منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  وائل الدحدوح غزة وأيقوناتها: حين يختار الحدث شهداءه وشهوده

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  وائل الدحدوح   غزة وأيقوناتها: حين يختار الحدث شهداءه وشهوده Empty
مُساهمةموضوع: وائل الدحدوح غزة وأيقوناتها: حين يختار الحدث شهداءه وشهوده     وائل الدحدوح   غزة وأيقوناتها: حين يختار الحدث شهداءه وشهوده Emptyالثلاثاء 16 يناير 2024, 10:39 am

  وائل الدحدوح   غزة وأيقوناتها: حين يختار الحدث شهداءه وشهوده 30566







غزة وأيقوناتها: حين يختار الحدث شهداءه وشهوده



في الأوقات غير الطبيعية، كالثورات والحروب والأزمات الإنسانية، تحصُل التغيّرات الاجتماعية والإنسانية والسيكولوجية في الجماعات. يرافق هذه التغيرات شخصيات أيقونية تغدو اختزالاً لما تتعرّض له تلك الجماعة. هكذا، جاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ليكشفَ عن آلام كثيرة، وأيقونات عديدة، بعضها تمثّل في أطفال، مثل يوسف، الذي وصفته والدته بـ"أبيضاني وشعره كيرلي"، وخالد نبهان الذي احتضن حفيدته الشهيدة قائلاً إنّها "روح الروح"، إضافة إلى وائل الدحدوح، وشخصيات أخرى اختارها الناس لتكون تجسيداً للروح الفلسطينية في غزة وآلامها.
حوّل العدوان الإسرائيلي وائل الدحدوح من شخصية طبيعية، بوصفه مراسلاً صحافياً، إلى أخرى أيقونية، وذلك عن طريق استهداف عائلته بالتزامن مع حضوره على الشاشة منذ بداية العدوان على قطاع غزة.


غزة ووائل الدحدوح
قتلت قوات الاحتلال، في الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول 2023، زوجة وائل الدحدوح وابنه وابنته وحفيده، وأفراداً آخرين من عائلته، وذلك في استهداف منزل نزحوا إليه جنوب وادي غزة. تابع الجمهور تداعيات هذا الحدث مباشرةً على الشاشة. شاهدوا رد الفعل الطبيعي لزوج فقد زوجته وأب فقد أبناءه؛ فصار الدحدوح صورة عن الأب المكلوم والزوج المتألم.
تبع ذلك اغتيال صديقه وزميله الشهيد سامر أبو دقة في الخامس عشر من ديسمبر/كانون الأول من نفس العام، وإصابة الدحدوح بجراح في استهداف تعرض له كلاهما أثناء مهمة صحافية في جنوب القطاع. شاهده الناس وهو ينادي في غرفة المستشفى على صديقه، مطالباً الجميع بالذهاب لمساعدته. كان صوت الدحدوح وقلقه وتعابير وجهه في مواجهة مباشرة مع الكاميرا، لتوثق هذه الأخيرة المهشد في الوعي الجمعي بصورة الصديق الذي، رغم جراحه، يبحث ويسأل وينادي صديقه الجريح، المتروك ليواجه الموت.
لم تتوقف جراح الدحدوح كأيقونة عند ذلك؛ إذ استشهد نجله حمزة في السابع من يناير/كانون الثاني الحالي، في استهداف لسيارة كان يتنقل بها مع صديقه مصطفى ثريا، ما أسفر عن استشهادهما مباشرة. شاهد الناس المراسل الصحافي مرة أخرى ممسكاً بيد ابنه في كفنهِ، باكياً. حتى أنه تخيّل في لحظة أن يد ابنه تتحرك وتمسك به حين قال "بيعص ع إيدي" (أي يشدّ عليها). تألم الناس معه، والتفوا حوله، وكأن حمزة هو ابن لكل فرد منّا.
تماهى الدحدوح في الوعي الجمعي وفي الصورة العامة مع الجرح، وصار أيقونة، يذهب الأطفال ليأخذوا معه صورة، وتقبّل جبينه الأمهات. يبعث له الجميع برسائل الدعم والمحبة. كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وصفوه بـ"أبونا"؛ فصار نموذجاً حياً باستطاعته التأثير في الجمهور.




تحدّث غوستاف لوبون عن الجمهور النفسي في كتابه "سيكولوجيا الجماهير"؛ مشيراً إلى أنه في أوقات الأزمات أو الحروب أو الصدمات العامة، يظهر جمهورٌ يمكن تسميته بـ"الجمهور النفسي"، الذي يخضع لوحدة عقلية تشترك في عديد من السمات؛ إذ تذوب الشخصية الواعية للأفراد في حين يتشكل الجمهور النفسي، الذي من خلاله يمكن أن يكون هناك آلاف الناس أو الملايين الذين يكتسبون صفة الجمهور النفسي، في حين أنهم لا يعيشون في منطقة جغرافية واحدة، وقد لا يتكلمون لغة واحدة، لكن الأحداث هي من تختار جمهورها.
تحوّل وائل الدحدوح إلى شخصية أيقونية لها تأثير خاص في الجمهور الفلسطيني والعربي والعالمي، ليشكّل رد فعل مشتركا ذابت فيه الشخصية الفردية، وأمسى رد فعل يعبّر من الروح الجماعية العامة والشاملة.


الجد وحفيدته
في الحالة الغزية، ظهرت أيضاً أيقونات أخرى مثل صاحب عبارة "روح الروح"، الجد خالد نبهان الذي يرتدي العمامة والجلابية، ويتحدث عن علاقته بحفيدته ريم نبهان ذات الثلاثة أعوام، التي استشهدت في قصف وحشي استهدف بيت عائلتها في قطاع غزة.
ظهر الجد الهادئ في فيديو بعد استشهاد حفيدته وأخيها طارق، معانقاً الطفلة، يحاول أن يفتح عينيها، ويقول: "روح الروح هادي... روح الروح". قالها بصوت الجد المحِب المصدوم غير المصدّق.
تفاعل الناس مع صورة الجد وصورة الأب التي ظهر بها. تفاعلوا مع ثباته وهدوئه ورقته. استخدم الناس مفردته على نطاق واسع، وتُرجمت إلى العديد من اللغات. تأثر بها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أن وائل الدحدوح قالها مودعاً نجله حمزة: "ليس بضعة مني، حمزة كان كلي وروح الروح".


بقيت صورة الجد، أبو ضياء، راسخةً في الوعي الإنساني. الرجل يرتدي عمامة وجلابية، وله لحية طويلة. تُناقض هذه الصورة، تلك النمطية التي تحاول أن تُشير إلى أنّ من يرتدون هذا النوع من الملابس ولهم هذه الملامح، هم إرهابيون. صورة خالد نبهان كانت على العكس من ذلك؛ رجل مُسنّ يحتضن حفيدته، متفوهاً بكلمات رقيقة ومُحبّة، ليغدو الرجل مثالاً للجد الفلسطيني الغزي.


البحث عن يوسف
في أحد مستشفيات قطاع غزة، نشاهد أمّاً تبحث عن ابنها ذي الأعوام السبعة، تصفه للطبيب: "اسمه يوسف، شعره كيرلي، أبيضاني وحلو"، لتعثر عليه شهيداً. كانت الكاميرا تسجّل رحلة بحث الأم عن ابنها. نجد أنفسنا في مواجهة أم تبحث عن فاجعة منتظرة، وأب خائف وصامد وصبور، وأخ غاضب وخائف من خبر لا يود سماعه. كلها لحظات وثقتها الكاميرا. شارك الفيديو آلاف الناس، وصار يوسف أيقونة للطفل الشهيد.
رغم قوّة هذه الصور، إلا أنّ هناك خطراً يلامس هذه الأيقونات، فاستهدافها واغتيال أحبتها بإمكانه إضعاف الجمهور سيكولوجياً. وهذا ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلية حين تستهدف هذه الشخصيات بشكل مباشر وممنهج؛ إذ يستهدف الاحتلال وعياً كاملاً، مُتعرّضاً لآلاف الناس الذين يرى فيهم انعكاساً لجماعة كبيرة من البشر.






وعليه، فإن هذه الأيقونات تحمل عبئاً جماعياً، يتمثّل في حماية الجمهور من الانهيار مع انهيارها، ومحاولة الإبقاء على صورة الاستمرار والبقاء والصمود.
بعد ساعات من استشهاد عائلة وائل الدحدوح، نراه على الشاشة مباشرةً يواصل تغطيته للعدوان على قطاع غزة. هذا عبء كبير يقع على كاهل الرجل. يضع الجمهور هذه الشخصيات أمام مسؤولية كبيرة، تتمثّل في الحفاظ على ثبات الجمهور سيكولوجياً بسبب التأثير العالي لهذه الشخصيات عليه. وهذا ما حصل مع الجد خالد نبهان؛ فهذه الشخصية الهادئة التي خرجت من ألمها لتظهر بين الناس وهي تواسي هذا وتعانق ذاك، كانت تشعر بمسؤولية تجاه الجمهور الذي ارتبط بها سيكولوجياً.




وهنا، في النهاية، نرى هذه العلاقة المتبادلة بين الجمهور والأيقونات، وكيف تؤثر الأيقونة في سيكولوجية الجمهور، وبالمقابل كيف تؤثر سيكولوجية الجمهور في الأيقونة. في هذه العلاقة التبادلية المباشرة، يكمن الاستهداف وتكمن المسؤولية ويكمن الحوار أيضاً. وتجدنا نتساءل: هل هذه الأيقونات التي ظهرت بصورة جديدة غير نمطية، سيكون لها دور جديد في صناعة وعي آخر لدى جمهورها بالصورة البصرية التي ظهرت بها وبالحالة المغايرة التي استقبلها بها الجمهور؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
وائل الدحدوح غزة وأيقوناتها: حين يختار الحدث شهداءه وشهوده
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لمآذا يختار الابناء غير الآباء لل النقاش ؟؟
» "المناضل الغريب".. وثائقي يؤرخ للراحل وائل أبو هلال
»  قراءة في الحدث.. ماذا بعد؟
» أسلحة صنعت الحدث 
» يوم الحدث العظيم يوم القيامه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: شخصيات من فلسطين-
انتقل الى: