ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75807 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: كارثة طبية اسمها النشرات الدوائية الجمعة 4 أبريل 2014 - 22:24 | |
| كأننا احترفنا الجهل وأدمنا المرض.. تجاوزنا الخطوط الضرورية لحماية أنفسنا.. تحولنا من مقدمي علاج وشفاء إلي دجالين باسم الدواء! هذه باختصار هي الصورة التي رسمها لنا العديد من أساتذة الطب في مصر عندما واجهناهم بحقيقة الاختلافات الجوهرية بين نشرات الأدوية المنتجة محليا ونظيراتها المنتجة دوليا!.. قالوا لنا أن الوضع من الداخل أسوأ!.. يحمل بين طياته نيران كارثة نفقد بسببها مئات المرضي سنويا! د. محمد فهمي عبدالعزيز أستاذ الغدد الصماء والسكر والباطنة قال لنا: بعض شركات الأدوية لا تذكر كل الآثار الجانبية للأدوية مثل الأدوية الحديثة للسكر والتي تساعد علي تحسين مقاومة الجسم للأنسولين، وهي تحتوي علي آثار جانبية خطيرة غير موجودة بالنشرة.. فمثلا دواء الأفنديا يستخدم في علاج السكر وقد لوحظ أنه يسبب زيادة في جلطات القلب.. وكتابة ذلك في النشرة يجعل الأطباء يأخذون احتياطاتهم أكثر عند وصفه، خاصة مع المرضي كبار السن فهم أكثر عرضة للإصابة بجلطات القلب.. وبعد الشكوي قامت الشركة بذكره في النشرة وبدأ الأطباء يأخذون حذرهم عند وصفه وكذلك المرضي. وبعض الشركات الأجنبية تفضل كتابة نسب حدوث الآثار الجانبية في النشرة ولا تذكرها رغم أهميتها وهناك آثار جانبية تحدث بنسبة 05٪ ومنها ما يحدث بنسبة 1٪.. والشركات تفضل ذكر النسب حتي لا يكون عليها تساؤلات.. كما أن بعض الأدوية من الممكن أن تسبب حساسية وهرشا بنسبة 03٪ وهي قطعا غير الأدوية التي يمكن أن تسبب حساسية بنسبة 1٪.. والمفترض أن تذكر الشركات جميع الآثار الجانبية ونسب حدوثها حتي يكون المريض علي وعي بها. ويضيف د. عبدالعزيز: النشرة الدوائية مهمة سواء للطبيب أو المريض.. وتعتبر سلاحا ذا حدين فمن الممكن أن تسبب للمريض قلقا عند قراءتها وفي نفس الوقت أي شكوي عرضية يشعر بها سيتوجه للطبيب فورا.. والنشرات بها تفاصيل ومعلومات تهم الأطباء أكثر من المرضي ونشرات الأدوية الأجنبية المستوردة تتم كتابتها باللغة الإنجليزية أو بلغة الدولة المستوردة وتأتي مع الدواء وتتم كتابتها بالخارج. -- د. أنس سوريال نجيب استشاري أمراض الباطنة بمستشفيات ومعاهد وزارة الصحة: توجد فوضي في النشرات الدوائية الموجودة داخل علب الدواء وبعض شركات الدواء تفضل كتابة بعض الآثار الجانبية للدواء وبعضها يقلل منها.. والشركات الأجنبية تضع نشرات مطولة ومفصلة قد تصل في بعض الأدوية إلي أربع صفحات وبعض الشركات المصرية تصنع نشرة مختصرة حوالي نصف صفحة.. والمفترض أن تتم كتابة كل الأعراض الجانبية حتي لو حدثت في أي بلد ولو كان هذا العرض بسيطا.. فمثلا دواء الأندولين تكتب عليه الشركة أنه خاص بعلاج الحموضة ولا تذكر الاستخدامات الأخري للدواء المكتوبة في النشرة.. والنشرة في الدواء الأجنبي مكتوب فيها أنه يستخدم في كثير من الحالات الخاصة بالمعدة.. وعندما يصف الطبيب الدواء للمريض الذي لا يعاني من الحموضة يمتنع عن أخذ الدواء لأنه مكتوب عليه خاص بالحموضة والدواء مهم جدا لمرضي الروماتيزم، ويمنع التهاب المعدة الذي تسببه أدوية الروماتيزم.. ومثال آخر دواء أجنبي يستخدم لعلاج الصفراء عند الأطفال رغم أن النشرة الأجنبية للدواء في إنجلترا وأمريكا غير مكتوب بها أنه يستخدم للأطفال بل علي العكس النشرة تحذر من استخدامه للأطفال والمراهقين.. والنتيجة أن الدواء تسبب في مضاعفات خطيرة للأطفال الذين استخدموه وأدت إلي وفيات كثيرة بينهم! هذا التحذير لم يكتب في النشرة الموجودة بالدواء الذي يباع في مصر.. وقد بدأ الأطباء مؤخرا الانتباه للمضاعفات التي يسببها ويحذرون منه ويطالبون بكتابة كل الأعراض الجابية للدواء في النشرة! -- يقود د. محمود خيال أستاذ الفارماكولوجي بكلية طب الأزهر ورئيس الجمعية المصرية للفارماكولوجي علم الأدوية: في غياب القواعد العلمية للنشرات الدوائية نجد أن العديد من النشرات لا تذكر الآثار الجانبية للدواء.. ولا تذكر نسب حدوث الأعراض النادرة.. هل هي 1في المليون أو 1 في الألف أو 1في المائة حتي يكون الطبيب علي حذر أثناء وصف الدواء.. وبعض النشرات الموجودة في السوق مختصرة مما يشكل خطورة تهدد الصحة العامة وتعرض حياة المريض للخطر. المشكلة في عدم وجود قواعد محددة مفصلة لكل بند في النشرة كما هو موجود بالخارج.. فضلا عن غياب القواعد وعدم دقة المعلومات المكتوبة، والمشكلة عندنا تتضاعف وتصبح أكبر وأخطر لأنه لا يوجد عندنا جهة علمية متخصصة يستطيع من خلالها الطبيب الحصول علي المعلومات الدقيقة والصحيحة حول الدواء، كما هو في إنجلترا أو أمريكا والطبيب عندنا يعتمد اعتمادا كليا علي المعلومات المكتوبة في النشرة.. وفي الخارج يتم عمل نشرتين.. نشرة علمية متخصصة للطبيب ونشرة للمريض تحتوي علي إرشادات عن الاستعمال الصحيح للدواء.. وتتضمن النشرة الخاصة بالطبيب التفاصيل الدقيقة لتفاعلات الدواء وطريقة عمل واحتمالات الأعراض والآثار الجانبية وكذلك الآثار النادرة واحتماليات حدوثها وموانع الاستعمال.وبالنسبة لنا في ظل ارتفاع نسبة الأمية وانتشار الأمية الثقافية يجب أن تكون المعلومة متوفرة أيضا للمستهلك المريض حتي يستطيع الرجوع إلي الطبيب في حالة ظهور أي عرض من الأعراض الجانبية. ويتابع د.خيال: بعض الأدوية من الممكن أن تؤدي إلي إصابة الخلايا المسئولة عن المناعة في الجسم.. وإذا حدث هذا يصبح المريض بلا مناعة وهو ما قد يؤدي في النهاية إلي الوفاة.. وهناك مشكلة أخري في وعي المريض.. ففي الخارج عندما يشعر المريض بأي مرض يتوجه فورا إلي الطبيب أو الصيدلي لأن القوانين هنا تلزم شركات الأدوية ذكر جميع الآثار الجانبية للدواء بما فيها نسب احتمال حدوثها!.. وتذكر كل المعلومات الخاصة بتفاعلات الأدوية بحيث إذا حدث عرض جانبي خطير يمكن علاجه وإيقافه فورا.. فهناك حوالي 003 أو 004 دواء لها تأثير مباشر علي الجهاز المناعي.. والأطباء هناك علي معرفة بهذه الأدوية والآثار الجانبية لها.. وبالتالي لا تحدث الوفاة ولكن عندنا لا أحد يعرف الآثار الجانبية لهذه الأدوية ولا نسب حدوثها.. لأن الأطباء عندنا يعتمدون علي المعلومة الدوائية في النشرة الداخلية الموجودة في علب الدواء والتي غالبا تكون ناقصة وغير دقيقة، بالإضافة لعدم وجود قوانين تفرض علي شركات الأدوية إصدار نشرات متكاملة ودقيقة وموحدة.. والنشرات الموجودة، بعضها لا يفي بالغرض المطلوب ولا يتم فيها ذكر أو كتابة جميع المعلومات الخاصة بالدواء خاصة الآثار الجانبية. من المفترض أن يتم ذكر جميع المعلومات الخاصة بالدواء في النشرة باللغة العربية لأن معظم الأطباء خاصة في الريف والمناطق البعيدة لا يجيدون اللغة الإنجليزية إجادة تامة ولا تصل إليهم المعلومة الدوائية إلا من خلال النشرة الموجودة داخل علبة الدواء.. ونحن نفقد مئات من المرضي سنويا بتأثير الآثار الجانبية غير المعروفة للدواء! ولهذا يجب أن يكون هناك نشرة موحدة لجميع الأدوية من حيث الشكل والحجم واللغة تتضمن كافة المعلومات الخاصة بالدواء والحالات التي يستخدم فيها وموانع الاستخدام والآثار الجانبية ومدة الاستخدام وجرعات الدواء وطريقة الاستخدام وطريقة وقفه.. وتكون أيضا موحدة في جميع الأدوية من حيث الخط واللغة المكتوبة بها.. وأن تتم كتابتها بخط واضح يمكن قراءته بسهولة وبنفس المساحة حيث إن بعض شركات الأدوية تقوم بكتابة الآثار الجانبية بخط صغير جدا لا يمكن قراءته وتلتزم به جميع الشركات حتي نحمي المريض من الآثار الجانبية. -- د. محمود عبد المقصود أمين عام نقابة الصيادلة: النشرات الدوائية في الأصل خاصة بأصحاب المهن الطبية سواء الطبيب أو الصيدلي.. ولا يتم تسجيل الدواء بدون النشرة الدوائية والمفترض أن وزارة الصحة تراقب الآثار الجانبية للدواء بعد طرحه والمفترض أيضا أن يتم ذكر جميع الآثار الجانبية للدواء حتي لو أنها يمكن أن تحدث بنسبة نادرة قد تصل إلي1 في المليون وكتابتها في النشرة.. والتلاعب في النشرات الدوائية يحدث أكثر في نشرات الأدوية المعروفة بالمكملات الغذائية.. وهناك مكملات غذائية تذكر النشرة أنها تعالج السكر أو الضغط أو فيروس .. وهذا غير حقيقي ويعتبر دجلا ونصبا علي المريض! ويوضح د. عبد المقصود أن النقابة قدمت شكوي إلي وزارة الصحة حول قيام بعض الشركات التي تنتج المكملات الغذائية بالتلاعب وذكر معلومات غير حقيقية في النشرة.. وبصورة عامة فلكل دواء آثار جانبية، وبعض المرضي عندما يقرأ النشرة يعتقد أنه سوف يصاب بالآثار الجانبية الموجودة في الدواء ثم يمتنع عن أخذه لهذا السبب.. وفي الولايات المتحدة توجد نشرتان نشرة للطبيب والصيدلي وأخري للمريض والصيدلي يعطي الدواء للمريض ويعطي له النشرة الخاصة به ويحتفظ في المقابل بالنشرة المتخصصة.. ونشرة المريض تهدف في الأساس لتثقيفه دوائيا.. وهي مكتوبة بأسلوب سهل وبسيط وبعض الدول توقع غرامات كبيرة علي شركات الأدوية التي تغفل ذكر كافة الآثار الجانبية في النشرة لأنها تعتبر أن المريض أخذ الدواء وهو لا يعلم الآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث له من الدواء! -- د.عبدالرحيم محمد مراد أستاذ الفارماكولوجي بجامعات أمريكا ورئيس لجنة الفارماكولوجي (الأدوية) بالإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة: نظرا لأهمية النشرة الدوائية في الاستخدام الصحيح للدواء سواء من قبل المستهلك أو الأطباء تقوم إدارة الصيدلة بالوزارة حاليا بدراسة تطوير النشرات الدوائية داخل علب الأدوية، بحيث تكون موحدة لجميع شركات الأدوية وبحيث تتضمن جميع المعلومات الصحية الخاصة بالدواء وبحيث تكون هناك نشرتان، نشرة باللغة الإنجليزية موجهة للطبيب ونشرة باللغة العربية موجهة للمريض. ويستطرد د. مراد قائلا: إن بعض الشركات الكبري المخترعة للدواء تغفل ذكر بعض الآثار الجانبية للدواء أو لا تعطي أهمية لها، مما قد يؤدي إلي إغفال ذكر بعض الحالات التي لا يجب استخدام الدواء فيها لأنها قد تؤدي إلي ضرر للمريض وقد تعرض حياة المريض للخطر.. وهناك واقعة مشهورة حدثت الشهر الماضي، حيث قامت السلطات الصحية في أمريكا برفع قضية غش دوائي علي شركة أدوية كبري (شركة فايزر) لأنها أغفلت ذكر بعض الآثار الجانبية لدواء قامت بإنتاجه وتم توقيع غرامة كبيرة عليها 2 مليار دولار وتم سحب الدواء من السوق، حيث إنه في حالة إغفال أو عدم ذكر بعض الآثار الجانبية للدواء في النشرة الدوائية يعتبر غشا وتزويرا! فالنشرة الدوائية يجب أن تتضمن التركيب الكيميائي والمادة الفعالة والشكل الصيدلي للدواء.. والتأثير العلاجي وحركة الدواء.. واستخداماته.. والجرعة ومدة العلاج.. والآثار الجانبية بالتفصيل والتفاعلات مع الأدوية الأخري وموانع الاستعمال والاحتياطات الواجب اتخاذها عند استخدام الدواء وطريقة الحفظ والتخزين ومحتوي العبوة الكمية وبعض النصائح التي قد تهم المريض.. وهي مرجع أساسي للطبيب المعالج عند وصف أو تحديد الجرعة المناسبة وكميتها، والطبيب لا يمكن أن يتذكر كل المعلومات الخاصة بجرعات الأدوية وموانع الاستخدام.. ولهذا فهو يرجع إلي النشرة ويثق فيها لأن المفترض أنها مراجعة من الجهات الصحية. ويجب ألا يكون هناك اختلاف في البيانات العلمية للنشرات مثل الاختلاف في الجرعات والتأثير الدوائي والعلاجي في بعض الأدوية التي تنتجها أكثر من شركة، فهذا يؤدي إلي البلبلة وخطر علي الصحة العامة. ويؤكد د. مراد أن النشرة الحالية للدواء لا تفيد المريض، بل علي العكس قد تؤدي إلي عدم الالتزام والاستمرار في مقاطعة الدواء لأنها تتضمن معلومات علمية موجهة بصفة خاصة للطبيب والصيدلي، وأي دواء لايمكن تسجيله وطرحه في السوق إلا إذا كانت فوائده أكثر من أضراره. والمفترض أن تكون هناك نشرة موجهة للأطباء مكتوبة بشكل علمي دقيق ومتخصصة ونشرة أخري للمريض العادي يستطيع أن يفهمها بسهولة. |
|