كان لا بد من انشاء جيش يوحد صفوف المقاومة ضد الهيمنة الاسرائيلية والاضطهاد الذي تعرض له الشعب الفلسطيني جراء المشاريع الاسرائيلية العنصرية وجرائمها بحقه, وقد ظهرت عدة مبادرات عربية بهذا الشان اولها في قطاع غزة حينما زاره الرئيس جمال عبد الناصر وافق على انشاء الكتيبة (141) بقيادة مدير المخابرات الحربية المصرية في قطاع غزة البكباشي (المقدم) مصطفى حافظ وقد نفذت العديد من العمليات الناجحة في الاراضي المحتلة الفلسطينية التي قتل على اثرها 1400 صهيوني
ايضا تم انشاء كتيبة الاستطلاع 68 في سوريا وفوج التحرير في العراق الذي كان بداية تاسيس جيش التحرير الفلسطيني الى ان تم الاعتراف بجيش التحرير الفلسطيني في المؤتمر العربي الفلسطيني في القدس بعد نتائج مؤتمر القمة العربية عام 1964 بالقاهرة التي تضمنت تاسيس منظمة التحرير الفلسطينية
بعد تاسيس جيش التحرير الفلسطيني تم ضم جميع الكتائب اليه وتم تاسيس ثلاثة الوية هي لواء عين جالوت : مقره في غزة ، لواء القادسية: مقره في العراق لكن تم نقله الى الاردن في عام 1967 لواء حطين : مقره في سوريا وخضع اللاجئون الفلسطينيون للتجنيد في جيش التحرير وتم نقل الضباط الفلسطينيون الموجودون في جيوش الدول العربية اليه مثل عملية نقل الضباط الفلسطينيين الذين كانوا يخدمون في الجيش العراقي اليه على دفعات
التسليح والتدريب
لم يشك جيش التحرير من أي نقصان في الأسلحة، نظراً لعلاقته العسكرية بالدول العربية، وتوفر الميزانية المالية المخصصة لدى منظمة التحرير الفلسطينية
أما التدريب فتلقى جنود الجيش التدريب على أيدي المدربين المصريين، وجرى التدريب في معسكرات في قطاع غزة، وتلقى كثير من ضباط الصف والجنود التدريب من الجيش السوري، فيما تولت منظمة التحرير مهام تدريب "قوات التحرير الشعبية" في الأردن، ولبنان، في فترة 1968-1971.
بعض من اسلحة جيش التحرير الفلسطيني
دبابات T34
دباباتT54
مدرعات BTR-50
راجمات صواريخ غراد
منظومة شيلكا للدفاع الجوي
رشاشات دوشكا
كان يملك 8 مدرعات المانية من طراز UR-416
بعض من الحروب والمعارك التي خاضها جيش التحرير الفلسطيني
حرب اكتوبر
كان دور الجيش الفلسطيني فعال ومؤثرا على الساحة وبرز ذلك في المقاومة والعمليات العسكرية في الضفة الغربية وخطة العمليات الخاصة بالجبهة السورية والمصرية وتمركز ذلك
في قوات حطين التابعة لجيش التحرير الفلسطيني: نفذت مهامها القتالية بشكل مستقل كجزء من الجيش السوري، فاشتركت في الهجوم مع قوات الفرقتين التاسعة والخامسة السوريتين (مشاة) وتنفيذ عملية الإنزال بالحوامات على تل الفرس، والإغارة على مؤخرات القوات المعادية بعد توغلها في جيب سعسع. وتتكون هذه القوة من ثلاث كتائب (411،413، 414) وأبلت بلاء حسناً، وكانت بطولات أفرادها موضع التقدير والإعجاب وخسرت هذه القوات في معركتها على الجبهة السورية 44 شهيداً و65 جريحاً
قوات عين جالوت: عملت بإمرة قيادة الجيش المصري، وكانت، قبل اندلاع الحرب، متمركزة على قناة السويس، وقد أسندت إلى هذه القوات مهام ضمن خطة العمليات على الجبهة المصرية، لأنها وحدات مشاة خفيفة، تم إلحاقها بالجيش المصري الثالث، الذي أسندت إليه مهمة الدفاع عن الضفاف الغربية للبحيرات المرة، بين كبريت وكسفريت. وبعد عبور قوات الجيش المصري قناة السويس، بقيت قوات عين جالوت ضمن مؤخرة الجيش، ووحداته الإدارية، مع الوحدات العربية الأخرى (الكويتية، المغربية)، وأسندت إليها مهمة الدفاع خلف منطقة العبور وقامت قوات عين جالوت بدفع عدة مجموعات استطلاع أمام منطقة دفاعها، إلى الشمال. وتمكنت هذه المجموعات من التبليغ عن الأعمال الأولى للخرق الإسرائيلي في منطقة الدفرسوار، يوم 16/10/1973، كما قامت بالتصدي للوحدات الإسرائيلية التي تسللت خلف مواقعها، وخسرت قوات عين جالوت 30 شهيداً، و70 جريحاً، وعدداً من المفقودين.
معركة الكرامة
وقعت في 21 آذار 1968 حين حاولت قوات الجيش الإسرائيلي احتلال الضفة الشرقية من نهر الأردن لأسباب تعتبرها إسرائيل استراتيجية
وقد عبرت النهر فعلا من عدة محاور مع عمليات تجسير وتحت غطاء جوي كثيف
فتصدت لها قوات الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين على طول جبهة القتال من أقصى شمال الأردن الى جنوب البحر الميت
وفي قرية الكرامة التحم بجانب الجيش الأردني مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين وأبناء العشائر الأردنية من سكان تلك المنطقة بالسلاح الأبيض مع الجيش الإسرائيلي في
عملية استمرت قرابة الخمسين دقيقة
واستمرت المعركة أكثر من 16 ساعة، مما اضطر الإسرائيليون على الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين وراءهم ولأول مرة خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم
وتمكنت القوات الأردنية والفدائيين في هذه المعركة من تحقيق النصر والحيلولة من تحقيق إسرائيل لأهدافها في قتال شرس
خسائر الطرفين
خسائر القوات الاسرائيلية
عدد القتلى 244
عدد الجرحى 450
تدمير 88 الية وهي عبارة عن 27 دبابة و18 ناقلة و24 سيارة مسلحة و19 سيارة شحن وسقوط طائرة
وقد عرضت معظم هذه الخسائر الاسرائيلية امام الملا في الساحة الهاشمية
خسائر الفدائييين الفلسطينيين والجيش الاردني
عدد الشهداء 87
عدد الجرحى 108
تدمير 13 دبابة
تدمير 39 الية مختلفة
تشتت قوى جيش التحرير الفلسطيني العسكرية وافوله عن المنطقة
تعرض جيش التحرير لضربات موجعة على مر تاسيسه ادت الى شلل قواه تدريجيا اولها
في عام 1967 حرب الايام الستة حينما احتلت اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى اثرها هجر مئات الالاف من الفلسطينين قسرا ومنهم المقاومة المسلحة ومعظمهم التجا الى منطقة الاغوار الاردنية وبعد ثلاث سنوات حدثت الماساة الكبرى وهي ايلول الاسود عندما قررت القوات المسلحة الاردنية توجيه ضربة استئصالية للمواقع الفلسطينية في المدن الاردنية والاغوار فبدات الدبابات والمجنزرات مدعومة بالمدفعية بدك مواقع منظمة التحرير وتم قتل الالاف منهم وبعدها تم الاتفاق على ترحيل العناصر المتبقين الى كل من سوريا ولبنان وفي فترة الحرب الاهلية اللبنانية وقعت العديد من المجازر بحق المخيمات الفلسطينية ففي عام 1976 شنت القوات السورية وبعض الحركات اللبنانية هجوما على مخيم تل الزعتر ما ادى الى سقوط عشرات الالاف من القتلى والالاف منهم من جيش التحرير الفلسطيني ومجزرة صبرا وشاتيلا حينما توغلت القوات الاسرائيلية في الاراضي اللبنانية وقد هاجمت مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت الغربية بحجة القضاء على 2000 من مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية مختبئين هناك
في الحرب على لبنان عام 1982 تم احتلال الجنوب بهدف القضاء على منظمة التحرير بسبب اتساع نفوذها على الصعيد العسكري والدولي ايضا وبسبب كثرة العمليات و التي كانت تنطلق من لبنان واهمها عملية (الساحل) بقيادة دلال المغربي ولم تتوقع المنظمة هذا التوغل الضخم اطلاقا اذ كان عدد القوات الاسرائيلية ضعف العدد الذي شارك في حرب اكتوبر
كانت النتائج كارثية فقد دمر الاجتياح الإسرائيلي للبنان معظم البنية التحتية لمنظمة التحرير الفلسطينية وتم اجبار ما يزيد عن عشرة ألاف مقاتل على الخروج من لبنان على متن بواخر أجنبية ليتوزعوا في عواصم عربية واستغلت اسرائيل تشتت قوى جيش التحرير فبدات عمليات الاغتيال تطال صفوف القادة الفلسطينيين وكان اقساها في تونس فقد تمكن جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) من تعقب احد الاجتماعات المهمة في مقر المنظمة في تونس ولتقوم ثماني طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي صباح الأول من أكتوبر 1985 بقصف مقر منظمة التحرير في ضاحية حمام الشط بالعاصمة التونسية بوابل من القنابل وهو ما أدى إلى سقوط 68 قتيلاً وأكثر من 100 جريح من فلسطينيين وتونسيين إضافة إلى تدمير المقر بالكامل وبعض منازل المدنين في المنطقة وعرفت العملية باسم الساق الخشبية
في16 أبريل1988 قام أفراد من الموساد بعملية اغتيال خليل الوزير ( ابوجهاد) حيث في ليلة الاغتيال تم إنزال 20 عنصراً مدرباً من الموساد من أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عموديتين للمساندة على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة في تونس، وبعد مجيئه إلى بيته كانت اتصالات عملاء الموساد على الأرض تنقل الأخبار فتوجهت هذه القوة الكبيرة إلى منزله فقتلوا الحراس وتوجهوا إلى غرفته واطلقو عليه عدد من الرصاص واستقرت به سبعون رصاصة فتوفي في نفس اللحظة
وفي عام 14/1/1991 تم اغتيال كل من صلاح خلف(ابو اياد) وهايل عبد الحميد (ابو الهول) وفخري العمري (ابومحمد) على يد الحارس الشخصي لابو اياد
الغريب في الامر انه تم قتلهم في ليلة الهجوم على العراق والتي كانت بمثابة الصدمة للقائد ياسر عرفات فقد ارسل 3000 جندي لمساندة اهم حليف له في المنطقة الا ان النتيجة كانت ماساوية
بعد كل هذه النكسات اتت الضربة القاضية وهي اتفاقية اوسلو كانت بنظر المنظمة حلا لا باس به فالجانب الايجابي لها سيتم لم شمل عناصر المنظمة في فلسطين بدلا من ان تبقى مشتتة في الخارج لكنها ادت الى انقسامات وحتى انشقاقات بين معارض ومؤيد للاتفاقية كذلك الامر في إسرائيل نشأ نقاش قوي بخصوص الاتفاقية فاليسار الإسرائيلي دعمها بينما عارضها اليمين وفي 4نوفمبر1995 قتل رئيس وزراء اسرائيل اسحاق رابين من قبل احد المتطرفين اليهود ويعتقد السبب لانه وقع اتفاقية سلام مع الفلسطينيين(اتفاقية اوسلو)
من اهم ما نصت عليه الاتفاقية
1-تنبذ منظمة التحرير الفلسطينية الإرهاب والعنف (تمنع المقاومة المسلحة ضد إسرائيل) وتحذف البنود التي تتعلق بها في ميثاقها كالعمل المسلح وتدمير إسرائيل (الرسائل المتبادلة - الخطاب الأول)
2-تعترف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية على أنها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.(الرسائل المتبادلة - الخطاب الثاني)
3-تعترف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل (على 78% من أراضي فلسطين – أي كل فلسطين ما عدا الضفة وغزة)
4-خلال خمس سنين تنسحب إسرائيل من أراض في الضفة الغربية وقطاع غزة على مراحل أولها أريحا وغزة اللتين تشكلان 1.5% من أرض فلسطين.
5-تقر إسرائيل بحق الفلسطينين في إقامة حكم ذاتي (أصبح يعرف فيما بعد السلطة الوطنية الفلسطينية) على الأراضي التي تنسحب منها في الضفة الغربية وغزة (حكم ذاتي للفلسطينيين وليس دولة مستقلة ذات سيادة)
تكملة بنود الاتفاقية
6-إقامة مجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية
7-إنشاء قوة شرطة من أجل حفظ الأمن في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية
8-إسرائيل هي المسؤولة عن حفظ أمن منطقة الحكم الذاتي من أية عدوان خارجي (لا يوجد جيش فلسطيني للسلطة الفلسطيني)
9-بعد ثلاثة سنين تبدأ "مفاوضات الوضع الدائم" يتم خلالها مفاوضات بين الجانبين بهدف التوصل لتسوية دائمة. وتشمل هذه المفاوضات القضايا المتبقية بما فيها
أ-القدس (من يتحكم بالقدس الشرقية والغربية والأماكن المقدسة وساكنيها...الخ)
ب-اللاجئون (حق العودة وحق التعويض ..الخ)
ج-المستوطنات في الضفة الغربية والقطاع (هل تفكك أم تبقى أو تزيد زيادة طبيعة ومن يحميها السلطة أم الجيش الإسرائيلي )
د-الترتيبات الأمنية (كمية القوات والأسلحة المسموحة بها داخل أراض الحكم الذاتي والتعاون والتنسيق بين شرطة السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي)
اليوم المقاومة الفلسطينية شبه معدومة في الضفة واسرائيل تسجن وتقتل من تشاء وتتوسع بالاستيطان والرد الفلسطيني يكون بالتنديد او بالاحتجاج لامريكا والدول الاوروبية حليفة اسرائيل مع ذلك فصائل المقاومة الفلسطينية بدات تستفيق في قطاع غزة فاجبرت الجيش الاسرائيلي على الخروج من القطاع وفشل في استعادته في عملية الرصاص المصبوب عام 2008 والحق بهزيمة شنيعة في عملية عمود السحاب
نامل من العرب بان يقفوا بجانب الفصائل الفلسطينية ويقدموا الدعم الذي يعيد لها قوة جيش التحرير الفلسطيني السابق.