منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الزكاة أحد الدعائم الأساسية للخروج من ضنك المجتمع الربوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75848
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الزكاة أحد الدعائم الأساسية للخروج من ضنك المجتمع الربوي Empty
مُساهمةموضوع: الزكاة أحد الدعائم الأساسية للخروج من ضنك المجتمع الربوي   الزكاة أحد الدعائم الأساسية للخروج من ضنك المجتمع الربوي Emptyالجمعة 30 سبتمبر 2022, 8:20 am

[rtl]الزكاة أحد الدعائم الأساسية للخروج من ضنك المجتمع الربوي[/rtl]



الزكاة أحد الدعائم الأساسية للخروج من ضنك المجتمع الربوي 2022-09-29_11-58-25_902594


 

دكتور طارق ليساوي


أشرت في مقال ” ثنائية “الشريعة والحياة ” في فكر القرضاوي رحمه الله..”، إلى أن الأمة في أمس الحاجة إلى علماء ربانيين من طينة القرضاوي رحمه الله، فقد دافع في كتاباته و مداخلاته عن الإسلام الوسطي، و عن الفهم الصحيح للإسلام بعيدا عن شطحات بعض شيوخ السلاطين و”المتأسلمين”، و بعض علماء نواقض الوضوء و الحيض و النفاس، فالإسلام ليس مجرد عبادات و أحوال شخصية، و إنما هو منهج حياة، فهو يهتم بالحياة الاجتماعية بكافة تفاصيلها، وكذلك بالحياة الاقتصادية، والسياسية، والعلمية، والعملية، وكافة شؤون العصر التي يتم التعامل معها من خلال منهج الاستنباط والقياس، فالعجز ليس في النصوص الشرعية أو الثراث الفقهي، و إنما الخلل و النقص في الإنسان المسلم و المجتمع الاسلامي الذي فضل منذ نحو قرنين، اقتباس كل شاردة وواردة من الشرق و الغرب، و أهمل ما يزخر به هذا الدين و الثراث الفقهي الإسلامي من حلول ناجعة لمشاكله و أزماته..


و لا أخفي أسفي الشديد من ظاهرة التدين الشكلي، و التركيز على القشور و إهمال الجوهر فكم من مدعي التدين ، لا يتكلم إلا في سفاسف الأمور و لا يستهويه إلا مواضع الخلاف، لكن أن ينتقد فساد و ظلم الحكام فإنه إما  يفضل الصمت أو يدافع عن عوراتهم و انحرافاتهم.. شخصيا أومن أن التدين من جانب العبادات مسألة بين العبد و ربه، لكن يظل هذا التدين ناقص و غير مكتمل إذا ما أهمل المسلم أحد ثوابت الإسلام و هي “الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر”، و لعل قيمة و قامة القرضاوي رحمه الله نابعة من فهمه لفقه الأولويات و فقه النهوض الحضاري، و بحكم تخصصي في قضايا التنمية و خاصة ببلدان شرق أسيا و على رأسها الصين، و  أيضا في الاقتصاد الإسلامي فإني أذرك جيدا أهمية كتابات القرضاوي و المنجرة و علي شريعتي و باقر الصدر و المودودي و مالك بن نبي و الجابري و غيرهم من العلماء الربانيين الذين حملوا هموم الأمة و حاولوا الموائمة بين الأصالة و المعاصرة ، و لعل هذا الاتجاه هو الذي سبق لي تسميته ب ” التقنية العالمية و الروح الإسلامية ” فلست من المتطفلين الذين يتحدثون بغير علم، أو يحاولون التطاول على تخصصات لا يملكون ناصية القواعد الأساسية فيها فضلا عن التبحر فيها..


 فعندما احلل قضايا ذات صلة بالسياسة الدولية و قضايا التنمية و لعبة الشطرنج الدولية و الإشكالات الماكرو و الميكرو-اقتصادية، فإني أدرس بالجامعة هذه القضايا بحكم تخصصي في العلوم السياسية و السياسات العامة، خاصة و اني من الباحثين العرب القلائل الذين وجهوا انتباه العرب إلى الصعود الصيني و لا زلت إلى اليوم أنبه للمخاطر المستقبلية ، فهذا الصعود بقدر ما يحمل فرص فهو أيضا يشكل تهديد للعالم العربي و الإسلامي أيضا…


وعندما احلل قضايا الفكر الاقتصادي في الإسلام، فإني لست أيضا متطفلا عن هذا الحقل المعرفي فقد أتيحت لي فرصة التعمق في علوم الدين و حفظ كتاب الله و  إعداد دكتوراه بالجامعة الماليزية حول الزكاة و تطبيقاتها المعاصرة و دورها في التنمية و الحد من الفقر و خلق المجتمع الزكوي الذي تسوده قيم الرحمة و التعاون   ، كما  أحاضر بشكل دوري  في الاقتصاد الإسلامي ، و لا انكر فضل القرضاوي الذي كان له السبق في تفصيل موضوع الزكاة و قد استفدت كثيرا من كتاباته و توجيهاته …

[rtl]



ad[/rtl]

وما يجعلني أحرص على النشر برأي اليوم اللندنية و القدس العربي هو رغبة الكاتب في تبسيط المعارف في قضايا ذات صلة بالتنمية و الحكم الصالح و أسلمة المعرفة الاقتصادية و البحث عن علاجات اقتصادية و اجتماعية بالاعتماد على الفكر السوسيو-إقتصادي في  الإسلام، خاصة و أن قراء رأي اليوم من نوعية خاصة و يمثلون في الغالب النخبة في العالم العربي و الإسلامي، و قد لا حظت من خلال التجربة العملية أن مقالاتي أصبحت تحفز طلبة العلم على التخصص في مثل هذه المواضيع.. لذلك، أرى أن طاقم رأي اليوم موفق في اختياراته التحريرية…ودعما لهذا التوجه العام أحاول شخصيا تبسيط المعرفة و تقريبها إلى القارئ العادي و طلبة العلم، حتى تعم الفائدة ويرتفع منسوب الوعي، فالمعرفة لا ينبغي أن تبقى سجينة أسوار الجامعة ومراكز البحث و الدوريات المتخصصة، و لعل هذا ما حرص عليه كبار علماء الأمة و منهم القرضاوي رحمه الله..


وتركيزي على الزكاة هذه الفريضة الغائبة أو المعطلة أو المحرفة نابع من أهمية الزكاة، والتي تعد من ضمن الأدوات المالية والنقدية الفاعلة والمدعمة لأثر أدوات السياسة الاقتصادية المختلفة، ولها من القدرة ما يساهم في ضبط التضخم وعلاج حالات الانكماش والركود، والحد من الفقر والبطالة، وتحقيق عدالة التوزيع وتقليص الفوارق الاجتماعية والحد من الفقر المدقع مقابل الغنى الفاحش.. و حظر  إكتناز الثروة ومنع  الاحتكار، والدعوة إلي العمل و الإنتاج وعدالة التوزيع و هي مقومات أساسية لتأسيس لاقتصاد حقيقي بدل إقتصاد مبني على الفقاعات المالية، إقتصاد في خدمة عامة الناس و ليس إقتصاد يسخر عامة الناس لصالح قلة من الناس، و بالتالي التأسيس للمجتمع الزكوي كبديل عن المجتمع الربوي…


وكمؤشر على أهمية الزكاة فقد ذكرت بصفة عامة في القران الكريم 58 مرة، منها 38 قصد بها زكاة الأموال، أما العشرون المتبقية فقد كانت بمعنى تزكية النفس.. ومن الجدير بالذكر، أن اقتران الزكاة بالصلاة كان في 28 موضعا، فالصلاة حق الله على العباد، أما الزكاة فهي حق العباد على بعضهم البعض والذي فرضه الله تعالى ومن هنا تأتي أهمية الزكاة على حياة الفرد والمجتمع …


و قد حاولت في أكثر من مقال و كتاب و محاضرة إثارة مواضيع ذات صلة بالفكر الاقتصادي الإسلامي، و الزكاة أحد الدعائم الأساسية في بناء المجتمع الزكوي، بدلا من التركيز على القشور ينبغي التركيز على الجوهر..و بنظري كتابات القرضاوي رحمه الله ركزت على الجوهر و حاولت إستحداث فقه الأولويات و فقه النهوض الحضاري، فلم يركز على القشور و التدين الشكلي مثل ما يفعل كثير من فقهاء السلاطين و أتباع التقليد و ترسيخ التخلف بدعوى إتباع السلف، ولو عاش الصحابة في عصرنا لوجدنا أن تعاملهم مع قضايا العصر، سيكون مختلفا عن ما تم تسجيله في الماضي،  لكن هذا التعامل مع مقتضيات العصر سيكون خاضع لضوابط الكتاب و السنة …


لكن للأسف بعض ممن يحملون لواء العلم “المزيف”  و الدفاع عن “الإسلام الشكلي”، يحاولون  تهريب النقاش من الأساسي إلى الهامشي، ومحاولة ترسيخ وتعميق واستدامة وضع الغثائية والتخلف واستنزاف خيرات الأمة ومقدراتها، وإبعاد الأمة عن دينها هو السبيل لضمان الوضع القائم الذي يخدم مصالح أعداء الأمة ويخدم القلة المهيمنة والمتحكمة في المناصب والمكاسب والثروات بداخل وخارج هذه الأوطان المستعبدة والمغيبة والمفقرة والمستحمرة.. و في هذا السياق العام، أقتبس مقولة جامعة و مانعة للشهيد سيد قطب قال فيها : ” إن الإسلام الذي يريده الأمريكان وحلفاؤهم في الشرق الأوسط : ليس هو الإسلام الذي يقاوم الاستعمار؛  وليس هو الإسلام الذي يقاوم الطغيان ؛ إنهم لا يريدون للإسلام أن يحكُم؛ إنهم يريدون إسلامآ أمريكانيآ؛ إنهم يريدون الإسلام الذي يُستفتى في نواقض الوضوء؛ ولكنه لا يُستفتى في أوضاع المسلمين السياسية؛ والاقتصادية والاجتماعية والمالية.. “فالمسلمين تحت وقع الهزيمة الحضارية والعسكرية، تكون لدى بعضهم، شعور بالدونية تجاه الحضارة الغربية ومنتجاتها، وبحسب مقولة ابن خلدون الشهيرة:” المغلوب مولع أبداً بتقليد الغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده”.. ففي عصرنا هذا تنوعت و تعددت المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في العالم أسره، وتعددت المذاهب والأنظمة الداعية إلى حلها، وقام من أجل ذلك صراع ايديولوجي عنيف، قسم العالم إلى معسـكرين متقابلين: معسكر الرأسمالية ومعسكر الاشتراكية، ووقف المسلمون بين هؤلاء وهؤلاء متفرجين أحيانًا، ومائلين أحيانًا أخرى إلـى هذا المعسكر أو ذاك، وكأنما ليس لهم نظامهم الفريد، ومذهبهم المتميز الذي جعلهم الله بـه أمـة وسطاً..


وتركيزي على الزكاة بشكل خاص، وعلى المبادئ والأسس المؤطرة للفكر الاقتصادي في الاسلام الغاية منه، المساهمة –بأضعف الإيمان- في التأسيس للمجتمع الزكوي بدلا من سيادة وهيمنة المجتمع الربوي، والذي جعل معيشة الغالبية الساحقة في ضنك وضيق شديد-إلا من رحم الله- والدعوة إلى الخروج من دائرة وكماشة المجتمع الربوي الذي يهلك الحرث والنسل..


لذلك، أصبح من الواجب والضروري، أن يسهم أهل العلم من المسلمين، في توضيح وتبسيط ملامح الفكرة الإسلامية لعموم المسلمين، وتحديد الموقـف الإسـلامي، من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية…والغاية الوصول إلى تطبيق متدرج للمنهج الاسلامي في كل مناحي الحياة وبناء مجتمعات إسلامية بالفعل والعمل، لا بالأقوال والشعارات، لأن ذلك هو البديل العملي للخروج من الغثائية، ومن دائرة التيه في التطبيق والممارسة ومحاكاة الغير، خاصة وأن المنهج الذي ندعوا له منهج رباني سماته العدل و الكمال…


وفي ظل هذا السياق ينغي تسليط الضوء على أهمية الزكاة ودورها المحوري في هدم بنيان المجتمع الربوي، وإماطة حالة اللبس التي تكتنف الزكاة، خاصة و أن كثير من المسلمين و بخاصة أغنياءهم يعتقدون أن أداء الضريبة يسقط الزكاة، فالزكاة فرض من فروض الإسلام، أوجبه الله على عباده القادرين، وحدَّد المصارف التي تُصرف فيها الزكاة، وتكفَّلتِ السُّنَّة النبوية ببيان مقاديرها في المصادر المختلفة التي تجب فيها الزكاة، لذلك فإن مقادير الزكاة معينة لا تتغير.. أما الضريبة فهي مقادير مالية تُحددها الدولة، وتطالب بها الأفراد، كل في دائرةِ طاقته واختصاصاته، والدولة تجمع هذه الضرائب لتنفق منها على المصالح العامة. وهذه الضرائب تزيد وتنقص حسب ظروف الحرب والسلم، وحسب حاجة الأمَّة ووفرة مال الدولة أو نذرته.


 وإذا كانت الزكاة حق الفقراء والمساكين ونحوهم، ممَن لا تخلو منهم أمة، فإن الضرائب حق الدولة، ولا يتيسر لها مباشرة وظائفها بدون هذه الضرائب التي يجب أن تحرص على أن تكون عادلة في تحديدها وإنفاقها. وعلى هذا لا تُغني الضرائب عن دفع الزكاة، كما أن إخراج الزكاة لا يعفي من مطالبة الدولة للفرد بالضرائب عند لزومها.. ولكن يحتاج لجهد فكري معرفي وتأصيلي وبناء علمي تراكمي. وفي   هذا السياق العام لابد من تقريب القارئ إلى بعض الأساسيات والثوابت التي تم إهمالها في سياق هيمنة النموذج الربوي وسيادة النظام الرأسمالي في الإدارة والاقتصاد والحكم.. وهذا سيكون محور مقالنا الموالي إن شاء الله تعالى … والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون…

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الزكاة أحد الدعائم الأساسية للخروج من ضنك المجتمع الربوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  خارطة طريق للخروج من دورة التخلف
» الزكاة
»  أوجه الإتفاق والاختلاف بين الزكاة والضريبة
»  بهدف إضعاف حماس.. إسرائيل: هذه هي “الآلية الدولية” للخروج من مأزق غزة
» 90 مسألة في الزكاة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: