منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كراهية الأنظمة العربية لحركة “حماس”

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75482
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

كراهية الأنظمة العربية لحركة “حماس” Empty
مُساهمةموضوع: كراهية الأنظمة العربية لحركة “حماس”   كراهية الأنظمة العربية لحركة “حماس” Emptyالأربعاء 15 نوفمبر 2023 - 7:14

لماذا يستهدفون غزة؟
غزة طردت الاحتلال من داخلها في آب ٢٠٠٥ ، وأعلنت حماس نفسها قوة فعلية واحدة فيها بعد أقل من سنتين في حزيران ٢٠٠٧ ، وقد تبنت غزة خيارها الإستراتيجي بالمواجهة المسلحة ضدّ كل محاولات إخضاعها ، وهي محاصرة برا وبحرا وجوا حتى قبل تبنيها الحسم العسكري مع فتح ، فلما تم الحسم صار الحصار خيار الإخوة الألدّاء ومعهم كل من أزعجهم تفرُّد حماس بالمشهد ، وغزة غزتان غزة فوق الأرض وغزة تحت الأرض اقتضتها ضرورة المواجهة غير المتكافئة، فإذا أضفت إلى الأنفاق شدةَ بأس الغزي آكل الشطة الحامية ،عرفت سرّ ثبات أهلها، فعبثا حاولوا تدميرها.




ظل الإسلام السياسي مؤرقا لخصومه ، وجهدت القوى العالمية والمحلية في محاولة تطويع مشروعه الذي يلقى في نفوس نسبة كبيرة من الناس قبولا ورضى لأن الفطرة تتوافق مع الإسلام دينا وخلقا وسلوكا وعاطفة ، ونجحت بعض الدول في تعطيل مشروع أسلمة مجتمعها بالترغيب مرة وبالترهيب مرات ، وظل هذا المشروع ضعيفا لأنه يفتقر إلى الأضراس والأنياب ، في مواجهة قوة الدول المدججة بكل أسلحة “الديمقراطية” المعاصرة التي يعرف منتجوها أنها لعبتهم التي اصطنعوها حتى كادوا مع مرور الوقت يصدقونها كما صدقها ضحاياهم ، وهكذا ظل حال الإسلام السياسي في كل بيئاته يتقدم خطوة ليتقهقر ألفا ، لأنه وإن كان حب الإسلام فطريا لكن حقا تنقصه القوة يصعب تثبيت أركانه أمام تغول الإرادات السياسية والأمنية.




لقد فشلت كل محاولات الإصلاح السياسي في العالم الإسلامي ومعها فشلت محاولات التغيير كذلك ، لأن أسدا رابضا لن يتمكن من مواجهة نار يشعلها ثعلب مناور .
لقد أدركت حماس وهي صاحبة المشروع السياسي أنه ما دامت أرضها محتلة وحدودها مطوّقة فإن المعادلة ستظل مختلة إذا لم تأخذ بأسباب تحولها إلى رقم صعب في المعادلة الدولية ، وحماس منذ بداية انطلاقتها عام ١٩٨٧ بشكلها الجهاdي المعلن لم تعبأ أبدا بالمعادلات الدولية التي تسمح بشيء وتمنع شيئا آخر بناء على حسابات توازناتها ، صحيح أنه لم يكن هم المقاومة أن تفتح جبهات غير جبهة العدو الصhيوني ، لكن كذلك كانت حريصة على الندية في التعامل السياسي والاجتماعي للأغيار ، وصحيح كذلك أن حماس لم تكن قبل ١٩٨٧ عدما ولم تنشأ من عدم ، لأنها بنت جماعة الإخوان المسلمين التي التزمت بأدبياتها التربوية ، ولكنها شكلت ذراعا عسكرايا يُعنى بالداخل الفلسطيني تحديدا .
وفي الإطار الذي وضعت المقاومة نفسها فيه لم يسجل عليها رضوخ ولا مجاملة ولا استسلام ، وهذا ما أكسبها ثقة القريب وهيبة البعيد .
لقد سجلت الأحداث عبر أكثر من عشرين سنة قبول أوروبا وأمريكا بالأمر الواقع في غزة وإن كرهوه ، قبلوه وهم يتوسطون في صفقات الأسرى التي دخلت على خطها ألمانيا ذات يوم .




غزة اليوم ليست قطاعا منزوع الدسم وإن هجّر أهلها وقتلوا وهدمت بيوتهم على رؤوس أطفالهم وصباياهم ، لكنها مدينة تحت الأرض تنقضّ على عدوها كما ينقض الليث على فريسته التي أرعبها هذا الثبات ، ولئن دب الرعب في نفوس أعداء الله من فرط هذا الزخم الهائل من المواجهات فلقد دب رعب مثله في نفوس الطابور الخامس الذين يرون في حماس تهديدا وجوديا لكياناتهم التي طالما وقفت مع العدو وشاركته في صناعة مقومات حياته بوكالة من شرطي العالم البعيد عنها جغرافيّا ، وقد ربطت مصيرها بمصيره عبر توافقات واتفاقيات وتبادلات دبلوماسية وتجارية ، حتى بلغت حد مشاركته احتفاله في سفاراته على أرضها بذكرى “الاستقلال” الذي هو سرقة ٧٨% من أرض فلسطين التاريخية التي تعتبر وقفا إسلامية لا يملك مسلم ولا مسيحي أن يتنازل عن حفنة تراب منها .




إن وجود قوة مسلحة مدربة في أرض فلسطين بات أمرا مرعبا ليhود ولمن أوجدوهم ولمن جلسوا على كراسيهم لحمايتها ورعاية مصالحها ، فباتت حماس هدفا مقبولا لكل طرف يخيفه واقعها ومستقبل تحالفاتها ، كما يبعث على قلقه كمّ كبير من التكتم والعمل في الظل ، وهذان أمران يثيران الهلع ويبرران طلب رأسها بأي ثمن من تحت الطاولة أو من فوقها دون حرص شديد على إخفاء هذه الرغبة تحت شعار : يا روح ما بعدك روح .




ليس هناك خيار غير خيار الاستئصال عند خصوم حماس اليوم بعد مواجهات سابقة قوّت ظهرها بدل أن تهدد وجودها على الأرض وبعد، فيمكن الإجابة عن سؤال هذا المقال : لماذا يستهدفون غزة ؟ في نقاط مختصرة :
١) غزة الأرض الصغيرة المحاصرة بعزيمة من يقود مشروعها باتت بقوة دولة ذات سيادة عنيدة ثبتت على مبدئها وحققت هدف ردع عدوها ويُخشى أن تصبح تجربة ملهمة لكل مضطهد في العالم بأسره .
٢) غزة تحارب الفساد بشكل عقدي مبدئي ، الفساد الذي فتّ في عضد جيرانها أخذت محاربته بيدها لبناء منظومة مادية ومعنوية تحتاجها المجتمعات لتهيئة جو صالح للتنمية وصنع الأمن والتفرغ لمخططات المتربصين ، وهذا ما فشلت مجتمعات الفساد بأشكاله كلها في تحقيقه .
٣) غزة امتداد تاريخي وأيدولوجي لفكرة أتعبت خصومها في مواجهات قديمة وحديثة ، ودخول الإعداد المادي حيزا لم يبلغه سابقا ينذر بفتح شهية أتباع هذه الفكرة في كل مكان خارج غزة أن يحذوا حذوها .
٤) نادرا ما يكون النغم الذي يعزفه نظام سياسي عربي متطابقا مع النغم الذي يرغب الشعب في سماعه ، وهذا ما توافر في غزة ، فالبيت يقع على رؤوس أصحابه بصواريخ المعتدي ليخرج ساكنوه يرددون : نحن فداء الضyف ، نحن فداء للمقاومة ، وهذا التوحد في الهدف والعاطفة معا هو الذي يصنع معجزات الشعوب .
٥) كل أمة تصدر في مواقفها عن عقيدة ثابتة فهي مرشحة للثبات في وجه عدوها مما يجعله حريصا على خلخلة قواعد عقيدتها بزيادة وطأة همجيته التي لا تقف عند حد ولا تراعي قواعد اشتباك ولا تسمع إلا صوت حقدها .
إنها رسالة إلى كل مظلوم صاحب قضية على وجه الأرض : إذا بقيت مشلولا لا تملك القوة على الأرض فستنبذ ، وإذا شئت أن تحتفظ برمق من الحياة الكريمة فعليك أن تحفظ كرامتك بقوة معصمك الداعم لقوة عقيدتك وإلا ستكون فريسة في عالم ثعالبه تنافس ذئابه على امتلاك مائدة الضعفاء الجبناء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75482
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

كراهية الأنظمة العربية لحركة “حماس” Empty
مُساهمةموضوع: رد: كراهية الأنظمة العربية لحركة “حماس”   كراهية الأنظمة العربية لحركة “حماس” Emptyالأربعاء 15 نوفمبر 2023 - 7:15

كراهية الأنظمة العربية لحركة “حماس”
تقوم علاقة الأنظمة العربية بحركة المقاومة الإسلامية “حماس” على كراهية تتفاوت في حدتها إلى درجة العداء باعتبارها امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين وحركات الإسلام السياسي، لكن خصوصية القضية الفلسطينية خلقت حالة من الحيرة والارتباك للاستبدادية العربية بالتعامل مع حركة حماس. فمنذ الإعلان عن تأسيسها إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، لم تُخف حماس علاقتها بالإخوان، لكنها أكدت على أنها حركة مقاومة وطنية بمرجعية إسلامية؛ تقتصر أنشطتها على تحرير الأراضي الفلسطينية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وشددت حماس على عدم التدخل في شؤون البلدان العربية والإسلامية وبقية دول العالم، وأكدت حرصها على بناء علاقات ودية مع عمقها العربي والإسلامي وأحرار العالم.


ولم تكن مواقف حماس تجاه الأنظمة العربية مجرد أيديولوجية خطابية دعائية، بل ممارسات وسلوكيات عملية، فلم تقم حماس بأي أعمال عدائية ولم تنفذ أي هجمات ضد أي دولة عربية أو عالمية.


لم تكن علاقة الأنظمة العربية بحركة حماس ودية يوما، وكانت متوترة دوما، لكن مستوى الكراهية حد القطيعة والعداء بلغ مداه عقب الانقلاب على انتفاضات الربيع العربي، فقد ظهرت تصورات جديدة حول مهددات استقرار الأنظمة العربية في ظل الهيمنة الأمريكية، حيث اختفت النظرة إلى الكيان الإسرائيلي كعدو مهدد للاستقرار وبات الكيان الاستعماري بمنزلة الصديق. لكن تحول نظرة الأنظمة العربية إلى المستعمرة الاستيطانية اليهودية جاء بعد سلسلة من التحولات ترتبط بعلاقة الاستبدادية العربية بالإمبريالية الأمريكية، حيث أصبحت الصهيونية الإسرائيلية صلة الوصل بين الأنظمة الاستبدادية والإمبريالية الأمريكية. فالنظام المصري أصبح يعتبر إسرائيل حليفته الأهم في المنطقة بعد الولايات المتحدة، ولم تُعدّ إسرائيل عدوّا لمصر منذ منتصف السبعينيات عقب توقيع نظام السادات معاهدة “كامب ديفيد” مع إسرائيل، وهو المسار الذي سوف تتبعه دول عربية أخرى بالاستسلام للرؤية الأمريكية والإسرائيلية من خلال معاهدات “سلام” واتفاقات تطبيع.


يشير مسار تبدل علاقة الأنظمة العربية بإسرائيل إلى مفارقة التحولات الإقليمية، فخلال عقد الخمسينيات من القرن الماضي كانت إيران الشاه، وتركيا، أوثق حلفاء إسرائيل والولايات المتحدة، وكان إجماع الأنظمة العربية آنذاك قائما على أن تحالف إيران وتركيا وإسرائيل هو تحالف مع الإمبريالية الأمريكية ضد العرب، وهو ما سينقلب رأسا على عقب بعد وصول قوى إسلامية إلى السلطة في إيران وتركيا من خلال نجاح الثورة الإسلامية في إيران 1979، وفوز العدالة والتنمية في انتخابات ديمقراطية في تركيا 2002، حيث أصبحت إيران وتركيا هما القوتان الوحيدتان في المنطقة اللتان تصرّان على سيادة محلية وإقليمية ضد الاجتياحات الإمبريالية والاحتلالات الكولونيالية، بينما تحوّلت الأنظمة العربية إلى الدفع باتجاه سيادة إمبريالية أمريكية وكولونيالية صهيونية خشية من تكرار سيناريو الثورة في إيران أو سيناريو الديمقراطية في تركيا عن طريق حركات الإسلام السياسي بنسختيه السنية والشيعية، وهي حركات أصبحت مسندة من إيران وتركيا.


منذ اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل وصولا إلى اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، شرعت إسرائيل بالاستثمار في وضعية الاختلال، وربطت وجودها ونفوذها السياسي بالأنظمة العربية الاستبدادية، فأصبحت تل أبيب وكيلا للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وتشجعت باستكمال مشروعها الاستعماري لفلسطين عبر غطاء دولي وعربي في آنٍ واحد. إلا أن اشتعال الثورات العربية نهاية 2010 مَثَّل تهديدا خطيرا للمكتسبات الإسرائيلية، وشكلت الثورات العربية قلقا بالغا في الأوساط السياسية والأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية، بعد أن حاصر آلاف من المتظاهرين المصريين السفارة الإسرائيلية في القاهرة ليلة التاسع من أيلول/ سبتمبر 2011، ثم اقتحمها عدد منهم بعد انهيار الجدار الأمني الخرساني المحيط بالمبنى، وهي اللحظة التي بدأت “الثورة المضادة” تأخذ منحى التعاون الصريح بين الأنظمة الاستبدادية العربية والاستعمارية الإسرائيلية برعاية الإمبريالية الأمريكية.


حددت قوى الثورة المضادة الإسلام السياسي كعدو، وتحولت الخطابات الاستبدادية العربية من تعريفها كجماعات وحركات وقوى معتدلة، إلى حركات ميسّرة للتطرف والعنف في أحسن الأحوال، أو اعتبارها جماعات متطرفة عنيفة إرهابية، حيث صُنّفت جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية في عدة دول عربية، وفي مقدمتها مصر والسعودية والإمارات، واختُزلت مهددات الاستقرار في المنطقة بحركات الإسلام السياسي على اختلاف أوجهها وتوجهاتها السياسية الديمقراطية السلمية والجهادية الثورية، وتبلورت عن رؤية تقوم على تصفية القضية الفلسطينية وإدماج المستوطنة الاستعمارية الإسرائيلية في نسيج المنطقة، من خلال تأسيس تحالف بين الإمبريالية الأمريكية والأوروبية والأنظمة الاستبدادية العربية والاستعمارية الإسرائيلية تحت ذريعة مواجهة الخطر المشترك المتمثل بالحركات الإسلامية؛ التي تقوم أيديولوجيتها على مناهضة الإمبريالية والاستبدادية والاستعمارية، وأصبحت الأنظمة الاستبدادية العربية شريكة للإمبريالية الأمريكية والمستعمرة الصهيونية في التصورات الأساسية للمنطقة، وهي تتبنى السردية الأمريكية الإسرائيلية حول القضية الفلسطينية ومستقبل الشرق الأوسط.


رغم كراهية الأنظمة الاستبدادية العربية لحركة حماس، لكنها بقيت قبل ثورات الربيع العربي تعرفها كحركة مقاومة، وطالما اعترضت على جهود الغرب لفرض عزلة على حركة حماس، وهو ما سوف يتبدل مع نجاح الثورة المضادة التي تولدت قيادتها الإمارات والسعودية، وسرعان ما شرعتا بحملة تضييق واعتقالات لأعضاء وأنصار حماس، في الطريق إلى “صفقة القرن” التي تنامت وتيرتها منذ أن اعتلى الملك سلمان عرش السعودية في عام 2015، ولا سيما منذ أن أصبح نجله محمد بن سلمان وليا للعهد في عام 2017، حيث أخذت الرؤية السعودية بالتماهي مع الرؤية الأمريكية والإسرائيلية تجاه حماس. فعندما عقدت القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض في أيار/ مايو 2017، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة حماس بـ”الإرهابية”، دون أي اعتراض.


وإذا كانت الإمارات ومعها البحرين قد سارعت إلى الدخول في “الاتفاقات الإبراهيمية” التطبيعية، وأعلنت عداءها الصريح لحماس، فقد تمهلت السعودية لإنجاز صفقة أفضل مع الولايات المتحدة، لكن خطابها وممارساتها تجاه حركة حماس أصبحت أكثر عدائية، حيث وصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حماس بالإرهابية، أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي في بروكسل في 22 شباط/ فبراير 2018.


يبدو أن الأنظمة الاستبدادية العربية المطبعة كانت في الطريق لوضع حركة حماس على قوائمها الإرهابية بعد أن صنفت جماعة الإخوان المسلمين منظمة “إرهابية”، لكن تعقيدات المشهد الفلسطيني حالت دون ذلك، فعقب إصدار محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في 28 شباط/ فبراير 2015 حكما بإدراج حركة حماس ضمن “المنظمات الإرهابية”، ألغت محكمة الأمور المستعجلة في مصر الحكم المذكورفي 6 حزيران/ يونيو 2015، وقضت بعدم الاختصاص في نظر الدعوى. وقد خلت القائمة “الإرهابوية” التي أصدرتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين في 8 حزيران/ يونيو 2017 والتي تضمنت تصنيف 59 فردا و12 كيانا، قالت إنها “مرتبطة بقطر”، من وجود حركة “حماس”.


خلال السنوات الأخيرة، تعرضت “حماس” لحملة تشويه من قبل الأنظمة الاستبدادية العربية باعتبارها جماعة إرهابية تعمل ضد المصالح الفلسطينية، وعقب الهجوم المباغت الناجح الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ضد الاحتلال الإسرائيلي، دخلت الأنظمة الاستبدادية العربية في حالة من الارتباك نظرا للتأييد الشعبي الواسع لحركة حماس باعتبارها حركة مقاومة وتحرر فلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأصبحت الأنظمة العربية مرتبكة وخائفة وحذرة بين الضغوطات الأمريكية والضغوطات الشعبية، حيث تجنبت الدول العربية ذكر “حماس” في تعليقاتها الأولى على الهجوم، حتى تلك الدول التي أدانت استهداف المدنيين، وفي وقت لاحق قامت البحرين والإمارات بمراجعة بياناتهما الأصلية لإدانة “حماس” بالاسم.


لخص الدبلوماسي الأمريكي السابق دينيس روس في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية موقف المستبدين العرب من حماس بالقول: “إسرائيل ليست الوحيدة التي تعتقد أن عليها هزيمة حماس”، مضيفا: “خلال الأسبوعين الماضيين، عندما تحدثت مع مسؤولين عرب في أنحاء مختلفة من المنطقة أعرفهم منذ فترة طويلة، قال لي كل واحد منهم إنه لا بد من تدمير حماس في غزة”، ونقل عنهم أنه “إذا اعتبرت حماس منتصرة، فإن ذلك سيضفي الشرعية على أيديولوجية الرفض التي تتبناها الجماعة، ويعطي نفوذا وزخما لإيران والمتعاونين معها، ويضع حكوماتهم في موقف دفاعي”. وشرح بأن أولئك الزعماء العرب الذين تحدثوا إليه صرحوا له بموقفهم “على انفراد” بينما مواقفهم العلنية على خلاف ذلك، لأنهم يدركون أنه مع استمرار انتقام إسرائيل وتزايد الخسائر والمعاناة الفلسطينية، فإن مواطنيهم سوف يغضبون.


خلاصة القول أن الأنظمة الاستبدادية العربية تضمر كراهية لحركة حماس وتتعامل معها كتهديد وخطر، وتتمنى زوالها وهزيمتها، لكنها تخشى غضب وانتفاضة الشعوب التي تنظر إلى حماس كحركة مقاومة وتحرر وطني. فمحركات النظام الاستبدادي العربي واضحة، فهو لا يتحرك تجاه أي قضية إلا إذا شعر بخطر على بقاء سلطته وتهديد وجوده، ذلك أنه يعتمد في وجوده وديمومته على الإرادة الخاصة للإمبريالية العالمية كاستمرارية للآثار الاستعمارية التي شكلت أيديولوجيته وأجهزته القمعية والأيديولوجية، ولا يستند في حكمه إلى شرعية الإرادة العامة الشعبية، بل يركن إلى أجهزته ومؤسساته القهرية العسكرية والأمنية والقانونية، ويتدرج النظام الاستبدادي في خطاباته ومواقفه استجابة لنبض الشارع ومدى قدرته على الحشد وتعبئة الموارد.


رغم موجة المظاهرات الحاشدة الواسعة التي عمت العالم العربي المساندة والداعمة لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية ضد الاستعمار الصهيوني والتدخل الإمبريالي الأمريكي وضد الأنظمة الاستبدادية المتواطئة، فإن النظام الاستبدادي العربي تزعجه الحشود، لكنه لا يخشاها فهي بطبيعتها فردية غرائزية عاطفية وآنية وغير عقلانية ويسهل التلاعب بها، لكن ما يخشاه النظام الاستبدادي العربي هو هيكلة وتنظيم الحشد وانحيازه إلى كتلة تاريخية عقلانية تتحقق في جماعة وحركة اجتماعية مهيكلة ومستدامة.


فعندما يقوم الاستبدادي برفع سقف خطاباته فهو يستهدف أهواء الحشد وعواطفه، ولا تعدو الخطابات عن كونها حيلة ولعبة شراء وقت للنجاة ثم يعود النظام الاستبدادي إلى نهجه القمعي المعهود. فما يهم هو المواقف والقرارات العملية السياسية والاقتصادية التي تخاطب الكتلة التاريخية والحركة الاجتماعية، إذ يقوم النظام الاستبدادي بلعن الظلام وسط الأزمات لكنه لا يشعل شمعة، يشتم ويندد بالإمبريالية والاستعمار والاحتلال لكنه يتحالف معها، إذ لا يوجد أي مؤشر عملي للنظام الاستبدادي العربي بتغيير نهجه؛ لا على صعيد تدبير الشأن الداخلي بالإيمان بالديمقراطية والعدالة والحرية، ولا على صعيد التحالفات الدولية، فلا تتغير الأنظمة الاستبدادية إلا من خلال كتلة تاريخية وحركة اجتماعية تحشد الطاقات وتعبئ الموارد لإجبار النظام الاستبدادي على تغيير سلوكه، فلا تعطى الحقوق والحريات ولا تُمنح العدالة ولا يوهب التحرر والاستقلال، بل تؤخذ وتُنتزع عبر الحركة والنضال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
كراهية الأنظمة العربية لحركة “حماس”
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الزلازل الثلاثة لحركة حماس
» خرافة الأسلحة التي تقتنيها الأنظمة العربية
»  تصريح متأخر لحركة حماس فهل ستعتذر للشعب الفلسطيني؟!
» اسماعيل هنية رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس
»  كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية 28/2/2024

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: