إلى الجادّين في البحث عن فلسطين
(لا يوجد شيء اسمه فلسطين) تصريح للمرشح لتولي منصب سفير أمريكا في كيان الاحتلال المجرم
، وهذا يمكن أن يكون أبسط ردّ على قمة العرب التي اكتفت بالكلام ، بل لا شيء “بوسعها” سوى
الكلام .
وأنصح الحزانى من تولي ترامب لرئاسة أمريكا أن يكفكفوا دمعهم ، فما القادم على سدة حكم أمريكا
بأسوأ من المنصرف ، ولا المنصرف بأحسن من القادم ، فأمس يقول الرئيس الصهيوني مخاطبا
بايدن”المنصرف” : (إنك صهيوني وقد أديت ما عليك)، ولقد قلت لكم غير مرة إن الذي يحكم أمريكا
هي البرامج لا الأشخاص، وأقول لكم اليوم : سيظل برنامج البيت الأبيض يتضمن خنق الفلسطينيين
وإنهاء قضيتهم إلى الأبد ما دامت قمم العرب بهذا المستوى منزوع الدسم مخلّع الأضراس ، وما دام
صاحب الحقّ غير جدير بالدفاع عن حقّه وهو يأبى أن يترك تمثيل دور الكومبارس في مسرحية
دموية ، السكين فيها مشرعة لقضم أرضه وانتهاك سيادته ، وذبح كل معاني الحياة فوق الأرض
وتحتها وتحت السماء ، وصاحب الحقّ لا يملك إلا أن يردّد أغنية الموت في عرس القراصنة .
يدور في مخيلتي مشهد الأمة عندما كانت على قيد الحياة وخليفتها يرسل رسالة يقول فيها : (من
هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نيقفور كلب الروم) ، ولم تكن أرض الرشيد محتلة ولكن نيقفور
قلّل أدبه في “زعرنة” أزعجت الرشيد حين بعث عِلج الروم برسالة يعلن فيها رفضه أداء الجزية
للمسلمين كما كانت تؤديها إمبراطورة سبقت نيقفور ، فلم يستدعِ الرشيد سفير الخلافة للتشاور، ولا
أرسل إلى الرومان مفاوضين ، ولكنه استدعى قوة بأسه على عدو حقير لا يفهم لغة الدبلوماسية
فهَزَم نيقفور شرّ هزيمة جزاء وقاحته وتطاوله على هيبة دولة الخلافة .
باختصار ، ستظل هذه الأمة تُضرَب على رأسها وتدوس أوطانَها أقدامُ الحثالات حتى يعود “الرشيد”
في صورة قائد رشيد فيخطط على الورق ويوحّد الصفوف على الأرض ويشعر في قلبه حرقة على
الأرض والإنسان ، فيعمل بلا كلل لإخراج آخر معتدٍ جاثم على صدر أمة هانت عليها نفسها فهانت
على الناس .