عدد المساهمات : 75853 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: معالم اثرية وسياحية في الاردن الأربعاء 16 مارس 2022, 6:32 am
صخرة روبرتس بوادي عربة .. رسمها مستشرق في 1839 .. شاهد كيف تبدو اليوم
تشير الروايات إلى أن هذه الصخرة الراسخة في وادي عربة قد سحرت أحد كبار المستشرقين وهو "ديفيد روبرتس" عند زيارته للبتراء عام 1839؛ فوقف أمامها ورسمها فأُطلق عليها اسمه وباتت تعرف بـ"صخرة روبرتس". الغريب أن الصخرة لم تتأثر بالعوامل الطبيعية رغم مرور مئات السنين بعد أن رسمها الاسكتلندي روبرتس، حيث قام أحد النشطاء بالتقاط مقطع فيديو لها في ديسمبر لعام 2021 بدت فيه الصخرة دون تغير يذكر عما رسمت عليه في زمن لم يكن فيه مكان للصورة الفوتوغرافية. يتربع فوق الصخرة بناء نبطي منحوت، قدر بعض المختصين أنه بني لغايات المراقبة وانتظار القوافل القادمة من سيناء والساحل المتوسط. يسمي أهل المنطقة الصخرة اليوم بـ"المخيفر" ويقال ان الفارق البسيط بين الرسم وما تبدو عليه اليوم هو سقوط جزء يسير منها بسبب زلزال كبير ضرب المنطقة في القرن المنصرم.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75853 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: معالم اثرية وسياحية في الاردن الأربعاء 16 مارس 2022, 6:32 am
اكتشف الطريق من قلعة مكاور الى البحر الميت - الاردن
عدد المساهمات : 75853 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: معالم اثرية وسياحية في الاردن السبت 25 مايو 2024, 4:58 am
وادي رم.. كوكب المريخ على سطح الأرض إذا قُدّر لك أن تهبط في هذا المكان، فقد يتبادر إلى ذهنك أنك سافرت إلى الفضاء وهبطت على سطح كوكب ما. ولكن الأمر ليس كذلك، فهذا ليس سطح القمر أو المريخ، بل المكان الذي يقصده المخرجون السينمائيون عندما يريدون أن يصوّروا ما يوحون به للمشاهد أنه سطح كوكب المريخ.
أنت إذن في وادي رمّ، تلك الصحراء الرائعة في جنوب الأردن، مهوى أفئدة السائحين ومقصد المخرجين والمصورين السينمائيين، وقد أفردت لها قناة الجزيرة الوثائقية حلقة ضمن سلسلة “دهاليز” التي أنتجتها. “المريخي” أحد الأفلام العالمية التي صورت في وادي رم بالأردن إنها لوحة فريدة من ألوان متدرجة للرمال والمرتفعات البيضاء إلى الصفراء والحمراء والبنيّة وحتى السوداء، وتجعل هذه الطبيعة الخلّابة بيئة خصبة صالحة لتصوير المشاهد المنتقاة، وخاصة في أفلام الفضاء العالمية، وكان آخرها فلم “المريخي” (The Martian).
وادي رم.. لوحة فنية على قائمة اليونسكو للتراث
تقع منطقة وادي رم أو وادي القمر في جنوب الأردن، وتبعد عن العاصمة عمّان حوالي 300 كيلومتر إلى الجنوب، و70 كيلومترا شمال ميناء العقبة. ويقال في سبب تسميتها إنها أرض قوم عاد التي ذُكرت في القرآن الكريم ﴿إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ﴾، أي ذات الجبال شاهقة الارتفاع، وهي مقولة ليست دقيقة. جيولوجيون يعتقدون بأن منطقة وادي رم تشكلت قبل 500 مليون سنة ويفترض الجيولوجيون أن هذه المنطقة تشكلت منذ 500 مليون سنة، ويغلب على صخورها أنها ذات طبيعة رملية بالإضافة إلى صخور الغرانيت السوداء، وهذه الجيولوجيا الفريدة والتشكيلات الرملية والصخرية المميزة هي التي رشّحت منطقة وادي رم لتكون على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، كما يقول ناصر الزوايدة مدير محمية وادي رم.
آثار الحضارات.. بقايا العابرين من دروب التاريخ
كانت منطقة وادي رم ممرا للقوافل التجارية القادمة من اليمن وشبه الجزيرة العربية باتجاه بلاد الشام، وكانت أكثر فترة ازدهرت فيها هذه التجارة والقوافل هي فترة مملكة الأنباط، الذين اتخذوا البتراء القريبة من وادي رمّ عاصمة لهم. معبد نبطي في وادي رم فيه مذبح وخزان ماء يتزود بالماء عبر قناة ممتدة من المرتفعات وتزخر منطقة رمّ بالآثار والنقوش القديمة، وتضم معبدا نبطيا فيه مذبح وخزان ماء يتزود بالماء عبر قناة ممتدة إلى مرتفعات عالية في المنطقة، ويعتقد أن أقوام عاد وثمود قد تعاقبوا على سكنى هذه المنطقة. نقوش تركها سكان وادي رم الأقدمون تعبر عن عاداتهم في التعامل مع الإبل وتدل النقوش الموجودة على بعض الصخور أن أهل هذه المنطقة كانوا يعتزّون بنظامهم القَبَليّ، ويتغنّون بالمعارك التي كانت تحصل بينهم وبين القبائل الأخرى. وتدل نقوش أخرى على أنهم كانوا يستخدمون الوسم كطريقة لتمييز إبلهم، وهي طريقة ما زالت متبعة عند كثير من التجمعات البدوية حتى اليوم.
حياة البرية.. تنوع بيئي وحيوي ومعيشة شاقة
كان البدو في منطقة رم يسكنون البيوت المنسوجة من شعر الماعز، وما يزال قليل منهم على ذلك الحال حتى الآن، لكن معظمهم توجه إلى المدينة، فالعيش في البرية صعب وشاق، ولكنه في ذات الوقت ممتع ويُشعِر المرء بالحرية والانطلاق. في منطقة وادي رم بالأردن لا يزال بعض البدو يسكنون البيوت المنسوجة من شعر الماعز ومع تقدم الحضارة دخلت التكنولوجيا إلى البادية، فأصبحوا يتنقلون بالسيارات ويحملون أمتعتهم عليها بدل الإبل والدواب، وذلك طلبا للعشب والماء، وصاروا يستخدمون المحركات الكهربائية لمخض اللبن واستخراج الزبد والسمن منه، كبديل عن “السِعْن” الذي هو قِربة من الجِلد المدبوغ يضعون فيها اللبن ويهزونه بأيدهم. وعلُ الجبل الذي يسميه أهل وادي رم “البدن” يعيش بكثرة في جبالها يقول محمد الزوايدة، وهو من سكان المنطقة: في منطقة رم تنوع حيويّ وبيئيّ واسع، فتجد فيها حيوان المها العربي، ويشتهر بسعة عينيه التي تغنّى بها الشعراء، وهنالك أيضا طيف واسع من الحشرات والزواحف والحيوانات الداجنة ووحوش البرية، وهنالك وعلُ الجبل الذي يسميه أهل المنطقة البدن، وهو يعيش في المرتفعات العالية. صيد الطرائد.. تقاليد عريقة من تراث الإنسان البدوي كان البدو فيما مضى يصطادون البدن والحجل والأرانب، أما اليوم فهنالك قوانين تنظم الصيد، للحد من انقراض بعض مظاهر الحياة البرية في وادي رم، وخصوصا تلك الحيوانات النادرة مثل المها العربي الذي انقرض في الأردن منذ الخمسينيات، ولكن ثمة مشروعا لإعادة توطين المها بدأ بعشرة رؤوس في 2008 وزاد عددها اليوم إلى 70 رأسا. محمية لإعادة إحياء المها العربي الذي انقرض في الأردن منذ الخمسينيات ويعتمد البدوي على الإبل، فهي تتحمل العطش والجوع والمسافات، وهي رفيقته في جميع مراحل حياته، إذ يحمل عليها متاعه، ويأكل ويشرب منها ويتاجر بها، وكان أهل وادي رم حتى زمن قريب يحملون عليها منتجاتهم من مشتقات الألبان والجلود، ثم يبيعونها في فلسطين والشام ويشترون بثمنها ما يلزمهم من الملابس والمنسوجات والبضائع لمعيشتهم اليومية. أما اليوم فهي تستخدم للسياحة فقط.
مخيمات وادي رم.. فرصة السياح لعيش الحياة البدوية
يمرّ بمنطقة وادي رم خط السكة الحديد التي أنشأتها الدولة العثمانية لنقل الحجاج من العاصمة إسطنبول إلى الديار الحجازية، وما يزال بعض أجزائها باقيا. خط سكة حديد الحجاز كان يمر في منطقة وادي رم، ولا تزال آثاره باقية حتى اليوم ويقول المرشد السياحي محمود الزوايدة إن الفيلم العالمي “لورنس العرب” (Lawrence of Arabia) الذي أخرج عام 1963 كان له أكبر الأثر لجذب الأنظار لهذه المنطقة السياحية الجذابة، فصار السياح من أنحاء العالم يأتون إلى هذه البقعة ليعيشوا تجربة الحياة البدوية لعدة ليال في الصحراء كما يرونها في الأفلام، بدءا من تسلق الجبال، والتأمل، وركوب الإبل، ورياضات السيارات، والتحليق بالمناطيد، واحتساء القهوة العربية، وتجربة ليالي الحياة البدوية بعيدا عن الكهرباء ووسائل الاتصال. سياح من أنحاء العالم يأتون إلى وادي رم ليعيشوا تجربة الحياة البدوية وقد اقتُطع جزء من منطقة وادي رم للاستخدام السياحي المكثف، ورخصت مخيماتها، ومُنع التخييم في المناطق الأخرى، بينما بقي الجزء الأكبر منها (520 كيلومترا مربعا) محمية طبيعية للحفاظ على الحياة البرية.
سحر الصحراء.. متعة الاتصال بالطبيعة الأم
تقول السائحة الإسبانية “مارتا خوميس رودلفو”، وهي صحفية وكاتبة: أحب وادي رم كثيرا، لأنني أكون على اتصال مع الطبيعة الأم، فالجلوس وسط صمت الصحراء بالنسبة لي هو واحد من أساليب التواصل مع الكون، وهو تواصل مع نفسي، فنحن في المدينة نفقد تواصلنا مع الطبيعة، كما أن مهنتي تجلب لي التوتر والأرق، أما الجلوس بين أحضان الطبيعة فيعطيني الهدوء والسكينة، ويعيد شحن طاقتي لمواجهة الحياة وصعوبات العمل من جديد.. إنه شيء مذهل حقا. الصحفية الإسبانية “مارتا خوميس رودلفو” تستنشق هواء رم العليل في رحلة تأمل بعيدا عن صخب المدينة ويقول طارق الناصر، وهو مؤلف موسيقي: الجميل في صمت الصحراء أنك تسمع أدق الأصوات، وتكون كلها موسيقى طبيعية تمتع الآذان، ولا يكدّر صفوها ضجيج المدينة ولا ضوضاء البشر، وقد اشتغلت هنا في عدّة مسلسلات، منها “الجوارح”، و”نهاية رجل شجاع”، و”الملك فاروق”، و”أبواب الغيم”. ويروي الناصر أن صوت الريح المتدفق في الممرات الضيقة بين مرتفعات رمّ من أجمل المقطوعات الموسيقية التي يسمعها، مما يثير حماسته ليقدّم المزيد، “فمرتفعاتها الشاهقة تُشعرنا بالصغر، وتدفعنا إلى الارتقاء بمستوى أعمالنا، وزيارة رم تمنحني طموحا أكبر في كل مرة”. أهالي وادي رم جنوب الأردن لا يزالون يعتنون بتربية البعير كمصدر رزق ووسيلة ترفيه للسياح لقد ألِف البدوي حياة الصحراء وتحمّل قسوتها، وفي المقابل فقد أعطته من خيراتها المدفونة، وعلّمته كيف يحافظ على البيئة بالفطرة. وعلى الرغم من بعض مظاهر المدنية التي غزت الصحراء مثل وسائل الاتصال والسيارات والتلفزيون، فإن البدوي ما زال متعلقا بالصحراء، متمسكا بعاداته وتقاليده.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75853 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: معالم اثرية وسياحية في الاردن السبت 25 مايو 2024, 5:03 am
“غابة برقش”.. جنة معمّرة في أعالي الشمال الأردني تشغل الصحراء الجزء الأكبر من مساحة الأردن، وتمتد على مساحات واسعة في جنوب وشرق المملكة، بينما تنحصر المناطق الخضراء في مرتفعاته الغربية وبعض مناطق الجنوب، وتغطي الصخور الجيرية البيضاء والفوسفاتية معظم شمال ووسط الأردن. ورغم ذلك فالأردن جزء من بلاد الشام وإقليم البحر الأبيض المتوسط، وما تزال هناك نسبة لا بأس بها من أراضيه تتزين باللون الأخضر، فشمال وغرب الأردن وبعض المناطق في الجنوب هي بُقع حرجية (غابات) أصلا.
ويسلّط فيلم “غابة بِرقِش” -الذي أنتجته قناة الجزيرة الوثائقية ضمن سلسلة “دهاليز”- الضوء على واحدة من هذه البقع الخضراء شمال غرب الأردن، وتحكي من خلالها قصة الصراع الأزلي بين الإنسان والطبيعة، وعن بعض قصص النجاح التي حققها حُماة البيئة والمدافعون عن الطبيعة في هذه المعركة المستمرة.
غابات الشمال.. أمطار غزيرة وأشجار معمرة
ترتفع منطقة برقش أكثر من 800 متر فوق سطح البحر، وفيها جبل برقش الذي يصل ارتفاعه إلى 870 مترا، وتهطل عليها أمطار سنوية شتوية، تعتبر من أعلى المعدلات في المملكة الأردنية، وتصل الكثافة الشجرية فيها إلى حوالي 90%، وهي متصلة بغابات الشمال الأردني، بدءا من أحراش جرش وغابات عجلون وصولا إلى غابة برقش. غابات برقش محمية طبيعية ذات مناظر خلابة وتنوع بيئي كبير في الشمال الأردني يقول يحيى بني حمد -وهو مصور وناشط بيئي-: تضم برقش أشجارا متنوعة، منها القيقب، وهي شجرة تتعرض للانقراض مع الأسف، وتمتاز بالملمس المختلف لغلاف جذعها القشري الذي يتغير كل سنة، ويتغير لونه تدريجيا خلال فصول السنة، ولها ثمرة صغيرة تستخرج منها عصارة غذائية وطبية، يعتقد أنها تعالج ارتفاع ضغط الدم. ويتابع: وهنالك أشجار أخرى معمِّرة في غابة برقش، منها السنديان والبلّوط والبُطُم والزعرور والخَرّوب، وتتجاوز أعمار أغلب هذه الأشجار 500 عام.
كهف الغابة.. من هنا مرّ المسيح عليه السلام
تقول ليندا خوري -وهي أيضا مصوّرة وناشطة بيئية- إن حبها للطبيعة والتصوير جعل غابة برقش مكانا جذابا بالنسبة لها تقضي فيه وقتا طويلا. وتقول إن أشجار الزيتون الرومي يصل أعمار بعضها إلى أكثر من 2000 سنة، وهي ذات جذع عريض فيه تجاويف مميزة تستهوي عشاق التصوير ومحترفيه على السواء، وتكثر هذه الأشجار في منطقة “كهف السيد المسيح” في لواء الكُورة، ويضم الكهف نفسه معصرة زيتون قديمة. ويُعتقد أن السيد المسيح عليه السلام قد سكن هذا الكهف مع حوارييه، عندما غادر الناصرة إلى شرقيّ نهر الأردن عبر طريق الآلام التي تمتد من الناصرة إلى أم قيس في أقصى الشمال، ثم إلى عجلون وجراسيا التي تسمى جَرَش حاليا.
حياة الغابة.. مناخ معتدل يصنع التنوع الحيوي
تتميز برقش باعتدال مناخها، فصيفها -كما يقول المصور يحيى بني حمد- معتدل وشتاؤها دافئ، وذلك لقربها من منطقة حفرة الانهدام، الأغوار، فيعطيها هذا الموقع مناخا شبه غَوري، وهو ما أوجد نظاما بيئيا واسع الطيف من النباتات والحيوانات والحشرات المختلفة، وتكثر في المنطقة الثعالب والخنازير البرّية بقطعان، وأنواع مختلفة من الطيور. بعض أشكال الكائنات الحية التي تستوطن غابات برقش في الأردن ويقول محمد طاهر عصفور -وهو مصور وناشط بيئي- إن من أشهر الطيور الموجودة في غابة برقش طير الوروار، وهو طائر صغير ذو ألوان زاهية مختلطة تحاكي ألوان قوس قزح، وله صوت جذاب، وهنالك أيضا طيور الحجل والقُرْقُف والشحرور وطير أبي زُرَيق ذو الريش الأزرق. وعن شغفه بالتصوير يقول عصفور إن تصوير الطبيعة حالة من التأمل، يعيش من خلالها المصور حالة من التواصل والانسجام مع الطبيعة والنظر في بديع خلْق الله سبحانه وتعالى، ويقضي فيها الساعات الطوال دون شعور بمرور الوقت. أما ليندا فتقول: في رحلة تصوير الطيور أحرص أن أكون وحيدة، أخرج خلسة من البيت حتى لا يشعر بي أحد، آخذ عدسة واحدة هي العدسة الطويلة للتصوير البعيد، وأخصص الرحلة لتصوير الطيور فقط، وما زلت فرحة وفخورة لأنني التقطت قبل سنة صورة مميزة لنسرٍ في السماء، توحي أجنحته الممتدة على طولها في الفضاء أنه مَلِك هذه الأجواء والمسيطر عليها. أشجار زيتون معمرة منذ مئات السنين يمكن العثور عليها بكثرة في غابات برقش شمال الأردن ويقول يحيى بني حمد: توجد في المنطقة أنواع مختلفة من الأفاعي، بعضها سامّ جدا مثل الحيزاء والحمراء والرقطاء، وهنالك أنواع غير سامة مثل الحنش الأسود. بالإضافة إلى عدد كبير من الزواحف مثل السحالي والحرادين التي تعيش تحت الصخور وتتسلق الأشجار بحثا عن الطعام.
مغارة برقش.. صواعد وهوابط تشكلت عبر آلاف السنين
يقول رئيس قسم علوم الأرض في الجامعة الهاشمية مصدوق التاج إن الطبيعة الجيولوجية للأردن تختلف بين الشمال والجنوب؛ ففي الجنوب رمال تمتد أعمارها إلى 450 مليون عام، بينما تكثر في الشمال الصخور الرسوبية البحرية، حيث يفترض العلماء أن المنطقة كانت مغمورة ببحر قديم يُدعى بحر تيطس، وهو امتداد للبحر المتوسط، وهنالك صخور كلسية وكربوناتية وصُوّانية، وأعمارها أقل بكثير من مثيلاتها في الجنوب، إذ تبلغ حوالي 90 مليون عام. مغارة برقش معلم سياحي وجيولوجي اردني ويصف يحيى بني حمد كيف اكتُشفت مغارة برقش وذلك في ستينيات القرن الماضي، فقد اكتشفها بالصدفة راعي أغنام، ودخل من فتحتها الضيقة وتاه فيها ثلاثة أيام بحثا عن مخرج، واكتُشفت علميا في منتصف التسعينيات، فأعيد تأهيلها ووسعت فتحتها ونظفت من الأتربة والصخور. وتكثر في هذه المغارة الترسبات الكربونية، وهي أشكال مدببة تسمى الصواعد والنوازل، وقد تشكّلت نتيجة ذوبان الصخور الكلسية بسبب المياه الحمضية التي نتجت بسبب اختلاط مياه الأمطار بثاني أكسيد الكربون. صواعد وهوابط كلسية تكونت عبر مئات السنين داخل دهاليز مغارة برقش بالأردن ويصل ارتفاع بعض الصواعد والنوازل إلى مترين كاملين، علما بأن كل سنتيمتر واحد من هذه الرسوبيات يحتاج من قرن إلى قرنين حتى يتشكّل، مما يعني أنها بحاجة إلى 40 ألف سنة حتى تتشكل، ومع ذلك فإن بعض الزوار والسياح يعتدون على الكثير منها ويكسّرونها، من أجل اتخاذها قطعا تذكارية.
قطع الأشجار المعمرة.. إرث إنساني مهدد بالانقراض
تمثل الغابات أقل من 1% من مساحة الأردن، ويعود انخفاض هذه النسبة إلى العدوان الجائر على الغابات بسبب التحطيب وامتداد العمران والحرائق. ولا تقلّ النسبة المقبولة عالميا للمساحات الخضراء في أي دولة عن 4%. وقد قررت السلطات الأردنية إزالة نحو 2200 شجرة من غابة برقش، يتجاوز عمر بعضها 500 عام، بحجة إقامة كلية عسكرية، مما أثار غضب الناشطين البيئيين، فاحتشدوا في الموقع ودعوا وسائل الإعلام والمهتمين بالبيئة وبعض سكان المنطقة لوقف ما اعتبروه جريمة مروعة بحق الطبيعة في الأردن، إلى أن أبلغتهم السلطات بإلغاء القرار. ناشطون أردنيون يقفون احتجاجا على قطع بعض المساحات الحرجية في غابات برقش لكن ليندا خوري تروي أنهم تفاجؤوا لاحقا بقطع الأشجار على مساحة واسعة. وتقول: يبدو أن جرائم القطع قد غُطي عليها بحرائق، حتى يقال إن الحرائق الطبيعية قد أتت على المكان، وبعد ذلك وُضع سياج على المنطقة بالكامل، ويبدو مع الأسف أن الخطوة القادمة ستكون توسيع المنطقة المصادَرة، وبناء الكلية العسكرية على أنقاض تلك الأشجار المعمِّرة. ويُشبّه محمد عصفور الغابات بالرئة التي تتنفس بها المنطقة، ويقول: كم من الأكسجين سنخسر عندما نفقد شجرة واحدة، والغابات هي صمام الأمان للبيئة، وتحافظ على نسبة الرطوبة والأكسجين واعتدال المناخ، كما أن فقدان كل متر مربع من المساحات الخضراء يؤثر على المجتمع اقتصاديا وبيئيا ومناخيا وطبّيا واجتماعيا. اعتداءات على الأشجار تسببت بقطع مساحات محدودة من غابات برقش بالأردن ويقول عصفور إن امتلاك البعض لأرض في المنطقة لا يعطيه حق قطع أشجارها؛ فهذه الأشجار موروث إنساني تنبغي المحافظة عليه، ونتمنى مستقبلا أن تفعّل السلطات قوانين الحفاظ على الغابات، حتى يستمر هذا الإرث للأجيال القادمة.