منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 “طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود Empty
مُساهمةموضوع: “طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود   “طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود Emptyالخميس 02 مايو 2024, 3:55 pm

“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود %D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D9%8A-%D8%A8%D9%88%D8%AA%D8%B1-1714474869



مع أن صدور قانون إلغاء العبودية في أمريكا قد مر عليه أكثر من قرن ونصف، فإن أشكالا من العنصرية لا تزال منتشرة ضد السود حتى اليوم، ولا يزال الرجل الأبيض يملك المال والسلطة لتغيير الحقائق وإلحاق الظلم والضرر بهم، وليس أدل من ذلك مما حدث لإحدى العائلات العريقة في طريق الدولار الفضي، فما الذي يميز هذه الأحداث حتى تحوّل لفيلم وثائقي؟



نستعرض هذه القضية في الفيلم الوثائقي “طريق الدولار الفضي” (Silver Dollar Road)، الذي أخرجه “راؤول بيك”، ويعد من الأعمال الوثائقية المهمة التي صدرت سنة 2023، وقد شارك في عدد من المهرجانات السينمائية المهمة.

حلف السلطة والمال.. هكذا يتلاعب الأمريكيون البيض بالعدالة

لم تتوقف الأفلام الوثائقية عن سرد مظالم ومآسي الأمريكيين الأفارقة خلال السنوات الماضية، فقد أُنتجت مئات من الأعمال ركّزت بشكل أساسي على ما تعرض له هؤلاء، في ظل انعدام العدل والمساواة والتعدي والعنصرية وغياب الحقوق المدنية.
لهذا شكّلت مواضيعهم منطلقات جيدة لتحقيقها سينمائيا، وعولجت من عدة زوايا ومنطلقات ورؤى، لكنها استظلت كلها تحت شجرة الحقوق المدنية، انطلاقا مما يملكه الرجل الأبيض من سلطة ومال وسهام تُطلق دائما صوب صدور السود.
وبتلك السلطة والمال يُتلاعب بقرارات العدالة والمؤسسات والأمن وغيرها من المراكز الحساسة، وكل هذا خدمة للمآرب الشخصية على حساب عدالة أصحاب البشرة السوداء، الذين ينظر لهم دائما على أنهم متهمون ومجرمون، حتى لو كانوا ضحايا.
“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود %D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D9%8A-%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%AA%D8%B1-1714394052صورة معبرة عن غوص جذور البيت في أعماق الأرض
هذا ما حدث لإحدى العائلات العريقة من السود، وكانت تقطن في بوفورت بكارولينا الشمالية، وتعرف تلك المنطقة تاريخيا بطريق “الدولار الفضي”، وتملك العائلة أرضا كبيرة مطلة على إحدى البحيرات المهمة التي ترتبط بالمحيط الأطلسي، وقد توارثوها أبا عن جد منذ أكثر من قرن ونصف القرن.
ولأن موقعها إستراتيجي ومهم، فقد جذبت شركات عدة، لهذا تلاعبوا بوثائق ملكيتها ورموا أصحابها من الورثة في غياهب السجون، لدفعهم على التنازل وترك أرض أجدادهم، بعد أن تواطأت العدالة مع أصحاب المال من البيض.

“أفضل سبيل لحماية أنفسنا هو امتلاك أرض والعمل فيها بأيدينا”

عاشت عائلة “ريلز” السوداء منذ أكثر من قرن ونصف من الزمن في منطقة الدولار الفضي، وكان جدهم “إليغا ريلز” (1866-1962) قد نال تلك الأرض، بعد صدور قانون إلغاء العبودية شهر يناير/ كانون الثاني سنة 1865.
وقبل وقت قصير من هذا التاريخ -حسب ما أورده الفيلم- التقى الجنرال في جيش الاتحاد “ويليام تيكوميسيه شيرمان” مع مجموعة من القساوسة السود في كارولينا الجنوبية وسألهم عن احتياجاتهم، فرد عليه القس “قاريسون فريغر” المتحدث باسم المجموعة بقوله: “أفضل سبيل لحماية أنفسنا هو امتلاك أرض والعمل فيها بأيدينا”، وهذا ما حدث بعد صدور قانون إلغاء العبودية.
“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود %D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D9%8A-%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-1714394041جمال أرض عائلة السود وسحرها كان مطمعا للعديد من الشركات
وقد توارثوا تلك الأراضي جيلا بعد جيلا، لكن جشع البيض لم يتركهم في حالهم، لهذا بدؤوا ممارسة العنف الجماعي بحقهم، قتلا وصلبا وحرقا وإتلافا للممتلكات، من أجل تهجيرهم ودفعهم للتخلي على أراضيهم والهجرة الى الشمال.

اشترك في

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية وتابع أحدث أفلامنا الوثائقية

اشترك الآن

“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود Right-mark-icon.3a446adc
عند قيامكم بالتسجيل، فهذا يعني موافقتكم على سياساتنا للخصوصية
محمي بخدمة reCAPTCHA
وهذا ما دفع 90% منهم للتخلي على أراضيهم من أجل السلامة والنجاة، في حين بقي 10% فقط ممن تمسكوا بأراضيهم ولم يهجروها، ومنهم عائلة “ريلز” التي تحدّت ما حدث لها خلال عقود من الزمن، ليعيد التاريخ نفسه في شكل جديد، وتدخل تلك العائلة في مواجهة مع شركات البيض التي استولت على جزء كبير ومهم من أرضهم.

حبس الورثة أو التنازل عن الأرض.. أمران أحلاهما مرّ

كانت عائلة “ريلز” تعيش حياتها بشكل عادي، فكان الأطفال يمرحون في المروج الخضراء بين الأشجار المعمرة، وكان الرجال منشغلين بأعمالهم في صيد الجمبري في البحيرة التي تطل عليها أرضهم، والنساء منشغلات بالبيت والحفلات والتنقلات.
لكن طارئا ما ظهر، فأفسد عليهم فرحتهم، بعد استدعاء الوريثين الرئيسيين، وهما “لايكورتيس” و”ميلفن”، فقد ظهر وريث ثالث جديد، قيل لهم إنه كان يملك حصة من الأرض، وهي الحصة المطلة على البحر، وقد باعها لشركة عقارات، ثم إن الشركات رفعت دعوة قضائية لهدم منزلين وإخلاء الأرض.
“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود %D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D9%8A-%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-1714394027السجن لـ”لايكورتيس” و”ميلفن”إداريا لـ8 سنوات لأنهما لم يوقعا تنازلا عن ملكيتهم
ووفقا لهذه الدعوة، خيّرتهما العدالة بين إمضاء التنازل وهدم البيتين أو الدخول في السجن، لكنهما فضّلا دخول السجن، وبقيا فيه سنين عددا، مع أن الإجراء لم يكن يستدعي كل ذلك، حتى إن المحامي الذي كان يمثلهما انسحب من القضية بعد تعرضه لضغوط.
لكن العائلة عينت محاميا جديدا، قال لهم إنه كان بوسع الشركة المالكة هدم البيتين ورفع دعوة تعويض مدنية، ولكنها اختارت سجن الوريثين، وهو إجراء كان بوسع القاضي اختياره، لكنه أمر بسجن المتهمين إداريا.
وقد طالت مدة السجن إلى أكثر من 7 سنوات، وقالت الحفيدة في تصريحها في الفيلم: “كنا نواجه السلطة والمال”، وكل هذا حدث بسبب تقديم سند ملكية غير قانوني بِيع لشركة، وعليه فقد أصدرت المحكمة قرارا بإخلاء الملكية.
في المقابل، قدم الوريثان عددا من الوثائق التاريخية التي تثبت ملكيتهما للأرض وبطلان العقد أو السند الذي تملكه الشركة، لكن لم يستجب لهما، بل كانت تمارس ضدهما إكراهات متنوعة، منها إغراق قارب صيدهم، والتلاعب بزيارة الأقارب في السجن، إلى أن استطاع محام جديد أن يقيم لهما محاكمة يوم 28 فبراير/ شباط 2019، بعد مرور 7 سنوات و11 شهرا و10 أيام في السجن، فأُفرج عنهما، لكن بقيت قضية الملكية معلقة.

أرشيف العائلة.. ذكريات الماضي والتواؤم مع الأرض

تجلت مصداقية فيلم “طريق الدولار الفضي” في اعتماده الكبير على الوثائق التاريخية، وقد أثبت بها المخرج صحة السند القانوني لملكية العائلة لأراضيها، إضافة إلى الوثائق السمعية البصرية التي كانت عبارة عن أشرطة فيديوهات كاميرات وهواتف تملكها العائلة.
وقد استُعملت في الفيلم لإعطائه التوثيق الضروري من جهة، ولشحنه بالعواطف الضرورية التي تعكسها صور الماضي، عندما كانت العائلة تجتمع وتشع بالفرح، وتبزر تمسكهم الكبير بأرضهم التي أصبحت هوية لديهم، لا سيما وفيها مقابر العائلة التي يزيد عمرها على قرنين كاملين، وهي معطيات ضرورة أدت إلى تمسك تلك العائلة بالمكان الذي حفظ ماء وجهها طوال عقود من الزمن، عاشوا فيه بعيدا عن إكراهات التمييز العنصري.
“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود %D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D9%84%D8%A9-1714394014رغم المصائب والصعوبات لا تزال عائلة الأمريكان السود متمسكة بأرضها وتاريخها العريق
كما استعان المخرج بشهود الحاضر، وهم أفراد العائلة، ممن كانوا على صلة مباشرة بملف القضية، وكذلك بعض المحامين والمدافعين عن حقوق السود، وهي منطلقات أعطت الفيلم دفعا جيدا للتوجه نحو الحقيقة والاعتماد عليها، من أجل تقديمها للمتلقي، حتى يُصدر الحكم الذي يراه مناسبا من وجه نظره ورأيه.
ثم إن المخرج خلق بُعدا جماليا آخر، تمثل في الاعتماد على التصميم الغرافيكي والرسم، فولّد بهما جاذبية كبيرة، تُبرز مدى تعلق القوم بالأرض من جهة، ولرسم لوحات تعبيرية وتجريدية تظهر كيفية ارتباط تاريخ العائلة مع جذوع الشجر وشجرة العائلة. بمعنى أنهم قد أصبحوا جزءا لا يتجزأ من الأرض التي حاول اللصوص أن ينتزعونها منهم بالمكر والخديعة والتدليس.

“راؤول بيك”.. مخرج أسود يعرّي النظام القضائي الأمريكي

استطاع المخرج “راؤول بيك” (70 سنة) تقديم مقاربة مهمة لمفهوم الظلم التاريخي الذي يتعرض له السود في أمريكا، وبالتحديد لعائلة ريلز”، وقد جعل فيلمه منصة تنديد بهذه الأحداث المهينة والقاسية والظالمة بحق عائلةٍ ذنبُها الوحيد أنها سوداء وتملك أرضا جيدة.
لم يكن “راؤول بيك” مخرجا عاديا، فهو مخرج أسود ذو نشاط واسع في حقوق الإنسان، ويشهد له تاريخه الطويل بهذا، وكان قد شغل منصب وزير للثقافة في هايتي مسقط رأسه، وله مرجعية سينمائية مهمة خصص معظمها للدفاع عن حقوق السود المدنية والإشارة لمشاكلهم الجوهرية، ومن بينها أفلام: “أنا لست زنجيك” (I Am Not Your Negro)، و”إبادة جميع المتوحشين” (Exterminate All the Brutes)، و”لومومبا” (Lumumba)، و”أحيانا في أبريل” (Sometimes in April).
“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود %D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D9%8A-%D8%B1%D8%A7%D8%A4%D9%88%D9%84-1714394000المخرج “راؤول بيك” ناشط حقوقي ومدافع شرس عن حقوق السود
وكلها أعمال دافع فيها عن السود وندد فيها بما يحدث لهم، وقد نال عليها عددا من الجوائز والتكريمات، منها جائزة “البافتا” لأفضل فيلم وثائقي، وجائزة “سيزار” لأفضل فيلم وثائقي، إضافة لعدد من الترشيحات الأخرى، منها ترشحه للأوسكار سنة 2017.
هذه الخبرة التي استند عليها “راؤول بيك” انعكست معرفيا وجماليا في الفيلم، فقد صاغ فيه مقاربة مهمة، أظهر بها عددا من الحقائق التي كانت مخبأة حول ما حدث لعائلة “ريلز”، وأبرز دوافع فعل ذلك، وفي نفس السياق عرّى النظام القضائي الأمريكي، وأظهر انحيازه وانتقامه الواضح من أفراد العائلة بمنطلق عرقي من جهة، ومن جهة ثانية تلبيةً لسلطة المال والرجال البيض.
وفي مجمله، يعد هذا الفيلم صرخة قوية في وجه الطغيان الذي يحدث، وإشارة قوية لأمريكا التي تقدم الدروس للعالم في مجال العدل وحقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الرنانة، في حين تدوس أجهزتها القضائية على كل الحقوق المشروعة للسود.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود Empty
مُساهمةموضوع: رد: “طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود   “طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود Emptyالخميس 02 مايو 2024, 3:59 pm

“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود %D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9-1-1714570276



“حرب أهلية”.. رحلة صحفية تكشف أهوال الصراع المسلح في أمريكا
كأنها نهاية العالم في فيلم من تلك الأفلام التي يصعب نسيانها، صور مرعبة للولايات المتحدة الأمريكية وهي في قبضة الفوضى والعدمية والجنون. ففي الفيلم الأمريكي “حرب أهلية” (Civil War) للمخرج البريطاني “أليكس غارلاند” (2024) فظائع كبيرة، لكن بقدر ما هي متخيّلة، فإنها تبدو غير بعيدة عن الواقعية، فالجنون يسود كل شيء، فهؤلاء الذين يشنون الحرب هم كالذين يريدون أن يشهدوا عليها.





إنه فيلم جريء، تخيل فيه المخرج إمكانية حدوث صراع عنيف يكتسح الولايات الأمريكية، واختار أن يكون حربا أهلية، لكن يمكن أن ينطبق على أي حرب، سواء كانت داخلية أم خارجية مع بلد آخر، وهو يجسدها بكلّ فظاعتها حين يجعلها تكتسح أحياء معروفة في واشنطن ومدن أمريكية أخرى، في مشاهد خيالية، لكنها تذكّر بما ينتشر في العالم المعاصر اليوم، بما يظهر يوميا على شاشات التلفزيون.

فريق التصوير.. رحلة إلى العاصمة لتحقيق السبق الصحفي

كأنها مشاهد من العراق أو سوريا من زمن قريب، وأوكرانيا وغزة اليوم، بل أيّ مكان أصابته وحشية الحروب وتحوّل إلى دمار، ويتخيل المخرج -وهو كاتب السيناريو أيضا- حربا، ويصورها بعيون صحفييْن يتابعانها، وهما المصوّرة “لي” (الممثلة كريستين دانست)، والمحرر “جويل” (الممثل فاغنر مورا)، وهما يعملان معا لتغطية حرب أهلية تجتاح ولايات أمريكية متعددة، ويتوقان إلى تحقيق سبق صحفي.
“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود %D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-1714571160مشهد من الفيلم يعيد الذاكرة إلى غزو العراق أو الحرب على غزة
يتجسد هذا في قرارهما التوجه نحو مبنى الكابيتول في ولاية واشنطن، لإجراء مقابلة مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، قبل حدوث اللحظة الحاسمة، وهي ستكون إما بإسقاطه أو ربما نجاحه في السيطرة على الصراع.
هي مخاطرة كبرى سيخوضانها مع “سامي” (الممثل ستيفن ماكنلي هندرسون)، وهو صحفي عريق عجوز يريد مرافقتهما إلى نقطة محددة على الطريق، وترافقهم “جيسي” (الممثلة كايلي سبايني)، وهي مصورة شابة تفرض نفسها عليهم، فهي تحب التصوير وتحلم بمرافقة قدوتها المصورة الحربية الشهيرة “لي”.

جثث محترقة وسيارات محطّمة ومبانٍ مدمرة.. آثار الحرب

تجوب سيارة الفريق طرقا رئيسية في الولايات المتصارعة، وخلال رحلتهم تحصل مواقف تتجلى فيها كلّ الفظاعات، ما يمكن تخيله وما يفوق الخيال، فهناك كل ما ترسمه الحروب من مناظر مروعة، من جثث محترقة، وأشلاء مرمية، وسيارات محطّمة، ومبانٍ مدمرة، وأناس تائهين أو مجمّعين في مخيمات ينتظرون طعاما أو إنقاذا، إنهم جميعا ضحايا الحروب.
“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود %D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%B5-1714571002استهداف الصحفيين، عمل لا أخلاقي في كل حرب
يُظهر الفيلم كلّ الشرور، بما تتركه الحرب من أثر نفسي ومادي على الإنسان ذاته، سواء أكان مقاتلا أم شاهدا عليها، سواء أكان الشر مستوطنا فيه أم طارئا عليه، ويصارع أهوالا وأخطارا تحيله إلى وحش، إما بمشاعره التي تموت أو بأفعاله التي تفرضها عليه غريزة البقاء، فإن لم يقتلْ فسيُقتل.
“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود %D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%84%D8%B5%D9%82-1714570267ملصق فيلم “حرب أهلية”
وأنى للإنسان حين يواجه مصيرا مفزعا أن يتحول، أو يصبح شيئا آخر، متوحشا أو ضعيفا بعد قوة. ففي مشهد لمدينة ما بدا كأنه يوم القيامة، بقي أحدهم وحيدا في مبنى يقابله جنديان مختبئان يطلقان نارا كثيفة، فكان يطلق النار على كل ما يتحرك، حتى على سيارة الصحفيين لشدة رعبه.

نظارة الدم الحمراء.. مشهد يلخص مآسي الحرب المتوحشة

في أحد أقوى مشاهد الفيلم، كان جندي مستعدا لرش ضحاياه المدنيين من غير تردد، ويفعل ذلك بكل هدوء وبرودة وعدم مبالاة، وتتبدى وحشيته في طريقة استجواب ضحاياه وهو يرتدي نظارة شمسية حمراء (لون الدم)، جاعلا بمظهره وأسلوبه كل من يقف أمامه -من الصحفيين الأربعة وزملائهم والمشاهدين كذلك- يرتعد رهبة، وهو يسألهم عن مدى انتمائهم للأمة الأمريكية، ثم يردي على الفور صحفيين ذوي أصول آسيوية.
“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود %D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D8%B1%D8%A9-1714571028جندي أمريكي عنصري أبيض بنظارات حمراء بلون الدم يقتل غير البيض بدم بارد
كانت الطريقة التي صور بها المخرج هذا المشهد ذكية جدا، لأن الكاميرات لم تركز أبدا على وجوه الضحايا، ولم يستخدم اللقطات المقربة، كما يُتّبع عادة في مشاهد مشابهة. لقد فعل ذلك بطريقة غير تقليدية، كي لا يكسر ديناميكية المشهد وأثره على المشاهد، إنه مشهد فيه دلالة على أحد مسببات الحرب.
فالفيلم لا يهتم لذكر مباشر لمسببات الصراع أو عقائد من يحارب أو توجهاتهم، بل يترك للمتفرج تأويله الذاتي، وما يُدركه المتفرج أن هناك اتحادا يسمى “قوى الغرب” بين تكساس وكاليفورنيا، وشكوك أولية حول حرب مستحيلة الحدوث، لكنها تحدث حقا.

حرب أهلية.. خطر صراع الأعراق الذي عاشته الذاكرة

يوحي الفيلم بأن الحرب الأهلية الحديثة إن قامت، فلن تكون لها علاقة مع كل ما حدث من قبل، لأن الانهيارات اليوم هي في كل المجالات، وهناك خطر حقيقي آت من تفكك البلاد وعدم اندماج فئات معينة.
“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود %D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D9%8A-1714571084قناص يستهدف الناس في حرب لا هوادة فيها
وهذا ما يُلاحَظ في عدة لقطات، فأعداد الملونين مثلا طاغية لدى أحد طرفي النزاع، وهم لا يرتدون الزي الرسمي للجيش وكأنهم متمردون من الشعب، وأما الجنود البيض والشقر فهم يسودون الطرف الآخر، وكأنه تلميح إلى انفجار سيحصل، مثل آخر حدث في الماضي ضد السود في أمريكا.
لكن اليوم لم يعد سود البشرة وحدهم، فهناك أعراق كثيرة، وهي تعيش جميعا على الهامش، لا تجد مكانا لنفسها، فهي تعيش ظروفا صعبة وفقرا قد يقودها يوما ما إلى الانفجار.

لحظات الوقود.. فرصة التقاط الأنفاس والتعريف بالأبطال

تتناوب المشاهد بين إيقاع المعارك السريع، وهو شديد الضجة بسبب استخدام الأسلحة الفارغة المعروفة بإحداثها ضجيجا كبيرا مؤثرا، وبين فترات الراحة القليلة للصحفيين قبل الوصول لهدفهم، وفي بعض المشاهد تُستخدم أحيانا موسيقى تترك أثرا مقلقا، كأنها تذكّر بأن لا راحة ولا هدوء في أوقات كتلك، وأن الآتي سيكون أعظم. لكنها فترات تتيح بعض الحوار والتعرف أكثر على شخصية الصحفيين الحربيين وخبرتهم الكبيرة وآرائهم، فيما يرون وما عليهم فعله.
فكل فرصة لأخذ الوقود يستغلها الفيلم، وهم هنا ليسوا لطرح الأسئلة، فتلك يقوم بها آخرون، بل للشهادة على ما يحدث، وأن ما يأخذونه من صور يدعو لأخذ العبر، وكأنهم يحذرون الدول والناس “لا تفعلوا هذا مرة أخرى”، كما تقول المصورة “لي” في الفيلم، ولكن هل من معتبر؟
“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود %D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A-1714571909المصور يلتقط اللحظات الأولى للحرب في الرابع من يوليو يوم استقلال أمريكا
ويمكن تصنيف الفيلم على أنه تكريم لمصوري الحروب وتحية لشجاعتهم، كما يقول المخرج، ويتبدى هذا من إطلاق السيناريو اسم مصورة حربية شهيرة على بطلته الرئيسية، وهي “لي ميلر”.
ومن الغريب ما حصل مع المصورة الشابة “لي” من مشاهد، فقد باتت تشعر بعجز أمام ما تراه من أهوال، فهي تقف مغلولة اليدين، فبعد البكاء والتأثر عند الفظائع الأولى، أصبحت تبدو كأن شيطانا قد ركبها، فلم تعد تثيرها مناظر القتل والأشلاء تلك، والأخطر أنه لم يعد يثيرها موت من كان قربها ومثالها. إنه انجراف الإنسان في ظروف تغتال إنسانيته.

مناطق السلام.. مجتمعات تهرب بنفسها عن فوضى الحرب

لا يُغفل فيلم “حرب أهلية” المناطق التي تبقى بمنأى عن حرب قريبة منها، وهي تعيش حياة “طبيعية” قدر ما تستطيع، إنه الإنسان الذي يريد أن يعيش يومه، محاولا الهرب من محيط مفزع، وكأنه بهروبه يبعد الخطر عنه.
ويقترب الفيلم في بعض الأحيان من الوثائقية حين يبين ببراعة فظاعة الاقتتال والرعب الناجم عنه في مشاهد قوية لا تنسى.
“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود %D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%AA%D9%88%D9%84-1714571020مشهد لتفجير مبنى الكابيتول وسط العاصمة واشنطن
وقد استعان المخرج بمستشار عسكري في مشهد حصار الكابيتول واقتحامه، واستخدم 50 مقاتلا محترفا طلب منهم أن يفعلوا ما كانوا سيفعلون في عملهم السابق في الجيش الأمريكي، وهكذا كان، فقد وضعوا الحوار بأنفسهم وخلقوا الأجواء، فجاءت كالواقع تماما في هذا المشهد، سوى أن المكان في حروبهم السابقة الواقعية كان شيئا آخر، ولم يكن الكابيتول الأمريكي قطعا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
“طريق الدولار الفضي”.. سطو القضاء الأمريكي الأبيض على أرض عائلة من السود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل يستعد مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتجاوز الدولار الأمريكي؟
» الأمريكي الأبيض المتطرف.. من “كي كي كي” إلى “النازيين الجدد”
» هذا ما يحدث لجسمك عند إيقاف تناول السكر الأبيض والخبز الأبيض
» طريق البخور و طريق الحرير
»  الدينار الذهبي والدرهم الفضي والعملة القادمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فيديوات :: وثائقي-
انتقل الى: