| "أونروا"... تاريخ من الاستهداف الإسرائيلي والأميركي | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: "أونروا"... تاريخ من الاستهداف الإسرائيلي والأميركي الجمعة 09 فبراير 2024, 10:35 am | |
| "أونروا"... تاريخ من الاستهداف الإسرائيلي والأميركي
دأب الاحتلال الإسرائيلي على شنّ حملات اتهامات عدّة ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا"، آخرها ادعاء مشاركة قرابة 12 موظفاً في الوكالة (وفق المتحدث باسم حكومة الاحتلال أيلون ليفي 13 موظفا) بعملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فضلاً عن زعم إسرائيل أن أكثر من 190 موظفاً من موظفي الوكالة الأممية، ينتمون إلى حركتي "حماس" أو "الجهاد الإسلامي".
أعدّ "الموساد" الإسرائيلي ملفاً يتضمن هذه المزاعم، ثم أرسله إلى الولايات المتحدة قبل نحو أسبوع، التي أعلنت على لسان المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر عن "توقيفٍ مؤقتٍ لتخصيص تمويلٍ إضافي لأونروا"، قبل التحقق من مزاعم الاحتلال.
حذا عددٌ من دول العالم حذو الولايات المتحدة (المملكة المتحدة، ألمانيا، أستراليا، كندا، اليابان، إيطاليا، فنلندا، هولندا، فرنسا، السويد، النمسا، رومانيا، نيوزيلندا)، معلنين عن تعليقٍ مؤقتٍ لمساعداتهم للوكالة الأممية على خلفية مزاعم الاحتلال، وقبل انتهاء تحقيق الوكالة في مزاعم الاحتلال، أو تحقيق مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية (أعلى سلطة تحقيق في منظومة الأمم المتّحدة).
تقدم "أونروا" خدماتها لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، مسجلين في سجلاتها في مختلف مناطق عملها
كما سارعت وكالة "أونروا" في 26 يناير/كانون الثاني الماضي، إلى الإعلان على لسان مفوضها العام فيليب لازاريني عن فصل هؤلاء الموظفين بناء على مزاعم الاحتلال، وعن فتح تحقيق في الأمر.
وقال لازاريني: "من أجل حماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدة الإنسانية، اتخذتُ قراراً بإنهاء عقود هؤلاء الموظفين فوراً، وفتح تحقيق من أجل التوصل إلى الحقيقة دون تأخير. أي موظف في أونروا متورط في أعمال إرهابية ستتم محاسبته، بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية".
تعقيبا على ذلك، نددت منظّمات دولية عدة، منها الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية، بتعليق عددٍ من دول العالم لمساعداتها المقدمة لـ"أونروا" على خلفية مزاعم الاحتلال، وأكدت أن الرد المناسب على تلك المزاعم الآن يتمثل في التحقيق فيها، ومن ثم في محاسبة من تتوفر ضدّه أدلة مقبولة وكافية قضائيا، في محاكماتٍ عادلة. كما أكدت أن قطع المساعدات استناداً إلى مزاعم الاحتلال بشأن 12 موظفاً من موظفي "أونروا" البالغ عددهم 30 ألف موظفٍ قد يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي.
كما أفادت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، أن "المسارعة لتجميد الأموال المخصصة للمساعدات الإنسانية، استناداً إلى مزاعم لا تزال قيد التحقيق، مع رفض مجرد النظر في تعليق الدعم للجيش الإسرائيلي، ما هو إلا مثال صارخ على ازدواجية المعايير".
كذلك دانت معظم الهيئات والفصائل الفلسطينية تعليق بعض الدول مساعداتها لـ"أونروا"، كما دانت فصل "أونروا" لموظفيها الذين ادعى الاحتلال مشاركتهم في عملية "طوفان الأقصى"، قبل صدور نتائج التحقيق، إذ كان بإمكان الوكالة إيقافهم عن العمل حتى انتهاء التحقيقات، ومن ثم اتخاذ القرار المناسب على ضوئها.
يعد تواطؤ الولايات المتحدة مع مزاعم الاحتلال، والمسارعة إلى دعمه ومساندته ضد وكالة "أونروا" الأممية، استمراراً للنهج الأميركي المتماهي مع الاحتلال كلّياً، والذي تكرس منذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، عندما تبنّت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مجمل ادعاءات الاحتلال التي اتهمت مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية بقتل الرضع، وحرق جثث الأطفال، وبقر بطون الحوامل، واغتصاب النساء وسواها من الجرائم المدانة، وهي ادعاءاتٌ نفتها الوقائع لاحقا، عبر تحقيقاتٍ واستقصاءات مستقلة.
كما يعد التواطؤ الأميركي مع مزاعم الاحتلال تجاه وكالة "أونروا" امتداداً لسياقٍ تاريخيٍ طويلٍ، لم تأل فيه الولايات المتحدة جهداً لتقويض عمل "أونروا"، وإنهائها كلّياً، في اندماجٍ كاملٍ مع خطاب الاحتلال وأهدافه، التي يسعى أحدها إلى القضاء الكامل على وكالة "أونروا"، أو على الأقل تغيير دورها وطبيعتها بما يتماشى مع مخططات الاحتلال وأهدافه الأخرى.
تأسيس وكالة "أونروا" أُسست وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) بموجب القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302، في 8/12/1949، بغرض تقديم الإغاثة المباشرة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
استند قرار تأسيس الوكالة إلى التقرير الصادر عن بعثة الأمم المتحدة المكلفة بإجراء مسحٍ اقتصادي للشرق الأوسط، وإلى تقرير الأمين العام الخاص بمساعدة اللاجئين الفلسطينيين. عند تأسيس "أونروا"، ساد اعتقادٌ بأن ولايتها لن تطول كثيراً، بضع سنوات لا أكثر، لكن ونتيجة غياب حلٍ عادلٍ وشاملٍ للقضية الفلسطينية، وفي مقدمتها قضية اللاجئين الفلسطينيين، كان لا بد من تجديد ولاية "أونروا" عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما أكد القرار الأممي رقم 302 في المادة (5) منه على أنه "من الضروري استمرار المساعدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، بغية تلافي أحوال المجاعة والبؤس بينهم، ودعم السلام والاستقرار، مع عدم الإخلال بأحكام الفقرة 11 من قرار الجمعية العامة رقم 194 (الدورة 3) الصادر في 11 ديسمبر/كانون الأول 1948"، وهو ما يدلل على أنّ تأسيس وكالة "أونروا" ودورها لا يتعارض إطلاقا مع حق العودة والتعويض، اللذين عبّر عنهما القرار 194.
دور وكالة "أونروا" باشرت "أونروا" مهامها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في مايو/أيار 1950، إذ شملت عملية الوكالة في ذلك الوقت 750 ألف لاجئ فلسطيني فقط، ثم وعلى ضوء عدم حل قضية اللاجئين الفلسطينيين، ونتيجة زيادة أعداد اللاجئين بعد نكسة 1967، وتبعات امتناع الاحتلال عن تنفيذ القرارات الدولية المعنية بالشأن الفلسطيني، استمرت الحاجة إلى دور "أونروا" إلى يومنا هذا، إذ باتت تقدم خدماتها لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، مسجلين في سجلاتها في مختلف مناطق عملها التي تشمل الأردن ولبنان وسورية وغزّة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة عام 1967.
لكن وفي ما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين الذين بقوا في المناطق التي سيطر عليها الاحتلال الصهيوني عام 1948، يمكن ملاحظة أن "أونروا" قد قدمت لهم خدماتها منذ نشأتها حتى يوليو/تموز 1952. بعد ذلك تحمل الاحتلال مسؤولياته الخدمية تجاههم، ثم منحهم الجنسية الإسرائيلية. لكن ورغم منحهم الجنسية، لم يسمح الاحتلال لهم بالعودة إلى بيوتهم وأراضيهم الأصلية.
تشمل خدمات الوكالة التعليم والرعاية الصحية والإغاثة، والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي، والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة. كما تؤكد القرارات على امتداد عمل "أونروا" بعد عودة اللاجئين "تسهيل إعادة اللاجئين وتوطينهم وتأهيلهم اقتصادياً واجتماعياً، وتعويضهم"، وهي المهمة الأصلية، التي استمرت بعد إنشائها.
أسباب الاستهداف الصهيوني والأميركي يعود إصرار الاحتلال الصهيوني وداعمه الأميركي على استهداف "أونروا"، والسعي إلى تقويضها كلياً، أو تغيير طبيعتها ودورها بالحد الأدنى إلى أسبابٍ عديدةٍ أهمها:
1- وكالة أممية: تأسست الوكالة بناء على قرارٍ أممي، كما تجدد الجمعية العامة للأمم المتحدة ولايتها دورياً، غالباً كلّ ثلاث سنوات، لذا فهي وكالة أممية تعيد تذكير دول العالم أجمع بالمأساة الفلسطينية، وبحجم الظلم المرتكب بحق شعب فلسطين، وبمسؤولية الاحتلال عنهما.
2- التنصل من تطبيق القرار 194: يسعى الاحتلال الصهيوني إلى التنصل من تطبيق القرارات الدولية المعنية بحقوق شعب فلسطين الأصلي، وفي مقدمتها القرار 194، الذي ينص صراحة على "وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم". إذ يساهم تقويض "أونروا" في تلاعب الاحتلال بتعريف اللاجئ الفلسطيني، استناداً إلى تعريف اللاجئ في ميثاق اللاجئين 1951، بدلا من اعتماد تعريف "أونروا" للاجئ الفلسطيني.
يريد الاحتلال تعريف اللاجئ الفلسطيني استناداً إلى تعريف اللاجئ في ميثاق اللاجئين 1951، بدلا من تعريف "أونروا"
وتعرّف وكالة "أونروا" اللاجئين الفلسطينيين بـ"هم أولئك الأشخاص الذين كانت فلسطين هي مكان إقامتهم الطبيعي خلال الفترة الواقعة بين يونيو/حزيران 1946 ومايو 1948، والذين فقدوا منازلهم ومورد رزقهم نتيجة حرب عام 1948... إن أبناء لاجئي فلسطين الأصليين والمتحدرين من أصلابهم مؤهلون أيضا للتسجيل لدى أونروا"، أي شمل تعريف "أونروا" للاجئ الفلسطيني أبناء اللاجئين والمتحدرين من أصلابهم.
كما لا يستثني تعريف الوكالة للاجئ الفلسطيني، اللاجئين الحاصلين على جنسيةٍ أخرى، ما يعني الحفاظ على حق العودة وفق القرار 194. يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين وفق سجلات "أونروا" حتى ديسمبر 2020 نحو 6.4 ملايين لاجئ فلسطيني.
أما ميثاق اللاجئين 1951 فإنه يحرم اللاجئ من توريث وضعه القانوني وحقوقه لنسله، وفي مقدمتها حقهم في العودة والتعويض من بعده، كذلك تنتفي صفة اللجوء وفق هذا الميثاق في حال حصول اللاجئ على جنسية دولة أخرى، وأصبح يتمتع بحمايتها، وبالتالي يفقد حقه في العودة والتعويض في هذه الحالة.
تجدر الإشارة هنا إلى الفقرة د (1) من ميثاق 1951، التي تمنع أي تعارض بين تعريف "أونروا" للاجئين الفلسطينيين، وبين تعريف ميثاق 1951، إذ نصت الفقرة على "لا تشمل هذه الاتفاقية الأشخاص الذين يتمتعون حاليا بحماية أو مساعدة هيئات أو وكالات تابعة للأمم المتحدة غير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".
من هنا يسعى الاحتلال إلى حلّ "أونروا"، أي إنهاء دورها ووجودها، كي ينهي معها تعريف الوكالة للاجئ الفلسطيني، عبر استبداله بتعريف ميثاق 1951 المجحف بحقّ اللاجئين عموماً.
لاجئون فلسطينيون خلال احتجاج لهم أمام مقر "أونروا" في بيروت، يونيو 2023
أخيراً، وعلى الرغم من سجلات "أونروا" ووثائقها، يرفض الاحتلال الإقرار بأرقام "أونروا" التي تحصي اللاجئين الفلسطينيين، إذ يدعي الاحتلال أن مجمل لاجئي فلسطين الأحياء اليوم لا يتجاوز عددهم الـ200 ألف لاجئٍ فلسطيني، وذلك استنادا إلى تعريف ميثاق 1951، الذي يحرم نسل اللاجئ من صفته القانونية، ومن حقّهم الإنساني والقانوني في العودة والتعويض.
3- الكيانية/الهوية الفلسطينية: تمثّل وكالة "أونروا" إطاراً مؤسسياً جامعاً لشريحةٍ واسعة من الفلسطينيين، إذ تقدم خدماتها لمجمل المخيمات داخل فلسطين وخارجها، الأمر الذي ساهم في حفظ الهوية الفلسطينية وتكريسها خصوصاً في مخيمات اللجوء داخل الدول المستضيفة، التي راهن الاحتلال وداعموه على تماهي اللاجئين فيها مع المجتمعات المضيفة، وخسارتهم لهويتهم الوطنية الجامعة.
يدعي الاحتلال أن مجمل لاجئي فلسطين الأحياء اليوم لا يتجاوز عددهم الـ200 ألف لاجئٍ فلسطيني
طبعا لا تمثّل الوكالة العامل الرئيسي لنجاح لاجئي الشتات الفلسطيني في الحفاظ على هويتهم الوطنية، وعلى بنيةٍ وطنية واجتماعية فلسطينية، إذ ينسب هذا الفضل إلى عوامل ذاتية وموضوعية أخرى.
لكن وعلى الرغم من ذلك، حَمّل الاحتلال الصهيوني "أونروا" مسؤولية نجاح الفلسطينيين، وخصوصاً لاجئي الشتات، في الحفاظ على هويتهم الوطنية، بل وربما تعزيزها رغم طول مدّة غيابهم عن وطنهم الأصلي فلسطين، نتيجة تهجيرهم قسراً منه منذ نكبة عام 1948 على يد قوات الاحتلال الصهيوني وعصاباته المجرمة.
4- حفظ الذاكرة الفلسطينية: ساهمت وكالة "أونروا" في حفظ الذاكرة الوطنية الفلسطينية، تحديداً ذاكرة النكبة وما تبعها من جرائم الاحتلال الصهيوني، ومن مأساة الفلسطينيين المستمرة حتى اليوم، وهو ما يعتبره الاحتلال تهديداً وجودياً له، لاعتبارها جامعاً وطنياً، يحرّض الفلسطينيين على استعادة حقوقهم المستلبة منذ النكبة.
5- التأكيد على الحقوق الفلسطينية: يساهم تكوين وكالة أونروا القانوني، ومنظومتها التعليمية، ودورها الاجتماعي في التأكيد على جملةٍ من الحقوق الفلسطينية المشروعة، من حق العودة، إلى حق تقرير المصير، مروراً بالحق في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. الأمر الذي يجده الاحتلال تهديداً وجودياً له، كون الاحتلال في طبيعته الإحلالية والكولونيالية، قائما على تكريس إلغاء حقوق شعب فلسطين الأصلي.
تاريخٌ طويل في استهداف "أونروا" أولاً: محطات صهيونية تستهدف وكالة "أونروا" استند موقف الاحتلال الصهيوني منذ بداياته الأولى من قضية اللاجئين الفلسطينيين إلى مبدأين اثنين هما: عدم الإقرار بمسؤولية الاحتلال عن تهجير الفلسطينيين، ورفض عودتهم إلى مدنهم وقراهم التي هُجّروا منها منذ النكبة.
أرفقت حكومة الاحتلال في متن رسالتها الموجهة إلى هيئة التوافق الأممية في 2 أغسطس/آب 1949 إحاطة وزير خارجيتها موشيه شاريت، التي قدّمها للكنيست، والتي تنص على أنه "يجب حل قضية اللاجئين العرب، ليس من خلال عودتهم إلى إسرائيل، لكن من خلال توطينهم في دول أخرى".
يحمّل الاحتلال "أونروا" مسؤولية نجاح الفلسطينيين، وخصوصاً لاجئي الشتات، في الحفاظ على هويتهم الوطنية
في 17 أغسطس 2018؛ أعلن رئيس بلدية القدس المحتلة نير بركات عن عزمه إزالة مؤسسات "أونروا" من القدس الشرقية لأنها "منظمة سياسية" و"مدارسها تعلم الإرهاب" و"حق العودة غير قائم".
كما طالب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في 11 يونيو 2019 سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، بتفكيك "أونروا"، وإنهاء دورها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.
وقال ممثّل الاحتلال الصهيوني، داني دانون، لدى الأمم المتحدة في 31 أكتوبر 2019، وفق ما نقلت عنه صحيفة "إسرائيل اليوم": "سنستخدم كل الوسائل الممكنة حتّى يتم إنهاء عمل أونروا". واتهم دانون "أونروا" بأنها توظف أموال الدعم الدولي في تسويق الرواية الفلسطينية بهدف المسّ بإسرائيل ومكانتها الدولية. ثم أوضحت الصحيفة أن ممثلي الاحتلال والولايات المتحدة سيُطالبون بأن يتم تجديد تفويض المنظمة مرة كل عام وليس كل 3 سنوات، إلى جانب المطالبة بزيادة مستوى الشفافية، بحيث تلزم بتقديم تقارير تفصيلية حول طابع أنشطتها، وذلك في معرض اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، المعني بتجديد ولاية "أونروا".
ثانياً: وكالة "أونروا" والولايات المتحدة مرّ الموقف الأميركي من وكالة "أونروا" بأربع محطاتٍ رئيسية، عكست كلٌّ منها الرؤية الأميركية لدور الوكالة في خدمة المخططات الأميركية والصهيونية. في الوقت ذاته، اتسمت المراحل الأربع برفضٍ أميركيٍ واضحٍ لتطبيق القرار الأممي رقم 194، وهو ما تكرسه مشاريع أميركية عديدة سعت وتسعى إلى فرض حلولٍ اقتصاديةٍ وسياسيةٍ أخرى.
المرحلة الأولى: توظيف الوكالة في توطين اللاجئين في دول اللجوء (1949- 1967) مشروع جوردن كلاب 1949: بدأت المحاولات الأميركية الساعية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وقضية لاجئيها قبل تأسيس وكالة "أونروا"، إذ سعت أميركا إلى فرض رؤيةٍ اقتصاديةٍ لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، بدلاً من التعامل معها كقضيةٍ سياسيةٍ تضمن حقوقاً وطنية أصلية لشعب فلسطين.
ترأست الولايات المتّحدة "لجنة التوفيق الدولية الخاصة بفلسطين" في النصف الثاني من عام 1949، ثم عينت في أغسطس 1949 جوردن كلاب رئيساً للجنة المسح الاقتصادي. توصل كلاب إلى أن تطوير مشروع وادي الأردن؛ على غرار مشروع وادي تينيسي الأميركي، قد يسهل من عملية توطين معظم اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في الضفة الغربية حينها، الأمر الذي سوف يقلل من فرص عودتهم إلى بلداتهم ومدنهم المحتلة عام 1948، إذ تضمن مشروع وادي الأردن تطوير مشاريع ضخمة قادرةٍ على استيعاب أعدادٍ كبيرة من اللاجئين.
اتسمت كل مراحل التعامل الأميركي مع "أونروا" برفضٍ واضحٍ لتطبيق القرار الأممي 194
أوصى كلاب في تقريره المقدم للجمعية العامة للأمم المتحدة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1949 بأن تتبنى "أونروا" مشاريع إنتاجية، وبرامج تأهيل حرفية ومهنية، تسعى إلى جعل اللاجئ الفلسطيني يعتمد على ذاته، بدلا من الاعتماد على المساعدات الدولية. تبنت الجمعية العامة مشروع كلاب في ديسمبر 1950، وأسّس صندوقٌ دوليٌ لدمج اللاجئين الفلسطينيين، ساهمت الولايات المتحدة بنحو 70 في المائة منه.
فشل مشروع كلاب بسبب نقص الأموال، وفق تقرير مفوض "أونروا" العام لعام 1951، وبذلك فشلت أولى المحاولات الأميركية في خلق بيئةٍ اقتصادية واجتماعية بديلةٍ للفلسطينيين في الدول المضيفة، تساهم في استبدال لحل القضية الفلسطينية اقتصاديا قائمٍ على فكرة التوطين في الدول المستضيفة، يتبعها إنهاء "أونروا" وتفكيكها، بالحل السياسي القائم على حقّ العودة.
مشروع ماك غي 1949 في 3 مارس/آذار 1949 قدمت وزارة الخارجية الأميركية مشروعها لحلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين، المعروف بمشروع ماك غي. ارتكز المشروع على إعادة ربع اللاجئين الفلسطينيين إلى مناطقهم السابقة، مقابل توطين بقيتهم في الدول العربية (العراق وسورية) والضفة الغربية وقطاع غزة.
وبحسب المشروع، يشرف على عملية التوطين وكالة تنشأ لهذا الغرض، تديرها وتمولها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. تعمل هذه الوكالة على تحقيق تنمية اقتصادية شاملة، عبر إقامة مشاريع اقتصادية تنموية ومعونات مالية وتقنية في الدول الراغبة في توطين اللاجئين. لكن فشل المشروع نتيجة رفضه من قبل الدول العربية لتعارضه مع القرار 194.
مشروع بلاند فورد 1951 عُيّن الأميركي جون بلاند فورد مفوضاً عاماً لـ"أونروا" في الفترة الممتدة بين 1951- 1953. في هذه المرحلة قدّم فورد مشروعه القائم على تأسيس برنامج شامل للتنمية ولتوطين اللاجئين الفلسطينيين، عبر نقلهم من مناطق ذات كثافة سكانية عالية صغيرة في المساحة، إلى مناطق تسمح ظروفها الطبيعية والديمغرافية بتطبيق برامج اقتصادية تنموية تستوعب اللاجئين الفلسطينيين ويندمجون فيها.
في هذا المشروع، سعى فورد إلى نقل قرابة مليون لاجئ فلسطيني من لبنان إلى مصر والعراق، حيث يقيمون في منازل جديدة بنيت خصيصاً لهم، ومن ثم يدمجون في الاقتصاد المحلي. لتحقيق ذلك، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 393 في 2 ديسمبر 1950، القاضي بإنشاء صندوق دولي بقيمة 30 مليون دولار لإعادة دمج اللاجئين الفلسطينيين وتوطينهم.
عرض فورد المشروع على جامعة الدول العربية، حيث حظي المشروع بدعمٍ نسبيٍ منها، على اعتباره سينقذ الكثير من اللاجئين من أوضاعهم الراهنة. استناداً إلى الموقف العربي الداعم جزئياً، تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة المشروع في دورتها السادسة.
فشل المشروع نتيجة تظاهرات اللاجئين الفلسطينيين الاحتجاجية في كلّ من الأردن ولبنان وقطاع غزة، إذ اعتبر اللاجئون الفلسطينيون أن مشروع فورد سيؤدي في النهاية إلى توطينهم وإلغاء حقّهم في العودة إلى وطنهم، الأمر الذي أدى إلى تراجع الدول العربية عن قبول المشروع ثم فشله وإلغائه.
مشروع الجزيرة السورية 1952 اقترح وفد سورية في لجنة التوفيق على أحد أعضاء الوفد الفرنسي في 9 مايو 1949، توطين ربع مليون لاجئ فلسطيني في منطقة الجزيرة شمال سورية، وعقد اتفاق سلام منفصل مع الاحتلال الصهيوني، مقابل منح سورية مساعداتٍ دولية.
على خلفية ذلك، عقدت مفاوضاتٌ بين وكالة "أونروا" والحكومتين الأميركية والسورية لنقاش العرض السوري وتطبيقه، لكن وتحت ضغط الداخل السوري، اضطر الرئيس السوري في حينها أديب الشيشكلي للتراجع وتغيير موقفه من توطين اللاجئين الفلسطينيين، ووقف المفاوضات مع وكالة "أونروا" والحكومة الأميركية بهذا الشأن.
مشروع الإنماء الموحد للمصادر المائية في غور الأردن 1953 اعتبر الرئيس الأميركي الأسبق دوايت أيزنهاور (1890- 1969) مشاريع الاستثمار المشتركة بين الدول العربية (خصوصاً الأردن) والاحتلال الصهيوني للموارد المائية، هي بوابة حلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين، عبر توطينهم في الدول العربية، ودمجهم في المشاريع الاقتصادية الناشئة عن هذا الاستثمار.
كما تضمنت خطة أيزنهاور إعفاء الدول العربية من المساهمة في تكاليف هذه المشاريع وأعبائها المالية. لم يحظ مشروع أيزنهاور بموافقة الأطراف المعنية به، وتحديداً موافقة الدول العربية التي اعتبرته بديلاً مرفوضاً عن حقّ العودة.
مشروع دالاس 1955 عرض جون فوستر دالاس، وزير الخارجية الأميركي في الفترة الممتدة بين 1953- 1959، خطة مفصلة لحلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين، عبر توطين الجزء الأكبر منهم في الدول العربية، وتسهيل هجرة جزءٍ آخر إلى دولٍ أخرى، وعودة أعدادٍ محدودةٍ منهم إلى قراهم ومدنهم التي هجّروا منها عام 1948، وتقديم تعويض مادي عن أملاك وأموال اللاجئين الفلسطينيين.
سعى دالاس عبر هذه الخطة إلى تجزئة القضية الفلسطينية إلى قضايا صغيرة عديدة، منها قضية المياه، وقضية اللاجئين، وقضية التنمية الإقليمية، على أن تتكفل الولايات المتحدة بتقديم دعمٍ مالي كبيرٍ لحلّ هذه القضايا، وفي مقدمتها قضية اللاجئين، منها تقديم قروض مالية كبيرة للاحتلال الصهيوني لمساعدته على تعويض اللاجئين مادياً، وبالتالي إنهاء قضيتهم.
رفض الاحتلال الصهيوني والدول العربية خطة دالاس، الأول لرفضه تقديم أي تنازلٍ بشأن قضية اللاجئين، مقابل استعداده لمناقشة موضوع الحدود. في حين رفضت الدول العربية الخطة لتخوفها من أن يؤدي تنفيذ خطة مشروع دالاس إلى سطوة الاحتلال الصهيوني ونفوذه عليهم.
مشروع داغ همرشولد 1959 طلبت الولايات المتحدة في عام 1958 من الأمين الأمم المتحدة العام في حينه داغ همرشولد، مراجعة عمليات "أونروا" وولايتها وتقديم الاقتراحات لاستبدالها بدلاً من تجديد ولايتها الدورية، بهدف نقل اللاجئ الفلسطيني من الاعتماد على المساعدات الدولية إلى الدعم الذاتي.
وفق همرشولد، فإن سبيل حلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين سياسياً يمر عبر تهيئة تنمية المنطقة اقتصادياً، على اعتبارها بوابة لدمج اللاجئين في المنطقة، الذي بدوره قد يهيئ الظروف السياسية الملائمة لحلّ مشكلة اللاجئين الفلسطينيين سياسياً عبر توطينهم في دول المنطقة. رفض كلٌّ من اللاجئين الفلسطينيين وجامعة الدول العربية هذا المشروع، الأمر الذي أدى إلى فشله.
مشروع جونسون للسلام 1962 كلّف الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي، رئيس مؤسسة كارنيغي للسلام في حينه جوزيف جونسون، بتقديم خطةٍ لحلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين.
خلص جونسون إلى تصورٍ قائمٍ على منح كلّ رب أسرةٍ من أسر اللاجئين الفلسطينيين الحقّ في الاختيار بين العودة إلى موطنه القابع تحت الاحتلال الصهيوني، أو البقاء في المجتمع الذي يعيش فيه مع تلقيه تعويضاً مادياً عن قيمة ممتلكاته، مضافاً إليها الفوائد المستحقة عن الفترة الماضية، مع منح الاحتلال الحقّ في رفض عودة أي لاجئ فلسطينيٍ لدواعٍ أمنية يحددها الاحتلال ذاته. كما رأى جونسون تنفيذ المشروع على مراحل، وبإشرافٍ مباشرٍ من الأمم المتحدة، وبتمويلٍ مالي أميركي، وبمساهمةٍ مالية من الاحتلال الصهيوني والدول الغنية.
رفض الاحتلال الصهيوني والدول العربية مشروع جونسون، إذ اعتقد الاحتلال أنه يهدّد أمن كيانه القومي، لما يتضمنه من أبعادٍ سياسية وديمغرافية. في حين اعتبرت الدول العربية المشروع عائقاً محتملاً أمام التنمية، إن قبلت أعدادٌ كبيرةٌ من اللاجئين بالتعويضات، وبالتوطين في أماكن لجوئهم الحالية، إذ تعاني دول المنطقة التي تستضيف اللاجئين من محدودية مواردها، خصوصاً مصر والأردن.
.... يتبع |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: "أونروا"... تاريخ من الاستهداف الإسرائيلي والأميركي الجمعة 09 فبراير 2024, 10:36 am | |
| .... تابع
"أونروا"... تاريخ من الاستهداف الإسرائيلي والأميركي
المرحلة الثانية: مرحلة تراجع الاهتمام الأميركي (1967- 1992) تراجع الاهتمام الأميركي بقضية اللاجئين الفلسطينيين بعد نكسة يونيو 1967، في مقابل اهتمامهم بإقامة كيانٍ سياسيٍ فلسطينيٍ، خصوصاً بعد توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد. في حين استمر الدعم المالي الأميركي لخدمات "أونروا" بهدف المساهمة في إدامة استقرار اللاجئين الفلسطينيين سياسياً. إذ تركزت مجمل المبادرات الأميركية على طبيعة الكيان الفلسطيني المحتمل، وسعت إلى حلّ قضية اللاجئين عبر عودتهم إلى هذا الكيان، أو توطينهم في دول لجوئهم مع دفع تعويضات لهم، أو عبر توطينهم في بلدٍ ثالثٍ، نذكر من تلك المبادرات الأميركية:
مبادئ جونسون للسلام في الشرق الأوسط 1967 أعلن الرئيس الأميركي ليندون جونسون (1963 – 1969) عن مبادئه لحلّ الصراع العربي الصهيوني، وفي مقدمته حلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين عبر عودتهم إلى منازلهم، أو إيجاد أماكن أخرى للعيش والعمل فيها، إذ لم تتطرق هذه المبادئ إلى الدولة الفلسطينية، بل ركزت على حقّ الاحتلال في حفظ أمنه وبقائه واستمراره فقط.
وثيقة ساوندرز 1975 في 12 نوفمبر 1975 أعد نائب وزير الخارجية الأميركية حينها، هارولد ساوندرز، وثيقة سياسية بمثابة أساس تفاوضي لحلٍّ سلميٍ للصراع العربي الصهيوني.
اعتبرت الوثيقة أوّل إقرار أميركي بأن القضية الفلسطينية هي أساس الصراع العربي الصهيوني، ما يتطلب إيجاد حل عادل لها استناداً للقرار الدولي 242، بشرط اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بشرعية دولة الاحتلال، والتخلي عن الكفاح المسلح، في حين غاب طرح أيّ حلّ لقضية اللاجئين الفلسطينيين في الوثيقة.
مشروع كارتر للسلام في الشرق الأوسط 1977 عرض الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر رؤيته للسلام في الشرق الأوسط في معرض خطابٍ ألقاه في 16 مارس 1976. استندت رؤية كارتر للسلام على ثلاثة شروط، هي: انسحاب الاحتلال الصهيوني من الأراضي المحتلة عام 1967، وتعويض اللاجئين الفلسطينيين من دون عودتهم إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948، وإقامة كيانٍ فلسطينيٍ ترتبط درجة استقلاله وحدوده الجغرافية باتفاق الأطراف المعنية.
مشروع ريغان للسلام 1982 لم يتضمن مشروع الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان (1981 -1989|) للسلام في الشرق الأوسط أي طرحٍ لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، فيما تضمن الإقرار بضرورة حل القضية الفلسطينية عبر إقامة حكم ذاتي فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
مبادرة بوش 1991 لم تقدم مبادرة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب أي حلٍّ لقضية اللاجئين الفلسطينيين، في حين ركزت كسابقاتها على ضرورة الاعتراف بدولة الاحتلال، وحقها بالأمن والسلام والازدهار، مقابل الحاجة إلى سد الفجوة بين العرب والاحتلال، وبين الفلسطينيين والاحتلال عبر سلامٍ شاملٍ يعتمد (من دون الإشارة إلى ضرورة تطبيقهما) على قراري مجلس الأمن 242 و338.
مؤتمر مدريد 1991 سعت الاستراتيجية الأميركية في مؤتمر مدريد إلى أن تؤدي المفاوضات الفلسطينية الصهيونية إلى إقامة حكمٍ ذاتيٍ فلسطينيٍ في المرحلة الأولى، على أن تتبعها مرحلةٌ ثانية يحدد التفاوض فيها وضع الضفة الغربية وقطاع غزة النهائي. في حين لم ينتج عن المؤتمر أي طروحاتٍ لحلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين، رغم تشكيل مجموعة عمل خاصّة باللاجئين برئاسة كندا، لكن لم تخلص المجموعة إلى أي نتائج تذكر، باستثناء إقرارها بأن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ذات طابع سياسي بالأساس.
المرحلة الثالثة: توظيف الوكالة بعد توقيع اتفاق أوسلو (1992- 2016) أعلنت وكالة "أونروا" في 6 أكتوبر 1993 عن برنامجها "لتطبيق السلام"، بعد التشاور مع كبار المتبرعين واللجنة الاستشارية ومنظمة التحرير الفلسطينية. هدف البرنامج إلى تقديم الدعم الاقتصادي والاجتماعي للمرحلة الانتقالية من اتفاق إعلان المبادئ، من أجل تشجيع اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن على دعم مسار التسوية الفلسطينية الصهيونية.
رفعت الولايات المتحدة مساهمتها المالية المقدمة لبرنامج أونروا "تطبيق السلام" من نحو 600 ألف دولارٍ عام 1994 إلى أكثر من 9 ملايين دولار في عام 1995، ومن ثم إلى أكثر من 18 مليون دولار في عام 1997.
استهدفت الأموال الأميركية تنفيذ مشاريع بنية تحتية دائمة للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية تحديداً، في سياق الدعم الأميركي لمسار التسوية السلمية الفلسطينية الصهيونية، ومساهمة منها في إيجاد حلولٍ بديلة لقضية اللاجئين الفلسطينيين، عبر توطينهم في أماكن وجودهم وخصوصاً في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعبر السماح بعودةٍ محدودة فقط.
ثم أعلنت وكالة "أونروا" في 21 يناير 1995 عن وثيقة بعنوان "أونروا والفترة الانتقالية: منظور خمس سنوات لدور الوكالة ومتطلباتها المالية". تضمنت الوثيقة سعي الوكالة إلى إنهاء خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين منذ عام 1950 مستندة إلى أحد عاملين رئيسين: إما نتائج عملية السلام، أو عجز الوكالة المالي المستمر.
مفاوضات كامب ديفيد 2000 في مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، تبنى الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الموقف الصهيوني كاملاً، برفض تحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن قضية اللاجئين الفلسطينيين، مقابل تحميلها للجيوش العربية التي شاركت في حرب الإنقاذ عام 1948.
فعلى الرغم من الاعتراف الأميركي بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، لكنها اعتبرت عودتهم بأعدادٍ كبيرة أمراً غير وارد لعدم قدرة دولة الاحتلال على استيعابهم، لذا طالبت الولايات المتحدة الفلسطينيين بإبداء مرونةٍ سياسيةٍ (مفهوم المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط في حينه دينيس روس) لحلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال العودة إلى أراضي الدولة الفلسطينية، والتوطين في البلدان التي يقيمون فيها، في حين يجب أن تكون العودة إلى دولة الاحتلال رمزية فقط، أي لا تتجاوز عشرات الآلاف وفق نظام جمع شمل العائلات والحالات الإنسانية فقط.
رؤية الدولتين 2002 عرض الرئيس الأسبق جورج بوش الابن رؤيته للسلام في الشرق الأوسط في 24 فبراير 2002، والتي استندت على إقامة دولتين متجاورتين فلسطينية وإسرائيلية، في حين أسقطت رؤية بوش القرار 194، وهو ما توضح في رسالة الضمانات التي أرسلها بوش الابن إلى رئيس وزراء الاحتلال الأسبق أرئيل شارون في 14 إبريل/نيسان 2004، والتي نصّت على أن الحلّ الواقعي والمنصف لقضية اللاجئين الفلسطينيين يتحقق من خلال إقامة الدولة الفلسطينية وتوطين اللاجئين الفلسطينيين فيها.
مبادئ كيري 2016 في ظلّ ولاية الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، أعلن وزير خارجيته جون كيري في 28 ديسمبر 2016 عن مبادئ المفاوضات النهائية بين حكومة الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية الرئيسية، متمثلة في قيام دولةٍ فلسطينيةٍ على حدود عام 1967، مع تبادلٍ متساوٍ للأراضي، وبما يضمن احتياجات الاحتلال الأمنية، والتوصل إلى اتفاق بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين عبر التعويض والتوطين، واعتبار القدس عاصمة لكل من الدولتين.
المرحلة الرابعة: السعي الحثيث والمباشر لإنهاء دور الوكالة ووجودها ولاية دونالد ترامب قررت الإدارة الأميركية خلال ولاية دونالد ترامب (2016 – 2020)، في بداية عام 2018، خفض الدعم المالي السنوي الذي تقدمه الولايات المتحدة لوكالة "أونروا" من 365 مليون دولار، إلى 125 مليون دولار سنوياً. كما أفادت الخارجية الأميركية، في 16 يناير 2018، بأن واشنطن ستعلق دعم "أونروا" البالغ 125 مليون دولار، في حال عدم إقدام الوكالة على إجراء الإصلاحات المطلوبة منها أميركيا.
كشفت مجلة "فورين بوليسي" في أغسطس 2018 عن رسائل إلكترونية مسربة، تتضمن رسائل من جاريد كوشنير، مستشار الرئيس الأميركي (وصهره) والمكلف بملف الشرق الأوسط، يضغط عبرها على مسؤولين آخرين في الإدارة، من أجل دفعهم للانخراط في جهدٍ جديٍ للتضييق على "أونروا".
قررت إدارة ترامب خفض الدعم المالي السنوي لوكالة "أونروا" كذلك كشفت المجلة عن رسالة لفيكتوريا كوتس، إحدى مستشاري جيسون غرينبلات (مبعوث ترامب للشرق الأوسط) البارزين، كانت قد وجهتها إلى فريق الأمن القومي بالبيت الأبيض، قالت فيها إنه "يجب أن تبلور أونروا خطة لتحل بها نفسها، وتصبح جزءاً من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بحلول عام 2019".
تبع ذلك إعلان إدارة ترامب في 24 أغسطس 2018 عن إيقاف كلّ التمويل والدعم الذي كانت تقدمه لـ"أونروا".
عارضت كلّ من الولايات المتحدة والاحتلال بخلاف موافقة 170 دولة على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي بتجديد ولاية "أونروا"، وذلك في الجلسة التي عقدت في 16 نوفمبر 2019.
أخيرا، في 28 يناير 2020، أعلن ترامب عن بنود "صفقة القرن"، التي استهدفت من بين ما استهدفته إلغاء حقّ العودة، وإنهاء عمل "أونروا"، إذ نصت الصفقة على: "لن يكون هناك أي حق في العودة أو استيعاب أي لاجئ فلسطيني في دولة إسرائيل"، كما نصت على أنه "عند توقيع اتفاقية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، فإن وضع اللاجئ الفلسطيني سوف ينتهي من الوجود، وسيتم إنهاء أونروا".
ولاية جو بايدن أعلن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن في خضم حملته الانتخابية لانتخابات 2020، أنه سيعيد المساهمات المالية والاقتصادية الإنسانية التي كانت تقدمها بلاده لمؤسسات دعم الفلسطينيين، بما يتسق مع القوانين الأميركية لمساعدة اللاجئين، الأمر الذي فهم منه عزمه على إعادة تمويل وكالة "أونروا".
أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في 7 إبريل 2021، أن الولايات المتحدة ستوفر لـ"أونروا" 150 مليون دولار للتوزيع الفوري. كما وعد في 25 مايو 2021، أثناء زيارته رام الله، بأن تقدم أميركا "ما يزيد قليلاً عن 32 مليون دولار لتلبية نداء أونروا الإنساني الطارئ".
وقع كلٌّ من وكالة وزارة الخارجية الأميركية ووكالة "أونروا" اتفاق "إطار العمل للتعاون 2021-2022"، في 16 يوليو 2021 بناء على شرطٍ أميركيٍ ربط دعم الوكالة بتوقيعها عليه. نصّ الإطار على مراقبة عمل مؤسسات "أونروا" كافّة، من خلال تقديمها تقارير مالية وأمنية ربع سنوية، فضلاً عن استثناء بعض اللاجئين من دعم الوكالة، هم المنتمون لفصائل المقاومة الفلسطينية، ومؤيدو المقاومة، إلى جانب حيادية موظفي "أونروا"، التي تعني وفق الرؤية الأميركية عدم دعم القضية الفلسطينية، ونبذ المقاومة. وأخيراً مراقبة المناهج الدراسية الفلسطينية، وحذف وشطب أي محتوى لا يتناسب مع وجهة نظر الاحتلال.
يذكر أن بنود الاتفاق الأخير وفق آراء الخبراء والمختصين بالقانون الدولي وبالقضية الفلسطينية وقضية اللاجئين الفلسطينيين، تتشابه مع الشروط التي كانت قد طلبتها إدارة ترامب.
استناداً إلى توقيع اتفاق "إطار العمل للتعاون 2021- 2022"، قدمت الولايات المتحدة 135.8 مليون دولار لصالح "أونروا".
صوتت الولايات المتحدة ضد قرار تمديد ولاية "أونروا" في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي عقد في 12 ديسمبر 2022، إذ كانت نتيجة التصويت موافقة 157 دولة على تمديد ولاية "أونروا"، مقابل معارضة خمس دول فقط، هي: الولايات المتحدة، الاحتلال الصهيوني، كندا، جزر مارشال، وميكرونيزيا.
حملات في الكونغرس الأميركي شهد مجلس الكونغرس الأميركي منذ عام 2012 حملاتٍ منظمة وشبه دوريةٍ تستهدف وكالة أونروا، تتهم معظمها الوكالة بإدامة الصراع العربي الصهيوني، وتعتبرها عقبة أمام جهود السلام، وتنتقد قصور دور الوكالة في إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين، واصفة هذا القصور بـ"ازدواجية المعايير"، وذلك في سياق حملةٍ شرسةٍ أميركية وصهيونيةٍ تسعى إلى تقويض "أونروا" وإنهائها، أو على الأقلّ تغيير طبيعتها ودورها.
كما تعكس هذه الحملات الأميركية انتقال السياسية الأميركية من تبني الأهداف الصهيونية الكاملة، إلى تبنّي لغتها السياسية والإعلامية كاملة، من دون أي تغيير. نذكر من أبرز معالم الحملة الدبلوماسية والسياسية الأميركية ما يلي:
- قانون المساعدات الخارجية لعام 1961 رقم (195- PL87)، تنص المادة (C-301) منه على: "لا يجوز تقديم أي مساهمات لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، إلا بشرط أن تتخذ الوكالة كافة التدابير الممكنة لضمان عدم استخدام أي جزء من مساهمات الولايات المتحدة لتقديم المساعدة لأي لاجئ يتلقى تدريبا عسكريا باعتباره عضوا في ما يسمى جيش تحرير فلسطين أو أي منظمة أخرى تنخرط في حرب العصابات أو تشارك في أي عمل من أعمال الإرهاب.
- في عام 2003 طلب الكونغرس الأميركي من مكتب مساءلة الحكومة تقديم تقرير حول مدى امتثال وزارة الخارجية الأميركية للمادة (C-301) والآليات المتبعة.
تعتقد إدارة بايدن أن المرحلة الراهنة تتطلب إزالة الوكالة نهائياً على اعتبارها شاهداً أممياً على المأساة الفلسطينية
- طلبت وزارة الخارجية الأميركية، عبر سفارتها في عمّان، في 21/6/2005 من مكتب وكالة "أونروا" تقريراً مفصلاً حول إجراءاتها المتبعة لتجنب أي علاقة مالية وتعاقدية مع إرهابيين، فحص شركائها الحاليين والمحتملين بغرض التأكد من أنهم غير مدرجين ضمن قوائم الأمم المتحدة للعقوبات (قائمة لجنة 1267 المعنية بالأشخاص المرتبطين بتنظيم القاعدة وحركة طالبان)، وكذلك الأمر بشأن قوائم وزارة الخارجية الأميركية ضد أفراد وكيانات مرتبطة بالإرهاب.
ردت الوكالة بالقبول المبدئي، بانتظار موافقة مستشار الأمم المتحدة القانوني للنظر في قانونية مقارنة قائمة المستفيدين من خدمات الوكالة مع قائمة لجنة 1267. صدر الرأي القانوني في عام 2006 بـ:"ليس من المناسب لمؤسسة تابعة للأمم المتحدة أن تقوم بإنشاء نظام تدقيق وفحوصات أمنية، يتضمن لائحة كيانات إرهابية ممكنة قد تم إعدادها من قبل إحدى الدول الأعضاء". بناء عليه، رفضت الوكالة تنفيذ هذا الطلب.
- قدم عضو الكونغرس الأميركي الجمهوري مارك كيرك، برفقة 30 عضواً آخرين، مشروع قانونٍ جديدٍ في مايو 2012، تضمن المطالبة بإعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني، على اعتباره مقتصراً على الجيل الأول من الذين طردوا من مدنهم وقراهم في نكبة 1948. إذ يشير مشروع القانون إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين اليوم وفق هذا التعريف لا يتجاوز الـ30 ألفا، جميعهم شيوخ، وبالتالي هم من ينطبق عليهم حقّ العودة ويستحقون خدمات "أونروا". كما تضمن مشروع القانون طلباً بخفض الدعم الأميركي لميزانية "أونروا" بحجة "الحفاظ على أموال دافعي الضرائب".
- 2012: طالب السيناتور الجمهوري مارك كيرك الإدارة الأميركية بتحديد عدد اللاجئين الفلسطينيين، وتوضيح كيف ارتفع عددهم من 750 ألف لاجئ في 1950 إلى 5 ملايين، على الرغم من وفاة عددٍ كبير من جيل النكبة الأول.
- صادقت لجنة تخصيص الميزانيات في مجلس الشيوخ الأميركي، بالإجماع، على تعديل قانون ميزانية المساعدات الخارجية للعام 2013، بما يلزم الخارجية الأميركية تقديم تقرير عن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين هجّروا من ديارهم عام 1948، وفي أعقاب نكسة 1967، بقائمةٍ منفصلةٍ لا تتضمن نسلهم.
- 2015/10/26: وافق الكونغرس الأميركي على أهمّ ما ورد في مذكرة روس ليهنتن، رقم 3829. تضمنت المذكرة توجهات الكونغرس الأميركي تجاه "أونروا" في نهايتها، نقتبس منها: "يجب إزالة مواطني الدول المعترف بها من وصاية "أونروا". يجب تغيير تعريف "أونروا" للاجئ الفلسطيني، ليتماشى مع تعريف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. من أجل متابعة معاناة اللاجئين الفلسطينيين، ينبغي تحويل مسؤولية هؤلاء لتصبح من مسؤولية المفوضية العليا لشؤون اللاجئين".
- 2017: استهدفت بعض بنود "صفقة القرن" وكالة "أونروا" وحقوق اللاجئين الفلسطينيين مباشرة، كما في العبارة التالية "لا عودة للاجئين الفلسطينيين، مع طرح خيارات للتوطين، ووضع قيود على عودة اللاجئين إلى دولة فلسطين المرتقبة".
- إعلان السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة (نيكي هيلي) في 2 يناير 2018، أن إدارة ترامب "لا تنوي الاستمرار في دعم أونروا حتى يوافق الفلسطينيون على العودة إلى طاولة المفاوضات".
- في 30 يوليو 2018 اقترح السيناتور الأميركي داغ لامبوران مشروع قانون جديد يتعلق بالمساعدات الأميركية لـ"أونروا". ينص مشروع القانون على أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الحقيقي لا يتعدى 40 ألف لاجئ فقط، بعد استثناء أعداد سلالاتهم، ويقترح ربط الدعم الأميركي بهذا العدد الجديد.
- اقترح مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط جيسون غرينبلات في عام 2019، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي، تفكيك وكالة "أونروا".
- حظر السيناتور الجمهوري جيم ريش مساعدة اقتصادية بقيمة 50 مليون دولار للفلسطينيين، مستخدماً قانون "تايلور فورس"، وذلك في يونيو 2021.
- قدم السيناتور ريش، رفقة عضو مجلس النواب الجمهوري تشيب روي، في فبراير 2023، مشروع قانون "المحاسبة والشفافية في أونروا". ينص المشروع على شرط دعم "أونروا" أميركياً بمصادقة وزير الخارجية الأميركي على إفادةٍ تنص على "عدم تعاطف أو مشاركة أي من مسؤولي المنظمة، أو موظفيها أو المتعاملين معها، بأعمالٍ معادية لإسرائيل. الأمر الذي يتضمن المساهمة المادية في ما يسميه الاحتلال أعمالاً إرهابية، مثل دعم حركة حماس وحزب الله، أو وصف الإسرائيليين بـ"المحتلين أو المستوطنين"، أو دعم حركة المقاطعة "بي دي أس"، أو تأييد عودة اللاجئين الفلسطينيين. كما يستهدف مشروع القانون تعديل تعريف اللاجئ الفلسطيني، بما يستثني منه الحاصلين منهم على جنسية دولةٍ أخرى، ونسل اللاجئين الأوائل.
يبدو من الواضح أن الموقفين الأميركي والإسرائيلي متوافقان كلياً بكلّ ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وتحديدا ما يتعلق بوكالة "أونروا"، رغم اختلافهما النسبي حول وسائل تحقيق أهدافهما، إذ عملت الولايات المتحدة في مراحل عديدة سابقة على توظيف الوكالة كأداة أممية تساهم في تكريس الأمر الواقع، أي سيطرة الاحتلال وتطهير أرض فلسطين عرقيا، عبر تكريس التهجير القسري للفلسطينيين، من خلال مشاريع التوطين اقتصادية الطابع.
ثم سعت الولايات المتحدة إلى توظيف الوكالة في خدمة الرؤية الأميركية لحلّ القضية الفلسطينية، عبر تهميش قضية اللاجئين، وتحديدا لاجئي الشتات الفلسطيني، من خلال مشاريع توطينهم في دول لجوئهم، أو دولةٍ ثالثة. أخيراً، يعكس السعي الأميركي الحثيث اليوم لتقويض الوكالة وإنهائها بأسرع وقتٍ ممكن، تقديراً أميركياً بأنها قد نجحت رفقة الاحتلال في تكريس الاحتلال كأمرٍ واقعٍ غير قابلٍ للمساس، لذا فهي تعتقد أن المرحلة الراهنة تتطلب إزالة الوكالة نهائياً على اعتبارها شاهداً أممياً على المأساة الفلسطينية. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: "أونروا"... تاريخ من الاستهداف الإسرائيلي والأميركي الجمعة 09 فبراير 2024, 10:37 am | |
| إسرائيل لم تقدّم لحلفائها أي دليل على مزاعمها حول "أونروا"
أكدت شبكة سي بي إس الإخبارية، في تقرير نشرته أمس الأربعاء، أن الحكومة الكندية لم تر أي دليل يدعم مزاعم إسرائيل بأن 12 من الموظفين العاملين لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تواطأوا مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) خلال عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قبل تعليق كندا التمويل للوكالة.
وقالت مصادر حكومية للشبكة، إن إسرائيل "لم تشارك بعد الأدلة مع كندا لإثبات ادعائها بأن 12 موظفًا في (أونروا) متورطون بشكل ما في هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل من قبل حركة حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية".
واعتبرت المصادر أن "قرار كندا بوقف التمويل كان رد فعل على قرار (أونروا) بفصل الموظفين، مما خلق انطباعًا بأن الوكالة تعتبر ادعاءات إسرائيل ذات مصداقية".
وبينت الشبكة أن القناة الرابعة الإخبارية البريطانية حصلت في وقت سابق من هذا الأسبوع على نسخة من الملف الذي شاركته حكومة إسرائيل مع حكومة المملكة المتحدة، التي قطعت أيضًا تمويلها لـ"أونروا"، مؤكدة أن الملف يتكون من ست صفحات فقط، ويعيد صياغة شكاوى الحكومة الإسرائيلية طويلة الأمد بشأن (أونروا)، كما أنها تزعم فيه تورط موظفي الوكالة الأممية في هجوم 7 أكتوبر، لكنها لا تقدم أي دليل لدعم مزاعمها ضد الوكالة.
وذكرت القناة الرابعة الإخبارية أن التقرير "يتضمن صورا لـ 12 موظفا في (أونروا) يُدعى تورطهم، لكنه لا يقدم المعلومات أو الوثائق التي يذكرها لإثبات هذه الادعاءات".
وقالت الشبكة إن قناة "سكاي نيوز" البريطانية، قامت هي الأخرى بمراجعة الملف وتوصلت إلى نتيجة مماثلة، حيث ذكرت أن "وثائق المخابرات الإسرائيلية تقدم عدة ادعاءات لم تر القناة دليلا عليها، والعديد من هذه الادعاءات، حتى لو كانت صحيحة، لا تورط (أونروا) بشكل مباشر".
ولم تتمكن "سي بي إس" حتى الآن من مراجعة وثيقة المخابرات الإسرائيلية.
كما تمكنت هيئة الإذاعة العامة الفرنسية "فرانس 24"، بحسب التقرير، من الوصول إلى التقرير الإسرائيلي، وقارنته بـ "الملف المراوغ" سيئ السمعة الذي يضم ادعاءات استخباراتية حول أسلحة الدمار الشامل العراقية التي دفعت حكومة المملكة المتحدة للانضمام إلى الغزو الأميركي للعراق في عام 2003.
إسرائيل ترفض تقديم أي دليل ورفضت إسرائيل تقديم المعلومات الاستخباراتية التي تقول إنها تدعم مزاعمها، سواء إلى (أونروا) أو إلى مكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة، وهي الهيئة المكلفة بالتحقيق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليئور حياة، لـ"فرانس 24": "لا أعتقد أننا بحاجة إلى تقديم معلومات استخباراتية. فهذا من شأنه أن يكشف مصادر العملية".
وبحسب "سي بي إس"، فإن هذا البيان يتناقض مع تغريدة لوزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الاثنين الفائت، تعهد خلالها بأن إسرائيل "ستقدّم جميع الأدلة التي تسلط الضوء على علاقات (أونروا) بالإرهاب وآثارها الضارة على الاستقرار الإقليمي".
وبمجرد تقديم المزاعم الإسرائيلية، تحركت (أونروا) بسرعة لفصل الموظفين المتهمين في 26 يناير/كانون الثاني الفائت.
وقال المفوض العام للوكالة الأممية، فيليب لازاريني: "من أجل حماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدة الإنسانية، فقد اتخذت قراراً بإنهاء عقود هؤلاء الموظفين فوراً وإجراء تحقيق من أجل التوصل إلى الحقيقة دون تأخير"، مضيفا أن "أي موظف في (أونروا) متورط في أعمال إرهابية ستتم محاسبته، بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية".
محاولة أميركية إسرائيلية لتقويض الأونروا
(أونروا) تفاجأت بالانقطاع المفاجئ وقالت المتحدثة باسم (أونروا)، جولييت توما، إن الوكالة تصرفت بطرد الموظفين على الفور بسبب خطورة الادعاءات وتوقيتها، وليس لأن لديها أدلة موثوقة ضدهم.
وأضافت للقناة الرابعة الإخبارية أن "المفوض العام للوكالة فعل ذلك بما يخدم مصلحة الوكالة، بسبب المخاطر الهائلة التي تهدد سمعة الوكالة، وأيضا بسبب أكبر عملية إنسانية تقدمها في حرب غزة". مؤكدة أن "عمليات الفصل كانت تهدف إلى طمأنة الدول المانحة والحيلولة دون اتخاذ إجراءات جذرية".
وردت الولايات المتحدة على هذه الادعاءات بقطع التمويل على الفور، على الرغم من اعتراف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بأن بلاده تعتمد على كلمة إسرائيل وحدها، حيث قال بلينكن في 30 يناير/ كانون الثاني الفائت: "لم تكن لدينا القدرة على التحقيق في الادعاءات بأنفسنا، لكنها تتمتع بمصداقية عالية جدًا".
وأعلنت كندا تعليق كل التمويل في غضون ساعات من إعلان الولايات المتحدة.
وقالت توما: "لا أعتقد أن أياً منا كان يتوقع أن يقوم هذا العدد الكبير من المانحين الأصدقاء، الذين ظلوا شركاء لنا لعقود من الزمن، بتعليق التمويل بهذه السرعة، كما فعلوا". مضيفة: "أعتقد أيضًا أن أحداً منا لم يتوقع أن يتم ذلك في منتصف الحرب، ولأكبر منظمة إنسانية تستجيب لما أصبح بسرعة كبيرة واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدًا وصعوبة في العالم"، في إشارة للوضع في قطاع غزة
وأضافت: "ما لم تتم استعادة التمويل خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فإن الوكالة ستواجه صعوبة أكبر في التعامل مع ظروف المجاعة السائدة الآن في قطاع غزة.. سنضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة للغاية ليس من المفترض أن يتخذها عمال الإغاثة الإنسانية".
انقسامات داخل إسرائيل بشأن (أونروا)
وأدى قرار إسرائيل بالكشف عن مزاعمها إلى خلافات بين حكومة بنيامين نتنياهو والجيش الإسرائيلي، الذي بدأ تحقيقا للعثور على مصادر التسريب، وفقا لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي ذكرت أن القادة في الجيش الإسرائيلي يريدون أن تستمر عمليات (أونروا)، لأنهم يخشون أن تترك لهم وحدهم المسؤولية عن المنطقة التي تعاني من المجاعة.
وتضغط الحكومة الإسرائيلية من أجل إلغاء الوكالة الأممية منذ فترة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوفد زائر من الأمم المتحدة في 31 يناير/ كانون الثاني: "لقد حان الوقت لكي يفهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة نفسها أن مهمة (أونروا) يجب أن تنتهي".
وكتب وزير الخارجية يسرائيل كاتس على منصة "إكس"، أن "موظفي (أونروا) شاركوا في مذبحة 7 أكتوبر.. يجب على لازاريني أن يستخلص النتائج ويستقيل.. مؤيدو الإرهاب غير مرحب بهم هنا".
لكن المتحدثة باسم (أونروا)، جولييت توما، أشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية نفسها تقوم بالتوقيع على كل موظف تقوم أونروا بتعيينه. مضيفة: "نرسل كل عام قائمة بجميع موظفينا العاملين في جميع أنحاء المنطقة إلى الحكومات المضيفة..ولم نتلق ردا على محتويات تلك القائمة من حكومة إسرائيل".
وقالت توما إنها تعتقد أن "أسماء عشرات الموظفين الذين اتهمتهم إسرائيل كانت جميعها مدرجة في القائمة المقدمة للحكومة الإسرائيلية في عام 2023". |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: "أونروا"... تاريخ من الاستهداف الإسرائيلي والأميركي الجمعة 09 فبراير 2024, 10:41 am | |
| أونروا: سنصدر تقريرنا حول المزاعم الإسرائيلية في مارس المقبل
قالت مسؤولة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن تقريراً أولياً حول المزاعم الإسرائيلية عن الوكالة سيصدر مطلع مارس/ آذار المقبل، متوقعة أن تراجع الدول التي قطعت التمويل عن الوكالة قراراتها بعد إصدار التقرير.
وقالت مديرة شؤون أونروا في لبنان دوروثي كلاوس، إن الوكالة تتوقع أن يكون تقريرها الأولي عن "الاتهامات الإسرائيلية بمشاركة 12 من موظفي أونروا في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل"، جاهزاً بحلول أوائل الشهر المقبل.
وأضافت كلاوس، في تصريحات للصحافيين في لبنان، أنّ الوكالة تتوقع من المانحين الذين أوقفوا تمويلهم، بعد ظهور الاتهامات، أن يراجعوا قراراتهم بناءً على التحقيق.
وكان عدد من الدول، تتقدمهم الولايات المتحدة، قد أعلنت وقف تمويل أونروا بعد مزاعم إسرائيلية، في 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، عن مشاركة 12 من موظفي الوكالة الأممية في عملية "طوفان الأقصى"، 7 أكتوبر الماضي. وقالت الوكالة وقتها إنها ستفتح تحقيقاً في هذه المزاعم، وإنها قامت بالفعل بقطع علاقتها بالموظفين الذين تحدثت عنهم إسرائيل.
وأدان خبراء أمميون، يوم الجمعة الماضي، "بأشد العبارات الممكنة" أي جهود لـ"نزع الشرعية" عن أونروا، وقالوا في بيان إنّ "القرار غير المتناسب بشكل صارخ بتعليق بعض أكبر الدول المانحة التمويل عن (أونروا) يتحدى المبدأ الأساسي للإنسانية".
وشدد البيان على أن "حرمان نساء حوامل الضروريات الإنسانية الأساسية والرعاية الطبية المنقذة للحياة والغذاء والمأوى والرعاية السابقة للولادة، ليس أمراً لا يمكن الدفاع عنه فحسب، بل إنه يشكل عائقاً أمام الرحلة المعقدة بالفعل نحو السلام".
تداعيات قطع التمويل عن "أونروا" على لبنان وفي السياق نفسه، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، اليوم الثلاثاء، الدول المانحة لإعادة النظر في موضوع وقف تمويل "أونروا"، مشدداً على أن "التمويل يشكّل حاجة ملحّة وضرورية لقضية لم يخترها الفلسطينيون، بل فُرضت عليهم فرضاً".
وأكد ميقاتي أنه "سيتواصل مع الدول المانحة في المؤتمرات واللقاءات التي يعقدها لحضّهم على إعادة النظر في هذا الموضوع بالنظر إلى تداعياته وتأثيراته المباشرة في مجمل الواقع اللبناني".
وأتت تصريحات ميقاتي خلال لقائه، اليوم، دوروثي كلاوس، بحضور باسل الحسن، رئيس "لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني".
ويخشى اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من تأثير قرار عدة دول تعليق تمويلها لأونروا على أوضاعهم والخدمات التي تُقدَّم لهم، وخصوصاً في مجالات التعليم، والرعاية الصحية والإغاثة والحماية، ومساعدات طارئة أخرى، ويستفيد نحو 200000 لاجئ فلسطيني يعيشون في لبنان من خدمات أونروا، بحيث تبلغ ميزانية الوكالة في لبنان حوالى 170 مليون دولار.
من جهتها، قالت كلاوس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الحسن، عقب اللقاء بميقاتي: "لقد أنهينا للتوّ اجتماعاً جيداً للغاية مع ميقاتي، حيث أعلمناه بالعواقب المحتملة لما يحصل مع أونروا وتداعياته على المجتمع الفلسطيني هنا في لبنان، إن أوقفت الدول المانحة التمويل".
وأضافت: "نتوقع أن يتبيّن لدينا في أول مارس/آذار ما إذا كانت هذه الهيئات المانحة ستغيّر قرارها بشأن تعليق التمويل، وفي حال عدم إعادة هذا التمويل، فإنّ جميع الفلسطينيين في لبنان سيتأثرون".
وأردفت: "ذلك يشمل عدداً كبيراً من الأولاد، وما يقارب 2000 مريض يتوجهون إلى عيادتنا و50 ألف مريض يحتاجون إلى دعم استشفائي كل عام، وأيضاً عدداً كبيراً من المرضى الذين يعتمدون على الأدوية، إضافة إلى أن هناك 12 مخيماً للاجئين الفلسطينيين في لبنان"، لافتة إلى أنّ "كل هذه الهيئات ستتأثر وليس لدينا أي معلومات عمّا إذا كانت أي هيئات مانحة ستتدخل للمساهمة".
وأوضحت في السياق أنّ "أونروا تستطيع أن تؤمّن الخدمات حتى نهاية شهر مارس في الوضع الحالي"، مشيرة إلى أنّه "ليس لدى المنظمة أيّ خطة بديلة".
بدوره، قال الحسن إنّ "الاتصالات التي نقوم بها بالشراكة مع أونروا، وبتوجيهات رئيس الحكومة، هي في كيفية القيام بالمواءمة بين البعد الإنساني والتداعيات السياسية لقطع التمويل والتشديد على مسألة أنّ التداعيات الإنسانية على اللاجئين أكبر من أيّ هواجس سياسية".
ورداً على سؤال عن مدة تعليق المساعدات وإلى متى سيستمر هذا الضغط، أجاب الحسن: "موضوع التعليق الآن مرتبط بمسألتين أساسيتين، هما التحقيقات المتعلقة بموضوع مشاركة موظفين في عملية طوفان الأقصى، والانتهاء من صدور التقرير الأول للجنة التي شُكِّلَت بإشراف الأمين العام للأمم المتحدة وتترأسها وزيرة خارجية فرنسا السابقة من أجل تقديم التقرير الأولي في ما يتعلق بآليات عمل وكالة أونروا".
قطع التمويل سيُجبر أونروا على إيقاف عملياتها وكان المفوّض العام لأونروا، فيليب لازاريني، قد حذر، يوم الخميس الماضي، من أنّ استمرار تعليق التمويل الدولي المخصّص للوكالة، البالغ اليوم 440 مليون دولار أميركي، سيضطرها إلى إنهاء عملياتها بحلول نهاية فبراير/ شباط الجاري في قطاع غزة والمنطقة ككلّ.
وشدّد لازاريني على أنّ وكالة أونروا "ما زالت منظمة الإغاثة الكبرى في واحدة من أشدّ الأزمات الإنسانية تعقيداً في العالم"، مشيراً إلى أنّه "إذا ظلّ التمويل معلّقاً، فمن المرجّح أن نضطر إلى إنهاء عملياتنا بحلول نهاية فبراير الجاري، ليس فقط في قطاع غزة، بل كذلك في كلّ أنحاء المنطقة".
ويُذكر أنّ وكالة أونروا تقدّم خدماتها في أقاليم عملياتها الخمسة في الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، منذ تفويضها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بتوفير المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في عام 1949، إلى حين حلّ قضيتهم. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: "أونروا"... تاريخ من الاستهداف الإسرائيلي والأميركي الخميس 18 أبريل 2024, 4:06 pm | |
| “أونروا”: الهجوم ضد الوكالة هدفه تجريد اللاجئين الفلسطينيين من صفة اللجوء
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، الأربعاء، إن الهجوم ضد الوكالة “ليس بشأن الحياد” لكن هدفه “تجريد اللاجئين الفلسطينيين من صفة اللجوء”.
وتتهم “أونروا” بمشاركة عدد من موظفيها في هجوم الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي على أراض تحتلها إسرائيل.
وأوضح لازاريني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي قبل جلسة لمجلس الأمن الدولي، أن “الهجوم ضد أونروا ليس بشأن الحياد لكن هدفه تجريد اللاجئين الفلسطينيين من صفة اللجوء وهذا موضع الخطر”.
وقال لازاريني إن “أونروا تتهم بإدامة صفة اللجوء، وهذا يعني غياب حل سياسي” مشيرا إلى أن النقاش اليوم في مجلس الأمن هدفه “إثارة الأمور الأكثر خطورة إذا ما تم حل الوكالة قبل التوصل إلى حل سياسي” للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
لازاريني أعرب عن شكره للأردن على “دعمه القوي لأونروا، وأن يكون مضيفا رائعا للاجئين بشكل العام والفلسطينيين خاصة”.
ووصف الوضع في قطاع غزة بـ “الكارثي والمأساوي” مشيرا إلى “تحديات” تواجه عمل أونروا في القطاع المحاصر.
وأشار إلى أن الوكالة “تخضع لضغط كبير في الضفة الغربية وغزة” لافتا النطر إلى “حملات ودول أوقفت دعمها لأونروا بسبب الادعاءات الفظيعة بأن عددا من أعضاء الوكالة شاركوا في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر”.
وذكر بأن الوكالة أنهت عمل هؤلاء الموظفين وأطلق تحقيق أممي في هذا الخصوص، مشيرا إلى أن وزير خارجية فرنسي أسبق طلب للقيام بعميلة مراجعة لعملية إدارة لمخاطر في الوكالة.
وقال، إن مجلس الأمن الدولي سيناقش الدعوات لتفكيك “أونروا”. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: "أونروا"... تاريخ من الاستهداف الإسرائيلي والأميركي الجمعة 26 أبريل 2024, 8:15 am | |
| مسؤولون إسرائيليون يعترفون بفشل حملة وقف تمويل أونروا "هآرتس": الحملة الإسرائيلية ضد أونروا تلقّت سلسلة ضربات أخيراً
مسؤولون إسرائيليون: إسرائيل لم تتمكن من التأثير في تقرير كولونا
مسؤول إسرائيلي: سبب فشل الحملة عدم وجود بديل مقنع لأونروا
اعترف مسؤولون إسرائيليون كبار، بفشل الحملة الإسرائيلية المخصصة لإلحاق الضرر بوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وحثّ الدول على وقف تمويلها. وأشارت صحيفة هآرتس العبرية إلى إعلان عدة دول في الأسابيع الماضية استئناف تمويلها الوكالة الأممية، بعد تجميده في بداية الحرب على غزة، عقب مزاعم إسرائيلية بشأن مشاركة عدد من موظفيها في عملية "طوفان الأقصى".
وأوضحت الصحيفة، اليوم الخميس، أنّ الحملة الإسرائيلية تلقّت سلسلة ضربات في الأيام الأخيرة، لافتة إلى أنّ ألمانيا، إحدى أهم الدول الداعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي في العالم، أعلنت نيتها استئناف تمويل المنظمة بعد تجميده في يناير/ كانون الثاني الماضي. وقالت برلين، أمس الأربعاء، إنها مقتنعة بوجوب تحسين الرقابة على عمل الوكالة والمشاريع التي تنفذها، ولكن بالتوازي مع ذلك تعتزم استئناف تمويلها لأونروا في أقرب وقت، واعتبرت ألمانيا أنّ على الحكومات الأخرى، التي جمّدت تمويلها للمنظمة، القيام بالمثل.
وأشارت ألمانيا إلى أنّ المنظمة تقوم بدور حيوي لا بديل منه، على مستوى اهتمامها بالأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وأن منظمات دولية أخرى تعمل في غزة تعتمد على البنية التي أقامتها أونروا. كذلك تعتقد ألمانيا أنه في ظل الأزمة الإنسانية في غزة، فإنّ من الأهمية أكثر من أي وقت مضى دعم وكالات الأمم المتحدة المختلفة العاملة في القطاع.
وعقّبت وزارة الخارجية الإسرائيلية بأنّ قرار ألمانيا "مؤسف ومخيّب"، زاعمة أنّ "إسرائيل شاركت ألمانيا ودولاً داعمة أخرى (لأونروا) معلومات مفصّلة عن المئات من نشطاء حماس العسكريين، ومئات كثيرة من النشطاء الآخرين... من حماس والجهاد الإسلامي، وجميعهم من موظفي أونروا"، ووصفتهم بأنهم "ليسوا مجرد بضع تفاحات فاسدة، بل شجرة فاسدة ومسمومة"، على حد ادعائها.
كذلك ذكرت الخارجية الإسرائيلية أنّ إسرائيل ستواصل التعاون مع الحكومة الألمانية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال وكالات أخرى. وجاء إعلان ألمانيا في أعقاب تقرير نشرته في الآونة الأخيرة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا، رئيسة مجموعة المراجعة المستقلة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، خلص إلى أن إسرائيل لم تقدم ما يؤكد ادعاءاتها بحق موظفي الوكالة. وكانت كولونا قد زارت إسرائيل قبل نحو شهر والتقت عدداً من المسؤولين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي وجيش الاحتلال، من أجل الاطلاع على الادعاءات ضد أونروا.
ولاقى التقرير انتقادات شديدة اللهجة من قبل إسرائيل ووزارة الخارجية الإسرائيلية، التي اعتبرت أنه "يتجاهل خطورة المشكلة ويقترح حلولاً تجميلية، لا تتعامل مع حجم تغلغل حماس داخل أونروا".
وذكرت "هآرتس" أنّ مسؤولين إسرائيليين قالوا في الأيام الأخيرة خلال محادثات مع دبلوماسيين أجانب، إن إسرائيل لم تتمكن من التأثير في التقرير كما أرادت، وبات واضحاً لها أنه في أعقاب نشره، فإنّ دولاً أخرى ستنضم إلى ألمانيا وتجدد تمويلها للمنظمة.
وبناءً على تقارير نُشرت أخيراً، تدرس بريطانيا الآن أيضاً استئناف التمويل. ومن أبرز الدول التي قررت استئناف تمويلها لأونروا، حتى قبل تقرير كولونا، فرنسا وكندا وأستراليا والسويد والنرويج وإسبانيا واليابان، فيما تخشى دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأساس إلغاء بريطانيا والولايات المتحدة تجميدهما تمويل أونروا، باعتبارهما أكبر داعمتين لإسرائيل اليوم في الساحة الدولية.
ونقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمّه، قالت إنه كان ضالعاً في الجهود الدولية بقضية وقف التمويل، قوله إنّ سبب فشل الجهود الإسرائيلية يعود بالأساس إلى عدم وجود بديل مقنع يتولّى النشاطات التي تقوم بها أونروا، مضيفاً أنّ إسرائيل تمكّنت في المقابل من إثارة الشكوك حول العالم بشأن أونروا، ولكنها لم تدعم هذه الخطوة باقتراح بديل مناسب للمنظمة. ويتوافق هذا أيضاً مع موقف وزارة الأمن الإسرائيلية بأن الصعوبة الحقيقية في الحملة ضد أونروا، لم تكن في إقناع الدول بأن الوكالة "إشكالية"، وإنما بأنه يمكن استبدالها.
ونقلت الصحيفة العبرية عن دبلوماسي من إحدى الدول الأوروبية التي استأنفت تمويلها لأونروا، قوله إنّ قرار حكومته استئناف التمويل، نبع من أمرين، هما أنّ "الأدلة التي عرضتها إسرائيل لم تكن قاطعة بما يكفي ولم تقنع بأنّ الحديث يدور عن ظاهرة واسعة وليس عن حالات فردية، وبالإضافة إلى ذلك، رأينا كيفية تدهور الوضع الإنساني في غزة لخطر المجاعة، وأدركنا أن هذا ليس الوقت المناسب للتذاكي، ولو كانت هناك طريقة لإطعام مليوني شخص في غزة من دون أونروا لكنّا مستعدين لفحصها، ولكن يبدو أنه لا يوجد".
وأشار المسؤول إلى وجود إجماع بين الدول الأوروبية على أن دعم أونروا يجب أن يستمر في الوضع الحالي، على الرغم من الادّعاءات الإسرائيلية.
ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع أونروا بعد تقرير كولونا قالت وزارتا الخارجية والتنمية الألمانيتان، في بيان مشترك اليوم الأربعاء، إن الحكومة تعتزم استئناف التعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة. ويأتي القرار غداة تقرير اللجنة المكلفة بإجراء مراجعة مستقلة لعمل الوكالة، ونفيه الادعاءات الإسرائيلية بشأن مشاركة عدد من موظفيها في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، التي دفعت عدداً من الدول، بينها ألمانيا، إلى وقف تمويل الوكالة.
وخلصت مراجعة أجرتها اللجنة برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا، أن إسرائيل لم تقدم بعد أدلة تدعم اتهاماتها لموظفين في "أونروا" بالمشاركة في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وأنّ الوكالة الأممية كانت تزوّد إسرائيل بانتظام بقوائم تضم أسماء موظفيها للتدقيق، إلا أن الأخيرة لم تبد أي ملاحظات أو مخاوف بشأن قوائم الموظفين منذ عام 2011.
وأكدت أن الوكالة كانت قد أنشأت عدداً كبيراً من الآليات والإجراءات لضمان الامتثال للمبادئ الإنسانية، مع التركيز على مبدأ الحياد، وأنها تمتلك نهجاً أكثر تطوراً للحياد من كيانات الأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية المماثلة الأخرى، إلا أنه حدد عدداً من التدابير في مجالات مختلفة يرى أن هناك حاجة إلى تحسينها بشكل فوري، وهي "التعامل مع الجهات المانحة، والحوكمة، وهياكل الإدارة، والرقابة الداخلية، وحيادية الموظفين وسلوكهم، وحياد المنشآت، وحياد التعليم، وحياد نقابات الموظفين، وتعزيز الشراكة مع وكالات الأمم المتحدة".
وحثت الوزارتان "أونروا" على تنفيذ سريع لتوصيات تقرير المراجعة، بما يشمل تعزيز الرقابة الداخلية، وكذلك تعزيز الإشراف الخارجي على إدارة المشروعات. وجاء في بيان الوزارتين: "دعماً لتلك الإصلاحات، ستستأنف الحكومة الألمانية قريباً تعاونها مع أونروا في غزة، كما فعلت أستراليا وكندا والسويد واليابان ودول أخرى".
ومنذ 26 يناير/ كانون الثاني، علقت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تمويلها الوكالة الأممية، على خلفية المزاعم الإسرائيلية حول مشاركة 12 من موظفيها في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، قبل أن تتراجع عدة دول قرارها. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: "أونروا"... تاريخ من الاستهداف الإسرائيلي والأميركي الإثنين 29 أبريل 2024, 8:07 am | |
| لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا قالت صحيفة لوموند إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توشك أن يضيع منها هدف سياسي ثمين بالنسبة لها، بعدما أعلنت ألمانيا ودول أخرى أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لم تفقد ثقتها، وبالتالي ستستأنف تمويلها.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن تقريرا نشرته مجموعة من الخبراء المستقلين -برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا يوم 22 أبريل/نيسان الجاري- تجاهل جزءا كبيرا من الاتهامات الإسرائيلية للوكالة، ووجد أن الأونروا "لديها آليات أكثر لضمان" الحياد "من وكالات الأمم المتحدة الأخرى". وأشار أيضا إلى أن إسرائيل لم تقدم حتى الآن أدلة تثبت اتهاماتها للوكالة، مما يدل على أن الانسحابات الدولية كانت متسرعة في أحسن الأحوال، وفقا للصحيفة.
وقدر التقرير كذلك أن الأونروا "لا يمكن الاستغناء عنها ولا غنى عنها" حتى الآن، دون أن يقنع ذلك الولايات المتحدة التي جمدت مساهمتها حتى عام 2025 رغم أنها منحت للتو مساعدات جديدة لعمل عسكري ضخم لإسرائيل. ويأتي ذلك في وقت يلوح فيه تهديد إسرائيلي أكثر من أي وقت مضى لغزو مدينة رفح، آخر مدينة في قطاع غزة نجت من المجازر والدمار الهائل الناجم عن الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر.
وكانت الوكالة قد أعلنت يوم 26 يناير/كانون الثاني الماضي أن إسرائيل اتهمت 12 من موظفيها الفلسطينيين البالغ عددهم 13 ألفا في غزة بالمشاركة في هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقد أدى هذا الاتهام المبني على ادعاءات فقط، حسب الصحيفة، إلى سلسلة من الانسحابات بين الجهات الدولية المانحة، بدءا بالولايات المتحدة، وكأن الأخطاء الفردية المحتملة ستدين وكالة بأكملها، كانت مواردها المالية هشة أصلا.
وقفز نتنياهو إلى الثغرة ليتهم الأونروا بأنها "مخترقة بالكامل من قبل حماس" ويطالب بتصفيتها، وفقا للصحيفة.
ووفاءً لإستراتيجية الأمر الواقع التي أثبتت جدواها، حسب لوموند، فإن نتنياهو رأى فيما أثير حول الوكالة فرصة لشن هجوم جديد على مؤسسة ظلت إسرائيل تعتبرها وسيلة لجعل مصير اللاجئين ومسألة تعويضهم أو عودتهم قضيةً لا يمكن الالتفاف عليها.
ورأت الصحيفة أن الهجوم على هذه الوكالة، في الوقت الذي يصارع فيه قطاع غزة أزمة إنسانية متعددة الأبعاد وربما وجودية، يشكل ضربا من سياسة الأرض المحروقة غير المسؤولة.
وختمت لوموند افتتاحيتها بالتأكيد على أن ثمة طريقة أفضل للرد على الاستجوابات والانتقادات الموجهة للأونروا "هو القيام بكل ما يلزم، لجعل أفق سياسي يحل محل الأفق الغامض للحرب حاليًا". |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: "أونروا"... تاريخ من الاستهداف الإسرائيلي والأميركي الإثنين 29 أبريل 2024, 8:22 am | |
| لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كاملة العضوية
أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، وجود دوافع سياسية وراء مساعي بعض الدول لحل الوكالة، ما قد يقوض قيام دولة فلسطين.
وقال لازاريني في تصريح لوكالة "تاس" الروسية، اليوم الأحد، "أدعو أعضاء الأمم المتحدة للانتباه إلى أنه يجب التصدي لهذا الضغط، لأن الهدف الحقيقي من حل الوكالة له دوافع سياسية، ومن شأنه أن يقوض في المستقبل الجهود لحل القضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطين".
وأشار إلى أن أكثر من 80% من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يعتقدون أن حل الدولتين سيكون مستحيلا في حال حل "الأونروا".
وفي وقت سابق، أكد لازاريني في مؤتمر صحفي، أن "الهدف الرئيسي يتمثل في حرمان الفلسطينيين من صفة اللاجئين، وهذا ما أكده بوضوح ممثل إسرائيل أمام مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، حين قال إن "الأونروا" تطيل أمد قضية اللاجئين، لكن القضية الحقيقية تتمثل في غياب حل سياسي، ما يجعل الناس يبقون بصفة اللاجئين لفترة أطول".
ونوه لازاريني إلى أنه ليس على علم بتوجيه إسرائيل طلبا رسميا إلى الأمم المتحدة بشأن حل "الأونروا"، لكنه على اطلاع على دعوات الحكومة الإسرائيلية لهذه الخطوة والمناقشات حول بديل للوكالة.
وأكد أنه لا يمكن استبدال "الأونروا" بهيئة أخرى في الوقت الراهن، حيث "لا توجد منظمة أخرى من شأنها أن تتولى دورنا وتوفر الوصول إلى الرعاية الصحية أو التعليم مثلما نقوم به نحن"، مضيفا أن هذا يمكن أن تقوم به حكومة أو إدارة ذات حقوق كاملة فقط.
وشدد على أن "الجهة الوحيدة التي يمكن أن تتولى تلك الوظائف هي دولة فلسطين المستقبلية عندما نجد حلا للقضية الفلسطينية– الإسرائيلية". |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: "أونروا"... تاريخ من الاستهداف الإسرائيلي والأميركي السبت 08 يونيو 2024, 8:21 am | |
| حرب إلغاء "أونروا" بالأرقام... الاحتلال يستهدف وجود الوكالة الأممية
189 شهيداً من موظفي أونروا في غزة منذ بداية العدوان على غزة
إسرائيل قتلت ما لا يقل عن 450 نازحاً داخل مراكز إيواء أونروا
يتواصل الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لوكالة "أونروا"، والتي يسعى الاحتلال منذ بداية العدوان على قطاع غزة إلى إنهاء وجودها عبر اتهامات لموظفيها ومزاعم تطاول أنشطتها، لم يتمكن من إثباتها.
أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأممية "أونروا"، أن انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مخيم جباليا كشف عن تدمير جميع مراكز الإيواء التابعة لها في المخيم، وقالت الوكالة في بيان، السبت، إن مراكزها في مختلف مناطق قطاع غزة تعرضت إلى نحو 394 هجوماً إسرائيلياً منذ بداية العدوان الإسرائيلي، فيما يعد حجم الاستهداف الأكبر الذي تتعرض له منظمة أممية خلال حرب أو نزاع مسلح في العالم، ما خلف الكثير من الضحايا بين العاملين في الوكالة والنازحين إلى مراكز الإيواء التابعة لها، والذين كانوا يعتقدون أن علم الأمم المتحدة قد يحميهم من الصواريخ والقذائف الإسرائيلية. ووثقت "أونروا" كل ما أصاب المباني والمدارس والعيادات الصحية والمقار الإدارية والمخازن التابعة لها، مؤكدة أن غالبية الاستهدافات عرضت حياة الأشخاص الموجودين داخل تلك المقار للخطر، وخلفت تدميراً كلياً أو جزئياً، وبعض تلك المباني شهد حوادث استهداف متكررة، وكانت غالبية المباني المستهدفة في مدينة غزة ومحافظة شمال القطاع ومدينة خانيونس.
استشهد 189 من موظفي وكالة أونروا في غزة منذ بداية العدوان ويقول مصدر في أونروا لـ"العربي الجديد" إن "مساحات عمل الوكالة قيدت كثيراً، وأصبحت 80 في المائة من مقارها في القطاع مناطق خطرة يصعب الوصول إليها، وتسعى إدارة الوكالة إلى الحفاظ على أرواح موظفيها بعد استشهاد 189 منهم، فضلاً عن عشرات المفقودين والمصابين". ووثقت تقارير وكالة "أونروا" المقدمة للأمم المتحدة ما لا يقل عن 57 حادثة استخدام لمقارها ومبانيها في التحقيق مع النازحين، معتبرة ذلك مخالفة واضحة للقانون الدولي الإنساني، كما وثقت استشهاد ما لا يقل عن 450 نازحاً داخل مراكز الإيواء التابعة لها، وإصابة 1476 آخرين على الأقل، وهذه الأرقام تشمل فقط المصابين والشهداء الذين جرى الإبلاغ عنهم، بينما الأرقام الحقيقية أكبر من ذلك. وانسحبت وكالة "أونروا" من مدينة رفح بعد الاستهداف المباشر لمراكزها، ونية القتل العمد للمدنيين والموظفين الدوليين العاملين في المدينة، وأكد المفوض العام لـ"أونروا"، فيليب لازاريني، أن ملاجئ الوكالة في رفح باتت فارغة، وأن "أكثر من مليون شخص نزحوا بحثاً عن مكان آمن لم يجدوه قط"، واعتبر لازاريني، في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الخميس، أن "حجم ونطاق الهجمات الأخيرة ضد (أونروا) يستحقان تشكيل لجنة تحقيق مستقلة بشكل عاجل"، محذراً من أن "المزاعم الإسرائيلية حول مشاركة موظفي الوكالة في عملية (طوفان الأقصى) جعلت طواقم الأمم المتحدة الإنسانية أهدافاً مشروعة. المسؤولون الإسرائيليون لا يهددون عمل موظفينا ومهمتنا فحسب، بل ينزعون أيضا الشرعية عن أونروا".
وتعرض الكثير من مدارس مدينة خانيونس لاستهداف متكرر، وتعرضت غالبيتها لأضرار متباينة خلال العملية العسكرية على خانيونس قبل شهرين. في حين تعتبر مراكز الإيواء بالمناطق الشمالية الأكثر تضرراً منذ بداية العدوان الإسرائيلي، إذ بدأ الاستهداف من مدارس بلدة بيت حانون في أقصى شمالي القطاع، ثم انتقل إلى مدارس بلدة بيت لاهيا، ومخيم جباليا، ثم مدارس المنطقة الشمالية بالكامل، قبل بدء عملية عسكرية موسعة في ديسمبر/كانون الأول الماضي على محافظة الشمال ومدينة غزة. استشهدت المسنة مريم العوض وابنتها براءة وحفيدتها ريماس (ثلاث سنوات) في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدرسة في منطقة الفالوجا، وتم إخراج جثامينهما، صباح الأحد، بعد جهود مضنية لعناصر جهاز الدفاع المدني للوصول إلى الشهداء في ظل قلة الإمكانيات المتاحة.
قتلت إسرائيل ما لا يقل عن 450 نازحاً داخل مراكز إيواء وكالة أونروا يقول ابنها محمد العوض (36 سنة) لـ"العربي الجديد"، إن عدداً كبيراً من النازحين كانوا يرفعون الأعلام البيضاء حين تم قصفهم، ومن بينهم والدتي الستينية، فقد كانوا يتوقعون اقتحام المدرسة لأن جيش الاحتلال لا يحترم علم الأمم المتحدة. يضيف: "كنا نقسم أنفسنا بين رجال في الخارج، ونساء داخل المدارس، وكنا لا نزال نعتقد أنهم لن يستهدفوا المدارس لأنها تحمل علم الأمم المتحدة، لكني فوجئت باستشهاد والدتي وشقيقتي وطفلتها، كأن التواجد في مدارس (أونروا) أصبح جريمة". كان المدرس محمد حميد يعمل في أحد مدارس "أونروا" بحي الرمال في مدينة غزة، وبعد نزوحه، استمر في عمله متنقلاً بين عدة محافظات، حتى وصل إلى العمل في أحد مراكز الإيواء بمدينة رفح، وقد نزح مؤخراً إلى منطقة المواصي، وهو يتابع توجيهات العمل في النقاط التي أنشأتها "أونروا" داخل الخيام لطواقم عملها، والتي تتولى تنظيم الأوضاع الإنسانية، وتوزيع المساعدات، والإشراف على الحالات المرضية. أصيب حميد أثناء عمله في إحدى مدارس مخيم المغازي التي تعرضت لقصف مباشر، ويشير إلى أنه خسر عددا من زملائه في القصف، وكذلك اثنين من أبناء عمومته، كان أحدهما معلماً والآخر يعمل في مركز لتوزيع المساعدات الغذائية، بينما تعرض هو لإصابة بالغة في الساق، ويحتاج إلى إجراء عملية جراحية، لكنه حالياً على رأس عمله، وينتظر أن يتاح له إجراء العملية.
يقول حميد لـ"العربي الجديد": "جميع موظفي أونروا في عملهم منذ الشهر الأول من العدوان، وهم يتنقلون بين مراكز الإيواء في المحافظات، وعندما يتم تقييم المخاطر، تطلب منا الإدارة الابتعاد عن مناطق الخطر لضمان حماية أرواحنا، وغالبية الطواقم مدربة على التعامل مع الأزمات، لكن شراسة هذه الحرب خلفت الكثير من الشهداء رغم ذلك". يضيف: "استشهد ابن عمي داخل أحد مقار أونروا في مدينة غزة، وكان يرتدي سترته التي تحمل علم الوكالة. هناك حرب على العاملين في القطاع الإنساني، ورغم أننا مسالمون، ونسير في طرق واضحة أثناء عملنا، وطائرات الاستطلاع الإسرائيلية تراقبنا دائماً، إلا أن عدد من طواقمنا استشهدوا، وأخرين فقدوا ولا نعرف مصيرهم". بدوره، يقول مصدر من وكالة "أونروا" في قطاع غزة، لـ"العربي الجديد"، إن "الحرب على الوكالة مستمرة، وتهدف إلى إنهاء دورها الإنساني، ومحاولة تشويه سمعتها مقدمة للإجهاز عليها، وإخراجها من الساحة الفلسطينية، وبدأ ذلك بترويج اتهامات للموظفين، نتج منها وقف عدد من الدول تمويلها، لكن عدم اقتناع المجتمع الدولي بالادعاءات الإسرائيلية أعاد الكثير من الدول التي جمدت الدعم إلى تقديمه من جديد، كما أن بعض الدول زادت دعمها". ويعرب المصدر عن تخوفات من مصادقة الهيئة العامة للبرلمان الإسرائيلي "الكنيست"، الأسبوع الماضي، على مشروع قانون يقضي بإعلان الوكالة الأممية "منظمة إرهابية"، رغم الإدانات العربية والدولية لهذا المشروع. ويوضح: "كانت أونروا ولا تزال حريصة على فصل الجانب السياسي عن القطاع التعليمي والإغاثي، ورغم ذلك يتم ملاحقتها، خصوصاً في قطاع غزة، حيث يعتمد أكثر من 60 في المائة من السكان على المساعدات الغذائية والتعليمية والصحية".
ودانت دولة قطر، الأحد، محاولة سلطات الاحتلال الإسرائيلي تصنيف وكالة "أونروا" منظمة إرهابية، وتجريدها من حصانتها الدبلوماسية وتجريم أنشطتها، واعتبر بيان لوزارة الخارجية القطرية، ذلك امتداداً لحملة الاستهداف الممنهجة الهادفة إلى تفكيك الوكالة في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى خدماتها الإنسانية من جراء التداعيات الكارثية للحرب المستمرة على قطاع غزة، وجددت الدعوة إلى وقوف المجتمع الدولي بحزم في مواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية لتصفية الوكالة، وحرمان ملايين الفلسطينيين من خدماتها الضرورية.
كما دانت السعودية، السبت، محاولات الكنيست الإسرائيلي تصنيف وكالة "أونروا" باعتبارها "منظمة إرهابية" واستهداف أنشطتها. وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان، عن إدانتها لمحاولات تقويض جهود أونروا، ورفع الحصانة عن منسوبيها ممن يقومون بواجبهم في تخفيف حدّة الكارثة الإنسانية للشعب الفلسطيني. وأكدت رابطة العالم الإسلامي، السبت، رفضها واستنكارها محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ربط وكالة "أونروا" بـ"الإرهاب"، وأكدت في بيان، أن على إسرائيل الكف عن انتهاكاتها للقوانين والأعراف الدولية، والالتزام بالقانون الدولي في ما يتعلق بعمل المنظمات الدولية والإنسانية. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| |
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: "أونروا"... تاريخ من الاستهداف الإسرائيلي والأميركي الأحد 01 سبتمبر 2024, 3:47 am | |
| هل تخلّت الأمم المتحدة عن الفلسطينيين بتعليق خدماتها في غزة؟قرار الأمم المتحدة وقف عملياتها في قطاع غزة قد يكون أشبه بالكارثة في ظل اعتماد الغزيين على المساعدات الشحيحة أصلاً، ليشعر أهالي القطاع بمزيد من التخلي عنهم.يتخوّف الفلسطينيون من تداعيات قرار الأمم المتحدة تعليق خدماتها في قطاع غزة نتيجة تكرار التهجير وتقليص المناطق الآمنة، في ظل استمرار الاحتلال في حشر المهجّرين في مناطق ضيقة وتكرار التوجيه الإجباري لهم. وجاء القرار الأخير الذي أصدرته الأمم المتحدة بتعليق خدماتها بشكلٍ مؤقت ليعزز حالة الضغط التي تعيشها المؤسسات الأممية في القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.أزمة دعم مالي وإغاثي تفاقم الكارثة في غزةيواجه أهالي قطاع غزة أزمات اقتصادية خانقة من جراء التداعيات الكارثية للعدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مع استمرار غياب الدعم المالي وشح المساعدات الإنسانية والتي تفاقم من سوء الواقع المعيشي، من خلال انعدام القدرة على توفير أبسط مقومات الحياة اليومية.ولا تتناسب المساعدات الإغاثية، سواء المادية أو الغذائية أو غيرها من المساعدات البسيطة، مع حجم الكارثة التي تعصف بالفلسطينيين منذ 11 شهراً، مقارنة بأحداث سابقة أقل حدة، وأخف تأثيراً، حيث كانت المساعدات وعلى الرغم من بساطتها، تلبي المتطلبات الأساسية للمواطنين. ويتزامن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة مع جملة من التحديات والآثار التي لا يمكن استيعابها، والتي بدأت قبل الحرب، بفعل التأثيرات السلبية للحصار الإسرائيلي، ومضاعفة تلك التأثيرات مع بدء العدوان وتشديد الحصار عبر إغلاق المعابر ومنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود والمساعدات الإنسانية، إلى جانب حرمان مئات آلاف الفلسطينيين من بيوتهم ومصادر رزقهم التي تم تدميرها.وعلى الرغم من غياب الدعم المادي، أو الشح الكبير فيه، إلا أنه وفي حال توافره يشهد تعقيدات شديدة في حركات الصرف بسبب نقص السيولة، واعتماد المؤسسات على تحويل الأموال إلكترونياً في عملية معقدة تحتاج إلى التنقل بين التطبيقات، الأمر الذي يجعل المستفيد فريسة سهلة لمكاتب الصرافة ومندوبيها، وبعض أصحاب رؤوس الأموال الذين يفرضون عمولة مرتفعة مقابل توفير السيولة، قد تصل إلى أكثر من 20% من قيمة المبلغ، إلى جانب تقديم عملات مهترئة يصعب صرفها.شح المساعدات في غزةويوضح الفلسطيني أدهم أبو راس أنه لم يتلق أي مساعدات مالية منذ بدء العدوان الإسرائيلي، على الرغم من نزوحه المتكرر إلى أكثر من محافظة، حيث انتقل برفقة أسرته المكونة من خمسة أفراد إلى أكثر من مدرسة إيواء داخل مدينة غزة، ومن ثم انتقل إلى المحافظات الوسطى وإلى المحافظات الجنوبية، وقد عادوا مجدداً إلى المحافظات الوسطى بعد اجتياح مدينة رفح.ويلفت أبو راس لـ "العربي الجديد" إلى التكلفة الباهظة لكل عملية نزوح، في الوقت الذي تعاني فيه أسرته من أوضاع اقتصادية متردية، خاصة بعد خسارته مصدر دخله الوحيد إثر النزوح الذي تلا تدمير منزله وتدمير محل الملابس الذي كان يعمل به، في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار المتطلبات الأساسية بشكل غير مسبوق.ويوضح أبو راس أنه لم يحصل على أي مساعدات مالية، باستثناء بعض الطرود الغذائية ومعظمها من المعلبات رخيصة الثمن، والتي يضطر إلى بيعها أو مقايضتها بأصناف أخرى، وذلك على الرغم من تسجيله في معظم الروابط المتعلقة بالمنح المالية التي يتم الإعلان عنها عبر الإنترنت.ويشير أبو راس إلى أن صرف المساعدات المالية في مثل هذه الأوضاع الكارثية يجب أن يتضاعف، وفقاً لتضاعف التحديات والمتطلبات والأسعار، إلا أن ما يحدث هو العكس ويقول "خرجنا من بيوتنا دون أن نصطحب الملابس أو الفراش أو باقي المتطلبات الضرورية على اعتبار أن النزوح لن يدوم سوى لأيام معدودة، إلا أن الحرب طال أمدها، ما اضطرنا إلى شراء كل شيء وبأسعار مضاعفة، في الوقت الذي تعاظمت فيه الأزمات والمخاطر".أما الفلسطيني مروان ديب، فيوضح أنه لم يحصل على أي مساعدة مالية، على الرغم من نزوحه المتواصل منذ الشهر الثاني للحرب، والتكاليف الباهظة التي تكبدها، خاصة بعد توقفه وأبنائه الأربعة عن العمل (في تجارة اللحوم) إثر قصف منزلهم وثلاجات التبريد والتجميد التي يتم فيها حفظ اللحوم تجهيزاً لبيعها.ارتفاع الإيجاراتويشير ديب لـ "العربي الجديد" إلى الخسارة المركبة التي تعرض لها، حيث تسبب القطع التام للتيار الكهربائي في الأيام الأولى للحرب بفساد كميات كبيرة من اللحوم، فيما تم قصف المبنى مع بدء الشهر الثاني للعدوان، الأمر الذي دفعهم للنزوح، ويقول "رغم كل هذه الخسائر القاسية إلا أننا لم نحصل على أي مبلغ مالي يعيننا على قضاء أبسط احتياجاتنا".ويوضح أن الإيجارات المرتفعة للمنازل في مناطق النزوح أنهكته مادياً، ما دفعه إلى شراء مستلزمات إقامة خيام خشبية وبلاستيكية بأسعار مرتفعة، إلى جانب التكلفة المادية العالية لأسعار مختلف المتطلبات الأساسية، لافتاً إلى أن كل تلك التكاليف استنزفت الأموال التي كان يدخرها لتجارته ومناسباته العائلية وأهمها زواج نجله.وفي السياق، يوضح الخبير الاقتصادي حسن صافي أن أزمة الدعم المالي وشح المساعدات في قطاع غزة قديمة جديدة، جراء التأثيرات السلبية للحصار الإسرائيلي المتواصل منذ ثمانية عشر عاماً. ويشدد صافي في حديث مع "العربي الجديد" على تضاعف نسب الفقر والبطالة خلال العدوان، على الرغم من ارتفاعها أساساً قبل بدء الحرب، جراء فقدان عشرات الآلاف لمصادر دخلهم، علاوة على تدمير مصالحهم التجارية والاقتصادية، الأمر الذي دفعهم إلى البحث عن مصادر دخل جديدة، من بينها التسجيل في المساعدات المالية والإغاثية.ويلفت صافي إلى أن آمال المتضررين جراء العدوان الإسرائيلي في الحصول على مصادر دخل بديلة تصطدم في الواقع الصعب، والذي يشهد نقصاً ملموساً في المساعدات المالية والغذائية، نظراً لشح دخولها، كذلك إلى الأعداد الهائلة للنازحين، والتي لا تتناسب مع النقص الناتج من ضعف الدعم، وإغلاق المعابر، وعدم السماح بمرور شاحنات وقوافل المساعدات، خاصة بعد اجتياح رفح، والسيطرة على محور فيلادلفيا ومعبر رفح مطلع شهر مايو/ أيار الماضي.وتسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة باستشهاد وفقدان ما يزيد عن 50 ألف فلسطيني إلى جانب إصابة قرابة 93 ألفا بجراح متفاوتة، كذلك قامت الطائرات الحربية بتدمير أكثر من 70% من مساحة القطاع، بما تضم من مؤسسات إغاثية ومنشآت سكنية وتجارية واقتصادية ومحال تجارية ومولات وأسواق، علاوة على تجريف وتدمير الأراضي الزراعية التي كانت توفر السلة الغذائية لأهالي القطاع.أكثر 10 سيارات كهربائية مبيعا في العالم عام 2024https://www.aljazeera.net/ebusiness/2024/8/31/%d8%a3%d9%83%d8%ab%d8%b1-10-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d9%83%d9%87%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%a8%d9%8a%d8%b9%d8%a7-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85هل تحتوي قهوتك الصباحية على البلاستيك؟ جرب هذا الابتكار لتتأكدhttps://www.aljazeera.net/health/2024/8/31/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9%88%D9%8A-%D9%82%D9%87%D9%88%D8%AA%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89 |
|
| |
| "أونروا"... تاريخ من الاستهداف الإسرائيلي والأميركي | |
|