صحيفة إسرائيلية: المملكة الأردنية لم تعد أختنا الصغيرة وتوقف لقاءات بين مسؤولين
أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إلى تدهور العلاقات بين إسرائيل والأردن، معتبرة أن المملكة الأردنية "لم تعد أختنا الصغيرة"، بحسب تعبير الصحيفة.
وكشفت الصحيفة العبرية عن توقف لقاءات مشتركة اعتادت مجموعة من كبار المسؤولين السابقين في الأجهزة الأمنية بالبلدين على عقدها عدة مرات كل عام، في فندق بمدينة نتانيا الإسرائيلية والبحر الميت من جهة الأردن، ولكن هذه اللقاءات توقّفت في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبدأت هذه اللقاءات، بحسب الصحيفة، منذ نحو عشر سنوات، إذ تُقدم نتائجها للسلطات في عمّان وتل أبيب و"تعتمد عليها الدولتان" في الأزمات الطارئة أيضاً.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد 7 أكتوبر "تدهورت العلاقات بين البلدين على نحو سريع، ما يُعتبر السقوط الأصعب والأكثر إيلاماً لإسرائيل مع دولة من العالم العربي"، مشيرة إلى أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يحافظ على صمته إزاء تصريحات ومقترحات وزراء اليمين السيئة.
وتنتاب الشكوك، بحسب أحرونوت، "ملك الأردن (عبد الله الثاني) بأن نتنياهو ينوي منح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الوصاية على المسجد الأقصى، بحيث تضيف السعودية الحرم الثالث إلى قائمة الأماكن المقدّسة الموجودة تحت سيادتها بعد مكة والمدينة المنورة".
واعتبرت الصحيفة أن "إسرائيل جنّبت الأردن عناء طرد سفير إسرائيل في عمان، روجيل راحمن، عندما بادرت لإعادته بحجة أن بقاء موظفي السفارة الإسرائيلية في المملكة خطير. وفي الوقت نفسه، وليس للمرة الأولى، استدعى الأردن سفيره في تل أبيب، غسان المجالي".
ومن بين المؤشرات التي عددتها الصحيفة عن تدهور العلاقات بين البلدين، عدم دعوة الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إلى حفل زفاف ولي العهد الأردني حسين بن عبد الله الثاني.
كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات الملكة رانيا العبد الله التي وجّهت فيها انتقادات لاذعة لإسرائيل خلال مقابلة أجرتها معها شبكة "سي أن أن"، معبّرة عن تضامنها مع أهالي غزة، ومتجاهلة أحداث السابع من أكتوبر.
وتتابع الصحيفة أنه "بعد الملكة وصل دور الملك، إذ حرص عبد الله الثاني على تعزيز العلاقات المتينة أصلاً مع ديوان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما توجه إلى مصر لإجراء مشاورات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأرسل ثلاث طائرات مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة بموافقة خاصة من إسرائيل، شاركت ابنته سلمى في إحداها".
وقالت الصحيفة إنه "لا يوجد انسجام بين الملك عبد الله ونتنياهو منذ سنوات طويلة"، و"إسرائيل توقّفت عن اعتبار الأردن أختها الصغيرة مثل ما كان عليه الحال في حقبة رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين".
وبالرغم من ذلك تشير الصحيفة إلى أن "الأردن يواصل حماية الحدود الأطول لإسرائيل بين البلدين فيما تواصل إسرائيل توفير مياه الشرب والزراعة لسكان الأردن".
ولفتت يديعوت إلى "النبرة اللاذعة والثاقبة والسامة" التي "تأتي من قبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي"، مشيرة إلى أن "وزير الخارجية الصفدي حاول تسخين الأجواء في محكمة العدل الدولية في لاهاي، حيث أوصى بإضافة الأردن إلى الشهود ضد إسرائيل. والآن يوضح وزير الخارجية الصفدي أنه لا يوجد ما يمكن الحديث عنه بشأن نقل سكان غزة إلى الأردن أو مصر، مشدداً على أن غزة موطنهم، وستبقى كذلك".
وحذّر الصفدي إسرائيل من عدم جرّ المنطقة إلى حرب، داعياً المجتمع الدولي إلى التجنّد ضد العدوان الإسرائيلي، وعلى خلفية التظاهرات الغاضبة في عمان ومدن أخرى، ذكرت الصحيفة العبرية أن "الإسرائيليين مطالبون بالابتعاد عن المملكة، لأنه لا يوجد من يضمن سلامتهم".