منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 السحر والعقيدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

السحر والعقيدة Empty
مُساهمةموضوع: السحر والعقيدة   السحر والعقيدة Emptyالسبت 14 سبتمبر 2013, 12:11 pm


السحر والعقيدة
نشر هذا المقال في مجلة منبر الإسلام 
العدد 7 السنة(38) رجب 1400هـ يونيو 1980م
ـ
نظرا إلى بعض الأحداث التي تطرأ والظروف التي تحيط بالإنسان يجد الفرد نفسه مضطرا إلى مناقشة أمور هي أقرب إلى الغيبيات منها إلى الواقع المحسوس. 
وهو على هذا الدرب قد يضل أحيانا وقد يصيب أحيانا أخرى. 
ومن بين هذه الموضوعات التي يلجأ الإنسان إلى مناقشتها بل ويلجأ بعض الأفراد إلى الرغبة في أن يقع تحت تأثيرها مسألة السحر. 
وموضوع السحر له اتصال شديد بالعقيدة الإنسانية وله اتصال شديد أيضا بالسلوك الإنساني ونحن نستطيع أن نناقشه من حيث اتصاله بالعقيدة الإنسانية ونستطيع أن نناقشه من حيث السلوك الإنساني كذلك.
والمناقشة الجادة لهذا الموضوع سواء أكان على المستوى العقائدي أو السلوكي تحتاج إلى بيان لمعنى السحر وطبيعته وخواصه ثم هي كذلك تحتاج من جهة أخرى إلى بيان شاف لمعنى الموضوع الذي ستتصل هي به ونريد مبدئيا أن نناقش طبيعة السحر ومعناه ونكشف عن خواصه وصفاته على فرض أننا نقول به ونعتقد وجوده بيننا في هذا العالم. 
وطبيعة السحر عند من يقولون بوجوده وتعريفه وخواصه عندهم يحددها لنا أحد العلماء الباحثين فيقول: 
تعريف السحر:
1ـ السحر في اللغة: كل ما لطف مأخذه وخفى ومنه قيل عين ساحرة وقوله صل الله عليه وسلم: "إن من البيان لسحرا " .
2ـ السحر كما وصفه القرآن : تخييل يخدع الأعين فيريها ما ليس كائنا أنه كائن " يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى" .
3ـ وهو إما حيلة وشعوذة أو صناعة علمية خفية يعرفها بعض الناس ويمكن أن يكون منه تأثير الأرواح والتنويم المغناطيسي (التفسير الواضح د/ حجازي ص 59 الجزء الأول. 
وخلاصة القول في هذه الجزئية أن السحر يقوم على أساس صناعة يمكن تعلمها ويمكن ممارستها لها قواعد مضبوطة ولها أسس مفهومة ولها أساتذتها وعلماؤها غير أن هذه الصناعة دقيقة خفية لطيفة تعتمد على الإيحاء في التأثير على الحواس، وخداعها فإذا تأثرت الحواس وخدعت أمدت النفس بمجموعة من المعلومات المبالغ فيها أو التي لا تسير سيرا طبيعيا فأحدثت في النفس انفعالا يتلوه انفعال حتى تتكون عاطفة مرضية أو عقدة مستقرة في النفس يكون لها من التأثير ما يشبه أن يكون ميكروبا مرضيا أو فيروسا يصيب الجسم ويخل توازنه بدون أن يكون هناك ميكروب أو يكون هناك سبب عادي يحدث الخلل في توازن الجسم والانحراف به عما له من وضع طبيعي خلقه الله فيه تلك هي خلاصة مجملة لطبيعة السحر عند القائلين به. وهي طبيعة مفتوحة قابلة لأن يدخل تحتها أفراد تلك المسميات المستحدثة ـ كالتنويم المغناطيسي ـ والتلبائية ـ وتحضير الأرواح .. الخ. 
السحر والطب
يشهد علماء الطبيعة وعلماء التشريح والمشتغلون بكل مهنة وصناعة تتصل بهذا الكون المادي والحيوي أن هذا الكون كله يسير وفق قوانين مضبوطة وقواعد وعلل لا يخليه الله عنها بحيث إذا وجدت العلة وجد المعلول وإذا ارتفع السبب ارتفع المسبب ضرورة والفلاسفة المؤلهون يجمعون بين هذه الجزئيات من القوانين وتصعيدها إلى السبب العام والعلة الكلية التي يطلقون عليها القسم المقدس الله جل جلاله. 
ورجال الدين في مختلف الأديان يعتقدون في هذا كله ويؤمنون به ولكنهم مع مجموعة من الفلاسفة يرون ظاهرة السبببية على أنها ارتباط عادي بحيث يمكن لله عز وجل أن يرفع هذه القوانين أو بعضها في ظروف خاصة يقصرها بعضهم على المعجزة التي تثبت نبوة النبي ويتوسع البعض الآخر في هذه الظروف فتشمل الكرامة للأولياء ونحوها. 
وتلك قاعدة عامة لا أظن أن هناك من يخالفنا فيها ومادة الجسم البشري ضمن هذه القاعدة الكلية تخضع لمجموعة من القوانين العامة والخاصة ولها علاقة متبادلة مع هذا الكون الفسيح. 
وإذا كان الجسم المادي يحيا في ظروفه العادية منسجما مع القوانين التي وضعت من أجله والتي خلق هو ليكون محكوما بها كان الجسم في ذلك يمارس حياته العادية. 
أما إذا طرأ عليه طارئ وتحول نوعا من التحول يخل بهذه القوانين أو يعطل عملها فأننا نستطيع أن نحكم عليه بأنه يعيش تحت ظروف مرضية ويمارس حياة غير عادية. 
وهذه الظروف المرضية معروفة الأسباب والعلل في معظم الأحيان وتخطي هذه الظروف المرضية مرتبط بتخطي تلك الأسباب والعلل التي تسببت في هذه الظروف المرضية.
والمبتدئون في علوم الطب يتعرفون على هذه الأسباب والعلل في جملتها ويقفون على حقائقها في مجموعها وفي ظروف لا تدق على الأفهام الممارسة ولا على العقليات المشتغلة بهذا الفن إذا حاولت الكشف عنها. إلا إذا حرمت بعض الإمكانيات والوسائل.
ويمكن إجمال هذه الأسباب والعلل في تصنيف نوعي من وقائع ما يقوله الأطباء في فهمهم للظاهرة المرضية وتحديدها. أنهم يقولون: عن المرض أنه اختلال في وظيفة عضو أو أكثر من أعضاء الجسم نتيجة لمؤثر خارجي عنه أو داخلي أثر بشكل أو بآخر في تركيبته التشريحية إلى حد قد يكون واضحا بدرجة ممكن رؤيتها والتعرف عليها بالعين المجردة أو غير واضح ويلزم للتعرف عليها مجاهر وغيرها من وسائل الدراسة كالتحاليل بأنواعها. 


وهذا المؤثر قد يكون واحدا مما يأتي : ـ
1ـ مؤثر طبيعي أو فيزيائي كالحرارة الشديدة والبرودة الشديدة والاشعاعات.. الخ.
2ـ مؤثر كيميائي : كالأحماض ـ والقلويات وغيرها.
3ـ مؤثر ميكانيكي.
ويمكن إجمال ما سبق تحت عنوان الإصابات.
ثم هناك مؤثرات أخرى.
4ـ مؤثر بيولوجي: كالبكتريا ـ والفيروسات والطفيليات وغيرها.
5ـ مؤثر هرموني: فمعلوم أن أي اضطراب في التوازن في الجسم يؤدي إلى حالات مرضية معروفة وهذا الاضطراب له أسبابه. 
6ـ مؤثر وراثي: هناك بعض الأمراض الوراثية التي ترتبط بالتكوين (الخلوي) وتنتقل الصفات الوراثية المحملة على الجينيات أو الأمشاج. 
7ـ مؤثرات نفسية . وبيئية وغذائية .
وعند مواجهة أي حالة مرضية يكون في الحسبان أول ما يكون معرفة العضو أو الجهاز الذي اختلت وظيفته ثم معرفة المؤثر وإلى أي مدى أثر على التركيبة التشريحية والوظيفية لهذا العضو أو الجهاز الموجود في الجسم.
ويوجه العلاج لأكثر من ناحية: التخلص من المؤثر أو التخفيف من قدرته على التأثير.
وإصلاح التركيبة الوظيفية والتشريحية ويحاول اعادتها إلى ما كانت عليه أو تعويضها مثلا لو قلنا أن فلانا عنده أنفلونزا. الأنفلونزا هذه لفظة لمجموعة أعراض ظهرت نتيجة لاختلال وظيفة عضو أو أكثر (الرئتين والحلق ـ والأغشية المخاطية).
والسبب أو المؤثر هنا هو الفيروس المسبب وعند المعالجة. يوجه العلاج إلى الفيروس ومحاولة تخفيف أثره ثم إلى الجهاز الذي تاثر (الأغشية المخاطية والرئتين).
ومثل آخر بسيط: النزلة المعوية ـ المؤثر هنا ـ نوع من البكتريا أو أكث ر والجهاز الهضمي هو الجهاز الذي وقع عليه التأثير ـ وبالتالي حدث اختلال في وظيفته وتركيبته التشريحية المجهرية . فنتج عنه الحالة المرضية المسماة بالنزلة المعوية ـ يوجه العلاج إلى المؤثر والمتأثر. 
ومثل ثالث: هو ارتفاع ضغط الدم ـ المؤثر هنا أكثر من عامل ـ عامل ورائي ـ عامل نفسي ـ عامل هرموني.
أدت كلها إلى اختلال في الجهاز الدوري نتج عنه ارتفاع ضغط الدم بأعراضه المعروفة.
ـ هنا يوجه العلاج إلى المؤثر والمتأثر وهكذا.
ولعلك قد لاحظت أن المتخصصين في صناعة الطب حين يتحدثون عن المرض أنما يتحدثون عنه باعتبار أنه ظاهرة لها أسباب مفهومة وقواعد مضبوطة يحتاج التعرف عليها إلى علم نظري وممارسة عملية وأدوات ووسائل يتعرف عليها الباحث بواسطتها على ما دق عليه أو خفيت ملاحظته بالوسائل العادية. 
وصناعة الطب بهذا الشكل تختلف عن صناعة السحر من حيث طبيعة كل منهما ومن حيث الخصائص التي تميز بين أهمية كل منهما. 
فكما أن الطب لا يكشف عن مغيب ولا يخيل للأنظار ما ليس بواقع أنه وقع، ولا يقبل شرف المهنة من الممارس أن يكون دجالا أو متعاطفا مع الدجالين، وأنما هو يأخذ في الأسباب وينتظر النتائج من خالق القانون وواهب النعم، فإن السحر في نفس الوقت ليس من اختصاصه أن يعالج ميكروبا قد غزى الجسم، أو فيروسا قد تحدى خلاياه، أو ردودا، أو كسرا عرضت إليه أو اختلال هرمون أثر فيه.. إلى آخره من أسباب المرض التي سبق لك أن وقفت عليها وعلى تصنيفها سواء كان هذا السبب ميكانيكيا أو حيويا لأن هذه الأسباب تدخل في نطاق العلم التجريبي، وتقع في مجال التجربة المادية.
وإذا كنا نسمع من وقت إلى آخر أن هناك علاجا يتوجه إلى هذا الميكروب ليتخلص منه، أو لهذا الخلل الميكانيكي ليعدل فيه بغير هذا الطريق المعروف لنا، فإن من يقوم بمثل هذا العمل أمامه الطريق مفتوح للأعلام، ومن حسن الحظ أن أجهزة الإعلام المرئية أصبحت تغطي الآن معظم المعمورة ونحن نريد من هؤلاء الذين يقومون بمثل هذا العمل أن يصطحبوا معهم الكاميرا لكي تسجل لنا مراحل هذا العلم الدقيق ونتائجه وآثاره عند ذلك فقط قد نؤمن بما يقولون أو يدعون محتكمين إلى الأطباء وإلى أساتذة الطب في عالمنا المعاصر، أما إذا لم يحدث ذلك، ثم نرى من وقت إلى آخر كلمات تردد تعلن عن مركز هنا وجمعية هناك، فإن ذلك لا يكون مقصودا به في الغالب إلا امتهانا صارخا بالطب ورجاله، وتحديا مهينا للاجتماع وعلمائه، واستهتارا برجال الدين على مختلف مستوياتهم، وبالدين أيا كان الاسم الذي يسمى به، ثم هو امتهان للعقل الإنساني والعبث بمشاعر الجماهير واللعب على الوتر الحساس للمرضى الذين يحتاجون إلى لمسة إنسانية تنقذهم من افتراس المرض لا إلى تخيل يذهب بهم إلى مهاوي الضلال، فلا يكادون يفيقون منه إلا على أبواب القبر أو أعتاب العجز الذي يسببه تقادم المرض ولا يمكن العودة منه أو التراجع عنه.
مجالات السحر
ولكن قد تثار هنا مشكلة خلاصة القول فيها أن السحر إذا كان لا مجال له في معالجة الأمراض المعروفة الأسباب والعلل فما مجال السحر إذن، وما هو ميدان عمله عند القائلين به ؟.
إنك قد علمت مسبقا أن الناس منقسمون حول السحر وحول وجوده، فمنهم من قال به ومنهم من أنكر، كما أنك قد علمت في نفس الوقت أنني قد اخترت أن أسير معك على اختيار الرأى القائل بالسحر، وبتأثير السحر، وبالمجال الخاص بالسحر وبالميدان الذي يعمل فيه، ولذلك فإنني أرى أن أسير معك الآن لأحدثك عن مجال السحر، وأسير بك عبر هذا المجال مستخدما المنهجين معا منهج التحليل العقلي، والمنهج التاريخي الاستردادي فنحن نريد أن نحلل الظاهرة عقليا، ونريد في نفس الوقت أن نلجأ إلى التاريخ الخاص بهذه الظاهرة لنحتكم إليه.
يرى العلماء الذين بحثوا هذه الظاهرة قبلنا أنها ظاهرة اجتماعية، والظاهرة الاجتماعية كما تعلم تختلف عن الظاهرة الرياضية والطبيعية اختلافا شديدا، فالظاهرة الرياضية أو الطبيعية ثابتة لا تتغير، ساكنة لا تتحرك، فهي ظاهرة استاتيكية أما الظاهرة الاجتماعية فهي ظاهرة دينامية تمتاز بالحركة، وتتسم بالتغير، وظاهرة السحر ليست ظاهرة رياضية أو طبيعية، وإنما هي ظاهرة اجتماعية، وهي بما هي كذلك ظاهرة متحركة لا تخضع إلى ظرف عام ثابت، ولا هي تظهر بنفس الخواص في كل عصر ولا هي تعتمد على نفس الوسائل في كل زمان بل هي تعتمد في كل عصر على الوسائل التي تناسبه، وتظهر في كل زمان بالمظهر الذي يلائمه وتتلون في كل وقت باللون الذي يؤثر بصورة مباشرة في العصر الذي تنتشر فيه. 
ونحن نريد الآن أن نعرض عليك كيفيات للسحر مختلفة سنرى منها أن بعض ما كان يعد في الماضي سحرا قد انكشف ستره للعقليات المبتدئة في العلوم المادية وبعضها قد افتضح أمره لعدم اعتماده على ما يوصله إلى هدفه فظهر على أنه دجل وخرافة أناس ضلوا وأضلوا من هم على شاكلتهم.
ويحدد لنا ابن حجر الهيتمي مجالات السحر في زمانه وما سبقه من أزمان من خلال تصنيفه وتقسيمه لأنواع السحر، فهو يرى أن السحر ينقسم إلى أقسام: أحدها هذا اللون الذي يدعي أصحابه أنهم يعرفون علم النجوم، ويعرفون تأثيرها على الناس أجمعين، وأن لذلك كله علم وقواعد، وفي القديم افتتن الناس بالنجوم ولم يقتصروا على مجرد نسبة التأثير إليها ولكن بعضهم أطلق يد النجوم في الكون كله وجعلها هي المؤثر في غيره المستغني عما عداه، فلها وحدها يجب أن يرجع الإنسان بالخضوع التام والعبودية المطلقة، ورأى البعض الآخر أن يخفف من هذا الغلو، ورأى أن النجوم تؤثر في من وما تحتها بما لها من خواص كالاستدارة، وكمال يشبه أن يكون مطلقا إلا أنها في نفس الوقت مخلوقة عن ما هو أعلى منها وأشرف، وهذه الفرقة قد ظهرت في القديم في بابل كعبدة لهذه النجوم، وظهرت على أقلام الفلاسفة هذه الاعتقادات المخففة فيما بعد. 
وقد أبطل سيدنا إبراهيم الخليل هذه العقائد الفاسدة في حينها وتصدى لها في زمانها، وهناك نوع آخر من أنواع السحر لا علاقة له بالنجوم وإنما هو يتصل بأصحاب الأوهام والنفوس القوية الذين يملكون من خلالها وبوسائط معينة أن يؤثروا فيما عداهم من الناس، أما النوع الثالث من أنواع السحر فهو الذي يقوم على استخدام الوسائط من الجن، وحقيقة الجن من الأمور التي قام حولها الخلاف، ونحن نثبتها ولا ننفيها، ونثبت أن لها تأثيرا في حدود القدرة المتاحة لها، فأنت تعلم أن الجن بحكم طبيعته أجسام لطيفة ترانا ولا نراها يمكن أن تلبس صورا مادية وتحكم تلك الصور عليها وتهلك هي بهلاك تلك الصور، وبما أن الجن أجسام لطيفة تستطيع أن تقوم بممارسة أعمال وبمباشرة أفعال هي فوق إمكانياتنا وفوق قدرتنا التصويرية التي ليس لها من وسيلة للإدراك إلا عن طريق الحواس، والحواس ممنوعة من إدراك هذه الكائنات الروحية ولذا كانت الأفعال الناتجة عن هذه الكائنات الروحية تشبه أن تكون أفعالا دقيقة وصفة هذه الأفعال بتلك الصفة تنسجم غاية الانسجام مع الطبيعة العامة للسحر، وقبل النبي عليه الصلاة والسلام كانت هذه الكائنات تتمكن من استراق السمع وتهبط إلى الأرض فتخبر بما سمعت ممزوجا بشئ من التضليل فتخبر عما هو مغيب ويمكن وقوعه في المستقبل عن طريق ما علمته من استراق السمع، ولم تعد هذه الميزة متاحة لهم بنص القرآن الكريم "إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين" "وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

السحر والعقيدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: السحر والعقيدة   السحر والعقيدة Emptyالسبت 14 سبتمبر 2013, 12:12 pm

وهناك نوع رابع يقوم على استغلال خداع الحواس وهي مسألة يقرها الواقع العملي، فأنت ترى قطر المطر على شكل خيوط متواصلة وهو قطر مفرق، وراكب القاطرة يراها ثابتة والأرض متحركة والذين يقومون على استغلال هذه الظاهرة لديهم الحنكة وخفة اليد ما يمكنهم من استغلال عقول البسطاء، وهناك نوع خامس كان يقوم به أصحاب العلوم والمعارف بخصائص المادة وأصول الرياضيات فيستخدمون هذه الأمور وتلك الخواص على نظام محكم دقيق بحيث تعطي نتائج يمكن التأثير على عقلية البسطاء بسببها في الماضي كان العقل البسيط لا يستطيع أن يصدق ببساطة ما يقوم به أحد هؤلاء من تركيب تمثال الحصان معه مزمار على قواعد هندسية معينة يضبطه على حساب دقيق ووقت زمني محدد، فإذا ما انتهى الزمن المحسوب نفخ الحصان الآلي في مزماره فبهر الحاضرين واعتبروه من قبيل تأثير الساحر في المادة، أما أطفال اليوم فهم يدركون سر هذه الآلة ويعتبرها الكبار من الأشياء التي يمكن أن تنمي زكاء الطفل، ويستغلون سرها في صناعة الآلات التي تعتمد على الزمبلك.
ومن قبيل الاستغلال العلمي في التأثير على عقول البسطاء استغلال الأدوية والأعشاب والمركبات الكيماوية التي لها تأثير على الذهن في تنشيطه وفي تبلده، ولها تأثير على الحركة الميكانيكية في الجسم كذلك، وهناك طائفة غالية في كل زمان تقوم على تعليق ألقلب وابهامه كان يدعى بعضهم أنه يعرف الاسم الأعظم أو يستخدم الجن أو أن من مر في هذا المكان أصابه كذا وكيت ويؤيدون حديثهم بكلمات غير مفهومة وطلاسم وأوهام تخيف القلب وترعبه وتسيطر على الوجدان وتأسره فإذا ما حدث ذلك اشتد الوهم ونشط الخيال، وتصور الإنسان بالوهم ما لا وجود له في الواقع فيؤثر ذلك على جسده لأن الناحية النفسية لها تأثير على ميكانيكية الجسم وعلى افراز الهرمون به فيمرض الإنسان ويسقم وشفاؤه يمكن أن يتم بطريقة عكسية يمكن شفاؤه بأسلوب عقاري دوائي (انظر ابن حجر الهيتمي ـ الزواجر ـ ج 2 ص 99 ـ 101). 
ومن إجمال هذه الأنواع وتلك الأدرب تستطيع أن تدرك أن السحر لا مجال له في التأثير على الجسم في نطاق خاص به هو بعيد عن مجال الطب ولا صلة له بأسبابه ومن هذه النتيجة فإننا يمكننا أن نقول بأن من يدعي أن السحر يعالج مرضا نتج عن هرمون أو فيروس أو نتج عن خلل ميكانيكي أو هرموني لم يكن السحر هو المتسبب فيه فإن هذه الدعوى تكون باطلة من أساسها لا يقبلها عالم يحترم نفسه ويقدر مهنته وليس معنى ذلك أن السحر لا يشفي من الأمراض وإنما ينبغي أن نعترف بأن السحر له مجال يعمل فيه وله أسلوب يبرئ به من الأسقام، ولكن ليس ذلك أمرا عاما شاملا، وإنما هو في حدود ضيقة للغاية، وهذه الحدود أظن أنها قد أصبحت واضحة بالنسبة إلينا سهلة غاية السهولة بالنسبة إلى مداركنا، فالسحر إذا كان لا يبرئ الأسقام التي يعرفها الطب والأطباء فهو يبرئ الأسقام التي يعرفها السحر والسحرة وإذا كانت هذه الأسقام لا تطرأ على الجسم بسبب ميكروب أو فيروس أو علة عادية فهو يطرأ على الجسم بسبب آخر يعرفه الساحر نفسه وهو لا يأتي إلا بفعل الساحر، وعليه فإن السحر لكي يبرئ ويشفي لابد أن يسقم أولا ويمرض وهذه هي المقدمة الضرورية والشرط الأساسي لكي يؤدي السحر خدماته المرجوة منه وهي مقدمة غير شريفة تجعل النتيجة في غاية من الضعف والهزال، فالطب مثلا عمل خير والقائمون به إذا توفر لهم القصد الحسن رجال أخيار لأنهم يبرئون أسقاما ليسوا هم السبب في وجودها وليست مهنتهم تمرض أولا ثم تشفي ما أمرضته، وليس علاجهم الذي يعالجون به كشرط ضروري لمعالجة الأسقام، أما السحر فهو شر وقبيح والقائمون به أشرار قبيحون لقبح المقدمة التي يعتمدون عليها فهم يمرضون أولا ثم يشفون ما أمرضوه ويسقمون أولا كشرط ضروري لإزالة السقم والعلة ولذلك فإن من يدعي مجالا للسحر فيه من الاتساع بحيث يشمل مجالات الطب فدعواه ناقصة تحتاج إلى الدليل والحجة، وليست الحجة هي ما يغير السحرة في كل زمان من أساليب الممارسة وعرض الأكاذيب فقد سمعنا كثيرا عن هذه الألوان المتعددة التي تظهر في كل زمان ثم تنطفي بعد أن تؤثر على مخيلة الكثيرين، وما ظاهرة تحضير الأرواح التي ظهرت في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات منك ببعيد أنها ظاهرة اجتماعية يعرف أسرارها علماء الاجتماع ويعرفون أنها ظاهرة كسائر الظواهر تتغير وتتحرك وتظهر في كل عصر بما يناسبه. 




السحر والعقيدة
لقد تحدد لي الآن علاقة السحر ببعض الأشياء العملية وينبغي حتى نستكمل جوانب البحث أن نتناول بشئ من الإيجاز موقف السحر من العقيدة، ويتضح موقف السحر من العقيدة حين تحدد الهدف العام من السحر والمقصد النهائي الذي يهدف إليه المشتغلون به، والمتأمل في أهداف السحرة يمكنه أن يصنفها إلى مجموعة من الأنواع:
1ـ فقد يهدف البعض منهم إلى الكسب المادي السريع، والمنفعة المالية الرخيصة التي لا تستند إلى أساس مشروع، وأنما هي تعتمد على ابتزاز أموال الناس بغير حق والاستيلاء على أرزاقهم بأسلوب الدجل والشعوذة وهؤلاء أخس هذه الطوائف وأوضعهم نفسا وأكثرهم هبوطا في منازل الشرف ودرجات العزة، وقد يلحق بهذه الطائفة من يقصد من وراء السحر قوة العارضة الاجتماعية وانتشار الصيت وذيوع السيرة بين البسطاء. 
2ـ وهناك طائفة أخرى تقصد من وراء السحر الترويج لمذهب أو رأى والتشويش على ما عداه من الآراء لا بطريق العقل والمنطق وإنما بطريق الرهبة والدجل وتزوير الحقائق، وغالبا ما يلجأ إلى هذا الأسلوب الذين يشعرون بضعف مذهبي وبعدم القدرة لديهم على مواجهة الأعداء بالحجة المنطقية، وبالأسلوب العقلي المهذب فيلجأون إلى مثل هذه الأساليب التي لا تغري إلا العامة والدهماء ولا تسيطر إلا على عقول السذج والبسطاء.
3ـ وهناك طائفة ثالثة ليست لها ميول عقائدية أي أنها لا تؤمن بالله ولا تخضع لسلطانه ومن أجل ذلك فهي تقوم بمثل هذه الأعمال لكي تقول للبسطاء بأسلوب الإيحاء أن الله ليس هو السبب الأول وليس هو العلة المؤثرة وليس هو الخالق وحده أو المتصرف في الكون بمفرده، وإنما نحن نستطيع أن نفعل أفعالا غير عادية وأن نقوم بالتأثير في الأشياء غير عابئين بقانون المادة، ولا بما تخضع له من نظم يضبط وجودها، ولو أنهم قالوا ذلك بطريقة صريحة لما صدقهم البسطاء فأردوا أن يقولوا ذلك بأسلوب يعتمد على الإيحاء وحمل النفس الساذجة على تعرف بواقع لا وجود له وبمنطق يعتمد على الوهم أكثر من اعتماده على مقدمات العقل ومبادئ اليقين، وهذه الطوائف في إجمالها لا تجد لها وجودا إلا في الدول المتخلفة وهذه الظاهرة على الجملة لا تنمو إلا في مستنقع الفقر والجهل والمرض، ولذلك فأنت تلاحظ الدول المتخلفة تنتشر فيها مظاهر السحر وأساليب الدجل وامتهان كرامة الإنسان وتحدي فكره، وكل ما تقدمت الدولة نحو الحضارة تجدها راقية في تفكيرها تنظر إلى السحرة والسحر على أنه تراث مضحك ورثته عن أجدادها الذين عاشوا حياة التخلف، أن علماء الاجتماع يجمعون على أن هذه الظاهرة، ظاهرة السحر لها آثار ضارة ومدمرة، وهي أهم سمة من سمات التخلف الاجتماعي ولو أن عالما من علماء الدين على أي دين كان أقر ظاهرة السحر وآمن بها لوجب عليه أن يراجع فكره وأن يعيد النظر في مكونات شخصيته، فالسحر في العقائد مزعزع لها ومدمر، والسحر في السلوك والتأثير فيه على فرض القول بذلك فإنه لا يصلح إلا بشرط أن يضر أولا ثم قوم على إصلاح ما أفسده وتلك هي النتيجة العامة التي ننتهي إليها من أثر السحر في العقيدة والسلوك.
النبي والسحر
لقد روى التاريخ أحاديث منسوبة إلى النبي صل الله عليه وسلم ومجمل الروايات أن النبي قد سحر بفعل لبيد بن الأعصم وبقى تحت تأثير هذا السحر أياما أو شهورا ثم أوحى الله إليه عن طريق جبريل عليه السلام بأنه مسحور أو مطبوب، وأن الذي سحره أو طبه سحره على شئ. 
ورماه في بئر تحت نخل ماؤه كنقع الحناء، واستخرج النبي هذا الشئ من البئر وحل أسراره ثم دفنه فكأنما نشط النبي بعد ذلك من عقال، تلك هي خلاصة الروايات التي تؤكد أن النبي قد سحر وأنه مرض بفعل السحر هذا، وهذه الروايات وإن كانت صحيحة الإسناد معتمدة عند مسلم وغيره إلا أن هذه الروايات روايات آحاد، ومن هذا فإن العلماء لهم فيها مقال بعضهم يرفض الأخذ بهذه الروايات واعمادها باعتبار أنها روايات آحاد واستنادا إلى أن النبي ممنوع من البشر " والله يعصمك من الناس" ، والرأى الثاني يفضل اعتماد هذه الأحاديث، ولكن على الباحث أن يبحث عن تخريج مناسب وملاءمة عقلية تنسجم مع اللياقة العامة للنبوة والحق أنني هنا أرى أنه لا حاجة إلى هذا الكد الذهني ولا ضرورة لهذا الخلاف الذي يشتد وهذا الانقسام الحاد حول الأخذ بالحديث أو رده، ولست هنا أريد أن أناقش قاعدة للمحدثين أو شرطا لأخذ الحديث ورده، فهذا الميدان له رجاله وله المتفقهين فيه أما أنا فلا أرى مصادمة مع هذه الآية الكريمة "والله يعصمك من الناس" فالعصمة هنا موجهة إلى محور الرسالة وعماد الدعوة وأساس التبليغ إنما هو العقل والروح والقلب والوجدان، فالنبي في عقله وفي روحه وفي قلبه وفي وجدانه معصوم لا يمكن النيل منه ولا يمكن الوصول إليه قد يصل النبي إلى أن يضره القوم في جسده وفي مادته، ولكن يستحيل استحالة اجتماع النقيضين أن ينال القوم من أساس التشريع في النبي "يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس" هذا السياق الجميل يفصل فصلا تاما ويعزل عزلا مطلقا منطقة من شخصية النبي وتكوينه يعتبرها مناطا للعصمة التي لا يمكن النيل منها، لو جاز للنبي أن يقع تحت تأثير السحر وإفساد ما يفسده السحرة فإن ذلك لا يتعدى أن يكون إيذاء بدنيا يساوي ما فعلوه فيه من إلقاء الأذى عليه وكسر رباعيته وشج وجنته إلى غير ذلك من ألوان الإيذاء البدني، الإيذاء البدني إذن جائز على الأنبياء، ومناط العصمة إذن إنما هو أساس الرسالة وعماد التبليغ. 
السحر والسحرة في نظر الإسلام
إن الحكم على أي موضوع يرتبط ارتباطا وثيقا في معظم الأحيان بما يترتب عليه من نفع أو ضرر، فيجب اجتنابه إذا غاب ضرره على نفعه أو تجرد من النفع أصلا، ويكون المرتكب أو الممارس لما يخالف الأمر الشرعي فيه آثما إذا كان الضرر يرتبط بمسألة سلوكية ويقع على موضوع مادي يضر بالفرد أو الجماعة، كما يكون المخالف للأمر الشرعي كافرا خارجا عن الدين إذا كانت المخالفة تتعلق بمسألة تضر بالعقيدة أو بالأيديولوجية التي يقوم عليه صرح الدين وبناؤه المتين وأنت قد علمت أن السحر كظاهرة اتصالها بالناحية السلوكية ضرر محض، وحتى نفعها متصل ومرتبط بشرط أساسي هو أن يصدر عنها الأضرار أولا، وفي الجانب العقائدي قد علمت أن السحر ضار ضررا بالغا أو بالأيديولوجية الدينية التي ينبثق عنها توجيه السلوك وضبط الحركة الإنسانية على العموم ولست أشك أنك الآن تستطيع أن تستنبط حكم الإسلام على السحرة المشتغلين بالسحر والمهتمين بقواعده تعليما وتعلما ممارسة وفعلا وأن الإسلام يحكم حكما صريحا على المشتغل بالسحر بأنه كافر وعلى المعتقد بالسحر بأنه كافر، وعلماء الإسلام على الجملة يميلون إلى تبرير هذا الرأى وتأكيده والقلة من العلماء هم الذين يحكمون على الساحر بأنه مجرم وهم يجرمون كذلك من يذهب إلى السحرة، وعلى الرأى الأول يكون جزاء الساحر أن يقتل حدا لما يتركه بين الناس من ضلالة وإضلال. 
يقول الحافظ الذهبي الدمشقي: ( الكبيرة الثالثة في السحر ) :
لأن الساحر لابد وأن يكفر: قال الله تعالى " ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر" وما للشيطان الملعون غرض في تعليمه الإنسان السحر إلا ليشرك به. قال الله تعالى مخبرا عن هاروت وماروت " وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم. ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق" .
أي من نصيب فترى خلقا من الضلال يدخلون في السحر ويظنونه حراما فقط وما يشعرون أنه الكفر فيدخلون في تعليم السماء وعملها، وهي محض السحر وفي عقد الرجل عن زوجته وهو سحر وفي محبة الرجل للمرأة وبغضها له وأشباه ذلك بكلمات مجهولة أكثرها شرك وضلال. 
وحد الساحر: القتل، لأنه كفر بالله أو مضارع للكفر. قال النبي صل الله عليه وسلم : " اجتنبوا السبع الموبقات " فذكر منها السحر. والموبقات المهلكات. فليتق العبد ربه ولا يدخل فيما يخسر به الدنيا والآخرة ). 
وأنا لا أريد أن أستطرد معك فأحصي آراء العلماء وأصنفها فإن ذلك أمر لا يليق بهذه العجالة خصوصا بعد أن أعطيتك القاعدة العامة لتوجيه الآراء وتصنيفها وامكان الوصول إلى أساس هذا التوجيه، والقاعدة العامة التي ينبغي أن نصل إليها هي أن السحر جريمة في ميزان الدين، وعلامة التخلف في ميزان علم الاجتماع وامتهان مقصود في رأى علماء الطب وسذاجة عقلية ومؤشر خطير إلى ما ينبغي أن نغفله لكي نقف في وجه هذه الظاهرة وإلا فإني لا أجد إلا القول الكريم بيني وبين هؤلاء إذا اتسعت دائرة التفكير بيننا ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ). 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
السحر والعقيدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب تأملات في الأناجيل والعقيدة للدكتور بهاء النحال
»  السحر
» السحر والخيال في الخضروات الصحية
» السحر الغامض في الفاصولياء والفطر !
» (الربيع الخليجي) وانقلاب السحر على الساحر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: