منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75482
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد Empty
مُساهمةموضوع: أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد    أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد Emptyالثلاثاء 18 يونيو 2024 - 23:12

أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد
لا تمر ذكرى نكبة فلسطين وقيام إسرائيل كمشروع استيطاني إحلالي، خاصة في العقدين الأخيرين، دون أن ينشغل السياسيون والمؤرخون والمفكرون والإستراتيجيون داخل الكيان وخارجه بالإجابة على أسئلة من قبيل:


ما مستقبل هذا الكيان؟ هل يشهد ذكرى تأسيسه المئة؟ هل يكمل عامه الثمانين قبل زواله كما زالت كيانات (يهودية) تاريخية سابقة؟ كيف تسرّع الانشقاقات الداخلية بين المتدينين والعلمانيين نهاية الكيان؟ ولماذا تخلى رب موسى وهارون عن شعبه؟!.


والحقيقة أن هذا الكيان هو المكان الوحيد في العالم الذي تطرح فيه ذات الأسئلة والهواجس الوجودية على هذا النحو. ولم تكن ذكرى النكبة وقيام الكيان هذا العام استثناء من القاعدة، بل هي أكثر إلحاحا وراهنية من أي وقت مضى بعد اندلاع ملحمة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.


أزمة الكيان الصهيوني المزمنة أن الصهيونية هي التجلي الإمبريالي لـ"علمانية" فاشية شاملة، علمنت اليهودية، وسخرتها لخدمة الإمبريالية الغربية. وأصبحت إسرائيل المشروع الاستيطاني الأخير في العالم، المتجه تاريخيًا نحو العزلة والانحطاط الإستراتيجي، وينتظر التفكيك مع صمود واستعصاء شعب فلسطين على الاقتلاع والإبادة ونهوض الأمة وتراجع الهيمنة الإمبريالية الغربية، وتآكل مرتكزاتها.


من مؤشرات دخول طور "النهاية" تصاعد مستويات العنف والتدمير واسع النطاق لأهل البلاد الأصليين، وقد وصل حد الإبادة الجماعية كما يحدث الآن بقطاع غزة والضفة الغربية، وهبوط الكيان الاستيطاني إلى دَرَك الهمجية والعدمية والعزلة الدولية ونزع الشرعية، ووصولا إلى المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات وإصدار أوامر باعتقال قادته المتورطين في جرائم الحرب والإبادة الجماعية.


نبوءات ذاتية التحقيق
تشغل فكرة النهايات الكارثية وتوقعاتها ونبوءاتها التشاؤمية الوعي والهاجس المسيحي الغربي، (وخاصة لدى البروتستانتية الكاريزمية التبشيرية، وليس الكنائس البروتستانتية التقليدية الراسخة: الأنغلكانية والأسقفية والمشيخية والميثودية.. إلخ، وبعضها سحبت استثمارات صناديقها من شركات غربية تعمل في إسرائيل). وتسبب هذه النبوءات أحيانًا قلقًا وجوديًا لا تفسير أو مبرر منطقيًا له. ومن مصادر النبوءات الأشهر "سفر الرؤيا" في العهد الجديد (يتجاوز 100 صفحة)، وينسب إلى يوحنا صاحب "إنجيل يوحنا" أحد أصحاب ("رسل") السيد يسوع الناصري.


وتؤدي بعض النبوءات دورا مهما أو يتم توظيفها في السياسات الغربية! وبعضها نبوءات ذاتية التحقيق، أي أن الذين تبنوها وآمنوا بها، لم ينتظروا "الإرادة الإلهية" لتحققها، بل وضعوا الخطط ورصدوا الموارد وعبؤوا الجهود والمساعي لتحقيقها. وهذا شأن الصهيونية، كما لاحظ الناشط الحقوقي وأستاذ الكيمياء العضوية الراحل، إسرائيل شاحاك.






فاليهود يؤمنون تقليديا بظهور "المسايا" اليهودي الذي "يعيدهم" إلى الأرض المقدسة في آخر الزمان بـ"الإرادة الإلهية". لكن الحركة الصهيونية رفضت انتظار "الإرادة الإلهية" وقررت تحقيق العودة بمشروع استيطاني إمبريالي إحلالي اقتلاعي عنفي ضمن مشروع الاستيطان الأوروبي العالمي الأوسع.


فنبوءة عودة المسيح (ع) في آخر الزمان ومعركة "أرمجدّون" الحاسمة بين حلف الخير وحلف الشر، ويعقبها ألف عام من الحياة السعيدة (العقيدة الألفية)، وارتباط مسلسل الأحداث هذا بعودة اليهود إلى الأرض المقدسة، أدت دورا مهمًا في نشوء حركة الصهيونية المسيحية منذ القرن الـ19 بين الإيفانجيليين في بريطانيا والولايات المتحدة.


وكان أحدهم، اللورد البريطاني شيفتسبري، حاضرا على يمين ثيودور هرتزل في المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا الذي وضع إطار المشروع الصهيوني والدولة اليهودية في فلسطين. وينسب إلى اللورد شيفتسبري تساؤله لاحقا: "هل كانت خططنا جزءًا من مشروع بشري.. ثم تخيلناه إرادة الرب؟"




وقد تزدهر نبوءات التشاؤم الكارثية في تواريخ مفصلية (Ruptures) مثل نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة، وأن أحداثا هائلة كارثية "قياميًة" (Apocalypse) وانقلابات كونية غيبية قد تقع في تلك اللحظة! وبالطبع لم تتحقق أي من هذه النبوءات.


اليوتوبيا والديسوتوبيا
أما بالنسبة لليهود فلهم مصادر أخرى لنبوءات النهايات الكارثية في أسفار العهد القديم تنذر بـ"العذاب والكآبة" (gloom and doom)، وتتكرر عبارة: "وعمل بنو إسرائيل الشر في عين الرب!"، في مناسبات لها علاقة بانحرافات كارثية كزواج ملوكهم بالكنعانيات وعبادتهم البعل، إله الخصب الكنعاني، وبنائهم المعابد له، وقد تصدى النبي إلياس (ع) لذلك، وآمن معه معظم العامة، وذبحوا فوق الجبل 4 آلاف من كهنة البعل كما تروي أسفار العهد القديم.


وقد أفاض إبراهيم الدبيكي، الباحث في الأدب العبري بكلية الآداب بجامعة طنطا، في دراسة "أدب النهايات" في الرواية العبرية المعاصرة بدراسة تأصيلية تحليلية لهذه الظاهرة ودلالاتها. وقارن بين أدب المدينة الفاضلة المثالية (يوتوبيا) (utopia) وأدب المدينة الفاسدة والنهايات الكارثية "دايسوتوبيا" (dystopia)، وقد شهد الأدب العبري الحديث كلا منهما.


وربما لم يلحظ كثيرون أن أشهر قصائد الشعر الحديث في القرن الـ20، قصيدة "الأرض الخراب"، (1922)، للشاعر الأميركي توماس أس إليوت (1888-1965)، هي من أعمال "أدب النهايات" الحديثة المبكرة، بل هي مرثاة حزينة للإنسان والحضارة الغربية ولعالم فقد ألقه وسحره وجلاله. وتعتبر هذه القصيدة نقطة تحول في مسار الشعر الغربي من الرومانسية والفيكتورية إلى الحداثة.


كانت لأعمال اليوتوبيا الصهيونية الحضور الأبرز في الأدب العبري في القرن الماضي، مثل أعمال ثيودور هرتزل، مؤسس الحركة الصهيونية: "دولة اليهود" (1896)، "أرض قديمة جديدة" (1902)، وأدت دورها في تلقين الأيديولوجيا الصهيونية ونشر ديباجاتها وأساطيرها المؤسسة، وإغراء يهود أوروبا بالهجرة إلى فلسطين: "أرض الميعاد"، "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، "أرض اللبن والعسل"، "صحاري ومستنقعات تنتظر من يزرعها بالورود والرياحين"، وغيرها.


 أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد 4-1701331364
رواية "أرض قديمة جديدة" لمؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل 


وقد شهد الناقد الإسرائيلي أورتسيون "أن الثقافة العلمانية اليهودية، منذ نهاية القرن الـ19، تعبر عن أدب مؤدلج ومُسخّر، أدب ازدهر بين أحضان الحركة الصهيونية، والهجرات والحروب المختلفة".


لكن الأدب العبري اتخذ في العقدين الأخيرين انعطافة بالغة نحو التشاؤم والتنبؤات الكارثية، وشهد موجة من كتب "أدب النهايات" التي تتوقع نهاية مروعة للكيان الصهيوني، بسبب كوارث طبيعية أو قوى خارجية أو سيطرة اليمين الفاشي والطقوس الدينية الخانقة أو حرب أهلية بين اليهود العلمانيين والمتدينين.


الماضي اليهودي والمأزق الوجودي
تعزى هذه الانعطافة إلى عاملين: أولهما يتعلق بالماضي أو التاريخ اليهودي، والثاني يتعلق بالمأزق الوجودي للمشروع الصهيوني ومجتمعه الاستيطاني.


هناك في الماضي (اليهودي)، تجارب تاريخية يهودية انتهت إلى كوارث وأصبح تكرارها نذيرا بنبوءات ونهايات كارثية، مثل انقسام مملكة داود وسليمان، وسقوط مملكتي إسرائيل ويهوذا، والسبي البابلي، وخراب المعبد الأول والمعبد الثاني، وهزيمة الحشمونيين وخراب ملكهم على يد الرومان، ومذابح اليهود (pogroms) والشتات اليهودي (diaspora) قرونا في أوروبا القروسطية، وأخيرا المحرقة النازية (holocaust) في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين.


المفارقة أن هذه الوقائع التاريخية حدث مثلها، أو بعضها، مع شعوب أخرى عديدة عبر التاريخ ولم تقتصر على يهود العالم، لكن الفكر الصهيوني يصر على الفرادة اليهودية والاستثناء اليهودي في سياق التاريخ الإنساني العالمي. ومن هنا فإن ازدهار أدب النهايات في الأعمال الأدبية العبرية، وسط تاريخ كهذا حافل بالكوارث و"الفرادة" المزعومة ليس بدعًا بل ربما قد تأخر كثيرا.


يشهد الكيان الصهيوني مأزقا وجوديا بسبب صعود اليمين والفاشية الناجم عن الاستيطان واحتلال أراضي الغير، وتكريس الفصل العنصري نظاما وممارسة، وتآكل ديمقراطية "سفينة القراصنة"، والتحول من اقتصاد شبه اشتراكي إلى نيوليبرالية خطِرة فاقمت الفقر وعدم المساواة، وانهيار الطبقة الوسطى، وتضخم قوى التشدد الديني وعبأها المالي والاقتصادي نظرا لاستقطابها نحو أحزاب اليمين الحاكمة بالأموال العامة والهبات ودعم مدارسها مقابل أصواتها الانتخابية وإعفائها من التجنيد.


والأخطر هو العداء والانقسام الاجتماعي السياسي العمودي بين العلمانيين والمتشددين دينيا واستفراد اليمين الفاشي بالسلطة والسيطرة على مقدرات الدولة عقودا طويلة، وتبخُّر اليسار والعلمانيين سياسيا أمام زحف اليمين وأنصاره من حريديين ومستوطنين وفاشيين، وإطلاقهم حرب اقتلاع نهائية وتخيير أهل فلسطين بين الاستعباد أو الهجرة أو القتل!.


في هذا المشهد الراهن، انطفأت اليوتوبيا الصهيونية، وتوالت أعمال الدايسوتوبيا، الذي ينتمي معظم مؤلفيه إلى معسكر اليسار والعلمانية الذي ينتابه الأسى والشعور بالعزلة وخيبة أمل مريرة في المشروع الصهيوني. يستبطن كُتّاب "أدب النهايات" وعيًا بأن هذا النمط من الأدب ليس مجرد كتابة إبداعية، بل وسيلة للتنبؤ الاجتماعي السياسي واستشراف المستقبل والمآلات وتوجيه الرأي العام وطرح قضايا المصير.




تحميل كتاب أرض جديدة قديمة رواية Pdf


https://www.noor-book.com/book/internal_download/f7cdf38263eb8e7
12f1a6aeb074059dd1f81aa0c/2/5acb7a2fde707198bef1c3446585558b
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75482
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد    أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد Emptyالجمعة 21 يونيو 2024 - 22:43

 أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد Hygt-1718963170

روايات ليو دي وينتر "حق العودة" (2008)، وعاموس كينان "الطريق إلى عين حارود" (1984) وبول ألستر "دولة أم عشيرة"



أدب النهايات العبري وكابوس الخروج من الحلم الصهيوني
يتنبأ "أدب النهايات" العبري بنهاية مأساوية لإسرائيل، وقد اختلفت أسباب وسياقات هذه التنبؤات تبعا لاختلاف تموضعات هذه الأعمال ثقافيا وأيديولوجيا في المجتمع الاستيطاني والقضايا التي تشغل التيارات المخاطبة بالروايات، وتبعا لرؤى وتوجهات ووجهات نظر كتابها.
يرى الكاتب الإسرائيلي يشاي سريد أن "أدب النهايات" يشبه خريطة يصورها الكاتب للقارئ، فإذا كان هناك عشر نقاط على خط الزمن أو على الطريق، فنحن الآن في النقطة الرابعة، مثلا، ويجب الهرب من هناك قبل ضياع الوقت، أي قبل وصول الكارثة أو الوصول إلى الكارثة. وكأن هذه الأعمال لوحات رصد لأزمات المجتمع الصهيوني ومراحلها ومنحنيات تطورها ومحطات تصاعدها، التي ينبغي أن يعيها الجمهور ويتفاعل معها سلبا أو إيجابا أو إفلاتا.
تتفاوت القضايا والأفكار المركزية التي تدور حولها هذه الأعمال الأدبية، وتمثل محركات وخلفيات الأحداث والوقائع الفاصلة والخط الدرامي والاحتدام الوجداني وصولا إلى لحظة الكشف والوقوف أمام الحقيقة عارية تماما.
من هذه القضايا التطرف الديني كما في روايات الكتاب والروائيين: بنيامين تموز "فندق يرمياهو" (1984)، وإسحق بن نير "الملائكة قادمون" (1987)، وهادي بن عامير "من أجل الرب" (1998)، ويشاي سريد "الثالث" (2015)، وليو دي وينتر "حق العودة" (2008)، وبول ألستر "دولة أم عشيرة" (2020).
وقد تكون القضية هي السلطوية العسكرية كما في رواية عاموس كينان "الطريق إلى عين حارود" (1984) (ترجمها أنطوان شلحت)، أو سلطة أيديولوجية غاشمة كما في رواية آساف جفرون "هوس الماء" (2014)، أو الحروب الطاحنة بين اليمين واليسار كما في رواية إسحق بن نير "بعد المطر" (1979)، أو خراب تل أبيب وتحولها إلى معسكر تجميع كما في رواية عاموس كينان "الكارثة 2" (1975).
 

"2030"

وهناك أعمال أدبية يتكثف فيها محتوى الدايسوتوبيا (المدينة الفاسدة) والانهيار الأخلاقي والسيولة الشاملة مثل رواية يغال سرنا "2030" الصادرة في العام 2014، والتي عالجت القضايا السابقة وأضافت إليها الجشع والطمع والسرقة والانحطاط الإنساني والفساد الأخلاقي والاقتصادي والضعف العام، كخلفية تاريخية ثقافية اجتماعية، وتوقع بسببها نهاية إسرائيل. تدل هذه الخلفية على تحولات اجتماعية اقتصادية أحدثها الانتقال إلى الرأسمالية النيوليبرالية الجشعة مطلع هذا القرن، وأنتجت أسقامًا وأزمات واضطرابات.
تنطلق الرواية من لحظة احتجاجات اجتماعية غير مسبوقة شهدتها إسرائيل في يوليو/تموز 2011، إذ كانت الاحتجاجات السابقة مرتبطة بهويات اجتماعية وثقافية متعارضة ومستقبل الأراضي المحتلة، وعبّرت عن صراع سياسي، في حين كانت المصالح الفئوية مهمشة ولم تكن سببًا لمظاهرات مليونية حاشدة.
اندلعت الأحداث يوم 14 يوليو/تموز بمبادرة من دفني ليف، طالبة سينما نكرة، احتجاجا على ارتفاع أسعار السكن في تل أبيب، وأقيمت أول الخيام بشارع روتشيلد. بعد شهر من الاحتجاج، كان هناك مخيمات في 41 مستوطنة ضمت 2350 خيمة و20 ألف شخص يرفعون شعار "الشعب يريد العدالة الاجتماعية"، وتوالت مظاهرات حاشدة أسبوعية ويومية ضمت شرائح متعددة خلال أشهر الصيف.
حمّل المحتجون مسؤولية الغلاء لرجال أعمال ورأسماليين، مكنتهم الحكومة والكنيست (البرلمان) الفاسدان من حلب الدولة، وطالبوا بخفض أسعار الغذاء والمواصلات والوقود والسكن.
وكانت جماعة على "فيسبوك" قد نظمت في يونيو/حزيران 2011 احتجاجا بسبب ارتفاع سعر "الجبن القريش" (cottage) في إسرائيل، وانضم إليها 100 ألف متصفح. وكانت هذه أول حالة يتجمع فيها تنظيم افتراضي لمستهلكين بهذا الحجم لمحاربة الغلاء، ثم تبعتها احتجاجات على غلاء منتجات الألبان وسلع أساسية، وأصبحت نواة ثورة، واندمجت احتجاجات المستهلكين مع احتجاجات على فساد نخب الأعمال والاقتصاد والمال وتقسيم ملكية الغاز، وتطالب بـ"العدالة الاجتماعية".
وكانت هناك لافتات كبيرة في شارع روتشيلد تقول "ميدان التحرير- ناحية روتشيلد". وبلغت الاحتجاجات ذروتها في الثالث من سبتمبر/أيلول من العام ذاته بمظاهرة اجتماعية ضمت 400 ألف شخص، معظمهم من تل أبيب، لم تشهد إسرائيل لها مثيلا.
كرست رواية "2030" قضية غياب العدل الاجتماعي وتفشي الفساد الأخلاقي والاقتصادي، والعلاقات المشبوهة بين دوائر المال والحكم، بما فيها فساد رئيس الحكومة والكنيست، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من تحلل الكيان الصهيوني وزواله في نهاية الرواية. وفي حين كان أباطرة الغاز والقِمار ينعمون بكل شيء في أبراجهم الزجاجية الفاخرة بتل أبيب، وبرعاية الحكومة، لم يجد المهمشون والضعفاء اهتمامًا.

الطريق إلى عين حارود

رواية الراحل عاموس كينان (1927-2009) "الطريق إلى عين حارود" (1984)، تحاول نزع ثوب القاتل عن الإسرائيلي، وتحويل الاحتلال إلى أزمة وجود، أزمة اعتقد الإسرائيلي أنها سيجد حلها في فلسطين لكنه اصطدم بالواقع القاسي، وبحقيقة وجود سكان لهذه الأرض وكونه دخيلاً ومحتلا. تتحدث الرواية عن حقبة متخيلة يقع فيها انقلاب عسكري في إسرائيل، تنتشر على أثره الفوضى والنزاعات الأهلية والاغتيالات حيث يحكم العسكر كل شيء.
 أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد %D8%B4%D8%B3%D9%8A-1718961235رواية "الطريق الى عين حارود" (الجزيرة)
يقرر بطل الرواية (الإسرائيلي) الفرار إلى يوتوبيا متخيلة تدعى "عين حارود"، المنطقة الوحيدة التي لم تصلها الحرب، لكن الذهاب إلى هناك يمرّ بمناطق سيطرة العسكر، محفوفا بالمخاطر والموت. البطل لا يعلم إن كان المكان متاحًا، أو إن كان المتمردون لا يزالون أحرارا أو أحياء. وما بين الهرب إلى "أرض الميعاد" و"عين حارود" خيط يكشف هشاشة وسفه الحلم الصهيوني.
الخروج من تل أبيب ليس خيارا سهلاً أو متاحا للإسرائيلي في الرواية، إذ يعترف البطل بأن مشكلته ليست في احتمال إطلاق النار عليه أو مواجهة المخاطر، إنما في كيفية التسلل للخروج من تل أبيب (التي تختصر المشروع الصهيوني). لذلك يستمر في التخفي والاختباء، كما لو أن كينان يسرد رواية الإسرائيلي المختبئ خوفا من الإسرائيلي.
يلتقي بطل الرواية بشابٍ عربيّ يدعى محمود، الشخص الموثوق الوحيد الذي يمكنه مرافقته في رحلته، فالوصول إلى عين حارود يحتاج إلى مساعدة الفلسطيني حصرا. فالبطل يدرك ألا فرصة لديه للوصول إلى الأمان سوى برفقة عربي، فالحل الوحيد هو مرافقة الفلسطيني للخروج من كابوس صنعه الإسرائيلي في الواقع! يختار كل من الراوي ومحمود اسمًا مستعارا واحدا وهو "رافي"، لكن هذا تملّص من الجريمة ومحاولة ليبدو الإسرائيلي ضحية كالفلسطيني!
وفي خضم الكارثة والمأساة، كان المنقذ الوحيد عين حارود، التي تذكرنا بـ"أرض الميعاد" أيضا، لكن الإسرائيلي هنا هارب من الحلم الصهيوني ليغدو الرحيل عن المكان الذي كان يجب أن يكون خلاصا من "العذابات" هو الحل الوحيد للنجاة. يقول البطل لمحمود "أعرف أن لديك سلاحا الآن، لكن إياك أن تطلق النار، فهذه الحرب ليست حربك". وكأن كينان يقول إن على الإسرائيلي أن يجد الحل والفلسطيني ليس معنيا بهذا الحل، مما يعني أنه حتى في لحظة "صحوة" مفترضة ما زال الإسرائيلي لا يتقبل وجود الفلسطيني!
والحقيقة أن الكيان الصهيوني لا يحتاج لانقلاب عسكري ليتجلى بؤسه وتوحشه وفاشيته ولا إنسانيته إزاء ضحاياه، فجحيم الاستيطان والاقتلاع والإبادة بدأ منذ اليوم الأول للمشروع الصهيوني، والمتوالية النموذجية لهذا المشروع مضطردة متواصلة لا تنتج إلا مزيدا من الشر والظلم والهمجية. والقيادة التي بدأت بديفيد بن غوريون وفلاديمير جابوتنسكي ومناحيم بيغن، لا بد أن تؤول إلى نتنياهو وسموتريتش وبن غفير.

"حق العودة"

وكان الكاتب والروائي وصانع الأفلام اليهودي الهولندي ليو دي وينتر قد نشر روايته "حق العودة" في 2008، وتتنبأ الرواية بانكماش الكيان الصهيوني إلى منطقة تل أبيب وشمال النقب حيث مفاعل ديمونا النووي، عقب اضطراره للتراجع عن الشمال والجنوب والقدس، ليغدو "غيتو" يهوديا محصنا. لكن المفارقة الساخرة أن أحداث ووقائع هذه الرواية تدور في عام 2024!
 أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد 3de54eb9-7f5b-436e-b28d-a954aa390085رواية "حق العودة" للمؤلف والروائي الهولندي ليو دي وينتر (الجزيرة)
يعزو المؤلف انكماش الكيان الصهيوني لضغوط قصف صاروخي متواصل أدى لهروب المستوطنين، وانهيار الاجتماع الإسرائيلي وانقسامه بين متشددين (دينيًّا) غيروا طابع الدولة العلماني واضطروا العلمانيين للهجرة لبلاد أخرى. وبقي يهود لهم سجل إجرامي وعجزة وجماعات تنتظر بهوس وقائع سفر الرؤيا (أحد أسفار "العهد الجديد" الحافل بنبوءات نهاية العالم)، وآخرون قرروا المكوث والدفاع عن الكيان.
يقول دي وينتر إنه ليس من الواقعية أن يكتب رواية تدور أحداثها في 2024، وتصف ازدهار أحياء القاهرة الفقيرة، وانتشار السلام والسعادة بالشرق الأوسط. ويبدي قلقه من ألا يبقى من إسرائيل ما يشهد ذكرى قيامها المئوية؛ فعقب عقود من العنف والحروب والدمار، سيقرر يهود إسرائيل أنهم يحبون أطفالهم أكثر من دولتهم.
لكن ما الذي يمكن أن يحول وقوعه دون تحقق رؤية دي وينتر الكابوسية لمصير إسرائيل؟ معجزة كظهور المسايا اليهودي، أو ثورة "لا دينية" عربية وتلك معجزة أخرى لن تحدث!

عشيرة أم دولة؟

في 2017، أجرى الصحفي بول ألستر مقابلات مع مسؤولين بمكتب الإحصاء المركزي، المركز العصبي لحقائق وأرقام الحياة بإسرائيل. وبنهاية مقابلاته، وجد نفسه يتكهن بالمستقبل المحتمل للدولة الصهيونية، وأطلق العنان لمخيلته، والنتيجة روايته الأولى "عشيرة أم دولة"، الصادرة في 2020.
 أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد Asd-1718961229رواية "عشيرة أم دولة" (الجزيرة)
والرواية رحلة خيالية إلى عام 2048، وفي أواخر العقد الثالث من هذا القرن، وبعد اتفاق سلام بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية، دُمج جزء من الضفة الغربية في دولة فلسطين الجديدة، وأصبحت القدس الشرقية عاصمتها. ووُضعت غزة تحت إشراف دولي، ووافقت دول عربية تؤوي لاجئين فلسطينيين على منحهم جنسيتها.
ونظرًا لأن الخلاف الإسرائيلي الفلسطيني لم يعد موجودا (آنذاك في الرواية)، فإن نقطة انطلاق ألستر هي الاختلاف الواضح في إسرائيل منذ نشأتها بين التطلعات السياسية وأسلوب الحياة الدينية للأرثوذكس المتشددين وتلك الخاصة بالعلمانيين. واتسعت الفجوة ليصبح الوجود السياسي والاجتماعي لكل جانب غير محتمل للآخر.
أصبحت القدس -ومستوطنات بالضفة الغربية وبلدات مجاورة- حريدية تقريبًا، وغدت أجزاء أخرى، مركزها تل أبيب، علمانية للغاية، وتستاء من فرض الأرثوذكسية عليها. فانتشرت الحركات السياسية، وكلها تؤكد أن طرفين متناقضين في الحياة غير متوافقين، وتطالب بالفصل.
أصبحت المطالب ملحة للغاية، والضغط السياسي قوي لدرجة أن الكنيست وافق على التصويت على استفتاء وطني. كان سؤاله الذي سيُطلب من الإسرائيليين التصويت عليه هو ما إذا كان ينبغي تقسيم الأمة إلى دولتين مستقلتين: دولة علمانية وأخرى دينية، الأولى عاصمتها تل أبيب، والأخرى مقرها القدس. يمر تصويت الكنيست، وتستعد الأمة لإجراء الاستفتاء، ثم تأخذنا الرواية في رحلة مدتها 11 يومًا متخيلا العد التنازلي للانتخابات.
أحد عشر يومًا حافلة بأحداث مأساوية. لا تتعلق فقط بالسياسة، بل بالموت أيضا. رغم أننا لا نشك في هوية الجاني المرتكب لعمليات القتل، فإن تحقيق الشرطة الذي يكشف ببطء عن الحقيقة يخلق توترًا خاصًا، ويرتبط ارتباطا وثيقًا بالمناورات السياسية مع اقتراب يوم الاستفتاء. هوية الطرف المذنب نعلمها فقط في نهاية الرواية، وهو كشف مليء بالسخرية. لكن جوهر الدراما يكمن في تقلبات المشهد السياسي وانعطافاته التي تترك نتيجة الاستفتاء ومستقبل الأمة اليهودية موضع شك.
يطلق الكاتب خياله في العوامل السياسية الاجتماعية الموجودة بالفعل بالمجتمع الإسرائيلي. فيفترض وجود مصالح بين الجناح الحريدي المتشدد والمناهض للصهيونية، ناطوري كارتا، والنظام الإيراني. تولد عن هذه العلاقة صفقة سرية بين إيران وحملة "نعم للانفصال" الحريدية. وكذلك الوضع السياسي بأميركا وتأثير أموالها على الاستفتاء. ويضيف قصصا إنسانية وعاطفية لأفراد محاصرين داخل اللعبة السياسية.
سؤال الرواية المتكرر: هل ستبقى الدولة اليهودية الوحيدة أمة موحدة أم أن هناك دولتين يهوديتين: واحدة علمانية وأخرى دينية. نتعرف على توقعات الكاتب في الصفحات الختامية. والنتيجة هي رؤية واقعية لرحلة إسرائيل إلى 2048، وتجربة أدبية مثيرة.
يقول ألستر عن الرواية "إنها تتوقع سيناريو قد يصبح واقعًا بسهولة في موطن لجميع اليهود، ما لم تحدث تغييرات مجتمعية جذرية في السنوات المقبلة. حيث تواجه إسرائيل بالفعل تحديات هائلة وفريدة. هذه قصة عن مخاطر التعصب والإكراه الديني، والأخلاق المعيبة داخل النخب السياسية، لكن بنهاية المطاف هي قصة عن مشاعر إنسانية وعلاقات أسرية تنطبق بالتساوي على الناس من جميع الأديان والمعتقدات والألوان".
لكن ألستر لم يلتفت إلى أن الإكراه والقمع والاقتلاع لم يبدأ بظهور القوة الحريدية، بل بدأته وتعهدته الحركة الصهيونية وإسرائيل العلمانية، قبل مئة عام من زمن الرواية، ضد أهل فلسطين.
في القرن السادس قبل الميلاد، وقف النبي إرميا بن حلقيا على خرائب أورشليم بعد خرابها على يد نبوخذ نصر ملك الكلدانيين، وقف يرثي مملكة ومصيرا تنبأ به وحذر منه طويلا. ولكن بخلاف كُتّاب "أدب النهايات" الإسرائيلي، كان إرميا يحذر بني إسرائيل من الشر الحقيقي الذي عملوه في عين الرب، ويصف لهم سبيل توبة وإصلاح، لم يقع على آذان صاغية. أما الشر الذي صنعته إسرائيل الاستيطان الصهيوني، فلا يزال بانتظار من يحذر منه قبل الخراب القادم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» “رعب الزوال” يتحول إلى كابوس حقيقي يقلق كبار قادة الاحتلال
» "أرض الميعاد" والأدب العبري المجنّد.. رحلة العسل المر وطريق الآلام
» 7 أساليب للتعامل مع طفلك العنيد
»  نصائح للتعامل مع الطفل العنيد
» الصحة العالمية تحذر من "دلتا" العنيد.. هؤلاء في خطر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: كتب-
انتقل الى: