ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75848 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: المقارنة بين الاطفال.. تفقدهم الثقة بأنفسهم! الجمعة 22 فبراير 2013, 9:21 am | |
| المقارنة بين الاطفال.. تفقدهم الثقة بأنفسهم!
المقارنة بين الاطفال هي سلوك مشترك بين الكثير من الاهالي، وخاصة الامهات، فالام لا تقارن الطفل باخيه فقط، بل انها تقارنه بابن اختها او صديقتها، والمقارنة تعد ايجابية احيانا ان كانت ستحفز الطفل بان يسلك المسلك الايجابي، ولكن الطفل قد لا يستجيب لهذه المقارنة، ومن الممكن ان يصبح الطفل اكثر عنادا
حتى يظهر لوالدته انه غير مهتم بهذه المقارنة، الام لا تتبع هذا السلوك الا لكونها تحب الافضل لطفلها، الا انها من الممكن ان تتبع طرق عدة من اجل تحسين مستوى الطفل.
سلوك طبيعي
المقارنة سلوك طبيعي، كما وصفته ريم الامام، وهي ام لاربعة اطفال، يجب ان نقارن بين اطفالنا لامرين، ان ندرك ما مستوى طفلنا، ولنجعل الطفل يغير من سلوكه ان كان سلبياً، تقول الامام: «عندما اقارن طفلي بصديقه، لا اقارنه بشكل مزعج، بل يكون اسلوبي محببا له، والطفل بطبيعته حساس، لذلك يجب ان تراعي الام هذه الصفة عند طفلها، هنالك امهات طريقة مقارنتهم مزعجة، حتى انها تجعل الطفل يبكي ومن الممكن ان يصبح الطفل يتصرف تصرفات مزعجة اكثر من البداية».
واضافت الامام: «الطفل ايضاً يميز الفرق بينه وبين من هم بجيله، سواء اكان ذلك على مستوى الذكاء، ام التحصيل في المدرسة، اي القدرات العقلية المختلفة، حتى الاطفال بدون ان تقارنهم امهاتهم، فانهم يقارنون بعضهم ببعض، وخاصة في القدرات الحركية، والعضلية، اذا كان اهتمامهم بالرياضة خصوصاً، وبالنسبة للفتيات فان معظم الامهات يقارنّ اطفالهن الاناث بمستويات الجمال، وهذا الامر ليس بالسلوك المحمود، وخصوصا ان الجمال من الله».
جهد مضاعف
الطفل احمد عبدالرحمن، والذي يبلغ من العمر 13 سنة يقول «امي وابي لا يقارنوني فقط بمن هم بعمري، بل باخوتي بالرغم من انهم اكبر سناً، هذه المقارنة تجعلني ابذل جهدا مضاعفاً، الا انني لا استطيع ملاحقة مستواهم بشكل دائم، فعمري اصغر من عمرهم، ووالدي عندما يطلب مني تنفيذ امور لا اقوى عليها، ولكنهم يستطيعون تنفيذها، فانه لا يطلب هذه المتطلبات الا لكونه يحبني ويريد مني ان ابذل جهدا مضاعفا حتى اطور من مستوى قدراتي».
ويضيف عبد الرحمن :» والدي ووالدتي لا يكتفيان ايضا بمقارنتي باخوتي بالوقت الحاضر، بل ان المقارنة تكون بين الاخوة في فترات عمرهم المختلفة، فعندما كان عمري عشر سنوات فانهم يقارنوا فترتي هذه بفترة اخي «عمر» عندما كان عمره عشر سنوات، المقارنة جيدة الا انها مرهقة نفسياً، لانني لا استطيع ان اكون نسخة شبيهة لاخي، بكل شئ».
الشعور بالكره والحقد
المقارنة لا تقف عند الام والاب بل انها ايضا توجد في المدرسة، فالاستاذ المدرسي يقارن طلابه ببعضهم البعض دون مراعاة ان هنالك تفاوتا في مستويات الذكاء والقدرات المختلفة، يقول سامر الريماوي وهو موظف :» لقد كرهت مادة الرياضيات بسبب هذه المقارنات التي كانت تعقد بيني وبين ابن عمي، فالاستاذ دوما كان يقول لي انظر كيف ان ابن عمك يستطيع ببساطة حل المسائل الحسابية وانت لا تستطيع، هذه المقارنة جعلتني اكره ابن عمي ايضا، ولا اعتقد ان اي احد منا لم يقارن بغيره في حياته، ولهذا تكمن خطورة مقارنة الاطفال ببعضهم البعض».
ويضيف الريماوي:» يجب ان يميز الاهالي ان هنالك تفاوتا بين القدرات بين الاطفال، وقبل عقد المقارنات يجب ان يفكر الاب او الام، ان كانت هذه المقارنة ستحسن وضعا معينا ام ستتركه كما هو وتترك عليه اثرا سلبياً، ومن الممكن ايضا ان تجعل وضع الطفل يعود للوراء ويزداد سلبية بدل من ان يتحسن، ان مسألة التربية امر خطير لا يحسنه الكثير ولا يعرفون الاثار النفسية المترتبة عليه».
شعور الطفل بالدونية
الاخصائية الاجتماعية رانية الحاج علي تبين ان هذه المقارنة بين الاطفال، قد تسبب لهم اذى نفسي اكثر مما تفيدهم، بالغالب الطفل الذي يقارن برفيقه ولا يستطيع ان يساويه بقدراته فان يشعر بالضعف بالشخصية وعدم الثقة بالنفس بالاضافة الى ان هذه المقارنات قد تولد شعور الحقد والكره من هذا الرفيق، الاباء والامهات لا يعرفون ان مثل هذه المقارنات التي يعقدونها قد تزيد من الطين بلة، فهنالك مقارنات مجحفة تحدث بين الاطفال وترسخ بهم شعور النقص والدونية».
وتضيف الحاج علي:» الاباء يجعلون الطفل يشعر وكأنه فاشل بعدما يقارنوه بمن هم بعمره، هنالك تفاوت بين الاطفال في القدرات، ولا يعني ان العمر متساو بان القدرات متساوية،فالطفل ايضاً يقارن نفسه بمن هم بعمره، ويلاحظ التباين، ويسأل عائلته الكثير من هذه الاسئلة حول هذا الفرق في القدرات، هذه المقارنة مهمة ان كانت تحفز الطفل على المنافسة و تنشيط قدراته، ولكن الخطورة في تلك المقارنة التي تخلق عن الطفل شعور بالدونية وانه اقل ممن هم في سنه، وايضا عندما نجعل الطفل يفكر بمعيار الاخرين ويحصر تطوره وتفكيره بمنظار المجتمع وكيف يفكرون وتقيماتهم ووزنها بالميزان الاجتماعي القائم، من المهم ان يتم توعية الاهالي بخطورة المقارنة المجحفة». |
|