أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بكلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ركز خلالها على موقف بلاده من إيران وما يرى أنها تشكله من تهديدات للمنطقة علاوة على قضية التطبيع مع السعودية وكيف أدت هجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى إعاقة التطور على صعيد هذا الملف بالإضافة إلى مطالبات لحماس بتسليم الرهائن الإسرائيليين لديها.
وقال نتنياهو إن "جئت إلى هنا لتوضيح الحقائق، والحقائق تقول إن إسرائيل تتوق إلى السلام وتصنع السلام من جديد"، موجهاً رسالة إلى حركة حماس بخصوص الرهائن قال فيها: "أفرجوا عنهم".
وأضاف: "بعدما سمعت الأكاذيب والافتراءات التي وجهها العديد من المتحدثين على هذا المنبر لبلادي، قررت القدوم إلى هنا وتوضيح الأمور".
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الجمعية العامة إنه على "حماس أن تغادر" وألا يكون لها أي دور في إعادة إعمار غزّة، متعهّدا بمواصلة القتال حتى يحقق "النصر الكامل".
وأشار إلى أنه "إذا بقيت حماس في السلطة فستعيد تجميع صفوفها وتهاجم إسرائيل مرة تلو الأخرى، لذا على حماس أن تغادر".
وغادر عدد من الوفود الدبلوماسية مقر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة فور صعود نتنياهو إلى المنصة للإدلاء بكلمته إعلاناً لمقاطعتهم خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي. وندد نتنياهو بتعامل الأمم المتحدة مع إسرائيل، معتبرا انها أصبحت "مهزلة مثيرة للازدراء".
السعودية وإيران
وألقى بنيامين نتنياهو باللوم، أثناء حديثه أمام الدبلوماسيين في الجمعية العامة للأمم المتحدة على هجوم حماس في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على إسرائيل في توقف تقدم التطبيع مع السعودية، قائلا: "بينما كان اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية وشيكاً جاءت لعنة 7 أكتوبر/ تشرين الأول".
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة إيران من أن بلاده ستقصفها إذا تعرّضت للقصف أولا وقال إن بإمكان بلاده الوصول إلى أي جزء من أراضي الجمهورية الإسلامية.
وقال نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "لدي رسالة لطغاة طهران. إذا قصفتمونا، فسنقصفكم".
وأضاف "ليس هناك أي مكان في إيران لا يمكن لذراع إسرائيل الطويلة الوصول إليه. ينطبق الأمر ذاته على الشرق الأوسط برمته".
ومنذ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي – عندما شنت حماس هجومها المعروف إعلامياً "بطوفان الأقصى على بلدات إسرائيلية – بدأت اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله اللبنانية الموالية لإيران والتي تطورت بمرور الوقت إلى هجمات تفجيرية بأجهزة بيجر وأجهزة اتصال لاسلكي في لبنان أودت بحياة 39 شخصا وتسببت بإصابة 3000 آخرين بجروح من بينهم عناصر من حزب الله إضافة إلى أعداد كبيرة من الدنيين.، وهي الهجمات التي يرجح كثيرون أن وراءها جهاز الموساد الإسرائيلي.
كما تكثف إسرائيل ضرباتها وغاراتها الجوية على جنوب لبنان في الأيام القليلة الماضية، مما أسفر عن مقتل وإصابة ونزوح الآلاف فرارًا من القصف الإسرائيلي في حين يرد حزب الله بإطلاق صواريخ تقول وسائل إعلام إسرائيلية إنها أصابت أهدافاً وأحدثت خسائر مادية داخل إسرائيل.
الصراع مع حزب الله
بخصوص الوضع في لبنان حيث تنفذ اسرائيل ضربات على أهداف تابعة لحزب الله الذي يطلق بدوره صواريخ على اسرائيل، أكد نتانياهو أن العمليات العسكرية ضد حزب الله ستتواصل.
وقال "طالما أن حزب الله يختار مسار الحرب، فلا خيار أمام إسرائيل، ولدى إسرائيل كل حق في إزالة هذا التهديد وإعادة مواطنينا إلى ديارهم بأمان"، مضيفاً أن العمليات ضد الحزب "ستتواصل إلى أن نحقق أهدافنا".
وقال نتيناهو: "لن تهدأ إسرائيل حتى يتمكن أبنائها من العودة إلى الشمال"، في إشارة إلى أن الصراع ضد حزب االله لا يزال يشكل خطراً على الإسرائيليين في شمال البلاد.
ونفذت حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر هجوما غير مسبوق في إسرائيل. وأدى الهجوم إلى مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية، بما يشمل الرهائن الذين قتلوا أو قضوا أثناء احتجازهم في قطاع غزة.
وردا على ذلك شنّت إسرائيل حربا مدمرة في غزة خلفت أكثر من 41 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في حكومة حماس، وتسببت في أزمة إنسانية كبيرة.
إطلاق صواريخ من لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة، تعرض خليج حيفا لإطلاق 10 قذائف صاروخية من لبنان، وفق هيئة البث الإسرائيلية، في وقت تستمر فيه الغارات الإسرائيلية على عدة مناطق في جنوب لبنان.
وقد سقطت إحدى القذائف في مياه البحر قرب ميناء حيفا، وأصيبت سيارة في المدينة بشظايا صاروخ، كما تعرضت منطقة أخرى لشظايا صاروخ آخر، فيما أفاد الناطق بلسان نجمة داوود الحمراء، أنه لم تقع إصابات أو أضرار.
وقد دوت صفارات الإنذار في خليج حيفا ومنطقة الكريوت وفي طبريا ومحيطها، بحسب الهيئة.
من جانبه نفى المتحدث باسم ميناء حيفا سقوط أي صواريخ في منطقة الميناء.
نتنياهو يكشف عن مناقشات إسرائيلية لمقترح وقف إطلاق النار، واستمرار الغارات على جنوب لبنان
هل يمكن للدبلوماسية أن تحقق وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط؟
وفي مياه بحيرة طبريا سقطت قذيفة واحدة في شاطئ ديكيل، دون أن يبلغ عن إصابات أو أضرار.
وأشارت الهيئة إلى أن الشرطة الإسرائيلية دعت إلى عدم الاقتراب من بقايا الصواريخ، لأنها قد تحتوي على متفجرات، وأضافت أن خبراء المتفجرات يقومون بتفقد أماكن السقوط بهدف إزالة أي خطر محتمل.
دمار في إحدى المناطق في لبنان بعد قصف إسرائيليصدر الصورة
قال حزب الله، الجمعة، إنه قصف مدينة طبريا الواقعة على بعد أكثر من ثلاثين كيلومترا عن الحدود مع لبنان، بدفعة صاروخية، ردا على غارات كثيفة تستهدف بلدات عدة في جنوب لبنان وشرقه.
وأورد الحزب في بيان أن مقاتليه قصفوا مدينة طبريا بدفعة صاروخية وذلك "ردا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين"، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي أن مسيّرات وصواريخ دخلت الأجواء الإسرائيلية من لبنان.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن المسيّرات خرقت أجواء منطقة روش هانيكرا الساحلية واعترضتها دفاعات الجيش، مضيفا أنه جرى اعتراض صواريخ عدة أيضا.
وأصيب شاب (25 عاما) بجراح متوسطة جراء قصف مدفعي في طبريا، بحسب موقع "واللا" الإسرائيلي.
مقترح وقف إطلاق النار في لبنان "لا يزال مطروحا"
نقل موقع أكسيوس، الجمعة، تصريحات لمسؤول أمريكي كشف فيها أن بيان مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الأخير لم يرفض المبادرة التي تقودها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في لبنان.
وأكّد أن مقترح وقف إطلاق النار في لبنان لا يزال مطروحا وإدارة بايدن تواصل العمل عليه.
"الولايات المتحدة ستواصل الضغط على إسرائيل لتجنب غزو بري للبنان"، وفق المسؤول.
وفي ذات السياق، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها ضمنت الحصول على حزمة مساعدات عسكرية جديدة من الولايات المتحدة بقيمة 8,7 مليارات دولار لدعم عملياتها العسكرية المتواصلة.