والقاتل لأطفال ونساء وشيوخ وشباب اليمن لم يحقق أي من أهداف آسياده في تلك الحرب الظالمة حرب الوكالة بالرغم من إستخدامه لكل أنواع الأسلحة الأمريكية المتطورة ومنها المحرمة دوليا وهزم وما زال وسيبقى مهزوما لأنه طغى وتكبر وتفرعن ولم يجد من يردعه عن أخطائه الجسيمة التي إرتكبها بحق دولة قطر وشعبها في الماضي القريب وبحق الشعب اليمني ووحدته وبحق سورية وإيران وبحق الله سبحانه وتعالى ورسوله محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه الكرام وبحق الأمة وشعوبها وبحق الإنسانية كاملة….
أما الكيان الصهيوني فهو صديق إلى نظام بن سلمان ويتحدث عنه في إطار أخوي فهم أخوة وأصدقاء منذ زمن بعيد وأيضا يضغط على بعض الدول للتطبيع معه ويروج للتطبيع مع دول أخرى للأسف الشديد، متناسيا الشعب الفلسطيني وما يعانيه من ذلك الكيان الصهيوني ووطنه المحتل ومقدساته ومقدسات الأمة العربية والإسلامية التي يعيث بها فسادا وإفسادا، إن طرح بن سلمان بإعتباره لإيران وسورية وصنعاء اليمن أعداء والكيان الصهيوني والغرب أصدقاء هو طرح يغير حقيقة الصورة ويوجه الصراع إلى غير وجهته الحقيقية خدمة لأسياده الصهيوغربيين…
ومواقف بن سلمان إتجاه سورية وإيران ومقاومة حزب الله والمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها واليمن تثير الإستغراب عندما تجد بأنها نفس المواقف لقادة الكيان الصهيوني وهذا ما صرح به أكثر من مسؤول صهيوني في الماضي والحاضر أن كيانهم والسعودية وبعض الدول العربية المطبعة في خندق واحد ومواقف مشتركة في مواجهة محور المقاومة، فكيف يطالب بن سلمان سورية ولبنان وحتى فصائل المقاومة الفلسطينية وقادتها بقطع علاقاتها مع إيران التي وقفت مع سورية وشعبها ضد المؤامرات الصهيوغربية ومنذ إنتصار ثورتها إنتصرت لقضية فلسطين ولشعبها ودعمت مقاومتها بكل أنواع الأسلحة والتصنيع العسكري بعد أن كان المقاتليين الفلسطينين يبحثون عن رصاصة لمقاومة الكيان الصهيوني وتحرير وطنهم فلا يجدوا الدعم من أشقائهم في السعودية وغيرها، وأيضا دعمت المقاومة اللبنانية ليس لإسترجاع مزارع شبعا وحماية لبنان من أي توسع أو حرب صهيونية قادمة فقط بل وأيضا لدعم المقاومة الفلسطينية لتحرير كامل فلسطين إن لم يكن اليوم فغدا وغدا لناظره قريب، في وقت كان نظام بن سلمان يشارك بالمؤامرة بدواعشه وبكامل طاقته وإمكاناته كافة على سورية وقيادتها وجيشها وشعبها وعلى المقاومة اللبنانية والفلسطينية وعلى إيران التي وقفت بجانبهم ودعمتهم للدفاع عن أوطانهم من مخططات ومشاريع الصهيوغربيين وتبعهم أو إخوانهم في فكر العصابات القاتلة للأمة والبشرية جمعاء والمشوهة للإسلام ولسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ولسنته الشريفة السمحة وللأمة كاملة بكل طوائفها ومذاهبها وقومياتها…
وفي الوقت الذي يبيح بن سلمان لنفسه عمل أوثق العلاقات مع الصهيوأمريكيين، بل رهن السعودية كاملة وقرارها السياسي والمالي والإعلامي والديني لهما، وينفذ أوامرهما بكل دقة،وجر بعض دول الخليج معه متجاهلا حقيقة الصهيوأمريكيين بأنهم هم أهل الشر والباطل في منطقتنا والعالم أجمع، وهما من يقتل الشعب الفلسطيني واللبناني والعراقي والسوري …وغيرها من شعوب الأمة في حروبهما العدوانية المباشرة وغير المباشرة عبر وكلائهم وأدواتهم وعصاباتهم التنفيذية، هذا غير تجاهله لدور أمريكا الكبير والتي توفر الحماية الكاملة للكيان الصهيوني في مجلس الأمن ومنظمات الأمم المتحدة وتضغط بكل وسائلها لعدم تطبيق أي قرار من القرارات التي صدرت في الماضي البعيد والقريب لإعادة حقوق الشعب الفلسطيني ولعودة اللاجيئين ولمنع الإستيطان أو تهويد الأرض والإنسان ولإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس على كامل ترابه الفلسطيني…
والسؤال الذي يجب أن يسأله بن سلمان لنفسه وكل من أضلهم معه من قادة الخليج وقادة العرب، أين تتجه بوصلة الفلسطينيون والشعوب العربية منذ سنوات مضت لغاية اليوم وستبقى؟ إنها تتجه بإتجاه إيران ومحور المقاومة لماذا؟ لأنهم يقاومون من إحتل فلسطين وداعميهم في الغرب المتصهين ويعملون ليلا ونهارا لدعم مقاومتها للتحرير الكامل، ولأن الشعوب العربية لا تنسى دماء شهدائها الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم لتحرير فلسطين، وهي تعرف جيدا من هو عدوها ومن هو شقيقها وصديقها، ويلعنون بكل لحظة الكيان الصهيوني وكل من طبع معه، وكان رد أطفال القدس وحماة المسجد الأقصى ردا مدويا حينما طردوا مطبعيهم المضللين من بعض شعوب الدول المطبعة من باحات المسجد الأقصى ومنعوهم من الصلاة فيه لأنهم وضعوا أياديهم بأيادي أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية جمعاء خلال زياراتهم التطبيعية وتبادل الهدايا والحلويات مع أصدقائهم وإخوانهم في فكر العصابات الصهيوني وإخوانهم في عقيدة التلمود للصهيونية العالمية…