بعد توليه مسئولية أمن تعز عاصمة الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين، وعاصمة الجمهورية العربية اليمنية الثانية، أصبح علي عبد الله صالح معروفاً لدى القادة والمشائخ في اليمن الشمالي، وارتبط بعلاقة قوية مع شيوخ القبائل أصحاب النفوذ القوي في الدولة كالشيخ عبد الله الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني السابق. في 1974 وصل إبراهيم الحمدي إلى السلطة بأجندة ثورية جديدة رافعاً مبادئ مختلفة تنحو منحى قوياً نحو التصالح مع النظام الحاكم في جنوب اليمن، وتبني رؤى اشتراكية للتنمية في اليمن الشمالي، والدفع في اتجاه الوحدة اليمنية، مما أدى إلى تقارب كبير مع النظام الجنوبي، والمد القومي العربي، كما أدى إلى ارتفاع شعبية الحمدي في الشارع اليمني الذي شعر بأن الحمدي يدفع اليمن نحو تنمية حقيقية تنعكس على المواطن العادي. وقد ساعده في ذلك طفرة النفط وارتفاع عائدات المغتربين في السعودية والخليج. وقد كان نظام الحمدي ضربة حقيقية لنظام المشائخ القبلي في اليمن هددت باقتلاعة في فترة قياسية. في 11 أكتوبر1977 حدثت جريمة اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي وشقيقه عشية سفره إلى الجنوب لأجل توقيع اتفاقية بشأن الوحدة اليمنية، ويتهم البعض السعودية بإغتياله ضمن مخطط مسبق وبتعاون من بعض القبائل اليمنية, وسُجلت القضية ضد مجهول، بعد أن عُثر على جثتي الحمدي وشقيقه في غرفة في فندق مع فتاتين فرنسيتين قتيلتين وزجاجات خمر. بقي مقتل الحمدي معلقاً. خلف أحمد الغشمي الراحل إبراهيم الحمدي في رئاسة الجمهورية العربية اليمنية لأقل من سنة واحدة، ومن ثُم قُتل هو بدوره في مؤامرة غير واضحة الأبعاد بانفجار حقيبة مفخخة أوصلها له مبعوث الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي، ليعقبه سالم ربيع علي حيث أعدم بعد عدة أشهر. وبعد أقل من شهر من مقتل الغشمي، أصبح علي عبد الله صالح عضو مجلس الرئاسة رئيس الجمهورية العربية اليمنية بعد أن انتخبه مجلس الرئاسة بالإجماع ليكون الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية. øæl [b]الوحدة اليمنية
مقال رئيسي الوحدة اليمنيةكانت الوحدة اليمنية، ويُفضل الإعلام اليمني الإشارة إليها على أنها (إعادة تحقيق للوحدة)، الشغل الشاغل للثوار في شطري اليمن، وكانت من ضمن أهداف ثورتي الشمال والجنوب. خلال الأعوام التي تفصل الثورتين عن الوحدة لم يتوقف قادة الشطرين عن اللقاء وجدولة استراتيجيات الوحدة، وكان توقيع الاتفاق النهائي قريباً غير مرة، إلا أن مخططات معينة أوقفته بسبب الخلافات بين النظام الشمالي القبلي، والجنوبي الاشتراكي، ومعارضة السعودية. بعد مقتل سالم ربيع علي، عانى النظام في الجنوب مشاكل واضطرابات عنيفة، هدأت نسبياً في سنوات الإنفراج بين الشمال والجنوب بعد أن تولى علي ناصر محمد الرئاسة في الجنوب، واستمر الطرفان في التقارب، غير أن الحسابات بين الشيوخ في الشمال، والجهات الخارجية، والقادة الجنوبيين أنفسهم بسبب تقلقل النظام السياسي قادت إلى انفجار الوضع في الجنوب في حرب 13 يناير 1986 الشهيرة، والتي نتج عنها اختفاء عبد الفتاح إسماعيل، وفرار علي ناصر محمد إلى الشمال، ومقتل علي عنتر وزير الدفاع، وتولي علي سالم البيض الحكم في الجنوب. أدت التصفيات بين الرفاق إلى انهيار الأحلامالاشتراكية في الجنوب، وصدمت بشاعة الحرب ودمويتها الجنوبيين. زار علي عبد الله صالح الجنوب بعد الحرب فاستقبله الشعب بالبشرى ما أعطاه الثقة بأن الوقت قد آن لقطف ثمار الجهد الوحدوي الطويل لكل القادة الذين سبقوه، فبدأت خطوات وحدة اندماجية متعجلة، واتفاقات حل نهائي، ولعبة توازنات دقيقة أدت إلى خروج علي ناصر محمد من اليمن نهائياً، حتى وقع في 22 مايو1990 على إعلان الوحدة اليمنية مع علي سالم البيض رئيس الشطر الجنوبي، وبموجب اتفاقية الوحدة أصبح الشطران يمناً واحدة، وأصبح علي عبد الله صالح رئيساً لليمن الموحد، وعلي سالم البيض نائباً له، وأصبح لكل من حزبي المؤتمر الشعبي العام والحزب الإشتراكي اليمني نصيب متوازن في السلطة. [b]اختلال التوازن السياسي
بعد الوحدة؛ و لمدة 4 سنوات، حصلت الكثير من القلاقل و المشاكل في شمالي اليمن و جنوبها، مع انتشار الفساد المالي و الإداري، و تدني المستوى الأمني لأدنى درجاته مع وقوع الاغتيالات. إضافة لذلك؛ حصلت خلافات جمة بين علي عبد الله صالح و نائبه علي سالم البيض، و انتقل هذا الاختلاف إلى الحزبين الحاكمين آنذاك المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني مما أدى إلى انقسام في الصف و اهتزاز الوحدة نفسها. و على الأرجح أن الوحدة كانت مستهدفة خارجياً من الأيام الأولى لقيامها، فاستمرت الاختراقات و الاضطرابات إلى أن تفجر الوضع بأبشع صورة في مايو 1994 باندلاع حرب الانفصال. [/b][/b] حرب الانفصال [b]بعد الأغتيالات التي طالت مسئولي الحزب الأشتراكي في حكومة الوحدة وصلت الأمور في [b]اليمن إلى الحد الأقصى، وفي حين اعتقد المجتمع الدولي ومعه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن أي أفكار للإنفصال الشامل هي أفكار غير ممكنة التحقيق لأن عقد الجنوب سينفرط إلى عدة دويلات متناثرة؛ صعقهم الالتفاف التلقائي لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية خلف عدن كعاصمة للجنوب. [b]بدأت المناوشات في [b]ابريل1994 في وادي دوفس [b]بمحافظة أبين الجنوبية، ومن ثم تفجرت حرب دموية شرسة، عُرفت بحرب الإنفصال، أو حرب الألف ساعة والبعض يرفض تسميتها انفصال ويفضل مصطلح انحلال لأن الوحدة تمت بين دولتين تتمتعان بالسيادة ومن ثم ليس انفصال بقدر ما هي عودة للوضع السابق. [b]كان الإنفصاليون مدعومين من أنظمة خارجية، خصوصاً [b]النظام السعودي الذي يُعتقد بشدة أنه مول الإنفصاليين بالمال والسلاح طمعاً في انفصال محافظة [b]حضرموت كبرى محافظات اليمن فيما بعد. [b]استخدمت أسلحة بشعة في الحرب، واقتتل الطرفان ببشاعة قبل أن تقلب خيانة داخلية في صفوف الإنفصاليين الموقف لصالح الوحدويين، فبعد أن هرب وزير الدفاع الإنفصالي الإشتراكي هيثم طاهر، قام [b]عبد ربه منصور هادي، ومن معه بتسليم سلاحهم للوحدويين، وعرضوا على الرئيس صالح مساعدتهم، فكشفوا له موقع قاعدة العند الجنوبية العسكرية، التي تُركت بغير حماية في خطأ قاتل من قيادات الحزب الإشتراكي، وسرعان ما أصبح الطريق إلى عدن سالكاً. بعد تحقيق إعادة الوحدة في [b]7 يوليو1994، أصبح علي عبد الله صالح الرئيس اليمني [بعد أن كان رئيس مجلس الرئاسة] في [b]أكتوبر1994، وأصبح [b]عبد ربه منصور هادي النائب الجديد للرئيس اليمني، ولا يزال حتى الآن. [b]بقاء خطر الانفصال
[b]يرفض صالح الإقرار بخطر الإنفصال على بلاده، أو بتبعات حرب 1994 المدمرة على بلاده، فبعد حرب الإنفصال، أُعيد صياغة المشهد السياسي اليمني بكامله، واستبعد منه الحزب الإشتراكي اليمني، في مقابل الصعود المدوي لحزب صالح، [b]حزب المؤتمر الشعبي العام، وانعكست الحرب وأخطار الإنفصال في عدم استقرار النظام سياسياً، والتهديد المستمر بانفصال حضرموت عن اليمن بدعم خارجي. أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية يشعرون بأنهم ظلموا، وأن بلادهم أصبحت غنيمة حرب، خصوصاً بعد الفتاوى المدمرة التي صدرت بحقهم في حرب 1994 وأهم هذه الفتاوى هي الفتوى المشهورة [b]فتوى الديلمي، ولعل هذا ما حدا بمجموعة من المعارضين اليمنيين إلى إنشاء منتدى أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية المطالب بالإنفصال مجدداً. وطبعاً محافظة [b]حضرموت الكبيرة والغنية بالنفط، والتجارة، والمكانة التاريخية المتميزة، والتي تشكل تهديداً خاصاً كونها مرشحة للإنفصال عن اليمن، خصوصاً مع المساحة الجغرافية الكبيرة التي تحتلها، وبعدها عن العاصمة، وانفرادها بالعديد من المقومات الخاصة، كما أن دولاً أجنبية تلعب في هذا السياق. [b]وهُناك محافظات (منسية) مثل المهرة لا يبدو أنها تحتل موقعاً من الاهتمام اليمني. كما أن أبناء محافظة عدن قد بدؤوا بالتذمر علانية مما أصاب المحافظة من نهب مستمر للخيرات. بالإضافة إلى كل ما سبق، فإن وجود العديد من القيادات اليمنية في الخارج يسمح بوجود معارضة قوية في الخارج مدعومة من مخابرات أجنبية، وهذه المعارضة قادرة على التأثير لسلخ أجزاء من اليمن عنها. [b]حاول صالح أن يخفف من هذه الضغوط، فأصدر عفواً عن [b]قائمة الستة عشر الشهيرة في[b]2002، وهي قائمة قادة الإنفصال المطلوبين في اليمن لأحكام الإعدام، أملاً في إعادتهم إلى اليمن ومنعهم من التحول إلى قوة كبيرة خارجها. [/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] [/b]إعلانه عدم الترشح لولاية ثانية
رغم تعديل الدستور في 2003 واعتبار ولاية صالح الحالية ولايته الأولى، ما يمنحه الحق في الترشح لولاية ثانية مدتها سبع سنوات، أعلن في حفل بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لتوليه السلطة نيته عدم الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة في 22 سبتمبر2006، وأدى إعلانه إلى حالة توتر شديدة. خرجت مظاهرات شعبية، وحملات لجمع التواقيع فيما اعتبرته المعارضة مسرحية سياسية تهدف لحشد التأييد الشعبي لصالح، وخرجت مقابلها مظاهرات أيدت عزمه عدم الترشح لولاية جديدة، لكن الأمر بقي معلقاً، ففي أي لحظة يستطيع العودة عن قراره، خصوصاً وأن حزبه تمسك به كمرشحه للرئاسة في الانتخابات المقبلة، وأن المعارضة لم تقدم أي مرشح. في المؤتمر الإستثنائي لحزب المؤتمر الشعبي العام، أعلن صالح في 21 يونيو2006 أن قراره ليس مسرحية سياسية، وأنه جاد في عزمه عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن على حزبه أن يجد مرشحاً بديلاً له، الأمر الذي خلق حالة من الصدمة المؤقتة، فالانتخابات بعد ثلاثة أشهر، واليمنيون لا يعرفون بعد من هم مرشحو الرئاسة. أعلن صالح قبول الضغوط الشعبية لإعادة ترشيحه مجدداً في 24 يونيو2006 بعد ثلاثة أيام من التصريحات النارية التي أطلقها بخصوص عدم ترشيحه. وترشح صالح ضد بن شملان الذي رشحته أحزاب اللقاء المشترك وفاز صالح لفترة رئاسية جديدة.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: على عبدالله صالح الأحد 18 ديسمبر 2016, 8:18 pm
علي عبدالله صالح يكشف عن الغلطة التي ندم عليها طيلة 33 عام في السلطة (فيديو)
التاريخ : 11-02-2015
كشف الرئيس السابق على عبدالله صالح عن الغلطة التي ندم عليها طيلة 33 عاماً من حكمه لليمن، ووصفها بالغلطة الكبيرة جداً جداً وهي "حسن الظن بالآخرين". وقال صالح في مقابلة أجرتها معه إذاعة السويد، إن «أي اتصالات له مع مكون أنصار الله أو غيره من المكونات السياسية تأتي في إطار النصح والتصالح والحوار، مثلها مثل اتصالاته مع رئيسي الجمهورية والحكومة المستقيلين». وأضاف: «أنا لا أخفي أن هناك اتصالات ومراسلات ومعظمها نصائح للإخوان في جماعة أنصار الله، وهذه لمصلحة البلد وليست موجهة ضد أحد، في إطار التسامح والتصالح والحوار». وأوضح أنه لم يتخل عن أي حزب سياسي في الساحة يكون أداءه مخالفا لما يجري من حوارات بينه وبين ذلك الحزب فيتم تجميد الحوار ليس من باب الخلاف، مردفاً: «لكن إذا كان الحوار والتفاهم لا يجدي وكل واحد مصر على رأيه فأكيد تتجمد هذه الحوارات». وفي رده على سؤال حول مسؤوليته كرئيس سابق حول مستقبل اليمن أجاب صالح: «أنا مواطن عادي لا أتحمل مسؤولية السلطة.. أنا أقدم نصائح للرئيس السابق وللحكومة المقالة بقدر استطاعتي عن طريق أصدقائي في الحكومة أو عن طريق زملائي أو المحسوبين على حزب المؤتمر.. إن أخذوا بها شيء جيد وإن لم يأخذوا بها هذا شيء يخصهم المسؤولية مسؤوليتهم ليست مسؤوليتي، هي مسؤولية الحاكم». وأشار إلى أنه لا يتحمل أي مسؤولية وأصبح مواطن كأي مواطن عادي، منوهاً بأنه يتفرج على المشهد السياسي وإذا كان هناك مسؤول يقبل النصيحة يوجهها له. وأرجع صالح سبب الأزمة التي يعيشها اليمن إلى ضعف أداء القوى السياسية وفشلها في التوصل إلى حل سياسي في الأطر الدستورية لأزمة الفراغ السياسي الناجمة عن استقالة هادي والحكومة، إضافة إلى عدم تعاملها بجدية في الحوارات، مضيفاً: «فتحمل علي عبد الله صالح المسؤولية لأنه على تحالف وحوار وتنسيق مع جماعة أنصار الله». وحول التهديدات التي تواجه اليمن، أكد صالح أن هناك آفتين هي الأمن والاقتصاد، بالإضافة إلى الإرهاب، وقال: «الإرهاب هو آفة من الآفات، لكن إذا وجد أمن قوي واقتصاد جيد ممكن القضاء على الإرهاب.. والإرهاب ليست مسؤولية اليمن لوحده هي مسؤولية دولية». وفي رده على سؤال حول في حال خرج الناس للمطالبة بعودته كرئيس لـ 33 سنة قادمة أجاب صالح: «أنا رجل عجوز، وهذا غير وارد»، وفيما يخص ترشح ابنه أحمد للرئاسة قال إن ابنه له توجهاته وأجندته ولا يتدخل في حياته وشؤونه والأمر عائد له.