صاروخ محمد الضيف أم مايكروفون محمود عباس!!!!!!!!!

صاروخ محمد الضيف أم مايكروفون محمود عباس!!!!!!!!!
بقلم: سعود ابو محفوظ

إزالة الصورة من الطباعةسعود ابو محفوظ
شعب منكوب ونكباته متوالية ومركبة، ومع ان شعب فلسطين متميز وموهوب إلا ان قيادته الدهرية تعد واحدة من نكباته وسبب في عثراته.
خمسة عشر مليون فلسطيني يتوزعون في الضفة الممزقة، وغزة المحاصرة، والقدس المغدورة، والداخل 48 المستهدف ،وفي 195 دولة من دول الشتات، لم تقبل مطابخ السموم إلا بابي مازن رئيسا للسلطة، وللمنظمة، ولحركة فتح، إلى آخر هذه السلسلة من الألقاب والمناصب التي لا تنتهي.
 في المقابل من عقر مخيمات اللجوء في غزة يقيض الله محمد الضيف، فتى تقرحت كبده من حياة المخيم البائسة، لم ينم ليلة هنية في فندق نجومي وليس له رتب ولا نياشين ولا بدلة عسكرية، ولم يلبس في حياته بدلة عادية، ولم يقف مرة خلف مايكروفون، ولكن تصريحه(تغريدة) المقتضب يهز الكيان هزاً، وتطرب له قلوب مليارين وثلث مليار مسلم فرحاً.
فخامة الرئيس قابل كل زعماء العالم، وركب كل انواع الطائرات، وحط في كل المطارات، وخاض كل صنوف المفاوضات، وتنازل بلا حدود، وتخلى عن بيته في صفد، وأدان كل عملية استشهادية، (وشتم اخت كل الأمم)، واعتنق السلام الشامل والعادل التي ترضى عنه الأجيال، فمكنوا له من رقبة حركة فتح دون سواه، وهومكن لأولاده  النغنوغين في كل تجارة، ومكن لحاشيته ان تكون لهم اعلى نسبة بطاقات VIP في العالم، وتربع على سلطة رواتبها من الأعداء!!، فتحولت إلى قسما من أقسام وزارة الداخلية الإسرائيلية.
 ولكن محمد الضيف، أقدم المطاردين من السلطة والعدو معاً ،اختفى عن الأنظار منذ ثلاثة عقود، واغتالت طائرات الاحتلال أسرته، اعتنق الإسلام عقيدة، والجهاد مساراً، والاستشهاد طريقاً، والإعداد مسيرةً، فبوركت جهوده في تطوير الحجر إلى مقلاع فسكين فرصاصة، فقذيفة، فصاروخ كرتون، إلى عبثي! إلى وصلت صواريخه إلى مسامع المسعدين في قلعة التنسيق في رام الله، الذين نجحوا تمامًا في اغتيال مقاومة شعبهم ووأد شعلتها، وتركوا المسجد الأقصى مجردًا من أية قوة ردع لأول مرة منذ قرن كامل.
فخامة السيد الرئيس المهاب وصاحب الجناب وحامل الألقاب، المزهو دومًا بإدارته ظهره لشعبه، وتنحيته للإسلام من المعركة كعادة العربان وانفتاحه على العدو فكانت اوسلو وما قبلها، وتشيني، وزيني، وميتشل، واتفاق عباس ميلين الذي مأسس لعدم العودة، ورمى الأقصى من الشباك.
أما المجاهد الزاهد محمد الضيف والمستتر دومًا والمطلوب عاجلاً، لم يكن إلى مجرد خامة مسلمة في مدرسة الشهيد القعيد احمد ياسين ،التي كفرت بمنظومة الوهم في انتظار المدد الرسمي ،وتعمقت في منظومة الفهم الصحيح لأبعاد الصراع ،وانتقلت إلى حمل منظومة الهم النفسي والوجداني والذهني والعقلي والفردي والعائلي والجماعي والتربوي والمعنوي والتعبوي والجهادي لإدارة صراع غير مسبوق بين فسطاطين، الأول باطل صرف قوامه يهود صهيانة تسللوا من 112 دولة باسناد صليبية غربية  يتحكم بقرارها اجندات تطرف عقدي شوفيني، أقامت لليهود قلعة من العدم في فلسطين حصنت جدرانها الرسمية العربانية ، وثبتت خيمتها أوتاد عربية متسلطة، تبهورت مؤخرًا بتطبيع قبيح لم تنزلق إليه أمة مغلوبة قط.
في المقابل هناك فسطاط حق خالص، يقف فيه شعب الأقصى كطليعة لشعوب أمة عظيمة، لكنها محرومة من المرجعية الإسلامية قسراً وقهرًا، انها معركة رسول الله صل الله عليه وسلم تخوضها الطائفة المنصورة بمواصفاتها النبوية الست، في حوض البركة المحيط  بالمشهد المقدس وبؤرته المسجد الأقصى الذي ينقل الأمة دومًا من الانكسار إلى الانتصار لانه القضية ،والأولوية ،والأبجدية، والهوية.
فخامة الرئيس عباس المعظم، في رمضان الغى الانتخابات وتفرد  بكل السلطات، وفي ملاحم الأقصى الرمضانية صمت وسكت إلا في ليلة القدر  حيث لم ينم طوال الليل وهو يتابع صور الطرف الآخر للتنسيق الأمني وهو يخوض الحرب ضد الله ،وفي بيت الله الأول، ضد عباد الله الركع السجود ، فكان رد الرئيس تصريح بابطال الفرح والسرور في عبادة عيد الفطر الذي هو اصلا عيد سعيد وهذه السنة هو أسعد ،لان اهل الداخل الفلسطيني انتصروا، فاللد  ثارت، وكفر كنا انتفضت، وكفر مندا زمجرت  وأحرقت، حيفا تعملقت، وقرى النقب بالنفير صهللت، وام الفحم وحدها ارسلت 65 حافلة لتقود معركة باب الواد في مضائق طريق رقم واحد لتكسر حواجز الاحتلال ولتزحف الى القدس نصرة للأقصى ومناصرة للمقادسة ،الذين قرعوا مسامع الكون بهتافاتهم، وابهرونا بصمودهم، فتحول التكبير على لسان المرابطات الى سلاح جهادي لا يقاوم، وتجلت مفجاءات وابداعات امة محمد في شباب بيت المقدس المحاصرين الذين حاصروا المحتل ورجوا كيانه رجاً في القبلي، وفي الصخرة، وفي باب الرحمة، وفي باب العامود، وفي حي الشيخ جراح، فحولوا بيت المقدس إلى قطب جهادي  لكل الامة، وتحولت ليلة القدر إلى قناديل اشعاع ايماني ،ومصابيح هدى، وتحول المسجد الاقصى إلى مهرجان كوني التقى فيه المجاهدون السالكون مع الملائكة الساجدين، وتحولت آلة العدو المدججة بالكراهية إلى فرجة ليلية على العدسات والكاميرات، فهذه معركة نشيدها القرآن ،وتراتيلها الدعاء، وصفوفها صلاة، ومكانها قبلة أولى، وانتصاراتها يومية، او صباحية أو مسائية، او ليلية، اطفالها ابطال، ونساؤها رجال، ورجالها أهوال، انه قدر الله يتجلى في المسجد الأقصى الذي مارس منه محمد صل الله عليه وسلم السيادة العليا، حين أم جميع الأنبياء والمرسلين الذين اصطفوا من خلفه في دلالة رمزية ، لتسلم قيادة البشرية (حيث لا يؤم المرء في بيته)، انه النبي الخاتم الذي حققت امته العدل والفضل وذروة منتهى العطاء الإنساني.
كيف ينسى فخامة السيد الرئيس وتنسى سلطته المؤبدة، انهم بقايا عصر انتهى وانقضى، وانهم يتصدرون قسراً قضية لامة مسلمة عملاقة لديها مخزون غضب، ومراجل قهر فائضة عن الكون كله، فالاقصى بذاته برميل غضب وشواظ لهب يتلظى، وشعب الأقصى لم يخلقه الله ليكون فرائس لنتنياهو ، ولا يعقل ان يختزل السيد الرئيس حقوق الأمة في قبلتها الأولى ومقدساتها فيما يمكن ان يتنازل عنه شريكه نيتنياهو من فتات.
شكراً لمحمد الضيف غير المعروف، شكرا لصواريخة المعروفة،  شكرا لسيف الاقصى ،شكرا يا صادق الوعد، شكرًا يا صاحب العهد، شكراً لانك أيقنت إلى ان ساحة المعركة المركزية هي  المسجد الأقصى، وان العدو الحقيقي للاقصى هو الاحتلال اليهودي، وأن المضاد الحيوي الفعلي لهذا العدو هو الاقصى المبارك، شكرا يا محمد الضيف على هذا الوعد وهذه المصداقية التي وحدت الأمة بمجموعها للدعاء لك، والثناء على نهجك ومنهجك، والشكر المستحق للشيخ الاسير رائد صلاح، الذي خاض معارك الاقصى بالتنوير والتوعية، والمعرفة ،والتعبئة، فالمتعلم والمثقف أول من يثور وآخر من ينكسر.
 يا أهل الاقصى ،يا اهل المسرى، يا سادات الناس، يا صفوة المجاهدين، يا حراس باب الجنة، وقبلة الأمة: -  بوركتم ، وهنيئا لكم أفول نجم تسعيني هوى، وبزوغ نجم أربعيني ارتقى، انه الجهاد الذي به يصبح غير الممكن ممكنا، وسيبقى الاقصى اية في الكتاب، من لم يقرأها خاب وحرم الاجر والثواب.
سعود ابومحفوظ.