منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  ورقة من التاريخ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 ورقة من التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: ورقة من التاريخ    ورقة من التاريخ Emptyالإثنين 15 يوليو 2024, 11:18 am

ورقة من التاريخ

مرت المجتمعات العربية عبر تاريخها الطويل بتحولات وتغيرات كثيرة، صبغتها بعدة صبغات، فجعلت منها أشكالاً من صور متعددة ومتفاوتة، عبر تاريخها الممتد منذ عصر الجاهلية حتى عصرنا الحالي؛ ففي البداوة القاحلة، لم يقر لتلك المجتمعات قرار، وقضت جل وقتها في صراعات مستمرة، لم يكن على الكلأ والمرعى والماء – كما يُشاع – بل كان بسبب نعرات عصبية قد تلوح في ظاهرها تافهة، لكنها في باطنها دفاع عن كرامة أو عن عرض، وما قصص حرب البسوس وداحس والغبراء ببعيدة عن أذهاننا.

غير أنه من الحيف أن نتعامل مع المجتمع الجاهلي على أنه مجرد بؤرة صراع لم يُخلّف وراءه أنماطاً حضارية متماسكة، ولو بسيطة، فما الازدهار الأدبي للشِعر والخطابة في عهده إلا مظهر لتلك الحضارة التي لم تكتمل مقوماتها.

ثم غادرَنا العصر الجاهلي مخلفاً وراءه خصالاً عربية أصيلة لم يَجُدِ الزمانُ بمثلها لعصور طويلة لاحقة؛ فالكرم والفروسية ونجدة الملهوف وإعانة الضعيف وغيرها من الخصال الحميدة ما هي إلا ثمرات مجتمع جاهلي، ظلت في أذهان العرب يتغنّون بها في كل عصورهم اللاحقة..

الصبغة الجديدة
في منتصف القرن السابع الميلادي، أظل نورُ الرسالة المحمدية (الإسلام) العربَ، فأقام حضارة متماسكة مستفيداً مما عند العربي من الخصال التي تحدثنا عنها سابقاً، صابغاً لها بالبعد الديني، كي يخفف النعرات العصبية والحميّة الفارغة – التي لم تخمد بالرغم من وجود الإسلام - ومع ذلك، فقد صنع العرب متسلحين بذخيرة الإسلام حضارة عملاقة استطاعت أن تعبر الحدود، بل شملت أراضي ومناطق لم يكن يحلم العربي بامتلاكها، إذ قوّضت تلكم الحضارة حضارتين كانتا للعربي في الجاهلية عملاقتين يُرجى الاحتماء بهما والخوف منهما، هما حضارتا فارس والروم.

هذا المدد الجديد صبغ المجتمع العربي بصبغة لم يألفها، وهي صبغة الدين، التي أعطت للحضارة الوليدة تماسكها لقرون طويلة.

بذور الشقاق
بانتهاء الخلافة الراشدة، وبزوغ الدول المسمية بتسميات عرقية عصبية كالأموية والعباسية، بدت بذور التفكك السياسي في أحشاء تلك الحضارة الوليدة، وعادت هذه المسميات إلى تناحرها الجاهلي برغم وجود الدين، لأنه تحوّل إلى شعار رفعه السياسيون وخصومهم في صراعاتهم، تلك التي في حقيقتها تجتر أحقاد القبيلة، وإن صبغتها باسم الدين؛ فظهرت مسميات الحق الإلهي والتاريخي في الخلافة، وأفكار الجبرية والقدرية وغيرها، غير أن العصبية القبلية انتصرت في آخر المطاف، فأنشأت الدولة الأموية في 41هـ/661م، حتى إذا وَهَتْ عصبيتها ورثتها الدولة العباسية في 132هـ/750م، سائرة على خطاها، فاتسعت جغرافياً، ما ضم في جسد الدولة عناصر غير عربية، فامتزجت الدماء الأعجمية بالعربية، معطية بعداً ثقافياً آخرَ للحضارة العربية؛ إذ حمل مشعل الحضارة في تلك الفترة أناس غير عرب، بيد أنهم مسلمون، فالخوارزمي والغزالي والطوسي وأضرابهم كانوا معالم ذلك العصر، جنباً إلى جنب مع العنصر العربي الذي لم يكن بعيداً عن هذه الأجواء، علاوةً على بقاء عنصره العرقي على كرسي الخلافة.

ناهض العرب، تحت مسمى الدين في دول، والقومية في دول أخرى، الدول الاستعمارية الغاصبة، حتى كُتب لهم النجاح بتفاوت وتقارب وتباعد في الأزمنة

غير أن هذا لم يدم طويلاً، فمع تطاول عمر الدولة العباسية، ضَعُفَ حكامُها، الذين فتحوا الباب لمشاركة العناصر الأعجمية في تسيير دفة الحكم، فوَهَتْ العصبية القبلية العربية، ولم يعد الحاكم العربي على كرسي الخلافة إلا شكلاً، كل هذا أفضى بالوطن العربي/ الإسلامي إلى عصر الدويلات؛ حيث أصبح فيها على كل راية حاكم بأمر الله، أو بالأصح حاكم بأمره، فتقلّصت الدولة وتخلّصت الأقاليم البعيدة من قبضة الحكم الإسلامي السياسي – مع المحافظة على الإسلام – وتشرذمت الدويلات الإسلامية تحت مسميات أسرية كالأخشيدية والحمدانية والبويهية والسلجوقية وغيرها، لتصحو تلك الدويلات على جحافل المغول على أبواب بغداد في 656هـ/1258م، فتكون القشة التي قصمت ظهر البعير.

الترنّح
نهضت الأمة لترد العدوان، وكان الدين هو المحرك الذي حملها على الاتحاد - ولو ظاهرياً - وما أن تم دحر العدو في عين جالوت 658هـ/1260م، حتى عادت الأمة إلى تشرذمها من جديد، والغريب أنها صارت أكثر تشرذماً من ذي قبل، وفقد العنصر العربي مكانته (الشكلية) على كرسي الخلافة، فكان الإذعان للعنصر المملوكي، ومن بعده العثماني نتاج روح الدين، الذي أعطى لهؤلاء الحق أن يملكوا الأقاليم العربية، ونتيجة لذلك ظهرت الصيحات التي حاولت التخلص من هذا الاستبداد – كما كانت تسميه - إذ أظهرت الاستبداد العثماني غزواً، من دون أن يكون للدين في ذلك إلا الشعار، فشمل هذا الغزو العالم العربي، الذي تململ تحت نيره، فكانت الثورة العربية في سنة 1916م – بكل كواليسها – نقطة المواجهة، خصوصاً في ظروف الحرب العالمية الأولى آنذاك، التي رمت العالم العربي من ظالم غاشم إلى ظلوم غشوم، فسقطت الخلافة الإسلامية – الشكلية – في تركيا لتخلفها الدولُ الاستعمارية متقاسمةً دول الوطن العربي.

النهوض 
ناهض العرب، تحت مسمى الدين في دول، والقومية في دول أخرى، الدول الاستعمارية الغاصبة، حتى كُتب لهم النجاح بتفاوت وتقارب وتباعد في الأزمنة، فخرج الاستعمار العسكري من الدول العربية، لكنه تركها في خواء من كل شيء تقريباً..

وفي منتصف القرن العشرين، تمكنت الدول الاستعمارية من زرع (إسرائيل) في فلسطين، على رغم أنوف العرب التائهين في خوائهم التاريخي والحضاري، يلهثون زاحفين للحصول على مقومات الحياة الدنيا في هذا العصر.

وعندما بدأ هذا الغول القديم (العرب) يستجمع قواه في مطلع السبعينيات، حال عدم الاستقرار السياسي والأنظمة البيروقراطية في أغلب الدول العربية من أن يتابع مسيرة النهوض، وأنهكت الصراعات الحزبية ما تبقى من ذلك الجسد المترهل، فتخلّف الوطن العربي عن مسيرة العلم الحديث، وكانت الفجوة الرقمية في اتساع رهيب، وأضافت راديكالية المتدينين المتعجرفة حول فهم الدين عبئاً جديداً على العالم العربي في مسيرة التخلف الحديث؟!

وثالثة الأثافي، ظهور صراعات العرب السياسية البينية كي تزيد الجروح إيلاماً، في حين لم تقصّر (إسرائيل) ولا عملاؤها العرب في مضاعفة الجروح، وهكذا أطل علينا القرن الحادي والعشرون الميلادي، ونحن خارج السرب الكوني على جميع الأصعدة..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 ورقة من التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ورقة من التاريخ    ورقة من التاريخ Emptyالأحد 21 يوليو 2024, 7:14 am

بين العمالة والغباء ضاعت الغبراء
منذ كان النفوذ الأجنبي في بلاد المسلمين كان لأهل الحل والعقد من المسلمين في التفاعل مع آثار هذا النفوذ 

ثلاثة مواقف، فمنهم من أعلن رفضه القاطع لأي اعتداء على كبرياء الأمة وتطاوُلٍ على تاريخها وتآمر على 

مستقبل أجيالها، أولئك رهط جاهدوا المستعمر بالكلمة، وسعوا إلى رصّ صفوف الأمة حتى لا ينفذ منها نفوذ 

يُنسي الأجيال أمجاد الغابرين وسلامة منهجهم الذي حكموا به الدنيا فكان منهم الفاروق وخامس الراشدين، 

وكان من علمائهم العزّ بائع الملوك، وكان الجهاد سبيل شبابهم إلى جنة الدنيا والآخرة، وكانت نساؤهم أخوات 

الرجال في الحٍلّ والترحال، أصحاب هذا الموقف كان موقفهم يعمل على إعادة روح الوعي والفهم وإدراك 

خطورة الأمر الواقع، فصُنِّفوا خطيرين على مشروع الهيمنة الغربية وصُبّ عليهم البلاء من كل جانب حتى من 

بعض بني قومهم الذين كانوا يقتاتون من حشائش “الطّرْش” التي أُعِدّت للغافلين الذين هم أصحاب الموقف 

الثاني مما جرى لديار المسلمين إثر “استدمارها” و”استحمارها”، هؤلاء الغافلون رأوا سراب الحضارة 

الغربية فبهرهم، ورأوا تقدمهم المادي ففتنهم، ورأوا عروض التنفع من خدمتهم، فعَمُوا وصَمّوا ورضوا بأن 

يكونوا بجهلهم وقلة حيلتهم خدما للمستعمر وأداة في يده لتكييف حال شعوبهم وفق مصالح “المستحمِر” 

وإرادته. ولأن أصحاب هذا الموقف غافلون حسبوا أنهم بالنفوذ الذي اقتُطِع لهم يمكن أن يكونوا سادة تنفعهم 

جيوش محلية جُعِلت في خدمتهم، ومشاريع تنموية تقنع الناس بأهليتهم، وأعلاما مستقلة ترمز إلى استقلال 

مريض موهوم،   وإذاعات تهتف بجدارتهم لما هم عليه من بهرج الإدارة والحكم، وسجون يزجّون بها أصحاب 

الموقف الأول الذين يعترضون طريقهم وينعون عليهم غفلتهم إذ رضوا أن يكونوا دمى في يد من هيأ لهم كل 

هذا السراب.

أما أصحاب الموقف الثالث فهم الذين دعوا هذا المسحمِر ليستحمرنا، لم يكونوا يوما غافلين، لكنهم كانوا 

مبرمَجين لكسر هيبة الأمة قاصدين تركيعها، هؤلاء هم حنود الماسونية وأعمدتها، هم اليهود فكرا وسلوكا وإن 

لم يكونوا يهودا عقيدة ودينا، هؤلاء هم الذين كانوا يخاطبون السفير الإنجليزي بكلّ رقة ليفعل في فلسطين ما 

يريد ويُنشِب أنياب الصهيونية في أجساد الأحرار كما يريد، هؤلاء هم الذين قايضوا استقرار حكمهم بالتخلي 

عن فلسطين شعبا وقضية وتاريخا، فلتذهب فلسطين إلى الجحيم -في وجدانهم- إذا سلمت عروشهم وانتفخت 

أرصدتهم ودام عزهم الموهوم على حساب الفقراء والغلابى.

ومِلاك الأمر أن نعرف إن كان ثمة فرق بين الغافلين والزنادقة الفاهمين.

إن كل من ورِط بغفلته فأصبح جزءا من مشهد بؤس الأمة يوشك أن يتحول إلى فاهم قاصد إن لم يتدارك نفسه 

فيحتمي بشعبه ويتلاحم مع أمته في معركتها ضد القاصدين ذبحنا الوالغين في دمائنا العابثين بمقدساتنا.

يمكن أن يعذر غافل في أول الطريق، لكنه لن يبقى غافلا إزاء استعلان هذا المكر العالمي لذبح كل فضيلة 

والقضاء على كل حق وأصحاب الحق كلهم.

ولا يجوز التذرع بالغفلة ولا الاعتذار لأصحابها، فقد أيقظتهم أصوات صواريخ الصهاينة على رؤوس الغزيين 

من غفوتهم، وفي واقغ الأمر فإن من صُنّفوا غافلين لا تجدهم إن فقدتهم إلا بين أقدام الزنادقة، فكيف يمكن أن 

يظلوا غافلين ؟

صحيح أن بعض من شرّعوا أبواب أوطاننا لعدونا كانوا غافلين، لكن صحيح أنهم اليوم يتقنون أدوار الزنادقة 

مثلهم، ويجاملونهم في منتدياتهم، ويمتنعون عن مساندة المقاومة خوفا على شعورهم، فلن يكونوا موضع 

احترام ولا أهل اعتبار بيننا نحن أصحاب الموقف الأول الذين ينعى علينا خصمنا قبضنا على زناد الحقيقة 

وتسلحنا بالكلمة الصريحة فإنها تؤلمهم كالرصاصة إذ تُزرَع في رؤوسهم الآثمة وجنوبهم التي جنوا راحتها من 

دمائنا المهدرة وبطوننا الجائعة، وعدَوْا علينا وهم أبناء جلدتنا أشدّ من عدوان الصليبيين واليهود منذ واجهْنا 

ظلمهم ووقفنا في طريق مشروعهم.

بين عمالة العملاء، (العلماء) بما يفعلون، وغباء المتنفذين الذي استحال إلى تآمر مكشوف حين طمس الله على 

قلوبهم وعقولهم، ضاعت بلادنا، وستعود قريبا حرة كريمة عزيزة مهيبة على أيدي طائفة لا يضرهم من 

خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 ورقة من التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ورقة من التاريخ    ورقة من التاريخ Emptyالإثنين 22 يوليو 2024, 10:20 pm

عربٌ لم يحلُم بهم نتنياهو
العقيدة الأساسية الحاكمة للإدارة الأميركية في مرّ العصور هي حماية الكيان الصهيوني، يتنافس في ذلك الديمقراطيون والجمهوريون، لا فرق هنا بين صفاقة دونالد ترامب الخشنة ودبلوماسية جو بايدن الناعمة، فالشاهد أنّ الجميع يروْن في المشروع الصهيوني امتداداً للإمبراطورية الأميركية.


نظرة سريعة على مجمل الخطاب الأميركي بشأن إسرائيل، استباقاً لزيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن غدا الثلاثاء، تكشف أنّ الشعب الفلسطيني يواجه منذ عشرة أشهر  عملية عسكرية أميركية تُنفّذ بأيدٍ إسرائيلية، الأمر الذي يضعنا مرّة أخرى في دهشةٍ من النضال الرسمي العربي خدمةً للصفقة التي تريد كلٌّ واشنطن وتل أبيب فرضها على الجانب الفلسطيني.


من معسكر ترامب إلى معسكر بايدن، لا تخرج النظرة الأميركية إلى الشعب الفلسطيني عن تلك النظرة القديمة للهنود الحمر، الذين جرت إبادتهم، ومحوهم من الوجود، لكي تنجح عملية تأسيس الامبراطورية الأميركية. ولذلك، تنطوي التصريحات الصادرة عن الطرفين المتنافسين على رئاسة الولايات المتّحدة على رغبة في إعادة تجربة محو الهنود الحمر، ولكن المرّة هذه في أرض فلسطين، فها هو بايدن العجوز، الذي يتردّى في خرفه وشيخوخته العقلية، يُكرّر المرّة تلو الأخرى أنّه صهيوني العقيدة والفكر والحلم، أمّا منافسه ترامب، في خطابه أمس، فقال بالنصّ: “نريد عودة الرهائن. ومن الأفضل أن يعودوا قبل أن أتولّى منصبي، وإلا ستدفعون ثمناً باهظاً للغاية”.


الرسالة هنا موجهة إلى من يتحمّسون لما تسمى الوساطة الأميركية من أجل التوصّل إلي صفقة، قبل أن تكون موجّهة إلى المقاومة الفلسطينية وداعميها في لبنان واليمن، وهي رسالة مُعبّرة عن حالة البلطجة التي تمارسها واشنطن على العالم، وتُعلن عدم اعترافها بالقانون الدولي، والمُؤسّسات المعنية بإنفاذه.


يقول وزير خارجية واشنطن في فترة رئاسة ترامب، ومدير مخابراتها السابق، مايك بومبيو، إنّ إسرائيل كانت محمية، وإنّ إيران كانت تخشى أميركا حتّى غادر منصبه في 20 يناير/ كانون ثاني 2020، وهو تصريح يُجسّد خلاصة السياسة الأميركية في المنطقة؛ حماية إسرائيل بترسانة السلاح، ومشاريع الإخضاع بالتطبيع السياسي والاقتصادي العربي معها، وهذا التوجّه لا يختلف عما تعمل من أجله إدارة بايدن الحالية، حتّى لو أدّى بها الأمر إلى إهدار القانون الدولي، والتصرّف مثل عصابة من المستوطنين، وهو ما يظهر في ردّ واشنطن على قرار محكمة العدل الدولية الخاص باعتبار الاحتلال الإسرائيلي فلسطين غير شرعي، فيعلن مُتحدّث الخارجية الأميركية: “نشعر بالقلق من أنّ اتساع نطاق رأي المحكمة سيعقّد الجهود الرامية لحلّ الصراع وتحقيق السلام العادل والدائم الذي تشتدّ الحاجة إليه، والمتمثّل في وجود دولتَين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن”.


هذا الوضوح الأميركي يقابله العرب الرسميون بغلق أعينهم وسدّ آذانهم، كي لا يفقدوا نشوة النضال من أجل صفقة نتنياهو، وحدَهم المقاومون في اليمن ولبنان يُعبّرون عمّا تبقى من عروبة تنتصر للشقيق وتتصدّى للعدو، وتحارب الرغبة الأميركية في تحويل العرب جميعاً مُتفرّجين على إعادة إنتاج تجربة الهنود الحمر في أرض فلسطين، وهي الرغبة التي سوف تتأجج مُجدّداً مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ومعه ما عُرِفت بـ”صفقة القرن”، التي يريد فرضها أمراً واقعاً، لتصبح المنطقة العربية كلّها خاضعةً للتاج الصهيوني.


غير أنّ ما يثير الدهشة أنّ من العرب من لا يريد الانتظار حتّى يُصبِح ترامب رئيساً للولايات المتّحدة، ويبدأ ارتداء ملابس القتال من أجل تنفيذ رؤيته للشرق الأوسط، فتشتدّ الحملات ضدّ المقاومة في فلسطين واليمن ولبنان، وتنتعش عملية تجهيز أوراق الاعتماد انتظاراً لزيارة الإمبراطور العائد إلى الشرق العربي. هؤلاء قال عنهم نتنياهو قبل سبعة أعوام “العرب يلتفّون حولنا بشكل لم أكن أتوقّعه في حياتي”.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 ورقة من التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ورقة من التاريخ    ورقة من التاريخ Emptyالإثنين 22 يوليو 2024, 10:21 pm

صحراء عروبتنا على كتف نهر الحياة
 كانت الشام في تاريخنا مركز تجارة ومبعث حضارة، وكانت والعراق حاضرة الإسلام ومركز الدولة العباسية البديعة ، واليمن كانت مبعث أصالة النسب العربي ،وحقد خصمنا على المغرب العربي الذي وجد عزوته في الإسلام وانسلخ من ولائه لتغريب العقيدة والفكر على يد رواد أزالوا طغيان الغرب الفاجر حتى صار المغرب العربي قطعةً ترمز إلى بعض أمجادنا … ولم يجمع هذا الفسيفساء التاريخيّ الجغرافي إلا دولة الإسلام التي انتصرت لإنسانية الإنسان على حساب شهوانية الحيوان ومن يعلفه.


قسّموا بلاد الشام ، فبعد أن كانت جزءا وازنا في جسم الأمة غدت مزقا لها شرق وغرب ولها هموم مختلفة وأولويات مبعثرة وسياسات متضاربة ، صار لمختار كل حارة فيها خِتم  يختلف عن ختم مختار الحارة المجاورة .


قال سايكس ، وأكد قوله بيكو: بلاد الشام إن ظلت قطعة واحدة برأس واحد ذكّرتنا باليرموك ، واليرموك قصة ينبغي أن تمحى حروفها.


الشام تعني :  دمشق الأمويين، وعمان أبي عبيدة وصحبه الأخيار الراقدين في حضن الدحنون الحنون ، وقدس عمر بن الخطاب والفتح المبين، وبيروت بحر العلوم الأوزاعي… لذلك حقدوا على بلاد تذكرهم بذلهم وعزنا ، وما زلنا بجهلنا نكرّس علائم حقدهم كأنها منارات أنزلناها منازل المجد التليد . وما هي إلا سرطان فتك بكيان أمة أدمنت علاّتها.


باختصار ، لا أحب الوقوف على الأطلال ولا ندب الحظ ، لكني اليوم أعجب من أمة تدعي السيادة وهي تعجز أن تقول لليهود : بع !! بع لإيقاف الموت المتجول في شوارع غزة وزنقاتها ، بع للتعبير عن الوجود ونفي الموت السريريّ القبيح بأمة تلوك أمجادها كعجوز فات زمان عزها.


اسمحوا أن أسأل إن كان ثمة موجب لاعتبار سبع وخمسين دولة إسلامية ما تزال على قيد الحياة ، خصوصا وهناك (بعبع) يُنتظَر قدومه يا من لم تصدروا أي (بع) طوال قرن من الزمان ، فالرئيس الأمريكي المرشح ترامب قادم بتهديده ووعيده ، ولن يشفع لأحد منكم حسن سيرة وسلوك ، لأنه كما تعلمون يجب أن يجدد على الدوام.


في رقبتكم أطفال غزة ، وفي رقبتكم قهر رجالها ، وفي رقبتكم شعوب تتحرق لتكون جزءا من المشهد، لكنها تشارككم جرمكم ، فقد طال صبرها السلبي غير الجميل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 ورقة من التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ورقة من التاريخ    ورقة من التاريخ Emptyالثلاثاء 23 يوليو 2024, 9:17 am

لا وقت للبكاء في غزة
قصف، قنص، هدم، حرق، ترحيل، غدر، مقابر جماعية، مشافٍ خارج الخدمة، مسعفون بحاجة إلى إسعاف … هذا حال غزة، وهذا ما بيتوه لها بليل قبل انطلاق الطوفان لا على إثره. وجوقة الأعداء تتكلم كل اللغات: عربية وعبرية وإنجليزية وفرنسية وإيطالية وألمانية، وسواها، لكن أفصحها بيانا هي لغتنا العربية التي فيها التعبير عن عدو الباطن أخطر من التعبير عن عدو الظاهر، وبيانها أثر نفاق العمل أبلغ من بيانها نفاق الاعتقاد، لغتنا الفصيحة التي وصفونا بحروفها  أننا شركاء ضروريون لأعداء غزة، لضرورات مصلحية لا شِعرية ولا شرعية.
عفوا أهل غزة وعطفا وفضلا، لا تعتبوا علينا، فنحن عبيد، واللهُ قد خفف على العبيد في أحكامه، نحن عبيد فليس لدينا وقت نقتطعه من وقت أسيادنا لنشارككم همّكم بفقد أحبابكم وهدم بيوتكم، نحن عبيد فليس علينا حرج إن لم نستطع حتى أن نذرف دمعا على أيام خلت كنتم تحاولون فيها استنقاذنا من عبوديتنا وكنا نجهد في سحبكم إلى عوالم عبوديتنا، فلا نحن تحررنا ولا نحن تركناكم تستمتعون  بحريتكم لستنقذونا من عبوديتنا في قابل الأيام.
يا أهل غزة، نعلم أن تتابع الموت والدمار أفقدكم طعم الحزن وضيّق الوقت عليكم، فلم تبق  فيه سعة لبكاء ولا عزاء، لكننا نطمئنكم علينا، نحن من جهتنا مللنا الصراخ بمثل قولنا: غزة غزة أرض العزة، وهددونا بألوان التهم والملاحقة بها إن لم (نعقل) ونهدأ، وأغلقوا الطريق الموصلة إلى شعورنا بإنسانيّتنا، فرضخنا ووقفنا حيث أوقفونا بانتظار إيعاز آخر يأمرنا: للخلف دُر.
يا أهل غزة، ويا ضفة العياش، لا تؤمّلوا شيئا من مسرح اللطم العربي، فلستم بالحسين المذبوح، وليس لدى جمهور اللطم المعاصر ما يثبت ولاء صادقا لدمائكم، ويبدو أن عليكم أن تنتظروا ما ينتظر المقامرون في سوق الانتخابات الأمريكية حتى تنقضي ليتَبنّوا الطريقة التي يحاولون  بها أن يجهزوا على ما تبقى من عزيمتكم، بزعمهم، لكنهم لا يريدون أن يفهموا أن حقكم أثبت من حق الفيتناميين والعراقيين والأفغان والصوماليين، فحقكم هو حق بيت المقدس وحق البراق الذي طاف آفاقا ستبلغون مداها ما كنتم على آثار البراق ماضين  وبِخطامه متمسكين.
يا أهل غزة، لا تقلقوا علينا، نحن نعيش حياتنا بالطول والعرض، لم ننسَ مهرجاناتنا لأنها وجهنا السياحي الباسم، وانتخاباتنا على الأبواب، والمرشحون يتسابقون بالوعود الانتخابية التي أقلها تحرير فلسطين، واستخراج الكنوز، والعودة إلى زمان الفتوح الإسلامية، فمِن فتْحِ المطاعم إلى فتح أفواه الملتهمين خرفانها المشوية إلى قصّ شريط المشروعات التنموية التي تتطلب الاستعانة بالعقول الأجنبية لتوسيع “الدخلات” إلى عالم “الماك” وأخواته ذوات الوجبات المسرطنة، وجبات الفكر والمعدة على حدّ سواء. 
يا أهل غزة، لم يبقَ على قيد الحياة سواكم، فكلنا أموات. ستفرحون بالنصر، ولن تفرح أمة خذلتكم بنعْيٍ يليق بالأحرار، وسيُنصَب في مستقبل الزمان نصبان: نصب يخلّد حياتكم وشرَفها ونصب يذكّر بموتنا منذ كنا نتمتع بشُبهةِ حياة، ف:
ليس من مات فاستراح بميْتٍ
إنما الميْت ميّت الأحياء.
فاقبلوا مِن مُلحَق بالحياة مجازا تحية الإكبار أيها الأحياء الكبار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 ورقة من التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ورقة من التاريخ    ورقة من التاريخ Emptyالخميس 25 يوليو 2024, 8:17 am

واقعنا من "لاءات الخرطوم"
إثر هزيمة عام ١٩٦٧م التي أدت إلى احتلال الكيان الصهيوني خلال ساعات معدودة الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء، انعقدت قمة عربية في العاصمة السودانية (الخرطوم) وتبنت القمة يومها لاءات ثلاثة: (لا صلح...لا تفاوض...لا اعتراف بإسرائيل).
وكانت تلك اللاءات بمثابة دغدغة لعواطف الشعوب التي صدمت بهزيمة منكرة جلبت العار والذل والهوان للأمة العربية، لكن واقع الأمر خلاف اللاءات الثلاث فالعلاقة بين الكيان الصهيوني وبعض الأنظمة العربية متجذرة منذ نشأة الكيان، لكنها كانت علاقة محفوفة بالحذر والسرية كي لا تصادم مشاعر الشعوب العربية المكلومة التي كانت تناصب اليهود العداوة والبغضاء من محيطها إلى خليجها.
وزيادة في خداع الشعوب والضحك عليها كانت الأبواق الإعلامية تهدد وتزمجر بالقضاء على الكيان الصهيوني وتنعق بالكفاح المسلح لتحرير فلسطين إلى غير ذلك من التهديدات الزائفة.
ومع مرور الوقت تم تدجين الشعوب بوسائل خسيسة من نشر لأفلام خليعة ومسرحيات هزلية وأغان هابطة ومهرجانات ماجنة وإلهاء الشباب بسفاسف الأمور وتغيير في المناهج الدراسية حيث تم حذف آيات قرآنية تتحدث عن عداوة اليهود وأخرى تحث على الجهاد وتم استبدال اسم فلسطين باسم إسرائيل، واستبدل الجهاد بما يسمى بثقافة السلام، وربط اسم الجهاد بمسمى الإرهاب إلى غير ذلك من متغيرات تهدف إلى صنع جيل يقبل بالتعايش مع الكيان الصهيوني كأمر واقع، هكذا مكروا وخططوا حتى وصل الأمر إلى مرحلة من الانحطاط  لمستوى لا يتصوره عقل ولا يحلم به متصهين، حيث وصلت الأمور إلى معاقبة من يرفع علم فلسطين .
وتم رفض تسليم شهادة تخرج لطالبة لمجرد وضعها كوفية فلسطينية على كتفها يوم تخرجها.
وتم طرد طالب لمجرد أنه هتف يوم تخرجه "تحيا فلسطين".
ولقد تكشفت حقائق الأمور مع طوفان الأقصى الذي كشف عورات الجميع، حيث ساعدت أنظمة عربية الكيان الغاصب في حرب إبادته على أهلنا في غزة بل طالبوا الكيان الصهيوني بالقضاء على المقاومة.
وشارك بعضهم الكيان الصهيوني بتقديم كافة مقومات القتال.
وبعضهم سخر إمكانياته العسكرية لحماية الكيان من أي اعتداء خارجي.
وبعضهم قام بسجن ومعاقبة كل من يساند المقاومة.
ووصلت موالاة بعضهم للكيان الصهيوني إلى درجة التحقيق مع أفراد وتوجيه التهم إليهم بسبب تغريدات تدعو الله بأن ينصر المقاومة.
وتم التحقيق مع آخرين بسبب مقاطعتهم منتجات تدعم الكيان الصهيوني.
هكذا وصلنا الى مستوى منحدر من الانحطاط والتردي والوقوف بجانب الكيان النازي.
وقناعتي أن التعاون مع الكيان الصهيوني بدأ منذ تشكيل دولة الكيان، ولكن بأشكال مختلفة لأن مهندس الكيان ومهندس الأنظمة العربية واحد، مهندس وعد بلفور المشؤوم، مهندس تولى كبر تشتيت الأمة الإسلامية والقضاء على الخلافة الإسلامية وزرع بذور الانقسام والتشرذم والفتن، وما نلمسه اليوم من خذلان لأهلنا في غزة، ومؤازرة الكيان الصهيوني هو نتيجة لذلك الغرس ومكر الليل والنهار.
وبالعودة إلى لاءات الخرطوم فقد تحولت إلى لغة من اوجدوا الكيان الغاصب، فأصبحت "لا" بداية لكلمة "yes". 
فنعم للصلح ونعم للتفاوض ونعم للاعتراف ورابعة المصائب، نعم لدعم الكيان الصهيوني بكافة أشكال الدعم، وحسبنا الله ونعم الوكيل على كل متعاون ومتخاذل ومتصهين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ورقة من التاريخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موقف ورقة بن نوفل من رسول الله
»  "بن زايد": لا تصنعوا لنا معروفاً ولسنا "ورقة تين" لأحد
» ورقة سريّة حول “الضفة”.. وقف المُصالحة وتنشيط قناة “الفاتيكان”..
» طائرات إيران المسيرة.. سلاح الضرورة الذي تحول إلى ورقة رابحة
» خطابات حفظها التاريخ وخطابات صنعت التاريخ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ :: خط الزمن-
انتقل الى: