عباس يعطي مهلة لسنة واحدة قبل سحب الاعتراف بإسرائيل.. وسفير تل أبيب يرد- (فيديو)
نيويورك (الأمم المتحدة)- “القدس العربي”: ألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة فلسطين، اليوم الجمعة، في
الجلسة الصباحية، للنقاش العام للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والسبعين التي انطلقت أعمالها رفيعة
المستوى، يوم الثلاثاء الماضي.
وذكّر عباس في بداية كلمته أن النكبة الفلسطينية قد مضى عليها 73 سنة شرد فيها نصف الشعب الفلسطيني وهو ما
يسمى بـ”التطهير العرقي”، ثم مضى 54 سنة على احتلال باقي الأرض الفلسطينية عام 1967. وقال إنه عمل طيلة حياته
بالطرق السلمية وعبر العمل السياسي والدبلوماسي للتوصل إلى حل سلمي مشرف للمأساة الفلسطينية. وأضاف “أتحدى
أي أحد في العالم إثبات أننا رفضنا مبادرة حقيقية وجادة لتحقيق السلام”. وقال إنه يعطي إسرائيل سنة واحدة للانسحاب
من الأراضي الفلسطينية المتحلة إلى حدود 1967 خلال عام واحد فقط و”إلا لا معنى للاعتراف بإسرائيل”.
وشدد عباس في كلمته على أن إسرائيل تحاول طرد أبناء الشعب الفلسطيني في القدس من منازلهم بحي الشيخ جراح
وسلوان، وحيا هبة القدس وهبة الأسرى، وأكد أن السلطة الفلسطينية لن تتخلى عن التزاماتها لأهالي الأسرى والشهداء.
وصرح عباس أمام الجمعية العامة: “أنا وعائلتي ومثلنا الكثير لدينا صكوك ملكية للأرض التي طرد شعبنا منها قبل 73
عاما موثقة بسجلات الأمم المتحدة”. كما أكد أن جرائم الاحتلال لن توقف نضال الشعب للحصول على استقلاله، مشيرا
إلى أنهم لن يسمحوا لإسرائيل بالاستيلاء على طموحاتهم. وقال إن سياسات المجتمع الدولي والأمم المتحدة فشلت في
محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها وهو ما يشجعها على الاستمرار في تلك الانتهاكات كدولة فوق القانون.
وقال الرئيس الفلسطيني إن بعض الدول لا تقر بأن إسرائيل دولة احتلال وتمييز عنصري وتتفاخر أنها تتشارك مع تل أبيب
بمبادى وقيم مشتركة، مضيفا: “عن أي قيم يتحدثون؟”.
وأضاف “يطالبونا بتوضيح مناهجنا التعليمية ولا يطالبون إسرائيل بذلك” وتمنى على هؤلاء أن يراجعوا كمية التحريض
ضد الفلسطينيين في المناهج الإسرائيلية، معلنا رفض المعايير المزدوجة.
وأكد عباس في هذا السياق أن منظمة التحرير هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني وأنهم سيذهبون لانتخابات عامة
بمجرد ضمان قيامها بالقدس، داعيا للضغط على الاحتلال لضمان قيامها بالقدس. وقال “إننا لم نلغ الانتخابات بل أجلناها”،
ووعد بأنه بمجرد التوافق على إجراء الانتخابات في القدس سيتم تحديد مواعيد لانتخابات تشريعية ورئاسية بما في ذلك
المجلس الوطني.
وقال إن الفلسطينيين مستعدون للتفاوض على أساس المرجعيات القانونية والدولية وضمن إطار زمني محدود لإقامة
الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية من خلال عقد مؤتمر دولي انطلاقا من عضوية اللجنة الرباعية
التي تتمثل فيها كل من روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بالإضافة إلى الولايات المتحدة. وقال إن البديل لعدم قيام
الدولة المستقلة إما قرار التقسيم عام 1947 أو الدولة الواحدة التي يتساوى فيها الجميع أمام القانون. وأضاف: “الشعب
الفلسطيني لن يستسلم ولن يتخلى عن حقوقه وسيتابع نضاله السلمي المكفول بالقوانين الدولية لغاية تحقيق أهدافه
المشروعة في إقامة دولة مستقلة تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع إسرائيل وليس بديلا عنها”. وطالب الرئيس الفلسطيني
الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين باتخاذ قرار الاعتراف بسرعة انسجاما مع تصويتها لصالح الإعتراف بفلسطين
كدولة “مراقب” عام 2012.
مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، رياض منصور، وصف خطاب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس،
أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنه فتح الباب أمام حل القضية الفلسطينية التي طال أمدها، على قاعدة القرارات
الدولية والقانون الدولي”.
https://www.facebook.com/watch/?ref=external&v=242398401159306السفير الإسرائلي يرد
من جهته، أصدر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان بيانا صحافيا وزعه على الصحافة المعتمدة لدى
المنظمة الدولية، وصل “القدس العربي” نسخة منه، يرد في على ما جاء في كلمة الرئيس الفلسطيني. وجاء في البيان
نصا:
“أثبت أبو ما زن في خطابه في الأمم المتحدة، مرة أخرى أنه لم يعد ذا صلة. وليس من قبيل المصادفة أن 80٪ من
الفلسطينيين يريدون منه ترك منصبه. لقد عرض ذات مرة مقاضاة المملكة المتحدة بشأن وعد بلفور. اليوم يريد العودة
إلى قرار التقسيم (عام 1947) الذي اعتمدته الأمم المتحدة آنذاك. لكن الأهم من ذلك كله أنه كذب بشأن رفض الفلسطينيين
صنع السلام. إن الذين يدعمون السلام والمفاوضات لا يطلقون إنذارات وهمية من على منصة الأمم المتحدة كما فعل في
خطابه”