منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مشكلة العلمانية في بلاد المسلمين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75813
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مشكلة العلمانية في بلاد المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: مشكلة العلمانية في بلاد المسلمين   مشكلة العلمانية في بلاد المسلمين Emptyالأحد 02 يناير 2022, 8:07 am

كيف تحل مشكلة العلمانية في بلاد المسلمين تفاصيل المشروع الثاني المقدم إلى دول عدة

علي سيريني
هذا المشروع هو الثاني ضمن أربعة مشاريع قدمت خلاصته إلى وزير الثقافة في حكومة إقليم كُردستان عام 2006، وفي نفس العام إلى أحد رؤساء الأحزاب الكُردية الإسلامية ومن ثم قدمته إلى رئيس وزراء إقليم كُردستان في عام 2013 (باللغة الكُردية)، وأمير قطر في عام 2016، ورئيس جمهورية تركيا في عام 2017 و 2020 (باللغة العربية و الإنجليزية)، ورئيس وزراء الإمارات في عام 2017، وأمير الكويت في عام 2019-2020، ورئيس وزراء الكويت في عام 2020، ورئيس وزراء ماليزيا في عام 2020 (باللغة الإنجليزية). كما وصل المشروع إلى يد الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة الدكتور علي القرةداغي، وسفراء قطر و الكويت والإمارات العربية المتحدة، فضلا عن شخصيات أكاديمية و سياسية عربية و إسلامية ومؤسسات معرفية و ثقافية و إعلامية. وبعد كل هذه السنين أود وضعه في متناول القارئ العربي و الإسلامي.
بما أنني قدمت خلاصة عن هذا المشروع وأهميته في أكثر من مقال (وضعت روابط متعلقة أسفل هذا المقال) فلا حاجة لتكرار ما بُتُّ فيه سابقا.
العلمانية نظام انبثق من سياق غربي طويل، منشؤه الكنيسة اللاتينية. عرفنا نحن المسلمين العلمانية عن طريق الكتاب المعاصرين بعد ظهور تيار البروتستانتية الإسلامية في القرن التاسع عشر في مصر و تركيا. نقل هؤلاء الكتاب (منهم إسلامييون، ومنهم قومييون ومنهم علمانييون وملاحدة …الخ) صورة مشوهة عن العلمانية إلينا. ما جمع هؤلاء هو الإشتراك في معاداة المسيحية من جانب، وإبراز الصورة التي تخدم آيديولوجياتهم من جانب آخر. هذه الصورة من الممكن تلخيصها بوضوح في ما ذهب هؤلاء في تفسيرهم للعلمانية أنها تعني الإنقلاب على الكنيسة الكاثوليكية (أو الكنيسة اللاتينية)، والإنفصال عنها وفق أسس جديدة تستند على النهضة الأوروبية التي خرجت من أحشاء الإكتشافات العلمية والصناعية والفلسفية. فالإسلامييون أثبتوا هذا التفسير للوصول إلى مرماهم في إثبات أن الدين المسيحي محرف ومضاد للعلم. واليسارييون أثبتوا نفس المفهوم للإنطلاق نحو إثبات آخر وهو أن الأديان كلها (بما فيها الإسلام) تعاكس العلم، وبالتالي فهي لا تخدم البشرية. والقومييون أرادوا تحجيم القوى الدينية من جانب، والتسلط على مراكز القوى في الدول الإقليمية الناشئة، فأثبتوا المفهوم بدافع آيديولوجي وسياسي. وهكذا فإن المشترك العام حلّ بطبيعته، ليثبت لجميع الأطراف محطة إنطلاقهم، ولكن نحو إتجاهات مختلفة و متصارعة بحدة. فاشترك الفرقاء في محطة الإنطلاق واختلفت وجهاتهم.  لذلك فإن المفهوم المذكور (فصل الدين عن الدولة) أصبح جامعهم، ولكن المقاصد والمرامي اختلفت في إثبات هذا المفهوم فحدث الإختلاف و التصادم وصل إلى حمامات دم طويلة وكثيرة في بلاد المسلمين، من أجل الشرعية القانونية و السياسية.
بعد أن درست ثلاثة أقسام مختلفة (التأريخ، الفلسفة و السياسة والعلاقات الدولية) في جامعة غربية، علمت أن معظم ما تعلمناه عن تأريخ الغرب لم يكن إلا تقارير سريعة وساذجة ومشوهة، قدمها لنا أناس غير متخصصين في علم التأريخ، كان هدفهم العمل الحزبي و النشاط السياسي والآيديولوجي.

كما قلت في بداية المقال، فقد وضعت عدة روابط في أسفل هذا المقال لمن يريد الإستزادة في معرفة كيفية نشوء العلمانية في أوروبا.

العلمانية في الأساس نظام كنسي متجذر في الكنيسة الكاثوليكية والتي تسمى أيضا بالكنيسة اللاتينية. فقبل الثورة البروتستانتية، كانت الكنيسة اللاتينية هي مركز تزويد الحكام والسلطات الأوروبية بطبقة البيروقراط (موظفو الدولة أو القائمون بشؤون الحكم والسياسة). كانت طبقة البيروقراط عبارة عن أعضاء الكنيسة والذين كانوا يسمون بطبقة السيكولر. أي أنهم أعتبِروا رجال الدين بسبب عضويتهم في الكنيسة، دون أن يعني هذا بالضرورة كونهم رجال الدين بالمفهوم المعاصر. هذه الطبقة كانت تسمى (سيكولر) وهو الجذر الذي أشتقت منه كلمة (سيكولاريزم) التي تعني الدنيوية أو هذا العالم. وكانت هناك طبقة أخرى تسمى (كليرجي) أي طبقة الكهنة أو أعضاء الكنيسة من رجال الدين. هذه الطبقة كانت وفق المفهوم المعاصر طبقة دينية، عملها إقامة الطقوس والشعائر الدينية كالصلوات و الأدعية، وكانت علاقتها بالناس محدودة جدا. حين اندلعت الثورة البروتستانتية وعصفت بأوروبا الغربية والشمالية، ظهرت تيارات عدة ضمن البروتستانتية منها اللوثرية و الكالفينية و والزفينكلية …الخ. هذه التيارات كانت تؤكد ما كان موجودا داخل الكنيسة اللاتينية مع شئ من النقد والهمّ بالتعديل كقضية صكوك الغفران و البابوية وإتاحة دراسة الكتاب المقدس للجميع.

 فالتفريق بين الإلهي و البشري (أو بتعبير آخر بين ما هو مقدس و ما هو دنيوي)، كان في صلب عقيدة الكنيسة الكاثوليكية و عقيدة مارتن لوثر وعلى أساسه رفض دعم ثورة ثوماس مونتزر لأنه كان يرى سلطة الأمراء و الإقطاع إرادة ربانية وأن عمل رجل الدين ليس التورط في هذا المجال. أما زفينكلي فكان يرى أن الدولة يجب أن تحقق المشيئة الإلهية، ولكن وفق التفريق المذكور الذي كان قد تأسس داخل الكنيسة في تفريق واضح بين ما هو سيكولر (دنيوي) وبين ما هو كليرجي (ديني). وجون كالفن صرح بوضوح أنه ليس هناك شكل معين في الكتاب المقدس للدولة، فعليه وما هو مهم هو، أن تكون الدولة إطارا للحفاظ على حقوق المواطنين، وعدم إستغلال السلطة من قبل أي فئة. ومن هنا فقد رأى التوفيق بين النظام الأرستقراطي و الديموقراطي فرصة لتحسين شروط الحقوق والحريات للناس. إذن كان هناك توافق و تناسق بين مختلف الإتجاهات المسيحية في النظرة إلى علاقة الدولة والدين. الفارق، هو أنهم وجدوا أنه لا بد من إصلاح الكنيسة والعلاقة بين الدنيوي والديني التي كانت قد تخلخلت منذ بداية القرن الثالث عشر، بسبب تفاقم مشكلة صكوك الغفران التي نتج عنها فساد مالي كبير.

السؤال المهم هو، إذا كان الشأن الدنيوي و الديني في داخل الكنيسة اللاتينية بالشكل الذي تحدثنا عنه، ثم تبلورت نظرة الإصلاحيين البروتستانت من نفس الجوهر والسياق، فأين هي مرحلة الإنفصال العلماني عن الكنيسة؟ في الواقع لم يحدث هذا الإنفصال في أي وقت من الأوقات. بل كل ما حدث إنما هو وليد البلورة و التطور الطبيعي لمجرى الأحداث. فحين تعاظم شأن البروتستانت وأصبحت لديهم مدن ومراكز، ومع أنهم لم يسعوا للإنفصال عن الكنيسة اللاتينية، لكنهم بطبيعة الحال، وبسبب صراعهم مع كنيستهم ورفض الكنيسة لتوجهاتهم، وجدوا أنفسهم جماعة منفصلة أو غير مرغوب فيها، فأصبحوا في هذا المنحى جماعة مختلفة لها شؤونها. وبما أنهم ظلوا مرتبطين بالكنيسة، إلا أن كنائسهم لم تعد ترتبط بالكنيسة اللاتينية وبالبابوية. وهكذا بمرور الأيام مضوا نحو إنفصال غير مراد بل محتم. وحين اندلعت الحروب والقتل والهجرات بين الكاثوليك و البروتستانت، وحيث نزح أتباع الجماعتين إلى الأماكن التي كان رفقائهم أكثر قوة واتساعا، فإن تقسيمات جغرافية انبثقت تبعا لهذا التقسيم القسري الذي تطور إلى تقسيم مذهبي راسخ أعطى الهوية للكيانات السياسية إلى وقتنا الراهن.

 وبعد إتفاقية ويستفاليا للسلام عام 1648 فإن أوروبا تقسمت بين بلدان كاثوليكية و أخرى بروتستانتية. وتضمن الإتفاق الإعتراف المتبادل بحقوق رعايا الجانبين من المواطنين. في هذه الأثناء وبسبب نمو السكان و التطورات الأخرى الإجتماعية والتعقيدات التي رافقت مناحي الحياة، لم تعد الكنيسة هي مركز الدولة، بل إن الكنيسة أمست تضيق بطبقة السيكولر (البيروقراط)، فانتقلت السلطة السياسية إلى مساحات أوسع على نطاق الحكم والسلطة بينما ظلت طبقة الكليرجي رهن أسوار الكنيسة التي ظلت المكان الرحب والملائم لها. إذن تَوَسُّعْ الحكم إلى خارج أسوار الكنيسة لم يحدث وفق مبدأ الإنفصال الذي يُسمى بالعلماني، وليس هناك تأريخ محدد حدثت فيه هذه الأسطورة، بل التغير حدث تدريجيا وبحسب الضرورات التي رافقت الظروف المتتابعة. نعم إن نشوء التيارات الفكرية والفلسفية والعلمية منذ القرن الرابع عشر أحدث تغيرا في بنى التصورات والتفاسير للحياة ومناحيها (خصوصا في ما يتعلق بالسياسة)، ولكن هذا حدث بروية وعبر قرون. 

وما نجم من تطور و تغير في هذا المسار، لم يكن وليد إنقلاب أو إنفصال معين مزعوم حدث في وقت ما كما يشاع، ويُسمى بفصل الدين عن الدولة، أو في ما يسمى بفصل الدين عن السياسة. وما يساهم في تعزيز الوهم الغالب لدى عامة الناس، هو إجراء مقارنات غير معقولة بين نظم السياسة الغربية المعاصرة و تلك التي كانت في القرون الوسطى. وما عدا هذه القفزة الزمنية لإثبات الإنفصال، فلا سبيل لإثبات العلمانية كنظام انفصل من الكنيسة على أسس العلم والحداثة، لأن تأريخا كهذا لم يحدث إلا عبر عصور متصلة أخذت التغيرات سبيلها الطبيعي في قيامة الأشياء وجوهر الأحداث الزمنية.

لكن أوساطا شتى في الغرب والشرق حرصت على ترديد هذا الشعار (فصل الدين عن الدولة) لترسيخه في أذهان الأجيال، وهذا ما حدث فعلا، رمياً لتحقيق مآرب آيديولوجية وسياسية متقاطعة ومتناقضة خلقت فوضى كبيرة و دمارا وتخلفا كبيرين على أصعدة الحياة في بلاد المشرق، ومازال الحبل على الجرار.

فماذا تعني العلمانية عندنا، وفصل الدين عن الدولة؟
هي بإختصار تعني حذف الجهد العقلي والمعرفي الإنساني في بلادنا للقرون التي مضت، وإحلال عقل مجرد يشبه الصندوق الفارغ، يعتمد في إدارة البلاد على العفوية والإجراءات الراهنة المتوالية التي تستتبع ما يفرزه الغرب من مظاهر، هي إنعكاس طبيعي لتطور حضارته. لذلك لا نجد أي تطور حقيقي، ولا إستقلال حقيقي، ولا نمو يضمن الراحة والأمن لمجتمعاتنا وأفرادها رغم الثروات الهائلة في بلادنا والتي تذهب هباءا منثورا، لتجتمع في مراكز المال العالمية في أمريكا وأوروبا. العلمانية في بلادنا، أمست عملية مسخ الإنسان وإذلاله وتحويله إلى روبوت يستهلك فترة زمنية محددة من الحياة، دون تفاعل حقيقي معها من أجل ما هو سمو ورفعة، ناهيك عن الحقوق الأساسية المهدورة. فالعلمانية تعني تحويلنا جميعا إلى أدوات مسلوبة الإرادة تتبع الغرائز والشهوات (والمفارقة الغريبة أن هذا يجري بإسم الحرية!) وتتغاضى عما يجري من خراب ونهب لبلادنا، من قبل قوى إستغلالية تتحالف معها قوى محلية هزيلة، لا فلسفة لها في الحياة، سوى البقاء في ديكورات السلطة المزعومة التي تضمن لها رمزية الحكم والمتع المفتوحة على الصعيد الشخصي والعائلي. ومن أكبر المساهمين في هذه العملية المنظمة، لتدمير الإنسان في بلادنا، تأتي الحركات والجماعات الإسلامية في المقدمة. فرغم إعلانها الصارخ أنها ضد العلمانية، لكنها أدوات مسيرة، لترسيخ العلمانية سواء علمت ذلك أم لم تعلم. ولذلك نجد أن حصيلة جهود وثمار هذه الحركات والجماعات، بشقيها الوهابي والإخواني، دخلت في غلة العلمانية التي تتحكم فينا وهذا ظاهر للعيان اليوم في بلادنا. والوهم الكبير الذي يعصف بالجميع هو، أن العلمانية في بلادنا تعني تغريبنا (تحويل حياتنا إلى نمط غربي) أو الإرتقاء بنا إلى مصاف الدول الغربية، وهذا ما خدع شعوبنا قاطبة في نكتة هي الأطول في التأريخ!
مشروع كيفية حل مشكلة العلمانية
تمهيد
توصلت إلى هذه الخطة ليس عن طريق التفكر في طريقة متخيلة، أو تجريب ما لم يُجرب، بل عن تجربة طويلة امتدت لأعوام طويلة. فمنذ نعومة أظفاري درست العلوم الشرعية إلى جانب العلوم التي تدرس في المدارس الرسمية النظامية. حتى أثناء دراستي في الجامعة في بلاد الغرب واظبت على دراستي في الفقه والأصول والعقيدة. وعبر هذه الدراسة والبحث، توصلت إلى إدراك حجم الجهل الكبير لدى أوساطنا السلطوية والحزبية والنخبوية والإسلامية، إزاء التأريخ الغربي وبضائعه الفكرية والفلسفية والقانونية، وإزاء الإسلام وتراثه من أصول وفقه وفلسفة وتراكم معرفي. وكثيرا ما أحزنتني مواقف وأحداث كنت ألاحظها بدقة وهي تنمو في هذا الواقع الأليم. وأضرب عدة أمثلة على هذا. قبل عدة أعوام صرح الدكتور أحمد الريسوني (رئيس إتحاد علماء المسلمين في قطر) أن فقه الأولين لم يعد صالحا لزماننا وعليه يجب إعادة صياغة الفقه في ضوء العلوم والمعارف الغربية مثل السايكولوجيا وعلم الإجتماع. وكتبت لفضيلته رسالة مقتضبة أشرت فيها إلى كارثية هذا النوع من التفكير. ولكن يبدو أن كبرياء فضيلته لم يدر بخلده أن يلتفت إلى محتوى الرسالة. وفي نفس الوقت صرح الشيخ راشد الغنوشي أن العلمانية والديموقراطية أفضل فكر وآلية لصنع القانون. طبعا ليس هذا بمستغرب من قبل هاتين الشخصيتين، فكلاهما من ثمار البروتستانتية الإسلامية (راجع الروابط أسفل هذا المقال). أما الجماعات الوهابية فهي بدورها، وعبر ما تؤدي من وظائف مرسومة لها، تخدم العلمانية مع أن ظاهرها هو معاداة العلمانية ولكنها معاداة تحتاجها العلمانية إليها للتظاهر بتفوقها الحضاري أمام عدو مزعوم ينتمي قلبا وقالبا إلى عصور سحيقة، لا تناسب خانات الحياة المعاصرة، ناهيك عن الإرهاب والجنون الذين يصدران من هذه الجماعات منذ عقود كثيرة، وبدعم متعمد من العلمانية الغربية. فالعلمانية الغربية تحرص على إبراز أفعال وأدوار الجماعات الوهابية مثل داعش والقاعدة، لتقول للعالم ضمنا وصراحة، أنظروا وقارنوا بيننا وبين آيديولوجية هذه الجماعات.


المشروع

الخطة التي توصلت إليها هي إرسال ألف طالب جامعي من شتى الدول العربية إلى دول الغرب، أوروبا وأمريكا و أستراليا، كمرحلة البداية، للدراسة في الحقول الإنسانية وبالتحديد التأريخ والفلسفة والعلاقات الدولية والقانون. ويجب أن تكون مرحلة البكلوريوس تمتد إلى أربعة أعوام من أجل إحاطة الطالب بهذه العلوم. ثم يجب أن يستمر الطالب في مرحلة الماجستير لمدة عامين ويقدر التخصص في مجال واحد أو مجالين معا. ومن ثم ينتقل الطالب إلى مرحلة الدكتوراه للتفرغ للموضوع الذي سيختاره بعناية ودقة بالتباحث مع لجنة متخصصة ترعى شؤون هؤلاء الطلاب وتشرف على أمورهم، وفترة الدكتوراه تمتد إلى أربعة أعوام. المدة التي يحتاج فيها الطلاب إنجاز هذه المراحل الدراسية هي حوالي عشرة أعوام. وبموازاة هذه الدراسة، يجب إرسال علماء متخصصين في الفقه والأصول وعلوم الشريعة مع هؤلاء الطلاب، الذين يتم تقسيمهم إلى مجموعات كثيرة. ولتسهيل المهمة يجب أن يرافق بضعة علماء متخصصين كل مجموعة، لتدريسها بشكل مستمر علم الفقه والأصول والقضاء والقانون وعلوم القران والحديث. أي أن هؤلاء الطلاب يدرسون في الجامعات الغربية بشكل منفصل، ولدى علماء الفقه والشريعة بشكل منفصل. أي أنهم يزاوجون بين التدريس الغربي والإسلامي من أجل إنماء قدراتهم وملكاتهم العلمية نحو بلوغهم مرتبة الإجتهاد والتخصص. إن هذا البرنامج مكثف ومتواصل، وعليه يجب إختيار الطلاب بدقة وعناية، على أن يتم إختيار المثابر الحقيقي منهم والمجتهد المحب للعلوم والمعارف الذي لا يمل ولا يكل من الدراسة. ومن الممكن تخصيص ثلاثة أو أربعة متخصصين في علوم الشريعة لكل 25-50 طالبا من هؤلاء الطلبة المبعوثين إلى الغرب. يجب التكفل بمصاريف الطلاب والعلماء بشكل كامل. 

إن هكذا دراسة، تتيح للطلاب التعمق في المسارين الغربي والإسلامي، وإستكشاف الجواهر والدرر في التراث الإسلامي الذي يغطيه غبار الإهمال والنسيان. إن من شأن هذا الإستكشاف أن يؤسس للمستقبل، على أسس تراثنا الغني بالمعرفة والعلوم العقلية التي طورها آلاف العلماء في خمسة عشر قرنا. كما أن تعمق وإحاطة هؤلاء الطلاب بالعلوم الإنسانية الغربية، يتيحان لهم الإستفادة من علوم الغرب بموضوعية وأكاديمية، بعيدا عن الهيجان السياسي والآيديولوجي والمهاترات الإعلامية التي تربك الناس العوام. وهذا المنحى يعزز ما عندهم من معارف وعلوم، لم يتم التعامل معها بالشكل المطلوب. وفي غضون عشرة أعوام يتكون لدينا ألف عالم متخصص في علوم الإسلام وعلوم الغرب. 

إن هذه الرحلة شيقة جدا وقد خضتُ غمارها بصبر وأناة، وبمتعة لا تضاهيها متعة أخرى. إن الدول العربية الغنية تستطيع أن تتبنى هذا المشروع وتكاليفه ليست باهظة بالنسبة لها. ومن الممكن الإستمرار في هذا المشروع لعدة سنوات لتخريج أجيال من العلماء المتبحرين في هذين العالمين الشرقي الإسلامي والغربي المسيحي-اليهودي/ العلماني. وفي المستقبل سيتغير الحديث عن العلمانية من حديث صراعي وتصادمي ومبتذل عقيم إلى حديث علمي موضوعي يقدمه علماء متخصصون ويعرفون كيف يتصرفون مع المسارين لمصلحة شعوبنا. وعلى هامش هذا المشروع، لدي خطة أخرى لبناء كوادر متخصصة لإعادة النظر في المناهج التعليمية وبنائها وصياغتها من جديد للإرتقاء بشعوبنا إلى مصاف الدول المتقدمة. فعلة تخلف بلادنا تكمن في تخلفنا العلمي أولا وآخرا. وهذا المشروع قريب من المشروع الذي سبق ذكره. 

أرجو أن تتبنى دولة عربية متمكنة هذا المشروع لأنه سيحل كل المصائب التي تتعلق بالعلمانية والصراع بإسمها وعليها.


روابط لمقالات تتعلق بمحتوى هذا المقال:

https://kitabat.com/author/196197218/

https://issuu.com/alisirini

https://www.sasapost.com/author/846/

https://www.ahewar.org/m.asp?i=2209
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75813
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مشكلة العلمانية في بلاد المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشكلة العلمانية في بلاد المسلمين   مشكلة العلمانية في بلاد المسلمين Emptyالأحد 02 يناير 2022, 9:31 am

مشروع نهضة الأمة الذي قدم إلى عدة دول عربية و إسلامية


هذه الرسالة التمهيدية أرفقت مع خطة مشروع نهضة الأمة التي قدمت إلى رئيس وزراء إقليم كُردستان في عام 2013 (باللغة الكُردية)، وأمير قطر في عام 2016، ورئيس جمهورية تركيا في عام 2017 و 2020 (باللغة العربية و الإنجليزية)، ورئيس وزراء الإمارات في عام 2017، وأمير الكويت في عام 2019-2020، ورئيس وزراء الكويت في عام 2020، ورئيس وزراء ماليزيا في عام 2020 (باللغة الإنجليزية). كما وصل المشروع إلى يد الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة، وسفراء قطر و الكويت والإمارات العربية المتحدة، فضلا عن شخصيات أكاديمية و سياسية عربية و إسلامية ومؤسسات معرفية و ثقافية و إعلامية. وبعد كل هذه السنين أود وضعه في متناول القارئ العربي و الإسلامي. هنا الحلقة الأولى والثانية وهي رسالة تمهيدية مع تقديم خلاصات عن المشاريع الثلاث، ثم في الحلقة الثالثة والأخيرة هناك شرح مفصل عن مشروع نهضة الأمة.

ملاحظة: حذفت أسماء الرؤساء و الأمراء و السفراء و الدول في هذه النسخة، لأن الأسماء تختلف بحسب الجهة التي بُعث إليها المشروع.

سيادة/ سمو/ سعادة …

لا يخفى على سيادتكم/ سموكم/ سعادتكم أن الدول العربية و الإسلامية تعاني ضعفا بائنا في المضمار الدولي، على مستوى السياسة و العسكرة و القرار. كما لا يخفى أن منطقتنا برمتها واقعة تحت هيمنة دول الغرب (أمريكا و أوروبا) و روسيا. لو تتبعنا السبب، نجد أن التأخر التكنلوجي و العسكري هو الذي أحدث هذا الشرخ الكبير الذي منه تدخل قوى خارجية منطقتنا وتهيمن عليها و تتصرف فيها خارج القوانين المعمولة بها في العلاقات الدولية التي تلزم أنفسها بها. التأخر التكنلوجي و العسكري ناتج عن تأخر العرب و المسلمين علميا. فَهُم، للقرنين الماضيين، عالة على الغرب، وانقطعوا عن تراثهم العلمي الغني ولم يطوروه، فأمسوا في عقب أمم أخرى تأسّدت عليهم، وأحلتهم بوارا في أول فرصة تفككت فيها عرى الإجماع السياسي و العسكري بين شعوبها في إثر هزيمة العثمانيين بداية القرن العشرين. اليوم، نعيش عقابيل تخلفنا و تراجعنا و هزائمنا المتوالية، أمام هيمنة القوى الخارجية. ونحن في الواقع، ندفع ضرائب أجدادنا الذين تاهوا و تخاذلوا و تكاسلوا، في تطوير أنفسهم علميا في مضمار السبق و التنافس مع الأمم الأخرى. ولعلهم نسوا أنهم مؤتمنون على رسالة الحياة أن يوصلوها إلى أولادهم و أحفادهم، ويزودوهم بأرضية صلبة و أدوات غنية، للحيلولة دون وقوعهم في براثن أعدائهم الذين لا يرحمون. هل نحن الآن نواصل نفس هذا النسيان، تجاه أنفسنا و تجاه أولادنا و أحفادنا؟! لا شك لدي بأن واقعنا هو أكثر سوءا مما مضى، لأننا اليوم باقون بسبب الخير الذي تراكم في القرون التي مضت، لكن أحفادنا في المستقبل سيفتقدون لهذا الخير، وسيكون مصيرهم أسوأ مآلاً من مصيرنا، ولعلهم سيكونون في القعر الذي سيُطبق عليه كل التراكم الذي ينتج من تقدم الأمم الأخرى المهيمنة عليهم. لا أكتب هذا لأنني أنا متشائم، بل هذا هو الواقع بغثه وسمينه.

قامت في بلادنا ثورات و انقلابات، وخرج بين أظهرنا قادة سياسييون و عسكرييون، خاضوا جملة من البهلوانيات والعنتريات التي كانت تهم بمعاني التحرر من الهيمنة الخارجية و مقاومة الأعداء والنهوض بمللنا و شعوبنا. لكن كل هذا ذهب أدراج الرياح، بل و زاد على كاهلنا أعباء الهيمنة و التأخر و التقهقر. والسبب، لأن النهوض و التحرر لا يعبران عن طريق الثورات و الإنقلابات و البهلوانيات و العنتريات التي ينتشي بها بعض السياسيين و القادة العسكريين.

للنهوض و التحرر طريقهما و سببهما و أدواتهما. وكل هذه مجتمعة، تحتاج إلى الصبر و التأني و العمل الدؤوب المتواصل لسنين من كد وتعب. أنا أزعم و لا أجزم، أن هذه المشاريع كفيلة ببناء الأرضية التي من الممكن أن تقف عليها أجيالنا في المستقبل، للقدرة على التحدي و السباق في مضمار التنافس الحضاري مع الأمم الأخرى. وأنا لا أزعم أنني وحدي اكتشفت هذا عنوة، أو هو خلاصة جهدي الشخصي، بل هو تراكم معرفي وسياق علمي طويل.

المقترحات:

تتكون هذه المقترحات من ثلاثة أمور وهي:

الأول: بناء مرجعية علمية مستقلة في العالم العربي و الإسلامي تستقل عن المرجعية العلمية للعالم الغربي في غضون عشرة إلى عشرين عاما. هذا المقترح موجود مع هذه الرسالة في 12 صفحة مفصلة. للأسف، فهِم بعض الأكاديميين و العلماء أن هذا المقترح هو حول الترجمة. في الواقع هذا المقترح هو حول بناء المرجعية العلمية العربية و الإسلامية. أما الترجمة فهي أحد الأسباب الرئيسة و الأكثر أهمية في سبيل بناء هذه المرجعية. فوجدت أن أشرح هذه النقطة بالضرورة لإزالة هذا الإلتباس.

ثانيا: كيفية حل الصراع العلماني-الإسلامي الذي أنهك الأمة العربية و الإسلامية منذ حوالي قرنين من الزمان (منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر). هذا المقترح أسهل من المقترح الأول ونحتاج لرؤية ثماره إلى أقل من عشرة أعوام. لدي الخطة المفصلة في سبيل ذلك. كما أن هذا المقترح يساهم مساهمة كبيرة في تعزيز المقترح الأول و إنجاح مشروعه.

ثالثا: بناء نموذج علمي و أكاديمي متكامل منافس لما هو موجود في العالم الغربي. كما أن هذا المقترح يشكل أيضا مساهمة مهمة في تعزيز و إنجاح المقترحين الأولين.

إن نهضة الأمة تحتاج إلى العمل و البناء و المثابرة والصبر. ولا تتحقق النهضة بالأمنيات الجميلة والأحداث و الإنقلابات الفورية أو الثورية كما يتخيلها بعض الناس. إن الدولة العربية التي تقيم هذه المشاريع ستضمن لنفسها ريادة العرب و المسلمين و قيادتهم في المستقبل و ستكون مركز هذه النهضة المرجوة.

الجزء الثاني

خلاصة مقترح مشروع النهضة العربية و الإسلامية (الرينيسانس) المقدم لدولة …

إنطلاقا من همّ تأريخي و حضاري لأمتنا، و بعد دراسة و تفكير طويلين، أنعم الله تعالى علينا بالوصول إلى عدة مقترحات، هن بمثابة مفاتيح لنهضة أمتنا و طرق لبلوغ القمة المرجوة التي كلفت بها هذه الأمة و هي من خصائصها بلوغ هذه القمة، في مضمار التنافس بين الأمم، و في ميدان العالم حيث لا تتحقق العدالة و الحرية و السلام إلا بما يقوم عليه جوهر الأمة الغائب عن أبنائها منذ ردح من الزمن.

بعد التوكل على الله، يسرنا أن نقدم هذا المقترح بين يدي سموّ/ سيادة/ سعادة …، و هو يحتوي على ثلاثة مشاريع، قدمنا أحدها بالتفصيل و هو مرفق بهذه الخلاصة بعنوان (مقترح لمشروع نهضة الأمة). فضلا عن تقديم خلاصة عن هذا المشروع هنا، سأقدم خلاصة عن المقترحين الآخرين في النقطتين الثانية و الثالثة.

المقترح الأول:

هذا المقترح المقدم بالتفصيل في ورقة أخرى من 12 صفحة، يحتوي على خطة لبناء المرجعية العلمية في العالم العربي تستقل عن المرجعية الغربية المهيمنة في العالم لمدة قرنين أو أكثر. هذا المشروع واقعي و ليس خيالا، و يمكن إنجازه و تحقيقه. و تظهر نتائجه الملحوظة في غضون عشرة أعوام. في الواقع، العالم العربي اليوم مشلول و معاق، يعتمد في تيسير شؤونه على الغرب. هذا الإعتماد نشأ من حالٍ يتطور الغرب فيها بإستمرار و ينتج على الدوام ما جعله ليس مستقلا فقط، بل و مهيمنا و سيدا. و في هذه الحال تحول العرب والمسلمون عموما إلى هوامش تستهلك ما ينتجه الغرب، فيدورون حوله دوران الرحى حول القطب، دون مواكبة معه و دون تطور يعطيهم الإستقلال عن القطب الذي يدورون حوله. لا خلاص من هذه الدوامة و لا منجى من هذا الإستتباع، إلا ببناء الإستقلال الذاتي لأمتنا علميا في كل فروع العلم. إذن، كيف السبيل إلى هذا الإستقلال العلمي، أجبت بالتفصيل في المشروع الذي قدمته بعنوان (مقترح لمشروع نهضة الأمة) مرفقا بهذه الصفحات.

المقترح الثاني: هذا المقترح لا يقل أهمية عن المقترح الأول، بل هو أهم منه على أصعدة شتى. هذا المقترح هو لمشروع عظيم و بكلفة أقل من كلفة عشر حفلات تقام أحيانا في دول عربية، كل حفلة تستغرق ساعات معدودة في الليلة الواحدة، حيث تصرف عشرات الملايين من الدولارات. ما هو هذا المشروع؟

منذ حوالي 150 عاما أو أكثر، نشأت حركة علمانية في الدولة العثمانية، ثم انتشرت في أرجاء العالم الإسلامي. هذه الحركة نشأت لتشكل مفترقا خطيرا و دمويا، عانت منه الأمة و ما تزال من تأثيراته الحالية و آثاره الماضية بإستمرار. خطورة هذه الحركة تكمن في محاولتها المستمرة لقطع حبال وجود الأمة مع ماضيها، و ربط هذا الوجود بسياق آخر غريب عن المسلمين، ترقى عبر عقود طويلة من الزمن، ثم هيمن في العالم بفضل إستكشاف روابطه مع ماضيه. أي أن نهضة هذا السياق الغريب عن أمتنا (و أقصد العالم الغربي)، لم تنشأ إلا حين تم إعادة جذور الماضي إلى حاضر الغرب المستمر.

منذ نشوء هذه الحركة العلمانية في بلادنا في أواخر الحقبة العثمانية في بدايات القرن التاسع عشر، يعاني العالم الإسلامي صراعات دموية بين الأنظمة و الأحزاب و شرائح المجتمع الأخرى. تلد هذه الصراعات من ثغرة كبيرة، يكمن فيها جهل عظيم بتراث أمتنا و بتراث الغرب. أي ان الطرفين المتصارعين في عالمنا الإسلامي، الطرف العلماني و الطرف الإسلامي، يعيشان الجهل و القطيعة مع السياقات التي يتصارعان عليها. يتصارع الطرفان على المرجعية القانونية و التشريعية في بلادنا، مما يولّد أزمة عميقة لم تحل إلى يومنا هذا. هذه الأزمة، و هي عميقة و كارثية، تعيق السلام و النمو و التطور في بلادنا.

المشروع الذي توصلت إليه، يحتوي على حل كامل و شامل و بضمانات. و الحل هو القضاء ليس فقط على هذا الصراع، بل و إنهاء الجدل بشأن أي المرجعيتين أصلح لأمتنا في التشريع و القانون، المرجعية الغربية العلمانية أو المرجعية الإسلامية. يحتاج هذا المشروع، لكي تؤتى ثماره، إلى أقل من عشرة أعوام. لدي خطة مفصلة و واضحة لتنفيذ هذا المشروع، و لدي جهوزية تامة للإشراف على هذا المشروع. إذا كانت دولة (…) ترغب في هذا المشروع، فلدي الإستعداد لشرحه في إجتماع وجها لوجه أو عن طريق الكتابة.

المقترح الثالث:

هذا المقترح يأتي أيضا في سياق النهضة الشاملة لأمتنا. المقترح يحتوي على مشروع بناء جامعة جديدة في دولة …، وكذلك يتضمن تطوير الترتيب العالمي لجامعات دولتكم، كمقدمة لتطوير الجامعات العربية الأخرى. هذه الجامعة المرجوة التي تكون فريدة في بنائها و توظيفها و خدماتها، تشكل هذه البداية عبر خلق نموذج حي و واقعي في العالم العربي. إلى جانب هذا، يعتبر بناء هذه الجامعة حلقة مربوطة بالمقترحين الأولين أيضا. كما سبق، فالخطة التفصيلية لهذا المشروع جاهزة إذا رغبت دولة … في تبني المشروع و القيام به، وهو ممكن الحصول على أرض … أو أرض أخرى بملكية … صرفة و بعائدات مادية و معنوية إلى دولة …

أرجو أن تلقى هذه المقترحات آذانا صاغية لدى سيادتكم/ سموكم/ سعادتكم.

ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75813
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مشكلة العلمانية في بلاد المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشكلة العلمانية في بلاد المسلمين   مشكلة العلمانية في بلاد المسلمين Emptyالأحد 02 يناير 2022, 9:32 am

مشروع لنهضة الأمة (3 من 3)
تفاصيل أحد المشاريع المقدمة إلى عدد من الدول و الحكومات

ملاحظة: قدم هذا المشروع إلى رئيس وزراء إقليم كُردستان في عام 2013 (باللغة الكُردية)، وأمير قطر في عام 2016، ورئيس جمهورية تركيا في عام 2017 و 2020 (باللغة العربية و الإنجليزية)، ورئيس وزراء الإمارات في عام 2017، وأمير الكويت في عام 2019-2020، ورئيس وزراء الكويت في عام 2020، ورئيس وزراء ماليزيا في عام 2020 (باللغة الإنجليزية). كما وصل المشروع إلى يد الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة، وسفراء قطر و الكويت والإمارات العربية المتحدة، فضلا عن شخصيات أكاديمية و سياسية عربية و إسلامية ومؤسسات معرفية و ثقافية و إعلامية.

 تمهيد:

رويدا رويدا ومنذ مطلع القرن السادس عشر الميلادي مالت كفة ميزان التفوق الحضاري نحو أمم الغرب الأوروبي، وانحدرت كفة الأمة الإسلامية نحو الهبوط والتخلف على أصعدة مختلفة. ولو دققنا النظر في تأريخ أوروبا، نجد أن النهضة الأوروبية بدأت بالتدريج منذ أن بدأت حركة الترجمة من اللغة العربية، من بلاد الشام والعراق ومن ثم بلاد الأندلس، إلى اللغة اللاتينية، بعدة قرون سبقت القرن السادس عشر الميلادي الذي يعتبر قرنا مفصليا في تأريخ الغرب. لقد بدأت النهضة الأوروبية (الرينيسانس) في القرن الرابع عشر الميلادي تحت تأثير مباشر للترجمات من العربية إلى اللاتينية. ولو الـتـفـتـنا إلى الوراء أبعد من ذلك، نجد أن الترجمات اليونانية لعبت دورا مهما أيضا في الحضارة الإسلامية، إلى جانب ما أبدعه المسلمون في حضن الإسلام. وقبل ذلك، استفاد الرومان من ترجمات شتى من الفينيقيين واليونانيين (الإغريق). وبدورهم استفاد الإغريق في نهضتهم وبناء حضارتهم من ترجمات عدة من المصريين القدماء والبابليين، والتي أدت إلى بناء مدرسة آيونيا الفلسفية التي أعطت الولادة للتراث الفلسفي اليوناني. إذن الترجمة كانت مفتاح النهضة بين الأقوام والشعوب.

