رابعا: الصواريخ البالستية، الفرنسية الصنع:
كانت فرنسا تملك منذ العام ١٩٧٠، عتادا صاروخيا من ١٨ قاعدة اطلاق صاروخية بالستية طراز (SSBS-2). ثم ربطه فيما بعد في سربين كل سرب مولف من تسعة صواريخ، ويبلغ طول الصاروخ ٨،١٤ متر، وقطره: ٥،١ متر، ووزنه عند الاطلاق ٣١٩٠٠ كلغ. ومداه الاقصى: ٢٧٥٠ كلم اي انه متوسط المدى ويحمل رأسا نووية وقوته ١٥٠ كيلو/طن.
٢ - ثم طورت فرنسا صاروخا آخر من الجيل الثاني ليحل محل الصاروخ (S-2) فاختبرت الصاروخ الجديد طراز (S-3) في كانون الاول عام ١٩٧٦، وتمت تجارب الرمي في صيف ١٩٧٩، وبدأ نشر هذه الصواريخ الجديدة المعدلة في عام ١٩٨١، وبحلول عام ١٩٨٢، حل الصاروخ (S-3) محل الصاروخ (S-2) الأنف بالذكر. في سربي الصواريخ البالستية فوق المتوسطة المدى، وأبرز مواصفاته: الطول: ٨،١٣ متر، الوزن: ٢٥٨٠٠ كلغ، الرأس الحربي: أحادي نووي حراري بقوة ٢،١ ميغاطن، المدى: ٣٥٠٠ كلم، الاطلاق من النموذج الساخن، طراز الدفع: بالوقود الجاف، تسهيلات الاطلاق: صومعة حصينة، التوجيه: بمبدأ العطالة.
خامسا: الصواريخ البالستية ارض - ارض الايرانية:
لعبت الصواريخ البالستية ارض - ارض وخاصة التكتيكية منها دوراً مهما منذ بداية الحرب العراقية - الايرانية في تشرين الاول/اكتوبر عام ١٩٨٠. وفي بداية تلك الحرب إنفردت العراق بامتلاك الاسلحة الصاروخية البالستية لكن مع حلول عام ١٩٨٥، تمكنت ايران من الحصول عليها، واطلاق ٤٠٨ صواريخ على الاراضي العراقية خلال السنوات الثلاث الاخيرة من الحرب، منها ٣٢٥ صاروخاً في العام ١٩٨٨ وحده وهو العام الذي اعلنت فيه هيئة صناعة الدفاع الايرانية عن تصنيع صاروخ بالستي ارض - ارض يصل مداه الى ٢٠٠ كلم، ويسميه الايرانيون الملاك، وصاروخ ايران - ١٢ الذي يصل مداه الى ١٣٠ كلم.
وبهذا اصبحت ايران قادرة على تصميم وانتاج صواريخ سكود - ب البالستية ارض - ارض حوالي ٢٥٠ صاروخاً وسكود - سي حوالي١٧٠ صاروخاً بمعرفة الصين وكوريا الشمالية وروسيا.
الى جانب صاروخي: شهاب - ٣ وشهاب - ٤ المصممين على غرار صواريخ نو - دونج الكورية الشمالية، علاوة على صواريخ "SS-24" الروسية التي تعمل بالوقود الجاف ويبلغ مداها ١٠٠٠ كلم وتمتاز بالدقة العالية، ويمكن تثبيتها على منصة اطلاق او فوق عربة سكة حديد. كما يمكن تزويدها بعشرة رؤوس نووية. كذلك صواريخ سلك وورن الصينية.
كان ذلك قد جعل من ايران دولة قادرة على انتاج صواريخ بحرية بعيدة المدى مما يثير القلق بين دول المنطقة، وطبقاً للتقديرات الحديثة لمعهد لندن للدراسات الاستراتيجية، يبلغ مقدار ما تملكه ايران حالياً من صواريخ باليستية ارض - ارض حوالي ١٠ منصات اطلاق صواريخ سكود - ب وسكود - سي و٢١٠ صواريخ من هذين النوعين و٢٥ منصة اطلاق لصواريخ (SS- و٢٠٠ صاروخ من هذه النوعية، الى جانب عدد غير محدود من صاروخي فجر وشهاب اضافة الى صواريخ ايرانية الصنع من طرازات: أراشي ونورا وغاب وشاهين وناريمان، ويدلنا الجدول رقم ١١ على مدى الصواريخ الباليستية الايرانية، التي تمت تجربتها فعلاً في ايران.
سادساً - الصواريخ البالستية التكتيكية في تسليح بعض الدول العربية:
ان الدول العربية الشقيقة التي يتوفر لديها الصواريخ البالستية التكتيكية هي ست دول وهي: السعودية والامارات، وليبيا، واليمن، ومصر، وسورياوأغلبها تستخدم الصواريخ الروسية الصنع - باستثناء المملكة العربية السعودية، حيث تملك ١٠ قواعد اطلاق صواريخ صينية الصنع من طراز (CSS-2) ذات المدى العملاني. ويدل ميزان القوى العسكرية لعام ٢٠٠٩ - ٢٠١٠ الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن - المملكة المتحدة، على أن الطرازات الموجودة في تسليح القوات البرية العربية هي:
١ - في المملكة العربية السعودية: عشر قواعد اطلاق صاروخية من طراز (SS-2) الصينية المنشأ، العملانية المدى.
٢ - في الامارات العربية المتحدة: امارة دبي، يتوفر فيها مجموعة من الصواريخ طراز (SCUD-B).
٣ - في الجماهيرية الليبية: كان لديها قبل الثورة حوالي ٤٥ صاروخاً طر از (FROG-7) والآن لا يعرف ما تبقى من هذه الصواريخ.
٤ - في اليمن: ٢٨ صاروخاً من الطرازات: فروغ - ٧ و"SS-21" و"SCUD - B".
٥ - في مصر العربية: يوجد ٤٢ صاروخاً من الطرازات: فروغ و"SCUD-B" و"SAKR-80".
٦ - في سوريا: يوجد ٨٥٠ صاروخاً تكتيكياً ارض - ارض من الطرازات: (SCUD-B/C/D, و LOOK-D و SS-C وFROG-7.
خاتمة
ترجع اسباب اصرار الجيوش على اقتناء الصواريخ البالستية ارض - ارض الى عدة اسباب منها:
١ - ان هذه الصواريخ تمد الجيوش بما يسمى مضاعف القوة اي انها تقوم بتعويض القوات التي تفتقر نسبياً الى القوة في الرجال والعتاد.
٢ - انها تبعد شبح الحرب النووية، حيث يتم اللجوء اليها كورقة قبل الأخيرة تسبق استخدام الاسلحة النووية، كما انها تعطي الفرصة لرد الفعل التدريجي قبل وصول القتال الى مرحلة الحسم التي تهدد الجميع بالخطر.
٣ - انها تسد الثغرة التي تنتج عن القوى البشرية وتفوقها، وكذلك قوة الدبابات الرئيسية. ومن ذلك ما لجأ اليه حلف ناتو في مواجهة حلف وارسو المتفوق في البشر والدبابات.
٤ - يعمل بعد مدى الصواريخ على تخفيض الخسائر في منصات الاطلاق، كما تعمل وقتها على تخفيض العدد الذي يتم اطلاقه منها، فتنخفض بالتالي تكاليف الضربة الواحدة، وتتحول الزيادة في الخسائر الى الخصم.
٥ - يصعب التعامل مع هذه الصواريخ من جانب الخصم، بعد اطلاقها، نظراً لقصر زمن طيرانها وسرعتها الفائقة، وفداحة التدمير التي تحدثه مقارنة بانخفاض ثمنها.
٦ - تعتبر الصواريخ البالستية ارض - ارض احدى العناصر الرئيسية التي تستخدم كقوة ردع، كما ان امتلاك قوة صاروخية من هذا النوع يعتبر من اهم الضمانات لرد العدو والمحافظة على الاستقرار.
٧ - امكانية الاحتفاظ بها في حالة استعداد كامل، مما يجعلها قادرة على رد الفعل السريع، وتعويض التفوق الجوي المعادي، حيث يمكنها تحقيق المهام التي يصعب على القوة الجوية تحقيقها.
٨ - تتواجد هذه الصواريخ البالستية - ارض - ارض لدى دول عربية عديدة وغير عربية في منطقة الشرق الأوسط، وهذه الدول تشمل كلا من: اسرائيل، وايران، وست دول عربية ذكرت أنفا، مما يهيىء الفرصة والشروط اللازمة لسباق تسلح في امتلاك تلك الصواريخ، ويحقق ميزة الردع للدولة الأقوى.