الحوثيون يهددون السعودية وينشرون صوراً جوية لأبرز مطاراتها وموانئها
نشر الإعلام الحربي، التابع لجماعة الحوثيين في اليمن، يوم الأحد، صوراً جوية وإحداثيات لأهم وأبرز
المطارات والموانئ السعودية، بعنوان: "فجربوا"، وتضمنت الصور الجوية صوراً لمطار الملك خالد الدولي في
الرياض، ومطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، ومطار الملك فهد الدولي بالدمام، وميناء رأس تنورة، وميناء
جيزان، وميناء جدة، وميناء الملك عبد الله في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية. نشر الصور جاء تزامناً مع
خطاب لزعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي خاطب فيه السعودية بالقول إن "الأميركي يحاول أن يورطكم،
وإذا كنتم تريدون ذلك فجربوا، وإذا كنتم تريدون الخير لأنفسكم والاستقرار لبلدكم واقتصادكم فكفوا مؤامراتكم
على بلدنا، وإذا نجح الأميركي في توريطكم فهو غباء رهيب وخذلان كبير ومن حقنا الطبيعي التصدي لأي خطوة
عدوانية".
وأكد زعيم الحوثيين أن الأميركيين مستمرون في محاولاتهم "لتوريط النظام السعودي" بعد "فشلهم عسكرياً"،
مضيفاً "الأميركي أرسل إلينا برسائل بأنه سيدفع النظام السعودي إلى خطوات عدوانية، وحصلت زيارات
أميركية للسعودية من أجل ذلك". وقال الحوثي إن "الضغط بنقل البنوك من صنعاء خطوة جنونية وغبية، ولا
أحد في العالم يفكر بهذه الطريقة، وإن الأميركي يعرف أثر نقل البنوك السيء على واقع الشعب اليمني المعيشي
وعملته والأسعار في البلد"، مضيفاً "وجهنا النصائح والتحذير عبر كل الوسطاء ليتراجع السعودي عن هذه
الخطوة الحمقاء لكنه لا يزال يماطل".
وأشار زعيم الحوثيين إلى أنه "بعد خطوة نقل البنوك اتجه السعودي إلى تعطيل مطار صنعاء وإيقاف الرحلات
رغم محدوديتها وهامشها الضيق، وإن التصريحات التحريضية من الإسرائيلي والأميركي والبريطاني للسعودي
استمرت مع مطالبته بإغلاق الميناء"، موجهاً تهديداته للسعودية "انشغالنا بالمعركة المباشرة لإسناد غزة لا
يعني أننا لن نستطيع أن نعمل شيئاً تجاه خطوات النظام السعودي الجنونية، وعلى السعودي أن يدرك أنه لا يمكن
السكوت على خطواته الرعناء الغبية، وأن يكف عن مساره الخاطئ، وسنقابل كل شيء بمثله البنوك بالبنوك،
ومطار الرياض بمطار صنعاء، والموانئ بالميناء".
من جانبه، قال وزير الدفاع في حكومة الحوثيين محمد العاطفي في برقية إلى زعيم الجماعة: "نتلهف
للتوجيهات منكم لخوض معركة فاصلة تجعل الأعداء يندمون على إضاعتهم فرص السلام التي كانت بين
أيديهم". وأضاف الوزير، في الحكومة غير المعترف بها، إن "المؤسسة العسكرية تمتلك من القدرات ما
تستطيع به أن توجع الأعداء، وإن القوات المسلحة (جماعة الحوثيين) في أتم الجاهزية لتنفيذ كافة المهام التي
نحمل أمانتها دفاعاً عن دين الله وعن السيادة والقرار الوطني وعن قضايا أمتنا، وفي مقدمتها القضية
الفلسطينية". وأكد أنه "إذا استمر الأعداء في غيهم فلن يجدوا من القوات المسلحة اليمنية إلا سعير الحرب
وويلاتها".
اختتام مفاوضات الأسرى اليمنيين في مسقط بـ"انفراجة مهمة"
أعلنت الأمم المتحدة، عن "انفراجة مهمة" في مفاوضات الأسرى اليمنيين التي جرت في مسقط، عاصمة
سلطنة عمان، بعدما جرى الاتفاق بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين، على إطلاق سراح السياسي محمد
قحطان عضو الهيئة العليا للتجمّع اليمني للإصلاح، المعتقل منذ 2015، وذلك سواء أكان حياً أم ميتاً.
وقال بيان صادر عن مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن هانز غروندبرغ اليوم الأحد، إن
المفاوضات التي انتهت الجولة التاسعة منها أمس أسفرت "عن انفراجة مهمة، حيث توصلت الأطراف إلى
تفاهم حول إطلاق سراح محمد قحطان، وهو الأمر الذي كان مثار خلاف لسنوات، كما اتفقوا على عقد اجتماع
لاحق لاستكمال الاتفاق حول أسماء المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم وترتيبات إطلاق سراح قحطان".
ونقل البيان عن غروندبرغ قوله: "ينتظر آلاف اليمنيين لم شملهم مع أحبائهم. على الرغم من التقدم الإيجابي،
لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به، وبوتيرة أسرع، للتخفيف من معاناة هذه الأسر". ودعا غروندبرغ
الأطراف إلى مواصلة العمل مع مكتبه لاستكمال خطة تنفيذ التفاهم الذي توصلوا إليه، بما في ذلك أسماء
المحتجزين الذين سيُفرج عنهم، والاتفاق على مزيد من عمليات الإفراج. وتوجّه غروندبرغ بالشكر إلى سلطنة
عمان على استضافة الاجتماع، وأشاد بدعمها المستمر لجهود الوساطة الأممية في اليمن. وجدد غروندبرغ
دعوات الأمم المتحدة للأطراف بالامتناع عن الاحتجاز التعسفي للمدنيين واحترام حقوق اليمنيين بموجب القانون
الدولي. وكرر مطالبته بالإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة والعاملين في مجال الإغاثة
والمجتمع المدني، الذين تم اعتقالهم تعسفياً في صنعاء وما زالوا محتجزين من دون القدرة على التواصل مع
العالم الخارجي.
مفاوضات الأسرى اليمنيين: اتفاق مبدئي على صفقة تضمن مبادلة محمد قحطان
وأعلنت الحكومة اليمنية، مساء السبت، اختتام جولة المشاورات في العاصمة العمانية مسقط مع جماعة
الحوثيين، وتحقيق "اختراقات هامة" في ملف "المختطفين والمخفيين قسراً". جاء ذلك في بيان صادر عن
ماجد فضائل، المتحدث باسم الفريق الحكومي المفاوض بشأن ملف الأسرى والمختطفين نشره عبر منصة إكس.
وأضاف: "حققت المشاورات بعض الاختراقات المهمة في ملف المختطفين والمخفيين قسراً، على أن تعقد جولة
تكميلية قادمة خلال شهرين، يسبقها تبادل كشوفات المحتجزين والمختطفين والتقارب حولها برعاية
غروندبرغ".
وفيما لم يكشف الحوثيون حتى اليوم عن مصير محمد قحطان، كشف المتحدث باسم الوفد الحكومي في
مفاوضات الأسرى اليمنيين، ماجد فضائل، لـ"العربي الجديد" قبل أيام إنه اتُّفِق على الإفراج عن 50 أسيراً
حوثياً مقابل قحطان، إن كان حياً، وإن كان ميتاً فستُجرى مبادلته بجثث.
وأضاف فضائل أن "الأهم في جولة المفاوضات الإفراج عن قحطان، وإنه في حال تأكيد مقتله والإفراج عنه
جثةً سيُبادَل بجثث، وإن أُفرِج عنه حيّاً سيُبادَل بأسرى".
واعتقل الحوثيون محمد قحطان من منزله في العاصمة صنعاء يوم 5 إبريل/نيسان 2015، بعد أيام من فرض
جماعة الحوثي إقامة جبرية عليه، وتقول أسرته إنها لا تعلم مصيره أو مكان اعتقاله، ولم يجرِ التواصل معه منذ
احتجازه. ومحمد قحطان أحد أبرز قادة حزب التجمع اليمني للإصلاح، ومن الشخصيات التي شملها قرار مجلس
الأمن 2216، القاضي بالإفراج عنه وعن وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور
هادي، وقائد اللواء 119 مشاة، اللواء فيصل رجب، إذ أُفرج عن الشخصيات الثلاث الأخرى وأُبقي على قحطان
حتى اليوم.
وانطلقت الأحد الماضي في مسقط جولة مفاوضات حول الأسرى والمختطفين بين الحكومة الشرعية وجماعة
الحوثيين. ويتمسّك وفد الحكومة الشرعية بضرورة الكشف عن مصير السياسي محمد قحطان، المختطف لدى
الحوثيين منذ إبريل/نيسان 2015، والذي ترفض جماعة الحوثي الكشف عن مصيره.