ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: مائة عام على المؤتمر العربي الأول السبت 05 أبريل 2014, 1:30 am | |
| [rtl]مائة عام على المؤتمر العربي الأول[/rtl] سامر محمد العبادي [rtl]
قبل مائة عام حيث كان أواخر العهد العثماني الشحيح يطوي بساطه راحلاً , كانت بواكير العروبة تتفتح باحثةً عن كوة ِ تلقي رأسها من خلالها لترى النور , فكان المؤتمر العربي الأول بباريس في حزيران 1913 م , حيث إلتقت نخبة عربية مثلت شيئاً من شعوب عرب المشرق لتنتدي حول مطلب كبير هو الإصلاح , و الإصلاح كان حينها قبل العروبة كمرحلة قبل الأخيرة , ففي أدبيات تلك المرحلة أن العرب لاخر خطواتهم العملية منحوا الدولة العثمانية الفرص لتصلح ذاتها , و أن لا يكون خيارهم الانفصال عنها رغم مرارة الجهل و التهميش التي بلغت ذروتها بأعواد المشانق في ساحات دمشق و بيروت و غيرها. و نقرأ ما ذكره سليم علي سلام رئيس بلدية بيروت ( في 1908 م ) و التي كانت مركزاً لولايتها و تتبعها عدد من المدن الشامية و الفلسطينية , في مذكراته: « و من العجيب أن رجال الأتراك كانوا أعداء لكل عمل عمراني و لو لم يكلف الخزينة شيئاً , بل بالعكس و لو عاد عليها بالنفع. و لم أشاهد من رجالهم الذين حضروا بلادنا أهلاً للعمران الا مدحت باشا «. ( و هو أحد الاصلاحيين و لقب بأبي الدستور ) , بينما نقرأ في مذكرات عوني عبد الهادي أحد أعضاء المؤتمر , و هو من العاملين في القضية العربية فيقول في ظلال هذه الفترة: « لقد كان العالم العربي يتقبل الحكم التركي , لما للخليفة من مقام ديني كبير , و كان المسلمون لا يعتبرون أنفسهم غرباء في الدولة العثمانية , كما كانت الدولة العثمانية لا تعتبرهم غرباء عنها , فكانوا يجندون في الجيش , شأنهم شأن الأتراك و يشتركون في حروب الدولة...و ذلك لأن السلطان التركي كان في نظرهم خليفة الله في الأرض و عليهم إطاعته , فقد كانت نظرتهم دينية مخلصة لسلاطين ال عثمان , لا تشوبها شائبة إلى أن قام أعضاء حزب تركيا الفتاة بحركة تتريك العرب بشتى الوسائل و يتابع بقوله: « و كان هدفهم بذلك القضاء على فكرة القومية العربية التي بدأت تنتشر بين شباب البلاد , و قد رأى هذا الحزب أن يرسل أشد أعضائه قسوة و أجرأهم على إرتكاب الجرائم , جمال باشا « و لأن تلك التعابير من أصدق اللحظات تعبيراً في تاريخ الأمة ذلك أنها تأتي من صميم المعاناة , و تتلمس الدروب التي تهديها إلى ما تود أن تكون عليه , خصوصاً في زمان شحيح من كل مقومات النهوض حيث العشائرية البغيضة مستحكمة , و الطائفية نزعت إلى الدماء منذ 1860 م , و وصل الحال بالنخبة إلى سعيها للبحث عن مشروع للنهوض. في ظلال هذه الشذرات من خواطر من سعوا, وبذلوا إلى الإصلاح كانت مطالب أول مؤتمر عربي: تنفيذ الإصلاحات الضرورية و النقطة الثانية التي لا زالت تلح في الذهنية العربية « هي أنه من المهم أن يكن مضموناً للعرب التمتع بحقوقهم السياسية و ذلك بأن يشتركوا في الإدارة اللامركزية « , و أن تنشأ في كل ولاية عربية إدراة لا مركزية تنظر في حاجاتها و عاداتها و غيرها من المطالب المتعلقة باللغة العربية و الخدمة العسكرية الإجبارية. و بعد هذه المئوية التي إنقضت على أمتنا , لماذا نعود لنقرأ في أوراقها ؟ لأننا اليوم كعرب بتنا نملك ذهنية ذات ذاكرةِ قصيرة , و لأن البرنامج روحه الإصلاح و محوره كرامة الانسان العربي , و مع تغيير بعض مسمياته لا زال قيد النظر في ظلال الجوار , و لا زال مركوناً و منسياً عند البعض على المنضدة العربية , و ما بين حزيران 1913م في باريس, و 2014 م في عمان تجد الفكرة العربية القائمة على الانسان و بنائه لا زالت حاضرة , في حين عاد بعض الأحفاد لحفيد راعي النهضة و حماه , و كأنهم إلى عهد أجدادهم حينما حمل الشريف الحسين بن علي عبء الثورة النهضة بعد هذا المؤتمر بأعوام ثلاثة أي قبل ثمانية و تسعين عاماً , فما بين ذكرى مئوية مضت للمؤتمر العربي الأول , و ذكرى أتية لمئة عام للثورة العربية الأولى , تجد أن هذا الوطن أصدق من عاهد و أوفى و بذل و بنى , و أكثر من نفذ في سبيل العروبة , و إنسانها , رغم عجاف السنين عبر مائة عام طوت , إلا أنه بنى وطناً بروح تلك القيم ليجد الأردنيون أنفسهم أحق أن يفاخروا بكل قيمة عربية نبيلة , لأنها تحققت بروح النصاعة عبر عقود مضت و أتية- بإذن الله – فحين توقف التاريخ عند البعض , سار بنا الركب مع الهاشميين إلى حيث حلم الأحرار , [/rtl] |
|