ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: هل نكبتنا في ضياع فلسطين فقط؟ الأحد 18 مايو 2014, 9:17 am | |
| [rtl]هل نكبتنا في ضياع فلسطين فقط؟
[rtl]5/15/2014 [/rtl]
يصادف في الخامس عشر من كل أيار ذكرى النكبة الفلسطينية حيث احتل الصهاينة ثلاثة أرباع أرض فلسطين، وشردوا أهلها في أرض الله الواسعة التي ضاقت عليهم وأصبحوا فيها كالأيتام على مآدب اللئام، ونتج عن النكبة ما نتج من مشكلات سياسية وأخلاقية واجتماعية.. لا تزال حتى اليوم وستبقى حتى تحرير فلسطين، وعودة المسجد الأقصى قبلتنا الأولى وثالث الحرمين الشريفين.
أيها السادة لو كانت نكبتنا كأمة عربية إسلامية في ضياع فلسطين فقط لهان الأمر وكان الحل عندئذ بسيطاً يتمثل بإعداد الجيوش ووضع الخطط وحشد الطاقات، وسيكون التحرير وزوال الكيان الصهيوني محتوماً بإذن الله.
لكنا نكبتنا في زعمائنا ومتنفذينا الذين يعملون لمصالحهم الشخصية، ولا شأن لهم بمصلحة البلاد وصلاح العباد، المهم أن يبقوا على الكرسي حتى لو وصلوا إليه بالانقلابات العسكرية الدموية وفوق ظهور الدبابات، أو عبر براميل الموت أو الأسلحة الكيماوية التي يقصفون بها شعوبهم، المهم الزعامة حتى لو وصلوا إليها على كرسي متحرك، أو بالتحالف مع شياطين الإنس والجن، ولا بأس أن يجلسوا على الكرسي كصورة وورائهم من يلقونهم ما يقولون ويفعلون.
نكبتنا في بعض علمائنا الذين ارتضوا أن يكونوا فقهاء السلاطين وعلماء السوء الذين يصدرون الفتاوى حسب الطلب، فقد قال بعضهم أنهم يتقربون إلى الله بانتخاب الظلمة والانقلابيين وإعدام الصالحين المصلحين، ولا يرون بأساً في التفريق بين امرأة طاهرة متعففة وبين زوجها لأسباب سياسية ترضي ولي نعمتهم، فأي إسفاف هذا وأي نكبة في علمائنا.
نكبتنا في الكثير من شعوبنا، فما معنى أن يقتل بعضنا بعضاً لأن "زامور" سيارته أزعجه أو لأن ابنه ضرب ابنه، ما معنى أن يصبح الفسق والفجور أمراً عادياً في بلادنا يقبل عليه الكثيرون، وينفرون من المصلحين المجاهدين ويعتبرونهم إرهابيين، ما معنى أن يصطف كثير من الناس في بلادنا مع الحكام الظلمة والفاسدين ويناصرونهم ويرفعون صورهم ويقبلونها بل ويسجد بعضهم لها.
نكبتنا في قضائنا الذي يحكم على الشرفاء بالسجن ويخلي سبيل الفاسدين الذي طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، نكبتنا في القاضي الذي يسجن فتيات صغيرات 17 عاماً لأنهن تظاهرن ضد الفساد، ويخلي سبيل مجرم أفسد بلده وشعبة 30 عاماً.
نكبتنا في صحافتنا ووسائل إعلامنا التي تزين الباطل وتقلبه حقاً وتجعل الحق باطلاً هذه وسائل إعلامنا التي تكذب وتكذب حتى في صفحة الوفيات وتصدق نفسها، فهي تصفق للزعيم الأوحد، وتشيع الفاحشة، وتهلل للخائن، وتخون الأمين.
أليست هذه النكبة الحقيقية عندنا، أليست نكبة ضياع فلسطين تتصاغر أمام هذه النكبات الكبرى، في اعتقادي لا تُحل النكبة الصغرى إلا إذا قضينا على النكبات الكبرى، وصدق الله العظيم "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
[/rtl] |
|