ماذا حدث في مدني؟ وكيف سيطر الدعم السريع على ثاني مدن السودان؟
ماذا حدث في مدينة ود مدني السودانية؟ وهل هناك خيانة؟ وأين الجيش السوداني ولماذا سمح لقوات الدعم السريع بدخول المدينة؟ هذه الأسئلة وغيرها ما فتئ يطرحها السودانيون على منصات التواصل الاجتماعي منذ يوم الاثنين الماضي، فلماذا كل هذه الضجة؟
مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة التي تتميز بموقعها الإستراتيجي، وهي تعد أكبر مصدر غذائي واقتصادي في البلاد، وتتميز بتوسطها للعديد من الولايات، وتبعد عن العاصمة السودانية الخرطوم حوالي 200 كيلومتر.
ومنذ يوم السبت الماضي بدأت قوات الدعم السريع بمهاجمة مدينة ود مدني، التي توجد فيها الفرقة الأولى مشاة في الجيش السوداني والتي كانت بقيادة اللواء أحمد الطيب، وبعد يومين تقريبا من المعارك تفاجأ أهالي المدينة بانسحاب الفرقة الأولى مشاة من مقرها، ودخول قوات الدعم السريع إلى المدينة.
وأعلنت قوات حميدتي سيطرتها على الفرقة، ونشرت مقاطع فيديو لتجول مقاتليها داخلها، وقالت عبر حسابها على منصة إكس "قوات الدعم السريع تحرر اللواء الأول مشاة مدني ورئاسة الاحتياطي المركزي، وتسيطر على مدخل كوبري (جسر) حنتوب من الشرق"
ومن ثم أعلن الجيش السوداني عن انسحاب قوات رئاسة الفرقة الأولى من مدينة مدني، وقال "يجري التحقيق في الأسباب والملابسات التي أدت لانسحاب القوات من مواقعها شأن بقية المناطق العسكرية، وسيتم رفع نتائج التحقيق فور الانتهاء منها لجهات الاختصاص، ومن ثم نشر الحقائق للرأي العام".
ومع إعلان الدعم السريع سيطرته على المدينة، وبيان الجيش بانسحاب قواته، بدت حالة من الصدمة والاستنكار في الشارع السوداني انعكست على منصات التواصل، وتساءل الناس كيف تم الأمر؟ ولماذا يسمح بدخول قوات الدعم السريع للمدينة؟ مع العلم أن جميع تحركات هذه القوات معلومة للجيش، فلماذا لم يتم استهدافهم بالطيران الحربي؟
وتساءل مدونون عن سبب انسحاب قائد الفرقة وضباطه دون مقاومة، وهل تم انسحابهم بتعليمات من القيادة العسكرية أم أن قائد الفرقة خالف التعليمات وانسحب؟ واتهم بعض المتابعين قائد الفرقة وضباطه بالخيانة العظمى، وطالبوا بمحاكمة علنية للواء ومعرفة أسباب انسحابه بدون مقاومة.
وبدأ الناشطون بنشر فيديوهات تظهر دخول قوات الدعم السريع إلى المدينة وتخريبهم للممتلكات، واتهمهم البعض بالقيام بعمليات اغتصاب بحق نساء في المدينة.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو لنزوح أهالي المدينة هربا من الانتهاكات التي تمارسها قوات الدعم السريع بحق أهالي المدينة بحسب قولهم.
وتفاعل رواد شبكات التواصل في العالم العربي، مع الأحداث التي تجري في السودان، وعبر وسم "#أنقذوا_السودان" قال مغردون إن أهل السودان يعانون من ظروف مأساوية، العالم أجمع يركز على أحداث غزة، ولكن هناك إخوة لنا في السودان يحتاجون إلى دعائنا وتضامننا، نتمنى من العرب والعالم النظر لما يحدث في السودان والاهتمام بالأوضاع الإنسانية والسياسية. الأوضاع في السودان ليست حربا داخلية، بل الوضع أكبر من ذلك حسب قولهم.
وبعد الجدل الذي أثير حول انسحاب الجيش بدون أي مقاومة، تداول مغردون مقطعا صوتيا للفريق أول ياسر العطا، يعلق فيه على ما حصل في مدني وقال العطا "الجيش لن يخون ولن يبيع، ومعركة مدني ليست آخر المطاف، والحرب سينتصر فيها الجيش عاجلا غير آجل".
وأكد أن القوات المسلحة لا تعرف الخيانة، وأن المعركة الحقيقية التي يواجهها السودان هي معركة مع العالم والعملاء والمتآمرين الذين يريدون تغيير هوية السودان وشعبه، مضيفا أن الجيش السوداني ظل يقاتل منذ الخمسينيات، ولم يعرف طريق الخيانة أو العمالة.