الخوف عند الأطفال
سارة طالب السهيل
الخوف غريزة موجودة في نفس كل إنسان وجدت لتحميه وتقيه من الخطر ولكن كل غريزة لها وجهين ، مثل باقي الغرائز، الوجه الحسن و الوجه المؤذي، وجميعنا نعلم ان كل شيء زاد عن حده انقلب الى ضده ؛فلو بقى بمعدل معقول ودرجه طبيعيه؛ سيؤدي للحفاظ على الفرد وحمايته من مخاطر لاحصر لها ، أما لو ازداد الخوف عن معدله الطبيعى المقبول يتحول إلى مرض،او حاله نفسيه تستدعي الإنتباه و التحرك من أجل حلها ،ويتحول الخوف لعقبة تعوق وتمنع حريته، وممارسته لحياته بشكل طبيعي، مثل الاخرين؛مما يتسبب فى تقليل قدراته الخاصة على مواجهة الصعاب و تتسبب في خلق مشاكل اخرى غير المشاكل الموجودة فى الحياة اصلا كما ان الوهم و السرساب النابع من الخوف من الممكن أن يحول الحياة الى جحيم .
الخوف من وجهة نظري : هو (انفعال أو رد فعل داخلى بمقدار متفاوت بين الخفيف والمتوسط و الشديد و يتم التعبير عنه بإنفعال أو رد فعل خارجي بمقدار يبدأ من خفيف الى موسط فشديد الى لامعقول و يكون الانفعال عبر مظاهر الخوف التي تتمثل في الشكل او الصوت او الكلام او المرض كالاعياء او القيء او الاغماء او شدة التنفس او احمرار الوجه او اختفاء الضوت او حدته وايضا ضربات القلب وارتفاع الضغط و البكاء او هستيريا الصراخ على سبيل المثال لا الحصر من الممكن ان تكون عارض واحد او عدة اعراض معا ،فعند وجود خطر سواء بالحقيقه أو الوهم أو عند توقع حدوثه يبعد الخائف تلقائيا عن مصدر الخوف أو سببه. وهى فطرة موجود لدى الجميع بدون إسثناء ليحافظ الإنسان على حياته ووجوده و سلامته ودرع الدفاع او السلاح لمواجهة الاخطار هذا الخوف بشكل عام
الخوف عند الأطفال امر مختلف أنواعه كثيرة و أسبابه متعدده وكذلك اعراضه كما أن الفئه العمريه للطفل لها أهميه في تحديد نوع الخوف و سببه و كيفية علاجه فالطفل من سنه الى ٧ سنوات يختلف عن الطفل من ٧ الى ١٢ ويختلف عن الطفل من ١٢ الى ١٨ فكل فئه لها أسبابها و طريقة التعامل معها..
من أنواع الخوف :الخوف المبرر، و الخوف الغير مبرر، و الخوف من الأشياء، و الخوف على الأشياء، و الخوف من الأشخاص ،والخوف على الأشخاص. وهناك أمثله كثيرة على ذلك منها
خوف الطفل من الأشكال الغير مألوفه لديه بأختلاف هيئته عن الباقين من حوله مثلا إختلاف ملابسه أو تسريحة شعره او ملامحه أو لو كان متنكرا بزي ليسعد الأطفال مثل الشخصيات الكرتونيه او بابا نويل و ايضا يخاف الطفل من صوت غير معتاد على سماعه سواء بنغمة الصوت أو حدته كما يخاف من الاصوات العاليه .كما من دواعي الخوف لدى الأطفال الحركات الغير متوقعه .
أما المخاوف التي لا بد أن تصيب أي شخص سوي كبيرا كان ام صغيرا فهي مخاوف حقيقية كالحروب الكوارث غير المتوقعه الطبيعيه مثل الفيضانات و الزلازل و الأعاصير والبراكين والرعد والبرق والخوف من الحيوانات و الزواحف مثل الافاعي و التماسيح والحيوانات المفترسة و العقارب والحشرات المزعجه .
أما الخوف الغير منطقي او الغير متوقع ، وغير مبرر، أو الوهمي بمعنى أصح ،هو الخوف من أشخاص أو أشياء إعتياديه لا تشكل خطرا حقيقيا مثل الخوف من الحيوانات الأليفة أو من المياه أو الحدائق أو المدرسه أو من بعض الناس .
أما الخوف الحسي فهو الخوف من الحيوانات والشلالات و الأمور التي يدركها الإنسان أو يلمسها فعليا بأن رآها أو جربها أما الغير حسي فهي الأمور الغير ملموسه فعليا لم يراها او يجربها و لا يستطيع أن يدركها على حقيقتها ، كالخوف من الوجوش أو الجن والعفاريت أو الموت وغيرها.
ومن خبراتنا الميدانيه مع الأطفال نستنتج ان معظم الخوف عند الاطفال ناتج عن جهله بالشيء وعدم معرفته به وقلة إدراكه لمخاطر هذا الشيء أو كما يقال لا يعرف خيره من شره أو ما مقدار الشر الذي ممكن أن يصدر منه، والحل بهذه الحاله هو أن نشرح للطفل و نجعلهريطلع على الأمور التي يخاف منها أو التي قد يخاف منها مستقبلا والتغلب على خوفه بالتجربه سواء بالنظر أو الممارسه لكل ما يمكن ان يصادف و لكل ما يحيط به بتجارب جميله ومفرحه .
في الماضي قال العلماء أن الخوف يولد مع الإنسان كغريزه إلا أن الإعتقاد الآن تغير فالدراسات والأبحاث الحديثة تؤكد أن الخوف عند الطفل يبدأ بالشهر السادس وقبل السادس لا يوجد خوف عند الطفل ، وتزداد درجة الخوف كلما زاد عمره الى سن السادسه حيث 90% من الأطفال يتكون عندهم مخاوف من أشياء معينه قبل السادسه من العمر حسب ما أكده العلماء.
ثم تبدأ في الإنخفاض ،حيث بسن السادسه مرحلة النضوج العقلي للطفل .
والخوف عند الأطفال له أسباب تختلف من طفل لآخر، ومن منطلق اذا عرف السبب بطل العجب
-1 نتيجة التدليل الزائد أو العكس النقد والقسوة المفرطة ، فكلاهما يولد لدى الطفل شعور بالخوف زائد عن الطبيعى ، فالنقد والعقاب يؤدى بالطفل الخوف من الوقوع فى الخطأ
3- المشاكل والمشاحنات الأسرية ، يمكن أن تكون مناخ خصبا لتولد الخوف لدى الأطفال من القادم والمستقبل .
4- قد يستخدم الطفل الخوف وسيلة للضغط على الوالدين لتنفيذ رغبات وطلباته بالسيطرة عليهم بها وجذب إنتباههم لإحتياجاته وهى ماقد تزيد الخوف بشكل غير مباشر لدى الطفل فيصبح الخوف وسيلة للحياة سهلة وموجعه فى نفس الوقت للطفل.
5- ضعف الطفل سواء جسدى أو نفسى حيث أنها أولى وسائل الدفاع التى يستخدمها الطفل للدفاع عن نفسه مما يشعره بضعفه أمام كل مايحيط به ، مما يولد لديه الإحساس بالخوف من كلشىء وأى شىء سواء إنسان او جماد أو حيوان أو المواقف التى يتعرض لها .
6- استخدام التخويف كوسيلة فى توجيه سلوك الطفل وهو أخطر شىء يتعرض له وخاصة فى المراحل العمرية الأولى مما ينمى فىخياله الخصب الخوف والبعد عن كل مايشعره بالخوف دون عقل أو منطق أو ادراك وتمييز .
7- ردود فعل الأب والأم العنيفة تجاه تعرض أطفالهم لأى مشكلة او اصابة ما والتى تصل للهلع والرعب مما ينعكس على أطفالهم ويعزز الخوف لديهم .