أحلام الأردني
هل صحيح أن المواطن الأردني ما زال متمسكاً بأحلامه الأساسية التي يحلم بها أي بني آدم في بقاع الأرض.. بيت صغير وزوجة جميلة و سيارة و راتب يكفيه طوال الشهر و يزيد منه (للويك إند).. وتأمين صحي نخب أوّل..! هل ما زال الأردني كذلك..؟؟!
بالنسبة لي و بالنيابة عن نص مليون واحد أقول لكم : تنازلتُ عن هذه الأشياء ..لا أريدها..! أريد السترة ..أريد مصروف الأولاد لما يذهبون إلى المدرسة .. أريد
استبدال يومي بيوم آخر ..أريد مسؤولين لا ينكدون عليّ دقائقي.. أريد.. أريد.. أريد ..بل قالها فتى لي يوم أمس : أريد السعادة ..!
جرّة الغاز تحطّم حلم البيت الصغير ..وفواتير الكهرباء تحطّم الراتب في أوّل اسبوع من استلامه.. والنطنطة من مستشفى خاص إلى مستشفى أخص يحطّم فيك ما تبقّى من رصيدك المستقبلي ؛ فتستدين لعشرين سنة قادمة ..وتبقى رهين رنّة التلفون المخيفة (أرد وإلا ما أرد).. ودقّة الباب المليئة بموسيقى أفلام الرعب ..و(تدنيقك)
لرأسك وأنت في الشارع خوفاً أن يتعرّف عليك أي طالب دين ..أي واحد يعرف حدا له عليك أكمّن ليرة ..!
تفاصيل الحياة تكتظّ بالرديء ..ووسط كل هذا ..يطلبون منّي أن أزفّ التفاؤل ..وألا أحبط أحداً ..ولستُ أقصد ذلك ..إنما شكوى كالآخرين ..هدفها الالتفات إلى الأردني الذي صارت كل حياته متوقفة على التعويضات والدعم ..وطلع سعر البندورة ..و البنات في عنوسة متزايدة ..و رقصني يا جدع ..!