منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة Empty
مُساهمةموضوع: رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة    رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة Emptyالثلاثاء 08 أكتوبر 2024, 4:38 pm

 رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة 002-1697125928







رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة
حضرة السيد "أبو عبيدة"، الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قبل أقل من عام من الآن كنت قد أرسلت رسالة مفتوحة -عبر هذا المنبر- إلى حضرة القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، ذكّرت فيها حينها بأن العالم يقف على رجل واحدة، ولم يلتقط أنفاسه حتى ذلك الحين، ولكني لم أتلقَّ أي رد! وأنا أتفهم ذلك لما يعرفه القطاع من ظروف أمنية غير مسبوقة، وهو ما دفعني – بعد عدة أشهر – إلى أن أتوجه إلى السيد يحيى إبراهيم حسن السنوار، رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، بصفته قائدًا سياسيًا، والمسؤول الأول عن حركة المقاومة في قطاع غزة الصامدة.


قلت له حينها: سيدي الرئيس، قد تواترت الأخبار من الأعداء والخصوم والأشقاء على أنك أنت من اتخذ قرار الهجوم النوعي على دولة "إسرائيل" التي تعتقد جازمة أنك مهندس عملية "طوفان الأقصى"، لذلك وضعَتك على رأس لائحة المطلوبين لديها، ولا أحد غيرك يمكن أن يقدم جوابًا مقنعًا على الاستفسارات والتساؤلات التي عمت ملايين المتابعين لهذه الحرب في هذا العالم".


في صباح السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تغير كل شيء في هذا العالم؛ فقد صدمتم العالم، بل قد تجرأتم وعبثتم بإعدادات العالم! فلم تتلاعبوا فقط بأقوى "دولة" في الشرق الأوسط، بل قد جعلتموها فعلًا أضحوكة أمام العالم؟


ومعلوم أنني راسلت السيد السنوار، وهو حينها رئيس حركة المقاومة في غزة، ولم أتلقَّ منه أي رد، فما بالك به بعد أن أصبح هو رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس، بعد استشهاد سلفه "أبو العبد" إسماعيل هنية؟ إنه بحكم منصبه الجديد أصبح يخاطب أصحاب الفخامة؛ إذ بعث السنوار بعد توليه رئاسة الحركة رسالة تهنئة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، كما راسل أمين عام حزب الله اللبناني الراحل حسن نصر الله، وبعث أيضًا برسالة خاصة إلى زعيم جماعة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك الحوثي.


وها أنا الآن أتوجه إليك بعد عام من الطوفان، وما زالت الأسئلة تتلاطم وتتزاحم في أذهان الملايين من المتابعين الذين ينتظرون ظهورك في أي لحظة وحين، لعلك تبدد بعض الغموض، وتزيل الغشاوة، وتثبّت المؤمنين، وتكشف ضلال المضلين من الأعداء والأشقاء، وكثير من المندسين والملتحين..!


ونحن نعيش أجواء الذكرى الأولى لانطلاق ما أطلقتم عليه "طوفان الأقصى"، لا بأس أن أذكّرك بالاستفسارات التي وجهتها للسيد يحيى السنوار، وقبل ذلك السيد القائد العام، إذ قلت له: "… واسمح لي أن أستفسرك شخصيًا بوصفك قائدًا عسكريًا اتخذ ذلك القرار، ربما باستشارة مع رفيق دربك السنوار! لقد اتخذتم قرارًا خطيرًا بتحطيم صورة رابع أكبر جيش في العالم، في غفلة من مخابرات العالم، واستخفاف بـ"عبقرية" أقوى جيش مدلل في العالم، فهل أنتم مدركون حقًا ماذا فعلتم بهذا العالم؟!".


لقد كان العالم نائمًا آمنًا مطمئنًا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول، يختزن في ذهنه كل تلك القناعات التي أصبحت من المسلمات: فـ "إسرائيل" رمز العبقرية اليهودية وقبلة تفوق التكنولوجيا العالية، وجيشها "لا يقهر"، وجدارها الذكي لا يخترق، وبرامجها التجسسية تتسابق عليها دول العالم.. ولكن في صباح السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تغير كل شيء في هذا العالم؛ فقد صدمتم العالم، بل قد تجرأتم وعبثتم بإعدادات العالم! فلم تتلاعبوا فقط بأقوى "دولة" في الشرق الأوسط، بل قد جعلتموها فعلًا أضحوكة أمام العالم؟


وقبل أن أختم رسالتي للسيد القائد العام قلت له أيضًا : بالله عليكم، هل فكرتم في ذوي القلوب الضعيفة بيننا؟ أفتّان أنت يا أبا خالد؟


هل تعلم أن من بيننا من لم يصدق حتى الآن أنكم أنتم من فعلها؟ ومنا من يؤمن إيمانًا جازمًا بأنكم وقعتم في فخ إيراني! بل منا من يرى بأن "إسرائيل" هي التي سمحت لكم باقتحام الجدار!! وأنكم شاركتم في مؤامرة هدفها "نكبة" جديدة في غزة! أرأيتم ماذا فعلتم بالأمة بعد طوفان الأقصى؟


ألم يطلقوا عليك لقب "الناطق باسم الأمة"؟ فقد ترك كثير من الملتحين وصيتك، بل تحمسوا لعكسها تمامًا؛ فبدل أن يوجهوا الأمة لعدوها الأوحد، ها هم بعض "العلماء" والدعاة يحولون أنظار الأمة بعيدًا عن المعركة الأهم، ويصطفون مع المعتدين الصهاينة ويفرحون معهم


جاء دورك يا أبا عبيدة
وأنا أتابع "معارك" التطاحن والتنازع بين أبناء الأمة الواحدة، وإصرار البعض على إثارة الحروب الطائفية في عز استهداف العدو الصهيوني من محور المقاومة الإسلامية، تذكرت كلمتك التي وجهتها للعلماء في الذكرى 35 لانطلاق حركة حماس، إذ ذكّرتهم بأن "واجب الوقت اليوم هو الذود عن مسرى رسول الله – صل الله عليه وسلم – ومعراجه، وأن أهل الثغور في فلسطين يعملون الليل والنهار من أجل كرامة هذه الأمة في وجه عدوها الأوحد، فكونوا لإخوانكم المجاهدين والمقاومين سندًا ونصيرًا، واشحذوا سيوف أقلامكم في اتجاه المعركة الأهم، ووجهوا الطاقات الكامنة والكبيرة في هذه الأمة نحو فلسطين، وصوب معركة اقتلاع هذا المرض الخبيث من قلب الأمة، بدلًا من التطاحن والتنازع والفرقة، والمعارك الجانبية التي لم تزد أمتنا إلا وهنًا وتراجعًا، وأعطت الوقت لأعدائنا ليصلوا إلى مرحلة خطيرة من المساس بأقدس مقدسات أمتنا".


أدرك أمتك يا أبا عبيدة!
ألم يطلقوا عليك لقب "الناطق باسم الأمة"؟ فقد ترك كثير من الملتحين وصيتك، بل تحمسوا لعكسها تمامًا؛ فبدل أن يوجهوا الأمة لعدوها الأوحد، ها هم بعض "العلماء" والدعاة ذوي الأفق الضيق يحولون أنظار الأمة بعيدًا عن المعركة الأهم، التي هدفها اقتلاع ما أسميته "المرض الخبيث"، ويركزون بحماس غريب على رفاق الدم والسلاح، وينخرطون بجهل أو بعمالة في المعارك الجانبية، ويصطفون مع المعتدين الصهاينة ويفرحون معهم، مبررين ذلك بأنهم يذودون عن الصحابة – رضوان الله عليهم – ومنهج الصحابة براء من هؤلاء!


ففي الوقت الذي باركت فيه الردّ الإيراني الذي طال كامل جغرافيا فلسطين المحتلة، ووجّه ضربةً قويةً للاحتلال المجرم، تولى الشيطان فجمع كيده ثم أتى، فخرجت علينا قنواته، وجوقة إعلامييه، والكثير من الحشرات الإلكترونية مدعومة من بعض الوجوه الملتحية ودعاة الحروب الطائفية؛ فقد ركزوا جميعًا على تبخيس الصواريخ الإيرانية، ووصفوا العملية كلها بأنها مجرد مسرحية!


فأنت وصفت يوم الرد الإيراني بأنه "يومٌ استثنائي في تاريخ الصراع، إذ تقاطعت فيه نيران مقاومي الأمة في سماء فلسطين، وتعرّضت فيه تل أبيب لضربات المجاهدين من لبنان واليمن وفلسطين وإيران". وهنا تميز الصفان، وبرز من يحزن مع العدو الأوحد ويفرح معه إذا سقط رفيق الدم والسلاح !


إنها المصالح العليا للأمة، يجري الآن تجريفها على الهواء مباشرة على لسان العملاء .. فماذا أنتم فاعلون؟


سمعنا حماس ترحب بالقصف الإيراني، بل قد وصفته بـ "الرد المشرّف"، إضافة إلى تسجيل اعتزازكم بالإخوة في إيران، وتقديركم لوقوفهم في وجه الغطرسة الصهيونية المنفلتة، وانحيازهم إلى قيم العدالة ومظلومية شعبنا الفلسطيني، والشعب اللبناني ومصالح الأمَّة العليا".


إنها المصالح العليا للأمة، يجري الآن تجريفها على الهواء مباشرة على لسان العملاء وبعض "العلماء" ذوي الأفق الضيق.. فماذا أنتم فاعلون؟


في انتظار ردكم.. تقبلوا فائق التقدير والاحترام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة    رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة Emptyالثلاثاء 08 أكتوبر 2024, 4:57 pm

أبو عبيدة يلقي خطابا في ذكرى انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر

أبو عبيدة: مسيرات اليمن والعراق تتجول في سماء فلسطين المحتلة وتضرب العدو وتكبده خسائر كبيرة

أبو عبيدة: بعد عام من بدء طوفان الأقصى جمهورية إيران الإسلامية توجه ضربات الوعد الصادق لترهب العدو

أبو عبيدة: لا يشد هذا الكيان إلا حبال الإدارة الأمريكية المعهودة التي ستنقطع بلا شك مع مرور الزمن

أبو عبيدة: عمليات المقاومة تستنزف القدرات الأمنية والدفاعية للعدو وتكبده خسائر اقتصادية وتفرض عليه التهجير

أبو عبيدة: الكيان الصهيوني يعيش منبوذا من كل أمم الأرض وشعوبها الحرة

أبو عبيدة: بعد مرور عام نحن أمام شعب فلسطيني أسطوري بصمود أسطوري رغم الخذلان وبطش عدو يسانده الأمريكان والغرب

أبو عبيدة: خيارنا هو الاستمرار في معركة استنزاف طويلة ومؤلمة مع العدو

ألقى الناطق باسم كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أبو عبيدة، خطابًا في ذكرى مرور عام على انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. 


وقال أبو عبيدة إنه بعد عام من بداية معركة طوفان الأقصى، نخاطبكم من غزة العصية الصامدة، القاهرة لعدوها.

وأضاف: "عام مر على عملية الكوماندوز الأكثر احترافية ونجاحًا في العصر الحديث".


ضربة استباقية

وأشار إلى أن كتائب القسام وجهت ضربة استباقية هائلة للاحتلال الإسرائيلي بعد أن وصل تخطيطه لضربة كبرى للمقاومة في غزة إلى مراحله النهائية.

وأكد أبو عبيدة أن معركة طوفان الأقصى جاءت بعد أن وصل عدوانه على الأقصى إلى مرحلة خطيرة غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن الاحتلال توغل في الاستيطان والتهويد والعدوان على الأسرى، وهو ما دفع إلى انطلاق المعركة.


سماء فلسطين المحتلة

وتابع أن مسيرات من اليمن والعراق تتجول في سماء فلسطين المحتلة وتضرب العدو وتكبده خسائر كبيرة.

وأوضح أنه بعد عام من بدء طوفان الأقصى، جمهورية إيران الإسلامية توجه ضربات الوعد الصادق لترهب الاحتلال الإسرائيلي.

وقال أبو عبيدة إن "البطل ماهر الجازي يشعل فتيل جبهة أردنية عربية أصيلة، ملتحمة شعورياً وتاريخياً وجغرافياً مع بلادنا وشعبنا، ويعيش الكيان الصهيوني في العالم ككيان وحشي قاتل مجرم، منبوذ من كل أمم الأرض وشعوبها الحرة، كيان لا يفكر سوى في بناء الجدران والأسوار والمناطق العازلة".


استنزاف قدرات الاحتلال

وتابع أبو عبيدة بالقول: "لا يشد هذا الكيان إلا حبال الإدارة الأمريكية المعهودة التي ستنقطع بلا شك مع مرور الزمن"، مشيرًا إلى أن "عمليات المقاومة تستنزف القدرات الأمنية والدفاعية للعدو، وتكبده خسائر اقتصادية، وتفرض عليه التهجير".

وأشار إلى أن كيان الاحتلال يعيش منبوذًا من كل أمم الأرض وشعوبها الحرة.


الاستمرار في معركة

وشدد أبو عبيدة على أن خيار المقاومة هو الاستمرار في معركة استنزاف طويلة ومؤلمة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال أبو عبيدة إنه "بعد مرور عام نحن أمام شعب فلسطيني أسطوري بصمود أسطوري رغم الخذلان وبطش عدو يسانده الأمريكان والغرب".

وأكد أنه عام ولا تزال المقاومة تقاتل في معركة غير متكافئة ضد عدو مجرم لا يتورع عن ارتكاب كل الجرائم.

وأشار أبو عبيدة إلى أن مجاهدي ومقاومة الشعب الفلسطيني يواصلون صمودهم البطولي في كل شبر من قطاع غزة.


خسائر الاحتلال

وبين أن المقاومة أسقطت آلافًا من جنود الاحتلال الإسرائيلي بين قتلى وجرحى، إضافة إلى إخراج مئات الآليات العسكرية عن الخدمة.

وأكد أبو عبيدة أن خيار المقاومة هو الاستمرار في معركة استنزاف طويلة ومؤلمة مع الاحتلال؛ والمعارك أثبتت نجاح هذا الخيار.

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي المتغطرس لا يفهم دروس التاريخ ولا حقائق الواقع ولا ثقافة الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية.

هنية ونصر الله

وقال أبو عبيدة إن استشهاد القائدين الكبيرين إسماعيل هنية وحسن نصر الله دليل واضح على عدم فهم الاحتلال طبيعة المقاومة.

وشدد على أنه لو كانت الاغتيالات نصراً لانتهت المقاومة ضد الاحتلال، مؤكدًا أن هذه الأرض تنبت المقاومين كما تنبت الزيتون وتورث الإباء للأجيال جيلاً بعد جيل.



إسناد للمقاومة

وأشار أبو عبيدة إلى أن ما يجري في الإقليم اليوم من عمليات إسناد للمقاومة في غزة هي مواقف مقدرة وعظيمة في نظر الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن فرحة الاحتلال بالاغتيالات قصيرة، ولو كانت الاغتيالات نصراً لانتهت المقاومة منذ اغتيال عز الدين القسام.



خسائر مؤلمة

وقال أبو عبيدة مخاطبًا المقاتلين في حزب الله: "إننا على ثقة من بأسكم وقوتكم لتكبيد العدو خسائر مؤلمة".

وأضاف أنه في كل محاور القتال وعلى امتداد غزة، قتلت المقاومة واستهدفت مئات الجنود ودمرت آليات الاحتلال، وطورت التكتيكات.

وثمن أبو عبيدة بكل اعتزاز الحراك الشعبي العظيم في اليمن الحر، ونقدر حراك كل الشعوب الشقيقة والصديقة حول العالم.



معركة غير متكافئة


وأكد أنه عام كامل والمقاومة تقاتل في معركة غير متكافئة ضد عدو مجرم، مشيرًا إلى أن ما يجري في مخيمات الضفة الغربية "يؤكد أن سياسة الاحتلال هي قرار استراتيجي يطبقه في كل مكان بأرضنا".

وقال أبو عبيدة إن "هذا الاحتلال، وخصوصًا حكومته الحالية الإرهابية، لا يريد أن يرى فلسطينيًا غرب نهر الأردن"، مؤكدًا أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة والسلاح، ولا يواجه إلا بالسلاح.

وأشار إلى أن ما حدث في عملية يافا الأخيرة هو حلقة واحدة في ما هو قادم، والقادم أمرٌ وأقسى بإذن الله، داعيًا الفلسطينيين في الضفة إلى تصعيد مقاومتهم للرد على عنجهية الاحتلال وجرائمه.



المحتجزون في غزة

وبين أن المقاومة حرصت منذ اليوم الأول على حماية المحتجزين لديها والحفاظ عليهم، وقال مخاطبًا جمهور الاحتلال: "إنه كان بإمكانكم استعادة أسراكم منذ عام لو ناسب ذلك طموحات نتنياهو".

وأوضح أبو عبيدة أن ما حدث مع المحتجزين الستة في رفح ربما يتكرر مع آخرين طالما يتعنت نتنياهو وحكومته الإرهابية، مبينًا أن لديهم تعليمات بأنه إذا تعرض الأسرى للخطر أو لاشتباكات قريبة، يتم نقلهم إلى أماكن أخرى أكثر أمانًا، وأن مخاطر المحتجزين الإسرائيليين تتعاظم يومًا بعد يوم.

وأضاف أبو عبيدة أن منطقة الاشتباك يتعرض فيها المحتجزين لتقاطع النيران وربما لنيران العدو نفسه، مشيرًا إلى أنه "ربما يكون هناك 100 رون آراد جديد يلوحون في الأفق".

وتابع: "مصير أسرى العدو مرهون بقرار من حكومة الاحتلال، ولا نستبعد دخول ملفهم إلى نفق مظلم".



حملة إسناد


ودعا أبو عبيدة إلى إطلاق أكبر حملة عربية وإسلامية ودولية لإسناد الشعب الفلسطيني.

وقال يجب أن يفهم الصهاينة أنهم منبوذون من كل العالم الحر، داعيًا إلى أكبر هجوم سيبراني ضد العدو من خبراء الحرب الإلكترونية.

كما دعا علماء الأمة إلى تجاوز مرحلة الإدانة اللفظية، "ونقول لهم: هل تنتظرون خبر هدم المسجد الأقصى المبارك؟".




طوفان الأقصى


وأطلقت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر عام 2023، ردا على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في المقابل، أطلق الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية ضد قطاع غزة أسماها "السيوف الحديدية"، وشنت سلسلة غارات عنيفة على مناطق عدة في القطاع، أسفرت عن ارتقاء مئات الشهداء وآلاف الجرحى، إضافة إلى تدمير أعداد كبيرة من البنايات والأبراج السكنية والمؤسسات والبنى التحتية.
قصف تل أبيب في ذكرى 7 أكتوبر
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، أنها قصفت عمق الاحتلال الإسرائيلي، مدينة "تل أبيب"، برشقة صاروخية.
وقالت القسام في بيان لها إنها استهدفت مدينة "تل أبيب" برشقة صواريخ من نوع "مقادمة M90"، وذلك ضمن معركة الاستنزاف المستمرة، وردًا على مجازر الاحتلال بحق المدنيين والتهجير المتعمد لأبناء الشعب الفلسطيني.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أنه تم رصد 5 صواريخ أُطلقت باتجاه منطقة تل أبيب، وأن منظومة القبة الحديدية اعترضت بعضها.
 أبو عبيدة
وظهر أبو عبيدة آخر مرة في كلمة مصورة فس السابع من تموز/ يوليو 2024 الماضي وتحدث خلالها عن تطورات المعارك في قطاع غزة والإقليم.
وكان ظهر الناطق العسكري للقسام في اليوم الـ200 من العدوان غلى غزة، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يحاول لملمة صورته، ولم يستطع أن يحقق سوى المجازر الجماعية والتدمير والقتل، بعد 200 يوم من معركة طوفان الأقصى.
وكان ظهر أوبو قبل اليوم الـ200 بـ 46 يوما وأكد حينها أن الاحتلال لا يزال عالقا في رمال غزة منذ بدء العدوان، ولم يحصد إلا الخزي والهزيمة.


كما أكد أنه المقاومة في غزة راسخة رسوخ جبال فلسطين منذ بدء العدوان، ولم توثق إلا النزر اليسير من ضربات المقاومة للاحتلال.

ومنذ بداية عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023، خرج الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، 27 مرة، سواء في خطاب مصور أو كلمة صوتية.



[rtl][/rtl]






قصة الطيار الإسرائيلي المفقود في #لبنان رون أراد الذي ذكره #أبوعبيدة في خطابه




عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الثلاثاء 08 أكتوبر 2024, 5:29 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة    رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة Emptyالثلاثاء 08 أكتوبر 2024, 5:09 pm

أبو عبيدة والبلاغة من فوهة البندقية


يوم الجمعة الموافق 16 فبراير/شباط 2024، كانت مراسم "جاهة" في الأردن تمر بشكل طبيعي مثلها مثل كل الجاهات التي تجري كل يوم في البلاد. ذهب الشاب ليطلب يد فتاة من أهلها مصطحبًا أهله وعزوته. وبينما كان الحاضرون يتناقشون ويتعارفون استعدادًا لقراءة الفاتحة واستكمال مراسم الخطبة، توقف أحد الحاضرين ليقول بصوت عال "لا صوت يعلو فوق صوت أبي عبيدة"، إذ وصل خبر أن الناطق الرسمي باسم كتائب القسام قد بدأ في بث خطابه. التُقطت المقاطع المصورة لرجال الجاهة وهم جالسون وقد توقفوا عن كل شيء لينصتوا لكلمة الملثم.


حينها، كان قد مر 33 يومًا على آخر خطاب لأبي عبيدة، للدرجة التي دفعت المتابعين للتعبير عن خشيتهم من أن يكون قد استشهد، وقد كان هذا الخطاب بعد مرور 133 يوما على ما يصفه عدد من الخبراء والمراقبين بحرب الإبادة، التي شنها وما يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة.


لقد طل أبي عبيدة بطريقته المعتادة الحاسمة، وقد كان لحديثه نفس الأثر الذي اعتاد أن يتركه في مستمعيه منذ بداية الحرب. أما اليوم، وفي ذكرى مرور عام على "طوفان الأقصى"، لم يتغير حجم الترقب والاهتمام بكلماته، بل وربما ازداد.


إذ وفور إعلان الجزيرة عن بث كلمة مصورة قد حصلت عليها، حتى وطّن المتابعون أنفسهم لمتابعة ما استجد، وما سيقوله "الملثّم" بعد عام على الحرب الإسرائيلية على غزة، ومترقّبين أقواله وتصريحاته وإعلاناته.


أما السؤال القديم المتجدد، هو كيف استطاعت أيقونة أبي عبيدة أن تظل راسخة وقادرة على التأثير إلى هذا الحد حتى بعد كل هذا الدمار الذي تسببت فيه آلة الإبادة الصهيونية؟


 وهذا الأثر
قبل أكثر من 66 عاما، في السابع من أكتوبر/تشرين الثاني عام 1957، كانت القوات المظلية للاحتلال الفرنسي في الجزائر، التي اشتهرت بقسوتها المفرطة، قد اكتشفت أخيرا مخبأ بطل الثورة الجزائرية المقاوم "علي لابوانت" الذي دوَّخ الاستعمار. مباشرةً، وفي اليوم التالي، توجَّهت القوات الفرنسية نحو المنزل الذي كان يختبئ فيه رفقة مقاومين آخرين، وطلبت منه الاستسلام مقابل حياته.


علي، الذي كان قد خطَّ وشما على جسده يقول "تقدَّم أو مُت"، رفض نداء جنود الاستعمار وفضَّل الموت مقاوما على الاستسلام، فنسفت القوات الفرنسية المنزل بأكمله وأردته شهيدا مع رفاقه. استشهد علي وهو مُصنَّف آنذاك "إرهابيا" من قبل الفرنسيين، وانضم إلى ركب أكثر من مليون ونصف مليون شهيد قدَّمتهم الجزائر على مدار أكثر من مئة عام في مقاومة الاستعمار الفرنسي.


لم يكن علي يعرف حين فضَّل الموت على الاستسلام أنه بعد عام واحد من استشهاده، سترضخ فرنسا وسيعلن زعيمها آنذاك شارل ديغول في يونيو/حزيران 1958 عن رغبة فرنسا في المصالحة مع الشعب الجزائري والتفاوض مع المقاومين.


ولم يكن علي ليتخيل أنه بعد أقل من 10 سنوات سيختار المخرج الفرنسي جيلو بونتيكورفو أن يحكي قصة الثورة الجزائرية من خلال قصة حياته، في واحد من أشهر الأفلام عالميا "معركة الجزائر"، وأنه في كل مرة ستخرج فيها المظاهرات في الجزائر على مدار العقود اللاحقة ستُرفَع صورة علي لابوانت هاتفة بأنها تريد الجزائر التي حلم بها علي وضحى لها شهيدا. هكذا هُم المقاومون من أجل قضايا التحرر الوطني العادلة، كلما أُمطِروا بالرصاص؛ علا ذكرهم بين الناس.


اليوم، نرى مشهدا مماثلا، فبينما تُصنف الدول الكبرى حركات المقاومة الفلسطينية باعتبارها منظمات إرهابية، وبينما تستعِر حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، نرى أفئدة الناس تهوي إلى فلسطين، ليكتب الناس عربا وعجما على صفحاتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي عن حبهم للمقاومة وتقديرهم لرجالها.


كان الحب والشوق يفيضان من الشارع في انتظار معرفة أول مقاوم كي يصب عليه الناس كل هذا التقدير. وبينما جلست الجماهير تنتظر "رسول المقاومة"، جاء أبو عبيدة، المتحدث العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ناقلا أخبار صمود المقاومة وانتصاراتها، فتحوَّل من متحدث إعلامي باسم حركة مسلحة، إلى رمز لكل مقاوم؛ إذ نجد صورته في مواقع الأخبار وعلى حسابات التواصل الاجتماعي وفي الغرافيتي في الشوارع وحتى في ساحات "أرقى جامعات العالم".


قبل السابع من أكتوبر/تشرين الثاني 2023 كانت القضية الفلسطينية قد تأخرت على سلم أولويات العالم، إذ كانت اتفاقات التطبيع تجري على قدم وساق مع إسرائيل، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأت تأخذ خطوات في السنوات الأخيرة لإتمام صفقة تقضي على حقوق الفلسطينيين، بعد أن تراجعت حتى عن موقفها التاريخي بخصوص مدينة القدس ونقلت سفارتها من تل أبيب إلى القدس، اعترافًا منها بأحقية جيش الاحتلال بالمدينة.


وفي عصر يلهث فيه الجميع وراء الشهرة، جاءت النجومية الكاملة إلى ذلك الرجل المُلثَّم، الذي أصبحت شعبيته مع بداية الحرب -من دون منافس- بطول العالم العربي كله، رغم أن حدا لا يعرف وجهه الحقيقي وربما لن يعرفه أبدا، باستثناء أفراد قليلين من قادة المقاومة في غزة. فالرجل الذي يمشي بين الناس في القطاع بوجهه من دون أن يتعرف عليه أحد، يبدو في نظر الكثيرين مثل "الأبطال الخارقين" الذين يعيشون حياة عادية في الصباح، قبل أن يرتدوا أقنعة تخفي هوياتهم في المساء ليحاربوا "أشرار المدينة"، دون أن يرى الناس وجوههم الحقيقية، لكنهم يرون آثارهم فقط.


 رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة 7-1703434328
قناع أبي عبيدة والجهل بهويته يُصعِّب على الإعلام الغربي ما يقوم به عادة، إذ اعتاد أن يُقدِّم قادة المقاومة على أنهم يعيشون في الخارج بينما يموت الناس في غزة


رأت الشعوب العربية مع اندلاع الحرب في أبي عبيدة ناطقا باسمها هي أيضا، إذ صعد نجم الرجل حتى صار انتظار خطاباته طقسا أساسيا في البلاد العربية، مع ارتباط عاطفي واضح به، تحوَّل معه إلى الأيقونة الأشهر للحرب منذ بدايتها.


ففي مصر كُتِبَت لأبي عبيدة أغان شعبية، وفي الأردن توقف الشباب في الصالات الرياضية عن أداء التمارين لمتابعة خطاباته وأذاعت المساجد خطاباته بمكبرات الصوت، وفي لبنان أُضيف اسمه إلى أسئلة الامتحانات في المدارس، كما انتشرت صوره في شوارع بيروت وقد كُتب عليها "الناطق باسم الأمة"، وتنافس الأطفال في الجزائر على تأدية دوره في مسرحياتهم وألعابهم.


وفي تركيا صار تقليد أبي عبيدة لعبة مفضلة للأطفال فضلا عن تعليق صوره في المقاهي. وقد انتشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي لأطفال من مختلف البلدان العربية وهم يتابعون خطاباته أو يقلدونه، وكذلك صور أخرى لمسنّين يقفون بإجلال رغم مرضهم وهم يُشاهدون خطابه احترامًا له.


أصبح أبو عبيدة أيقونة عربية، ومع ذلك تجاهل الإعلام الغربي ظاهرته عن عمد، فليس من الممكن أن تفوِّت الصحافة الأمريكية والأوروبية مناقشة ظاهرة شديدة الحضور مثل أبي عبيدة. وربما كان هذا تعلُّمًا من خطأ المؤسسات الإعلامية الكبير في تحويل الأيقونة الثورية اليسارية تشي جيفارا إلى رمز يغزو الثقافة الغربية في كل أرجائها، ويُستحضَر عند أي غضب أو انتقاد للرأسمالية والعولمة.


ويشرح أستاذ القانون في جامعة ولاية أريزونا خالد بيضون، أن العالم في ظل الهيمنة الأميركية قد تم تكييفه على أساس التطبيع مع موت المسلمين، بينما يُنظر فيه إلى أي معاناة تلحق بالبيض بوصفها وضعا شاذا وغير مقبول، ومن ثم فحتى أعمال المقاومة والتحرر الوطني والبطولة، وإن اتسمت بكل الشرعية الأخلاقية، دائما ما يُنظَر إليها بريبة وخوف إذا قام بها مسلمون.


ويُذكِّرنا بيضون بما قاله رموز حركة النضال المدني في الولايات المتحدة مثل جيمس بالدوين ومالكوم إكس من أن العنف والبطولة يترادفان في اللاوعي الأميركي، إلا عندما يتعلق الأمر بالسود. فالعنف يُبرَّر باعتباره عملا بطوليا عندما تمارسه أجساد بيضاء (جدير بالذكر هنا مثلا المقاومة الأوكرانية)، بينما تُحرَّم "البطولة" على الأجساد السوداء والمسلمة حتى حين يسعون لتحقيق أهداف عادلة.


ولذا فإن التعريف المفاهيمي الغربي في حالة المسلمين لا يكون بالفعل وإنما بالذات التي صاغها الغرب من خلال قوالبه مسبقا، فالمُلوَّن ليس بطلا مهما كانت عدالة قضيته، والمسلم ليس له بريق مهما كانت كاريزميته. ومن ثَمّ يكون الصمت الإعلامي الغربي عن ظاهرة أبي عبيدة مفهوما. فماذا سيقولون عنه للجماهير؟ هل سيقولون إنه شخص مجهول اكتسب شعبية جارفة في العالم العربي لأنه يتحدث باسم المقاومة المسلحة ضد احتلال بلاده؟


 رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة Rstdh-1700464644-1714906458
تهيأت الظروف لتجعل التواصل الإعلامي من خلال أبي عبيدة الأنجح على الإطلاق في تاريخ تواصل الجيوش مع شعوبها في العالم العربي


لاحظ هنا أن قناع أبي عبيدة والجهل بهويته يُصعِّب على الإعلام الغربي ما يقوم به عادة، إذ اعتاد أن يُقدِّم قادة المقاومة على أنهم يعيشون في الخارج بينما يموت الناس في غزة، لكنه لا يذكر أبدا أن أبناءهم يموتون في القطاع مثل بقية سكانه، كما يتجاهل الإعلام الغربي أيضا ذكر الأسباب الموضوعية لوجود هؤلاء القادة في الخارج.


ولكن في حالة أبي عبيدة سيكون من الصعب استغلال أنصاف معلومات لبناء سردية مضادة تَحُول بين المشاهد أو القارئ وبين فهم الطبيعة العميقة للصراع، ومن ثَمّ فمن السهل أن يتحوَّل الملثم، الذي يجهل الناس هويته أصلا، إلى رمز للبطولة في وجه الإمبريالية.


لنعُد هنا إلى الحديث عن صمود رمز أبي عبيدة طوال تلك الشهور بما فيها من آلام وليالٍ حالكة. بعد 10 أيام فقط من حرب الإبادة الجماعية التي شنها جيش الاحتلال على سكان غزة، كان حجم ما ألقته من متفجرات على القطاع يوازي ربع قنبلة نووية، وبحلول نهاية أبريل/نيسان، كان عدد ضحايا حرب الإبادة قد تعدى 35 ألفا.


ولتوضيح الأمر لنا أن نعرف أن اليابان في الحرب العالمية الثانية، التي تزيد مساحتها على مساحة غزة بنحو ألف ضعف، استسلم نظامها الشرس بعد إلقاء قنبلتيْن نوويتيْن، أما المقاومة الشعبية في بلد محروم من السيادة الحقيقية، وفي جيب جغرافيّ صغير مُحاصر، فلا تزال صامدة رافضة للاستسلام ومدافعة عن الحق التاريخي لشعبها لا عن نظام حُكم.


لقد كان منطقيا أن يكتسب أبو عبيدة كل هذا الزخم في الشارع العربي في بداية طوفان الأقصى، فالنجاح الذي تحقق في العملية جعل القلوب ترتبط بالمقاومة، لكن الغريب أن أبا عبيدة لا يزال رمزا حتى اللحظة بعد كل التضحيات التي قدَّمها الفلسطينيون.


فلا يزال بكلمة "الأردن منا ونحن منه" قادرا على تحريك الشارع في الأردن وإعطاء زخم مختلف للمشهد السياسي، بل وقد التقطت صور في العاصمة الأردنية لحفل خطوبة توقف فيه الأهل والضيوف عن الاحتفال ليستمعوا إلى كلمة لأبي عبيدة عبر مكبرات الصوت. وفي العاصمة العُمانية مسقط التُقطت صور لشباب تجمعوا قرب مسجد السلطان قابوس ليستمعوا إلى الخطاب، فضلا عن مشاركات لا حصر لها على وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي.


أصبح واضحا أن أبا عبيدة صار رمزا معبرا عن صوت المقاومة لم تكسره قوة تفجيرية تجاوزت ثلاث قنابل نووية، ولا يزال قادرا حتى بعد كل تلك التضحيات والليالي الحالكة على حشد اهتمام العالم العربي. لقد تهيأت الظروف لتجعل التواصل الإعلامي من خلال أبي عبيدة الأنجح على الإطلاق في تاريخ تواصل الجيوش مع شعوبها في العالم العربي، حتى وصل الأمر إلى تحوُّل الناطق العسكري لأيقونة في حد ذاته تمثل قيم المقاومة والكرامة والاستقلال.


 رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة GL3btWuX0AAYjX4?format=jpg&name=small
النجاح الإعلامي للمقاومة
لقد كانت البداية الحقيقية لقصة أبي عبيدة مع الشارع العربي في يونيو/حزيران 2006، حين أعلن عن نجاح المقاومة في تنفيذ عملية "الوهم المتبدد"، التي أدت إلى قتل جنديين من جيش الاحتلال، وجرح اثنين آخرين، وأسر الجندي جلعاد شاليط.


وقد جاء خطاب أبي عبيدة بعد أيام من المقطع المُصوَّر الذي أبكى العَرَب للطفلة هدى التي أخذت تجري بين جثث عائلتها تنادي "يا بابا يا بابا" على إثر المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في شاطئ منطقة بيت لاهيا، واستشهد جرّاءها الأب "عيسى غالية" وزوجته "رئيسة" وأبناؤهم الخمسة.


أتى صوت أبو عبيدة الحازم مُعلِنا عن نجاح عملية المقاومة أشبه بعناق مواساة للأمة العربية والإسلامية وإعلان صريح عن أن الكرامة لم تمت، وكأن خطابه يقول: "للبيت رب وللطفل أب"، وتتابعت الأحداث حتى وصلنا إلى حرب السابع من أكتوبر/تشرين الثاني 2023 التي تحوَّل معها إلى بطل الجماهير العربية، التي شعرت بأن هذا زعيمها الملهم الحقيقي الذي أرادته ولم تجده منذ سنوات بعيدة.


بمعنى آخر، فإن رمزية أبي عبيدة لا تكمن في أنه متحدث بارع يمتلك ناصية التواصل الإعلامي بقدر ما تكمن في أنه كان تجسيدا في العقل العربي للمقاومين على الأرض ولسانا فصيحا لهم. إن ما جعل أبا عبيدة يكسب كل تلك الشعبية التي لم تكتسبها بالقدر نفسه بعض الكوادر السياسية للمقاومة، هو أن الشعب العربي استشعر في خطابه أنه ليس سياسيا بقدر ما رأى فيه شاعرا يعبر بموسيقى الكلمات عن الملحمة التي يخطها المقاومون في المعارك.


وربما تظهر هنا البراعة الإدارية للمقاومة، فسرعان ما تفهمت المقاومة أن أبا عبيدة قد تحوّل إلى رمز بحد ذاته وليس ناطقا عسكريا فحسب، وقد ارتبطت به الشعوب العربية كما لم ترتبط بأحد من قبل.


ولذا احترمت المقاومة هذه المشاعر العربية فأجادت التعامل مع أيقونة أبي عبيدة، إذ حرصت من جهة على حياته حرصا كبيرا، ومن جهة أخرى حرصت على ألا يتم استهلاكه تماما حتى لا يفقد حضوره معناه، فأصبحت المقاومة تتخير اللحظة المناسبة لظهوره، بحيث يكون ظهوره نادرا فتزيد فاعليته، خاصة أن الكثير من العرب أصبحوا يعتبرونه دواءً قادرا على إشعال الأمل مهما بدت الليالي حالكة.


أصبح أبو عبيدة رمزا مؤثرا إلى حد أبعد بكثير من مجرد كونه الناطق العسكري. فهو أحد أهم المطلوبين في قوائم الاغتيالات لدى جيش الاحتلال، ورغم أن إعلان وزارة الخزانة الأمريكية أثناء هذه الحرب عن إصدار عقوبات بحقه قد أثار سخرية واسعة لأن العقوبات تكون متعلقة عادة بمصادرة وحظر ممتلكات الشخص أو مصالحه داخل الولايات المتحدة، وأبو عبيدة في النهاية رجل اختار أن يعيش وسط الحرب والتضحيات؛ فإن اهتمام واشنطن بإدراجه في قائمة العقوبات يعني انتباهها لأهميته.


جدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تهتم على الإطلاق بإدراج محمد سعيد الصحاف، على سبيل المثال، الذي أدار الحرب من ناحية نظام صدام حسين على المستوى الإعلامي وقت الغزو الأمريكي للعراق، في قائمة المطلوبين لديها ولم تهتم به كشخص ينبغي الانتقام منه أو تعقبه، ووفق روايته الشخصية فقد سلم نفسه للجيش الأمريكي ثم سُمح له بالمغادرة. لكن يبدو أن الأمر مع أبو عبيدة مختلفًا فهو أكثر من مجرد ناطق باسم نظام أو فصيل، وإنما بات رمزا شعبيا للمقاومة.


لا يعرف أحد معلومات وافرة دقيقة عن شخصية أبي عبيدة، فحتى القائد العام لكتائب القسام "محمد ضيف"، المطلوب الأول لجيش الاحتلال، نعرف بعض تاريخه، ويعرفه الاحتلال الذي اعتقله، وله صور قديمة نادرة. أما أبو عبيدة، فلا تتوفر حتى صور قديمة موثوقة للرجل في بداية حياته. فحين ظهر في البداية وبدأت شعبيته تتسع، تجاهلته إسرائيل، لكنه أصبح مع مرور السنوات من أهم المواضيع التي تتناولها البرامج التلفزيونية الإسرائيلية، وصارت كل خطاباته تُترجَم سريعا في وسائل إعلام الاحتلال.


ومع تزايد اهتمام حكومة الاحتلال بشخصية أبي عبيدة واعتباره أحد أهم المطلوبين في قوائم الاغتيالات لديها بسبب الحرب الإعلامية والنفسية التي يقودها، بدأت تل أبيب تنسج روايتها عنه وادَّعت أنها تعرف اسمه وصورته، كما زعمت أكثر من مرة في أعوام 2008 و2012 و2014 إنها قَصَفت منزله.


تذكر الرواية الإسرائيلية أيضا أن أبا عبيدة ينحدر من قرية "نعليا" التي احتلها الصهاينة عام 1948، وأن أسرته نزحت بعد النكبة إلى منطقة جباليا شمال شرقي غزة. وقالت الصحافة العبرية عام 2014 إن الرجل إلى جانب عمله القيادي في القسام يستكمل دراساته الأكاديمية في جامعة غزة، إذ يكتب رسالة الدكتوراه بعد أن ناقش رسالة الماجستير في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية تحت عنوان "الأرض المقدسة بين اليهودية والمسيحية والإسلام".


وهي كلها تفاصيل لم تثبت صحتها من أي جهة فلسطينية موثوق بها، وربما تكون جانبا من محاولة إعلام الاحتلال نسج روايات لقدرتها النافذة على الوصول إلى معلومات عن رجال المقاومة، من دون أن يكون ذلك صحيحا فعلا. وسواء صحت المعلومات المتناثرة عن أبي عبيدة أو لا، فلن يتغير تعلُّق الجماهير به، النابع من كونه صوت المقاومة الذي امتزج بوجدانهم وأحيا آمالهم في الحرية والكرامة.


  رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة %D9%82%D8%A8%D8%BA%D8%AA%D8%B9-1715068468


كيف أبدع أبو عبيدة في مهمته؟


إن أبا عبيدة يأخذ في الاعتبار دائما كيفية التعامل النفسي بكلماته مع المستمعين العرب، مازجا بين الشحنة العاطفية واللغة الرصينة، بل والفكاهة والسخرية في بعض الأحيان. (شترستوك)
"وقد عوَّدناكم عبر تاريخنا أننا الأكثر مصداقية ووضوحا من حكوماتكم".


أبو عبيدة مخاطبا الإسرائيليين.

أولت المقاومة الفلسطينية منذ عام 2005 أهمية متزايدة للدور الإعلامي. وقد اهتمت كتائب القسام منذ وقت مبكر بإنشاء دائرة الإعلام العسكري وقطعت أشواطا كبيرة في هذا الصدد، سواء بتطوير المحتوى وصياغته، أو بالتطوير التقني وتصوير العمليات العسكرية وغير ذلك. فقد خصصت القسام ميزانيات للإعلام، وقامت بتدريب كوادر إعلامية في معاهد تدريب محلية ودولية، كما شدَّدت على أهمية الإعلام في ميثاقها التأسيسي، وقالت إن الإعلام والفن أداتان شديدتا الأهمية للتوعية بالقضية الفلسطينية.


وقد اختار إعلام القسام العسكري منذ بداية طوفان الأقصى أن تكون سمته هي الدقة والمباشرة والإيجاز، وهذا ما جعل ظهور الناطق العسكري أبي عبيدة أمرا منتظرا، لأن ظهوره يعني أن الحاجة قد اقتضت ذلك.


ولعل من الأسباب التي منحت أبا عبيدة كل هذه الشعبية، أنه لم يظهر بصفة سياسية على الإطلاق، وكان هذا خيارا ذكيا من المقاومة. فبينما تُجبِر الضرورة القادة السياسيين أحيانا على إعطاء رسائل متضاربة، أو حتى تغيير نبرات أصواتهم، اختارت المقاومة أن يكون أبو عبيدة دائما صوتا عسكريا فقط، لا يذكر ما قد يُفرِّق صفوف الشعب أو الأمة، بحيث يكون حديثه دائما حماسيا مرجعيته الإسلام والعروبة والكرامة الإنسانية، بلا خضوع أو تغيير.


ولا يمثل أبو عبيدة في حديثه مصالح سياسية تتغير، وإنما يمثل صوتا أقرب إلى البندقية، صوت المقاومين الفلسطينيين منذ عام 1948 وحتى الآن.


رغم صعوبة الموقف تحت نيران الاحتلال، فإن أبا عبيدة يأخذ في الاعتبار دائما كيفية التعامل النفسي بكلماته مع المستمعين العرب، مازجا بين الشحنة العاطفية واللغة الرصينة، بل والفكاهة والسخرية في بعض الأحيان. ولعل ذلك أحد المفاتيح المهمة لفهم العلاقة الاستثنائية التي تشكلت بين الملثم والشارع، إنه الاحترام المكوَّن من شِقيْن، أولهما الحرص على المشاعر، وثانيهما الصدق.


لطالما اعتاد العرب في العقود الماضية خطابات الزعماء المطولة، التي لا تخلو من دعاية لا تدعمها الحقائق. أما أبو عبيدة، فله طريقة أخرى: فهو واقعي تماما في حديثه ولا يميل إلى المبالغة.


على سبيل المثال، تحدث أبو عبيدة في حوار له عام 2012 بوضوح عن ضعف قدرات المقاومة العسكرية مقارنة بقدرات جيش الاحتلال، وتحدث كذلك عن الصعوبة الكبيرة التي تفرضها طبيعة البيئة الجغرافية لغزة على المقاومة، فهي بيئة غير مساعدة على الدفاع العسكري. ومن جهة أخرى إضافة إلى الحرص على المصداقية والإنصاف في المعلومات، فإن خطابات أبي عبيدة موجزة ولا تتعدَّى في الغالب 15 دقيقة.


عادة ما تشتمل خطابات الرجل، الذي يُوصف بأنه رأس حربة الحرب النفسية على جيش الاحتلال، على تثقيف موضوعي بمجريات المعركة، ورسائل بلاغية دقيقة الصياغة للأطراف المختلفة، ولا تخلو كلماته أيضا من الرسائل ذات الطابع الساخر، وأشهرها حين قال: "إلى زعماء وحكام أمتنا العربية، نقول لكم من قلب المعركة التي تشاهدون ولا شك تفاصيلها عبر شاشاتكم، إننا لا نطالبكم بالتحرُّك لتدافعوا عن أطفال العروبة والإسلام في غزة من خلال تحريك جيوشكم ودباباتكم لا سمح الله".


وقد انتشرت لفظة "لا سمح الله" حينها بطول العالم العربي وعرضه مضربًا للمثل في سياقات التخاذل على مواقع التواصل.


https://www.facebook.com/watch/?ref=embed_video&v=961278858500322


لا يكذب أبو عبيدة على المواطن العربي كما اعتاد في خطابات زعمائه طوال عقود، فعلى مدار مسيرته في التحدُّث باسم القسام قبل "طوفان الأقصى"، نادرا ما ذكر أبو عبيدة معلومة تفتقر للدقة. واستطاع "الملثم" أن يصبح وسيط العالم لمعرفة مواقف المقاومة في غزة ومجريات المعركة، سواء في إسرائيل أو العالم العربي، عبر خطاباته المتلفزة التي تُنشر عادة على قناة الأقصى، أو عبر قناته على تطبيق تلغرام، كما أن خطاباته لا تلبث أن تُبَث سريعا على القنوات الفضائية المختلفة فور نشرها.


وقد بدت الرغبة في الحفاظ على المصداقية سمة جلية في أبي عبيدة منذ بداية ظهوره حين عُيِّن المتحدث باسم كتائب القسام في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005. فقد ظهر أبو عبيدة حينها في فيلم قديم صوَّرته قناة الجزيرة في العام نفسه بعنوان "في ضيافة البندقية"، فأطلَّ بقناعه وهو في بداية مسيرته قبل أن يصبح علما معروفا لكل الجماهير العربية.


وحين سأله صحفي الجزيرة عن عدد الذين شاركوا في عمليات بناء الأنفاق، توقف أبو عبيدة للحظات ثم قال "دعني لا أحصي عددا"، وحين أعاد الصحفي التساؤل عما إن كانوا عشرات أم مئات، أجاب أبو عبيدة بأنهم "عشرات"، مُفضلا الدقة على المبالغة في تضخيم عدد المشاركين.


لقد كان التدقيق واحترام المشاهد العربي مفتاح تواصل أبي عبيدة مع الجماهير العربية منذ البداية، فحرصه على احترام الجمهور وتقديم المعلومات الدقيقة الموجزة قدر الإمكان، أصبح له بالغ الأثر في بناء المصداقية بينه وبين الشارع العربي، وقد وصل هذا الأمر إلى ذروته في الحرب الأخيرة. وقد اتخذت حماس في هذه المعركة بشكل عام خطا إعلاميا ذكيا يمزج بين المصداقية وعدم الانخراط في الدعاية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على الروح المعنوية للجبهة الداخلية.


ومن ثم فإن خطابها الإعلامي عبر أبي عبيدة يتمتع بالمصداقية حتى وإن آثر ألا يتحدث عن خسائر شعبه وقواته يوميا، إذ ليس مطلوبا من المقاومة أن تقدم لعدوها معلومات عن خسائرها في حرب ضد أحد أقوى الكيانات العسكرية في العالم.


وقد جاء في تقرير لجريدة الأهرام أونلاين المصرية باللغة الإنجليزية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: "بينما يستخف أبو عبيدة بالعدو ويقوضه، فإن كلماته مدعومة بلقطات وأدلة موثقة من الأرض. وفي حين لم يكن لدى إسرائيل أي صور أو لقطات فيديو لتبثها عن الانتصارات العسكرية ضد حماس وجناحها المسلح، فإن كتائب القسام تبث المحتوى مباشرة من ساحة المعركة لهجماتها على القوات الإسرائيلية في غزة".


 


عسكري لا يحتقر المثقفين
"إن عائلات أسرى الاحتلال ستدرك، ولكن ربما بعد فوات الأوان، أن حكومتهم الفاشية قد ارتكبت بحقهم كارثة سيعانون هم منها كعائلات بعد أن يكون نتنياهو قد أنهى مناوراته السياسية، فالكُرة في ملعب من يعنيه الأمر من جمهور العدو".


أبو عبيدة مخاطبا الإسرائيليين.


أخيرا، وليس آخرا، تمتع الملثم بميزة في خطابه قرَّبته من الجماهير العربية، خاصة طبقاتها الوسطى المُتعلِّمة. فعلى عكس ما اعتدناه لدى معظم العسكريين في العالم العربي، يُظهِر الرجل الكثير من الاحترام للثقافة والمثقفين، ويتجلَّى ذلك في استشهاده بأبيات شعر قديمة وحديثة، والاحتفاظ بلغة عربية رائقة تخلو من أي لحن أو خلل. ويظهر ذلك أيضا في إشارته إلى أفكار نظرية طوَّرها مفكرون كبار في العالم العربي، مثل المفكر المصري الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري، الذي كرَّس جزءا كبيرا من حياته لدراسة اليهودية والصهيونية، فضلا عن متابعته أولا بأول لما يُنشَر من كتابات وترجمات حول العدو ليستخدمها في خطاباته.


يعطي هذا صورة جديدة لعسكري لا يحتقر المثقفين، بل يحرص على التواصل معهم بلغتهم. ولعل المفارقة التي تجعل أبا عبيدة تجربة فريدة في التواصل الجماهيري هي أنه في الوقت نفسه الذي يتحدث فيه بالأساس إلى جمهوره العربي بطريقة تمتلئ بالشحنات المعنوية، يستطيع أن يرسل رسائل خاصة إلى جيش الاحتلال وشعبه على نحو يجعله يسير على حبل اللغة والتواصل ببراعة مع الصديق والعدو في آن واحد، دون أن يفقد اتزانه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة    رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة Emptyالثلاثاء 08 أكتوبر 2024, 5:09 pm

أبو عبيدة.. بطلان في عصور مختلفة
أبو عبيدة اسم له شعبية تخطت الآفاق وباتت تصريحاته محط اهتمام عالمي، وأصبح موضوع نقاش وحديث منصات التواصل الاجتماعي وبشكل خاص في الفترة الأخيرة عقب عملية "طوفان الأقصى".


أبو عبيدة: كنية المتحدث الإعلامي الرسمي لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس تيمنا بالصحابي فاتح القدس أبو عبيدة بن الجراح في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.


يلقبه البعض بالملثم حيث يظهر في كل بيان لكتائب القسام ملثما بالكوفية لا يظهر منه إلا عينيه، فهو مجهول الهوية، ولكنه في ذات الوقت معروف..


معروف بصوته وكلماته القوية المزلزلة لأعدائه وتهديداته المتحققة لهم، وكذلك كلمات التحفيز والتثبيت ووعوده الصادقة للمرابطين والصابرين من أهالي فلسطين وغزة.


يقود جهادا من نوع آخر وهو جهاد الكلمة مستعينا بأحد أدوات القوة في العصر "الإعلام" الذي يخوض من خلاله حربا مضادة للحرب الإعلامية الغربية ويبدو من ردود الفعل على جميع المستويات الدولية والشعبية عقب خطاباته أنه انتصر.


كان أبو عبيدة من السابقين الأولين إلي الإسلام فقد أسلم في اليوم التالي لإسلام أبي بكر، وكان إسلامه على يدي الصديق نفسه وعاش أبو عبيدة تجربة المسلمين القاسية في مكة منذ بدايتها إلي نهايتها


أبو عبيدة.. الصحابي الجليل
واسم أبو عبيدة يجعلنا نعود بالزمن الي عصر النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم لنذكر ملامح من حياة الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح: هو عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي، المكنى بأبي عبيدة، قال عنه رسول الله صل الله عليه وسلم "لكل أمة أمين، وأمين هذه الامة أبو عبيدة".


كان أبو عبيدة من السابقين الأولين إلى الإسلام فقد أسلم في اليوم التالي لإسلام أبي بكر، وكان إسلامه على يدي الصديق نفسه وعاش أبو عبيدة تجربة المسلمين القاسية في مكة منذ بدايتها إلي نهايتها وعاني مع المسلمين فثبت للابتلاء وصدق الله ورسوله في كل موقف.


أبو عبيدة يوم بدر
انطلق أبو عبيدة يوم بدر يصول بين الصفوف صولة من لا يهاب الموت فهابه المشركون وحذره فرسان قريش وجعلوا يتنحون عنه كلما واجهوه..


لكن رجلا واحدا منهم جعل يبرز لأبي عبيدة في كل اتجاه، فكان أبو عبيدة يتنحى عن طريقه ويتحاشى لقاءه، لكن هذا الرجل سد علي أبي عبيدة المسالك، ووقف بينه وبين قتال أعداء الله، فلما ضاق به ذرعا ضرب رأسه بالسيف فخر الرجل صريعا، كان هذا الرجل الصريع هو عبدالله بن الجراح والد أبي عبيدة، لم يقتل أبو عبيدة أباه وإنما قتل الشرك في شخص أبيه، فأنزل الله سبحانه في شأن أبي عبيدة وأبيه هذه الآية: ﴿لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون﴾ [المجادلة: ٢٢]


قال أبو بكر: فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما.


القوي الأمين
لما قدم وفد من النصارى على رسول الله صل الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم ابعث معنا رجلا من أصحابك ترضاه لنا ليحكم بيننا في أشياء من أموالنا اختلفنا فيها، فإنكم عندنا معشر المسلمين مرضيون.


فقال رسول الله صل الله عليه وسلم ائتوني العشية أبعث معكم القوي الأمين.


قال عمر بن الخطاب: فرحت إلى صلاة الظهر مبكرا، وإني ما أحببت الإمارة حبي إياها يومئذ رجاء أن أكون صاحب هذا النعت.


فلما صلى بنا رسول الله ﷺ الظهر، جعل ينظر عن يمينه وعن يساره. فجعلت أتطاول له ليراني، فلم يزل يقلب بصره فينا حتى رأى أبا عبيدة بن الجراح، فدعاه فقال: اخرج معهم فاقض بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه..


فقلت: ذهب بها أبو عبيدة.


أبو عبيدة يوم أحد
في يوم أحد حين هزم المسلمون وكان أبو عبيدة من العشرة الذين احاطوا بالرسول صل الله عليه وسلم ليدفعوا عنه بصدورهم رماح المشركين.


فلما انتهت المعركة كان الرسول قد كسرت رباعيته وشج جبينه، وغارت في وجنته حلقتان من حلق درعه، فأقبل عليه الصديق يريد انتزاعهما من وجنتيه فقال له أبو عبيدة: أقسم عليك أن تترك ذلك لي، فتركه، فخشي أبو عبيدة إن اقتلعهما بيده أن يؤلم رسول الله، فعض على أولهما بثنيته عضا قويا محكما فاستخرجها ووقعت ثنيته. (الثنية: جمعها ثنايا، وهي أسنان مقدمة الفم). ثم عض على الأخرى بثنيته الثانية فاقتلعها فسقطت ثنيته الثانية.


قال أبو بكر: فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما. (الأهتم من انكسرت ثنيتاه)


أصاب أبو عبيدة بن الجراح هذا الطاعون فلما حضرته الوفاة أوصى جنده فقال: إني موصيكم بوصية إن قبلتموها لن تزالوا بخير: أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا شهر رمضان، وتصدقوا…


وفاته رضي الله عنه
كان أبو عبيدة بن الجراح في بلاد الشام يقود جيوش المسلمين من نصر الى نصر حتى فتح الله علي يديه الديار الشامية كلها فبلغ الفرات شرقا واسيا الصغرى شمالا.


عند ذلك دهم بلاد الشام طاعون يحصد الناس حصدا..


فأصاب أبا عبيدة بن الجراح هذا الطاعون فلما حضرته الوفاة أوصى جنده فقال: إني موصيكم بوصية إن قبلتموها لن تزالوا بخير: أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا شهر رمضان، وتصدقوا، وحجوا، واعتمروا وتواصوا، وانصحوا لأمرائكم ولا تغشوهم. ولا تلهكم الدنيا، فان المرء لو عمر ألف حول ما كان له بد من أن يصير إلى مصرعي هذا الذي ترون، إن الله كتب الموت على بني آدم فهم ميتون، وأكيسهم (أحسنهم عقلا وفهما للأمور) أطوعهم لربه، وأعملهم ليوم معاده.. والسلام عليكم ورحمة الله.. ثم التفت إلى معاذ بن جبل وقال: يا معاذ صل بالناس. ثم فاضت روحه الطاهرة..


إنه لجهاد نصر أو استشهاد
هذه هي الجملة التي يختم بها غالبا أبو عبيدة المتحدث الإعلامي لكتائب القسام كلمته وهذه هي نفس العبارة التي قالها الشهيد عز الدين القسام عندما حاصرته قوات الاستعمار البريطاني وطلبوا منه الاستسلام في أحراش يعبد شمال الضفة الغربية.


وهذا دليل على أنه حتى وإن استشهد المجاهد فإن المعركة لا تنتهي والفكرة لا تموت وكلماته لا تندثر بل تنبض بالحياة وتنقل لأخرين يؤمنون بها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة    رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة Emptyالثلاثاء 08 أكتوبر 2024, 5:16 pm

هل كان قرار السنوار صائباً؟
كان الوضع قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، مأزومًا للغاية بين قطاع غزة والكيان الصهيوني، خصوصًا من ناحية تشديد الحصار.


وكان الوضع في المسجد الأقصى، مأزومًا أكثر، مع تعاظم انتهاكات ممن يسمّون بحرّاس الهيكل وأمثالهم، وفي إطار اشتداد التأييد لهم من جانب "المتدينين" أتباع سموتريتش وبن غفير، الوزيرَين المتنفذَين في حكومة نتنياهو.


وقد وصلت التهديدات إلى التلويح ببناء كنيس في باحته، واقتسام الصلاة فيه، وممارسة ما طاب لهم من شعائر تلمودية. علمًا أن ذلك كله كان مخالفة صارخة لانتهاك "الستاتيكو" (الواقع القائم) المثبت دوليًا، بالقانون الدولي منذ 1854، وطوال عهود الاستعمار البريطاني، وإلى عام 2000، عندما بدأت الانتهاكات، وما زال المرجع.


وكان الوضع في الضفة الغربية على شفا اكتساح شامل من قِبَل الجيش الصهيوني، ضد مخيم جنين، ونابلس، وطولكرم، ومخيم نور شمس، وصولًا إلى عقبة جبر. مما جعل التحرك لمنع ما يُتوقع من مجازر ملحًا بالنسبة إلى كل الشعب الفلسطيني، ولا سيما من قِبَل المقاومة في قطاع غزة.


بكلمة، كانت المواجهة ضد الاحتلال قبيل اندلاع عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، متوقعة من جانب جيش الاحتلال، الذي كان قد دخل في مرحلة تصفية المقاومة في الضفة الغربية، وفرض اقتسام الصلاة في المسجد الأقصى بالقوّة السافرة، وبتحدٍ للجميع.


من هنا جاءت عملية طوفان الأقصى من حيث التوقيت في لحظتها الحاسمة، بعد طول إعداد وتحضير لها، كجزء من إستراتيجية وتكتيك المقاومة ضد الاحتلال.


وهي المقاومة، المعززة بالقانون الدولي، وبمشروعية حق الشعوب في ممارسة كل أشكال النضال، وعلى رأسها المقاومة المسلّحة، وذلك حين تتعرّض للغزو والاحتلال. فكيف إذا كانت كما في فلسطين استعمارية، استيطانية، اقتلاعية، إحلالية، وبأيديولوجية عنصرية تعتبر الشعب الفلسطيني من جنس الحيوانات، كما أعلن بعض الرسميين الصهاينة إثر عملية طوفان الأقصى.


من هنا فإن المبدأ الأول في تقويم عملية طوفان الأقصى، هو اعتبارها عملية مقاومة مشروعة بالقانون الدولي وأعراف الشعوب، وبالدين والوطنية والعروبة والإسلام، والإنسانية. وليس من حق أحد أن يطعن بشرعيتها، أو توقيتها، أو عدالتها.


ثانيًا: عندما يدقق بالتفاصيل التي اتّسمت بها عملية طوفان الأقصى من حيث الدقة في الإعداد والتحضير، وتأمين عنصر المفاجأة، بكل ما يقتضيه من تخطٍ للإجراءات الأمنية الهائلة، وفرض الغفلة على العدو، وذلك إلى حدّ لم يصدق أن مثل هذه العملية يمكن أن تقع، حتى لو وصلته مؤشرات تفرض تنبيهه لها، فإماتة يقظته الأمنية، وإماتة تقديره للموقف، وإيقاعه في بحر الغفلة.. كل هذه التفاصيل تفرض أن تُقوَّم عملية طوفان الأقصى بأعلى مستويات الذكاء، والمعرفة، والدهاء، والبراعة في القيادة، وفي التدبّر والإعداد.


وهو ما يستحق من الشعب الفلسطيني على الخصوص، أعلى تقدير، وثقة بالقيادة، والكوادر والمقاومين، وبالشعب الحاضن لها، كما أثبت في صموده وإيمانه وتضحياته، وهو يتعرض لجريمة الإبادة الأخطر في العصر الحديث.




ثالثًا: هذا البُعد الذي تجلى أعلاه، تأكد بشكل لا يقل أهمية عن عملية طوفان الأقصى، بل يفوقها، ويجدر به أن يكون امتدادًا لها. وذلك عندما تمكنت المقاومة وقيادتها والشعب من الانتصار في حرب بريّة أعجزت جيش العدو، وداعميه الدوليين، طوال عام كامل، من أن يقتحموا أنفاق غزة، أو ينالوا من المقاومة داخلها ومن حولها.


فقد أثبتت قيادة عملية طوفان الأقصى، بأنها في تحضيرها لمواجهة ما يُتوقع من حرب عدوان تستهدف القضاء على المقاومة، وتركيع غزة، كانت على أعلى مستوى.


لقد دارت معارك واشتباكات صفرية بين المقاومة والجيش الصهيوني بقضّه وقضيضه، وبدعم عسكري، وسياسي، وعالمي من أميركا ودول الغرب. وكانت النتيجة العسكرية طوال الأشهر الاثني عشر، هزيمة عسكرية فاضحة للجيش الرابع عالميًا، والذي طالما اعتبر نفسه لا يقهر، ولطالما ظن أنه الجيش الأقوى في المنطقة كلها.


فكل ما تقدم هنا من تفاصيل حول الحرب البرية أثبت أن المقاومة وقادتها كانوا قد أعدوا دفاعًا مفكرًا به جيدًا، بما في ذلك تأمين ما يحتاج إليه المحاصر في الأنفاق من ماء وطعام وسلاح وصبر وإيمان وبراعة في القتال، لم يسبق لها مثيل. مما يدل على بُعد نظر ثاقب، ويدل على إعداد مسبق لمعركة دامت سنة كاملة، وما زال حبلها على الجرار لأشهر قادمة.


رابعًا: عندما وجد الجيش الصهيوني وقادة الكيان أنهم عاجزون عن الانتصار العسكري في الحرب البرية، راحوا يخوضون حربًا أخرى في الآن نفسه، حربًا تستهدف إبادة المدنيين، وتدمير غزة ليس انتقامًا من هزيمة طوفان الأقصى فحسب، وإنما إنقاذًا لماء الوجه من الجثو على الركبتين، في هزيمة عسكرية تحققت في الميدان. وقد أصبح هدف استمرار الحرب هدفًا بحد ذاته؛ لأنه يمنع من إعلان انتصار المقاومة بمجرد الإعلان عن وقف إطلاق النار.


الأمر الذي فرض في الآن نفسه على دول الغرب كافة، ولا سيما أميركا، أن يجعلوها حربًا عالمية ضد غزة، وبكل ما تحمله، والحالة هذه، من أبعاد حضارية ودينية ومعنوية. وهو ما أكده نتنياهو في خطابه في الكونغرس، حين اعتبر حربه دفاعًا عن الحضارة الغربية ضد "البربرية". وتحولت إلى سقطة أميركية، حين قوبلت بتصفيق الكونغرس. وقد كشفت كل ما تضمنته الحضارة الغربية من عنصرية الرجل الأبيض ضد شعوب العالم، من عنصرية واستعلاء عرقي. وذلك حين يعتبر مرتكبو الإبادة والقتل الجماعي للأطفال والمدنيين في غزة، ممثلين للحضارة الغربية (العرق الأبيض) ضد "البرابرة" (شعوب العالم).


خامسًا: على أن الانتقال إلى حرب الإبادة (القتل الجماعي للمدنيين الذين لا يستطيعون منع الإبادة أو الفرار بجلودهم) لا يجوز، ولا يحق لفلسطيني أو عربي أو مسلم أو إنسان في هذا العالم أن يعتبر عملية طوفان الأقصى هي التي تسببت بحرب الإبادة. لأن حرب الإبادة خارجة أولًا عن أي توقع في صراع، وثانيًا لا مسوغ لها من أي نوع. فهي جريمة قائمة بذاتها، ولذاتها، كما يعتبرها القانون الدولي، والعرف الإنساني، ولا أحد يُحاسَب عليها غير مرتكبها، ومن يؤيده أو يغطيه.


إن هذا الموقف من حرب الإبادة هو الموقف الصحيح والأخلاقي، ومن دونه يُشرّع للإبادة (القتل الجماعي) ليكون قانونًا عالميًا في الصراعات والحروب. أي العودة بالإنسانية ليس إلى الغابة وقانونها، وإنما إلى غابة وحوش لم يعرفها تاريخ البشرية.


والخلاصة، إن عملية طوفان الأقصى وانتصار المقاومة بقيادة يحيى السنوار، وصمود الشعب وإيمانه وصبره وتضحياته في غزة، شكّل ذلك ملحمة مقاومة تاريخية في الطريق لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر.


وقد شكّلت من حولها محور مقاومة عربية وإيرانية وإسلامية مشاركًا في القتال والتضحية. وحركت ضميرًا إنسانيًا لبناء عالم جديد يتسم بالعدالة والمساواة بين الشعوب. وكشفت زيف وجود الكيان الصهيوني، وفضيحة جريمة العنصرية، وسياسات الدول الغربية وهي تسكت عن جرائم الإبادة طوال عام كامل ضد المدنيين والأطفال في غزة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
رسالة مفتوحة إلى الناطق العسكري أبو عبيدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كلمة أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام اليوم 7/10/2024
» خطاب الناطق العسكري باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" في اليوم العاشر
» بوضوح مع ابو عبيدة، الناطق الرسمي لكتائب القسام
» كلمة أبو حمزة الناطق العسكري باسم سرايا القدس
»  رسالة مفتوحة للمجاهد محمد ضيف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: قصة قضية فلسطين :: طوفان الاقصى-
انتقل الى: