خطة كيري تعطي الإسرائيليين معظم ما حلموا به
1/23/2014
انيس الخصاونه
شرفت يوم أمس بلقاء في مجمع النقابات المهنية جمع عدد من الشخصيات الوطنية من كافة الأطياف والخلفيات السياسية حيث تمحور اللقاء حول خطة كيري في إنهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها .
وفي الوقت الذي أجمع به المشاركون على جسامة المؤامرة التي تحاك ضد الشعبين الأردني والفلسطيني والتي ربما سيشهد شهر نيسان المقبل تتويجا لها باتفاقية "كارثية"على الأردن وفلسطين فقد تم عرض لأبرز الطروحات والمحاور المتصلة بالمشروع وأود هنا طرحها ليطلع أبناء الشعبين الأردني والفلسطيني على ما ينتظرهم من ضياع للأوطان وإلغاء للحقوق وإساءة لأرواح الألاف الشهداء والأسر والعائلات المشردة.
أحد أبرز القادة الإسرائيليين صرح قبل أيام بأن على اليهود في كل مكان أن يرفعوا القبعات لوزير الخارجية الأمريكي كيري الذي مكنهم من تحقيق نتائج ومكتسبات لم يكونوا يحلموا بها سابقا .
اترك لكم أيها القراء الاطلاع على بعض محاور خطة كيري والتي يبدوا أن هناك اتفاقا أو موافقة مبدأيهعليها بين الأطراف ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية:
1- الجدار العازل هو مبدأيا الحد الفاصل بين دولة اسرائيل والدولة الفلسطينية مع وجود مجال لتبادل نسبة قليلة من الأراضي على جانبي الجدار.
2- الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح باستثناء الأسلحة الخفيفة اللازمة لقوات الشرطة والأمن .
3- يتمتع كل من الكيانين الإسرائيلي والفلسطيني بكامل السلطة لتقرير طبيعة مسمى دولته وهوية هذه الدولة ومرجعتيها.
4- القدس ستبق موحدة وتحت السيادة الإسرائيلية الكاملة عليها والحديث عن القدس الفلسطينية هو في واقع الأمر حديث عن أبو ديس وما يحيط بها . أما المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس فهناك اعتراف بدور محدود للأردن في الإشراف عليها كما يمكن للفلسطينيين والعرب والمسلمين زيارة المقدسات ضمن ترتيب خاص يتفق عليه لاحقا.
5- تتمسك إسرائيل ببقائها بالأغوار مع وجود طروحات بانتشار قوات اسرائيلية أمريكية مشتركة على الحدود الأردنية مع الضفة الغربية
6- فيما يتصل باللاجئين فليس هناك شيء اسمه حق العودة ولكن يمكن لإسرائيل أن تنظر من زاوية إنسانية لعودة عدد محدود من الفلسطينيين ممن تجاوزت أعمارهم الخامسة والستين عاما عبر ترتيبات شبيهة ببطاقة الكرت الأخضر المعمول فيها في أمريكا (Green card )
7- يمكن للفلسطينيين في الشتات أن يذهبوا لفلسطين بتأشيرات زيارة وليس إقامة دائمة .
8- المستوطنات الإسرائيلية الكبيرة ستكون جزء من الدولة الإسرائيلية في حين سيتمتع المستوطنين في المستوطنات الصغيرة التي يمكن أن تكون جزء من الدولة الفلسطينية بالجنسيتين الإسرائيلية والفلسطينية.
9- ترتبط غزة مع الضفة الغربية من خلال قطار سريع لنقل الركاب والبضائع.
10- هنالك حديث مبدأي عن تعويضات مالية تقدر باثنان وخمسون مليار دولار تخصص للاجئين والدول المضيفة لهم.
لا أعلم ما الذي حققه الجانب الفلسطيني من هذه المفاوضات ؟ ما نراه من عناصر للاتفاقية المزمع توقيعها بعد شهرين أو ثلاثة هو بمثابة إملاءات وتنازلات وليس مفاوضات. عناصر هذه الاتفاقية تمثل كلف وأعباء على الجانب الفلسطيني والأردني والعربي بدون شك في حين أنها تشكل فرصا وإنجازات للجانب الصهيوني. لا نعلم كيف قبل قادة السلطة الفلسطينية أصلا التفاوض في هذا الزمن العربي الأسوأ ربما منذ قرون من الزمان ؟كما أننا لا نعلم كيف يمكنهم أن يكونوا محلا للعنة الأجيال القادمة إذا قبلوا ووقعوا على تصفية القضية الفلسطينية بهذا الشكل المهين.
الأردنيون والفلسطينيون مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى للاصطفاف والوقوف متحدين ضد هذه المخططات الإجرامية. يستطيع الأردنيون والفلسطينيون أن يفشلوا هذه المؤامرات على القضية ويمكنهم الاحتجاج والضغط على القيادات السياسية غرب النهر وشرقه لمنعهم من القبول او الإذعان للإملاءات الأمريكية والإسرائيلية .الأيام والشهور القليلة القادمة حبلى بالأحداث الكبيرة مما يستوجب استنهاض همم الشعبين الأردني والفلسطيني لإفشال المخططات الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية فهل من مجيب!!!