منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 74186
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام   المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام Emptyالثلاثاء 20 أغسطس 2024, 3:20 pm

المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام 7458-1724090053

بدو رحّل حكموا نصف العالم.. المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام
كان اجتياح المغول للعالم الإسلامي قضية شغلت ألباب كثير من المؤرخين في الشرق والغرب، وصار استقطاب العالم الإسلامي لهؤلاء الغزاة بمثابة اللغز الذي لم ير التاريخ له مثيلا؛ إذ أصبح الغزاة المحتلون جزءًا من العالم الإسلامي المُحتَل، وتحولوا من أعداء يحرقون ويقتلون ويخربون كل شيء في طريقهم، إلى أنصار ينافحون عن دار الإسلام، ويصبحون من أكبر دعاته ودعائمه.
في هذا السياق يأتي كتاب "المغول والعالم الإسلامي، من الغزو إلى اعتناق الإسلام" للمؤرخ المعروف بيتر جاكسون ليفسر هذا الحدث الضخم الذي تمثل باجتياح جماعات الرحل الأراضي التي تشكِّل حاليًا إيران والعراق وتركيا وأفغانستان، وكذلك آسيا الوسطى وأجزاء من أوروبا الشرقية.
المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام 111-1724096254ترجمة منى زهير الشايب لكتاب "المغول والعالم الإسلامي، من الغزو إلى اعتناق الإسلام" للمؤرخ المعروف بيتر جاكسون (الجزيرة)
والكتاب يسعى للإجابة على عدد من الأسئلة، أهمها: كيف استطاع المغول إخضاع هذه المساحة الشاسعة من الأراضي الإسلامية في غضون بضعة عقود فقط لسلطانهم؟ وما مدى الدمار الذي تركته حملات الغزو على الأراضي الإسلامية؟ وإلى أي مدى تفاقم الضرر بسبب الحروب اللاحقة بين خانات المغول المعادية؟ وكيف أثرت الهيمنة المغولية على الأمراء المسلمين الخاضعين لسلطانهم، ورعاياهم المسلمين على المستوى الشعبي؟ ومن أي منظور رأى هؤلاء الخاضعون الحكام المغول الكفار؟ وكيف توصل أفراد السلالة الجنكيزية وقادتهم العسكريون وأتباعهم المغول إلى الإسلام؟ وهل حدث تغيير في البنية الاجتماعية والفكرية؟ وما العواقب المترتبة على اندماج دار الإسلام في إمبراطورية عالمية وتأثير ذلك مع اتصالها الوثيق بحضارة الصين القديمة المعقدة وغير المسلمة ؟
المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام GettyImages-637623678-1724089769مسجد وزير خان في لاهور الباكستانية تم بنائه في عهد الإمبراطور المغولي شاه جيهان (غيتي)
والمؤلف بيتر جاكسون هو أستاذ فخري لدراسات تاريخ العصور الوسطى في جامعة كيل في بريطانيا، وله مؤلفات حول الحروب الصليبية، والعالم الإسلامي الشرقي، والمغول، ومن ضمن مؤلفاته كتاب بعنوان «المغول والغرب 1221-1410».

end of list
وكتابه " المغول والعالم الإسلامي من الغزو إلى اعتناق الإسلام " أصدرته مطبعة "جامعة ييل" في طبعته الإنجليزية الأولى في مايو/أيار 2017، وصدر الكتاب حديثا عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة في أكثر من 550 صفحة، بترجمة الدكتورة منى زهير الشايب أستاذة الآثار والحضارات القديمة بكلية الآداب جامعة القاهرة.
يقدِّم المؤلف نظرة تاريخية ملحمية حول غزو المغول لغرب آسيا وانتشار الإسلام خلال سنوات الحكم غير الإسلامي، مبينا أثر الحملات والمجازر المدمرة، لينقلب كل هذا بعد سنوات قليلة إلى الضد، ويتحول المغول إلى الإسلام دينيا، ويُحكِّمون شريعته في حياتهم العامة.
المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام 1222-1724096319كتاب " المغول والعالم الإسلامي من الغزو إلى اعتناق الإسلام " أصدرته مطبعة "جامعة ييل" (الجزيرة)
ويهدف الكتاب لبحث تأثير حملات جيوش تيموجين، المعروف باسم "جنكيز خان"، على العالم الإسلامي، وخلفائه الثلاثة الأوائل الذين قامت تحت حكمهم إمبراطورية المغول ( أو التتار كما يطلق عليهم غالبا). ومن ناحية أخرى دراسة طبيعة الحكم المغولي للمسلمين، وصولًا إلى تحول الخانات إلى الإسلام، وإرث الخضوع للوثنيين على المدى الطويل.
اقتباس :
الكتاب أخذ على عاتقه تغيير الصورة التاريخية النمطية المعروفة عن المغول بأنهم همجيون متوحشون يفتقرون معالم الإنسانية والحضارة، وحاربوا الإسلام والمسلمين ونكلوا بهم، ويؤكد على أن هذه الصورة لا تمثّل سوى الجزء الأسود المظلم من سلوكهم الذي نقل عنهم، والتاريخ يشهد بأن قبيلة "القبجاق" المغولية التي تحولت لتصبح أشد المناصرين والمدافعين عن الإسلام بأبهى صوره الحضارية كان لها لمسات إبداعية.
والكتاب أخذ على عاتقه تغيير الصورة التاريخية النمطية المعروفة عن المغول بأنهم همجيون متوحشون يفتقرون معالم الإنسانية والحضارة، وحاربوا الإسلام والمسلمين ونكلوا بهم، ويؤكد على أن هذه الصورة لا تمثّل سوى الجزء الأسود المظلم من سلوكهم الذي نقل عنهم، والتاريخ يشهد بأن قبيلة "القبجاق" المغولية التي تحولت لتصبح أشد المناصرين والمدافعين عن الإسلام بأبهى صوره الحضارية كان لها لمسات إبداعية.
وعمل المغول وعلى رأسهم الخانات والأمراء والملوك على ترسيخ مظاهر الحضارة الإسلامية في المملكة الذهبية ([url=https://www.aljazeera.net/culture/2021/9/20/%D8%AE%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%85%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%88%D9%84#:~:text=%D9%88"%D8%AE%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%84%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A%D8%A9" %D9%87%D9%8A,%D9%88%D8%A3%D8%AE%D8%B0%D8%AA %D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9 %D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9%D9%87%D8%A7 %D9%84%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%86 %D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9]خانية القبيلة الذهبية[/url]) كغيرها من البلاد الإسلامية، وحرصوا على توثيق كل ما هو إسلامي ذو طابع حضاري في تصرفاتهم وحياتهم العامة والخاصة.





خريطة نصف العالم

وحتى نعرف حجم هذه الإمبراطورية الشاسعة المترامية الأطراف، الممتدة عبر القارات الثلاث القديمة، يشير المؤلف إلى أن الكتاب عندما يذكر اسم إيران فهو لا يعني أذربيجان فحسب، بل يمتد إلى أقصى الشرق مثل نهر أموداريا (نهر أوكسوس) وجبال سليمان أو "كوة إي" الممتدة في أفغانستان، وبالتالي تشمل تركمانستان الحديثة ومدنا مثل هرات وغزنة/غزني (كلتاهما اليوم في أفغانستان)، وبناء على ذلك تشير كلمة خراسان إلى منطقة أكبر بكثير من المقاطعة الإيرانية الحديثة التي تحمل هذا الاسم، وتضم آسيا الوسطى هنا أراضي أريغا (كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان) من الجمهوريات الخمس الحديثة التي نالت استقلالها بعد تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991، إقليم شينجيانغ الصيني (الإيغور المتمتعة بالحكم الذاتي)، وآسيا الداخلية (وتسمى أحيانا وسط أوراسيا) فلها معنى أوسع ولا تشمل هذه المناطق فحسب، بل تشمل أيضا منغوليا وجنوب سيبيريا، وأطلقت تسمية السهوب الأوراسية أخيرا على الأراضي العشبية الممتدة من حافة منطقة غابات منشوريا إلى الأنهار العظيمة التي تسقي أوكرانيا وما وراءها حتى نهر الدانوب السفلي.
وتتجاوز الدراسة التوثيق والتدوين المعروفين للمذابح والفظاعات والدمار إبّان حملات المغول، كي تصل لاستكشاف جوانب مختلفة لهذا الحدث الإمبراطوري الهائل، وتتفحص في العمق العواقب الثقافية على الأراضي الإسلامية، والتجربة الإسلامية للسيطرة المغولية وتحول الغزاة نحو اعتناق الدين الإسلامي.
وفي محاولة لإعادة الاعتبار لهذه الفترة الغامضة من التاريخ يقول المؤلف: إن التاريخ لم يكن سخيًا في العادة مع الجماعات الرحل، فقد اتجه المؤرخون إلى ترك القليل من البقايا الأدبية أو عدم ترك أي بقايا على الإطلاق، ولا يوجد شيء يذكر في المواد الأرشيفية، ولهذا اعتمدنا على كتابات جيرانهم المستقرين الذين كانوا ينظرون إليهم على أنهم غير متطورين وهمج، حيث الحكم الثابت على الرحل أنهم خارجون على القانون وجشعون؛ إذ تعتبر غزوات جماعة الرحل إعاقة للتطور السياسي والحضاري.
وفي إطار حركة التأريخ الحديثة حيث يتجه المؤرخون الغربيون لإبراز الانعكاسات الأكثر إيجابية لحكم المغول في المناطق الواسعة التي احتلوها من آسيا، يقول المؤلف: أتعاطف على نطاق واسع مع هذه الآراء للمؤرخين الجدد، إلا أنني أشعر بالقلق أيضا لتجنب التقليل إلى أدنى حد من صدمة الغزو المغولي، لاسيما الدمار سواء كان مؤقتا أو على المدى الطويل والذي صاحب الحملات في الغرب، وقد يكون هناك الكثير من المبالغات في أعداد الغزاة وأرقام الضحايا والأضرار التي لحقت بهم خاصة في المراكز الحضرية في شرق إيران، إلا أن هذا لا يعني أنه يجب التقليل من التأثير القاتم للغزوات المتتالية التي قامت بها الجماعات الرحل الوثنيون، الذين كان لديهم ما يطلق عليه تقنية حصار متفوقة، ولا يمكننا أن نتجاهل العواقب الاقتصادية والاجتماعية الضارة للضرائب الجشعة وغير الممنهجة خلال العقود الأولى من حكم المغول، وربما بعد ذلك، أو آثار القهر على يد قوة كافرة لأول مرة منذ قرون في إيران والعراق، على ما يمكن تسميته بشكل فضفاض بالنفسية الإسلامية الجماعية. وبعبارة أخرى فإن هذا الكتاب يتميز إلى حد كبير بتركيزه على المواطن المسلم بدلا من الحاكم الكافر، بحسب المؤلف.
المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام 3-88داروغجي (جابي الضرائب) منغولي في احدى مدن وسط آسيا القديمة (مواقع التواصل)
ومن ناحية أخرى فقد أبرز المؤلف دور الحكام المسلمين العملاء الذين مشوا في ركاب المغول وساندوهم بقواتهم لتعزيز القدرة العسكرية لآلة الحرب المغولية، وتسهيل إخضاع إخوانهم في الدين سلميا أو عسكريا، فقد كان جيش جنكيز خان يضم أعدادا كبيرة من القوات المسلمة، وكان هذا الأمر أكثر وضوحا بعد 40 عاما، عندما تحالفت قوات كبيرة تابعة لبعض الأمراء المسلمين من إيران والعراق والأناضول حيث قام هذا التحالف بقيادة هولاكو بمهاجمة الخلافة وإسقاطها.

القبيلة التي حكمت العالم

وأفرد الكتاب فصلا كاملا لدراسة واقع الدول الإسلامية التي قبعت تحت سيطرة المغول، مشيرا في ذلك إلى أن الدراسة تجاوزت عصر الإمبراطورية الموحدة، لدراسة الخانات المنفصلة، حيث انقسم العالم المغولي في أوائل ستينيات القرن الـ13، في غضون بضع سنوات فقط من إسقاط هولاكو للخلافة، حيث برزت الدولة الإيلخانية في إيران والعراق، وخانية جغطاي في آسيا الوسطى، وشكل المسلمون منذ البداية أغلبية، أما الدولة الثالثة، وهي المعروفة لدى المؤرخين باسم [url=https://www.aljazeera.net/culture/2021/9/20/%D8%AE%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%85%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%88%D9%84#:~:text=%D9%88"%D8%AE%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%84%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A%D8%A9" %D9%87%D9%8A,%D9%88%D8%A3%D8%AE%D8%B0%D8%AA %D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9 %D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9%D9%87%D8%A7 %D9%84%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%86 %D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9]خانية القبيلة الذهبية[/url] في سهول بونتياك وقزوين وغرب سيبيريا، لم تكن الحال كذلك، واستغرقت الأسلمة وقتا أطول، ولكن في كل الأحوال اعتنق الحكام الجنكيزية وأتباعهم المغول الإسلام في أوقات مختلفة، وفي الصين الحالية ومنغوليا وشرق آسيا الوسطى، حيث أراضي إمبراطورية "يوان" التي حكمها الخانات الكبار (الخاقان) حيث انتصرت البوذية وبقيت فيها الأسلمة محدودة إلى حد ما.
وبدأ انقسام الإمبراطورية المغولية بوفاة القائد "مونكو خان" عام 1259م، ولم يكن له وريث شرعي، مما أدى إلى نشوب صراع داخلي بين أفراد عائلة "تولي خان" على لقب الخان، وتفاقم الوضع حتى أفضى إلى حرب أهلية، وأدت تلك الحرب الأهلية، إلى جانب حرب "بركة – هولاكو"، وحرب " كايدو – قوبلاي" التي تلتها، إلى ضعف سيطرة الخان الأكبر على الإمبراطورية المغولية، ومن ثم تحطمت الإمبراطورية إلى عدة خانات مغولية ذاتية الحكم وهي : خانة القبيلة الذهبية في الشمال الغربي، وخانة "جغطاي" في المنتصف، والدولة "الإيلخانية" في الجنوب الغربي، و"مملكة يوان" في الشرق، المتمركزة فيما يعرف في العصر الحديث بمدينة بكين. وبالطبع سعت كل خانة من الخانات الأربع وراء مصالحها وأهدافها الخاصة، وسقطت كل خانة منها في أوقات مختلفة، بحسب المترجمة.
المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام Shutterstock_1589833315أراض حكمتها خانية القبيلة الذهبية وشملت القرم وأجزاء كبيرة من روسيا وأوكرانيا ووسط آسيا والقوقاز (شترستوك)
ويستعرض الكتاب المصادر الرئيسية المكتوبة، وهي في معظمها من أعمال الكتاب المسلمين السُنة، واثنين من الكتاب الشيعة، معتمدًا على أعمال كُتاب القرنين الـ13 والـ14 الذين كتبوا بالفارسية والعربية، وكتابات أخرى قليلة باللغتين اللاتينية والفرنسية القديمة، ويعرض لكتابات مؤرخين ثقاة أمثال الجويني الذي شغل منصب المحافظ الإيلخاني لبغداد، ورشيد الدين الذي شغل رئيس وزراء الإيلخانية لأكثر من عقدين.
وكان المؤرخون العرب والمسلمون متوافقين على تسمية المغول بـ"الأتراك " مثلما فعل الجوزجاني، وكذلك ابن الأثير فكان يطلق على التتار بأنهم مجموعة من الأتراك، وكان أول من ذكر الهجوم المغولي على غرب آسيا مؤرخ مسيحي قبطي من مصر.
واستطاع المؤلف أن يمهد لبدايات العلاقات بين المسلمين وجماعات الرحل من المغول من خلال مسح حيوي للعلاقات حتى عشية هجمات المغول (بين دار الإسلام وجماعات الرحل في السهوب الأوراسية)، ومعظمهم من الشعوب التي بقيت من أنقاض إمبراطورية الأتراك السابقة في القرنين السادس والسابع.

اجتياح البدو الرحل

وعشية هجمات المغول الأولى، شهد العالم الإسلامي تدفقات جماعية للبدو الرحل كغزاة وحلفاء بعد ما اعتنقوا الاسلام حديثا وعلى مدار العقود الثمانية السابقة، وتكيفوا مع خضوعهم للمسلمين، ومع ذلك لم تستطع دولة "قرة خيتاي" (القراخطائية) -وريثة سلالة حكمت أجزاء من شمال الصين لأكثر من قرنين واستوعبت الثقافة الصينية إلى حد كبير ودخلت في علاقات قوية مع المسلمين- أن تحذر المسلمين في بلاد ما وراء النهر وخوارزم وإيران وأفغانستان بقدوم مغول جنكيز خان.
ولن نستطيع حصر فترة الغزوات التي امتدت حتى عام 1260م والتي يفصلها الكتاب في فصول ثلاثة متوالية، في حين يركز المؤلف على عصر الإمبراطورية المنقسمة بعد ذلك التاريخ، ويفصل الكاتب قصة التوسع المغولي في الفصل الثالث حتى عام 1252م مع تبيان الغزو الهولاكي لجنوب غرب آسيا خلال خمسينيات القرن الـ13 الميلادي.
أما إدارة الإمبراطورية المعقدة تحت حكم الخاقانات من أوقطاي (129 – 1241) إلى مونكو (1251- 1259) وتوزيع أراضي الإقطاعات بين أفراد أسرة جنكيز خان خلال عصر هولاكو و الدولة الإيلخانية التي أسسها فقد شغلت هذه الأحداث الفصل الرابع من الكتاب.
وفي الفصل الخامس من الكتاب سلط الضوء على التوترات والانقسامات داخل النظام الإمبراطوري وبين الجنكيزية أنفسهم، مهيئا المشهد للأقسام الأخيرة التي تبحث في الطبيعة التخريبية لإنشاء هولاكو الإيلخانية، وتعامل معها على أنها مرحلة متكاملة في تفتيت الإمبراطورية المغولية في الأعوام (1260 – 1262).
أما الفصل السادس فقد خصصه المؤلف لبحث مقدار الدمار الذي لحق بدار الإسلام بسبب الغزوات، وكيف حدث التعافي قبل عام 1260م بسبب المبادرات المحلية وتحريض الحكام المغول.
اقتباس :
ويبحث الكتاب في فصله السابع حول كيفية تأثير الصراعات بين الدول التي نشأت بعد عام 1260م، والأنشطة المضطربة لمختلف مجموعات الرحل داخل هذه الدول على الاقتصاد الزراعي والحضري للعالم الإسلامي، حيث عاثت به الغزوات المغولية تدميرا وتهجيرا قسريا، لأعداد كبيرة من المسلمين وغير المسلمين. ونتيجة لهذا التشتت، أدخلت أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي في علاقة وثيقة بشكل ملحوظ مع أجزاء أخرى من أوراسيا، وبالطبع الصين وأوروبا اللاتينية أيضا، فيما يحاول الكتاب خلال الفصل التالي أن يبحث أعراض هذه العملية المحسوسة في مجالات الفنون البصرية والتجارة والمعرفة التقنية
ويبحث الكتاب في فصله السابع حول كيفية تأثير الصراعات بين الدول التي نشأت بعد عام 1260م، والأنشطة المضطربة لمختلف مجموعات الرحل داخل هذه الدول على الاقتصاد الزراعي والحضري للعالم الإسلامي، حيث عاثت به الغزوات المغولية تدميرا وتهجيرا قسريا، لأعداد كبيرة من المسلمين وغير المسلمين. ونتيجة لهذا التشتت، أدخلت أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي في علاقة وثيقة بشكل ملحوظ مع أجزاء أخرى من أوراسيا، وبالطبع الصين وأوروبا اللاتينية أيضا، فيما يحاول الكتاب خلال الفصل التالي أن يبحث أعراض هذه العملية المحسوسة في مجالات الفنون البصرية والتجارة والمعرفة التقنية.
المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام 3-copy-46يبدو التأثر بالعمارة الإسلامية الآسيوية واضحا في ضريح جوتشي بن جنكيزخان في قراغندي الكازاخية (مواقع التواصل)
ويأتي بعد ذلك تفصيل المؤلف غزوات جنكيز خان باتجاه الغرب على مدى 80 عاما تقريبا، ثم غزوات هولاكو لحوالي 40 عاما، ثم يتبع ذلك بتأثير هيمنة المغول الوثنية، متناولا في الفصل التاسع الحكام المسلمين المحليين الذين احتفظوا بعروشهم مقابل الولاء المطلق للمغول، مشيرا إلى الالتزامات التي يفرضها الغزاة للأنظمة الخاضعة لهيمنتهم، ويلقي الضوء على العلاقة المحفوفة بالمخاطر أحيانا بين خدم المغول من المسلمين وبين الخانات من الوثنيين والقادة العسكريين وبين زملائهم من غير المسلمين، وهنا يتتبع الكتاب ميزان القوى المتغير بين كبار المغول والمسؤولين المدنيين الطاجيك (التاجيك)، ويحقق إلى أي مدى كانت هذه الكوادر الحاكمة المتباينة والمتداخلة في شئون الحكم.

إسلام المغول

ويستكشف الفصلان الـ12 والـ13 أسلمة المغول، حيث أظهر الكتاب هذه التحولات الملكية بشكل بارز، فقد رأوا في حدث قبول الخان غازان للإسلام (1295م) تحولا فاصلا، وبداية في التحول النهائي للتوجه الديني للدولة، في حين أن الواقع يظهر أن الملوك الذين اعتنقوا الإسلام قد ساروا على خطى أعداد كبيرة داخل مؤسساتهم العسكرية، وأن الأسلمة كانت عملية طويلة وأحيانا متقطعة.
اقتباس :
كان أبو المعالي ناصر الدين (بركة خان) وهو الابن الرابع لجنكيز خان، واسمه قبل الإسلام "جوجي"، أول من أسلم من حكام المغول، وكان مغول الشمال "القبجاق" (القبيلة الذهبية) السباقين إلى الدخول في الإسلام متقدمين على بقية القبائل المغولية، وبإسلامه دخل كثير من مغول الشمال الإسلام
وكان أبو المعالي ناصر الدين (بركة خان) وهو الابن الرابع لجنكيز خان، واسمه قبل الإسلام "جوجي"، أول من أسلم من حكام المغول، وكان مغول الشمال "القبجاق" (القبيلة الذهبية) السباقين إلى الدخول في الإسلام متقدمين على بقية القبائل المغولية، وبإسلامه دخل كثير من مغول الشمال الإسلام. وأصبحوا لبنات قوية في المجتمع الإسلامي فنشروا الدين ونصروه بعد أن كانوا معاول هدامة له.
ومع هذا التحول الذي يعد فاصلا في تاريخ الدولتين المغولية والاسلامية، أولى بركة خان، اهتمامه للحياة العلمية والثقافية في مملكة القبجاق فأنشأ المساجد والمدارس والزوايا في جميع أرجاء البلاد، وقرب العلماء والفقهاء منه، حتى إن المؤرخ الفرنسي والطبيب غوستاف لوبون قال "هؤلاء الهمج المتوحشون الذين هدموا الآثار والشواهد، وأحرقوا الكتب والمكتبات وأراقوا الدماء، وخربوا بغداد وعاثوا فيها فسادا هم أنفسهم الذين تحضروا لاحقا في مدرسة العرب والإسلام وأخذوا بعجائب الحضارة العربية والإسلامية، وأصبحوا من أشد حماتها، بعد أن تبنوا دينهم وحضارتهم، وقربوا إليهم علماءهم وأقاموا في الهند إمبراطورية قامت على عناصر هذه الحضارة العربية الإسلامية ومنجزاتها".
اقتباس :
يبحث المؤلف في فصله الـ12 أنماط التحول ومشاكل المفاهيم، لاسيما التساؤلات المراوغة عن جاذبية الإسلام للمغول الرحل في غرب آسيا، والوسائل التي نقلت العقيدة الجديدة إليهم، ويناقش تحول المغول العاديين والأستقراطية المغولية، ويتمم الأسلمة في الفصل الـ13 حيث يسلط الضوء بشكل أساسي على تحول خانات بعينها، والتغيرات والتأثيرات التي أعقبت هذه التحولات في العقيدة، وإلى أي مدى على وجه الخصوص حيث تشكلت السياسات اللاحقة لهؤلاء الحكام انبثاقا من عقيدتهم الجديدة
ويبحث المؤلف في فصله الـ12 أنماط التحول ومشاكل المفاهيم، لاسيما التساؤلات المراوغة عن جاذبية الإسلام للمغول الرحل في غرب آسيا، والوسائل التي نقلت العقيدة الجديدة إليهم، ويناقش تحول المغول العاديين والأستقراطية المغولية، ويتمم الأسلمة في الفصل الـ13 حيث يسلط الضوء بشكل أساسي على تحول خانات بعينها، والتغيرات والتأثيرات التي أعقبت هذه التحولات في العقيدة، وإلى أي مدى على وجه الخصوص حيث تشكلت السياسات اللاحقة لهؤلاء الحكام انبثاقا من عقيدتهم الجديدة.
ولا ينتهي الكتاب قبل بحث الدولة الإيلخانية، وكذلك تجربة المسلمين من جميع الطبقات الاجتماعية تحت حكم المغول الوثنيين من خلال بحث أطر الضرائب والقانون والحرية الدينية، لافتًا النظر إلى مجموعة متنوعة من الإجراءات القمعية التي اتخذها الغزاة، لاسيما تلك المنصوص عليها في قانون المغول (الياسا) والعرف (اليوسون)، مشيرا إلى ما اعتبره المسلمون خروجا صارخا غير مرحب به عن ممارسات حكامهم قبل المغول
ويختتم الكتاب ببحث تأثير حكم المغول الوثنيين على العالم الإسلامي على المدى الطويل، مرورا بالقرن الـ16 ولغاية القرن الـ19، حتى في تلك الأقاليم التي أصبحت فيها السيادة الجنكيزية في ذلك الوقت حبرا على ورق.
وفي مجال فن الحكم والمؤسسات الحاكمة كانت من أكبر الاهتمامات التي أولاها أمير الحرب التركي المغولي تيمورلنك (الأعرج) اهتمامه -وهو الذي سمه نفسه سيف الإسلام- بإعادة إنشاء إمبراطورية جنكيز خان من مركز قوته في آسيا الوسطى بين عامي (1370،وحتى وفاته 1405م)، لكنه اهتم بالحكم باسم "ظل" جنكيز خان.
وكانت هناك مرحلة أخرى تتمثل في إعادة شعوب الأوزبك لحكم جنكيز الفعلي في بلاد ما وراء النهر، وقد أطاحوا بخلفاء تيمور في الفترة ما بين (1500 – 1507م)، ثم جاء الكازاخ في محاولة جيدة لإطالة حكم جنكيز خان مما دفع محرري تاريخ كامبردج إلى تسمية هذه المرحلة بـ(العصر الجنكيزي).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 74186
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام   المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام Emptyالثلاثاء 20 أغسطس 2024, 3:24 pm

"خانية القبيلة الذهبية".. كيف مهد المغول للعولمة والعالم الحديث؟

يقدم كتاب "الخانية: كيف غير المغول العالم" لمحة عن الطبيعة البدوية للمغول الرحل الذين قطعوا مسافات شاسعة وبنوا مجتمعات متطورة، في السهوب الغربية الأوراسية، التي أصبحت واحدة من حضارات العصور الوسطى في المنطقة.




المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام BOOK-Template-1


كتاب "الخانية: كيف غير المغول العالم" صدر عام 2021 عن بلكناب للنشر التابعة لمطبعة جامعة هارفارد 
يشتهر المغول على نطاق واسع بشيء واحد وهو "الغزو"، لكن البدو الرحل الذين تمردوا على تهميشهم في التاريخ قدموا للعالم ما هو أكثر بكثير من الغزو والدمار، إذ يقول كتاب جديد إننا نعيش في عالم حديث موروث من لحظة المغول.
يكشف كتاب "الخانية: كيف غير المغول العالم" -الصادر عام 2021 للمؤرخة الفرنسية ماري فافيرو- أن إنجازات المغول امتدت إلى ما هو أبعد من الحرب. فلمدة 300 عام، لم يكن المغول أقل قوة في التنمية العالمية مما كانت عليه روما، لقد تركوا وراءهم إرثا عميقا في أوروبا وروسيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط، ولا يزال ملموسًا حتى يومنا هذا.
تأخذنا فافيرو -الحاصلة على دكتوراه في التاريخ من جامعة السوربون- لاستكشاف أحد أقوى مصادر التكامل عبر الحدود في تاريخ العالم.
كانت "الخانية المغولية" هي العقدة المركزية في الازدهار التجاري الأوراسي (أوروبا وآسيا) في القرنين الثالث عشر والرابع عشر، وكانت قناة للتبادلات الفكرية والتجارية عبر آلاف الأميال.
وبنظامهم السياسي الفريد -وهو ترتيب معقد لتقاسم السلطة بين الخان والنبلاء- تمت مكافئة الإداريين والدبلوماسيين الماهرين، وتعزز نظام اقتصادي حيوي ومنظم ومبتكر.
من ساراي -عاصمة القبيلة الذهبية والمملكة المغولية- التي وصفها ابن خلدون بأنها من أجمل المدن "مليئة بالناس، والبازارات الجميلة والشوارع الواسعة"، والتي تقع على نهر الفولغا السفلي في جنوب روسيا الحالية، قدمت الخانية المغولية نموذج حكم لروسيا، وأثرت على الممارسات الاجتماعية وهيكل الدولة عبر الثقافات الإسلامية، وقدمت نظريات وأفكار حول العالم الطبيعي، ونموذجا للتسامح الديني، وحكمت معظم روسيا وكذلك أجزاء من سيبيريا والبلقان وشمال آسيا الوسطى والقوقاز.

يقدم الكتاب ملخصًا لتأسيس الإمبراطورية المغولية، وشكلها شبه الدستوري الفريد من الحكم، والتوسع الذي حمل الخانية ورعاياها من البدو الرحل بعيدًا عن وطنهم، معتبرا أنها الإمبراطورية الوحيدة التي توسعت بشكل هائل بهذه السرعة، على الرغم من القاعدة السكانية الصغيرة للمغول وحلفائهم الرحل مقارنة بالسكان الذين غزوهم. ويستعرض الكتاب كذلك تقسيم الإمبراطورية إلى خانات فرعية مستقلة في البداية ثم إلى دول مستقلة تمامًا ومعادية لبعضها بعضا في أحيان كثيرة.

خانية القبيلة الذهبية

و"خانية القبيلة الذهبية" هي إحدى خانيات إمبراطورية المغول، وحكمت الجزء الشمالي الغربي من أراضيها، وأسسها باتو بن جوجي بن جنكيز خان وحكمت مناطق واسعة من بلاد القفجاق والبلقار (الصقالبة) والغولغا وحتى حدود إيران وآسيا الصغرى، واعتنق مغول القبيلة الذهبية الإسلام منذ عهد بركة خان (شقيق باتو) وأخذت الخانية موقعها لتكون دولة إسلامية ذات علاقات ودية مع المماليك في مصر والشام، على النقيض من المغول الإيلخانيين في فارس.
ويأتي الكتاب ضمن محاولات غربية متزايدة لكتابة تاريخ أكثر شمولا للمغول وخاصة "القبيلة الذهبية" التي حكمت مساحات شاسعة من روسيا وآسيا الوسطى بين منتصف القرن الثالث عشر ومطلع القرن السادس عشر، على خلاف الصورة النمطية السائدة عن المغول التي تنسب "الاستبداد الشرقي" للسابقة المغولية الوحشية، وهي صورة لم يتجنبها كثير من الباحثين الذين غفلوا عن المرونة والقابلية العالية للتكيف التي ميزت حكم القبيلة الذهبية ضمن مزيج من التعددية المجتمعية والمؤسسات المغولية الخالصة.
يؤكد الكتاب على الطبيعة البدوية للمغول الرحل الذين قطعوا مسافات شاسعة وبنوا مجتمعات متطورة، في السهوب الغربية الأوراسية، التي أصبحت واحدة من حضارات العصور الوسطى في المنطقة.


ويناقش الكتاب مزايا القوة الجماعية البدوية في الجغرافيا السياسية والتجارة، وكيف يمكن أن تولد الإمبراطوريات من شعوب ودول متحركة، وليس فقط من القوى المستقرة والإمبراطوريات الاستعمارية المرتبطة عادة بالعصر الأوروبي.
يُظهر الكتاب بشكل قاطع أن "الرعي ليس مرحلة بدائية على طريق التحديث"، ولكنه أسلوب حياة مختلف تمامًا نجحت فيه بجدارة الإمبراطورية المغولية عبر ديناميكيات التكيف والتجارة والدبلوماسية. كما خلص إلى أن النجاح الإمبراطوري المغولي لم يحدث على الرغم من كونهم قبائل بدوية وإنما تحديدا بسبب ذلك، بحسب المؤلفة التي عملت في مشروع جامعة أكسفورد البحثي "الإمبراطوريات البدوية: منظور تاريخي عالمي".
وتجنب الكتاب الإشارة لتأثيرات الثقافة التركية على القبيلة الذهبية؛ إذ ارتبطت بعض تلك التحولات بالتحول اللغوي والثقافي وظهرت بعض الخانيات الناطقة باللغة التركية في حواضر مدنية مهمة، مثل أستراخان وقازان والقرم، وشكلت تحديا لدوقية موسكو في القرن الخامس عشر.
وشكل الصراع بين خانية القبيلة الذهبية والقبائل المغولية الأخرى ضغطا هائلا على الخانية التي كانت في تنافس وصراع مستمر مع الجيوش الروسية، وتعرضت الخانية لغزوات تيمورلنك المدمرة التي زعزعت كيانها، بينما توثب الروس للانعتاق من هيمنة الخانية الذهبية في نهاية القرن الرابع عشر، ليستمر الترابط بين تاريخ خانية القبيلة الذهبية والمواجهة مع الروس حتى تفكك الخانية وانقسامها وسقوط آخر بقاياها (خانيتي القرم والقازاق) عامي 1783 و1847م على التوالي.
ولا يزال تتار الفولغا والقرم وليبكا (في ليتوانيا وبولندا) شاهدا على حركة تلك الشعوب الآسيوية المستمرة، بالإضافة لآثار ثقافية خلفوها في بلاد آسيا الوسطى وشرق أوروبا.





التبادل المغولي

وتحلل المؤلفة فكرة "التبادل المغولي" أي التقاء الناس والسلع والأفكار في المجالين الآسيوي والأوروبي على تخوم الخانية المغولية، وتعتبر أن القبيلة الذهبية أسست نظاما ديناميكيا من الناحية الاقتصادية، وشكلت مؤسسات سياسية متطورة اجتمع فيها أفراد النخبة وشاركت فيها النساء، وأعادت توزيع الثروة والتقاسم المجتمعي للموارد مع حد أدنى من التدخل في العادات المحلية والترحيب بالناس الراغبين في الاستقرار في بلادهم من جميع الأديان والخلفيات ما دام الشخص يدفع الضرائب ويحترم القوانين ويفي بالالتزامات.
كان مسؤولو القبيلة الذهبية إداريين واقتصاديين ناجحين، انتهجوا سياسات لتعزيز عائدات التجارة وأنشؤوا مدنا وأسواقا وطرق تجارة ذات معدلات ضريبية منخفضة وضمانات للأمن على طول طرق نهري الفولغا ودون، وهو ما حول أراضيهم لمنطقة تجارة عالمية تبادل فيها التجار سلعهم وبضائعهم من جنوة والبندقية ومن اليونانيين والأرمن والعرب والروس وآسيا الوسطى والصين وحتى أوروبا الغربية.
ويقول الكتاب إن الخانية المغولية -بالنظام الذي جلبته إلى أوروبا الشرقية وغرب آسيا- عززت سوقا متكاملة تشمل المدن الساحلية مثل دول المدن الإيطالية والقسطنطينية وحواضر العالم الإسلامي، مما مكن التجار من السفر من نهر الفولغا إلى النيل حيث حلفاؤهم المماليك.
كان هذا "التبادل المغولي" وقتا مناسبا لتطوير البنية التحتية، والنظام النقدي في تلك المنطقة من العالم مما سمح بتوسيع الآفاق الاقتصادية وتطوير "الطريق الشمالي" (أحد الطرق البرية الرئيسية لطريق الحرير) الذي يمتد من سهول الدانوب الأوروبية إلى المناطق النائية القريبة من بكين حاليا.
لكن، لسوء الحظ، أدى التبادل المغولي وتوسع التجارة إلى انتشار الطاعون في منتصف القرن الرابع عشر، وهو ما أضعف الإمبراطورية القوية وفكك شبكات التجارة، وجاءت الانتكاسة الكبرى نتيجة الحروب الداخلية بين القبائل المغولية المتنازعة على الشرعية، قبل أن يكتسح الروس أراضي المغول. ولكن -بحسب المؤلفة المختصة بتاريخ القبيلة الذهبية- "من المستحيل تخيل روسيا الحديثة بدون التأثير المغولي".
ويخلص الكتاب إلى أن الرعي ليس مرحلة بدائية في طريق التمدن وإنما خيار مختلف "مكن القبيلة الذهبية من تشكيل كيان إمبراطوري فريد لا يحاكي أي نموذج مستقر" مما شكل مقدمة لا غنى عنها للعولمة الحديثة والنظام الاقتصادي والسياسي المعاصر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
المغول من الغزو إلى اعتناق الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جيش المغول وحقيقته مع المسلمين.
» المغول في بلاد الشام
»  تاريخ دولة المغول - التتار من البداية إلى عين جالوت
» هكذا غير المغول المسلمون روسيا والعالم عبر التجارة
» أخلاقيات الحرب في الإسلام.. (الإسلام والقانون الدولي الإنساني)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ-
انتقل الى: