مجدلاني يقود نصف "النضال الشعبي" ويطعن "حماس" في الظهر
الأمين العام لجبهة النضال الشعبي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والوزير في الحكومة الفلسطينية،
أحمد مجدلاني، وصف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأنها "منظمة إرهابية".
مجدلاني قال في تصريحات لقناة "العربية /الحدث" تعليقا على مستقبل حماس في قطاع غزة: "حماس منظمة إرهابية
بشكلها الحالي وبرنامجها الحالي وخطابها السياسي الحالي"، وأشار إلى أنها "قد تكون جزءاً من الحل في حال تخلت عن
المقاومة المسلحة".
وهذا ربما يكون أول تصريح على لسان مجدلاني يسيء فيه للحركة بشكل مباشر، والذي يبدو أنه قاله ليتوافق مع الخط
الإعلامي لقناة العربية التي أخذت موقفا أكثر من سلبي من المقاومة ومن حركة حماس بشكل خاص، حتى إنها باتت تصنف
ضمن التيار المعادي للمقاومة بشكل صريح لا لبس فيه. ومجدلاني حاول أن يسير ضمن تيارها.
بالطبع تصريحات مجدلاني واجهت انتقادات ومعارضة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن قبل الفصائل
الفلسطينية حيث اتهم بـ"خدمة أجندة الاحتلال وأمريكا".
وبأنه أصبح بوقا لترديد الرؤية الأمريكية والإسرائيلية لغزة بعد انتهاء الحرب.
كما انتقد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي دعواته إلى نزع سلاح المقاومة وتبني مقاربة "المقاومة السلمية".
وحتى نعرف مجدلاني أكثر ينبغي أن نلقي بعض الضوء على الفصيل الذي يتولى رئاسته وهو تنظيم اشتراكي يساري قومي
في بنائه الفكري في مرحله الأولى، وكان أول أمين عام للجبهة المناضل العريق بهجت أبو غربية وكان مندوبها في اللجنة
التنفيذية لمنظمة التحرير حتى عام 1972. تسلم الأمانة العامة من بعده الدكتور سمير غوشة الذي أصبح بدوره ممثلها في
اللجنة التنفيذية للمنظمة منذ عام 1991، وبعد وفاته عام 2009 انتخبت اللجنة المركزية للجبهة الدكتور أحمد مجدلاني أمينا
عاما لها وممثلا لها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وشهدت الجبهة في عام 1992 عدة خلافات بين قياديها أدت إلى انشقاق وانقسام الجبهة إلى تنظيمين بنفس الاسم، واحد
بقيادة سمير غوشة، وواحد امينه العام خالد عبد المجيد المقيم في دمشق.
وأطلقت مجموعة خالد عبد المجيد جناحا مسلحا، هو كتائب الجهاد الشعبي الفلسطيني في قطاع غزة في عام 2008.
وأعلنت المجموعة نفسها كجزء من تحالف مع ألوية الناصر وحركة الأحرار الفلسطينية.
وشاركت جبهة عبد المجيد في الحرب الأهلية السورية إلى جانب الحكومة، وقاتلت ضد المعارضة السورية في حصار
الغوطة الشرقية، ومعركة مخيم اليرموك (2015)، وهجوم جنوب دمشق (2018)، ومعارك أخرى.
أما جناح الجبهة الذي تزعمه غوشة ومن بعده مجدلاني فقد قبل باتفاقيات أوسلو، وانخرط في السلطة الفلسطينية، وتبنى
خط محمود عباس وموقفه من المقاومة المسلحة للاحتلال.
في تصريحات سابقة مثيرة للجدل، نقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن أحمد مجدلاني قوله إن السلطة الفلسطينية مستعدة
لاستعادة السيطرة الكاملة على قطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب بين الاحتلال وحماس، كما أنها مستعدة لإجراء أول انتخابات
وطنية لها منذ عام 2006 كجزء من اتفاق سلام طويل الأمد أوسع نطاقاً.
إذ قال مجدلاني: "ستقبل السلطة الفلسطينية اقتراح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إعادة توحيد قطاع غزة والضفة
الغربية تحت سيطرة السلطة، إذا دعم المجتمع الدولي إعادة إعمار غزة ودفع إسرائيل إلى الموافقة على حل الدولتين".
كما أضاف: "نحن مستعدون لأجندة سياسية إصلاحية من خلال انتخابات عامة حرة وديمقراطية".
وأضاف "أن السلطة الفلسطينية لن تذهب إلى طاولة المفاوضات إذا لم تسمح لها إسرائيل بتقرير مستقبل قطاع غزة".
وقال: "لن نعود على ظهر دبابة إسرائيلية، وسيتم ذلك عبر حل سياسي".
القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية قال أيضاً إن السلطة الفلسطينية يمكن أن تبدأ حكم غزة بمجرد انتهاء الصراع الحالي،
ويمكن أن تجري انتخابات بعد "فترة انتقالية" من عام إلى عامين.
والغريب في الأمر أن جبهة النضال الشعبي جناح مجدلاني لم تضع تصريحاته مع قناة العربية على صفحتها الرسمية على
الإنترنت، ولم يصدر عنها أي بيان يوضح تصريحات أمينها العام التي جاءت خارج السياق الوطني الفلسطيني ومناقضة
للسرد الوطني الفلسطيني حول الصراع بشكل عام والعدوان الوحشي على قطاع غزة.