تعيش الأمة الإسلامية والعربية في الوقت الراهن تخلفا كبيرا على أصعدة شتى. ولو أمعنا النظر نجد أن مصدر هذا التخلف هو تخلف علمي بإمتياز، حيث توقف التراكم المعرفي والعلمي في العالم العربي منذ قرون. وبما أن الغرب أمسى هو المرجع للعلوم المعاصرة، منذ أكثر من ثلاثة قرون، فإن علاقة العالم الإسلامي بهذا المرجع هو علاقة التبعية والدوران في حواشي هذا الفلك، دون التحول إلى جزء فاعل فيه، ودون الإستقلال عنه إستقلالا يؤهله إلى أن يكون هو نفسه مرجعا لنهضته، بإكتفاء ذاتي علمي ومعرفي من عنده ومن لدنه. لذلك، يقتبس العالم الإسلامي والعربي من الغرب إقتباس المُستهلِك، وليس إقتباس الباحث عن المعرفة والعلم، لبناء مشروعه النهضوي، كما فعل اليابانييون والكورييون والصينييون في مدة وجيزة.

يعيش العالم العربي، وهو يُعتبر قلب العالم الإسلامي على كل الأصعدة، فوضى عارمة. هذه الفوضى تشمل ميادين العلم والمعرفة أيضا. فكما هناك فوضى في حركة الترجمة (إن كان هناك في بلاد العرب شئ إسمه حركة الترجمة)، هناك فوضى كبيرة في القطاع العلمي والأكاديمي، بل وتخلف عميق يدمي قلب الفاحص المدقق. فعلى صعيد الترجمة، لا يملك العرب، رغم الإمكانيات المادية الهائلة، مؤسسة ترجمة منتظمة تقوم بالترجمة من العالم الغربي بشكل منتظم و وفق نظام وترتيب منهجي، يمد ويغني روافد المعرفة والعلم في حقول التربية والتعليم والدراسة والبحث الأكاديمي. فكل ما هو موجود لا يتجاوز ترجمات فردية وغير منتظمة لكتاب هنا وكتاب هناك، وفق هوى ورغبات الأفراد والمؤسسات الصغيرة التي ربما تخضع لأيديولوجيات سياسية وثقافية معينة، تجعلها تنتقي الترجمات وفق اعتبارات بعيدة عن مشروع نهضة الأمة، نهوضا صحيحا وذات أسس. ومن هنا تحسن الإشارة إلى مثال بسيط ومؤذ في آن، وهو الفارق بين ترجمة الكتب إلى العربية وبين ترجمة الكتب إلى اليابانية. فحتى يُترجم كتاب إلى اللغة العربية، تتم ترجمة آلاف الكتب إلى اللغة اليابانية. وكل الدول العربية مجتمعة لا تترجم سنويا إلا 4% مما تترجمه ألمانيا إلى لغتها. و وفق بعض المصادر، فإن الكتب التي تترجم إلى اللغة العربية سنويا، لا يتجاوز عددها 300 كتاب أو أكثر بقليل. بينما يُترجم حوالي عشرة آلاف كتاب في العام إلى اللغة اليابانية، وكذلك مثله إلى اللغة الألمانية.

 
فشل البعثات الدراسية:

يخسر العرب سنويا وبإستمرار المليارات من الدولارات على البعثات الدراسية إلى العالم الغربي. فمنذ حوالي قرن وأكثر، تبعث الدول العربية طلابها إلى العالم الغربي لنيل التخصصات في حقول المعرفة والعلم. وزاد الإقبال على هذا المجال في العقود الأربعة الماضية بتصاعد مستمر. لكن هذه العملية لم تؤسس لمشروع علمي، ولا ساهمت في تطوير وتقديم المجال العلمي والمعرفي. ما هو السبب؟

الدول العربية، وخصوصا الغنية، تبعث الطلاب المكملين للمرحلة الجامعية إلى الدول الغربية من أجل نيل التخصصات المتنوعة. هذا الأمر محتوم بالفشل مسبقا. لأن الطلاب (معظمهم تقريبا) الذين يذهبون إلى الغرب من أجل الحصول على شهادات الماجستير والدكتوراه، يقضون فترة ستة أشهر أو سنة من أجل تعلم اللغة، ولا شك أن هذه الفترة ليست كافية إطلاقا لتمكين الطالب من الإلمام بدراسته المرجوة. الجامعات الغربية لا تبالي بذلك، لأن ما يهمها هو المال الذي يُدفع لها سلفا.

يُعتبر تعلم اللغة الثانية (أي اللغة التي تأتي بعد لغة الأم) في الفترة التي تلي مرحلة المتوسطة (أي قبل الثانوية) متأخرا، يُفقد الطالب ميزة السيطرة والإحاطة والتمكين في الحقل الذي يود التخصص فيه. لذلك، فإن الأمر يصبح أكثر إحباطا بالنسبة لخريجي الثانوية، ناهيك عن خريجي الجامعة الذين يشكلون النسبة الغالبة في الإرساليات العربية إلى الجامعات الغربية. والسبب يعود إلى قضاء الطالب 18 عاما يتعلم بلغته العربية ويفكر بها، ثم فجأة يدخل عالما غريبا يبدأ فيه من الصفر في تعلم منهج لا سابقة له به وفيه. ولو افترضنا من باب الجدل أن الطالب المبعوث، من قبل الدولة العربية، يتمكن من اللغة وبالتالي يستطيع أن ينال التخصص الذي يريده، فهل يحقق هذا الطالب، كفرد، الهدف المرجو لحمل الأعباء من أجل تطوير وتقديم شعبه؟ الجواب بكل ثقة هو كلا. لماذا؟

مع أن أغلب الطلاب المبعوث من قبل الدول العربية يعود إلى بلده العربي بخفي حنين، لكن الإفتراض يظل قائما حول الذين يقدرون على الحصول على الشهادات، هل يحققون الغرض المرجو. الطالب الذي يقدر الحصول على المرتبة العلمية في الجامعة الغربية، لا يملك المصادر العلمية والمعرفية إلا باللغة الغربية التي بها حصل على التخصص. وبناء على ذلك سيظل مقيدا بهذه المرجعية الغربية لطالما كان حيا. وحين يتحول إلى باحث أو معلم في بلده، فإنه ليس سوى حلقة ضعيفة جدا بين حقول المعرفة والعلوم الغربية وبين الناس في الدول العربية، الذين يراد لهم الإستفادة مما تعلّمه الطالب المبعوث إلى الغرب والذي حصل على درجة التخصص. لأنه ببساطة، فإن المراجع والمصادر غير متاحة للطلاب والدارسين في الدول العربية. و وفق هذا المنوال يظل الدارس العائد من الدول الغربية غريبا ومعزولا، لا يقوى على العمل كجزء من مؤسسة متكاملة ومتناغمة في بلده، لأنه لا توجد هكذا مؤسسة. بل يشبه هذا الباحث أو الدارس الغصن المكسور من الشجرة، لا يقوى على أن يستمد من الجذور ما يمكـّـنه للبقاء، ولا هو يقدر على أن يمد غيره بأسباب البقاء والنمو. لذلك يظل تأثيره ونتاجه محدودا وسطحيا وهزيلا. ولو كانت هذه الطريقة، أي إرسال الطلاب إلى الغرب، تشكل أي ميزة حسنة، لكان العرب قد تفوقوا منذ زمن بعيد، لأن الإرساليات والبعثات الطلابية من العالم العربي إلى الغالم الغربي لم تنقطع منذ آماد طويلة جدا. فأين هي ثمار هذا المشروع القائم منذ زمن بعيد؟

يعلم الغرب هذا الواقع ويشجعه، ويسهل استمراريته و تكاثره. الغرب يستفيد من هذا الواقع استفادة مالية كبيرة جدا. وعلى صعيد آخر، يتحكم الغرب بالأمر الذي يشبه صمام أمان بيده، وهو معرفته التامة بأن هذه العملية لا تساهم في تطوير العرب قطعا، بل وتسبب في تخلفهم أكثر فأكثر، لأن واقع عقود طويلة من إرسال الطلاب العرب إلى الغرب لم يكن سوى استنبات البذور فوق سطح البحر، لم يثمر إلا الفراغ المغلف بديكورات الدرجة العلمية والشهادة وما إلى ذلك. ومعلوم للعالِمين بالتأريخ، أن الغرب حريص على أن لا يتطور العرب والمسلمون. فأي شئ أفضل للغرب من كسب مال وفير من العرب، بحجة تعليم أولادهم، بينما جامعات الغرب تعيد أبناءهم القادمين للحصول على العلم بقشور هشة مغلفة بشهادات برّاقة؟

 
واقع و حال الطالب العربي القادم إلى الغرب:

 ولكن حقا كيف هو واقع الطالب العربي القادم من الدول العربية إلى الغرب، من أجل الحصول على التخصص؟ بما أنني قضيت سنوات طويلة في الدراسة هنا في أستراليا، لاحظت عن قرب حال الطالب العربي. الطالب العربي يبدأ تعلم اللغة الأجنبية (الإنجليزية هنا)، وهي صعبة للذين تفوق أعمارهم 18 عاما، ثم يدخل سريعا مجال تخصصه. ويظل فيه غريبا ومحبطا لا يقوى على التمكن من المحتوى العلمي والأكاديمي. ويظل بمرور الأيام محبطا يبحث عن وسائل العبور إلى نيل الشهادة بطرق شتى، منها الإستعانة بالطلاب الغربيين من أهل البلد الذين يقومون بتنفيذ الواجبات البحثية بدلا عنه، مقابل مردود مادي، ثم تجري الأمور على هذا النحو إلى أن تعطيهم الجامعة الوثيقة (الشهادة) التي تثبت حصولهم على الدرجة العلمية. مع أن الجامعة نفسها لا تقبل أن توظف حاملها (الطالب العربي) في المجال الذي تخصص فيه، ببساطة لأنها تعلم أن حدود معرفة الطالب العربي وتمكنه لا يتجاوزان الشهادة التي حصل عليها. وعليه، يجب أن يعود هذا الطالب إلى بلده ليشغل وظيفة لا يزيد فيها سوى الفراغ المحبط حقا، ويظل دون أي إنتاج معرفي أو علمي. بل ويشكل رقما إضافيا يشغل البطالة المقنعة.

ليس مدعاة للسرور ذكر مثال واحد من بين الآلاف من الأمثلة المحزنة. ففي أستراليا كان هناك طالب عربي من مملكة عربية غنية، قادما إلى جامعة راقية فيها، للتخصص في الأدب الإنجليزي، ونال فعلا شهادة الدكتوراه في التخصص المذكور. ولكن الغريب حقا، أن هذا الدكتور المتخصص في الأدب الإنجليزي استعان بشخص مهاجر وهو عامل بسيط يعيش في أستراليا، من أجل ترجمة محادثة بسيطة حدثت بينه وبين موظفي مطار مدينة سيدني. وما زال هذا المهاجر (وهو غير عربي وتعلّم العربية هنا في أستراليا ولم يكمل حتى مرحلة المتوسطة من الدراسة)، يذكر هذه الواقعة بإستغراب شديد.

 
خلاصة ما ذكرته سابقا:

البعثات الدراسية لا تحقق الغرض المرجو لرفع أعباء الأمة والنهوض بها. الطلاب المبعوثون يتعلمون اللغة الأجنبية التي يدرسون بها في مرحلة متأخرة جدا، تمنعهم من الإلمام بدراستهم والإحاطة بها والتفوق فيها. حتى ولو حققوا هذا المراد وأزالوا عقبة اللغة، فإنهم لن يتحولوا إلى باحثين حيويين ينتمون إلى مؤسسات أكاديمية وبحثية تحتضنهم وتهيئ لهم أسباب الإستمرار والنمو والتطور، بسبب أن مرجعيتهم العلمية هي مرجعية أجنبية تتطور بإستمرار، لا طاقة للدارس العربي اللحاق بجريانها وعظيم تطورها، وبالتالي ستظل طاقاته محدودة جدا على طريق التحول إلى حلقة وصل بين مواطنيه العرب، وبين المرجعية العلمية والأكاديمية الغربية المتطورة بإستمرار. الطالب المسلم والعربي المبعوث إلى دول الغرب يعود إما خالي الجعبة، أو إذا حصل على شئ فليست له حاضنة أو بيئة تحتضن محصوله ليزرع الطالب بذور محصوله مضافا إلى محاصيل أخرى متراكمة، ليكون هناك حصاد محمود. يعني هناك إنسلاخ للأسباب وإنعدام للتناغم وإفتقار للوسائل، لتأمين حاجة العرب من أجل التطور والنهوض والتأهل لمسابقة الأمم المتقدمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75813
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مشكلة العلمانية في بلاد المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشكلة العلمانية في بلاد المسلمين   مشكلة العلمانية في بلاد المسلمين Emptyالأحد 02 يناير 2022, 9:34 am

مقترح مشروع للنهضة العربية والإسلامية:

 اللغة العربية هي اللغة الجامعة بين أبناء المسلمين على إختلاف أعراقهم وجنسياتهم. هي لغة الدين والتواصل الثقافي. للأسف، بعد أن كانت العربية هي اللغة الأولى عالميا ولقرون عدة، أمست اليوم عاجزة عن آداء دورها الحضاري بين أبناء المسلمين عامة والعرب خاصة. ولكي نعيد الدور الريادي للغة العربية التي فعلا تستحق هذا الدور، ليس على مستوى المسلمين والعرب خاصة بل على المستوى العالمي، نحتاج إلى ثلاث طرق أو إنشاء ثلاث مؤسسات وهي:

أولا: إنشاء مؤسسة للترجمة، ليست كمؤسسة عادية، بل كمؤسسة ضخمة تكون بمستوى الطموح للنهضة المنشودة.

ثانيا: إنشاء مدرسة ومعهد للترجمة، مهمتهما هي بناء كوادر متميزين للترجمة ليكونوا في المستقبل الجزء المهم لمؤسسة الترجمة التي ذكرت في النقطة الأولى.

ثالثا: توحيد مناهج الدراسة في الدول العربية أو تقريب المناهج والتنسيق بينها.

 

تفاصيل المشروع:

 
إن تحقيق هذا المشروع ممكن وليس مستحيلا. كما أن الحصول على نتائجه الملموسة يحتاج إلى حوالي عقد أو عقدين من الزمن (عشرة إلى عشرين عاما).
 

مؤسسة الترجمة:

 
الشروع في تأسيس مؤسسة الترجمة، يحتاج إلى لجنة من الخبراء والكوادر للقيام به ومتابعته. ومن هنا تتأسس القاعدة أو مركز القيادة والإدارة، لتسيير المؤسسة والإشراف على أعمالها. بعد إكمال الإجراءات الإدارية والتخطيطية للمؤسسة، من الممكن الإعلان عن فرص العمل في العالم العربي وفي الدول الأخرى للمتمكنين في اللغة العربية ولغة أجنبية وتحديدا (الإنجليزية والفرنسية والألمانية)، بهدف إستقطاب أكبر عدد من كوادر الترجمة للعمل في المؤسسة المذكورة. ليس ضروريا تواجد هذا العدد الكبير في جغرافية معينة، وفي أبنية معينة. من الممكن بقاء الكوادر في مدنهم وأماكن عيشهم، والعمل للمؤسسة بدوام كامل، على أن تتكفل المؤسسة رواتبهم وإمتيازاتهم المالية وكلفة جهاز كومبيوتر مخصص لعملهم. يجب خضوع المتقدمين للعمل في المؤسسة لإختبار جدي وقوي، للتأكد من إمكانياتهم في ترجمة الكتب من اللغات الثلاث المذكورة إلى اللغة العربية. ومن هنا يجب إستحداث الأقسام المختلفة في الترجمة ومن الممكن فرز المترجمين وتوزيعهم على هذه الأقسام، كل حسب رغبته وميوله في الترجمة. الأقسام تتوزع على الفلسفة، التأريخ، القانون، الإقتصاد، السياسة، ومناهج التعليم…الخ. على أن تكون للعلوم (الطب، الفيزياء، الكيمياء، الهندسة…الخ) أقسامها أيضا. وكذلك قسم خاص بالتكنلوجيا والصناعة.

يقوم كل قسم من هذه الأقسام، عبر المئات من الكوادر، بالبدء في ترجمة أمهات المصادر والكتب الأساسية للقسم المخصوص به إلى اللغة العربية. مثلا يبدأ قسم الفلسفة بترجمة كل الكتب الفلسفية منذ القدم وإلى يومنا الحاضر بدءا بالفلسفة اليونانية وإنتهاء بالمدارس الفلسفية الثلاث: القارية والتحليلية والبراجماتية. إن كانت هناك كتب مترجمة سلفا، فليس من الضروري إعادة ترجمتها بل الإستمرار في ما هو غير مترجم لترجمته. يجب أن يكون لهذا القسم والأقسام الأخرى خبراء وأكاديمييون، يعرفون المصادر والكتب ويقتنونها من أسواق الكتب العالمية. بموازاة ترجمة الكتب، من الممكن تخصيص كادر معين للعمل على ترجمة المجلات العلمية الخاصة بهذا القسم، كما في كل قسم آخر. كلما تقدم هذا الكادر في ترجمة ما هو معني به، كلما استغنت المكتبة العربية عن الحاجة إلى المزيد من الترجمة لما هو جديد (مع أنه سيتحول إلى إجراء روتيني بمرور الوقت)، لأن المدارس والجامعات والمكتبات العربية ستزدخر مستقبلا بالكتب والأبحاث باللغة العربية التي ستسد حاجة الباحث والدارس والطالب. هذا الأمر سيؤدي إلى بناء متخصصين كبار بين العرب، سيقدمون هم أيضا نتاجاتهم العلمية والفكرية والأكاديمية بمستوى ما لدى العالم المتقدم، والسبب الأهم في هذا الإنجاز هو أن جيلا قد تربى في حقول العلم والمعرفة بلغته الأم. وحينئذ، تستطيع الجامعات العربية من حجز المراكز المتقدمة في التصنيف العالمي للجامعات. وآنئذ لا يحتاج العرب إلى إهدار المليارات من الدولارات سنويا، لإرسال أبنائهم للتعلم في الجامعات الغربية. وحين نصل إلى هذه المرحلة، نكون قد وصلنا إلى ماهو موحد ومتناغم ومنسجم في مناهج التربية والتعليم، في مدارس ومعاهد وجامعات العرب. ستزدخر الجامعات العربية آنئذ بالمصادر الوفيرة باللغة العربية ويستغني القارئ والطالب والدارس عن البحث عن المصادر باللغة الأجنبية. هذه المرحلة تسمى النهضة الحقيقية للعرب والمسلمين، ونحتاج فيها إلى عقد أو عقدين من الزمن.

 
مدرسة ومعهد للترجمة:

إن إنشاء مدرسة ومعهد خاصين بالترجمة من الضروريات، لتوفير كادر متخصص بالترجمة لشتى حقول المعرفة. إن مؤسسة الترجمة قد تستطيع الحصول على مترجمين في بداية عملها، لكنها ستبقى تحتاج إلى مترجمين بشكل مستمر. لا بد من تشكيل لجنة من الخبراء والأكاديميين للشروع في التخطيط لهكذا مدرسة ومعهد للترجمة، وكذلك لبناء قواعدهما ومنهجهما وإدارتهما. الطلاب الذين يدرسون في مدرسة ومعهد الترجمة، ستكون فرصة العمل لهم بعد التخرج مضمونة 100% في مؤسسة الترجمة. يجب إختيار الطلاب المثابرين والمجتهدين والصابرين، للقبول في المدرسة والمعهد المذكورين.

 
مناهج الدراسة في العالم العربي:

إن العمل على إيجاد التناغم والإنسجام والتقارب في مناهج الدراسة والتعليم، في كل الدول العربية أمر ضروري وحيوي، لتحفيز ابناء الأمة وتنمية الشعور بالعمل من أجل مستقبل واعد وأرقى لأمتهم. كلما كانت مناهج التدريس والتعليم في الدول العربية أكثر تقاربا وإنسجاما وتناغما، كلما كانت المنافسة في مضمار السبق والتقدم أكثر قوة وحيوية بين أبناء العرب. فضلا عن ذلك، فإن تضافر وتراكم الجهود بين أبناء الأمة سيكون عظيما ومثمرا وواعدا للأجيال القادمة بإذن الله. و الأهم من ذلك، هو خلق بيئة الإنتماء القوي و الشعور الموحد إلى الهوية المشتركة التي تتبلور و تتطور بإستمرار بأدوات العلم و التربية بين أبناء العرب و المسلمين. إن البدء ثم الإستمرار في ترجمة العلوم والمعرفة من بلاد الغرب المتقدم، سيبني لا شك لمكتبة عربية مزدهرة، وجامعة متقدمة ومتفوقة، وباحث مجتهد، وعالم متبحر، وطالب طموح ومثابر، وبالتالي مستقبل مزدهر ومتقدم. وهكذا ستعود اللغة العربية مزدهرة وجامعة بين أبناء المسلمين، وستتحول فعلا إلى لغة الثقافة والعلم، يؤتى إليها من بقاع الأرض، وليس العكس، أن يهجرها ناطقها وإبنها ليذهب ويستمد العلوم بلغات الأجانب.
 

خاتمة:
 

إن هذا المشروع ليس خياليا، بل هو واقعي جدا. للعرب أموال كثيرة، قلما أجادوا حسن التصرف بها. قبل مدة أتحفنا الإعلام، أن رجلا عربيا من دولة عربية غنية قد انفصل عن زوجته الغربية التي هي مغنية مشهورة. وبما أن الإنفصال قد وقع، فعلى هذا الرجل العربي دفع مبلغ 500 مليون دولار أمريكي لهذه السيدة حسب المصادر الإعلامية. إن ألوف المبالغ مثل هذا المبلغ تم أهدارها في أمور تافهة، مع أن مبلغا كهذا أو ضعفه كفيل بالبدء في هذا المشروع وإنتصاره، لتحقيق غاية النهضة العربية والإسلامية إن شاء الله تعالى. أجزم صادقا أنه ليس هناك طريق آخر لنهضة أمتنا بغير هذا الطريق، اللهم إلا إذا كان الله سبحانه وتعالى قد أراد النهوض بنا بغير السنن والأسباب التي جعلها في هذه الحياة. وأخيرا لدي مقترحات أخرى، لا تقل أهمية من هذا المقترح، بل وتبلغ أهميتها أهمية هذا المقترح و زيادة. إذا كانت لدى دولة … و قيادتها الحكيمة رغبة في قبول هذا المقترح، و وجدت إستجابة محمودة، سأقدم الخطط المفصلة عن المقترحات الأخرى و كيفية إنجازها. و لدي استعداد للمشاركة في تنفيذها بكل فخر و سرور.

والله تعالى يتولى السرائر وبه التوفيق وعليه التكلان.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نسخة منه إلى:

– بعض الشخصيات العلمية والأكاديمية في العالمين العربي والإسلامي.

– بعض المواقع الإعلامية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مشكلة العلمانية في بلاد المسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: