منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية Empty
مُساهمةموضوع: غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية   غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية Emptyالسبت 16 ديسمبر 2023, 6:17 pm

غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية


غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية TESH5563-1702658400



يتنقل عاطف ريّان بين نحو 20 قِدرا كبيرا مصفوفة بعناية فوق حفرة تشتعل فيها النيران، للتأكد من نضوج اللحم، تمهيدا لإضافة الأرز. وبعد أن أمر بإضافة الملح بكميات محددة لبعض القدور، أهاب بالعاملين معه الإسراع في تجهيز الطعام، نظرا لاقتراب موعد تسليم الوجبات.
ويدير ريّان تكية خيرية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، أسّسها بعد أيام من بدء الحرب الإسرائيلية الوحشية على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكان دافعه الأساسي من تأسيس التكية هو المساهمة في إطعام عشرات الآلاف من النازحين الذين تدفقوا من شمال القطاع إلى وسطه.
غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية TESH5312-1702658281عاطف ريّان يشرف على تجهيز الطعام في التكية التي يديرها لإطعام النازحين وسط قطاع غزة (الجزيرة)

دور مهم

ويرى مراقبون أن التكافل الاجتماعي، خلال الحرب، كان له دور مهم في منع انهيار الأوضاع بشكل تام، وسد -إلى حد ما- فراغ أحدثه غياب المؤسسات الدولية.
وإلى جانب الغارات الوحشية التي أسفرت عن استشهاد قرابة 19 ألف شخص، فرضت إسرائيل حصارا مشددا على القطاع، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والأدوية، وقننت بشكل كبير عملية إدخال المساعدات الدولية.
ويقول ريّان -للجزيرة نت- إنه بدأ العمل مع فريقه التطوعي في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما يزال مستمرا في تقديم الطعام للمحتاجين. وأكد أن هذا التكافل، خلال الحرب، يعزز صمود السكان.
وفي البداية، بدأ عمله داخل مدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء، لكن ضيق المكان دفعه إلى الانتقال لآخر يتسع لهذا العمل الخيري. ويوضح أنه يطبخ في هذه الأيام وجبات تحتوي على الأرز واللحم، وتكفي نحو 5 آلاف شخص في اليوم.
ويوزع ريان الوجبات الساخنة على النازحين في مراكز الإيواء وعلى الجرحى والمرضى وذويهم في مستشفى "شهداء الأقصى" ومركز الزوايدة الطبي.
وتعتمد التكية في تمويلها على تبرعات "أهل الخير" داخل فلسطين وخارجها، ويقول بهذا الصدد "الله يُيسر هذا الأمر من بعض الإخوة المحبين لحق الشعب في الحياة والبقاء، فيقدموا لنا بعض المال من هنا وهناك، حتى نستطع طهي هذه الوجبات".
لكنّ هذا العمل الخيري لا يخلو من صعوبات كبيرة جراء نفاد البضائع بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل. وأول هذه المشاكل نفاد غاز الطهي، والاعتماد على الحطب الذي بدأ أيضا ينفد وترتفع أسعاره.
ويشرح ريّان "أولا اعتمدنا على الغاز، ثم الحطب الذي بدأ ينفد، اليوم وجدتُ صعوبة حتى أوفر كمية مناسبة منه لطهي طعامي، كما أن أسعاره تضاعفت، كنا نشترى الكيلوغرام منه بنصف شيكل، واليوم إذا وُجد نشتريه بـ3.5 شياكل (حوالي دولار واحد)".
كما ارتفعت أسعار الملح حيث كان ثمن الكيس ذي 25 كيلوغراما 15 شيكلا (4 دولارات) ووصل سعره ألف شيكل (266 دولارا). وتعاني التكية كذلك من شحّ الأرز وارتفاع سعر الكيس الذي يزن 20 كيلوغراما من 120 شيكلا (35 دولارا) إلى نحو 370 شيكلا (حوالي 100 دولار) وأكد ريّان "نعاني من كل شيء، لكننا نحاول الاستمرار".
غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية TESH5499-1702658375المتطوعون بلجؤون لطهو الطعام على الحطب بسبب نفاد الوقود ومنع الاحتلال دخوله القطاع (الجزيرة)

فرق تطوعية

وفي مدينة رفح، أقصى جنوبي قطاع غزة، دفعت المأساة الإنسانية الكبيرة -التي يعيشها مئات الآلاف من النازحين الذين أجبرهم جيش الاحتلال على الرحيل من محافظة خان يونس- العديد من المبادرين إلى تأسيس فرق تطوعية لإغاثتهم.
ويقول وائل أبو محسن، وهو قائد إحدى الفرق التطوعية التي تضم قرابة 20 شابا، إنهم يعملون على توزيع الطعام، وتوفير الملابس والأدوية على ضحايا الحرب.
ويلفت أبو محسن -للجزيرة نت- إلى أن الأوضاع الإنسانية في رفح "بالغة السوء". ويضيف أن عدد السكان الأصلي حوالي 270 ألف نسمة، وأنه يصل اليوم إلى مليون بعد تشريد وتهجير مئات الآلاف من خان يونس.
وتابع "الوضع في رفح كارثي، خيام النازحين تملأ الطرقات والأماكن الخضراء والفارغة والملاعب، لا يوجد متسع لأحد". وكان جيش الاحتلال -الذي بدأ قبل نحو أسبوعين توغلا بريا في محافظة خان يونس- قد أمر السكان بالنزوح إلى منطقة رفح.
وذكر أبو محسن أن العديد من أهل الخير ومحبي الشعب الفلسطيني وخاصة من الخارج يرسلون التبرعات لفريقه وللفرق الأخرى. وتذبح مجموعته يوميا بقرتين إلى ثلاث، ويطبخ الطعام، ويقدمه للنازحين في مراكز الإيواء. كما يعملون على توزيع الملابس، وخاصة للأطفال.
ويوضح "يفتقد غالبية النازحين للملابس اللازمة، حيث خرجوا بملابسهم الشخصية وكان الطقس دافئا واليوم أصبح باردا، لذلك نعمل على كسوتهم".
كما امتد نشاط الفريق إلى توزيع الأدوية على النازحين، خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة، وللأطفال. ويؤكد أبو محسن "التكافل له دور كبير في التخفيف من هول ووطأة الحرب الإسرائيلية والأوضاع الصعبة".
غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية TESH5655-1702658463الفرق المتطوعة تحصل على تبرعات من الخارج لتوفير اللباس والأدوية والطعام للنازحين (الجزيرة)

تكافل وتآزر واضح

ولم تقتصر مظاهر التكافل على التكايا والمبادرات التطوعية، بل تعدتها إلى العديد من الأمور، ومنها تقديم العائلات المساعدة للنازحين بشكل مباشر، كالمال والسكن والمياه والملابس والفراش، وحتى أدوات المطبخ.
يقول الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة -للجزيرة نت- إن "التكافل حاضر في المشهد اليوم بشكل لافت، وهناك تآزر واضح في تقاسم الموارد الشحيحة وخاصة المياه والسلع الغذائية".
ولا يقتصر التكافل، بحسب عفيفة، بين أفراد العائلة الواحدة، بل تعداها إلى تقديم الأُسر في الوسط والجنوب المساعدات لأخرى من الشمال، رغم أنها لا ترتبط بها بسابق معرفة. ورأى أن التكافل سد الفراغ الذي أحدثه غياب المؤسسات الإغاثية الدولية التي قال إنها "لم تقم بدورها".
ويضيف "عندما نزح عشرات الآلاف من الشمال، نزع جنود الاحتلال منهم كل ما يملكون على الحاجز جنوب مدينة غزة، حتى ملابسهم. ووصلوا للجنوب، ولم تستقبلهم منظمات الإغاثة كوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أو الصليب الأحمر، من استقبلهم هم مواطنون لا يعرفونهم، وقدموا لهم المساعدات من باب التكافل الاجتماعي".
كما أشار عفيفة إلى أنه من الظواهر اللافتة: إرسال المغتربين في الخارج، الأموال لذويهم وأصدقائهم بطرق مختلفة وهو ما أنقذ "عائلات من كوارث في ظل عدم وجود مصدر رزق للمشردين".
ورأى أنه لولا الدور الذي لعبه التكافل الاجتماعي "لكانت الكارثة أكبر، ولكانت المجاعة أحد أسباب الموت، وكان من الممكن نشوب الفوضى والقتل والاشتباك والسرقات والجريمة".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية   غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية Emptyالسبت 16 ديسمبر 2023, 6:19 pm

تكافل بمواجهة "تجار الحرب".. الغلاء يعصف بالنازحين في غزة
غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية 2-1701346346



 لم يجد "أبو شاكر" سوى طهي الطعام وتوزيعه بالمجان لمساعدة نازحين من شمال قطاع غزة لجؤوا إلى مستشفى ناصر الحكومي بمدينة خان يونس، ويعيشون ظروفا إنسانية قاسية، نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من الشهر الماضي.
تألم محمد سهود الملقب بـ"أبي شاكر" لحالة النازحين في هذا المستشفى جنوب قطاع غزة، وأطلق مع متطوعين من أصدقائه مبادرة خيرية، تقوم على طبخ الطعام على نار الحطب، في ظل أزمة حادة في غاز الطهي.
يقول أبو شاكر للجزيرة نت عن النازحين إنهم "ضيوف أعزاء، بعدما أجبرهم الاحتلال على هجر منازلهم، وقد خلفوا وراءهم أموالهم وممتلكاتهم، ونزح غالبيتهم بالملابس التي يرتدوها، ويواجهون ظروفا قاسية بسبب شح المواد والسلع وارتفاع جنوني بالأسعار".
وتوفر مبادرة أبو شاكر، الممولة من فاعلي خير، الطعام منذ 11 يوما لنحو 100 أسرة مكونة من 400 إلى 500 فرد، في ساحات ومرافق مستشفى ناصر، إضافة إلى نازحين يقيمون في مدارس محيطة بالمستشفى.
ما حدث مع أبي شاكر اليوم يؤشر على تفاصيل دقيقة من المعاناة التي تعصف بسكان غزة، فقد اضطر إلى تغيير نوعية الطعام الذي كان ينوي إعداده للنازحين، بعدما عجز عن توفير ملح الطعام، ويقول "نواجه مصاعب وتحديات كبيرة في توفير المواد ومتطلبات الطبخ لندرتها وللارتفاع الكبير في أسعار المتوفر منها".
غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية 3-1701346383عدوان الاحتلال الإسرائيلي ترك آثاره الثقيلة على كافة مناحي الحياة في قطاع غزة ومنها المالية والاقتصادية (الجزيرة)

تكافل

وتعصف بالغزيين أزمة حادة ومركبة، ناجمة عن شح السيولة والارتفاع المهول في أسعار ضربت بقوة كل تفاصيل الحياة اليومية، نتيجة الحرب الإسرائيلية التي أوقفت عجلة الاقتصاد وتسببت في "شلل" شبه تام في القطاع الساحلي الصغير، الذي يعاني غالبية سكانه (2.2 مليون نسمة) من معدلات هائلة في الفقر والبطالة.
وفي مقابل حالة من الجشع أصابت من يصفهم الغزيون بـ"تجار الدم والحرب"، مع غياب الرقابة الرسمية على حركة التجارة والأسواق، فإن مبادرات خيرية وطوعية كمبادرة أبي شاكر ورفاقه، تمثل جانبا مشرقا، لكن لا يمكنها إنهاء معاناة الكتلة السكانية الأكبر التي تتكدس حاليا في مدن جنوب القطاع، نتيجة موجات النزوح الاضطراري من الشمال.
وتقدر منظمات دولية أن الحرب تسببت في نزوح 80% من سكان القطاع، يقدر عددهم بنحو مليون و600 ألف نسمة، أكثر من مليون منهم يقيمون في مراكز إيواء تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ومدارس حكومية ومرافق عامة.
في مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوب القطاع، يبادر محمد عدوان لتوزيع ألف لتر من مياه الشرب على جيرانه والمحتاجين في منطقته، ويقول للجزيرة نت إنه يشتري خزانا سعته ألفي لتر من محطة تحلية مياه، يصله بواسطة سيارة نقل، يأخذ منه ألف لتر له ولأشقائه وأسرهم في البناية السكنية، ويوزع نصفه الآخر بالمجان.
وفي ظل أزمة مياه حادة، ارتفعت أسعارها 4 أضعاف عما كانت عليه قبل العدوان الإسرائيلي، ويقول محمد عدوان إن سعر ألف لتر من مياه الشرب كان يتراوح بين 20 إلى 25 شيكل، في حين ارتفع خلال الحرب ليصل إلى 100 شيكل (حوالي 30 دولار).
ويتشارك عدوان مع أشقائه في توفير المياه لأسرهم المكونة من نحو 30 فردا، وكسب الأجر بتوزيع باقي الكمية، قائلا "يجب أن نشعر ببعضنا لتجاوز الأزمة وعدم الانكسار أمام الاحتلال وجشع التجار".
ويعمل عدوان موظفا حكوميا، وكغيره من الموظفين لم يتلق راتبه منذ شهرين، وهو أحد أسباب شح السيولة التي حددها رئيس قسم الاقتصاد في جامعة النجاح الوطنية الدكتور نائل موسى.
غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية 1-1701346299أحد أسباب ارتفاع الأسعار شح السيولة واختفاء أصناف كثيرة من الأسواق في قطاع غزة وصلت لملح الطعام والخميرة (الجزيرة)

أسباب الأزمة

في حديثه للجزيرة نت، أوضح الدكتور موسى أن السيولة جزء مهم في تحديد الأسعار، وما يعمق الأزمة أكثر في غزة عدم توفر السلع، نتيجة الحرب والحصار المطبق، حيث كثير من أصناف السلع والبضائع أقل بكثير من المطلوب، الأمر الذي ينعكس بشكل حاد على حياة المواطنين، خاصة البسطاء منهم، الذين لا يتوفر لديهم نقود، في حين أسعار المتوفر من السلع مرتفعة للغاية.
ويحدد الأكاديمي الاقتصادي أسباب شح السيولة في غزة، بتوقف المصادر المالية جراء الحرب والحصار، إذ انقطع آلاف العمال عن أعمالهم، وتأخرت رواتب الموظفين في القطاعين العام والخاص، وتوقفت التجارة الخارجية وحركة التصدير، وتوقفت البنوك عن العمل، وتراجعت المساعدات الخارجية.
وإضافة إلى هذه الأسباب -يقول موسى- إن هناك سببا آخر مرتبط بالغارات الجوية على المنازل وتدميرها فوق رؤوس ساكنيها، بما تحتويه من أموال ضاعت تحت الأنقاض، وبالتالي فقد السوق السيولة المتوفرة بين أيادي الناس.
ويشير هذا السبب إلى عادة سائدة لدى قطاع واسع من الناس في غزة، ممن يفضلون الاحتفاظ بأموالهم بمنازلهم وبطريقتهم الخاصة، وعدم إيداعها في البنوك.
وقال موسى إن الحرب تركت آثارها المدمرة على مختلف نواحي الحياة، بما فيها القطاع المالي والاقتصادي، وبسببها توقفت التحويلات المالية الخارجية، التي كانت تشكل رافدا مهما للسيولة النقدية، موضحا أن شح السيولة يؤدي إلى انخفاض الأسعار، لكنه في حالة غزة الأمر مختلف، حيث ترافق مع شح في السلع، فأدى إلى الارتفاع المهول في الأسعار، وضغط ذلك أكثر على الحياة اليومية للمواطن.
غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية 4-1701346409أزمة السيولة وارتفاع الأسعار تعصف بمئات آلاف النازحين في جنوب قطاع غزة (الجزيرة)

نصائح استثنائية

في هذا السياق، ينصح الأكاديمي الاقتصادي الغزيين بالصبر وتحديد أولويات الاحتياجات اليومية، مستدركا "لكن هذا لا يعفي تجار الحروب من المسؤولية ووجوب محاكمتهم، غزة في حالة حرب، وإذا لم يكن هناك بعد أخلاقي لدى جميع الأطراف، فإن الضرر الأكبر يلحق بالفقراء، ويزدادون فقرا، وتنضاف إليهم شرائح فقر جديدة".
في المقابل تعمل أم محمد -وهي أرملة تعيل أسرة من 6 أفراد- بمبدأ تحديد الأولويات مجبرة على ذلك، وفق ما تفرضه الأسعار المتغيرة يوميا، مضيفة "أشتري ما يناسبني سعره، وبكمية قليلة على قدر الحاجة اليومية".
وتقاطع أم محمد، التي تتلقى مساعدات تقدمها الشؤون الاجتماعية، الكثير من السلع والمواد الغذائية منذ الأسبوع الثاني للحرب، وضربت مثالا بطبق بيض الدجاج (30 بيضة) الذي ارتفع سعره من 18 شيكلا إلى 40 شيكلا (حوالي 11 دولارا).
وتتغير أسعار كافة السلع والاحتياجات المختلفة في الأسواق والمحال التجارية، بشكل مضطرد، ولم تفلح المساعدات الواردة عبر معبر رفح البري بموجب اتفاق الهدنة المؤقتة في وضع حد لتدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية للغزيين.
وتقول السلطات المحلية في غزة إن هذه المساعدات شحيحة للغاية، ووتيرة تدفقها بطيئة، وحسب مدير "المكتب الإعلامي الحكومي" إسماعيل الثوابتة للجزيرة نت، فإن المواطن في غزة لم يلمس أثرا لهذه المساعدات على حياته.
ومنذ دخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ صباح الجمعة الماضي، يرد عبر معبر رفح نحو 200 شاحنة يوميا، يغلب على حمولتها المواد الغذائية المعلبة، وعبوات مياه للشرب، ومستهلكات طبية، إضافة إلى 4 شاحنات (84 طنا من غاز الطهي)، وكميات من الوقود للأونروا.
ومنذ بداية العدوان، تغلق إسرائيل معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد، وكان يمر عبره قبل اندلاع الحرب حوالي 500 شاحنة باحتياجات مختلفة، إضافة إلى كميات تكفي استهلاك سكان غزة اليومي من الوقود وغاز الطهي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية   غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية Emptyالسبت 16 ديسمبر 2023, 6:22 pm

مواقد حطب ومياه بحر.. أهل غزة يبتكرون بدائل للعيش في وجه العدوان
غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية %D9%A9%D9%A8%D9%A9%D9%A898983-1699452952



تجلس باسمة عدوان أمام موقد حطب، صنعه زوجها عبد ربه يدويا، في منزلهما بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، للتغلب على أزمة نفاد الوقود وغاز الطهي.
موقد مصنوع من نصف برميل (حاوية من الحديد) وغيره من المواقد البدائية، لا تخلو منها اليوم غالبية منازل الغزيين، الذين يعيشون واقعا معيشيا مترديا للشهر الثاني على التوالي، جراء حرب شرسة تشنها إسرائيل على القطاع الصغير منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مترافقة مع حصار مطبق، ومنع كل الإمدادات الإنسانية، بما فيها الوقود.
ويبدأ يوم باسمة مع أول خيوط النهار، بعد صلاة الفجر، يشعل زوجها النار في قطع من حطب أشجار الزيتون والحمضيات، أسفل الموقد، ليكون جاهزا لإعداد وجبة الفطور لنحو 25 فردا في هذا المنزل الذي يستضيف نازحين من شمال القطاع، كما غالبية المنازل في النصف الجنوبي من القطاع.
باسمة وزوجها، مديرا مدرسة، أقعدتهما الحرب عن العمل، وقد تحولت نحو 215 مدرسة لمراكز إيواء للنازحين، تتبع غالبيتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية %D9%A9%D9%A8%D9%A9%D9%A898982-1699452934باسمة تطهو بموقد على الحطب في ظل انقطاع الكهرباء والوقود (الجزيرة)

مواقد بدائية

استخدم عبد ربه برميلا قديما لديه، وأعاد تدويره وتحويله إلى موقد، بعدما نفد غاز الطهي من منزله في الأسبوع الثالث من الحرب، واشترى كمية من الحطب بسعر يفوق سعره الطبيعي، لاستخدامه في إيقاد الموقد، وإعداد الطعام لأسرته الصغيرة، ولأسر أبنائه الأربعة، ولصديقه بأسرته النازحة من مدينة غزة.
وتكتظ غالبية المنازل، ونحو 128 مركز إيواء في المحافظة الوسطى ومدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع، بمئات آلاف النازحين، الذي أخلوا منازلهم قسرا على وقع إنذارات وتهديدات إسرائيلية.
ووجدت باسمة في هذا الموقد البدائي بديلا مناسبا عن "البوتاجاز" الذي يعمل بغاز الطهي، وتنجز عليه كل احتياجات منزلها من طبخ ومشروبات ساخنة، وبديلا كذلك عن "طنجرة كهربائية" كانت تستخدمها لإعداد الخبز، وباتت مهملة مع الانقطاع الدائم للكهرباء منذ أيام الحرب الأولى.
وتعاني هذه الأسرة كما غيرها من شح مياه الشرب، والمياه اللازمة للنظافة والاستخدامات المنزلية الأخرى، مما اضطر عبد ربه إلى المخاطرة لإنزال "خزانات بلاستيكية" كبيرة خاصة بالمياه، ووضعها أرضا، لعدم توفر وقود لازم لتشغيل مولد يستخدمه لضخ المياه وتعبئتها فوق سطح المنزل المكون من 3 طوابق.
لكن شقيقه "أبو أيوب" -المقيم في مخيم الشابورة بالمدينة- لجأ إلى حيلة أخرى لضخ مياه مالحة يجلبها بواسطة سيارة نقل من بئر تجارية، حيث عمد إلى تحويل مولد يعمل بالسولار المفقود في غزة، ليعمل على الغاز المتوفر في آخر أسطوانة يمتلكها في منزله.
غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية %D9%A9%D9%A8%D9%A9%D9%A898981-1699452927أزمة خبز حادة تواجه أكثر من مليوني فلسطيني بقطاع غزة (الجزيرة)

البحر يساند جيرانه

ويقول مساعد رئيس "لجنة الطوارئ" بالقطاع المهندس زهدي الغريز للجزيرة نت "إن أكثر من 90% من المنازل تفتقر إلى أي نوع أو مصدر للمياه، بعدما توقفت البلديات منذ أسابيع عن ضخ المياه من الآبار الجوفية إلى المنازل، لعدم توفر الكهرباء ونفاد الوقود، أو نتيجة الاستهداف المباشر لها بالقصف الجوي والمدفعي".
ولم يجد أبو محمد القرعان من سبيل أمامه سوى التوجه بأسرته إلى شاطئ البحر المقابل لمنزله في مدينة دير البلح، وسط القطاع، للاستحمام، وتنظيف الأواني المنزلية، وغسل الملابس.
آخرون من أمثال أبو محمد كان البحر خيارهم للنظافة الشخصية، ونقل المياه المالحة في أوان وعبوات بلاستيكية للنساء في المنازل، لاستخدامها في الأعمال المنزلية، بعدما جفت المياه في الصنابير والأنابيب بهذه المدينة، وهي إحدى مدن ومخيمات المحافظة الوسطى، التي تعتمد على نحو أساسي من بين مصادر المياه القليلة على خط مياه إسرائيلي، قطعته إسرائيل، كأحد الإجراءات الأخرى التي اتخذتها لإحكام الخناق على القطاع.
ويقول أبو محمد بسخرية لا تخلو من قهر "لو كانوا يستطيعون منع الهواء ومياه البحر عنا لفعلوا (..) نعيش في غزة في سجن كبير، والبحر هو متنفسنا الوحيد، والآن أصبح مصدر المياه الوحيد".

مآس جديدة

وحول موقد صنعه من "حوض" غسالة قديمة، يجلس شريف النيرب إلى جوار والده السبعيني المنحدر من عائلة لاجئة من بلدة "برير" داخل فلسطين المحتلة إبان نكبة 1948، ويقول شريف للجزيرة نت "نعيش مشاهد التغريبة الفلسطينية ومآسي النكبة واقعا يوميا".
وحولت أسرة شريف أداة تعمل على الكهرباء للعمل بواسطة الفحم، من أجل إعداد الخبز، الذي يشهد أزمة حادة لندرة الدقيق، وتعرض مخابز كثيرة على امتداد القطاع للقصف الجوي.
شريف صحفي في العقد الرابع من عمره، يعلم تفاصيل كثيرة لم يعايشها بنفسه، ولكنه سمعها من والده وجيل النكبة الأول، ويعتقد أن "ما تسببت به الحرب الحالية على غزة لا تقل عن المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، وأجبرت آباءنا وأجدانا على الهجرة القسرية".
ويقول "نعيش نكبة جديدة، وقد أعادتنا إسرائيل عقودا للوراء، حيث لا كهرباء، ولا مياه، ونستخدم بقايا أوراق وأخشاب لنعد الطعام لأطفالنا".
وخلفت أزمة انقطاع الكهرباء مشهدا بات مألوفا بالشوارع وأزقة المخيمات، لأناس يتجمهرون حول "وصلة كهربائية" تستمد الطاقة من خلايا شمسية لمنزل أو جمعية أهلية، من أجل تمكين الناس من إعادة شحن هواتفهم النقالة، وبطاريات صغيرة توفر إنارة بسيطة للمنازل ليلا.
ويتابع شريف ووالده تطورات الأخبار عبر مذياع قديم يعمل بواسطة بطاريات صغيرة، ويقول "هذه حرب مختلفة عن حروب كثيرة سابقة، والذي ينجو منها سيكتب له عمر جديد".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
غزة.. التكافل يملأ فراغ غياب الإغاثة الدولية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المنظور الإسلامي للخدمة الاجتماعية في تحقيق التكافل الاجتماعي
»  محكمة العدل الدولية؟ وما الفرق بينها وبين الجنائية الدولية؟
» اسرائيل لا شأن لها بالمواثيق الدولية والقانون الدولي والمؤسسات الدولية
»  عودة "الكلام التفاوضي" ... هروب سياسي لـ" تعبئة فراغ"!
»  المحكمة الجنائية الدولية والعدالة الدولية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث اجتماعيه-
انتقل الى: