ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: متى أصبح مثل أمي؟ الإثنين 07 أبريل 2014, 8:34 am | |
| [rtl]متى أصبح مثل أمي؟[/rtl] [rtl] [/rtl][rtl]
اللطف، حس الفكاهة... لم أعد أخشى أن أُظهِر عيوب أراها انا وحدي في امي ؛بل أتمنى أن أكتسب مزاياها، التي كانت غائبة عن بصيرتي ! . نتخيل أن نكتسب بعد ثلاثين سنة الخصائص الجسدية نفسها أو معالم الشخصية عينها... ماذا نخفي وراء هذا الخوف من أن نشبه أهلنا المتقدمين في السن؟ وما علينا - هنا- الا تقبّل الأم كشخص بحد ذاته، أمك ليست مثالية؟ لا أحد مثالياً أصلاً. يمكنك أن تحاولي تقبّلها كما هي، عبر التركيز على مواهبها ونقاط ضعفها، وأن تتذكري ما وصلتِ إليه بفضلها أيضاً. هل أنت حساسة وسخية وتجيدين الإصغاء إلى غيرك؟ إنها طريقة فاعلة لتخفيف تأثير نموذج الأهل الذي لا يكون إيجابياً ولا سلبياً بالكامل. و من المفيد أن نتحرر من الإخلاص اللاواعي لأنه قد يكون ساماً أحياناً: لا أحد مضطراً ليرث قروناً من الاضطرابات العصبية! قيّمي المزايا التي اكتسبتها وركزي على الأمور التي تناسبك. لا يعني ذلك حذف الواقع بالكامل بل انتقاء جوانب ملائمة لتحمّل المسؤولية وبلوغ سن الرشد. تحليل تاريخ الأهل: يقترح علماء النفس أن تغيري وجهة نظرك: إذا شعرت بأنك أسيرة قصة محددة أو شخصية معينة، دوّني مثلاً عبارة: {أمي عدائية}. ثم فكري بكل ما يخالف هذه الفكرة: {لقد ولدت خلال الحرب وعانت كثيراً} أو {كانت والدتها مصابة بالاكتئاب}. الهدف ليس تبرير المساوئ بل التخلص من وجهة نظر جزئية يمكن أن ترسخ مشاعر سلبية وتضمن ألماً مستمراً. وربما يصلنا ان اي شابة في العقد الثالث من عمرها تخشى أن تصبح مثل والدتها: {حين أنظر إليها، أرى امرأة نافرة ومتعَبة وعدائية، تتخذ موقفاً دفاعياً وتطلب العطف دوماً. أخشى أن أسير على خطاها لأنني أُفاجأ أحياناً حين أتصرف بالطريقة نفسها، لا سيما تجاه الأولاد}. هل يُعقَل أن تكون الحلقة مفرغة لهذه الدرجة كي نكرر المسار نفسه ونواجه المصير عينه؟ إذا بنى الفرد شخصيته استناداً إلى نموذج الأهل، يرى البعض في ذلك نموذجاً مضاداً ويخاف على مستقبله. {أشاهد نفسي عجوزاً!}: وفق علماء النفس، يتعلق ذلك الخوف في الأساس بالشيخوخة نفسها. في مجتمعاتنا التي تعطي معنى سلبياً للشيخوخة، يصعب أن نشعر بالحماسة أمام فكرة بلوغ عمر أمهاتنا يوماً. لكنّ النقاط المشتركة مع الأم أو تشابهنا الجسدي بها يجعلنا نصطدم بالواقع الأليم. نحن نرى أنفسنا {عجزة} أمامها، وربما ضعفاء. وقوفنا أمام أمّ تبدو قابلة للخطأ بعدما اعتبرناها لا تُقهَر في طفولتنا يعكس لنا صورة شخص سنتحول إليه في لاوعينا. لذا نتساءل: هل سنكون أفضل أم أسوأ حالاً؟ هل سنعيش بدورنا تدهوراً مماثلاً؟ ..و نرى في أهلنا كائنات تخيفنا ولا نريد أن نشبهها لذا نعبّر عن حاجتنا إلى معارضتها ولو بطريقة شائبة. حين نرفض الرضوخ، يكون موقفنا من الأهل ثائراً. لكن لماذا نتابع التمرد في سن الرشد؟ كي نثبت وجودنا! نمر جميعاً في مراحل مواجهة مع أهلنا. تساهم تلك الصراعات في بناء الفرد الذي يحتاج إلى معارضة غيره كي يثبت شخصيته. حين لا تحصل تلك المواجهة، في مرحلة المراهقة تحديداً، بسبب ضعف الأهل أو تسلطهم المفرط، تتجدد تلك المشاعر في مرحلة لاحقة، وبدرجة أعلى من الخصومة أو بشكل كامن لكن حقيقي. وفق علماء النفس، يعكس الخوف من التشبه بأحد الأبوين أو ارتكاب الأخطاء نفسها تقارب المسافة بين الطرفين بشكل مبالغ فيه: لماذا نحن مرتبطون لهذه الدرجة؟ لا شك في أن هؤلاء الأهل يجدون صعوبة في اعتبارنا فرداً مستقلاً لأنهم يحتاجون إلى إسقاط آمالهم علينا. هكذا نجد صعوبة في تحديد انتمائنا فوراً. ربما نشعر بالقلق منذ الطفولة لأننا لم نستطع أن ننفصل رمزياً عن أهلنا، أو ربما ما زلنا نعيش تحت سلطة الأم. ابواب[/rtl] |
|