منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  في ذكرى انطلاق الطوفان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  في ذكرى انطلاق الطوفان Empty
مُساهمةموضوع: في ذكرى انطلاق الطوفان     في ذكرى انطلاق الطوفان Emptyالإثنين 07 أكتوبر 2024, 8:58 am

في ذكرى انطلاق الطوفان (١)
يشعر الأمريكان بالخوف على مدللتهم الفاجرة من آثار احتفال العالم الإسلامي الوشيك بمناسبة مرور 

سنة كاملة على انطلاق طوفان الأقصى الذي كسر شوكة فجور الصهاينة والغرب معا، وأنهى إلى 

الأبد وهْمَ القوة التي لا تقهر بسواعد أبهرت وقهرت وأنجزت ما عجزت عنه جيوش جرارة قرنا من 

الزمان.

صحيح أن آخر شهر من عمر الطوفان شهد انتكاسة تعبوية على جبهة الشمال بما تم من أحداث 

البيجر واللاسلكي واستهداف قيادات وازنة للمقاومة جعلت النتن ينفش ريشه ويستعيد بعض  فاعلية 

قنابله “الحنجرية”، لكن صحيح كذلك أنه ينكفئ اليوم على ذاته الكسيرة في فشله المبدئي على 

صعيد مقدمات الهجوم البري في جبهة الشمال.

قلت مرارا إن المقاومة التي سجلت نصرا كبيرا في السابع من أكتوبر من العام المنصرم تسجّل كل 

يوم انتصارات ميدانية تذهل الصديق قبل العدوّ، ولا بدّ من التأكيد اليوم على أن النصر الإستراتيجي 

الحاسم الذي يوقف العدوان الصهيوني لم يئِنْ أوانه بَعدُ ولم تُستكمَل مقدماته. 

كان على النصر الحاسم أن يتأخر حتى يمحَّص الصف وتُحَمّص معادن أهله، وكان على النصر أن 

يتأخر انسجاما مع السنن الإلهية في مواجهة الأعداء: (الۤمۤ . أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن یُتۡرَكُوۤا۟ أَن یَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا 

وَهُمۡ لَا یُفۡتَنُونَ. وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَیَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ صَدَقُوا۟ وَلَیَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَـٰذِبِینَ).

الفتنة -التي هي الامتحان والاختبار- متعدّدة الجوانب، فامتحان بفقد الأنفُس، وامتحان بفقد المأوى، 

وامتحان بفقد ضروريات الحياة من ماء وغذاء، امتحان بتخلّي الأقربين عن مدّ يد النصرة والاكتفاء 

بشيء من الصراخ  في وجه الذات يسمى وقفة أو اعتصاما أو مظاهرة لا يكاد يُسمِع أحدا في معمعة 

ضجيج المعركة وإن كان يسجّل حضورا في ساحة الهمّ، وإن كنا لا نتنازل عنه في الحدّ الأدنى لإثبات 

الوجود، لكنه لا يهدم جدار العدوّ ولا يهدّد وجوده.

تأخّر النصر الإستراتيجي في ظلّ تفسخ الأمة، فالحكام لهم ضرورات، وخيارات الشعوب باتت أسيرة 

ضرورات حكامهم، تُكلِّمُ أهل الرأي في الأمة فيحدّثونك عن الأولويات ويأخذونك في رحلة بئيسة في 

صحبة المحاذير والاحتمالات، ويشبعونك من حكمة شيخ جرّب أن يرفع رأسه فهدّدوه بقطعه فأصبح 

خبيرا في فقه المآلات، وهذا كله لم يُغْنِ أهل غزة المنكوبين المهجّرين ولم يطعمهم من جوع.

على أبواب الذكرى الأولى لانطلاق الطوفان لا سيادة ولا جدوى إلا لرأي واحد لا ثاني له، ووحده 

الذي لم يُجرّب بعدُ لأنّ “الحكماء” يعدّونه انتحارا، ألا إنه نفرة الأمة كلها باتجاه الحدود تحت شعار 

(ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون) … نحن الآن موتى يا سادة، موتى بلا سيادة ولا 

حمِيّة ولا نخوة، فما الذي ستصنعه بنا نفرتنا من جنس الموت أنكى مما نحن فيه من سُكُون الموت 

المذِلّ العاجز، إلّا أن ننقلب إلى حياة أبدية تورث مَنْ بعدَنا حياة كريمة ونصرا مبينا وتَهَبُنا نحن خلودا 

خيرا من موتنا الذي نحن فيه.

إن عدونا يخشى أن نفيق من وهمنا بأننا ننصر غزة بالحركة الموضعية التي لا تخيف قطة تطمع في 

فطورنا، ولعدونا أدوات ناجعة مفيدة حين جرّبها، فهو يخوّف صفّنا الأول ويقنعه بتكميم الأفواه 

وضبط المنابر بعد أن خرجت دراسات بأن أثرها بالغ في تحريك الشعوب، فما أجمل أن نسمع خطبة 

في التهذيب والرقائق بدل إثارة العواطف (الفارغة) التي تهلك الحرث والنسل كما يزعمون.

إن أهمّ ما يجب أن نقف عليه من نتائج الطوفان أن الماء الراكدة لن تبقى واقفة في وجه الطوفان 

وأنه سرعان ما يجرفها، فلا يعترف الطوفان إلا بالحركة، ولا يهمه أبدا مزيد من الضجيج.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  في ذكرى انطلاق الطوفان Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ذكرى انطلاق الطوفان     في ذكرى انطلاق الطوفان Emptyالإثنين 07 أكتوبر 2024, 8:58 am

في ذكرى انطلاق الطوفان (٢)
اليوم هو السادس من أكتوبر ذكرى حرب عام ١٩٧٣ م، وهو اليوم الذي يسبق بساعات موعد 

انطلاق طوفان الأقصى في العام السابق، ويقف العالم على قدم واحدة بانتظار ردة الفعل 

الصهيوعالمية على ضرب إيران لأهداف عسكرية صهيونية بعد أن أعترف النتن بإصابة الإيرانيين 

أهدافا عسكرية فعلا.

بعد عام مضى على انطلاق الطوفان لم تعد المواجهة فلسطينية صهيونية، لكن دائرة حمم الموت 

اتسعت، وفيها لبنان واليمن والعراق وسورية. والأردن يضع يده على قلبه لموقعه الجغرافي الذي 

يُخشَى من توريطه في المواجهة بدون أدنى نية مسبقة حفاظا على أمن المواطنين وإبقاء على 

استقرار الأردن المحكوم ب”تكبيرالأطراف المتورّطة عقلها” مع حذرها من بقاء بؤرة ينفذ منها 

أطراف الصراع عند الضرورة.

إياكم أن تظنوا أني أبرر موقف أحد هنا، إنما أعمل على توصيف الواقع بعيدا عن قناعاتي التي بثثتها 

في مقالاتي اليومية  منذ انطلاق الطوفان.

وأحرص هنا على توضيح بعض المسلّمات أحببناها أو لم نحبّها:

١) أهل غزة وحدهم في الميدان إذا ذكرت الأنظمة السياسية وألقيت نظرة على الواقع الدولي الذي 

يفترض أن يحمي المظلومين عمليا عبر مؤسسات الأمم المتحدة، أما الجامعة العربية فحالها كحالي 

مع بعض صفحات الواتس أب التي أخجل من الانسحاب منها ولكني عمليا لست فيها ولا معها..

٢) المحور الإيراني والمُنْضَوون تحت لوائه شاركوا في الطوفان، أصابوا وأخطأوا، ولنا معهم تاريخ 

مؤلم حديث في سورية، لكننا نعلم أن هذا هو حال روسيا والصين اللتين أبادتا كثيرا من التجمعات 

الإسلامية في العالم، ومع ذلك مددنا أيدينا إليهما لتسليح الثورة الفلسطينية وتدريبها قديما ففعلتا، 

فشكرناهما ونحن نعلم مواقفهما السابقة، لكن التحالفات العسكرية لا مجال فيها للعواطف إذا حافظنا 

على عقيدتنا ولم نتنازل عن مبادئنا ولم ننسَ تاريخنا ولم نحبّ أو نكره إلا بمرجعية ديننا وأخلاقنا، 

وقد نخطئ أو نصيب على الطريق، ودوام المراجعة ضروري، والاعتراف بالخطأ دين ومبدأ وروح 

تكفل حياة مشروعنا على خُطا الحبيب عليه الصلاة والسلام.

٣) ما ينتظر مسار الطوفان في عامه الثاني ما زال غيبا،  لكن بعض الإرهاصات تدلّ عليه وتنبئ به، 

ولن تبقى الساحة الأردنية بعيدة عن الخطر، وبدلا من مخاطبة الشعب لأخذ الحذر لا بد من استشراف 

المستقبل وبناء التوازنات والأحلاف حتى لا نبقى وحدنا، ولا ينفعنا تغطية رؤوسنا في الرمال، وكياننا 

السياسي يحتاج إلى دعاء بالتوفيق مع الاستعانة بشيء من القطران، فالأخذ بالأسباب حمالة قضاء 

الحاجات وإجابة الدعوات، والحوقلة والحسبنة لن تنقذنا إذا لم تصحبها واقعية تسترنا من عُوار 

الأيام القادمة.

٤) الشعب الأردني مخلِص محب لدينه وأمّته متعلق بأسراه ومسراه، وعلى قادة العمل السياسي من 

الحزبيّين والنواب والكتاب والمنظّرين أن ينبذوا خلافاتهم وأن ينظروا إلى الواقع كما هو، ولن ينفع 

عندها إلا أن يقف الشعب مع النظام في خطة محكمة للدفاع عن الأرض والعرض، فإنه لن ينفعنا أن 

نبقى متفرجين لأننا لا ندري أين يصيبنا سهم عدونا عندئذ.






في ذكرى انطلاق الطوفان (٣)
في مثل هذا اليوم من العام الفائت انطلق طوفان الأقصى ليوقّع توقيعات خطيرة على صفحةِ زمانٍ 

كشَف المستور بعد أن كانت الأنظمة السياسية العربية تدّعي أن قضيتها المركزية هي قضية فلسطين 

، حتى إذا وُضِعت سلوكياتهم تجاه القضية على المحكّ لم يصدر عنهم أكثر من تصريحات أجرؤها ما 

كان من الدبلوماسية الأردنية ، فيما سُجّل العديد من الأنظمة العربية في عداد الغائبين غيبة المهدي 

المختفي في السرداب.

لم يكن ما حصل في السابع من أكتوبر ٢٣ يُنتَظَر من حركة مقاومة وتحرر مورس عليها حصار لئيم 

قريبا من عقدين لتفاجِئ من اشتركوا في حصارها إرضاءً للعمّ سام بأنها تخرق أعماق الأرض حين 

سُدّت في وجهها آفاقها الرحبة فتصنع من الأنفاق معجزة عسكرية تخترق عمق أراضينا المحتلة 

وتتسب في تفكيك لواء صهيوني يُدعى لواء غزة ، فكان ما صنعته المقاومة في السابع من أكتوبر 

حجة على دول عربية كبيرة لديها أسلحة مكدّسة في مستودعات جيوشها، بلغت قيمة عقودها مئات 

المليارات من الدولارات ، كان لا بدّ من شرائها لإبقاء عجلة التصنيع العسكري الغربي دائرة لا 

لشيء آخر أبدا ، حتى قَمْعُ الشعوب فإنه لا يتطلب كلّ هذه الترسانة الضخمة من الأسلحة التي لا 

تستوعبها حروب الشوارع .

في السابع من أكتوبر ٢٣ بدأت مرحلة جديدة من مراحل تحرير الأرض وأهلها ، وأهم ما يطبع هذه 

المرحلة أنها جاءت برهانا ساطعا على ما كنا ندّعيه من تخاذل كل من ادعى نصرة فلسطين دون أي 

إنجاز في هذا الاتجاه على الأرض ، فلما غابوا عن مسرح الحدث قدّموا هم بتخاذلهم دليل صدقنا في 

اتهامهم بنيّاتهم وأثبتوا دقّة وصفنا لهم بالنفاق وهم يطلقون تصريحاتهم “الوطنية” للاستهلاك 

المحلّي والدولي .
لن يحرر فلسطين إلا دماء من اعتبروها عقيدة في وجدانهم ، واعتبروا حبها دينا والعمل لها منهجا 

وشريعة حياة والموت في سبيلها شهادة تصنع الحياة الكريمة .

نعم ، لن تحرِّر فلسطينَ وقفات واعتصامات وهتافات ، مع كونها أضعف الإيمان ، فالإيمان كله هو 

أن تنفر الشعوب إن استعصت الأنظمة على التحرّك الجماعي في ميدان الشرف ، وبهذا تعذر الأمة 

المسلمة إلى الله ، فكل من ملك حجرا ولم يرمِ به سياجَ الحدود بين الضفتين فهو مسؤول عن تخاذله 

، وإنّ زخمنا البشري لو اندفع تجاه المغتصب من غير سلاح كفيل بأن يُلقيَ الرعب في قلوب 

المحتلين ويربك حساباتهم ، فليتدبر كل منا مدى التقصير الذي هو سِمَتنا الغالبة اليوم في حق 

فلسطين وأهلها، ولنعلم جميعا أننا قادرون على دحر العدوّ بالوسائل التي يَحكُم عليها “العقلاء” 

بالجنون ، ونحن في زمان لا يفلح فيه إلا مجانين الحلول ومجانين الأفكار التي تصدر من خارج 

صندوق العقل المتخاذل وبعيدا عن الوعي السرطاني الذي لا يورث إلا الموت الذليل .

بعد السابع من أكتوبر صار واضحا عدونا وصديقنا وصار من الضروري تجاوز “الممثل الشرعي 

والوحيد للشعب الفلسطيني” الذي ظلّ يمثل دور الشرف وهو قابع في دهاليز المؤامرة العالمية على 

فلسطين وأهلها .

وستظل صفحة الزمان مفتوحة على الحقيقة الكبرى : من سالت دماؤه لأجل قضيتنا فهو مِنّا ، ومن 

أسال دماءنا على مذبح الخيانة فهو عدونا ولو تسمى بأسمائنا ولبس ثيابنا وتكلم بلغتنا أو بلهجات 

قرى فلسطيننا ومدنها ، “والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون” ، والرحمة على شهدائنا 

والشفاء لجرحانا والنصر لمجاهدينا حتى يأذن الله بالنصر والفرَج والتمكين ، وعسى أن يكون ذلك 

قريبا ، وما ذلك على الله بعزيز ، ولعنة الله على الظالمين عربا وعجما .


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الثلاثاء 08 أكتوبر 2024, 10:43 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  في ذكرى انطلاق الطوفان Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ذكرى انطلاق الطوفان     في ذكرى انطلاق الطوفان Emptyالثلاثاء 08 أكتوبر 2024, 3:33 pm

عام على طوفان الأقصى.. حصاد إسرائيلي ثقيل رغم تدمير غزة
بعد مرور عام على طوفان الأقصى لا تزال أصداء هذا الهجوم تتردد بقوة في الأوساط الإسرائيلية 


نظرا لآثاره العميقة التي تركها على المجتمع والدولة في إسرائيل، وأدت إلى إخفاقات على جميع 


الصعد سياسيا واقتصاديا وأمنيا.


وباتت إسرائيل تعاني تراجعا في الشرعية الدولية وانقساما داخليا عميقا وتباطؤا لمسارات التطبيع 


والسلام الإقليمي، كما أن جدارها الأمني مني بضربة قوية أفقدت الجمهور الإسرائيلي جزءا كبيرا 


من شعوره بالأمن، مما أسفر عن حركة هجرة عكسية واسعة.


ومع المساعي الإسرائيلية المتعثرة لاستعادة الهيبة والردع فقد أدت المجازر التي ارتكبها جيش 


الاحتلال في غزة إلى تراجع المكانة السياسية والشرعية لإسرائيل، وزيادة تكلفة دعمها على رعاتها 


التقليديين، كالولايات المتحدة وبعض دول أوروبا.


تآكل الشرعية الدولية
شهد عام الطوفان أكبر قدر من تآكل الشرعية الدولية لإسرائيل منذ نشوئها، بفعل مستوى الجرائم 


غير المسبوق التي ارتكبتها، وتمثل ذلك على مستوى الرأي العام العالمي وقرارات المنظمات 


الدولية، وهو أمر بالغ التأثير على المدى الطويل لدولة قامت -استنادا إلى قرار دولي- على أرض 


احتلتها من أصحابها في محيط من الدول المختلفة عنها في التاريخ والدين واللغة والثقافة.


وشهدت آلاف المدن حول العالم مظاهرات متكررة تنديدا بمجازر الاحتلال في غزة، وسعى الكثير 


منها إلى إعاقة الإمداد العسكري والتكنولوجي الغربي لها، وهدفت الاعتصامات الواسعة في عشرات 


الجامعات الأميركية إلى مقاطعة إسرائيل ووقف التعاون العلمي معها.


وكان لافتا اتخاذ العديد من هذه الاعتصامات طابعا أقرب إلى التمرد على توجهات الجامعات المنحازة 


إلى الاحتلال، والرفض الشديد لسلوك الإدارة الأميركية بشأن الحرب، وذلك باللجوء إلى إغلاق 


أجزاء من الكليات والتفاوض لتحقيق إنجازات عملية على المستوى المحلي.


وأظهرت استطلاعات الرأي في العالم عموما وفي الولايات المتحدة وأوروبا خصوصا تراجعا كبيرا 


في التأييد الشعبي لإسرائيل وسياساتها.




فعلى سبيل المثال، نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في 17 ديسمبر/كانون الأول 2023 


نتائج استطلاع أجراه معهد هاريس ومركز الدراسات السياسية الأميركية بجامعة هارفارد وشمل 


ألفي ناخب أميركي من فئات عمرية مختلفة.


وبيّن الاستطلاع أن 51% من الشباب من هذه الفئة العمرية يعتقدون أن الحل طويل المدى للصراع 


الإسرائيلي الفلسطيني هو "إنهاء إسرائيل وتسليم الحكم لحماس والفلسطينيين".


كما أشار استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "فوكال داتا" في يونيو/حزيران 2024 لصالح موقع "


أنهيرد" الإخباري أن أغلبية الشباب في بريطانيا "لا يعتقدون بضرورة وجود إسرائيل".




التعاون العسكري
وانعكس المزاج الشعبي العالمي على مواقف بعض الدول تجاه الحرب في غزة ومستوى التعاون 


العسكري مع جيش الاحتلال، إذ أمرت محكمة هولندية في فبراير/شباط 2024 الحكومة بوقف توريد 


أجزاء طائرات مقاتلة من طراز "إف-35" إلى إسرائيل، وقيدت بلجيكا مبيعات الأسلحة إليها، وقامت 


الحكومة البلجيكية بحملة من أجل حظر شبيه على مستوى الاتحاد الأوروبي.


ووافق البرلمان الكندي في مارس/آذار في تصويت على وقف المبيعات العسكرية المستقبلية إلى 


إسرائيل، وصرح وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس في يناير/كانون الثاني 2024 بأن 


إسبانيا لم تبع أسلحة إلى إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.


وفي مايو/أيار أعلنت مدريد أنها ستحظر على السفن التي تحمل أسلحة إلى إسرائيل الرسو في 


الموانئ الإسبانية.


وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في الشهر ذاته أن روما قررت بعد 7 أكتوبر/تشرين 


الأول عدم إرسال مزيد من الأسلحة إلى إسرائيل.


وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في سبتمبر/أيلول الماضي أن لندن علقت 30 من أصل 


350 ترخيصا للأسلحة.


في المقابل، قاومت الدول الأكثر تصديرا للسلاح إلى إسرائيل كالولايات المتحدة وألمانيا والدانمارك 


الضغوط الشعبية، واستمرت في توريده بدون تغيير مهم، لكن يتوقع أن يزداد تأثير هذا المزاج العام 


في السنوات المقبلة، إذ يُظهر الشباب رفضا أوضح من الفئات الأكبر سنا للسردية والجرائم 


الإسرائيلية.


المؤسسات الدولية
ومع تواصل العدوان على قطاع غزة خلال عام برزت إسرائيل كدولة متمردة على الصعيد الدولي 


بشكل أوضح من أي وقت سابق، فقد أهملت وتحدت قرارات عديدة أصدرتها المؤسسات الدولية، 


منها على سبيل المثال:


قرار مجلس الأمن الدولي في 25 مارس/آذار 2024 بوقف إطلاق نار فوري خلال شهر رمضان 


يؤدي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار.
قرار المجلس في 10 يونيو/حزيران 2024 بوقف فوري تام وكامل لإطلاق النار مع إطلاق سراح 


الرهائن.
قرار محكمة العدل الدولية في 26 يناير/كانون الثاني 2024 باتخاذ تدابير مؤقتة "لمنع الإبادة 


الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة، وضمان توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية، ومنع 


ومعاقبة التحريض على ارتكاب الإبادة الجماعية".
قرار المحكمة ذاتها في 24 مايو/أيار 2024 بالوقف الفوري لهجومها العسكري على رفح.
وللمرة الأولى في تاريخ إسرائيل أعلنت المحكمة الجنائية الدولية في 20 مايو/أيار 2024 تقديم 


طلبات لإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف 


غالانت، إضافة إلى طلب اعتقال 3 من قادة حركة حماس.


بدورها، تقدمت الجمعية العامة للأمم المتحدة بطلب إلى محكمة العدل الدولية لتبيان الآثار المترتبة 


على استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما حصل بالفعل، وأعقبه قرار للجمعية العامة في 18 


سبتمبر/أيلول 2024 بطلب انسحاب الاحتلال من الأراضي المحتلة عام 1967 خلال 12 شهرا ضمن 


مجموعة من التوصيات التي تظهر غضب أغلبية دول العالم من الاستهتار الإسرائيلي بالمؤسسات 


الدولية والحقوق الفلسطينية والقيم الإنسانية.


انقسام داخلي غير مسبوق
وكان من تداعيات الحرب على إسرائيل تعميق الانقسامات السياسية والاجتماعية وإبرازها، خصوصا 


في ظل أسر المقاومة قرابة 240 إسرائيليا وتهميش نتنياهو هذا الملف، مما جعله عنوانا لمعارضة 


سياسة الائتلاف الحاكم تجاه الحرب.


وكذلك الحال بشأن عشرات الآلاف من المهجرين من شمال وجنوب إسرائيل، والذين اتهم بعض 


ممثليهم حكومتهم بخذلانهم والتمييز بينهم وبين سكان مركز الدولة.


واتخذ الانقسام بعدا دينيا بشأن قانون تجنيد اليهود المتدينين "الحريديم" وبعدا سياسيا عسكريا على 


خلفية تحديد المسؤولية عن فشل الدولة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتحديد أولويات الحرب، 


والتهدئة من عدمها، وهو ما ظهر على شكل تراشق علني للاتهامات بين العديد من الوزراء 


والقيادات الأمنية والعسكرية.


وظهر ذلك -على سبيل المثال- في المؤتمر الصحفي لوزير الدفاع الإسرائيلي غالانت في 15 


مايو/أيار 2024، والذي جاهر فيه بمعارضة توجهات نتنياهو بشأن غزة ما بعد الحرب، قائلا إنه 


سيعارض أي حكم عسكري إسرائيلي للقطاع، لأنه سيكون دمويا ومكلفا وسيستمر أعواما.


وكان من مظاهر هذا الانقسام المظاهرات الواسعة المعارضة للحكومة في ذروة الحرب، وهو أمر 


غير مسبوق في إسرائيل، وكذلك التسريبات الكثيرة بشأن مجريات إدارة الحرب، وإن كان نتنياهو قد 


استخدم بعض هذه التسريبات والخلافات لتضليل أعدائه والمناورة في وجه الضغوط الخارجية عليه، 


خصوصا الأميركية منها.


  في ذكرى انطلاق الطوفان File-8

مسيرة شعبية أردنية ضد التطبيع مع إسرائيل 


تراجع التطبيع
وعلى صعيد العلاقات الإقليمية، تباطأ مسار التطبيع الإقليمي، وبدا أن المسار السعودي معلق بإبداء 


حكومة الاحتلال توجها لتسوية القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، في حين نأت الإمارات 


بنفسها عن تصريحات إسرائيلية بشأن تحمّل تكلفة إعادة إعمار القطاع.


كما طفا على السطح خلاف إسرائيلي مصري بشأن تهجير سكان القطاع والسيطرة الإسرائيلية على 


محور صلاح الدين "فيلادلفيا" ومعبر رفح.


وبالتوازي، شهدت العلاقة مع الأردن توترا على خلفية المخاوف من تهجير سكان الضفة والتوجه 


لتصفية القضية الفلسطينية.


ورغم أن كانت الخلافات السابقة دون مستوى تقويض أوجه التطبيع والسلام السابقة فإن عملية 


طوفان الأقصى كان لها أثر في إبطاء وتيرتها المتسارعة، كما أنها جعلت الاتفاقيات مثار تساؤل 


شعبي بشأن فاعليتها في وقف العدوان.


ثغرة في جدار الأمن
شكلت عملية طوفان الأقصى إثباتا لإمكانية خرق جدار الأمن والردع الذي كان الاحتلال يضفي عليه 


هالة أسطورية، خصوصا من جانب تكنولوجيا التنصت، وكلفت الحرب إسرائيل فاتورة باهظة من 


القتلى والمصابين والمعاقين والنازحين، وهو ما تحاول التستر عليه.


فوفقا لأرقام نشرها معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024، فإن 


عدد قتلى الجيش الإسرائيلي خلال سنة من الحرب بلغ 1697 جنديا وضابطا وأصيب نحو 5 آلاف، 


بينهم 695 جراحهم خطيرة.


وبلغ عدد المصابين المدنيين الإسرائيليين 19 ألفا، وعدد الإسرائيليين الذين نزحوا من الشمال 


والجنوب خلال الحرب 143 ألفا.


وشكّل هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وفشل الجيش في التنبؤ به ومواجهته ضربة غير 


مسبوقة لثقة الجمهور الإسرائيلي بجيشه ودولته، ومما عزز هذا الأمر مستوى النقد والاتهامات التي 


طالت قادة الجيش والأمن من قبل وزراء اليمين في حكومة نتنياهو.


كما أضعفت الحرب الشعور الشعبي بالأمان، وأنتجت موجة واسعة للهجرة العكسية واستعدادا غير 


مسبوق للهجرة إلى الخارج.


وكشف استطلاع للرأي أجرته قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمية الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين 


الأول 2024 أن نحو ربع الإسرائيليين فكروا في الهجرة للخارج خلال العام الماضي بسبب الأوضاع 


السياسية والأمنية الراهنة.


وفي سبتمبر/أيلول الماضي كشفت معطيات رسمية صدرت عن دائرة الإحصاء المركزية عن تزايد 


ملحوظ في ظاهرة هجرة الإسرائيليين إلى الخارج.


في المقابل، سعت إسرائيل إلى ترميم جدار الردع من خلال إيقاع قدر هائل من الدمار والضحايا في 


قطاع غزة، وهو ما تأمل أن يوفر لها فرصة لتهجير جزء من سكان القطاع حالما تسنح لها الفرصة 


لذلك.


وتمكنت على الجبهة الشمالية من تعويض جزء من خسائر صورتها من خلال الاستهدافات النوعية 


لبنية حزب الله الأمنية، وعلى رأسها القدرة على تفخيخ وتفجير آلاف أجهزة النداء الآلي "البيجر" 


وأجهزة الاتصال اللاسلكي، والقدرة السريعة على الوصول إلى قيادات الصف الأول سياسيا 


وعسكريا، وفي مقدمتهم الرجل الأول في الحزب حسن نصر الله، وهو ما أضعف خصما كانت 


تتحسب كثيرا لقدراته على مدار السنين السابقة.


وعلى الرغم من ذلك فإن التصعيد أوصل إسرائيل المنطقة إلى حافة الحرب الإقليمية، مع الاشتباك 


المباشر مع إيران لمرتين، والذي يشكل التهديد الأكبر لأمنها، إضافة إلى ما يشكله من تهديد لمصالح 


الولايات المتحدة وحلفائها في الإقليم.


دعم مكلف
وخلال عام زادت الحرب تكلفة إسرائيل على رعاتها الغربيين -وفي مقدمتهم الولايات المتحدة- 


وتباينت أولوياتها مع أولوياتهم، مما يدفع بها إلى تكون عبئا عليهم بدلا من أن تكون حليفة أو أداة 


إقليمية فاعلة لتحقيق مصالح استعمارية لدول كبرى.


كما برزت حاجتها إلى الحماية الدولية بدلا من أن تكون مركزا وسندا لتحالف إقليمي سعت اتفاقات 


السلام والتطبيع إلى بنائه، وتراجعت بالمحصلة مكانتها السياسية وانفتح مستقبلها على مخاطر أكبر، 


وهو ما يوحي به تراجع التصنيف الائتماني لها والمبني على استقراء المخاطر المستقبلية المتوقعة 


لها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  في ذكرى انطلاق الطوفان Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ذكرى انطلاق الطوفان     في ذكرى انطلاق الطوفان Emptyالثلاثاء 08 أكتوبر 2024, 10:38 pm

  في ذكرى انطلاق الطوفان 2176203016



"طوفان الأقصى" تراكمية التّأييد ودروس للعبرة... مساهمة مغاربية في التحليل

متظاهرون مغاربة تضامنا مع غزّة في الرباط (6/10/2024 
يوحي عنوان المقالة بجدلية العاطفة والتّجاهل. عاطفة المغاربة تجاه ما يجري في فلسطين منذ العام 

الماضي وتجاهل قطاع واسع من الإعلام العربي إشراك المغاربة في تحليل الأوضاع، وتشخيص 

الصّراع، وقراءتهم تطوُّرات الموقف وتقديرات مآلات القضية أو اليوم التّالي للحرب. وهي إشارة 

هامّة بمرجعية المشاركة قلباً وقالباً، تأييداً وعاطفة، من نخبة المنطقة إزاء ما يجري منذ بدء الحرب، 

في مقابل ذلك التّجاهل من إشراك المغاربة من كلّ القنوات. والحديث، هنا، عن قنوات منصفة أو 

متوازنة في التّغطية والتّحليل، لتُطرح، بشأن هذا كلّه، جملة من الأسئلة قد تكون الأجوبة عنها 

صادمةً لموقف أضحى مُؤسفاً بسبب ذك التّناقض، وبسبب تلك الانعزالية التي تكاد النُّخبة تعيشها 

وكأنّها تعمُّد في الإيحاء بأنّ المغاربة بعيدون عن ساحات المعركة أو أنّ المعركة لا تعنيهم إلّا من 

حيث العاطفة، ولكن من دون فسح المجال لإبداء الرّأي والتّحليل للموقف.
لم يكن لكاتب هذه المقالة أن يطرح الأسئلة بشأن تلك الجدلية، لولا انتشار بعض الأغلوطات في 

التّحليل أخيراً، تتعلّق أساساً بعدّة ملاحظات، أوّلها محاولة التّغاضي عن المشاركة الفعلية للحليف 

الأميركي في الوضع منذ يومه الأوّل، بل منذ إنشاء الكيان، والثّانية تشير إلى ساحات القتال بين 

الوحدة والتّفكُّك، إضافة إلى ملاحظة ثالثة تتعلّق بانخراط إيران في الحرب ودور الحرب نفسها في 

لعبة الصّراع على ريادة الإقليم للحصول على وكالة للمصالح الأميركية بين ثلاثة فاعلين غير عرب: 

الكيان وتركيا وإيران.
طبعاً، لا يصل بنا الأمر إلى الادّعاء أنّ تلك الأغلوطات متعمّدة، بل رأينا أنّها قصور في التّحليل، 

بسبب أنّ المحلّلين، أو أغلبهم، يركّزون في قضايا بعينها من دون الالتفات إلى مواضيع لعلّها خفيت 

عليهم أو أنّ إدراكهم الأمور أنّ تلك القضايا ليست من الأولويات، أو أنّ تأثير تلك المتغيّرات غير 

وازن في تطوُّرات الوضع، وهو ما لا يراه بعضهم، ويا ليت أنهم شاركوا أو أشركوا للإدلاء 

بمنظورات مغايرة وترتيباً للأولويّات بعيون مختلفة عن التي اعتاد عليها المشاهدون والمتابعون 

لتحليلات المواقف منذ العام الماضي. من النّاحية الثّانية، تشير المقالة الى تحليلٍ مغايرٍ ومعالج لتلك 

الأغلوطات أو ذلك القصور، لعلّه يكون العلاج لإشكالية تجاهل النُّخبة المغاربية في تحليلها الوضع 

وتقديرها الموقف، وهو تحليل مرتكز على قراءة نابعة من تراكمية العاطفة، التّأييد والقدرة على 

المشاركة بكفاءة في فهم مكنونات القضية وتطوُّرات الأمور بشأنها.
ونحن على أعتاب العام الثاني لـ"طوفان الأقصى"، أولى الملاحظات الخاصّة به أنّه صراع وجودي 

وصفري لا يقبل التّسوية، لأنّه أعاد الحياة إلى ملفّ اعتُبر، إلى وقت قريب، أنّه قد طُوي بعاملي 

صفقة القرن وموجة التّطبيع، إضافة إلى أنّ حقيقة أن الصّراع في غزّة ليس مع الكيان فقط، بل مع 

الغرب بأكمله، أي إنّه صراع حضاري، تماماً مثلما تنبّأ به صموئيل هنتنغتون عندما كتب عن تغيُّر 

طبيعة الصّراعات، من صراعات بين دول إلى صراعات بين حضارات، وعليه فإنّ الأمر مع "طوفان 

الأقصى" استدعى المعطى الحضاري للصّراع بالمساندة اللُّوجستية، الاستخبارية، بل الشُّعورية من 

الغرب بأكمله للكيان، واعتبار أنّ ما جرى في7 أكتوبر (2023) هو إرهاب، ونُسجت بشأنه أكاذيب 

كثيرة ساعد الإعلام الأميركي في انتشارها، وسارع السّياسيون بغير دليل إلى تبنّيها والبناء عليها 

لإعلان الإسناد، والتّأييد والوقوف ضدّ أي قرار يستهدف لجم الكيان عن استخدام القوة الغاشمة ضدّ 

العُزّل والأبرياء في غزّة، ثمّ أخيراً في الضفة الغربية، وبداية من أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي 

وبداية أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، في لبنان، وسلسلة الاغتيالات لقيادة حزب الله.
تتّصل ثاني الملاحظات بتفكّك ساحات القتال، بعد أن كانت، إلى وقت قريب، موحّدة، وتقود كلٌّ منها 

فصيلاً يؤدّي مهمّةً معيّنةً أو محدّدةً، أو لنقل إنّ تلك الفصائل كانت جماعات وظيفية بهامش اتّخاذ 

قرار يختلف وفق طبيعة ساحة المقاومة وطبيعة الفاعل العدو، لتكون النتيجة، في نهاية الأمر، 

ساحات مقاومة عديدة لكنّها بأهداف غير موحّدة، وبإدراك لمصيرية المعركة قد تصل إلى درجة 

التناقض، ودليل هذا الأمر انخراط حركة حماس وفصائل فلسطينية في "طوفان الأقصى"، وبقاء 

حزب الله في الهامش بمنظور يتكامل مع إدراك الراعي لقرار حزب الله، وهو ما بات يُعرف 

بـــ"الصّبر الاستراتيجي".

استدعى "طوفان الأقصى" المعطى الحضاري للصّراع بالمساندة اللوجستية الاستخبارية، بل 

الشُّعورية، من الغرب بأكمله للكيان 

من نتائج هذا الموقف أنّ حركة حماس أوجدت معادلة القتال الاستراتيجية التي قضت بها على خرافة 

الجيش الذي لا يقهر، بل حقّقت التعادل الردعي بصور معارك وقدرة على التّعامل الصراعي بمنظور 

الندّية، بما لم يقدر عليه حزب الله وراعيه (إيران)، بالرّغم من خزّان التّجربة القتالية للحزب، سواء 

ضدّ العدو الصهيوني أو في سورية، حيث دعاها النّظام السوري إلى التّدخُّل، وكانت له مشاركات 

عدّة في التّنكيل بالمعارضة السُّورية.
ولتتمة الموضوع، نعرض الدُّروس العشرين لكلّ ما جرى منذ عام في غزّة، وتمدّد الصراع إلى 

الضفّة الغربية، ثمّ إلى لبنان ومآلات ما نراه ماثلاً للعيان وممكناً في الأجل القريب. بداية، ما يجري 

في غزّة وفي لبنان حرب واحدة، وطبيعتها وجودية صفرية لا تقبل إلّا منتصراً ومنهزماً، إذ معنى 

الهدنة فيها وقف إطلاق النار أو فقدان توازن الردع بالصمت الاستراتيجي، إضافةً إلى تفككيك 

الارتباط الموجود بين وحدة ساحات القتال، ذلك كلّه معناه واحدٌ، الاستسلام.
يشير المعنى الآخر لحربي فلسطين ولبنان إلى رغبة الغرب في إحياء صفقة القرن وضمان استمرار 

موجة التّطبيع بمسمى حلّ الدّولتين الذي يقلّص وجود فلسطين إلى كيانين، أوّلُهما في سيناء والآخر 

في وحدة مع الأردن. يحتاج النّجاح في تجسيد المُخطّط الخاص بتلك الحرب إلى إضعاف مصر (

اقتصادياً ومن خلال إغلاق منافذ الحصول على المال بالتضييق على قناة السويس من ناحية الصُّومال 

وباب المندب)، واستمرار انكشاف العراق، وزوال الأردن إلّا في إطار القبول بوحدة تجمعه 

بالمُهجَّرين من الضفّة الغربية، إضافة إلى فقدانه السيطرة والإشراف على الأماكن المُقدَّسة (المسجد 

الأقصى)، تجسيد قوّة الدُّول غير العربية في الجوار الإقليمي على غرار إثيوبيا، وضمان تفكيك 

الإقليم المغاربي من خلال التلاعب بمقدّرات المنطقة وإفقادها القدرة على التّجمُّع، مرّة أخرى، 

بخاصّة بين الجارين، الجزائر والمغرب، من خلال التّطبيع مع الرّباط، وبناء إدراك وعقيدة 

استراتيجية مع العرش الملكي المغربي.
حرب لبنان مخطّط استراتيجي لتوسيع رقعة الحرب وتفويت أيّ فرصة لتوقيع أيّ اتفاق هدنة أو 

إنهاء الحرب مع حركة حماس في غزّة، حيث بدأ المخطّط بالضّفة الغربية، ثمّ تمدّد ليشمل بيروت. 

ولأهداف الحرب على لبنان ثلاثة أبعاد: حماية شمال الكيان والمغتصبات هناك، وتحضير العالم 

الفلسطينيين لمخطّط تهجير مزدوج، نحو سيناء لسكّان غزّة، ونحو الأردن لسكّان الضفّة الغربية. 

وللمخطّط أبعاد ناعمة: أوّلاً، استدعاء التّاريخ لمعرفة الكيان واستخباراته بالعداوة السنّية الشيعية، 

التي أُعيد إحياؤها في ثلاث فترات: في أثناء حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، بمناسبة ما 

سُمّي مخطّط الهلال الشيعي، ثمّ منذ بداية الحرب الأهلية في سورية وانخراط حزب الله إلى جانب 

النّظام السوري، نظرية وحدة ساحات المقاومة وإرادة تقويضها من الكيان، فالمقاومة الآن إمّا 

داعشية إرهابية سنّية (حماس في غزة)، أو من أذرع إيران (الحوثيون، وحزب الله، والحشد الشعبي 

في العراق). تجربة حدود العقيدة الاستراتيجية الإيرانية والعربية المسمّاة نظرية "الصمت 

الاستراتيجي".
الاستفادة القصوى من خصوصية المرحلة بمرجعية الانتظار العالمي لمعركة الرئاسة في أميركا (

على بعد شهر)، فهناك منافسة محتدمة للحصول على مساندة اللوبي الصهيوني و"أيباك"، أكبر 

منظّمة يهودية مساهمة في صنع الرؤساء والسياسيين في أميركا. الدّيمقراطيون يعبّرون عن 

المساندة المطلقة بالدعم الحربي والمالي، إضافة إلى الانخراط في حرب المعلومات، بل إبراز طابع 

التعاضدية من خلال زيارات وزير الخارجية الأميركي، بايدن، الكيان نحو عشر مرّاتٍ، وقد صرح 

الأخير بأنه لا يتعامل مع حرب غزّة من منطلق مسؤوليته في وزارة الخارجية الأميركية فقط، بل 

أيضاً من منطلق عاطفي هو أنّه يهودي. الجمهوريون بتصريح دونالد ترامب (مهندس صفقة القرن 

وعرّاب نقل السفارة الأميركية إلى القدس مع الاعتراف بها عاصمةً أبديةً للكيان، من دون إغفال 

إبطاله الاتفاق النووي مع إيران) بأنّ جغرافية الكيان يجب ألّا تبقى كما هي، بل عليها أن تتمدّد 

بالمعطيات التي سبقت الإشارة إليها (عملية التّهجير المزدوجة).
لاحظ الباحث الفرنسي، فرانسوا بورغا، أنّ هناك جدلية بين مقاومة حزب الله (نموذج انتصار 2006 

في الجنوب اللبناني ضدّ الكيان) والطّابع الوظيفي للحزب في سورية (2011)، وهو ما يمكن 

الاعتراف بأنّه استدعاء للتاريخ في فعل مقاومي حديث ضدّ عدو يعرف تلك الجدلية ويوظّفها في 

حربه. هناك دور فرنسي مريب يشبه استمرار الوصاية (نوع من أنواع الاستعمار كان يعرف 

بالانتداب أو الحماية (Protectorat)، ولصالح فصيل محدّد هم الموارنة (الرّئاسة). هناك تشابه 

كبير في الضعف والانكشاف (Vulnérabilité) بين وضع الجزائر قبل الاحتلال الاستيطاني 

الفرنسي في 1830، حين أُضعِفت الجزائر لتصبح لقمةً سائغة لمشاريع فرنسا في التّوسُّع 

الرّأسمالي، وتصدير مشكلاتها الدّاخلية، والوضع الذي عليه لبنان قبل هذه الحرب، إذ لا رئيس الآن 

في لبنان، وهناك حكومة تصريف أعمال وبرلمان أعرج، من دون نسيان حادثة الميناء ودور القوى 

المسيطرة في لبنان، ومنها حزب الله، في تعطيل السّياسة والاقتصاد. تجري الحرب في لبنان في إطار 

تطوُّرات استراتيجية دولية تتّسم بإرادة إعادة الحياة إلى صفقة القرن ومواصلة موجة التّطبيع إضافة 

إلى تصفير مشكلات الكيان، في الإقليم، باعتباره المنتصر في اللُّعبة الإقليمية للوكالة للمصالح 

الأميركية (اللُّعبة كانت ثلاثية بين إيران وتركيا والكيان وانتهت لصالح خيار الانفراد للكيان بالوكالة 

الأميركية).
هناك، قبل حرب غزّة ولبنان، مشاريع للعب دور الفاعل الوكيل للمصالح الأميركية بين لاعبين/ 

فاعلين ثلاثة، إيران وتركيا والكيان. الأميركيون يعبّرون عن خيارهم الوحيد في المنطقة، وهو 

الكيان، ممّا حدا بتركيا إلى التّوجُّه ربّما نحو منتدى "بريكس" أو التّهديد بالخروج من حلف شمال 

الأطلسي (ناتو)، في حين توجّهت إيران نحو الصّمت الاستراتيجي بسبب تأثير العقوبات، إبطال اتّفاق 

الغرب بشأن النّووي الإيراني ووجوب انتظار ما ستسفر عنه انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، 

والتّعرُّف على هُويَّة ساكن البيت الأبيض.

حرب لبنان مخطّط استراتيجي لتوسيع رقعة الحرب وتفويت فرصة توقيع اتفاق هدنة أو إنهاء 

الحرب مع "حماس" بغزّة

يُلاحظ على الإعلام العربي، في تغطيته الأحداث في غزّة ولبنان، أنّه انقسم، في تغطية حرب غزّة، 

ثمّ الحرب على لبنان، إلى قسمين. الأوّل قنوات تدافع وتبرّر للكيان جرائمه وتستضيف لذلك محلّلين 

من الدول المطبّعة أو من الذين تبنّوا وجهة نظر الكيان. والثّاني استهدف تغطية تساوي بين جرائم 

الكيان والضّحايا من الأبرياء إضافة إلى مواصلة تبنّيها شعار الرّأي والرّأي الآخر، إذ كانت تنقل 

وجهات النّظر للكيان بحجم (ومضمون) تغطية وجهات نظر المقاومة (نماذج كلمات النّاطق الرّسمي 

باسم كتائب عز الدّين القسّام، أبو عبيدة، وندوات النّاطق الرّسمي لجيش الكيان).
يمكن التّعرُّض لما يُسمّى العقل العربي المكبّل النّاتج عن تعطيل ملكات ومواهب كان بإمكانها صنع 

التّميُّز والقضاء على الارتباط بين المنطقة (الشّرق الأوسط الكبير) وظاهرة الاستعصاء عن التّغيير، 

الدّيمقراطية والتّطوّر. هناك ارتباط وثيق بين هذه الهجمات والإسناد اللُّوجستي والاستخباري 

الأميركيين، ذلك أنّ الكيان هاجم، في 28 الشهر الماضي (سبتمبر/ أيلول)، لبنان وفلسطين واليمن 

وسورية، في سابقة لا يمكن أن تتحقّق لولا ذلك الحلف الاستراتيجي بين الكيان وأميركا، وتسهيلات 

الأميركيين للكيان، حتّى تقوم بذلك كلّه، وتظهر بمثابة الرّابح للحرب أو الفاعل الأساس فيها. الكلّ، 

في العالم، ينتظر ساكن البيت الأبيض ويتحاشى الحديث عن هدنة، أو وقف لإطلاق النّار، بل لا حديث 

عن عربدة الكيان وضرباته الكبيرة لعواصم عربية في آن واحد.
هناك خيط رفيع بين اختلاف ساحات المقاومة أو تفرُّقها، ووجوب التّرحُّم على الأمين العام لحزب الله 

حسن نصر الله الذي استُشهد، بالابتعاد حتماً من تلك المنابر الحائرة بين المُستريح والمُسترَاح منه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
في ذكرى انطلاق الطوفان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ما بعد الطوفان.. أبعاد إستراتيجية
» غزة قبل الطوفان.. سيرة مجتمع
»  القضية الفلسطينية: من أوسلو إلى الطوفان
» انعكاسات "الطوفان" على مسلمي أميركا بعد عام
» الطريق إلى الطوفان.. ما الذي أراده محمد الضيف؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: قصة قضية فلسطين :: طوفان الاقصى-
انتقل الى: