"هآرتس" العبرية: عباس بدل أولوياته.. ليس منها قيام الدولة
أمد/ تل أبيب: سلطت صحيفة "هآرتس" العبرية الضوء على التقديرات الأمنية الإسرائيلية، التي ركزت على أولويات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحالية والمستقبلية، والتي بحسب الصحيفة استبدلت مؤخرا من سعي عباس إقامة دولة فلسطينية إلى الاهتمام بسلطة "فتح" ومستقبل عائلته.
وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الجمعة، أن "مبادرة السلام الأمريكية التي خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعرضها في الأشهر القريبة القادمة ما زال الغموض يلفها، رغم تسريب مبادئها"، مضيفا: "ماذا سيحدث عند عرضها وكيف يستقبلها الطرفان؟".
وأكد كوفوفيتش أن "رؤية جهاز الأمن الإسرائيلي هي، أن رد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يتركز في مسألة واحدة أساسية، ماذا سيكسب شخصيا من ذلك، ولهذا السؤال جواب واضح".
وقال إن إسرائيل تعتقد اليوم أن ما يوجه عباس 83 عاما، والذي يعاني من مشاكل صحية، هو التهديد الذي سيأتي بعده، وماذا سيكون إرثه والأهم، مصير أبناء عائلته في اليوم الذي سيجلس فيه في المقاطعة خليفته".
واستبعدت الصحيفة، أن يتخذ عباس قرارات مصيرية في الفترة القريبة القادمة، لأن احتمال ذلك يبدو ضعيفا"، مشيرة إلى أن تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلية، أن "رد عباس على ترامب سيكون، إما كل شيء أو لا شيء".
وقالت: "عباس لا يخدع نفسه، لقد أدرك أنه في أيامه لن تكون دولة فلسطينية، ولكن قبل لحظة من مغادرته لمنصبه، من المهم بالنسبة له أن لا يرتبط اسمه تاريخيا، كمن قدم التنازلات بشأن حق العودة".
وعلق مصدر أمني لـ"هآرتس"، موضحا أن "التركيز على إرث عباس ليس بالضرورة بسبب رؤيته السياسية، فهو يعتقد أن الطريقة التي سيغادر بها ستؤثر على أمن أبناء عائلته وشخصيات كبيرة في الحركة في ذات اليوم الذي سيلي حكمه"، معتبرا أن ما يبحث عنه هو أشبه بـ "بوليصة تأمين لاستمرار تواصل الحكم والحفاظ على مقربيه".
وأضاف "عندما تفحص أجهزة الأمن استراتيجية عباس الحالية، يحصلون على إجابة مركبة، ففي مسألة العلاقات مع إسرائيل؛ يشدد مواقفه ويطلق تصريحات نارية (مثلما جرى عقب نقل السفارة الأمريكية)، وفي الأخرى يعارض العنف ويحارب الإرهاب (المقاومة المسلحة) ويقوم بالتنسيق الأمني مع إسرائيل".
ولفتت الصحيفة إلى أن "قلق عباس على مستقبل عائلته، وبالأساس مستقبل نجليه: ياسر وطارق، الذين اغتنيا في السنوات الأخيرة، ولهما مكانة واسعة في عالم الأعمال، يعد مصدر القلق الأول فهو يخشى إن حدث له مكروه، أن يصبحا كعلامة فساد للنظام السابق، ويدفعون بالتالي الثمن، لذا بات يرسخ مكانتهم داخل فتح".
وأشارت الصحيفة إلى أن عباس "يدرك أن كل تحرك سياسي يقوم به الآن سيؤثر بصورة ملموسة على هوية خليفته واستمرار السلطة، ولهذا فإن تنازلات فلسطينية بعيدة المدى يمكنها المس ليس فقط بإرثه وصورة عائلته، بل حتى يمكنها أن تؤدي إلى انقلاب".
وبينت الصحيفة، أن "الجهات الأمنية في إسرائيل، تعتقد أن عباس في الفترة القريبة القادمة، سيتشدد في مواقفه،منوهة أنه رغم ذلك، سيكون هناك جهات أمنية إسرائيلية تعتقد أن عباس لن يتخلى تماما عن إجراء محادثات مع إسرائيل، لسببين أساسيين هما: أن لا يعتبر العائق أمام الاتفاق، والثاني من أجل تعزيز مكانته تجاه الزعماء الأوروبيين .
وتابعت: "تستطيع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، الحفاظ على استمرار الحكم؛ لأنها لديها القدرة والقوة لذلك".
وذكرت الصحيفة، أن هناك حالة من "القلق لدى الجهاز الأمني في إسرائيل، وذلك عندما لا يكون ضمان بخصوص هوية الشخص القادم، والذي سيجلس في المقاطعة، حيث تتراوح الاحتمالات بين جبريل الرجوب؛ ونائبه محمود العالول ومروان البرغوثي، أو مرشح مفاجئ آخر".
ونقلت الصحيفة عن ضابط رفيع قوله " نحن لا نستطيع معرفة من سيصعد، فهل ستحاول حماس ان تأخذ بالقوة القيادة في الضفة، مثلما فعلت في غزة؟"، لافتا أن "الأمن الاقتصادي يقلص كثيرا الإرهاب ونحن نعمل بهذا الاتجاه؛ عشرات الآلاف يذهبون كل يوم للعمل في إسرائيل، وآلاف السيارات من إسرائيل تدخل إلى الضفة، وهذا يحرك الاقتصاد ويقوي أبو مازن والقيادة الفلسطينية".
ومع ذلك، أكد الضابط الإسرائيلي أنه "لا يمكن أن نقرر الآن، ماذا سيكون في اليوم الذي سيلي عباس".