البطوش تكتب: فيروسات التربيةهناك أساليب وطرق تربية غير صحيحة يتبعها بعض الأهل دون معرفة ووعي كاف بنتائجها السلبية على الأولاد سواء من الناحية النفسية أو الصحية أو الاجتماعية وبالإمكان تسميتها "فيروسات التربية"، لأنها مشكلة يمارسها الكثير من الأهل قد تؤدي إلى تشكيل شخصية مضطربة لدى الفرد في المستقبل، وعندما يتعرض الشخص لتجارب تربوية سلبية ومضطربة في سن مبكرة، فإنه يمكن أن يؤثر ذلك على تطور شخصيته ونموه النفسي والعاطفي والاجتماعي والديني أيضًا.
وفيروسات التربية أو "التربية غير الصحيحة" هي عملية تربوية يتم فيها تحديد وتنفيذ أساليب وممارسات تعليمية غير ملائمة أو غير صحيحة لنمو وتطور الطفل أو الشخص في مراحل حياته.
ونلاحظ أن التأثيرات النفسية للتربية غير الصحيحة ليست نهائية ،بل قابلة للتغيير، ويمكن للأشخاص الحصول على المساعدة والدعم من خلال العلاج والتدخل النفسي عن طريق تعديل السلوك لتجاوز آثار التربية السلبية وبناء حياة صحية ومستقرة في المستقبل والتربية غير الصحيحة.
وهناك بعض الآثار النفسية المحتملة للتربية غير الصحيحة قد تتسبب في تشكيل أنماط سلوكية غير صحية ومشاعر سلبية تستمر في المستقبل، وقد يظهر الفرد سلوكيات مشوهة مثل العدوانية، الانطوائية، الانفصالية، الانعزالية، كما يصبح الفرد غير قادر على التعامل بشكل صحيح مع العواطف والعلاقات ويجد صعوبة في بناء علاقات وثيقة وثقة بالآخرين.
علاوة على ذلك، قد يعاني الأشخاص الذين تعرضوا للتربية غير الصحيحة من انخفاض في مستوى الثقة بالنفس ونقص الصورة الذاتية الإيجابية، كما يشعرون بعدم القدرة على تحقيق النجاح والتفوق في حياتهم، وصعوبة في تحقيق النجاح والتفوق في مختلف جوانب الحياة، وقد يعانون من القلق والاكتئاب وظهور سلوكيات عدوانية ومشاعر غضب مفرطة وقد يكون لديهم صعوبة في التحكم في مشاعرهم والتعبير عنها بطرق صحية.
وتزيد التربية غير الصحيحة من مخاطر تطوير القلق والاكتئاب لدى الأفراد، حيث أثبتت الدراسات أن هؤلاء الأشخاص قد يكونوا عرضة للشعور بالضغط النفسي والعاطفي بسبب الظروف السلبية التي تعرضوا لها في الطفولة، وقد يصبحوا عرضة للمشاكل العاطفية والعقلية والتمرد وهي إحدى المشاكل التي يعاني منها الطفل، خاصة الذي ينشأ في بيئة صارمة قاسية تجبره على الانضباط بشكل مبالغ فيه.
ويعاني الأشخاص الذين تعرضوا للتربية غير الصحيحة من صعوبات في البناء والحفاظ على العلاقات الاجتماعية الصحية، لذلك يكون لديهم صعوبة في التواصل والتفاعل الاجتماعي وقد يظهرون سلوكيات غير ملائمة في العلاقات الشخصية، كما أن ضعف أداء الطفل في المدرسة وقلة تحصيله العلمي مقارنةً بزملائه وهذا يعد أحد المؤشرات على إهمال الوالدين واتباع طرق غير صحيحة بالتربية.
أساليب التربية غير الصحيحة (فيروسات التربية):
1- الإهمال:
عدم توفير الاحتياجات الأساسية للطفل مثل الطعام والمأوى والملابس، وعدم توفير الاهتمام العاطفي والرعاية المطلوبة ،وبترك الطفل دون تحفيزه أو توجيهه إلى سلوك معيَّن وعدم محاسبته على تصرُّف سيِّئ قام به أو سلوك غير مرغوب فيه؛ إذ يفعل الطفل ما يحلو له وقد يصاحب ذلك سخرية الأهل تجاه أي عمل يقوم به الطفل أو أي حديث يحاول التكلم به معهم، وغالبا المسبب لهذا الأسلوب هو انشغال الوالدين الدائم عن أطفالهم، ولكنَّ الطفل لا يمكنه تفهُّم هذا الانشغال؛ بل إنَّه يفسر ذلك بأنَّ والديه ينبذانه ولا يهتمان لأمره، مما ينتج عن هذا الأسلوب ظهور اضطرابات سلوكية لدى الطفل مثل تعنيف الآخرين أو الاعتداء عليهم أو ممارسته للسرقة أو عدم اكتراثه إلى القواعد والتعليمات وخاصة في المدرسة وعناده الشديد؛ وذلك قد يكون بسبب محاولة الطفل للفت الانتباه إليه.
2- العقاب الجسدي:
استخدام العنف الجسدي لتأديب الأطفال، مما يؤدي إلى إلحاق الأذى الجسدي والعاطفي بهم وهو من أسوأ أساليب التربية، ومع ذلك يُعَدُّ من أكثرها انتشاراً؛ إذ يضرب الأهل الطفل عندما يخالف أيا من تعليماتهم أو يهددونه بالضرب ويرافقه الصراخ والسب كي لا يتجرأ على مخالفتهم .
تنعكس المشاعر السلبية لدى الطفل على نفسه وعلى الآخرين وتجعله يشعر بالعداوة تجاه المحيطين به، فتكثر مشكلاته ومشاجراته ورغبته في الانتقام بالإضافة إلى كثرة حركته ونقص تركيزه، أو قد يصبح طفلا شديد الانطواء والانعزال عن الآخرين؛ وذلك بسبب قلة ثقته بنفسه وخوفه الشديد، ولاحقا قد يصبح شخصا شديدا ويتَّصف بالقسوة والصرامة بسبب تقمُّصه لشخصية إحدى والديه.
3- التفرقة في المعاملة:
إن ممارسة التفرقة بين الأخوة ويعني عدم المساواة بين الأبناء جميعا والتفضيل بينهم بسبب الجنس أو ترتيب المولود أو السن أو غيرها؛ حيث نجد بعض الأسر تفضل الأبناء الذكور على الإناث، أو تفضيل الأصغر على الأكبر وغيرها من التفرقات ،ما يؤثر على نفسيات الأبناء الآخرين وعلى شخصياتهم؛ فيشعرون بالحقد والحسد تجاه هذا المفضل وينتج عنه شخصية أنانية تأخذ دون أن تعطي، وتحب أن تستحوذ على كل شيء لنفسها وعلى حساب الآخرين.
4- الاهتمام بالمظاهر وإهمال الجوانب الأخرى الأساسية:
كثير من الأهل يعتقد أن التربية تقتصر على توفير الطعام ، والشراب ، والكسوة ، والدراسة المتفوقة، وتوفير الألعاب والظهور أمام الناس بالمظهر الجميل فحسب مع إهمال تنشئة الأبناء على الأخلاق الحميدة، والمبادئ والقيم الاجتماعية والإنسانية وخاصة الدينية .
5- إنقاذ الطفل من الفشل:
من الطبيعي تعرض الطفل للعديد من المواقف التي قد يواجه الصعوبة في تخطيها، أو حتى يفشل بتخطيها في حياته، وفي هذه المواقف يصعب على الوالدين رؤية طفلهم يتعرض للفشل، أو يشعر بخيبة الأمل، فيساعدونه مباشرة، فمثلا مواجهه الطفل صعوبةً في أداء الوظائف المدرسية، سيحل بعض الأهالي الوظائف بدلا عنه، و إذا سقط الطفل أرضًا وأسرع والداه لمساعدته على النهوض، أو بالغا بالخوف عليه، فكل هذه التصرفات ستنعكس عليه سلبًا، كعدم تقبل طفلهم للإخفاق ، فهو يعلم أن والديه دائمًا يقفان معه، ويحلان مشكلاته بسرعة، لذا علينا هنا تعليم الطفل المهم المحاولة والسعي دومًا، لذا علينا منح الطفل الفرصة ليتعلم من أخطاءه بالمرات القادمة.
6- التذبذب في المعاملة:
أي عدم استقرار الأب او الأم من حيث استخدام أساليب التعزيز والعقاب فيعاقب الطفل على سلوك معين مرة ويثاب على نفس السلوك مرة أخرى
حيث تقوم بعض الأهالي بازدواجية المعاملة مع الطفل، فتقوم الأم أحيانا بتوبيخ الطفل على موقف ما وتقوم بمكافأته على نفس الموقف في مرة أخرى، وهذا يجعل الطفل مُشتتًا لا يستطيع التفريق بين الصواب والخطأ، ويؤدي بعد ذلك إلى انطواء شخصيته والبعد عن الآخرين وعدم الثقة بالنفس وضعف بالشخصية لديه لأنه ببساطه لا يستطيع التفريق بين الصواب والخطأ .
7- أسلوب الدلال الزائد:
إن هذا الأسلوب من أكثر الأساليب المنتشرة ينتج عنه طفلا اعتماديًا متواكلا ولا يمتلك حسن التصرف. مثلا قد يقومان بإعادة ترتيب الغرفة بعد قيام الطفل باللعب حتى لا يشعر بالإجهاد، كما لا يعطيان الطفل الحرية في اختيار ملابسه، طعامه، وقت اللعب الذي يريده، وكل ذلك بسبب خوفهما الزائد. مما ينتج عن صعف ثقته بنفسه فينشأ في بيئة توفر له كل سبل الراحة حتى يصبح بلا إرادة وبلا رأي ولا يتحمل مسؤولية نفسه ويعتمد على غيره في جميع الأمور. كما يكبر الطفل وهو لا يستطيع اتخاذ القرارات المصيرية في حياته ولا يستطيع تحمل نتائجها. ولذلك فإن أسلوب الحماية الزائدة من الأساليب غير الصحيحة في تربية الأبناء، لذلك علينا مراقبة الأولاد من بعيد موجهًا له دون تدخل مباشر، اجعله معتمدًا على نفسه ،ويدافع عن نفسه ويتناول الطعام ويرتدي ملابسه بنفسه.
8- إثارة الألم النفسي:
ويتمثل هذا الأسلوب في كل فعل يعتمد على إثارة الألم النفسي للطفل وقد يكون عن طريق إشعاره بالغضب منه كلما فعل سلوك غير مرغوب فيه، كما يكون ذلك عن طريق تحقير الطفل والتقليل من شأنه، والاستهزاء به وفي بعض الأحيان يلجأ الوالدان إلى البحث عن أخطاء الطفل ويبدون ملاحظات هدامة مما يفقد الطفل ثقته بذاته، وغالبا ما يترتب على هذه المعاملة شخصية انسحابية منطوية غير واثقة بنفسها، ولديها توجه عدواني نحو ذاتها.
9- المقارنة :
من الأخطاء التي يمارسها بعض الأهالي بالتربية أنَّ مقارنة طفلهم بالآخرين تحفزه على بذل مزيدٍ من الجهد لتحقيق ما يطلبونه، لكن هذا الأسلوب لا يحفز الطفل وإنَّما يُسيء إلى شخصيته، لذلك علينا مراعاة الفروقات الفردية بين الأطفال، فلكل طفل شخصية وصفات وخصائص تميزه عن غيره من الأطفال.
مما يؤدي هذا الأسلوب إلى زعزعة ثقة الطفل بنفسه وشعوره بالدونيَّة دائماً، وهذا الشعور سوف يبقى ملازما له دائما وسيصبح سعيه فقط إلى أن يشبه غيره دون اكتشاف النقاط التي يتميز بها عن الآخرين ويمكنه تحقيق النجاح بها.
10- التسلط أو السيطرة:
إقامة سيطرة مفرطة على حياة الطفل، حيث يفتقد الطفل القدرة على اتخاذ القرارات ، حيث تحكم الأهل في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته ومنعه من القيام بسلوك معين مع العلم بصحة هذا السلوك مثلًا لا تلعب ، لا تتكلم ، لا تأكل ،أو العكس ،وإجباره بالقيام بمهام تفوق قدراته وإمكانياته ويرافق ذلك استخدام العنف أو الضرب أو الحرمان أحيانا.
كأن تعترض الأم على ارتداء ملابس معينة أو طعام معين أو أصدقاء معينين، لاعتقاد الوالدين أن ذلك في مصلحة الطفل، بالرغم أنه لا يوجد أي ضرر بذلك.
وهذا الأسلوب بالتربية قد ينشأ لديه ميل شديد للخضوع واتباع الآخرين لا يستطيع أن يبتكر أو أن يفكر...
وعدم القدرة على إبداء الرأي والحوار،وتصبح شخصيته قلقة خائفة من السلطة تتصف بالخجل والحساسية المفرطة ،حيث يفقد الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير وعدم الإنجاز ..
وقد ينتج طفل عدواني يخرب ويكسر أشياء الآخرين لأن من صغره لم يشبع حاجته للحرية والاستمتاع بها.
نصائح للتربية الصحيحة:
واحدة من أكبر الخطوات التي يمكن اتخاذها هي اعتراف الشخص أنه يمارس بعض الأساليب التربوية غير الصحيحة ويمكن دائمًا تعلم طرق جديدة للتغلب على أوجه القصور هذه ومن هذه النصائح :
1. علينا التذكر باستمرار أن الأطفال أمانة شرعية ،سنسأل عنها يوم القيامة ، فعلينا وضع ميزان للتعامل مع الأطفال، ميزان الخطأ والصواب ،ميزان الحلال والحرام ،وتجنب كل ما هو مخالف للشرع والعادات والتقاليد الصحيحة والصبر بتربية الأطفال مع الأخذ بعين الاعتبار بأن التربية الصحيحة مع إخلاص النية لله تعالى لها ثواب عظيم عند الله عز وجل ،لذلك على الأهل تعلم وتعليم الأولاد الفرض العيني من علم الدين ،وتعزيز الوازع الديني سواء للأهل أو الأولاد بأتباع تعاليم ديننا الحنيف وغرس القيم والأخلاق الحميدة من الصدق والأمانة والتواضع والاحترام والالتزام بالصلاة وكل السلوكيات الإيجابية المحببة وتجنب الكذب والسرقة والضرب والشتم والتكبر وغيرها من السلوكيات السلبية.
2. تجنب الضرب على الوجه لحرمتهُ الشرعية ،حيث تقول الدراسات أن الضرب على الوجه يؤدي إلى قتل ما بين ثلاثمئة إلى أربعمئة خلية عصبيّة في الدماغ، حيث إنّ الضرب المتكرّر على الرأس والوجه يمكن أن يسبّب أمراضاً عصبيّة مثل: مرض الزهايمر الذي قيل بأنه يفقد المخ وظائفه، وفي بعض الأحيان يسبب العمى و الضرب المباشر على الوجه قد يسبب فقدان السمع، والالتواء الحنكي، والشلل و الموت السريع أحيانًا ، ويؤدّي إلى النسيان والرهبة، والضرب على الظهر قد يعاني من التبوّل اللاإرادي .
أما من الناحية النفسية للضرب المُبرح قد يولد عند الأطفال سلوكيات سيئة كالكذب ، ويصبح الطفل عنيدا جدا ، ويولد الكراهية والمشاعر السلبية كالخوف والقلق والتوتر وفقدان الثقة بين الطفل و أبويه، مما يؤدي إلى غياب الحب بين أفراد الأسرة، ويلغي لغة الحوار والنقاش ويصبح الضرب الأسلوب المتبع بين أفرادها.
3. وضع حدود واضحة حيث يشعر الطفل بالأمان، لكي لا تخرج الأمور عن نطاق السيطرة.
4. اتباع التربية بالعواقب لا العقاب فقط: أسلوب "العاقبة" فيقال من أنجع طرق التهذيب، وهو أن نجعل لكل تصرف غير صحيح عاقبة تتناسب معه هي بمثابة نتيجة مباشرة ومنطقية له، ومناقشة القواعد والتعليمات مع الطفل قبل وضعها كأن تكون عاقبة إساءة استخدام الألعاب كالتكسير أخذها بعيداً ، مع الإشارة لأسباب هذا التصرف من الأهل وأن تخبره أنها متاحة حين يود استخدامها استخداما جيداً ، بدلا من العقاب الجسدي المُبرح أو اللفظي أو حتى النفسي، فكل هذه الطرق تفاقم الأمور وتنتج شخصية ضعيفة أو متمردة أو منسحبة .
5. الامتناع عن الصراخ الدائم والابتعاد عن المشاجرة أو إظهار الخلافات أمام الأطفال والحرص على حل الخلافات بعيداً عن الأطفال.
6. الامتناع عن معاقبة وتوبيخ الطفل أمام الآخرين، مما يولد الأذى النفسي الذي قد يخلفه وراءه، والتسبب بضعف الشخصية لدى طفله، وعدم الرغبة بالخروج مع الأهل.
7. المراقبة والانتباه إلى كل تصرُّف تجاه الطفل تجنُّباً للآثار السلبية في تحصل شخصيته.
8. أخذ رغبات وخيارات الأطفال بعين الاعتبار وتحفيزهم وتشجيعهم عند قيامهم بالأمور الجيدة، وتقديم الإعجاب لهم عند التفوق الدراسي أو عند قيامهم بسلوك سليم مما يساعدهم على أن يكونوا أفضل، سواء في التعليم أو في سلوكياتهم مع المحيطين بهم.
9. كن قدوة حسنة للطفل ونموذجًا للصفات والسمات التي ترغب برؤيتها في أطفالك كالاحترام ، الود ، الصدق ، اللطف ، التسامح، عدم الأنانية، الصدق،وعامل أطفالك بالطريقة التي تريد أن يعاملك بها الآخرون،فأنت كمربي مسؤول عن تصحيح وتوجيه أطفالك.
لكن طريقتك في التعبير عن هذه التوجيهات والإرشادات الصحيحة تحدث فرقًا كبيرًا في كيفية تلقي الطفل لها.
10. معرفة الأهل بطبيعة طفلهما جيداً، فلا يمكن تطبيق أسلوب موحَّد في التربية على كل الأطفال؛ لأنَّ لكل منهم خصائص تميزِّه، وعلينا الابتعاد عن المقارنات؛ ومساعدة الطفل على أن يستطيع تطوير نفسه في المجالات التي يكون ضعيفاً فيها.
11. الاستماع إلى الطفل ومشاكله والحوار مع الطفل حيث الإنصات لمشاكله وتعليمه مهارات حل المشاكل، والتعاون معه عن طريق طرح الأسئلة لإيجاد حلول لمشكلاته ،والاستماع بتركيز للطفل وعدم قطع اتصال العين معه، ومحاولة طرح الأسئلة المختلفة عليه من أجل الاستفادة لسماع أفكاره بعقلية مفتوحة وعدم تطنيش وأهمال كلام الطفل.
12. تعليم الطفل الفرق بين الصواب والخطأ حيث يرسخ لديه الثقة بنفسه وبقدرته على تجاوز الأزمات على المدى البعيد
13. وضع القواعد المناسبة بالبيت يساعد الأطفال على فهم ما سيترتب على سلوكياتهم ،وينمي لديهم المزيد من التحكم بالنفس،مثل عدم مشاهدة التلفاز حتى الانتهاء من المطلوب منه، وعدم السماح بالضرب أو السب أو المضايقات المؤذية.
14. من الأمور الجيدة تربية الأطفال على ثقافة الاعتذار عند القيام بالتصرفات غير الصحيحة تجاه الآخرين، ويكون هذا عن طريق اعتذار الأم والأب للطفل عند التعرض إلى بعض المواقف التي تتطلب ذلك، وهذا يجعل الطفل يقلدهم مما يحثه على الاعتذار للآخرين عند الخطأ.
وتجنب اللوم والعتب الكثير بكل الأوقات للأولاد لأنه يستسهل ذلك ويسقط وقع الكلام في قلبه.
15. مشاركة الأولاد بالعمل التطوعي ومساعدة الآخرين مما له تأثير بتقوية الشخصية والثقة بالنفس لديهم، وحثهم على حفظ القرآن والأحاديث الشرعية،وممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة .
16. تجنب استخدام الإنترنت حيث يؤثّر استخدام الإنترنت على نفسيّة الأطفال بشكل كبير حيث إنّه يُسبِّب الشعور بالضيق والقلق والإرباك، لأنّه خلال تصفُّح الإنترنت قد يتعرّض الأطفال لمشاهد العنف الصريح غير المناسبة لأعمارهم؛ فقد أظهرت الأبحاث أنّ المشاهد العَنيفة سواء أكانت جنسية أم غير ذلك تؤثّر بشكل كبير على الأطفال وتجعلهم أكثر عنفاً، وقد يميلون إلى تقليد السلوكيّات العدائيّة ،ويؤدّي استخدام الإنترنت بكثرة وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي إلى تضييع الوقت، والذي كان لا بدّ من قضائه في تعلم الصلاة والأمور الدينية والتعليمية وممارسة الرياضة ونشاطات أخرى مفيدة للجسم.
17. التعبير عن الحب والقبول والاهتمام بالطفل لتصبح ثقته بنفسه عالية، وتخصيص وقت خاص لمشاركته بنشاطاته الترفيهية والتعليمية وإعطاء طفلك جرعات يومية من الاهتمام الإيجابي.
وأخيرًا علينا التنويه إلى أن السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل ذات أهمية خاصة؛ فهي اللبنات الأساسية لنمو الطفل وتعلُّمه وتطوره في المستقبل، حيث قيل أن الدماغ يتطور بمعدل سريع خلال السنوات الأولى وتنمو أكثر من مليون شبكة عصبية كل ثانية، وفي سن الخامسة يتطوّر حوالي ٨٥٪ من أفكار ومهارات وشخصية الطفل، وتزداد حساسية الطفل بالمؤثرات الخارجية مع نموه، حيث تشير الأبحاث إلى أن التجارب المبكرة بما فيها التفاعلات التحفيزية المتبادلة بين الأهل وأطفالهم لها أثر مباشر على كيفية تطوير الطفل لمهاراته في التعلّم فضلا عن قدراته المعرفية والاجتماعية والعاطفية.
ومن هنا ندرك أهمية تربية الأطفال وأنها ليست بالأمر السهل، فإما أن تكون صحيحة وسليمة وإما أن تكون فاشلة تنتج عنها سلبيات بسبب عدم قدرة الوالدين على تأدية دورهما على أكمل وجه، وندرك خطورة ترك أولادنا للعمالة المنزلية لتقوم نيابة عنا بهذا الدور الخطير المهم ،فهم أمانة ومسؤولية كبيرة علينا مراعاة كل ما هو يناسب ديننا وعاداتنا وتقاليدينا السليمة.