رسالة مفتوحة للمجاهد محمد ضيف
اخي المجاهد محمد ضيف سمعنا شباب القدس يهتفون باسمك ، كما في الضفة وغزة ،
وتظاهرة تضامنية في مدينة صور جنوب لبنان وهتف الشبان للقدس وفلسطين وهتفوا باسمك .
هل تعرف لماذا ؟
هناك جواب واحد هو ان الشعب العربي والشباب العربي على وجه التحديد تواق للكرامة والكبرياء
والتحدي ، ويريد ان ينفض عن الامة غبار المهانة والركوع وقلة الحياء عند بعض انظمته والنخب
الماجورة التابعة لها والتي ملات الفضاء العربي زعيقا ونعيقا وظنت ان السماء فرغت من العقبان
و ان الارض يبست فيها كل الزهور ،
ولانهم وجدوا في صواريخ المقاومة المنقذ الوحيد والوسيلة الوحيدة
التي تنفع مع الغطرسة والاجرام الاسرائيلي .
يا ابا خالد
من المؤكد ان ضمير الامة العربية والاسلامية يراك بطلا قوميا ، واعانك الله اذا بت ملهما للشباب العربي
وجذابا للراي العام ، واذا هتف الناس لك وعلقوا امالا عليك وعلى الرجال الشجعان خلفك ، فحملة التشويه
والشيطنة وماكينة الدعاية السوداء سوف تعمل من داخل بيتنا العربي للاسف . وهذا حصل لكل رموز
المقاومة في هذه الامة .
وبما انك لست شيعيا ولا تظهر للعلن لتخاطب الناس فقد يكون امر تشويه صورتك صعبا نوعا ما .
فاسهل شيء عند ماكينات التشويه السلطوية هو استعمال العامل المذهبي .
وبما انك عربي فلن ينفع استعمال البعد العرقي واستحضار التاريخ القديم ليصفوك بالمجوسي والصفوي
وعابد النار والفارسي .
وبما انك لم تغادر غزة بسبب الحصار والاستهداف والملاحقة فمن غير الوارد اتهامك بقتل السوريين
او اليمنيين او العراقيين او اللبنانيين .
لكن عليك ان لا تغفل عن انهم رغم صعوبة المهمة سيبتكرون لك التهمة .
ليس لانهم يبغضونك شخصيا فهم الى الان لا يعرفون صورتك ،
بل لانك تمثل خيارا في هذه الامة يراد له ان لا يكون موجودا .
انت خير من يعلم اخي محمد ان ثمن المقاومة اقل بكثير من ثمن الاستسلام ،
وان كل الدماء الطاهرة التي تزهقها الة الحرب الاسرائيلية وكل الدمار والحصار
هو الثمن لئلا نكون عبيدا تصفينا اسرائيل كشعب وكقضية وهي تلف قدم فوق اخرى ،
والعالم يتفرج ، والقوى الحية في امتنا تقول لنا تحركوا لنكون خلفكم .
والقوى المشبوهة تقول ماذا نفعل لكم نريد ان نذهب الى مصالحنا ونقبل اسرائيل ونتعامل معها .
النصر ابا خالد صبر ساعة والحياة وقفة عز والمعركة الان هي معركة ارادات و عض اصابع ،
ومن يصرخ اولا سيكون مهزوما وسيقبل بقواعد اشتباك ومعادلة سياسية وعسكرية جديدة .
وان شارة هزيمة هذا الكيان العنصري هو استمرار صواريخكم لاطول مدة ممكنة ،
ولابعد مدى ممكن .
هذه الصواريخ التي حملتها اكتاف لبنانية وسورية وايرانية وفلسطينية ،
لياتي دورها اليوم في الدفاع عن القدس والمقدسات وعن غزة وشعبها
وكل الجغرافيا الفلسطينية بل كل الامة العربية والاسلامية .
اخي المجاهد محمد ضيف .
ان قرارك وتحذيرك بشان القدس وتنفيذه بلا تردد او تلعثم ، وما جرى من اعتداء على الاقصى والمصلين
في ليلة القدر وما سبقها .
ثبت معادلة لا تستطيع اسرائيل ابتلاعها وتحاول ان لا تتجرعها ،
وهي معادلة السلاح الفلسطيني في غزة من اجل كل فلسطين وليس فقط للدفاع عن غزة .
لقد وحدت بقرار شجاع الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ،
ووحدت الجغرافيا الفلسطينية التي اراد لها الاحتلال ان تعزل عن بعضها بالحدود والمصير والخيارات .
لقد انهيت الانقسام واثبت ان المقاومة والشعب سبقوا النخبة السياسية و تجاوزوا زواريب اقتسام السلطة .
لقد اطلقت اخي ابو خالد مع رجال المقاومة والشباب الفلسطيني في داخل فلسطين القوة الكامنة
في شعبنا في كل مكان .
لقد اعدت لنا كرامتنا وعزتنا ورفعت راسنا .
واكتشفنا ان الفلسطينيين في العالم وفي اوروبا وامريكا على وجه التحديد
يشكلون لوبي ضاغط وفعال لاول مرة ربما في تاريخ قضيتنا .
وهذا تحول استراتيجي له مستقبله .
لقد اعدتم للقضية وهجها لدى شعوبنا وشعوب العالم الحر ، وهذه خسارة استراتيجية لاسرائيل ،
لقد كنستم صفقة القرن كنسا الى قمامة التاريخ ، لقد اسقطتم فكرة السيطرة الاسرائيلية على القدس
واعتبارها موحدة تحت حكم الاحتلال .
هذه تحولات جرت قبل ان ينجلي غبار المعارك الدائرة الان .
ومن المؤكد ان النهاية سوف يترتب عليها المزيد من التحولات والخلاصات .
ولا تنسى ابا خالد ان صواريخك لم تجعل فقط الاسرائيليين والمتطرفين المستوطنيين
يهرعون الى جحورهم ،
بل هرع على اصوات الصواريخ رهط من المطبعين والمتحالفين مع اسرائيل من ابناء جلدتنا .
لقد اختبؤا ، ولاذوا بالصمت ، وركب فوقهم شبح الخوف
لانهم ربطوا مصيرهم بمصير دولة كرتونية محتله لا مستقبل لها في منطقتنا .
اخي المجاهد محمد ضيف
من صمودكم نستمد قوتنا واندفاعنا ،
وانت اعلم مني بانكم تواجهون عدوا مجرما خارجا عن القيم الانسانية والاخلاقية ،
لكنه يوما بعد يوم يكشف عن ضعفه وانهياره وهشاشة وجوده على ارضنا .
استمروا وتوكلوا على الله . فانتم ابناء اكناف بيت المقدس الذين وعدهم الله بالنصر .
واعلموا علم اليقين المؤكد ان خلف ظهوركم حلف قوي واسع الانتشار والمقدرة ،
يمتد من صنعاء الى دمشق ومن بيروت الى بغداد وصولا الى طهران ،
لن يسمح بالقضاء على مقاومتكم ،
وانا على يقين انكم وحدكم قادرون على الصمود والانتصار ،
فامام اسرائيل اليوم الهزيمة او الهزيمة ولا خيار ثالث .