منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  من ديغول إلى ماكرون.. فرنسا والملف الفلسطيني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 من ديغول إلى ماكرون.. فرنسا والملف الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: من ديغول إلى ماكرون.. فرنسا والملف الفلسطيني    من ديغول إلى ماكرون.. فرنسا والملف الفلسطيني Emptyالسبت 04 مايو 2024, 7:18 am

يبدو أنّ السياسة الفرنسية تتجه، تدريجيًا وبشكلٍ حذر، نحو استعادة مواقفها المتوازنة حيال الأوضاع في الشرق الأوسط والملفّ الفلسطينيّ. فبعدما دعا السفير الفرنسيّ في الأمم المتحدة، نيكولا دو ريفيير، إلى وقف فوري للحرب على غزّة، واصفًا الوضعَ الإنسانيَّ فيها بالكارثي، بادر هذا الأخير بداية الأسبوع الماضي، إلى تقديم مشروع قرار يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار، والتّحضير لمرحلة ما بعد الحرب.


غير أنّ هناك أصواتًا أخرى، تواصلُ انتقاداتها للسياسة الفرنسيّة منذ هجوم السابع من أكتوبر /تشرين الأوّل الماضي، معيبة عليها ما تسمّيه بسياسة "العصا والجزرة والتناقض الصّارخ في المواقف". ففي الوقت التي ترسل فيه باريس المساعدات الغذائيّة للمنكوبين، تواصل في الآن نفسه تزويد الجيش الإسرائيليّ بالأسلحة.


وتدعو هذه الأصوات إلى تبنِّي مواقف تنسجم مع قيم العدل وحقوق الإنسان التي قامت عليها الجمهورية الفرنسيّة، منبّهة إلى مخاطر الابتعاد عن النهج الدبلوماسيّ المعتاد حيال السلام في المشرق العربي، منذ شارل ديغول، والذي تعزّز أكثر في عهد جاك شيراك.


فكيف تغيّرت العقيدة الدبلوماسية الفرنسية إزاء الأوضاع في الشرق الأوسط، والتي رجحت إلى عهد قريب خيار التوازن، والحكمة وقيم العدل والسلام، لتصطف بشكل واضح إلى جانب الطرف الإسرائيلي؟


فرنسا والسلام في الشرق الأوسط
لنعدْ إلى ستينيات القرن الماضي وحرب الستة أيام التي سجلت منعطفًا بارزًا في الموقف الفرنسي. فأمام تزايد الاعتداءات الإسرائيلية، بادر شارل ديغول في السابع والعشرين من نوفمبر /تشرين الثاني عام 1967، إلى تنظيم لقاء صحفي في باريس انتقدَ فيه إسرائيل بشكل صريح، معتبرًا أن أيّة تسوية للصّراع تمرّ عبر إخلاء الأراضي التي تم الاستيلاء عليها، معلنًا دعمه قرارَ مجلس الأمن رقم 242، الداعي إلى إنهاء الاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية.


لهجة الرئيس الأوّل للجمهورية الخامسة، ذهبت إلى أبعد حدّ حينما صرح قائلًا: "الآن، تنظم إسرائيل عملية الاحتلال على الأراضي التي استولت عليها، وهو ما لا يمكن أن يتم دون قمع، وقهر وطرد. والمقاومة التي برزت تصفها اليوم بالإرهاب". هذا التصريح عرض ديغول إلى انتقادات شديدة بلغت حدّ اتهامه من قبل البعض بمعاداة السامية.


وفي يونيو/ حزيران، من العام نفسه، ستتّجه باريس، الحليف التاريخي لتل أبيب، إلى تبنّي خطوة أكثر صرامة، تمثّلت في فرض حظر على تزويدها بالأسلحة، بعدما ساعدتها فيما مضى على امتلاك السلاح النوويّ.


في بداية الثمانينيات، سيقومُ الرئيس الاشتراكي فرنسوا ميتران بزيارة إلى تل أبيب، هي الأولى من نوعها لرئيس فرنسي، انسجامًا مع تعاطف تاريخي في أوساط الحزب الاشتراكي الفرنسي كان محطّ انتقاد دائم من مفكّرين بارزين، خاصة من احتكّ منهم مع الاستعمار الفرنسي، مثل المناضل التونسي ألبير ميمي، والطبيب الجزائري فرانتس فانون والسياسي المغربي عمر بنجلون. ورغم تأكيد ميتران على متانة "الصداقة الفرنسية الإسرائيلية"، فإن الخط الديغولي ظل ثابتًا لم يتزحزح في نهج السياسة الخارجية الفرنسية.


وبعودة اليمين الفرنسي إلى الحكم، سيقوم الرئيس جاك شيراك آنذاك بزيارة إلى رام الله، في الثالث والعشرين من أكتوبر /تشرين الأول عام 1996، حيث سيلقي خطابًا من أجل السلام يشدّد فيه على أهمية قيام دولة فلسطين. وسيؤكد أمام الزعيم ياسر عرفات وأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني على عراقة العلاقات بين فرنسا وفلسطين.


وعندما انتقل شيراك في زيارة مماثلة إلى القدس، ثار غاضبًا في وجه رجال الأمن الإسرائيلي، عندما منعوا الفلسطينيين من الاقتراب منه، قائلًا: "ماذا تريدون مني؟ أن أعود إلى طائرتي والرجوع إلى فرنسا؟" شيراك سيدعو حينها إلى إنهاء الاحتلال لما يشكّله من خطورة على فرص التعايش والسلام الدائم في الشرق الأوسط.


غير أن اليمين الفرنسي، الذي ظل ملتزمًا بخط التوازن والحكمة، سيشهد انزياحًا ملحوظًا لصالح الطرف الإسرائيلي على عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. فخلال زيارة هذا الأخير في يونيو/حزيران 2008، سيلقي خطابًا أمام الكنيست اعتبره البعض بمثابة قصيدة مدح، يعلن فيه أن "إسرائيل ليست وحدها، وأنّ فرنسا ستكون دائمًا إلى جانبها عندما يكون وجودها مهددًا".


حزب الجمهوريين، المتأثر بسياسة رئيسه السابق، سيواصل النهج نفسه؛ ليقطع بشكل تام مع الخط الديغولي. بل سيسعى إلى التخلص من صورة "فرنسا الداعمة للفلسطينيين"، وهو ما يحكم إلى اليوم مواقفه المنزاحة بشكل واضح لليمين المتطرف الإسرائيلي.


فرنسوا هولاند وإيمانويل ماكرون، سيواصلان من جهتهما المسار الذي خطّه ساركوزي. بل إن الرئيس الحالي سيسارع إلى زيارة تل أبيب؛ لإعلان الدعم والمساندة المطلقين، عقب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأوَّل الماضي. وفور عودته سيتزايد الهجوم الإسرائيلي على غزة، وترتكب المزيد من المجازر في حق المدنيين العزل والمرضى والطواقم الطبية في المستشفيات، في ازدراء تام للرأي العام الدولي الغاضب وللمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.


 تنظيمات المعارضة
يجدر التذكير أن توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 ساهم إلى حدّ بعيد في تراجع الاهتمام الدولي بالملف الفلسطيني، إذ خفتَ حماس الشعوب ومعظم الداعمين له. وهو وضع ساهمت فيه ظاهرة الإرهاب بتصدرها مشهد الأحداث، حيث باتت أولى الأولويات، خاصة بعد احتلال العراق واندلاع الحرب في سوريا.


غير أن البوصلة ستُعدل من جديد، وسيفهم الرأي العام تدريجيًا، بما فيه الفرنسي، أن السلام الدولي يمر أولًا وأخيرًا عبر المساواة التامة في تطبيق القانون الدولي، ووضع حد لسياسة الكيل بمكيالين. فلا يمكن إدانة نازية هتلر والتغاضي عن غطرسة وجرائم نتنياهو في حق المدنيين.


لقد كان الرأي العام الفرنسيّ إلى عهد قريب غير مبالٍ بما يحدث من حوله، متأثرًا إلى حد كبير بخطاب إعلامي لا ينفكُّ عن إثارة الأحقاد، خاصةً، إزاء الجاليات العربية والمسلمة والمهاجرين الوافدين من أفريقيا. إلا أن هجوم السابع من أكتوبر /تشرين الأول الماضي، وما تلاه من مجازرَ في غزة، سيعيد الملفّ بشكل مكثف إلى واجهة الأحداث، وهو ما يعتبره البعض صحوة لعبت فيها الجالية المسلمة وتيارات اليسار المناضل ومنصات التواصل الاجتماعي دورًا حاسمًا. إذ خرج آلاف الفرنسيين للتظاهر في الشوارع، مندّدين بالعدوان على المدنيين، وداعين إلى وقف فوري لإطلاق النار، الأمر الذي ساهم في الضغط من أجل مراجعة السياسة الرسمية بشكل تدريجي.


إن التنظيمات الفرنسية، التي دعمت ولا تزال، السلام في الشرق الأوسط وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، تعد اليوم على رؤوس الأصابع، لكن شعبيتها وتأثيرها يتزايدان يومًا بعد آخر. ويعد الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام (UJFP)، واحدًا من أهم هذه التنظيمات. فمنذ تأسيسه عام 1994، يقدم نفسه كمنظمة "يهودية علمانية، كونية تعارض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطيني وتدعو إلى سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين".


التنظيمات الحقوقية والسياسية، خاصة أنَّ حزب فرنسا الأبية والحزب الشيوعي الفرنسي وجزءٌ مهمٌّ من البيئيين، لعبت كذلك دورًا ملحوظًا في التحول الذي تشهده الدبلوماسيّة الفرنسية إزاء الملف الفلسطيني.


وتتميز الساحة الفرنسية بغياب تام لتأثير الدبلوماسية العربية على النخب السياسية الفرنسية في هذا الموضوع، باستثناء اجتهاد الدبلوماسية القَطرية في تعديل الكفة، خاصة بعد زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر لباريس في فبراير/ شباط الماضي، ومباحثاته مع الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن موضوع الهدنة والمساعدات الإنسانية كجزء من الدور الفعّال الذي تقوم به قطر في الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل.


ورغم المساعي الفرنسيّة الأخيرة المتمثلة في الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإرسال المساعدات إلى الضحايا في غزة، تدعو المعارضة الفرنسيّة اليوم، وبشكل صارم، إلى وقف جميع مبيعات الأسلحة لإسرائيل على غرار، كندا، وهولندا. وهو موقف عبّر عنه 115 برلمانيًا وبرلمانية في رسالة إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، مشدّدين فيها على ما أسموه بـ "خطورة المشاركة في الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني".


أحد النشطاء الحقوقيين لخّص الدبلوماسية الفرنسية الراهنة بالقول: " إنها سياسة الطعام والسلاح في الآن نفسه. هذا كل ما في الأمر، وما لم نتوقف عن حظر الأسلحة فلا أهمية للمساعدات الغذائية".


إنّ حرب الإبادة المتواصلة في غزة باتت نيرانها تمتدّ لتهدّد السلم الداخلي والتعايش المشترك في الكثير من الدول الغربية، خاصة بين مواطنيها اليهود والمُسلمين. ولا يمكن استثناء فرنسا من هذا الخطر المحدق، بحكم احتضانها نسبةً مهمةً من اليهود والمسلمين الذين يتأثرون اليوم بشكل مباشر، بما يحدث في فلسطين، في ظلّ إعلام متحيّز وغير منصف.


لا شيء سيعيد لفرنسا تأثيرها وبريقها غير الوفاء للخطّ المتوازن الذي دأبت عليه في السابق، وشكّل على مدى عقود من الزمن، عقيدة راسخة في ساسيتها الخارجية. فكثيرون يعتبرون اليوم أنّ باريس فقدت قوتها الدبلوماسيّة المعهودة وباتت استقلاليتها في اتخاذ القرار الدولي على المحك، الأمر الذي يبدو جليًا في الحرب على المدنيين في غزة التي تدور رحاها، منذ أشهر عدة، وغيّرت الكثير من معادلات السياسة الدوليّة، حتى الآن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 من ديغول إلى ماكرون.. فرنسا والملف الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: من ديغول إلى ماكرون.. فرنسا والملف الفلسطيني    من ديغول إلى ماكرون.. فرنسا والملف الفلسطيني Emptyالسبت 04 مايو 2024, 7:19 am

خيبة أمل كبيرة في فرنسا بلد الأنوار
تعيش فرنسا هذه الأيام حالة غليان وخيبة أمل كبيرة، عقب تصويت الجمعية الوطنية- يوم 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي- على قانون الهجرة الجديد، رغم المعارضة الشديدة له.


وقد ناشد العديد من المنظمات، الرئيسَ إيمانويل ماكرون، عدم إصداره، غير أنّ هذا الأخير قرّر- بشكل رسمي نهاية الأسبوع الماضي- إحالته على المجلس الدستوري؛ أملًا في إسقاط البنود التي تتعارض مع مبادئ الدستور.


وفور التصويت على هذا القانون من قبل الجمعية الوطنية، سارع النشطاء السياسيون والمدنيون إلى التعبير عن خيبة أملهم من تغلغل أيديولوجية اليمين المتطرف في مفاصل الدولة. إذ أصبح هذا الخطاب، اليوم، واقعًا ملموسًا في الممارسات والقوانين، بعد تمكّنه من الهيمنة على أستوديوهات العديد من المحطّات التلفزيونية والإذاعية.


وكان أعضاء الغرفة السفلى من البرلمان قد صوّتوا- في بداية الشهر الماضي- على اقتراح يقضي برفض النسخة الأولى من مشروع هذا القانون بأغلبية 270 صوتًا، مقابل 265. وبدل سحبه نهائيًا، قرّرت الحكومة اللجوء إلى خيار اللجنة الثنائية المشتركة- المكوّنة من 7 نواب و7 أعضاء من مجلس الشيوخ- التي تولّت مهمة إيجاد صيغة توافقية تبنّتها الغرفة العليا، قبل عرضها على الجمعية الوطنية، التي أقرّتها بدورها بـ 349 صوتًا، مقابل 186.


وجدير بالذكر أنّ المادة الخامسة والأربعين من الدستور تنصّ على آلية اللجنة الثنائية المشتركة، في حال استمرار الخلاف بين الجمعية الوطنية، ومجلس الشيوخ بشأن مشروع أو مقترح قانون، إذ هدفها التوصل إلى حل توافقي بين الغرفتين.


ولولا تصويت حزب التجمع الوطني، اليميني المتطرف، لما أمكن تبني القانون الجديد، رغم أن وجوهًا بارزة في الأغلبية تحاول التقليل من أهمية الأمر.


وعقب إعلان نتائج التصويت، بادرت مارين لوبان، القيادية في التجمع الوطني، إلى التعبير عن ابتهاجها، معتبرةً تبني القانون الجديد انتصارًا لأيديولوجية حزبها، مما جعل الرئيس ماكرون في وضعية حرجة، خاصة أن فوزه بالولاية الثانية كان صعبًا للغاية، وقد رجحت كِفته قاعدة كبيرة من المتخوفين من صعود لوبان- منافسته آنذاك في الانتخابات الرئاسية – والذين سعوا إلى قطع الطريق أمام فوزها.


رِدة حقوقية غير مسبوقة
ينص القانون الجديد على بنود عدة، تعتبرها أحزاب اليسار وجمعيات حقوق الإنسان تراجعًا خطيرًا ومسًا بالحريات والحقوق. إذ يقرّ النص التشريعي سنّ نظام للمحاصصة (Quota)، بخصوص نسبة المهاجرين الذين يتعين قبولهم في السنة. كما تحولت الإقامة بصفة غير قانونية فوق التراب الفرنسي إلى "جريمة جنائية"، يُعاقَب عليها بغرامة مالية تناهز 3750 يورو.


وسيصبح بإمكان الدولة الفرنسية، كذلك، ترحيل المهاجرين ممن دخلوا التراب الفرنسي في سنّ تقلّ عن 13 عامًا، ولا يحوزون وثائق إقامة، بل حتى ترحيل الوالدَين الأجنبيَين اللذين يحمل أطفالهما الجنسية الفرنسية، وهو ما يعتبر تراجعًا حقيقيًا تشهده الحريات والحقوق في ظلّ الجمهورية الخامسة.


من جهة أخرى، تم ربط تسوية وضعية المهاجرين، المقيمين بصفة غير قانونية، بضرورة العمل في المجالات التي تعرف ندرة كبيرة في اليد العاملة، مثل: المطاعم، والفنادق، مع اشتراط خلو سجلاتهم العدلية من الجرائم الجنائية. وتقتضي هذه التسوية إصدار تصاريح إقامة لا تتعدى سنة، قابلة للتجديد.


وفيما يخص الإعانات الاجتماعية، تحديدًا تلك المتعلقة بالسكن والموجهة لذوي الدخل المحدود، فقد تم تقييدها إلى حد كبير. ويشترط القانون الجديد على الراغبين في الاستفادة منها ضرورة مزاولة نشاط مهني ومضي ثلاثة أشهر من الإقامة فوق التراب الفرنسي.


أما غير العاملين، فيتعين عليهم انتظار خمس سنوات قبل التقدم بطلب هذه المساعدة، غير أنه يستثنى من هذا التقييد الطلاب، واللاجئون السياسيون والمستفيدون من الحماية المؤقتة، (Protection subsidiaire) .


بل أكثر من ذلك، تم التراجع عن مبدأ حق الأرض، فيما يتعلق بالولوج إلى الجنسية، إذ لم يعد بإمكان شخص وُلد فوق التراب الفرنسي، من والدَين أجنبيَين، الحصول بشكل تلقائي على الجنسية الفرنسية.


إذ يشترط النص الجديد بلوغَ المعني بالأمر سنًّا معينة (ما بين 16 و18 سنة ،(حتى يتمكن من التقدم بطلب بهذا الشأن إلى السلطات المختصة، والتي لها أن تقبل أو ترفض بعد دراسة الملف. غير أن هذا لا يعني أن الجنسية المكتسبة تصبح حقًا لا رجعة فيه، بل يمكن سحبها من مزدوجي الجنسية في حال ارتكاب جريمة ضد قوات الأمن.


ولم يُستَثنَ لمّ الشمل العائلي من التشديد، فقد عرفت مساطرُه بدورها تقييدًا ملحوظًا، إذ بات الأجنبي الراغب في استقدام عائلته الصغيرة، مطالبًا باستيفاء شرط الإقامة فوق التراب الفرنسي لمدة سنتين بدل سنةٍ ونصفٍ، إلى جانب شروط اجتماعية ومهنية ملائمة للاستقبال، تتمثل أساسًا في الدخل الشهري، المحدد بحسب عدد الأفراد الذين سيلتحقون بطالب لمّ الشمل، فضلًا عن مساحة السكن، وقدرة الوافدين على التواصل باللغة الفرنسية.


القانون الجديد يلزم أيضًا الطلاب بتقديم ضمانة مالية عند أول طلب لتجديد تصريح الإقامة، على أن تتم استعادتها عند مغادرتهم. وقد أثار هذا البند غضب أعرق الجامعات التي أصدرت بيانًا جماعيًا؛ محذرة من خطورته، ومذكِّرة بدور الطلاب الأجانب في إشعاع البلد على صعيد البحث العلمي والأكاديمي.


"حرية- مساواة- إخاء" في مهب الريح
إن قانون الهجرة الجديد يضع- وعلى نحو غير مسبوق- قيمَ الجمهورية الفرنسية محل مساءلة. ففي حال دخوله حيز التنفيذ، سيصبح شعار "الحرية، المساواة والإخاء" فضفاضًا وفاقدًا لأية مصداقية. فقد دأبت فرنسا ونخبتها على الاعتزاز بإرث فلسفة الأنوار التي أنجبت إعلان حقوق الإنسان والمواطن، في أعقاب الثورة الفرنسية عام 1789.


هذا النصّ البالغ الرمزية- الذي صوّتت عليه الجمعية التأسيسية بعد الاستيلاء على سجن الباستيل سيئ الذكر- ليس حصرًا على الفرنسيين فحسب ولا يميز بين البشر، بل تنص مادته الأولى على أنه: " يولد جميع الناس أحرارًا ويظلون أحرارًا ومتساوين في الحقوق".


وقد وصفت عصبة الدفاع عن حقوق الإنسان  (LDH)هذا القانون، بأنه الأكثر قمعًا ورجعية في العقود الأخيرة؛ نظرًا لمسّه الخطير بالحقوق الأساسية للفرد، ولجعله وضعية الأجانب أكثر هشاشة.


الغضب امتد إلى المنظمات النقابية والهيئات السياسية اليسارية، إذ ذهب النائب عن الحزب الاشتراكي الفرنسي بوريس فاللو Boris Vallaud- زوج الوزيرة السابقة من أصل مغربي نجاة فاللو بلقاسم- إلى اعتبار التشريع الجديد رِدة خطيرة ووصمة عار على جبين فرنسا.


ويبدو أن الدور الذي لعبه المهاجرون وأبناؤهم في بناء فرنسا منذ عقود لم يشفع لهم، ناهيك عن مساهمتهم المستمرة في تنمية الناتج الإجمالي المحلي، وفي إشعاع البلد في مجالات عديدة، كالثقافة والبحث العلمي والتكنولوجي والرياضة والسياسة.


وبدل أن تعيد الدولة النظر في سياسة الاستقبال والإدماج، وتبني وسيلة بيداغوجية جدية – تتقاطع فيها المعارف والعلوم، ويشرف عليها مهنيون متخصصون- اختارت الهروب إلى الأمام عبر تبنّي المقاربة الزجرية التي ستعقد الأمور كثيرًا في المستقبل المنظور.


كبش فداء
المهاجرون اليوم ليسوا سوى كبش فداء لأزمة اقتصادية خانقة باتت تداعياتها الاجتماعية والسياسية مكلفة للغاية، في وقت يتم فيه التساهل مع الغشّ الضريبي الذي تفقد جراءه الخزينة الفرنسية بين 80 إلى 100 مليار يورو في السنة، في حين يتسبب التهرب الضريبي في خَسارة سنوية تقدر بحوالي 50 مليار يورو.


إن نصوص القانون الجديد- وكل النقاشات التي واكبتها- سيكون لها ما بعدها. فتنامي كراهية الأجانب- خاصة غير المسيحيين منهم- يهدد التماسك الداخلي الهش أصلًا، والمهدد أكثر من أي وقت مضى بالمزيد من البلقنة والتمزق.


كما أن أحياء ومدن الهامش ستنكمش أكثر على نفسها، وستصير أكثر عدوانية. فالحلول الأمنية لن يكون بوسعها تحقيق السِلم الاجتماعي، والعيش المشترك؛ ذلك أن الاستقرار الحقيقي يتأسس على العدالة والمساواة في الحقوق.


لقد ارتبط اسم فرنسا- على الدوام- بالدولة الاجتماعية، والديمقراطية، والحريات واحترام حقوق المقيمين فوق ترابها، بغض النظر عن أصلهم أو لونهم أو جنسهم، وهي علامة مميزة لها بين الشعوب والأمم، لطالما افتخرت بها النخب الفرانكفونيّة عبر العالم.


لكن بلاد مونتسكيو، وروسو وجون جوريس، ترسم اليوم صورة قاتمة، عنوانُها التردي الديمقراطي والانكماش الهوياتي، وذلك للأسف، بداية أفول أعتى الحضارات في التاريخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 من ديغول إلى ماكرون.. فرنسا والملف الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: من ديغول إلى ماكرون.. فرنسا والملف الفلسطيني    من ديغول إلى ماكرون.. فرنسا والملف الفلسطيني Emptyالسبت 04 مايو 2024, 7:20 am

صعود اليمين المتطرف في فرنسا.. قيم الجمهورية على المحكّ


 من ديغول إلى ماكرون.. فرنسا والملف الفلسطيني 1433905677-1-1701954306
تردي الأوضاع المعيشية أدى إلى موجة احتجاجات وصعود كبير لليمين المتطرف 
ما فتئ صعودُ اليمين القوميّ المتطرّف في أوروبا يثير قلقَ الجاليات المسلمة، وأحزاب اليسار، وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان، وتحديدًا تلك التي تعنى بقضايا وأوضاع المهاجرين.


فبعد انتخاب جورجيا ميلوني، زعيمة حزب "إخوة إيطاليا"، رئيسة للحكومة الإيطالية في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، ها هي هولندا تلتحق بركب البلدان الأوروبية التي تقودها أحزاب معادية للأجانب، عقب فوز حزب الحرية بزعامة "خيرت فيلدرز" بالانتخابات الأخيرة التي شهدتها البلاد.


في فرنسا، تراهن مارين لوبان على اكتساح الانتخابات الرئاسية المقبلة عبر تكثيف حضورها في المؤسَّسة التشريعيّة، وفي وسائل الإعلام، محاولة توجيه رسائل طمأنة إلى الطيف السياسيّ الفرنسيّ.


وهو مشهد يعزّزه حضور إيريك زمور زعيم حزب "الاسترداد"، الذي يعتبره مراقبون مجرد "أرنب سباق" يجعل لوبان تبدو أكثر لطفًا واعتدالًا.


أزمة اقتصادية وخطاب شعبوي
إنّ الصعود الملحوظ لليمين المتطرف في أوروبا عمومًا وفرنسا على وجه الخصوص، يشكل ظاهرة تخضع لتأثيرات متعددة.


يمكن القول إجمالًا؛ إنّ هذا الزخم ليس سوى رد فعل على تنامي مدّ العولمة، واحتدام الأزمة الاقتصادية، وما نجم عنهما من تعميق للفوارق الاجتماعية وتوسيع لشريحة الغاضبين.


هؤلاء تحول عدد منهم إلى لقمة سائغة للمشاريع السياسية التي تقتات على الأيديولوجيات الهُوياتية. وهي خطابات تحمّل المسؤولية للمهاجرين وتعتبرهم عبئًا على ميزانية الدولة، وكأنه برحيلهم، فقط، ستتراجع الأسعار وتنمو القدرة الشرائية للمواطن، وتتحسّن خدمات المرافق العامة.


يتبّنى اليمين القومي المتطرف، عادة، خطابًا شعبويًا في معارضته توجهات ومواقف النخبة التي بات يُنظر إليها كمجموعة فاسدة ومنفصلة عن عامة الشعب، وذلك عبر التركيز على أهمية الهُوية الوطنية أحادية الأصل، والدعوة إلى تبنّي سياسة أمنية متشددة، وهو المنحى نفسه الذي تسير على نهجه لوبان وأنصارها، ويشكل تهديدًا صريحًا لقيم الديمقراطية الليبرالية.


غير أنّ بعض المراقبين يرون أنّ شراسة زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي وحِدّة مواقفها قد تراجعتا في السنوات الأخيرة.


كما أنّ الوزير السابق، لوك فيري، دعا مرارًا في عدد من تصريحاته إلى: "الكفّ عن اعتبار مارين لوبان يمينية متطرفة؛ بسبب التغيير الواضح الذي طرأ على خطابها". فقد ليّنت هذه الأخيرة كثيرًا من لهجتها فيما يخصّ عددًا من القضايا، كتلك المرتبطة بالحريات الفردية والعضوية في الاتحاد الأوروبي.


تراجع دور الدولة
لكن هناك من ينظر إلى هذا التحوّل بتوجّس ويعتبره مجرد تكتيك يروم التعود، ثم التطبيع مع حزبها؛ امتدادًا للجبهة الوطنية التي أسّس نواتها الأولى متعاطفون مع نظام فيشي، ومعارضون لاستقلال الجزائر.


هذه التجرِبة التي قال عنها جون فرانسوا غالفير- وهو أحد أقطابها البارزين-: "لا بدّ من حزب ثوري، أبيض مثل عرقنا، أحمر مثل دمنا، وأخضر مثل آمالنا".


وعلى الرغم من أنّ مراقبين يقللون من أهمية احتمال فوز حزب مارين لوبان في الانتخابات الرئاسيَّة المقبلة- على اعتبار أنّ هذا الأخير اضطر إلى تقليم أظفاره وتليين خطابه ومواقفه حتى يستميل شريحة مهمة من الغاضبين من الإجراءات الحكومية وتدني القدرة الشرائية- يظل آخرون متوجّسين من هذه الشعبية المتزايدة، ويدقون ناقوس الخطر قبل فوات الأوان.


إذ يتشبّث مختلف أطياف اليسار، وجزء من حزب النهضة الذي يقود الحكومة الحالية- فضلًا عن النقابات الأكثر تمثيلية، وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان والبيئة- بمواقفها الصارمة من مارين لوبان، وحزب التجمع الوطني، الذي يقوده جوردان بارديلا ذو الثمانية والعشرين ربيعًا.


كما ترفض هذه القوى جميعًا أيَّة مهادنة أو تطبيع مع هذا الإطار المعروف بمحافظته الشديدة ومعاداته للأجانب والحريات.


في الجامعة الخريفية عقدت عصبة حقوق الإنسان (LDH) – وهي واحدة من أعرق المنظمات الحقوقية الفرنسيَّة – ملتقى في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، شدّد المشاركون في هذا اللقاء على خطورة صعود اليمين المتطرف الذي يستفيد من مخلّفات السياسات النيوليبرالية.


فالوضع العام الراهن يتسم بتدني القدرة الشرائية وتراجع دور الدولة في إدارة القطاع العام الذي يعرف ترديًا ملحوظًا في جودة خدماته. كل ذلك يزيد من تنامي السخط الشعبي ويتيح الفرصة لانتعاش قوى اليمين المتطرّف التي تتغدّى على الأزمات.


شماعة المهاجرين
وفي هذا الإطار، صرحت ماري كريستين فيرجيات- النائبة الأوروبية السابقة ونائب رئيس عصبة حقوق الإنسان- بأن: "الهجرة أصبحت موضوع تنافس ومزايدة محتدمة بين اليمين واليمين المتطرف، فكلاهما يحاول أن يَظهر أشدّ غلوًا من الآخر".


لا يتوفر حزب لوبان في الولاية الحالية على أي تمثيل في مجلس الشيوخ، في حين يملك 88 مقعدًا في الجمعية الوطنية، إلا أنّ تأثيره في المشهد السياسي بات ملحوظًا من خلال تركيز خطابه على معاداة الأجانب، خاصة العرب والمسلمين.


في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة والتراجع المهول للقدرة الشرائية، أصبح المهاجرون شمّاعة تعلق عليها كل المشاكل والإخفاقات، علمًا أنَّ فرنسا في أمسّ الحاجة إلى اليد العاملة في مجالات تواجه صعوبة في الاستقطاب، كالمطاعم، والفنادق، والبناء.


هذا الوضع المؤرق دفع وزير الداخلية، جيرالد موسى دارمانان، إلى تقديم مشروع قانون أمام البرلمان يروم تسوية وضعية المهاجرين المقيمين بصفة غير قانونية؛ بهدف تشغيلهم في القطاعات المعنية.


على صعيد آخر، في حال تمكّن اليمين المتطرف من الوصول إلى دواليب الحكم في الرئاسيات المقبلة، فمن شأن ذلك أن يحدث هزّة سياسية كبيرة في البلاد التي بشّرت بقيم الحرية والمساواة والإخاء منذ أزيد من مئتي عام.


فهذا التنظيم قد يتبنّى سياسات أكثر صرامة مع الهجرة والمهاجرين، فضلًا عن احتمال تضاعف الخطابات والأعمال العدائية تجاه المواطنين والمقيمين المتحدرين من ثقافة مسلمة، كالتحرش، والعنف المعنوي، والاعتداءات الجسدية.


وهو أمر بدأت بوادره تلوح من خلال أعمال عدوانية يقدِم عليها، من حين لآخر، نشطاء محسوبون على اليمين المتطرف، غير أن الإعلام لا يوليها الاهتمام اللازم.


لقد أصبح لخطاب اليمين المتطرّف تأثيرٌ واضحٌ على النقاشات العامة؛ فوسائل الإعلام شرعت- في غالبيتها، ومنذ فترة ليست بالوجيزة- في توجيه النقاش نحو المواضيع ذات الصلة بالأمن والهُوية والقيم.


كما يحاول هذا التيار الاستيلاء على العلمانية وجعلها هُوية وطنية مسجلة باسمه، ولا يفوّت أي مناسبة للتباهي بذلك، وهو ما يعتبره البعض إساءة وقفزًا (récupération) على قيمة إنسانية خرجت من رحم فلسفة الأنوار التي مجّدت الإنسان بغض النظر عن عِرقه أو دينه أو لونه.


لقد بات واضحًا اليوم أن العيش المشترَك أصبح مهدَّدًا أكثر من أي وقت مضى. فالتنميط والتهميش اللذان يتعرضان لهما شباب الضواحي يؤديان إلى ردود فعل عدوانية، في ظل غياب سياسة مدروسة تضمن اندماجًا حقيقيًا في المجتمع الفرنسي، الذي يتميز بتنوعه وتعدّده، وهو ما لا يريد اليمين الاعتراف به.


إذ إنّ هذا الأخير لا يقبل بغير اندماج يتماهى بشكل كامل ومطلق مع الهُوية الفرنسية دون أن يترك للآخر الحق في الاحتفاظ بموروثه الثقافي والحضاري على نحو يضمن توازنه النفسي.


في ظلّ هذه الأوضاع المعقدة، يبدو أن الناخب الفرنسي في أمسّ الحاجة إلى بوصلة ووضوح في الرؤية حتى يتسنّى قطع الطريق على التوجهات المتطرفة.


تواجه فرنسا- اليوم- خطرًا مستقبليًا محدِقًا، ما لم تقرّر إدارة تنوعها بشكل عقلاني، جدّي وحكيم على نحو يضمن التعايش المشترك وقيم الحرية والعدالة والإخاء والمساواة التي ثار من أجلها الشعب الفرنسيّ في 14 يوليو/ حزيران من عام 1789.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
من ديغول إلى ماكرون.. فرنسا والملف الفلسطيني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  شارل ديغول
» ديغول مؤسس الجمهورية الخامسة
» ماكرون في لبنان
» “صفعة ماكرون” “حذاء بوش” فيديوهات
» فنانة مولدوفية ترد على ماكرون بـ"طلع البدر علينا"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ-
انتقل الى: