زراعة الجوافة في فلسطين
أصناف الجوافة:
من المعروف أن الجوافة تتكاثر عن طريق البذور، وغالبا ما لا يتم تطعيم الأشتال؛ ما يجعل من الصعب وجود تجانس كامل للصنف الواحد في البستان؛ ولكن هناك نسبة عالية من التجانس. وليس من الصعب الاستدلال على الصنف الموجود في المزرعة؛ أما بالنسبة للأصناف الموجودة في فلسطين، فهي كثيرة، ولكن يتم التركيز على بعض الأصناف؛ لقابليتها للتسويق، أو لتحملها فترة أكبر للتسويق، أو لموعد نضجها.
1- صنف المصري: صنف جديد، موعد إنتاجه متوسط، شكل ثماره الخارجي مرغوب للمستهلكين، ثماره صلبة؛ ما يزيد فترتها التسويقية. يبدأ نضج ثمار هذا الصنف من منتصف شهر آب، حتى ينتهي القطاف في بداية تشرين الأول. يمتاز هذا الصنف باختلاف صفات ثماره المظهرية نتيجة الإكثار بالبذور؛ حيث توجد ثلاثة أشكال للثمرة، تندرج تحت صفات الصنف، وهي:
- الشكل الآجاصي: وفيه تكون الثمار ملساء الملمس، يقترب شكلها من شكل ثمرة الآجاص.
- الشكل الدائري: تمتاز بوجود خطوط طولية بيضاء على الثمرة.
- الشكل الطويل: وفيه تكون الثمار مجعدة، شكلها طولي، وقد يصل إلى 10 سم.
2- صنف غبرة: صنف مبكر وغزير الإنتاج. وقد تراجعت المساحات المزروعة به؛ لانخفاض قابليته التسويقية، وحساسيته العالية لذبابة الثمار، بسبب عدم صلابة ثماره. وفيه يكون الشكل الخارجي للثمرة دائريًا، إلى طولي؛ ولا يوجد للثمرة عنق؛ وثماره ملساء؛ وموعد النضج من بداية آب، ويمتد إلى منتصف أيلول.
3- صنف شواطي: صنف قديم، يتأخر نضجه، يبدأ الإنتاج بعد منتصف تشرين أول، وينتهي حتى بداية كانون أول. أغلب أشجاره كبيرة العمر، يمتاز بحلاوة ثماره، خصوصاً عند هطول الأمطار؛ شكل ثماره الخارجي هرمي متجعد، كبير الحجم، وممكن أن يصل وزن الثمرة إلى 200 غم.
4- الاصناف الاخرى:
- الاصناف الحمراء: وهي منتشرة بقطاع غزة، وغير مرغوبة تسويقياً في مناطق المحافظات الشمالية.
- صنف بندوف: وهو صنف يشبه إلى حد كبير صنف الشواطي؛ لكن حجم ثماره أصغر؛ يمتاز بقابلية تسويقية متوسطة؛ موعد نضج ثماره في منتصف أيلول.
إنشاء البساتين:
قبل البدء بعملية الزراعة، يجب اختيار المنطقة التي سيتم زراعة المحصول فيها، وفحص مدى ملائمة الظروف البيئية لنمو هذا المحصول، ومن ثم معرفة طبيعة الأرض وطوبغرافيتها، قبل أخذ القرار بالبدء بخطوات الزراعه والتي تبدأ :
اختيار الموقع المناسب :يجب اختيار بستان الفاكهة فى مناطق غير نائية أو مقطوعة المواصلات؛ فعملية نقل مدخلات الإنتاج ومخرجاته تستقطع جزءًا كبيرًا من أرباح المزارعين، علاوة على ما يفقد ويتلف من الثمار نتيجة طول مدة النقل والشحن، وتشكل مشكلة المواصلات عاملاً مهمًا في بعض البلدان .
ويجب أن تكون الأرض سهلة ومنبسطة؛ من أجل القيام بالعمليات الزراعية المختلفة بيسر، إضافة إلى تجنب الأراضي التي كانت تزرع بالخضروات المروية؛ بسبب ضعف هذه الأراضي من الناحية الغذائية، وكذلك انتشار الأمراض المختلفة فيها وخصوصا النيماتودا. وقبل عملية الزراعة، يجب حراثة الأرض جيدًا وتنظيفها من الأعشاب وبقايا المحاصيل السابقة.
ثم يتم تخطيط الأرض وتحديد المسافة الزراعية بين الأشجار التي تتراوح من 4×4م إلى 5×5 م.
ثم يتم تجهيز حفر الزراعة بحجم 80 سم3. ويفضل وضع سماد بلدي أو سماد كيماوي أساسي داخل هذه الحفر وتجهيزها قبل موعد الزراعه بشهر أو شهرين.
التكاثر: يتم تكاثر الجوافة بطريقتين:
أولاً: التكاثر البذري (الجنسى)
وهى الطريقة الشائعة المستخدمة في إكثار الجوافة بغرض إنتاج أصناف جديدة؛ أو إنتاج شتلات أصول بذرية للتطعيم عليها بالأصناف المرغوبة؛ أو ابقائها بدون تطعيم وزراعتها في البستان.
وتتم هذه الطريقة بجمع الثمار في سبتمبر وأكتوبر، واستخراج البذور منها، وغسلها، وتجفيفها في مكان متجدد الهواء، ثم تعامل بأحد المطهرات الفطرية قبل الزراعة؛ لتلافي إصابة الشتلات بمرض الذبول، ثم تزرع في صناديق بلاستيكية أو خشبية خاصة للزراعة، بعد ملئها بالتراب أو الرمل. وتغطى بطبقة خفيفة من الرمل، وتوضع في البيت البلاستيكي، في مكان دافئ، ثم تتم متابعتها بالري حتى يتم الإنبات.
وعندما يصل حجم الشتلة إلى 15 سم، يتم بعد ذلك تفريدها في أكياس بلاستكية مملوءة بمخلوط التربة والرمل أو أحدهما، مع الاستمرار في الري وإزالة الحشائش، حتى تصل إلى الطول والسمك المناسبين للتطعيم أو الزراعة.
وبما أن زهرة الجوافة خنثى (تحتوي على الأجزاء الذكرية والأنثوية)، فإن البذور التي تؤخذ للزراعة قد تكون ملقحة من نفس الزهرة، أو نفس الشجرة، أو من شجرة أخرى من نفس الصنف، أو من صنف آخر؛ وهنا قد تكون الشتلة الناتجة غير مطابقة لمواصفات الأم، فيجب تطعيمها لضمان الصنف الناتج. أما اذا لم نرغب بتطعيم الأشتال، فإنه يجب أن تكون البذور من ثمار نقية الصفة. وعادة يتم تغطية الزهرات بأكياس ورقية؛ لضمان التلقيح الذاتي فيها من أجل أخذ بذورها للزراعة؛ وهنا لا حاجة لتطعيم الأشتال قبل زراعتها.
ثانياً:التكاثر الخضرى (اللاجنسى)
يتم التكاثر الخضري إما بالتطعيم، أو بالعقلة الساقية، أو زراعة الأنسجة، أو الترقيد الهوائى.
وتعد طريقة العقلة الساقية وسيلة مضمونة للحصول على شتلات معروفة الصنف عند زراعتها في المكان الدائم، وتعطى ثمارًا مشابهة لثمار الأم التي أخذت منها.
ومن الشائع لدى المربين والمنتجين صعوبة الإكثار الخضري للجوافة، سواء بالتطعيم أو العقلة؛ غير أن المحاولات والدراسات التى أجريت فى هذا المجال ساعدت كثيرا فى التغلب على هذه الصعوبات. التطعيم:
أكثر طرق التطعيم المنتشر لدينا هو التطعيم بالقلم، وذلك بعد وصول الأصل إلى السمك الملائم لذلك (أكثر من 5 ملم). وتصل نسبة نجاح هذه الطريقة إلى أكثر من 70%.
ومن الطرق الأخرى المتبعة في إكثار الجوافة: التطعيم بالعين، والرقعة، إلا أن نسبة نجاح هذه الطرق لا تزيد عن 50% فى حالة توفر العمالة الفنية؛ ولذا لا يعتمد عليها فى أغراض الإكثار لإنتاج شتلات بأعداد كبيرة.
أ- العقلة:
1- العقلة الجذرية: تجهز بطول 5سم وسمك 2/1 سم، لكنها غير عملية؛ لأن مصدرها النباتى محدود.
2- العقلة الساقية: إلى وقت قريب كان إكثار الجوافة بالعقلة الساقية من أكبر المشاكل؛ نظرا لأن نسب النجاح لا تتعدى %5 ؛ لذا أجريت العديد من الدراسات والتجارب التى تهدف إلى رفع نسب نجاح التجذير على قواعد العقلة، وأمكن بالفعل رفع نسب النجاح إلى ما يقرب من 70%، وذلك بإتباع نظام الإكثار بالعقلة الساقية ذات الأوراق تحت الطرفية من الأشجار المخصصة لأخذ العقل، على أن يتم رش الأشجار بمحلول الأثريل (الأيثيفون) بتركيز 100 جزء في المليون قبل تجهيز العقل، وتجهز بسمك لا يقل عن سمك قلم الرصاص، وبطول 15-20 سم، على أن يكون القطع القاعدي أسفل عقدة مباشرة، مع إزالة أنصال الأوراق وترك الأعناق؛ ويستبقى عليها ورقتين في القمة، مع إزالة نصف كل ورقة.
وتعامل العقل قبل الزراعة بالغمس فى أحد المواد المشجعة على تكوين الجذور على قواعد العقل، مثل: مخلوط أندول حامض البيوتريك بتركيز 3000-4000 جزء فى المليون +500 جزء فى المليون نفثالين حمض الخليك مضافا إليها مطهرًا فطريًا لمدة 10 ثوان، حيث تزرع بعد ذلك فى بيئة الزراعة من البيتموس والرمل بنسبة (1:3).
ب- زراعة الأنسجة:
أثبتت الدراسات إمكانية إنتاج شتلات الجوافة من القمم المرستيمية المزروعة فى بيئة غذائية معقمة، كما أمكن تحديد طريقة تعقيم الأجزاء النباتية والبيئية المناسبة لتكوين كل الأفرع الخضرية والجذور العرضية على الجزء النباتى.
التقليم: إن إهمال تقليم أشجار الجوافة، يؤدى إلى زيادة الأفرع الجافة ويعرضها للإصابة بالآفات الحشرات والأمراض الفطرية والبكتيرية المختلفة؛ ما يؤثر على نمو الأشجار ويسبب تدهورها؛ وبالتالي يقل محصول الأشجار سنة بعد أخرى؛ لذا فالتقليم من العمليات الزراعية الهامة للمحافظة على الأشجار.
يبدأ التقليم منذ السنة الأولى للزراعة؛ حيث يتم تقصير الأشتال على ارتفاع 80-90 سم، وتزال النموات الموجودة على الساق حتى ارتفاع 60 سم من سطح الأرض، مع إزالة السرطانات والأفرع المائية من قلب الشجرة؛ أما بخصوص الأشجار المثمرة، فيتم التقليم بتطويش الأفرع الرئيسية التى تنمو لأعلى، للحد من ارتفاع الأشجار إلى أعلى، كما يتم فتح قلب الشجرة وإزالة الأفرع الجافة والمتزاحمة والمتشابكة والمصابة، كما هو الحال فى حالة الأشجار المتهدلة أو المفترشة النمو؛ وذلك لكي يتخللها الضوء والهواء، ولتسهيل عمليات جمع الثمار ومقاومة الآفات والأمراض، إضافة إلى تكوين خشب حمل جديد يزيد من المسطح الخضري والثمري للأشجار.
وقد دلت التجارب على أن درجات التقليم تؤثر على المحصول كمًا ونوعًا، حيث إن التقليم الخفيف تطويش أفرع عمر سنة أدى إلى زيادة عدد الثمار على الشجرة، ولكنه قلل من حجم الثمار وجودتها، بينما أدى التقليم الجائر إلى زيادة حجم الثمار؛ ولكنه قلل عدد الثمار على الشجرة؛ بينما التقليم المتوسط هو أنسب درجات التقليم حيث أعطى محصولاً مناسباً من حيث الكمية والجودة.
القطف:
يبدأ نضج ثمار الجوافة بعد حوالي 14 أسبوعًا من اكتمال الإزهار. وغالباً ما يبدأ في جمع المحصول من شهر آب للأصناف المبكرة (المصرية والغبرة)، وحتى تشرين ثاني للأصناف المتأخرة (شواطي وبندوف) حسب موعد إزهاره.
وعموماً يتراوح محصول أشجار الجوافة ما بين 30-40 كجم في الأشجار حديثة الإثمار، ويزيد المحصول إلى 80-100 كجم فى حالة الأشجار المعتنى بها من حيث الري والتسميد ومقاومة الآفات.
ومن المعروف أن ثمار الجوافة تقطف عند قرب نضجها على الأشجار. ومن علامات النضج اللون الذي يصبح مائلاً إلى اللون الأصفر؛ إلا أن العامل المحدد لنضجها هو نسبة تركيز السكريات فيها، والتي تقاس بواسطة جهاز قياس نسبة السكر (ريفراكتوميتر).
ومن مشاكل الجوافة: أنه يجب قطفها عند النضج، ولا تتحمل بقائها على الشجر، كما أنها غير قابلة للتخزين لفترات طويلة بعد قطفها، وهذا يعتبر من تحديات التسويق؛ حيث يتسبب أحيانا بانخفاض حاد في أسعارها إذا تراكمت في السوق للحاجة السريعة إلى بيعها قبل فوات الأوان. ويوجد هناك أبحاث لإطالة عمر تخزين الجوافة بعد القطف؛ ولكن لم تطبق على أرض الواقع بعد؛ لارتفاع تكاليفها.