قدراتك تصنع مستقبلك . القدرة على صناعة المستقبل . كيف تصنع مستقبلك . بناء المستقبل
مقدمة
لا شك انه من الصعب على الفرد اكتشاف ذاته بكل ما تحويه من مهارات وطموحات ما لم تكن لديه في الأساس الثقة في شخصيته وفي قدراته، وتكمن أهمية هذه الثقة وتنمية شخصية الإنسان في الواقع العملي الصعب الذي فرض نفسه على الجميع وأصبح يحتم عليهم تنمية وتطوير قدراتهم لتتوافق مع الواقع العملي في ظل التطورات الكبيرة التي يشهدها العالم، ولاشك أيضا أن الإنسان أصبح معزولا عن نفسه وعن التفكير فيها وعما إذا كان عليه تغييرها وذلك بسبب الغرق في مشكلات الحياة اليومية. إن تنمية الشخصية لا يحتاج إلى مال ولا إمكانات ولا فكر معقد، وإنما الحاجة تكمن فقط في الإرادة الصلبة والعزيمة القوية،وأيضا الثقة في النفس .
كنز من القدرات
إن بداخل كل منا كنز من القدرات التي وضعها الله عز وجل بداخلنا، وحينما قال لنا الله عز وجل في كتابه الكريم { وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (الذاريات:21) أراد عز وجل منا أن ننظر في داخلنا، وأن لا نتأثر ببرمجة سلبية من العالم الخارجي، وندرك روعتنا وقيمتنا الحقيقية
فكثير من الناس لا يعرف حقيقة قدراته الغير محدودة التي وهبها له الله سبحانه وتعالى فيضيعون وقتهم وحياتهم رخيصة، لأنهم لا يبحثون بداخلهم كي يكتشفوا قدراتهم الحقيقية، فعالمهم المحيط بقدراتهم ملئ بالبرمجة السابقة والاعتقادات والأحاسيس السلبية التي تبرمجوا بها في الماضي من العالم الخارجي سواء الوالدين أو المجتمع أو الأصدقاء
التخلص من الأعذار
فالأعذار تمنعنا من التقدم إلى الأمام، الأعذار التي يضعها الإنسان أمامه تمنعه من التغيير أو التقدم وتعمل كفرملة توقف حياته من التقدم والنمو، أيضا البرمجة السابقة التي يتلقاها الإنسان من العالم الخارجي المحيط به سواء الوالدين أو الأصدقاء أو غيرهم وقد تكون برمجة سلبية تساعد على عدم التقدم، هذا بالإضافة إلى المؤثرات الخارجية المحيطة بنا .
وماذا بعد....؟
الخطوة الأولى
وبعد أن نتخلص من كل هذه المشكلات والأعذار، نبدأ في إيقاظ قدراتنا وأولى خطواتها هي أن ندرك جيداً ونعرف من نحن، ثم نتقبل أنفسنا كما هي، لأن التقبل الذاتي جزء من التقدير الذاتي الذي يتكون من ثلاثة أشياء
التقبل : وهو أن نتقبل أنفسنا كما هي.
التقدير: وهو أن نقدر أنفسنا وخبراتنا وتجاربنا .
الحب الذاتي: وهو أن تحب نفسك وتتقبلها كما هي .
فأول خطوة إذن..... هي الإدراك لكل قدراتنا ومهاراتنا ثم نتقبل أنفسنا ذاتياً، ولا نسمح لأي شخص أن يسخر من قدرتنا أو يقلل منها، وبعد ذلك تأتي مرحلة القرار باستخدام تلك القدرات، ولا نضيع وقتنا في الكلام غير المجدي أو "القتلة الثلاثة" اللوم، والنقد، والمقارنة، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة تحمل المسئولية، فلابد أن نتحمل مسئولية حياتنا لأن تحمل المسئولية هو بداية القوة الذاتية .
الخطوة الثانية
هي تنقية الماضي بمعنى الرجوع إلى أي تجربة سلبية مرت بنا في الماضي وكتابة ما تعلمناه منها ثم نتخيل لوعدنا للماضي مرة أخرى كيف كنا سنتصرف؟ فيختفي الإحساس السلبي ويظهر الإحساس الإيجابي وبهذا نكون استفدنا من أخطاء وسلبيات الماضي .
الخطوة الثالثة
وهي ترتيب الحاضر، بمعنى ترتيب القيم والأولويات، وبعد ذلك
يجب أن تكون مستعداً للمستقبل وللتحديات وتتوكل على الله وتعرف أن النتيجة بيد الله عز وجل .
ثم بعد كل هذه المراحل والخطوات علينا استحضار "النية" فنحن ننوي أن نستخدم قدراتنا وكل حواسنا، وأن نتوكل على الله وهذه هي النية وشرطها أن نتوكل على الله ولكن مع الأخذ بالأسباب، وكذلك يجب علينا الطاعة التامة لله، والإيمان بالله، والإخلاص لله، والوفاء له عز وجل، والعرفان والشكر لله سبحانه وتعالى .
كيفية صنع المستقبل
هناك عدة مراحل هامة لصنع مستقبل مشرق .
الرؤية :
أن أول مرحلة لابد أن نفكر فيها لعمل إستراتيجية هامة للمستقبل هي الرؤية وهى تعني أن نعرف ماذا نريد بالتحديد سواء على المدى القصير أو البعيد، بعد ذلك لابد أن يكون عند هذه الرؤية غاية، والغاية لابد أن تكون مبنية على مرضاة الله والارتباط به والتقرب منه وبذلك يكون غرضنا روحاني .
الغرض :
الخطوة التالية في طريق مستقبلنا وهى الرغبة المشتعلة التي تمثل الوقود الفعال الذي يدفع الإنسان إلى الفعل .
الاعتقاد الذاتي :
وهو أن نكون معتقدين بنسبة كبيرة جداً أننا قادرين على تحقيق رؤيتنا .
الأهداف :
وهي التي تمثل درجات السلم فكلما حققت هدف أوصلك إلى الهدف التالي له.
الشجاعة :
فلابد أن يكون لدينا الشجاعة لنضع أفكارنا في حيز الفعل .
التخطيط الإستراتيجي :
وهو معناه أن نأخذ الأهداف ونضعها في الاحتمالات بمعنى أن نفكر في كل الاحتمالات التي يمكن أن توقف تحقيق الهدف ثم نحدد البدائل الممكنة، ثم نبدأ في مرحلة التنفيذ ثم التقييم الذي يقودنا إلى التعديل والتعلم وفي نفس الوقت وأنت تقوم بكل ذلك يجب عليك أن تشكر الله سبحانه وتعالى .
القوة الثلاثية :
وتتكون من الالتزام، والإصرار، والانضباط، وبعد ذلك المرونة فيجب أن يكون لدينا مرونة في حالة عدم تحقق هدف أو شيء معين، ثم الصبر عند مواجهة التحديات، ثم الاستحقاق فنحن نستحق الآن أن نحقق أهدافنا، ثم مرحلة مساعدة الآخرين .