رغم أن شهر رمضان يأتي في ظل أجواء مناخية معتدلة هذا العام وليس في فصل الصيف، تُعد المشروبات الرمضانية وتحديداً الباردة أساسية على مائدة الإفطار. وتتنوع المشروبات الرمضانية باختلاف العادات والثقافات، من الجلاب إلى التمر الهندي، والكركديه، وأخرى تزين المائدة خلال شهر الصوم. وهذه هي أشهر المشروبات التي يتناولها ملايين المسلمين حول العالم.الجلاب
يعد شراب الجلاب أحد أشهر المشروبات الرمضانية، وهو شائع جداً في لبنان وسورية والأردن، والعديد من الدول العربية. وهو يحضر باستخدام دبس الزبيب، أو دبس التمر، ويتم إضافة عصير الليمون والسكر وماء الورد. وعند الانتهاء من تحضيره يوضع البخور عليه لساعات حتى يصبح متجانساً تماماً. يمد الجلاب الجسم بالطاقة، ويعد مصدراً أساسياً للألياف نتيجة وجود التمر والزبيب. وتشير أخصائية التغذية آية وهبة إلى أن كوباً واحداً من الجلاب يحتوي على ما يقارب من 200 سعرة حرارية، وقد يزداد العدد إلى 300 سعرة حرارية بعد إضافة المكسرات، كما يحتوي كوب الجلاب على نحو 34 غراماً من الكاربوهيدرات، وهي كمية تكفل بزيادة الوزن بشكل لافت، لذا من المهم تخفيف الشراب بالماء، وتناول كميات قليلة منه خلال الشهر.
قمر الدين
قمر الدين من أبرز المشروبات الرمضانية التي لا يمكن الاستغناء عنها في شهر رمضان. وهو عبارة عن عجينة مجففة من المشمش يجري تناولها مع الماء على شكل عصير، وتعد مناسبة جداً لصحة الإنسان وتحديداً الصائم، ويعزز تناوله صحة الجهاز الهضمي باعتبار أنه مشروب يساعد في مواجهة عوارض الإمساك، وأيضاً في مد الجسم بالطاقة اللازمة. وبحسب الروايات القديمة، يعود تاريخ مشروب قمر الدين إلى مدينة سورية عُرفت باسم "امر الدين" كان سكانها يتناولون شراب المشمش. من هنا، انتشر المشروب من سورية، وانتقل إلى الدول المجاورة. وتؤكد آية أن "قمر الدين من المشروبات ذات السعرات الحرارية العالية. وقد يحتوي على نحو 300 سعرة حرارية، ورغم أهميته الصحية ووجود العناصر الغذائية الأساسية والمعادن والفيتامينات، من الضروري تناوله بشكل معتدل وبكميات قليلة نسبياً".
الخروب
شراب الخروب من المشروبات الأساسية على المائدة الرمضانية، ويتناوله بشكل لافت سكان سورية ولبنان ومصر. يُصنع من عشبة الخروب التي يُضاف إليها الماء والسكر في مرحلة الغليان. وبحسب وهبة يساعد شراب الخروب في تنقية الجسم من السموم، وهو من المشروبات منخفضة السعرات الحرارية، إذ لا يحتوي الكوب الواحد منها على أكثر من 200 سعرة حرارية، بحسب كمية السكر المضاف، أو استخدام محليّات طبيعية مثل العسل. ويدعم شراب الخروب الجهاز الهضمي باعتبار أنه مصدر مهم وغني بالألياف، ويمكن تناوله كبديل طبيعي لمعالجة الانتفاخ وأوجاع البطن والإمساك.
الخشاف
يعتبر الخشاف من المشروبات الرائجة على المائدة الرمضانية في مصر، تحديداً. وكان المصريون القدامى من أوائل من بدأوا في تصنيع الخشاف الذي يتكون من البلح والتمر والتين والسكر مع إمكان إضافة المشمش الجاف والمكسرات. بحسب الروايات المصرية القديمة، فإن الخشاف من أبرز المشروبات التي تساعد في مكافحة العطش لأنه يحتوي على مواد طبيعية مجففة، وهو غني بالألياف ويساعد في الإحساس بالشبع فترة طويلة. وتقول وهبة: "يُعدّ الخشاف من المشروبات التقليدية المصرية. ويساهم بسبب احتوائه على التين والمشمش والبلح أو التمر ضمن المكونات في تعزيز المناعة. وهو مشروب غني بالطاقة، لذا يحتوي على نسب عالية من السكر والدهون الطبيعية، وبالتالي قد يحتوي كوب من الخشاف مع المكسرات في أقل تقدير على بين 300 و400 سعرة حرارية".
التمر هندي
يُعرف التمر الهندي بأنه من المشروبات التي يفضلها الكثير من الصائمين بسبب فائدته. يُصنع من شجرة تنمو في المناطق الاستوائية، وظهرت للمرة الأولى في أفريقيا ثم انتشرت وبدأت في النمو بمناطق مختلفة من قارة آسيا. ووفق وهبة يعتقد أشخاص بأن شراب الخروب هو التمر الهندي نفسه لكن هذه المعلومات غير صحيحة، ورغم أن المشروبين ينتميان إلى نفس الجنس من النبات لكنهما يختلفان في الشكل والطعم. تقول وهبة: "تناول كوب من التمر الهندي يحتوي على ما يقارب 200 سعرة حرارية، ويعتبر رغم ذلك من المشروبات الأساسية على المائدة الرمضانية بسبب فوائده الصحية، إذ يحتوي على مواد مضادة للأكسدة والأحماض".
تقلل المشروبات الرمضانية الإجهاد والتعب لدى الصائمين (فاسيليس بولاريكاس/ Getty)السوبيا
من أكثر المشروبات التي يتم تناولها بعد وجبة الإفطار، وتعد وجبة متكاملة كوجبة سحور، نظراً لاحتوائها على العديد من العناصر الغذائية الأساسية. يُعّد مشروب السوبيا شهيراً جداً في مصر، بالإضافة إلى دولة الخليج. يتم تحضيره من الحليب، وجوز الهند، إضافة إلى الشوفان، أو الشعير، ويتم إضافة الزبيب، بالإضافة الى السكر، بعض النكهات، على غرار عصير الفراولة، أو عصير المانغو، وغيرها. تقول وهبة: "يُعرف هذا النوع من المشروبات بأنه وجبة غذائية متكاملة، وقد تكون وجبة عالية السعرات الحرارية أو وجبة منخفضة، بحسب ما يتم تصنيعه". فعلى سبيل المثال، تشير وهبة، إلى أنه يمكن استبدال الحليب الطازج، بحليب جوز الهند، وإضافة محليات طبيعية بدلاً من السكر. ويحتوي كل كوب من السوبيا التي يتم تقديمها باردة على ما يقارب من 250 إلى 300 سعرة حرارية.
الفيمتو
يتناول الكثير من سكان الخليج العربي، شراب الفيمتو، وهو مصنّع من التوت أو من نكهات اصطناعية أخرى، ويجري تقديمه على المائدة الرمضانية. يحتوي بحسب وهبة على كثير من المواد المصنعة والسكريات، وبالتالي لا فائدة صحية كبيرة له باستثناء إرواء عطش الصيام. ويحتوي كل كوب من الفيمتو على نحو 170 سعرة حرارية، وهو غني جداً بالسكريات وبالتالي المواد الدهنية والكربوهيدرات.
عرق السوس
تستخدم فئة كبيرة من سكان الدول العربية مشروب عرق السوس، ويُصنع من نبات السوس، ويتميز بمذاقه الحلو نسبياً مقارنة بباقي المشروبات. تضاف إليه بعض المنكهات والسكر ومواد اصطناعية عدة ما يجعله من المشروبات الثقيلة نسبياً على المعدة. وتقول وهبة: "إذا تناول شخص مشروب عرق السوس بمكوناته الطبيعية يساعده في تهدئة أوجاع المعدة والجهاز الهضمي، كما يدعم الجهاز العصبي، ويساعد في تقليل الإجهاد والتعب لدى الصائم".
الكركديه
يعتبر الكركديه من النباتات العشبية التي يجري تناولها إما في مشروبات ساخنة أو باردة. وخلال شهر رمضان يمكن
تناول الكركديه بارداً مع إضافة المحليات. ويحتوي كل كوب منه على نحو 200 سعرة حرارية. وتشير وهبة إلى أن هذا المشروب مهم جداً لصحة الصائم، إذ يساعد في تحسين صحة القلب، ويزيل علامات الإجهاد والتعب، كما يساعد في تقوية الدم وخفض مستويات الضغط لذا يتناوله كثيرون من سكان دول العربية، مثل مصر والعراق وسورية وغيرها.
السكنجبيل
يتناول العراقيون مشروب السكنجبيل في شكل لافت. وهو يُصنع من النعنع والعسل والخل وبعض النكهات الطبيعية، ويُضاف إلى المشروبات الغازية. ويعد من المشروبات الباردة الأساسية التي يتناولها سكان العراق ودول أخرى في فصل الصيف. يساعد في تهدئة الأعصاب وتقوية جهاز المناعة بسبب وجود الخل والعسل، كما يُعّد من المشروبات التي تطرد السموم من الجسم.
ترى وهبة أن "كل العصائر الرمضانية مهمة جداً لصحة الصائم رغم أنها تحتوي على نسب عالية من السكريات، لذا من الضروري أن يعرف الصائم كيفية تناولها، ويتناول كميات معتدلة منها. ويبقى اللبن والحليب البارد والعصائر الطبيعية مهمة جداً للصائم إذ تمدّ جسمه بالطاقة والنشاط من دون أن تتسبب في زيادة في الوزن.