منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 "النكبة بالعبرية" ومنظور يهودي مناهض للاستعمار الإسرائيلي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

"النكبة بالعبرية" ومنظور يهودي مناهض للاستعمار الإسرائيلي Empty
مُساهمةموضوع: "النكبة بالعبرية" ومنظور يهودي مناهض للاستعمار الإسرائيلي   "النكبة بالعبرية" ومنظور يهودي مناهض للاستعمار الإسرائيلي Emptyالجمعة 28 يونيو 2024, 11:56 pm

"النكبة بالعبرية" ومنظور يهودي مناهض للاستعمار الإسرائيلي 456825-1685029835

عائلات فلسطينية طردت من قراها ومنازلها على يد العصابات الصهيونية عام 1948









حياة على ركام أخرى.. "النكبة بالعبرية" ومنظور يهودي مناهض للاستعمار الإسرائيلي

لا تحتاج الضحية لشهادة جلادها لتتحقق من خسارتها، فهي لا بد تتحسس الندوب على جسدها ويكفيها نتوء الأسلاك الشائكة لتستدل على حدود حريتها المسلوبة، كما أنها تغفو عادة وهي تتهجى مكانها "المنقرض" عن ظهر قلب.
ومن طبائع الاستعمار الكولونيالي الحديث أن يقيم حياة على ركام أخرى ويجتهد في نزع شرعية ضحيته وإسكات روايته عن ماضيه وما تبقى من حاضره عبر آليات معدة مغلفة بتلفيق أخلاقي محكم.
وبالمقابل، يحتاج الانحياز إلى الضحية -من داخل المجتمع الكولونيالي- لشجاعة أخلاقية تستعد لخسارة الامتيازات كما يلزمه كفاءة معرفية تتيح الرؤية من خارج "كهف العماء".
وهذا ما يجعل رواية الكاتبين والمؤرخين الإسرائيليين إيتان برونشتاين أباريسيو وإلينور ميرزا برونشتاين، استثنائية في مهمة "تفكيك الاستعمار الإسرائيلي وتحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني الذي يشمل حق عودة اللاجئين".
وصدر حديثا ترجمة كتاب "النكبة بالعبرية- عن النضال اليهودي ضد الصهيونية في إسرائيل"، لكاتبيه الإسرائيليين المحلقين خارج السرب والعاملين -من خلال مؤسسة "ذاكرات" على مواجهة طمس النكبة"- عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، وترجمة مصعب بشير عن الإنجليزية في 352 صفحة.
"النكبة بالعبرية" ومنظور يهودي مناهض للاستعمار الإسرائيلي %D9%8A%D8%B3%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B8%D9%8A%D8%A8-1715778125كتاب "النكبة بالعبرية- عن النضال اليهودي ضد الصهيونية في إسرائيل" لمؤلفيه إيتان وإلينور برونشتاين (الجزيرة)

نكبة لغوية

يواجه الكاتبان مجتمعهما "المستعمِر" بوقائع ثلاثية الاستعمار والاحتلال والفصل العنصري الذي يجرف التاريخ على جغرافيا فلسطين ويمحو وجود الفلسطينيين أناسي ومكانا وثقافة، في سردية مقابلة للقصة الإسرائيلية التي تحترف الجلد وتحتكر دور الضحية وتختطف تجربة يهود العرب والعالم وتدعى تمثيلهم بينما تحتقر لغاتهم وتراثهم وذاكرتهم في مجتمعاتهم الأصلية وتجند عبريتهم من أجل ارتكاب "نكبة لغوية".
ويقول الكاتبان -اللذان نكتشف بالصدفة في بداية الكتاب أنهما شريكا حياة وعمل ونضال، وكانا يعيشان في تل أبيب حتى أواخر 2019 قبل مغادرتها إلى بروكسل للنشاط من خارج أرض فلسطين- إنهما أصدرا الكتاب للمرة الأولى عام 2018 باللغة العبرية.
وأرجعا ذلك إلى سعيهما لتقديم حصيلة للنضال الذي بُذل لإدخال النكبة في الخطاب اليهودي في إسرائيل، من خلال ما قامت به مؤسسة "ذاكرات" التي أسسها إيتان عام 2001 ونشطت فيها إليونور التي قالت إنها تريد أن تترك قصة لابنهما هادريان "في مكان طافح بالنزعة القومية"، وجاء تأليف الكتاب بالعبرية أساسا لكي يقرأه الإسرائيليون.





وتقول إلينور -التي تصف نفسها بأنها ابنة ثنائي شيوعي يشمل أما يهودية وأبا مسلما- إنها تريد أن تخبر ابنها بأن أباه (إيتان) ساعدها على "عقد الصلح بين اليهودية ومعاداة الاستعمار، وإنه من الممكن أن نرى ذواتنا في حِل من كل الإملاءات والعباءات".
لكن الانتقال من العبرية إلى الترجمة العربية ليس مجرد ترجمة تقنية؛ فهناك توتر لغوي قائم يقول المؤلفان إنهما واعيان به، فمفهوم "العلو" أو "عليا" الذي يستخدمه الإسرائيليون للتعبير عن "هجرة اليهود إلى وطنهم إسرائيل" وفق التصور الصهيوني هو مفهوم أيديولوجي صهيوني وليس مجرد انتقال من بلد لآخر، وحتى استخدام "إسرائيل" للإشارة لفلسطين التاريخية يعد استخداما إشكاليا وجارحا خارج اللغة العبرية التي يقول المؤلفان إنها قد تكون "المنتج الصهيوني الأهم".
النكبة بمنظور إسرائيلي
ويستقصى الكتاب ملامح الشعور الإسرائيلي تجاه النكبة وحق العودة الفلسطيني، ويحلل عملية "إعادة كتابة التاريخ" في النقاش العام، ففي 2015 مثلا لم يتردد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القول بملء فيه إن أدولف هتلر لم ينو إبادة اليهود بل كان يعتزم طردهم إلا أن مفتي القدس أمين الحسيني هو من لقنه فكرة الحل النهائي.
ورغم أن أهم المؤرخين المتخصصين في فترة الحرب العالمية الثانية قد فندوا تلك الأقوال، كما يؤكد الكتاب، لكن مع ذلك لا يزال أثر تلك الآراء كبيرا في المجتمع الإسرائيلي؛ فقد حوّلت الفلسطينيين إلى نموذج "نازيين جدد" كما أدت إلى تطبيع العنصرية وشرعنة خطابها في السردية الإسرائيلية.
وفي هذا السياق المتوتر يأتي خطاب النكبة وحق العودة ضمن "قصة فلسطينية منعزلة وغير مرتبطة أبدا بتاريخ إسرائيل أو هويتها"، ويرصد الكتاب إخراج نقاش النكبة من عالم الأخبار والسياسة والنقاش العام.
وبعد عملية مسح واستقصاء قام بها الباحثان وجدا أن نصف اليهود الإسرائيليين تقريبا لا يعرفون مصطلح "النكبة"، "وهو أمر مقلق إذ تعتبر النكبة الحدث الفاصل في تاريخنا والفصل الأكثر مأساوية في المشروع الاستعماري برمته فقد شكلت ذروة المد العنيف الذي طبع علاقتنا بالفلسطينيين"، كما يقول المؤلفان.





بدايات ساذجة

يقول المؤلفان إنه من المفاجئ حقا أن أول من استخدم كلمة نكبة للإشارة إلى الفاجعة الفلسطينية كان الجيش الإسرائيلي، ففهي شهر يوليو/تموز 1948 وزّع مناشير دعائية على أهالي "طيرة حيفا" الفلسطينية الذين كانوا يقاومون عملية طردهم من بلدتهم، وبلغة عربية جزلة دعا الجيش الأهالي للاستسلام كما يأتي "إن أردتم تفادي النكبة وتفادي المصيبة والخلاص من الهلاك المحتوم فاستسلموا".
وبعيد ذلك، في شهر أغسطس/آب كتب المفكر السوري قسطنطين زريق دراسة بعنوان "معنى النكبة" جاء فيها "ليست هزيمة العرب في فلسطين بالنكبة البسيطة، أو بالشهر الهين العابر. وإنما هي نكبة بكل ما في هذه الكلمة من معنى" وبعد ذلك ببضعة أشهر، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1948 نشرت قصيدة للشاعر (الإسرائيلي لاحقا) ناتان ألترمن يروي فيها وصف مجزرة تعرض لها فلسطينيون عزل على أيدي جنود إسرائيليين (غالبا في اللد).
ويقول الكتاب إنه في عام 1948 والأعوام التي تلته كان الخطاب الإسرائيلي المتعلق بالنكبة ساذجا نوعا ما؛ فلم تذكر كلمة "نكبة" لكن وصف الأحداث كان موجودا ببساطة، "ويشمل الوصف الفظائع التي اقترفها الجنود الصهاينة في حق الفلسطينيين دون غربة أو تبجيل سردياتي، أي نسخة خام من النكبة كتبت بعبرية جيدة"، وهو أمر لا يمكن تصوره في يومنا هذا.

انحسار ونسيان

ويقول المؤلفان إنه بعد سنوات قلائل من النكبة راحت ذكراها تخبو فقد كانت إسرائيل مشغولة بتوطين المهاجرين اليهود الجدد ومنع الفلسطينيين من العودة، فتخلت عن الوضوح والصراحة في التطرق للنكبة، وأصبح ينظر للاجئين كـ"متسللين" وأصبح الفلسطينيون -الذي نظر إليهم لفترة وجيزة باعتبارهم سكانا أصليين مطرودين- كـ"غرباء غير شرعيين وغير قانونيين" في الخطاب الإسرائيلي، قبل أن يتحولوا إلى "إرهابيين" في نهاية المطاف.
وأمست النكبة في تلك الحقبة (1952-1967) عنصرا داخل السردية الإسرائيلية يهدف لتبرير إنشاء "دولة إسرائيل بعد المحرقة" وأصبح اليهود بحكم معاناتهم التاريخية معفيين من ذنب أي جريمة يرتكبونها، وهنا ظهرت لأول مرة في إسرائيل سردية "لا خيار آخر" وفحواها "بعد كل ما أصابنا لم نجد خيارا آخر غير ما فعلناه في 1948".
ويقول الكاتب إنه لا يوجد شك في أن الكثير من القرى الفلسطينية أفرغت من سكانها وهجرت، إلا أنها لم تدمر، ومن الخطأ الجزم بتدمير القرى خلال حرب عام 1948 إذ إن المئات منها دمرت خلال الحملة المكثفة التي قامت بها إسرائيل لهدم البيوت الفلسطينية بين عام 1965 و1967.
لكن العقد الذي تلى النكبة شهد تسجيل حضور تلك القرى الخاوية في خرائطه، إذ إن الخرائط الموروثة عن الانتداب البريطاني حملت معها ما لا يمكن محوه (القرى الفلسطينية) وعمد رسامو الخرائط الإسرائيليون لإضافة كلمة "هروس" وتعني مدمرا، باللون البنفسجي تحت اسم كل قرية.

أولويات الاحتلال

في الحقبة التالية بعد عام 1967 ولمدة عقدين، ضمت إسرائيل أراضي أكبر بـ4 مرات مما كان لديها عندما رسم خط هدنة عام 1949 وشملت تلك الأراضي الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء المصرية، وفرض الحكم العسكري على سكان الأراضي المحتلة، وتولد في إسرائيل (بسبب الطفرة الاقتصادية والنشوة والغطرسة الناجمة عن الانتصار على الجيوش العربية في 6 أيام فقط) شعورا بالثقة بالنفس لكن النكبة وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين لم يكن لهما مكان في النقاش العام؛ إذ اختفت النكبة تماما بعد أن مسح الاحتلال والطرد الذي حدث عام 1948 من الذاكرة الجمعية وأصبحت كلمة "احتلال" مرتبطة حصرا بالتوسع الإسرائيلي في عام 1967، وأصبح هذا العام عاما صفريا، بعد مسح عقدين من الاحتلال الأول، ليبدأ احتلالا جديدا من هذا العام، كما يقول الكتاب.
وفي الفترة منذ منتصف الثمانينيات حتى 1993 صاغ المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس مصطلح "المؤرخين الجدد" لوصف الكُتاب الإسرائيليين الذين يقدمون مثله مراجعات نقدية للتأريخ الإسرائيلي، وقد شكّل كتاب موريس "مولد مشكلة اللاجئين الفلسطينيين" نقطة تحول كبرى ومحاكمة للسردية الإسرائيلية واعترافا بالمعاناة الفلسطينية.
وشكلت اتفاقات أوسلو 1993 ضربة أخرى للاجئين الفلسطينيين، كما يفيد الكتاب، فقد نص الاتفاق على أن الخط الأخضر سيكون فاصلا بين أراضي دولة إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية، أما نقاش اللاجئين فظل يرجى لأجل غير مسمى، وبعد عام 2000 ومع اندلاع الانتفاضة الثانية والعنف الذي واجهتها به قوات الأمن الإسرائيلية بدأ آلاف اليهود يقرؤون ويناقشون موضوع النكبة وجذور الصراع الدائر واستطلاع خيار الحل، ولكن الكاتبين يريان أن النظام الإسرائيلي يشن حربا مستميتة لمنع حدوث أي نقاش في هذا الموضوع ضمن محاولات "إسكات صوت النكبة".





حوارية ضد الاستعمار

وتعتبر إلينور أن يهوديتها تشكل قوة دافعة ومصدرا لشرعية إضافية لمحاربة الاستعمار الإسرائيلي؛ إذ "تسعى إسرائيل من خلال مشروعها الاستعماري الذي تعرف كانعتاق قومي إلى التصرف باسم جميع اليهود".
ويقول إيتان إنه خلال كتابتهما للكتاب زارا كيبوتس "باخان" فوجدا نصبا تذكاريا أقيم تخليدا لحرب 1967 التي عاشوها صغارا وتذكر المؤلف كيف كانوا يركضون نحو الملاجئ بينما القذائف تسقط وتنفجر، وتسأله إليونور إن كان الكيبوتس قد تم قصفه، فيجيب "ليس كثيرا، لقد جعلونا نعتقد آنئذ أن إسرائيل تتعرض لهجوم، لكني عرفت بعد مرور وقت طويل أن إسرائيل هي التي بدأت الحرب فكان ما سمعناه في الحقيقة قصف المدفعية الإسرائيلية للضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني، حيث استهدفت قرية "الشويكة" التي تبعد أقل من كيلومتر واحد عن باخان والواقعة على الجانب الآخر من الحدود".
ويكمل إيتان "تفاجأت للغاية وكذلك تفاجأ أبي، فقد ثبت على النصب مدفعا ولافتة كتب عليها وصفا لما دار على الجانب الإسرائيلي أثناء الحرب، وقد ذيل بصورة لـ3 جنود في خندق أحدهم هو والدي؛ شموئيل" ويردف "أشعر بعدم ارتياح ففي الصورة يبدو والدي كما لو أنه يصوب رشاشه على العدو لكني أعلم علم اليقين أن المشهد تمثيلي".
ويضيف "ففي الواقع لم يكونوا يقاتلون وأعلم أنهم لم يطلقوا ولو رصاصة واحدة، وأن الكيبوتس لم يتعرض لأي هجوم لا من الفلسطينيين ولا من الأردنيين، ويذهب أغلب الظن إلى أن المصور طلب منهم اتخاذ وضعيات للتصوير، وعندما سألت أبي قال لي إنه لا يتذكر شيئا عن ذلك اليوم".
ويستنكر إيتان "هذا التهويل وها الوهم المرتبط بالذاكرة الجمعية لهذه الحرب التوسعية"، وتعقب إليونور "لم تكن حربا توسعية وحسب، بل حربا استعمارية، فحرب 1967 استمرار منطقي لـ1948، إنها ببساطة مرحلة أخرى في المشروع الاستعماري الإسرائيلي المستمر".
وتقول إلينور إنها ممزقة بين عالمين "ففي يوم ما سيتعين علينا أن نخبر ابننا بأن جده فاروق طُرد من بيته خلال الحرب التي شارك فيها جده شموئيل"، وتروي القصة "ولد أبي فاروق في قرية المنصورة السورية الواقعة في هضبة الجولان عام 1934 وهي إحدى القرى الشركسية الـ12 التي أقيمت في هضبة الجولان في القرن الـ19 تحت الحكم العثماني بعد الإبادة التي تعرض لها الشعب الشركسي على يد روسيا القيصرية التي طردت الناجين من وطنهم في القوقاز.. إذن أبي سوري شركسي مسلم يعيش الآن مع أمي (اليهودية) في فرنسا".

منصورة الجولان

ويعقب إيتان: قرية المنصورة واحدة من 200 موضع دُمر بعد احتلال هضبة الجولان عام 1967″، فترد إليونور: "بل 195 موضعا للدقة وعلى عكس ما يعتقده الكثير من الإسرائيليين بأن هضبة الجولان "لم يكن فيها سوى بضع قواعد عسكرية" فقد طرد 130 ألف شخص تقريبا من أراضيهم خلال احتلال إسرائيل للجولان.





وقبل اندلاع الحرب بعامين، يقول إيتان، انتقل والدي للعيش في القُنيطرة التي دمرت على نطاق واسع أثناء الحرب. كنتُ أحمل عبء هذه الذكرى الصادمة منذ الطفولة فقد كنت أشعر بحاجة شديدة لمعرفة كل شيء عن هذا التاريخ قبل محوه لكن والدي كان يجد صعوبة في مشاركة قصته معي، ويبدو أنه كان علينا انتظار انضمامك إلى عائلتنا لكي يجد ما يدفعه لاستعادة قصصه الصادمة وروايتها.
ويقول إيتان: منذ التقيتكِ ودخلتِ حياتي صرت أرى الأشياء في ضوء مختلف، إذ جعلتني أنظر بشكل أوضح إلى المشروع الاستعماري الذي أنا جزء منه شئت أم أبيت، فأنا محتل ومستوطن. لقد أصبح ذلك كله واضحا عندي بعد أن التقيتك.
وعلى الرغم من أنك تعيشين في قلب تل أبيب فإن الدولة الإسرائيلية هي من طردت أباكِ، وجلبت والديّ إلى هنا كي "تزهر الصحراء"، الصحراء التي لا وجود لها إلا في مخيلة النظام الاستعماري الإسرائيلي الذي طرد والدك والكثير من الناس قبله وبعده.
ويختم إيتان الحوار الطويل قائلا: هذا جزء من تاريخك وتاريخي، وبالطبع لا يمتلك كل الإسرائيليين القدرة على الانتساب إليه. ولو حدثت قصتنا قبل عام 1948 أو قبل ظهور الصهيونية، لكانت قصة اعتيادية كغيرها من القصص الكثيرة التي تحدث كل يوم.
ويضيف "أما اليوم فنحن كزوجين نشذ عن القاعدة؛ فأنا كيبوتسي ولد في الأرجنتين وجندي احتلال سابق ومستوطن رغم أنفه، وأنتِ يهودية-مسلمة أنوثية جذرية لن تستخدم امتيازاتها كيهودية لتصبح مواطنة إسرائيلية حتى يتمكن كافة اللاجئين من ممارسة حق العودة.
ثمة أماكن كثيرة يمكن لقصتنا أن تكون فيها أقل خروجا عن المألوف، لكني أتمنى، يقول إيتان، أن تكون قصتنا يوما ما قصة حب عادية مألوفة. وإني لأتوق إلى اليوم الذي نخرج فيه من حمأة هذه الهوية الجمعية الاحتلالية الاستيطانية المستبدة بأراضي الآخرين ومصائرهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

"النكبة بالعبرية" ومنظور يهودي مناهض للاستعمار الإسرائيلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: "النكبة بالعبرية" ومنظور يهودي مناهض للاستعمار الإسرائيلي   "النكبة بالعبرية" ومنظور يهودي مناهض للاستعمار الإسرائيلي Emptyالسبت 29 يونيو 2024, 12:00 am

"النكبة بالعبرية" ومنظور يهودي مناهض للاستعمار الإسرائيلي Bcbca8b0-cff3-4e61-b318-7ea97fe45f9c



اليهود العرب عاشوا في سياق عربي وإسلامي يتم محو تاريخه حاليا للقضاء على التاريخ الفلسطيني

تاريخ حزين متباكٍ بغرض الدعاية.. كيف تقدم إسرائيل نفسها ضحية؟
يلعب الحزن والبكاء دورا هائلا في رواية التاريخ الإسرائيلي الرسمي، منتهيا لتأسيس إسرائيل باعتبارها نهاية "تاريخ الدموع والدماء اليهودي" وبداية عصر التحرر بالنسبة لما اصطلح عليه بـ"الشتات اليهودي البائس" حول العالم.

رواية الدموع والآلام

في العام 1928 نشر المؤرخ اليهودي سالو بارون مقالته الشهيرة "الغيتو والتحرر: هل نراجع النظرة التقليدية؟"، متناولا مخاطر كتابة التاريخ اليهودي باعتباره سردا بكائيا من الدموع والآلام والدماء.
يقول بارون إنه تمت كتابة التاريخ اليهودي وتدريسه باعتباره سلسلة من الاضطهاد استنادا لرواية ما قبل الثورة الفرنسية، حيث كان يهود أوروبا يعيشون في حالة من البؤس الشديد في ظل ظروف القرون الوسطى، ويتعرضون للاضطهاد والعنف المستمرين.
وكتب عام 1963 مقالة أخرى ذكر فيها أنه كان طوال حياته يقاتل ضد مفهوم "الدموع والدماء" المهيمن على التاريخ اليهودي، وأضاف "لقد شوهت المعاناة الصورة الكلية للتطور التاريخي اليهودي".
كان بارون أهم مؤرخ يهودي من جيله، ولد عام 1895 لعائلة يهودية تقليدية ثرية ومثقفة في الإمبراطورية النمساوية، وتحدثت عائلته اللغة الألمانية، وليس اللغة اليديشية التي تتكلمها الجماهير اليهودية الفقيرة في أوروبا الشرقية.
وتحدى مقال بارون مقولات أهم مؤرخي اليهود في القرن الـ19 هاينريش غريتز، الذي نظر إلى التاريخ اليهودي بوصفه سلسلة متصلة من المآسي وحلقات المعاناة.
وأصر بارون على أن فكرة اضطهاد اليهود أكثر من أي مجموعة عرقية أو دينية أخرى على مر التاريخ هي فكرة خاطئة، وختم مقالته بأنه "حان الوقت لكسر نظرية تاريخ الدم، واعتماد وجهة نظر أكثر انسجاما مع الحقيقة التاريخية".
وأشار إلى أن تصوير التاريخ اليهودي في أوروبا باعتباره مأساة كان خاطئا، وبالمقابل قال إن غالبية اليهود الذين عاشوا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عاشوا تحت الحكم الإسلامي في ظروف جيدة نسبيا.





لكن ذلك تاريخ القبول باليهود في العالم الإسلامي، لا يتم تضمينه في السردية الإسرائيلية التي تقدمها المؤسسات التعليمية والإعلامية الرسمية وغير الرسمية، بالمقابل تصور تلك المؤسسات ذلك التاريخ كأنه مآسٍ متصلة في محاولة لإخفاء الظلم الذي تعرض له الفلسطينيون، وتبرئة إسرائيل من "خطيئتها الأصلية" المتمثلة في النكبة الفلسطينية.
تاريخ متباكٍ
وفي مقال مشترك نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تناول الكاتبان ليئور شتيرنفيلد ومنشيه عنزي مخاطر كتابة التاريخ اليهودي بطريقة المأساة والمعاناة المستمرة لخدمة أغراض الدعاية السياسية والبروباغندا، وأشارا إلى ما اعتبراه "مشروعا لصياغة تاريخ حزين" ليهود الشرق الأوسط لتبرير السياسات الإسرائيلية المعاصرة.



واستشهد الكاتبان بفكرة بارون عن التاريخ اليهودي، إذ اعتبر أنه يجب ألا يتم اختزاله وتبسيطه في "سلسلة من الاضطهادات"، بل كان عملية تواصل مستمر بين اليهود ومحيطهم، وينبغي دراسته في سياق المجتمعات غير اليهودية التي عاشوا بينها.
ودرس بارون كيف يساء استخدام التصور المشوه للماضي، وإساءة فهم السياق التاريخي من أجل خدمة الأهداف السياسية، وكان يدافع عن مفهومه المتنوع للتاريخ اليهودي، الذي يأخذ في الاعتبار التعقيدات التاريخية في الجوانب الاجتماعية والثقافية والدينية والاقتصادية المختلفة.
وأشار الكاتبان إلى أن وزارتي الثقافة والتعليم الإسرائيليتان تعيدان كتاب التاريخ الصهيوني المبكر بطريقة أيديولوجية ومسيسة لتبرير الأحداث الحالية تاريخيا، مستشهدتين بمزاعم "معاداة السامية" في العالم الإسلامي، التي تسعى إسرائيل عبر ترويجها لتبرير إحجامها عن قبول عملية السلام في المنطقة وتعزيز التعايش اليهودي العربي في إسرائيل، على حد تعبير الكاتبين.
واستشهد الكاتبان بتغيير أسماء شوارع حي سلوان ضمن عملية التهويد بالقدس، إذ جرى تنفيذ قرار البلدية الإسرائيلية وتثبيت لافتات شوارع جديدة تحمل أسماء حاخامات يهود يمنيين يدعي الاحتلال أنهم عاشوا في الحي الفلسطيني.
وأضافا أن هذه الممارسة تحاول بها الدولة الإسرائيلية أن تغسل يديها من عقود جرى فيها إهمال التاريخ غير الأشكنازي (اليهود الغربيين) لكنها -للمفارقة- فعلت ذلك في حي تسكنه غالبية فلسطينية ساحقة، ولا تطؤه أقدام اليهود الإسرائيليين.
ويقول الكاتبان إنه يجري تصوير التاريخ اليهودي، ومنه تاريخهم في بعض بلدان العالم الإسلامي، كسلسلة من المآسي لأهداف سياسية، ويظهر ذلك بوضوح في الهوس الإسرائيلي بتصوير فرنسا بأنها تعاني من هجرة المسلمين ومعاداة السامية لحث اليهود الفرنسيين على الهجرة إلى إسرائيل.
وتتجاهل هذه السردية الإسرائيلية الثقافة والتاريخ الغني للمجتمعات اليهودية في شمالي أفريقيا والشرق الأوسط، وتصر على أنهم عاشوا حياة مهينة كمقيمين من الدرجة الثانية، "في انتظار الخلاص الصهيوني"، وبمجرد تأسيس إسرائيل هاجروا إلى هناك، وفق الرواية الإسرائيلية التي يراها الكاتبان مضللة.
وتتجاهل هذه الرواية -وفق الكاتبين- قرونا طويلة من حياة اليهود في العالم الإسلامي، وتنكر كذلك كون المجتمعات اليهودية في الشرق الأوسط جزءا لا يتجزأ من مجتمعاتها، في محاولة لربط تاريخ اليهود في الشرق الأوسط بنظرائهم من المجتمعات اليهودية في البلاد الأوروبية، إذ تعرضوا للطرد من إسبانيا والبرتغال وللمذابح في روسيا أواخر القرن الـ19 وبألمانيا منتصف القرن الـ20.





وختم الكاتبان مقالهما المشترك بالقول إن يهود الشرق الأوسط عاشوا في سياق عربي وإسلامي يجري حاليا محو تاريخه بالتوازي مع السعي الإسرائيلي للقضاء على التاريخ الفلسطيني.
واعتبرا أنه يجري تناول تاريخ المجتمعات اليهودية التي عاشت في الشرق الأوسط بطريقة التبسيط والاختزال التي حللها المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد في كتابه "الاستشراق"، مستنكرين المقارنة مثلا بين أحوال اليهود اليمنيين والمغاربة والمصريين والعراقيين واللبنانيين وغيرهم ممن عاشوا وهاجروا في ظروف مختلفة، فليس هناك تاريخ موحد ومبسط لهذه المجتمعات المتباينة.
وثمة مفارقة كبرى في رواية إسرائيل وسرديتها حول اليهود العرب، فبينما تصر إسرائيل دائما على أن الأراضي الفلسطينية "هي الموطن الأصلي ليهود العالم"، تزعم أن اليهود العرب الذين هاجروا إلى إسرائيل هم "لاجئون"، غير أن التعريف القانوني والتاريخي للاجئ هو الشخص الذي طُرد أو هرب من وطنه، وليس الشخص الذي "يعود" إلى وطنه.

ضحية الضحية

ويرى المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد أن الفلسطينيين كانوا "ضحية الضحية"، ويقصد أن اليهود كانوا ضحايا الغرب المسيحي، ويقول في مقاله "أوسلو وما بعدها" إن "اليهود يُنظر إليهم بحق كضحايا تاريخ طويل من الاضطهاد الغربي المسيحي المناهض للسامية بشكل أساسي، وقد توج بفظاعات المحرقة النازية التي تكاد تتجاوز حدود التصديق، لكن بالنسبة إلى الفلسطينيين، فإن دورهم هو دور ضحايا الضحايا".
ويستنكر سعيد نأي الليبراليين الغربيين بأنفسهم عن تأييد القضية الفلسطينية، رغم مناهضتهم للتمييز العنصري في جنوب أفريقيا وموقفهم من قضية البوسنة والحقوق المدنية في أميركا، مرجعا ذلك إلى "مزيج من الخوف والشعور بالذنب".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
"النكبة بالعبرية" ومنظور يهودي مناهض للاستعمار الإسرائيلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  يصادف اليوم الخامس عشر من أيار الذكرى 76 لنكبة فلسطين، 15/5/1948
»  النسخة الأمريكية للاستعمار الحديث؟
» إرث الطغيان : من القابلية للاستعمار إلى الحاجة إليه
» صحيفة أردنية تنشر مقالا بالعبرية وتتساءل: "ماذا بعد إسرائيل؟"
»  ليس انتصارا لحماس انما مقاومة للاستعمار والاستيطان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: كتب-
انتقل الى: