منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 فلسطين والعرب قرن ونيف من الاستهداف والأزمات ..!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

فلسطين والعرب قرن ونيف من الاستهداف والأزمات ..!! Empty
مُساهمةموضوع: فلسطين والعرب قرن ونيف من الاستهداف والأزمات ..!!   فلسطين والعرب قرن ونيف من الاستهداف والأزمات ..!! Emptyالسبت 24 أغسطس 2024, 9:48 am

جملة قد تلخص تاريخ فلسطين وشعبها وكذلك تاريخ الدول العربية (قرن ونيف من الاستهداف والازمات) ولازال الإستهداف قائما والأزمات تتناسل وتتزايد دون ظهور ابسط البوادر لتوَقف الإستهداف من قبل الاستعمار الكلونيالي العسكري الاستيطاني القائم على التطهير العرقي والفصل العنصري في فلسطين ….
ما إن خسرت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى، واحتلال القوات البريطانية القدس وفلسطين في يوم ٦/١٢/١٩١٧م حتى بدأ الأستعمار البريطاني الغربي تنفيذ خططه الاستراتيحية بإحكام قبضته على فلسطين خاصة والشرق العربي عامة في سياق التوافقات الإستراتيجية الإستعمارية لإقتسام مناطق النفوذ وتجزئة البلاد العربية إلى كيانات منفصلة عن بعضها البعض وصناعة هويات اقليمية يصعب اعادة تجميعها وصهرها في هويتها القومية الاساسية، بل وضعها في حالةٍ من التناقض والصراع مع تلك الهوية الاساسية الجامعة وهي الهوية العربية الاسلامية الصاهرة لكافة مكوناتها الاجتماعية والإنسانية الروحية والمادية..، ما أوجد أولى الأزمات وجَذَرَها في الواقع والوجدان للإنسان العربي، وهي أزمة الهوية والإنتماء ….. وتنازعها ما بين الإنتماء الوطني والقومي والديني… وما نتج عن هذه الأزمة كان أزمة خطيرة تمثلت بحالة منَ التوتر الدائم وعدم الإستقرار لكافة الكيانات والدول التي رَسمت حدودها تلك الاتفاقات الاستعمارية السرية والمعلنة، والموقعة بين الدول صاحبة الهيمنة والسيطرة والنفوذ على تلك الكيانات العربية من قبل دول الإستعمار الغربي المباشر ثم غير المباشر والذي استمر بصورة وأخرى … وكيفيات مختلفة للكيانات العربية الوليدة رغم اعلان استقلالها على فترات متلاحقة.. بعد الحرب العالمية الثانية …..
وذلك لتحقيق غرضين وهدفين رئيسيين الأول: وهو تسهيل عملية امتصاص ونهب خيرات وثروات البلاد العربية .. وابقائها في دائرة التخلف الاقتصادي والتقني والمعرفي…
والهدف الثاني: يتمثل في بناء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين وترسيخه وتدعيمه ومن ثم العمل على دمجه مع المحيط العربي المجزأ والمقسم والمفتت كمكون اساسي من مكونات نظام المنطقة الذي يجري ترسيخه اليوم تحت مسمى نظام الشرق الأوسط الجديد….
من هنا كانت فلسطين منذ بداية الحقبة الإستعمارية في دائرة الإستهداف المباشر من قوى الإستعمار لذاتها ……. ولما تمثله اتجاه المنطقة العربية بشرقها وغربها …….
كي تتحقق الأهداف الاستراتيجية الكبرى لقوى الإستعمار الدولي الغربي في عموم المنطقة المسماة بالعالم العربي من الاطلسي غربا إلى الخليج العربي شرقا…
وهكذا زرعت المستعمرة الإسرائيلية (الكيان الصهيوني) على أرض فلسطين ككيان استعماري وظيفي تعهدت وساهمت كافة الدول الغربية الإستعمارية من اوروبا إلى الولايات المتحدة على صناعته وتوظيفه خدمة لمصالحها المختلفة وأداة من أدوات صراعها للسيطرة على المنطقة العربية ونهب خيراتها … وتم اشراك قوى اقليمية أخرى وغير عربية في المنطقة في تنفيذ هذه الإستراتيجية منها إيران قبل الثورة وبعدها والتي منحت أراض عربية على الضفة الشرقية للخليج العربي تتجاوز مساحة فلسطين بعدة مرات (الاهواز أو عرب استان) ثم تركيا العلمانية التي منحت لواء الاسكندرونة والذي أيضا تزيد مساحته عن مساحة فلسطين..
إن هذه الإستراتجيات الإستعمارية التي لازال العالم العربي والمواطن العربي يئن تحت وطأتها ونتائجها كما الدول والكيانات العربية التي لم تستطيع بعد عقود طويلة من اعلان استقلالها أن تنجح في بناء الدولة الوطنية المستقلة وأن تحقق التنمية والرفاه الإقتصادي لشعوبها والامن والإستقرار وانضاج مفهوم المواطنة وما يترتب عليه للمواطن من حقوق وواجبات …..
وهما الشرطين الاساسيين الواجب توفرهما في الدولة لتحقيق صفة الدولة الناجحة وتحقيق معنى الآية الكريمة (فاليعبدوا رَبَ هذا البيت الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف)…..
إلا أننا إذا حاولنا ان نقارب هذه المفاهيم والشروط على اغلب الدول والكيانات العربية نجدها غير متوفرة فيها او تفتقد لبعضها على الأقل …
فنكون أمام دول قد افتقدت اسباب النجاح ولازالت تعيش جملة من الازمات أدت إلى وضعها في خانة الدول الفاشلة ..!
لذا فإن هذه السياسات التي تعرضت لها الدول العربية والاستراتيجيات الاستعمارية التي استهدفت فلسطين الأرض والشعب منذ قرن ونيف من الزمن جعل حياة فلسطين وشعبها مسلسل قرن من الازمات المتوالية والمتناسلة …
ولم يُسلم او يَستَسلِم الشعب الفلسطيني لهذة السياسات والإستراتيجيات الاستعمارية الغربية الصهيونية بل واجهها بمختلف الوسائل ولازال في حالة اشتباك يومي دامٍ وسياسي ….. ويأخذ اشكال واساليب متعددة منذ بداياتها الأولى والى الآن والى ان تتحقق هزيمتها بالكامل ……
إن هذا الصراع مهما حاولنا ان ندعي امكانية التوصل فيه الى حلول وسط … تأتي التحولات والمتغيرات والمواقف لتكشف عن طبيعته العنصرية والمرتكزة الى سياسات التطهير العرقي والفصل العنصري …
ليصبح الصراع بين المستعمرة الإسرائيلية (الكيان الصهيوني) والشعب الفلسطيني.. صراعا وجوديا لا حدوديا …
ونظرا لكون فلسطين جزءا لا يتحزء من نسيج العالم العربي وتمثل القلب منه … في موقعها الجغرافي والروحي والمعنوي ..
فهي بلا ادنى شك تؤثر فيه وتتأثر به الى حد يصعب الفصل بينهما مهما حاول البعض ادعاء ذلك …
فالازمات العربية المتدحرجة منذ بداية القرن العشرين والى اليوم في ظل غياب الوحدة والتنمية والأمن والاستقرار وبناء الدولة الوطنية الناجحة تعكس نفسها وبصورة آلية على فلسطين وقضيتها وشعبها ومستقبل قضيتها ومستقبل صراعها مع المشروع الاستعماري الغربي الصهيوني …
نخلص إلى ان وضع فلسطين وقضيتها ومستقبلها هو مؤشر على حالة العالم العربي قديما وحديثا … فعندما تتغلب الدول العربية على ازماتها ومشاكلها وتصبح على درجة عالية من الأمن والإستقرار والتطور والاستقلال تصبح فلسطين وعاصمتها القدس معافية من الازمات وحرة ومستقرة وجزء لا يتجزأ من عالم عربي حر ومستقل وخارج عن هيمنة ونفوذ اية قوى استعمارية كانت اقليمية أو دولية شرقية أو غربية ….
لذا فلسطين وشعبها في الوطن او في الشتات لازالت ترزح وتئن تحت وطأة ازمات متوالية …
نتيجة طبيعية لإستمرار هذا العدوان الذي يستهدف الكل العربي في نهاية المطاف دون هوادة ….
لذا جميع الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني يدفعون فاتورة هذا العدوان الاستعماري الغربي الصهيوني منذ قرن ونيف من الزمن …!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

فلسطين والعرب قرن ونيف من الاستهداف والأزمات ..!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: فلسطين والعرب قرن ونيف من الاستهداف والأزمات ..!!   فلسطين والعرب قرن ونيف من الاستهداف والأزمات ..!! Emptyالأحد 15 سبتمبر 2024, 6:39 pm

التخلّي العربي عن فلسطين؟


ما دواعي هذا التخلّي العربي عن فلسطين؟
في وقت تسرِّع حكومة الاحتلال الإسرائيلي خطواتها العملية وخطابها تجاه الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية وغزّة، نشهد تراجُع النظم العربية الواضح في التزامها نحو الفلسطينيين، وما تبقَّى من فلسطين. ولم ينشأ هذا الموقف العربي الرسمي الخطير من فراغ، وبعضه عائدٌ إلى غياب القناعة بإمكان فرْض الحقوق الثابتة في فلسطين، إذ لا أحد من قادة العرب يزعم، مجرد زعْم، أن تحرير فلسطين من ضمن أهدافه، أو حتى إن استخدام القوة اللازمة لإجبار دولة الاحتلال على الوفاء بما يتفق عليه العالم؛ من دولة فلسطينية في حدود 4 حزيران (1967)، أمر وارد.

ليس هذا فحسب، بل لا أحد يتّخذ الخطوات المفيدة لوقف الإبادة الجماعية المتواصلة، منذ ما يقارب السنة، في قطاع غزّة، أو وقف التمدُّد الاحتلالي الحاد في الضفة الغربية والقدس.

ما أسباب هذا التسليم العربي الرسمي؟ هل هو إدراك، أو قبول أن الوقت قد حان لطيِّ هذه القضية التي لم تنطفئ جذوة عدالتها لدى شعوب العالم، ولم يظهر من أصحابها في فلسطين ما يؤشِّر إلى قبول الاستسلام؟ حتى الإدارة الأميركية، الحالية، من الديمقراطيين، وعلى لسان المرشَّحة للرئاسة، كامالا هاريس، لا تزال تستشعر الحاجة إلى موقفٍ يعترف بأن الطرف الفلسطيني حيٌّ وفاعل، من خلال استبقاء حلِّ الدولتين، وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

صحيحٌ أن ثمّة ما يزاحم هذه الحقوق، وهو ما نجحت إسرائيل في فرْضه على الواقع الفلسطيني، من مستوطنات، ووجودٍ متنامٍ بالقوة، على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ثم أصبحت تعامل هذا الأمر الواقع، وتُبرزه، أمام العالم، سبباً شرعياً للبناء عليه، حتى لم يعد الطرف الأهم، وهو الولايات المتحدة، (سواء بإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب الجمهورية، أو بإدارة جو بايدن الديمقراطية)، يعارض، فعلياً، هذا المعطى. لكن الموقف العربي الرسمي يتراجع، لأسبابٍ غير هذا السبب، مع أنه سببٌ مهم؛ ذلك أننا لم نعهد، ولا قابلية راهنة، لأن نتوقّع، مناهضة عربية حقيقية للموقف الأميركي، واستعداداً لتحمُّل كُلَف هذه المناهضة، ولو كان الثمن ضياع فلسطين التدريجي، وصولاً إلى الحسم.

ليس الخطر بعيداً عن الأردن، مع تزايد مخاطر التهجير على فلسطينيي الضفة الغربية، وتسارع الانتهاكات في المسجد الأقصى

أما الأسباب الأخرى فعائدة إلى تردٍّ إضافي أصاب الحالة العربية الرسمية؛ تستبطن تحلُّلها من أيِّ شأن عربي عام، لصالح الانكفاء القُطْري، الخاص، وهذه قناعةٌ تكاد تكون عامة، عند المَحكَّات والتحدّيات المصيرية. بل ضاقت الدائرة من إيلاء الشأن الوطني الخاص الأهمية إلى إيلاء بقاء النظام الحاكم. تعزَّز ذلك بتآكُل الدعم الشعبي للجهات الحاكمة، حين تمثَّل بقاء هذه الأنظمة نقيضاً لإرادة الشعوب التي حاولت تمثيل نفسها، ولم يكن الربيع العربي إلا دليلاً صارخاً على تلك التطلعات، حتى الدول التي لم تستكمَل فيها شروط الثورات، أو الاحتجاجات الواسعة، شهدت احتجاجاتٍ سابقة أو متزامنة، وما اصطفاف دولٍ في الخليج العربي اصطفافاً محموماً ضد قوى التغيير، وقيادتها المعلنة فيما عُرف بالثورات المضادّة، وملاحقتها في بلادها كلَّ من لم يثبت تنصُّله من تلك القوى التغييرية، إلا إشارة إلى هذه التطلعات الكامنة، ومن أمثلة ذلك ما يجري في السودان. وفي هذا النهج ما يرجِّح الإقرار بالخطر، وبقابلية وصول مطالبات التغيير إلى شعوب تلك الدول. فهذا التخلِّي العربي الرسمي عن فلسطين، وطناً وقضية وشعباً يتعرَّض للإبادة والخنق، ليس فقط استجابة لضغوط قوى خارجية، ولا هو فقط بسبب قناعاتٍ انهزامية، ولا هو تعبير عن سُخْطٍ على ممثلي الفلسطينيين، واستياء من أدائهم، سواء أكان هؤلاء الممثلون من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل المقاومة، أو من الطرف المعترف به دولياً، وعربياً، وهو السلطة الفلسطينية، لجهة فسادها، المالي والإداري، أو لمنظمّة التحرير ومواقفها التي لم تَبْدُ واقعيةً بما يكفي في نظر تلك النظم العربية، مع أن إسرائيل، وفق هذا المنظور، لا حظَّ لها من أي واقعية تساعد على الحلول الوسط.

نعم، فهذا التخلِّي العربي عائدٌ، في جانب منه، إلى الانشغال بما هو أهم في نظر تلك الدول والحكومات، وهو صبُّ الجهود على ضبط الحالة الداخلية، ومواجهة الإخفاق المتراكم، والمزمن، ليس في المجالات الاقتصادية فقط، وهي الأكثر حيوية، وتأثيراً، بل أيضاً في مجمل أسئلة الشرعية، بعد أن قفزت الشعوب العربية في وعيها بوجودها، وبحق مشاركتها، وتمثيلها، ومما يدلّ على هذا التوجس المضطرب الذي يطغى على تصوّرات نظُم عربية، يستأثر بها تثبيت وجودها، يتمثل ذلك بالانهمام الغالب في سحب عناصر الإرادة الشعبية، ومنع تشكُّلها. من ذلك ما يحصل في مصر من إفقار واسع النطاق، يتوازى مع تهاونٍ غير مفهوم، إزاء قضايا الأمن القومي، كما يُظهره تعامل النظام مع سدّ النهضة، من دون المستوى اللازم إزاء تهديد مياه المصريين، وكذلك التعامل المتراخي مع إصرار حكومة نتنياهو على البقاء في محور صلاح الدين (فيلادلفي) في خرق لاتفاقية السلام مع مصر، بما يعني فتح الباب نحو انفراد إسرائيل في تقرير ما تراه مناسباً لها، في مستقبل الأيام، بغضّ النظر عن تداعياته على مصر.

يصرف فتحُ أبواب الترفيه البالغ حدود الصدمة والإسفاف على مصاريعها النظر إلى الاهتمام باستحقاقاتٍ تتعلق بحقّ إبداء الرأي والاعتراض

وليس الخطر بعيداً عن الأردن، مع تزايد مخاطر التهجير على فلسطينيي الضفة الغربية، وتسارع الانتهاكات في المسجد الأقصى، ويتعزّز هذا الخوف المشروع لدى تذكّر التيار الفكري الذي يتحدَّر منه نتنياهو، وهو ما يُعرف بالتيار التصحيحي الذي تأسَّس عام 1925 على يد اليهودي الروسي زئيف جابوتنسكي. وهو الذي كان يرى أن الدولة اليهودية يجب أن تمتدّ إلى حدودها التوراتية، وهو صاحب المقولة "لنهرِ الأردن ضفتان، هذه لنا، وتلك أيضاً". ففكرة تمدُّد الكيان الصهيوني إلى الضفة الشرقية من نهر الأردن أمر لا يمكن الاطمئنان إلى انتفائه من المخطّطات والسياسات اليمينية المتطرّفة المتنامية التي يتزعّمها نتنياهو، المعتدّ بأنه تلميذٌ مخلصٌ لجابوتنسكي، وأنه ملهمه ومرشده الروحي.

وعلى صعيد آخر، يصرف فتحُ أبواب الترفيه البالغ حدود الصدمة والإسفاف على مصاريعها النظر إلى الاهتمام باستحقاقاتٍ تتعلق بحقّ إبداء الرأي والاعتراض. ويخدم هذا النشاط الصارف عن عوالم السياسة التي تصوَّر أنها مُضجِرة، أو ليست من أعمال الشعوب والشباب، يخدم حالة الانقطاع الشعوري عن الشأن السياسي العام.

هذا، والمطالبات لا تصل إلى انخراط هذه النظم الحاكمة في المعركة الدائرة في فلسطين، ولكن في استخدام أوراقٍ دون ذلك، مِن قطع العلاقات الدبلوماسية، أو استخدام ورقة المقاطعة الاقتصادية، أو حتى إبداء اهتمام حارّ وحقيقي في نبرة الخطاب، وفي تبنِّي الصراع، بوصف مخرجاته مهدّداً جوهرياً للأمن العربي القومي، بمجمله. وللأسف، ما حصل هو ضرب الحكام بشعوبها، وعوض أن تعانق الطبقة الحاكمة تطلعات الشعوب العربية غير المنبتّة مع تطلعات الفلسطينيين، فإنها أضحت أكثر انهماكاً في معالجاتٍ سلبيةٍ تقتصر على تجويف أسباب القوة الشعبية، تماشياً مع إدراك متعسِّف بأن لحظة إنهاء المسألة الفلسطينية قربت، أو أن لا جدوى من الاحتشاد لها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

فلسطين والعرب قرن ونيف من الاستهداف والأزمات ..!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: فلسطين والعرب قرن ونيف من الاستهداف والأزمات ..!!   فلسطين والعرب قرن ونيف من الاستهداف والأزمات ..!! Emptyالأحد 15 سبتمبر 2024, 6:39 pm

استيراد الصراع

أصدقاء إسرائيل وحلفاؤها المنتشرون في مختلف مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية في دول العالم الغربي الحرّ، والمسيطرون عليها نسبياً، من السهل والمفيد لديهم توجيه الاتهامات إلى من يتضامن مع القضية الفلسطينية، ويقف إلى جانب الإنسان القابع تحت الاحتلال والحصار والقصف الهمجي والمنهجي اليومي في غزّة. ويكون الاتهام المحوري المستعمل بكثرة هو الإشارة إلى أن من يعبّر عن تضامنه مع الإنسان الفلسطيني يرتكب عملية "استيراد" صراع خارجي، من المفترض، حسب رأيهم، ألا يحتلّ مكاناً، مهما بلغ حجمه، في المشهد الوطني. وبالتالي، هم بذلك يعملون على تأجيج أتون صراعات داخلية في بلدانهم مرتبطة بأحداثٍ تجري على مسافة آلاف الأميال. ويجرى التركيز على مفهوم "استيراد الصراع" للإشارة بإصبع السلبية إلى فئة محدّدة من القاطنين في هذه البلاد، وهي في نظرها من المهاجرين، وخصوصاً المسلمين منهم. وعلى الرغم من أنه ثبُتَ أن المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون قد أثارت وما زالت تثير ردود فعل مختلف الفئات الاجتماعية والمكوّنات الإثنية والدينية في مختلف الدول، إلا أن استمرار التركيز على دور العنصر الأجنبي في عملية الاستيراد هذه يساعد في دمج مسألتين معاً: الصراعات الخارجية وأثرها في إضعاف عملية الاندماج الداخلي للفئات المهاجرة. فالتظاهرات المندّدة بالحرب الإسرائيلية ناجمة عن استيراد الصراع. وعشرات النداءات والبيانات التي تطالب بوقف إطلاق النار الدائم في غزّة هي من نتائج هذا الاستيراد. أما رفع الأعلام الإسرائيلية على ساريات المقارّ الحكومية والبلديات في عدة عواصم غربية فلا يُعتبر استيراداً، بل مجرّد تعبير عن تضامن "أخلاقي" مع ضحايا "الإرهاب" كما يدّعي أصحابه.

تغيب عن أصحاب هذه النظرية عن استيراد الصراع ومروّجيها مسألة على قدر كبير من الأهمية، والتي يمكن تلخيصها في عبارة مقابلة لمقولة استيراد الصراع، وذلك بالحديث عن "الانتماء" إلى قضية أخلاقية، فهذا الانتماء يشير إلى العملية التي يقوم من خلالها فرد أو مجموعة بالارتباط الوثيق مع قضية أو حركة أو هدف معين، إلى درجة أن هذه القضية تصبح جزءاً من هويتهم، ويمكن أن يظهر بطرق متنوّعة، سواء من خلال الدعم الفعّال لنضال اجتماعي، أو سياسي، أو بيئي، أو إنساني، أو من خلال تبنّي قيم ومعتقدات وسلوكيات تتماشى مع تلك القضية. ويستند الانتماء إلى قضيةٍ إلى عدة عناصر، أهمّها التواصل العاطفي، حيث يشعر الأفراد باتصال عاطفي قوي مع القضية، سواء من خلال التعاطف أو الغضب أو الأمل. يدفعهم هذا الاتصال إلى العمل والمشاركة بفعالية لترويجها أو للدفاع عنها والتعبير عن التضامن مع أصحابها الأصليين. يستند هذا التواصل العاطفي أساساً إلى عملية المشاركة بالقيم، فالفرد أو الجماعة، يتبنّيان القيم الأساسية التي تحملها وتدافع عنها القضية. ويعزّز هذا التبني الشعور بالانتماء إلى هذه القضية، بحيث تصبح هذه القيم بمثابة بوصلة أخلاقية توجّه سلوكه.

الصامتون عن انتهاك الحقوق واغتصاب العدالة وقتل الإنسان محرّضو الصراعات الداخلية المقبلة

هناك أيضاً بعدٌ أعمق للإشارة إلى الشعور بالانتماء الى قضية، فعندما ينتمي الإنسان إلى قضية، غالباً ما يشعر بأنه لم يعد منعزلاً عن محيطه أو معزولاً من قبله، فلقد صار جزءاً من مجتمع أوسع يتشارك بأهداف مشتركة، وشعوراً بالتضامن مع الآخرين الذين يناضلون من أجل الهدف نفسه أو من أجل أهداف مختلفة، ولكنها تلتقي، في معاييرها الإنسانية والأخلاقية، مع هذا الهدف. يعزّز هذا الانتماء من الالتزام الشخصي، بحيث يؤدّي إلى أن يكرّس الفرد الوقت والطاقة والإمكانات المادية لنصرة هذه القضية. ويتم ذلك من خلال النشاط النضالي أو جمع التبرّعات للقضية أو التصريح علناً عن رأيه. وبالنسبة لبعضهم، تصبح القضية التي يشعرون بالانتماء إليها جزءاً من هويتهم، ما يمكن له أن يؤثّر على أسلوب حياتهم ونشاطاتهم المهنية، كما على علاقاتهم الاجتماعية سلباً أو إيجاباً. وأخيراً، يمكن للانتماء إلى قضية أن يحجب عن الفرد المنتمي آراء مختلفة، كما قد يؤدّي إلى الانهيار النفسي والإنهاك العاطفي لدى من يستثمر بقوة في القضية من دون أن يحظى برؤية أو تلمّس نتائج لهذا الانتماء.

لم يندفع طلاب الجامعات الأميركية والأوروبية الذين احتشدوا للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وتنديدهم بوحشية الاحتلال الإسرائيلي في هذا الاتجاه لمجرّد شعورهم بأن هناك عدالة مفقودة وحقوقاً مغتصبة فحسب، بل لأنهم شعروا بالانتماء الرمزي لهذه القضية، من خلال معيشتهم اليومية ومن خلال تعامل المؤسسة السياسية معهم، ومع مطالبهم البعيدة كل البعد عن أرض فلسطين. وهم، كما أصحاب السترات الصفراء في فرنسا الذين خرجوا عام 2018 للتعبير عن احتجاجهم على إجراءات الحكومة التي خفّضت من قوتهم الشرائية وظلمتهم في حقوقهم، يروْن في قضية شعب محتلة أراضيه منذ عقود ومدمّرة مدنه وقراه، والذي يتعرّض للقتل اليومي، قضيتهم، على الرغم من أنهم كانوا لفترة قريبة جاهلين أو متجاهلين ما يحدث خلف حدودهم القُطرية الضيقة.

المتضامنون مع الحق والعدالة والإنسانية لا يستوردون صراعات خارجية قائمة. أما الصامتون عن انتهاك الحقوق واغتصاب العدالة وقتل الإنسان فهم محرّضو الصراعات الداخلية المقبلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
فلسطين والعرب قرن ونيف من الاستهداف والأزمات ..!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: قصة قضية فلسطين :: قضايا الصراع-
انتقل الى: