ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75483 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: براءة الاطفال والعابهم.. تشق سكون الاحياء الجرشية الجمعة 11 يوليو 2014, 1:00 am | |
| [size=32]براءة الاطفال والعابهم.. تشق سكون الاحياء الجرشية[/size] جرش – الدستور – حسني العتوم الخميس، 10 يوليو / يوليه/تموز، 2014ينقضي يوم الصوم تلو الاخر، كل يعبر بطريقته عن سحابة يومه، وللاطفال طريقتهم التي يبتكرونها في المساءات والليل، ففي المساء تهدأ اصواتهم كما حركاتهم تبدو بطية في العابهم التي عادة ما تقتصر على الجلوس بشكل دائري كلما تسنت لهم شجرة هنا او هناك او ظل منزل ولا تكاد حركاتهم تفارق اماكن الظل وهكذا يستمرون في الحفر بالتراب تارة واقامة بعض الاشكال الهندسية من الحجارة الصغيرة حتى تنحني الشمس للغروب.وما ان يعلن الاذان حتى تراهم كالفراش يفرون الى منازلهم ليشحنوا انفسهم بالطاقة مما تيسر لم من طعام وشراب، وما هي الا لحظات حتى تغص الازقة بهم ، وينظمون انفسهم بطريقة عجيبة وينطلقوا في العابهم والتي عادة ما تكون لعبة «الطميمة» سيدة الموقف بحيث يقوم احدهم باغماض عينية والارتكاء على احد اعمدة الهاتف او الكهرباء ويقوم بالعد الى العشرة تلك الفترة التي يتوجب على الاخرين ان يختبئوا فيها عن الاعين خلف الجدران او بين الزريعة او خلف البيوت ، ويختمها بكلمة « طقت « لتبدا بعدها عملية الكشف عن مخابئهم من اللاعب الرئيس في هذه اللعبة والكشف عن اماكن الاختباء فاذا انكشف احدهم يقول له « اطلع شايفك تحت البلانة او خلف الزاوية الفلانية فيكون بهذه الحالة قد كسب في اللعبة ، اما اذا سبق احد المختبئين الى ذلك العمود فيعلن انه فاز بقوله «كمستير واحد اثنين ثلاثة»، عندها يكون هذا الفائز هو من يقع عليه اغماض عينية والكشف عن باقي المتسابقين المختبئين.وفي اثناء هذه اللعبة تتطاير صرخات الاطفال كقولهم «شايفك .. ايوه اطلع من هناك .. وتتعالى اصواتهم اكثر لتبقى مغردة في اجواء الحارات حتى ساعة اذان الفجر».احمد طفل سوري في الخامسة من عمره يقطن في حارة حي الامير حمزة في جرش يقول: استمتع بهذه اللعبة مع اصحابي ولا ندري كيف الوقت يمضي بنا مشيرا الى ان لعبة « الطميمة « هي اللعبة المفضلة لدية ولاصحابة حيث لا يتوفر لهم مكان اخر لقضاء اوقاتهم.الطفلة اميرة في السابعة من عمرها تقول انا ضمن فريق الطميمة ونتسلى بهذه اللعبة وعن دورها في اللعبة تقول انني انتظر ان اربح اللعبة واقوم بدور اللاعب الرئيس فيها لكن الاولاد اسرع مني ومع ذلك احاول.اما محمد ست سنوات فله راي مخالف يقول ان هذه اللعبة تعتمد على السرعة والاسرع هو من يربح فيها ولذلك عادة ما اكون انا فيها اللاعب الاساس حيث انني سريع ولا احد من الفريق يسبقني الا ان اتنازل عن هذا الدور طواعية ومن خاطري.اما سيدات المنازل فلهن راي بالعاب الاطفال : تقول ام محمد لدي اربعة اطفال ومن الصعب ان يبقوا في المنزل طيلة النهار فيتجمعوا مع اطفال الحارة ويمارسون لعبتهم المفضلة «الطميمة» ويقضون فيها ساعات طويلة خاصة في الليل وكذلك في ساعات المساء وهذه الفترة اكون بحاجة الى الهدوء في المنزل كي اعد وجبة الافطار .ابو محمود من نفس الحي يقول هؤلاء الاطفال اشقياء ولا نملك الا ان نستسلم لرغباتهم مستدركا انهم يلعبون ولكن يزعجون بصراخهم المتواصل الذي لا يقطعة الا ساعة اذان المغرب او الفجر.وتبقى العاب الاطفال المتوارثة والتقليدية هي سيدة الموقف على امتداد الشهر الفضيل في غالبية احياء مدينة جرش وقراها من خلال الالعاب المتوارثة او تلك التي يبتكرونها، فمن بين تلك الالعاب التي شاهدتها لعبة «العلامات» وهي عبارة عن اربعة اعمدة تبنى من الحجارة على ارتفاع 30 سم ويكون امامها عمود خامس يسمونه « العرنيط « يبعد عنها الى الامام ضعف المسافة الفاصلة بين الاعمدة الاربعة الخلفية والتي عادة ما تكون نحو نصف متر، ويضع اللاعبون خطا للرماية يبعد عن العرنيط نحو عشرة امتار او « فحجات « تلك هي وحدة القياس المتعارف عليها بينهم ولكل منها علامة فالعرنيط بعشر علامات وباقي الاعمدة علامة واحدة لكل منها اذا ما تم اسقاطه ،ويرجع اللاعبون الى الخط الذي تم اعتماده بينهم والذي لا يجوز تجاوزه ، ويبدؤون بالرماية على تلك الاعمدة فيما يجري التحكيم بينهم بعد ان يقسموا انفسهم الى فريقين ولكل منهم ضربة وهكذا تستمر اللعبة بينهم ويشترط على الفريق الخاسر اعادة بناء تلك الحجارة وتكون الضربة الاولى بهذه الحالة للفريق المقابل.تلك هي طقوس الاطفال في رمضان ومن العابهم يصنعون فكرة اللعبة وشروطها ويلتزمون بها ويقرون بالفوز والخسارة عن طيب خاطر رغم صرخاتهم المتطايرة في الاجواء فرحا بالانتصار او «حنقة» على الخسارة . |
|