الاستيطان في الأغوار: 700 بقرة لطرد المزارعين الفلسطينيينكلما شارفت المحاصيل الزراعية في الأغوار الشمالية على النضوج، ارتفعت شهية المستوطنين لتنغيص حياة المزارعين الفلسطينيين وتخريب مزروعاتهم، بهدف تهجيرهم من هذه المساحات الخضراء، وبناء المستوطنات لصالح مشروع ضم الأغوار.
منذ أسبوع، تواصل أبقار المستوطنين رعي محاصيل القمح التي تعود لمزارعين فلسطينيين في الأغوار الشمالية وتخريبها.
- اقتباس :
أقام مستوطنون ثلاث بؤر في الأغوار خلال عامين، ومؤخرًا أحضروا أبقارًا وأغنامًا إلى المنطقة
يقول الناشط الحقوقي عارف دراغمة، إن ما يجري في منطقة الأغوار بدأ بعد ما أقام المستوطنون ثلاث بؤر استيطانية جديدة خلال آخر عامين، وقد أحضروا مؤخرًا أبقارًا وأغنامًا إلى المنطقة.
هذه المواشي وبشكل خاص الأبقار، وفق ما ينشر دراغمة عبر حسابه في موقع "فيسبوك"، قامت برعي مزروعات السكان في منطقة أم القبة وموفيه وخربة سمره.
وأفاد دراغمة لـ الترا فلسطين بأنه خلال آخر يومين فقط خرَّبت أبقار المستوطنين حوالي 500 دونم زراعي من القمح لمواطنين في المنطقة.
وأوضح دراغمة، أن المستوطنين يفلتون الأبقار بدون رعي ويتركونها تذهب لمسافات بعيدة، ثم يدَّعون أنه أين ما تذهب أبقارهم فهذه الأرض ملكهم.
- اقتباس :
مستوطنون يفلتون الأبقار بدون رعي ويتركونها تذهب لمسافات بعيدة، ثم يدَّعون أنه أين ما تذهب أبقارهم فهذه الأرض ملكهم.
وأشار إلى أن عدد الأبقار التي يستخدمها المستوطنين بهذه الطريقة باتت تتجاوز حوالي 700 بقرة منتشرة في مناطق عديدة في الأغوار.
الهدف من هذا التخريب للمزروعات، كما أكد دراغمة، "هو هدف استيطاني للاستيلاء على الأراضي وطرد المزراعين الفلسطينيين وحرمانهم من حراثة وزراعة أراضيهم، وبالتالي هي ضغوطات لتهجير الفلسطينيين من الأغوار".
ودعا دراغمة، المزارعين لتفقد مزروعاتهم والوصول إليها وخاصه البعيدة منها عن مراكز السكن لمعاينة الأضرار.
تجدر الإشارة أن مساحة الأغوار في أراضي فلسطين التاريخية يقدر بحوالي 1.6 مليون دونم، أما الأراضي التي احتلت من الأغوار عام 1967، فتبلغ مساحتها 720 ألف دونم، أي حوالي ربع مساحة الضفة الغربية، وفيها 27 تجمعًا فلسطينيًا من بينها مدينة أريحا، إلى جانب عشرات التجمعات البدوية، بمجموع 65 ألف مواطن فلسطيني.
ذات السياسة التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي للاستيطان في الأغوار، تنفذها في قرية المغير شمال رام الله. يوم أمس (الإثنين) منعت سلطات الاحتلال استكمال استصلاح وشق طرق زراعية في المغير، واستولت على آلية ثقيلة، بذريعة أن الأعمال تجري في منطقة تصنف C الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
- اقتباس :
أوقف الاحتلال شق واستصلاح طرق زراعية في المغير واستولى على آلية ثقيلة
يقول مدير برنامج تطوير الأراضي في الإغاثة الزراعية مقبل أبو جيش، إن لديهم مشروعٌ لاستصلاح الأراضي وتأهيل الطرق الزراعية في قرية المغير، لكن قبل شهر ونصف أوقفهم الجيش عن العمل، لذلك انتقلوا إلى العمل في منطقة أخرى لشق طريق زراعي، إلا أن الجيش أوقف يوم أمس آلية ثقيلة العمل ثم صادرها واحتجز السائق عدة ساعات.
وأضاف أبو جيش، أن المشروع ينفذ في المغير لأنها تصنف ضمن مناطق C التي تتعرض لاستهداف الاحتلال.
يؤكد ذلك أيضًا رئيس المجلس القروي في المغير أمين أبو عليا قائلاً: "نحن مستهدفون كبلد، وأي جرافة تعمل يتم مصادرتها، وتم مصادرة جرار زراعي قبل أيام خلال حراثة أحد المزارعين لأرضه".
مصادرة 35 ألف دونم للاستيطان
وبيّن أبو عليا، أن الاحتلال صادر غالبية أراضي القرية ضمن سياسة ضم الأغوار، حيث تحسب أراضي المغير على الأغوار.
وأوضح أن مساحة أراضي القرية تبلغ 40 ألف دونم، ولم يتبقى منها سوى 5 آلاف دونم، منها فقط 1000 متر يُسمح لأهل القرية التصرف بها.
- اقتباس :
مساحة أراضي قرية المغير 40 ألف دونم، منها فقط 1000 متر (دونم واحد) يُسمح لأهل القرية التصرف بها
حقيقة الاستيطان في المغير
يقول رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، إن منطقة المغير تقع على مشارف الأغوار، وعلى ما يسمى بخط "ألون" الاستيطاني، وأطراف القرية وأراضيها مستهدفة ضمن مخطط الاحتلال لضم الأغوار، وبالتالي يريد الاحتلال وقف عمل المزارعين في استصلاح أراضيهم وزراعتها.
ولأجل ذلك، يبني الاحتلال عددًا من البؤر الاستيطانية من أجل حرمان المزراعين من أراضيهم، خاصة تلك الواقعة شرق خط "ألون" وفق ما أكد عساف لـ الترا فلسطين،
وتابع أن هذا الاستهداف يأتي ضمن ما يجري في الأغوار، حيث تم مصادرة 10 جرارات زراعية في منطقة طوباس مؤخرًا لحرمان المزارعين من حراثة أراضيهم البالغة حوالي 100 ألف دونم من الأراضي الخصبة، ونفس الشيء يجري في المغير، وكلها داخل المنطقة التي أشار إليها نتنياهو في خارطة ضم الأغوار.
- اقتباس :
وليد عساف: استهداف قرية المغير جزءٌ من استهداف الأغوار ومرتبطٌ بمشروع ضمها للسيادة الإسرائيلية
علاوة على ذلك، تأتي أطماع الاحتلال الاستيطانية في المغير لكونها تقع ضمن الكتلة الاستيطانية الفاصلة بين شمال الضفة الغربية ووسطها، وتحيط بها مجموعة من البؤر الاستيطانية، لتقسيم الضفة الغربية، بحسب عساف.
وتابع، "المغير تشكل محورًا في هذا الاستهداف لتحقيق هذه السياسية"، ويقصد بها تقسيم الضفة الغربية.
جدير بالذكر، أن مستوطنين وجنودًا هاجموا قرية المغير بداية العام الماضي، ما أسفر عن استشهاد الأسير المحرر حمدي النعسان (38 عامًا) وإصابة 9 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.